دفاع الخنادق - 10 - أعظم عرض سيرك في العالم (الجزء الأول)
الفصل الخامس: أعظم عرض سيرك في العالم (الجزء الأول).
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قصر العمدة
الخارج كان مليئا بصوت التكلم.
أمام البوابة الرئيسية لقصر كبير عدة عربات كانت متواجدة هناك. وبدون أي توقف آنسات ورجال محترمون واصلوا النزول من هذه العربات. أشكالهم وملابسهم كلها تختلف ولكن هنالك شيء واحد متماثل بينهم جميعا: جميعهم يملكون قرونا على رأسهم.
أنا كنت جالسا في عربة من تلك العربات وأنا أنظر إلى الخارج من النافذة.
“على ما يبدوا فإنه لن يحضر الكثير من ملوك الشياطين.”
“الحضور إلى تجمع ليلة والبورغيش ليس إلزاميا. ملوك الشياطين الذين يفضلون الوحدة على الأرجح لن يحضروا. ملك الشياطين ذي الرتبة الأولى باال وملك الشياطين ذي الرتبة الثانية أغاريس لن يحضرا.”
“إذا لما يجب علي أنا الحضور؟ هذا حقا مزعج.”
“هذا اللقاء اليوم يتم عقده من أجل نقاش تدابير مضادة للوباء. إنه سيكون من الصعب لجلالتك الذي يملك إحتكارا على الدواء للوباء أن لا يحضر.”
“إذا هذه مشكلة بسبب كوني كفوءا للغاية.”
بعد مدة من الصمت لابيس لازولي قامت بالتمتمة بصوت خافت.
“…….يا جلالتك. كما توقعت، هذه لا يجب عليها الدخول مع جلالتك.”
“هل مازلتي تقولين ذلك؟”
أنا بدأت بالتذمر قليلا.
“أنت خطيبتي. أي مرأة سوف أخذها معي إلى حفلة الرقص هذه من غير خطيبتي؟”
في هذا التجمع لقد تم تجهيز نوع من أنواع الترفيه قبل بدأ النقاش بشكل رسمي. ونوع الترفيه ذلك هو حفلة رقص صغيرة.
أنا قد إخترت لابيس لازولي لتكون شريكتي في حضور الحفلة. هذا خيار واضح. ولكن، على ما يبدوا فإن أنستنا لالا هنا ليست مرتاحة مع قراري هذا.
“ليلة والبورغيش هو تجمع خاص بملوك الشياطين. فقط أسياد ذوي أعلى درجات المكانة يملكون الحق للحضور معهم. هذا ليس مكانا يجب على منبوذة ذي دماء مختلطة مثل هذه التواجد فيه.”
“وبالرغم من ذلك فإنه ليس هنالك أي قانون يقول بأن شريكك في الحفلة يجب أن يكون ملك شياطين أو مثل ذلك. إنه لا بأس أن أحضر أي شخص أريده.”
“بالرغم من أنه ليس هنالك أي قانون ضد ذلك إلا أن التقاليد……”
“أأأه، أنا لا يمكنني سماعك- أنا لا يمكنني سماعك-.”
لابيس لازولي قامت بإغلاق فمها.
قراري لن يتغير حتى ولو قمتي بالتحديق إلي بأعين الإنزعاج تلك.
دانتاليان حاليا يتلقى كمية هائلة من الإهتمام كونه البطل الرئيسي في قصة رومانسية.
رجل قد أعماه الحب. هكذا أبدوا للأشخاص الأخرين. إنه من المستحيل أن أترك لابيس لازولي الأن لأحضر لوحدي.
بالإضافة، لقد بدأت تعجبني هذه التمثيلية. مغفل قد قام بغمس نفسه في الشغف لدرجة أنه قد فقد كامل عقلانيته. أليس هذا مناسبا؟ ليس هنالك أي شخص سوف يكون حذرا بالقرب من مغفل مثل ذلك.
الأشخاص الأذكياء فقط سوف ينظرون إلي بإستهزاء فقط. وبعد ذلك فإنهم سيسيؤون الفهم ليعتقدوا بأن المسؤول الحقيقي خلف كل هذا هو لابيس لازولي. جميع الشكوك سوف تركز على لابيس لازولي بينما أنا سوف أستمتع بأيام حريتي…..
هل أنا لربما عبقري؟
هذه حقا الخطة المثالية.
شكرا للموت الأسود لقد إستطعت الحصول على كمية هائلة من المال، والأن كل ما تبقى هو أن أقوم بعزل نفسي في قلعتي لأعيش بقية أيام حياتي كمنعزل. البوابة إلى الجنة متواجدة أمام عيني فورا.
“……..يا جلالتك، حاليا تعابيرك مشابهة للغاية للتعابير التي تكون على وجهك عندما تفكر بشيء منحرف.”
إخرسي.
بعد مرور 20 دقيقة المدخل الرئيسي قد أصبح فارغا مقارنة مع السابق. وفي هذا الوقت فإننا قمنا بالنزول من العربة والإتجاه إلى داخل قاعة التجمع. لقد إنتظرنا حتى الأن كوننا لم نرد أن يعيق ملوك الشياطين الأخرين طريقنا.
حارس البوابة قام بالإعلان بصوت مدوي فور ملاحظتنا.
“ذي الرتبة 71، ملك الشياطين دانتاليان يدخل.”
وفورا جميع المجتمعين في القاعة التفتوا لينظروا إلى جهتنا.
أنا قمت بالإتجاه إلى ركن من أركان الغرفة متجاهلا نظرات الجميع. أصوات تهامس الجميع حولي قد وصل إلى أذاني. وبالرغم من أنني لم أكن قادرا على سماع ما يقولونه إلا أنني متأكد بأنها ليست كلمات جيدة. إنهم على الأرجح مشمئزون من حقيقية حضوري رفقة هجينة كشريكي.
أنا قمت بالهمس.
“أنا أحس وكأنني أصبحت مشهورا للغاية.”
“هذه تعتقد بأنه لا يجب علينا المبالغة إلى درجة الإمساك بأيدي بعضنا البعض.”
“وما المشكلة كوننا نظهر كمغفلين بشكل مناسب؟”
بالمناسبة، حاليا نحن ممسكين بأيدي بعضنا البعض بشكل حميمي.
أنا قمت بالإبتسام قليلا.
“لا تكرهي شيئا فقط مثل إمساكنا أيدي بعضنا البعض. أنا أيضا أخطط تقبيلك بعد قليل.”
“إذا فإنه سوف يتم قطع لسانك يا جلالتك.”
“أنا معجب أكثر بطريقة ردك العدائية تلك.”
“بالطبع يا جلالتك.”
“أوه، لازولي. لا تعيشي بأنانية إلى هذه الدرجة. نحن حاليا العشيقين الذين يمثلان في أكبر فضيحة على وجه القارة. الجميع يطالبون عرضا منا. ألا يمكنك التضحية بشفتيك تلك قليلا من أجل تقديم خدمة للمجتمع؟ ضحي قليلا من أجل الجميع.”
“إنه لحقا من الصادم أن تتلقى هذه نصيحة حول التضحية من أكثر شخص أناني على وجه هذه القارة…..”
“أنا فضولي لذلك فإنه يجب علي أن أسأل. هل تعلمين بأنه كلما تكلمت بتلك الطريقة الباردة فإن شفتيك تلمعان بضوء مغري للغاية؟ لو من الممكن أنك تحاولين إغرائي بتلك الطريقة فإنه…..”
*دوس*
لابيس لازولي بدأت بالدوس على أصابع قدمي.
“يا لها من ردة فعل لطيفة. أنا بدأت أعجب بك أكثر فأكثر.”
“يا لها من مصادفة. هذه قد بدأت تكره جلالتك أكثر فأكثر.”
“نحن سوف نصل إلى أرض وسطى يوما ما.”
“أرجوك أبقي في بالك يا جلالتك بأن تلك الأرض الوسطى لن تكون أبدا فوق سرير ما.”
“يا لها من واجهة بائسة.”
أنا قررت أن أتراجع قليلا هنا. حقا ليس هنالك أي شيء أكثر إمتاعا من إغاظة مرأة كفوءة.
جنيات قمن بالإتجاه إلينا حاملات صواني محملة بكؤوس مليئة بالنبيذ. أنا قمت بأخذ كأس من النبيذ الأبيض. لا بيس لازولي وأنا، بإنسجام (أنا أعترف بأنني أستخدم هنا كلمات يمكن مناقشتها بشدة) إستمتعنا بوقتنا ونحن ننتظر بدأ الحفلة.
بإستثناء الجنيات فإنه لم يقترب منا أي أحد أخر. الجميع واصلوا النظر إلينا من بعد فقط. أنا بدأت أشعر وكأنني أصبحت فرسا نهريا في حديقة حيوانات.
بالرغم من ذلك فإنني إستطعت إمضاء وقتي بإستمتاع.
إنه لحقا من المثير الإهتمام رؤية كيف يبدوا ملوك الشياطين في الواقع عندما في السابق لم أستطع رؤيتهم سوى كصور مرسومة في [هجوم الخنادق]. ذي الرتبة التاسعة بايمون، ذي الرتبة الثامنة بارباتوس، ذي الرتبة الخامسة مارباس……. هل هذا هو مستوى أعلى ملوك الشياطين رتبة؟ إنهم أعداء أقوياء قد هزموا شخصيتي في اللعبة مرارا وتكرارا.
“أنا أتمنى أن أقدم ترحيبا لجميع السادة الذين إستطاع الحضور هنا اليوم من أجل تجمع ليلة والبورغيش. إسمي هو أيفار لودبروك وأنا من شركة كيونكوسكا. بالمناسبة لقد تلقيت الليلة شرف كوني مضيف هذا التجمع.”
رجل عجوز محترم قام بالتقدم إلى منتصف القاعة. تصفيق صغير صدر من بضعة ملوك الشياطين. أنا أحسست وكأنه فقط ستة ملوك شياطين قاموا بالتصفيق بينما الأخرين فقط قاموا بالنظر إلى الرجل العجوز بأعين خالية من أية مشاعر.
ومن جهة أخرى فإنني قمت بالعبوس قليلا.
“أيفار لودبروك؟”
“نعم. ذلك الرجل هو أغنى رجل في عالم الشياطين وهو مالك شركة كيونكوسكا ومصاص دماء حقيقي. ذلك هو أيفار لودبروك. وذلك هو الشخص الذي قامت هذه بخيانته شكرا لك يا جلالتك.”
“همم..”
ذكر هاه.
أيفار لودبروك هو شخصية تظهر في اللعبة أيضا. ولكن أيفار لودبروك الذي أعرفه مختلف قليلا عن هذا المتواجد أمامي.
أنا قمت بالإنتظار لأرى ما الذي سوف يحصل الأن بإهتمام.
“قبل أي شيء أخر، أنا أريد توضيح جدول أعمال اليوم. أولا، دوق الجحيم قد فارق الحياة الشهر الماضي. وبسبب عدم توفر أي وريث شرعي فإنه يجب علينا إختيار الدوق التالي بأسرع وقت ممكن. أنا أتمنى الحصول على أراء ملوك الشياطين هنا و……”
“مهلا. مهلا لحظة واحدة أيها الرجل العجوز.”
صوت فتاة قد صدر في القاعة.
الجميع إلتفت لينظر إلى مصدر الصوت.
القاعة لا تملك مصدر ضوء جيد لذلك فإن أغلبها مظلم. هنالك عدة شموع تطفوا في الأرجاء وهي مصدر الضوء الوحيد في هذه القاعة. الشموع الصفراء واصلت بالطوفان من مكان إلى أخر في القاعة مظهرة شخصا ما للحظة واحدة. ولكن هذا يدوم للحظة واحدة لتطفوا الشمعة إلى مكان أخر وليغطي الظلام ذلك المكان مرة أخرى.
“بسبب ذلك الوباء الملعون جميع طرق السفر عن طريق التنقل الآني قد تم إيقافها. جميعا قد وصلنا إلى هنا عن طريق الركوب على مكانس سحرية لعدة ساعات وهذه طريقة سفر جميعا لسنا معتادين عليها. وهل تعرف ما الذي يعنيه هذا؟ هذا حقا أفضل وقت لنقاش أمور سياسية تافهة ومملة.”
ضوء الشمعة قام بعكس وجه الفتاة.
الفتاة تملك شعرا أبيض مثل الثلج.
لربما أعينها تلمع بضوء ذهبي ولكنه لمن من المؤكد أنها تملك نظرة تسخر من جميع من في هذا العالم بإستثناء نفسها. مهما نظرت إليها فإنها تبدوا وكأنها فتاة لا يتجاوز عمرها 14 سنة، ولكنها هي أيضا ملكة شياطين. ملكة شيطاين قد عاشت لأكثر من 500- ذي الرتبة الثامنة بارباتوس.
بالمناسبة، أنا لا أعرف إن كانت تحاول أن تحقق منظرا متوازنا مع شعرها الأبيض إلا أن صدرها مسطح كليا مثل مسطحات سيبيريا العظيمة. إنها من جميع الجهات تبدوا مثل فتاة صغيرة.
“يا جلالتك بارباتوس. نحن نتفهم ذلك ولكن الموضوع ضروري…..”
“بالطبع. وباء ينتشر إلى جميع أرجاء القارة وهنالك سبعة ورثة في منطقة الجحيم يتسببون بحرب داخلية وبسبب الحرب الداخلية في مملكة ساردينيا فإن النبلاء الذين لم يستطيعوا الفوز قد بدأوا بالإنقلاب. أين نحن بإستثناء عصر فاسد؟ بالرغم من ذلك العالم كان فاسدا منذ 100 سنة، منذ 200، وحتى منذ 500 سنة العالم كان هكذا.”
بارباتوس قامت برفع الكأس في يدها اليمنى.
“حتى ولو تم تأخير التجمع لبضعة ساعات فإنه لن يتغير أي شيء يا مصاص الدماء العجوز. إشرب بعض النبيذ ولا تقل أي شيء أخر. إسمح لنا بالإستراحة قليلا.”
“أممم…..”
الرجل العجوز، أيفار لودبروك قام بفتح وإغلاق فمه بدون أن يجد أي شيء ليقوله.
مصاص الدماء الحقيقيين لربما هم نبلاء بين الشياطين ولكنهم مازالوا أقل مكانة من ملوك الشياطين. إنه من الصعب لأي شخص تجاهل إقتراح تأجيل التجمع مباشرة.
إلا لو كان ملك شياطين ذي رتبة مماثلة.
“جاهلة تماما مثل السابق يا بارباتوس.”
هذه المرة صوت مرأة ناضج صدر في القاعة.
“أنت يمكنك شرب النبيذ متى ما أردتي. أنت دائما ما تغرقين نفسك في النبيذ طوال العام لذلك لما لا تحاولين الصبر قليلا لهذه الليلة فقط؟ هذا إن كنت تعرفين معنى كلمة ‘الصبر’ أصلا.”
ضوء شمعة قام بإظهاء شكل هذه المرأة.
بشكل معاكس لبارباتوس فإن هذه المرأة تملك شعرا أحمر للغاية وأعينها تلمع وكأن الشخص الوحيد الذي تسخر منه في كامل هذا العالم هو بارباتوس.
لابيس لازولي قامت بالهمس في أذني بصوت خافت.
“تلك هي ذي الرتبة التاسعة، بايمون. كراهيتها تجاه بارباتوس لمعروفة للجميع.”
“أنا يمكنني معرفة ذلك بدون أي شرح. تلك الكراهية واضحة بسبب كون التوزيعات غير عادلة على الإطلاق. لو كنت في مكان بارباتوس فإنني على الأرجح كنت لأكره بايمون أيضا.”
“التوزيعات؟”
أنا قمت بالإشارة إلى بايمون بإستخدام ذقني. لابيس لازولي إتبعت إرشادي لتنظر إلى ملكة الشياطين.
أعين لابيس لازولي قامت بالوصول إلى صدر بايمون. بشكل مختلف عن بارباتوس فإن بايمون تمتلك صدرا يستحق الفخر. هذا دليل على أن الطبيعة حقا ليست عادلة.
لابيس لازولي قامت بالتنهد.
“……يا جلالتك. أرجوك شارك في اللقاء بشكل جدي.”
“كلما رأيت تلك التلتين المرتفعتين فإنني أشعر بالإنذهال. هذا نفس الشعور الذي تشعرين به عند رؤيتك منظرا طبيعيا خلابا.”
“أرجوك أدرك يا جلالتك بأنك تبدوا وبحق الأن قذرا للغاية.”
“لالا، أنا شخص يكره الخروج إلى الخارج أكثر من الموت. أنا حاليا أختبر الموت بشكل واقعي. لو مللت من إغاظتك فكيف سيمكنني مقاومة رغبتي في قتل نفسي؟”
لابيس لازولي أصبحت صامتة.
وبدل ذلك فإن الضغط على قدمي اليمنى قد إزداد.
أنا قمت بالإبتسام متجاهلا الألم من أصابع قدمي.
“هذا هو ثمن تعذيبك لي بشكل يومي. لتعاني الأن من أجل متعتي.”
“…….هل حقا يا جلالتك كرهت إيقاظ هذه لك في الصباح إلى تلك الدرجة؟”
“كل شخص يملك ساعتهم الجسدية. أنا شخص لا يجب عليه الإستيقاظ في الصباح على الإطلاق.”
“أنا أعتقد أن نوم 16 ساعة بشكل يومي لهو ليس بسبب ساعة جلالتك الجسدية. هذه تعتقد بأن المشكلة ليست مشكلة جسدية بل تكمن المشكلة في عقلية جلالتك.”
“بإختصار، هل تريدين القول بأن عقليتي خاطئة وأنها عفنة مثل أقذر الأماكن في العالم؟”
“اليوم، في هذا المكان فإن هذه أدركت لأول مرة بأن جلالتك يملك قدرة إستنتاج مذهلة.”
“لالا، أنا يجب علي النوم 15 ساعة في يوم واحد.”
“مهما كانت الكمية أو السبب، هذه لا يمكنها السماح بأكثر من 7 ساعات.”
“ماذا؟ 7 ساعات؟”
حدة صوتي إرتفعت قليلا.
“7ساعات؟! هل أنت تمزحين معي؟ إنه من الأفضل لو أخبرتني أن أستلقي لأنهض فورا. الأشخاص بحاجة إلى 12 ساعة من النوم على الأقل.”
“هذه لا تنام أكثر من 4 ساعات بشكل يومي منذ اليوم الذي جالت فيه هذه الأزقة الخلفية للمدن لمدة أكثر من 30 عاما.”
“أوووه، إذا هذه هي اللحظة التي نكتشف فيها لما أنت شخص متحجر القلب ومعدوم المشاعر إلى هذه الدرجة. وأخيرا لقد إكتشفت لما مشاعرك ثائرة بشكل يومي وكأنك تعانين من دورة شهرية أبدية.”
“يا جلالتك، معظم الأشخاص لا ينامون سوى 7 ساعات بشكل يومي.”
“ومعظم الأشخاص مخطئون. ألم تسمعي ما الذي قالته بارباتوس؟ ألم تشهد هي بأن العالم سواء في الحاضر أو الماضي قد كان قذرا؟ هذا كله بسبب قلة النوم. هذا إستنتاج منطقي كليا ولا يمكن مناقشته.”
“ذلك مستوى من المنطق سوف يجعل حتى سقراط يبكي.”
ومرة أخرى، لابيس لازولي وأنا قد فشلنا في الوصول إلى أرض وسطى دبلوماسية.
15 ساعة و 7 ساعات، الفارق بين الإثنين كبير للغاية. لو واصلت الأمور هكذا فإن حربا ستندلع. المأساة ستتكرر.
نحن أيضا لسنا الوحيدين اللذان تتعرض علاقتهما لضرر. في القاعة بايمون وبارباتوس قد بدأتا حرب نفسية طاحنة ضد بعضهن البعض.
بارباتوس بدأت الضحك بسخرية.
“بايمون. أنستنا العاهرة الأنيقة! لقد سمعت خبر بأنك وأخيرا قد مارست علاقة مع سنتور البارحة. فخذيك يجب أن يكونوا متجمدين للغاية من ذلك، ولكنني أرى أنك إستطعت الزحف ووصلت إلى هنا بشكل جيد. أو ربما هل فمك السفلي قد سبق وأصبح واسعا لدرجة أنه يمكنك التعامل مع شيء مثل سنتور بسهولة؟ هم-؟”
(سنتور: كائن جسده العلوي بشري وجسده السفلي حصان.)
“الأشخاص لربما سيعتقدون بأنك جاهلة بسبب كون كلماتك قذرة إلى تلك الدرجة. بارباتوس، أنت يجب عليك التحلي ببعض الأداب. لقد واصلت التصرف مثل طفل لأكثر من 500 سنة لذلك فإنه قد حان الوقت لتتصرفي مثل شخص ناضج قليلا.”
بايمون قامت برفع حافت فمها وبعد ذلك فإنها قامت بتغطية فمها بإستخدام مروحتها.
إنها قد أظهرت بسمتها عن عمد قبل أن تقوم بإخفائها.
“بجسد مثل ذلك أنت لن تكوني حميمية أبدا مع رجل حقيقي. بما أنك لم تستطيعي بدأ ولو حتى علاقة حقيقية واحدة طوال حياتك فإنه لمن الطبيعي أن تظلي فتاة صغيرة. أوه يا عزيزي، أنا أسفة. إنه لمن الخاطئ السخرية من شخص أخر بسبب شكل جسدهم…..هذه السيدة قد تجاوزت حدها.”
“-الأمر ليس وكأنني لا أستطيع الحصول على رجل ما، بل أنا عن عمد لا أريد الدخول في علاقة ما مع شخص أخر. أيتها الأنسة العاهرة. أنا عازبة بخياري. بالطبع فتاة مثلك ترمي جسدها من رجل إلى رجل أخر مثل منشفة قذرة لن تفهم أمرا مثل ذلك.”
“أها، لا داعي للتوضيح. هذه السيدة تفهم بشكل كامل.”
بايمون قامت بالإبتسام قليلا بينما السخرية ملأت بسمتها.
“أنت لا يمكنك الحصول على أي فاكهة لذلك فإنه من المريح لك أكثر عقليا التظاهر بأنها جميعا حامضة وأنك لا تأخذين ولا واحدة منها عن عمد. بارباتوس، أليس من الممتع بحق رؤية الناس وهم يحاولون إقناع أنفسهم؟ أنا يمكنني القول أنني أحس وكأنني أرى درجة إفتقارهم للذكاء…..”
“………”
بارباتوس قامت بإغلاق فمها بقوة لدرجة أن أسنانها بدأت تصدر صوت صرير من شدة الغضب.
أنا كنت متأثرا بشدة من المحادثة بين بارباتوس وبايمون، ولهذا فإنني قمت بإخبار لابيس لازولي بما أشعر به الأن.
“لالا، أنا لربما أملك كراهية هائلة تجاه العالم الخارجي، ولكن لو رافقتني تلك الفتاتين فإنني لن أمانع الخروج إلى الخارج. فقط الوقوف هنا والإستماع إليهما يضعني في مزاج جيد.”
“هذه تعتقد بأن ذلك بسبب كون جلالتك عفنا كليا حتى الداخل.”
“هل تعتقدين بأنه سيكون من الممكن لي أخذهما في موعد معي في آن واحد؟ أنا سوف أخرج معهما ولأتراجع بعد ذلك إلى الخلف وأراقبهن وهن يتقاتلن.”
“الألهة ستكون مصدومة، الناس سيكونون مصدومين، وحتى الحكماء سيكونون مصدومين لدرجة أنهم سينهضون من قبرهم مرة أخرى بسبب شخصية جلالتك.”
لابيس لازولي قامت بالتنهد.
“طوال 300 سنة الماضية، بارباتوس وبايمون قد خاضتا حربا ضد بعضهما البعض لأكثر من 14 مرة. إنهن يملكن أسوء علاقة ممكنة بين ملوك الشياطين. هذه تنصح جلالتك بسبب ولائها أن تتخلى عن حلمك الصغير ذلك.”
“إنهن يبدأن حربا ضد بعضهن البعض كل 21 سنة؟”
الحرب ليست بلعبة أطفال. إنها تستهلك كمية هائلة من الجنود، الموائن والوقت. إن لم يكن يكرهن بعضهن البعض بشدة هائلة فإنهن ما كن ليبدأن حربا كل بضعة سنوات.
“يا لهن من فتايات وحشيات للغاية. أنا مهتم فيهن الأن أكثر.”
“هذه قد بدأت تقلق بشدة بشأن ذوقك في النساء يا جلالتك. هذه فقط تتمنى أن هذا قلق لا داعي له……”
“أين هي الثالثة؟”
لابيس لازولي قامت بإمالة رأسها.
“عفوا؟”
“أنا أتكلم عن الثالثة. الشخصية الثالثة. العالم هو بمثابة كون مصغر، ولهذا فإنه يملك عادة لإبقاء الأمور متوازنة. أنظري إلى هناك. الشخصية الأولى هي أنسة صغيرة تعيش والشتائم والكلمات القذرة على حافة لسانها، ومن جهة أخرى فإن الشخصية الثانية هي امرأة تتظاهر بأنها محترمة ولكنها تعيش حياتها وهي تقول كل ما تريده. توازن الكون محطم هنالك بشدة…..”
أنا قمت بهز رأسي قليلا.
“اللقاء بدون أي شخص وسيط ما كان ليدوم طوال السنوات الماضية. بالتأكيد هنالك شخص محترم يقدر على التحكم بتلك الفتاتين اللتان تتصرفان مثل أفراس نهرية في موسم التزاوج. مرأة مثل تلك هي على الأرجح مرأة ستلائم ذوقي أكثر.”
وكما توقعت.
“أنتما الإثنتين. إهدئا فورا.”
صوت نكد مدوي صدر في القاعة.
“بسبب مشاكلكما الشخصية اللقاء قد توقف. ما رأيكم في إظهار بعض الإحترام لأيفار لودبروك الذي تقدم ليكون مضيفنا اليوم.”
ملوك الشياطين الذين كانوا مشغولين بالنقاش والهمس بين بعضهم البعض قد أغلقوا فمهم فورا.
شمعة قامت بإظهار وجه المتكلم الجديد.
ذي الرتبة الخامسة مارباس.
الشخصية الجديدة يملك ثوبا أوروبيا الشكل على كتفيه وذي حجم جسدي كبير……الشخصية الجديدة هو رجل أصلع عملاق.
لابيس لازولي قامت بالهمس.
“هذه حقا لم تملك أي سبب لتقلق بشأن ذوق جلالتك في النساء.”
“……أنا أسحب كامل ما قلته سابقا.”
“مارباس معروف بشهرته بين النساء، ولكن هذه لم تتوقع أنه يستطيع جذب حتى شخص من نوع جلالتك.”
فور تدخل ملك الشياطين الأكبر رتبة بين الحاضرين فإن جو القاعة أصبح أكثر هدوءا. أيفار لودبروك واصل اللقاء بسرعة بعد تلقيه مساعدة مارباس. بينما أنا بدأت بشرب بعض النبيذ فإنني واصلت الإستماع إلى مختلف المواضيع التي يناقشونها.
♦♦♦♦♦
الوقت واصل المرور ببطء.
الأمور كانت لتكون ممتعة لو حدث جدال أخر ولكن كل من بارباتوس وبايمون قد ظلتا صامتتين. لذلك فإنني لم أستطع إيجاد أي نوع من أنواع الترفيه في هذا اللقاء.
هذا الموقف المضجر قد جعل أعيني تواشك على الانغلاق كليا. لولا لابيس لازولي التي واصلت قرص جانبي فإنني كنت على الأرجح قد سبق وغط النوم علي.
بينما أنا كنت أخوض معركة دموية ضد نعاسي فإن بايمون وأخيرا قد فتحت فمها مجددا.
“يا زملائي الأعزاء ويا أيفار لودبروك. قبل بدئنا نقاشنا حول الوباء، هنالك حادثة يجب علينا الإهتمام بها أولا.”
“وما هي تلك الحادثة يا جلالتك؟”
“حادثة قتل. أنا متأكدة أن الجميع هنا يعلم بشأن الحادثة المشينة التي حدثت منذ بضعة أيام. قريبنا أندروماليوس ذي الرتبة 72 قد تم قتله.”
أرا أرا؟
أنا قمت برمش عيني التي يغطيهما النعاس.
بايمون تجذب الأن موضوعا جديا بعض الشيء.
“أندروماليوس، لقد كان رجلا ليس بمحترم وبالرغم من أنه كان يتصرف بطرق غير مناسبة بملك شياطين إلا أنه مازال واحدا منا، ملك شياطين مثلنا.”
بخطى صغيرة بايمون بدأت بالإتجاه إلى وسط القاعة. كل خطوة قامت بأخذها قامت بإزالة القليل من النعاس في جمجمتي. بالوقت الذي وصلت فيه إلى وسط القاعة فإنني قد سبق وأصبحت يقظا بالكامل.
“مهما كانت القارة كبيرة فإن عدد ملوك الشياطين هو 72 فقط. نحن عرق مكون من 72 شخص فقط. قيمة كل واحد منا لثمينة لدرجة أنه لا يمكننا المقارنة مع الأعراق الأخرى. وواحد من أقربائنا ذلك تم قتله بدون رحمة.”
بايمون قامت بالإلتفات لتحدق إلي.
المشاعر المتواجدة في تلك الأعين الحمراء هي بدون أي شك مشاعر عدائية.
“الجميع هنا بالتأكيد يعرفون جدية هذه الحادثة. المسؤول عن قتل قريبنا يجب أن تتم معاقبته بشكل عادل.”
وفور ذلك جميع ملوك الشياطين قد التفتوا إلى جهتي.
“…………..”
صوت تحذير بدأ بالصدور في عقلي.
الرغبة في النوم التي كانت متواجدة سابقا في عقلي قد إختفت فورا وفي نفس الوقت فإن وعي أصبح باردا للغاية. هجوم غير متوقع. موقف لم أجهز له مسبقا. عقلي بدأ بالعمل بسرعة بعد إدراكه بأنني في خطر.
لماذا؟
الزمن حولي بدأ يصبح أبطء فأبطئ.
‘لما تهاجمني بالرغم من أنني كنت واقفا بدون فعل أي شيء؟’
المعلومات البصرية التي أوقفت سابقا دخولها إلى دماغي من عيني قد بدأت بالتدفق فورا.
ملابس ملوك الشياطين.
التعابير على أوجههم.
شكل أفواههم وهم يهمسون لبعضهم البعض.
كل قطعة من المعلومات تم ‘تجميعها’ و ‘تحليلها’ بعد ذلك ليتم تخزينها فورا في دماغي.
أولا- بايمون.
لقد قامت بالنظر إلي لمدة صغيرة فقط قبل أن تلتفت بعض ذلك. حتى الأن فإنها مازالت في وسط إلقاء خطاب حامي ليس إلي، بل إلى ملوك الشياطين الأخرين.
ما الذي يعنيه هذا؟
‘إنها لا تهاجمني بسبب ضغينة شخصية ضدي.’
لو كان الأمر هكذا إذا.
‘إنها تهاجمني بسبب هدف سياسي ما. لهذا، وقبل مهاجمتي بشكل كامل فإن الأولوية هي إقناع ملوك الشياطين الأخرين.’
أنا قمت بقبول هذه الفرضية بشكل مؤقت.
وبذلك فإنني حصلت على نقط بداية لاستنتاجاتي. لقد حصلت على قطعة أساس واحدة. ومثل شجرة عملاقة تنموا على قطعة أرض صغيرة عدة فرضيات وإحتمالات بدأت بالظهور في دماغي.
‘ما هو نوع المنافع السياسية التي يمكنها الحصول عليها من مهاجمتي؟’
‘دانتاليان هو مجرد حشرة. ليس هنالك أي نفع في طعنه’
‘إذا بسبب الموت الأسود.’
إجابة فورية قد ظهرت.
‘عن طريق إستخدام موت أندروماليوس كعذر فإنهم سيحصلون على كمية العشب الأسود الهائلة التي أملكها. هدف بايمون يكمن هناك.’
‘شريك؟’
‘لو حاولت الحصول على كامل العشب الأسود من أجل نفسها فإن ملوك الشياطين الأخرين على الأرجح سيعارضون. هنالك شريك هنا. من هو؟’
المرحلة الأولى من استنتاجاتي قد تم إكمالها.
أنا قمت بالنظر حولي.
عدد ملوك الشياطين المتواجدين هنا هو 32. عدد الأشخاص الذين رافقوا ملوك الشياطين هو 32 أيضا. لو إحتسبت المضيف، أيفار لودبروك، فإذا فإنه هنالك 65 شخصا في هذه القاعة. وجميع الأشخاص في القاعة حاليا ينظرون بيني وبين بايمون.
‘هنالك الكثير.’
أنا يجب علي التقليل من عدد المشتبه بهم.
أنا بدأت بتغيير طريقة تفكيري.
طبقا لطرق العمل المحفورة في وعيي.
كمية أكبر من الفرضيات.
كمية أكبر من الإحتمالات.
أسرع.
‘ماذا لو لم يكن هدفها الرئيسي هو مهاجمتي؟’
من وجهة نظر شخص أخر فإنني لا أملك القدرة على توقع حدوث وإنتشار الوباء. هذا أمر مستحيل القيام به من وجهة نظر بديهية.
شخص ما قام بنشر الوباء عن عمد. إنه من الطبيعي أكثر التفكير بهذه الطريقة.
وإنهم أيضا سوف يفكرون بأن المذنب هو شخص أخر كون دانتاليان هو ملك شياطين معدوم الموهبة.
مذنب.
مذنب يملك القدرة على صنع الوباء ونشره.
أعيني إتجهت ببطء إلى ملك شياطين معين. فتاة ذي شعر أبيض تمسك بكأس من النبيذ الأحمر لتواصل الشرب من كأسها بدون توقف.
‘بارباتوس.’
‘فقط محيي الأجساد يستطيعون التحكم بالأوبئة.’
أعظم محيي أجساد في التاريخ.
ملكة الشياطين لتحقق لقب الساحرة العظيمة في فرع السحر الأسود.
من وجهة شخص ثالث فإنه ليس هنالك أي شخص قريب إلى كونه ‘المذنب الحقيقي’ أكثر من بارباتوس.
‘إذا الأمور هي هكذا.’
قلبي بدأ يبرد أكثر فأكثر.
‘ولهذا فإن المهاجمة الأن هي بايمون.’
الأن أنا قمت بالإلتفات لأنظر إلى بايمون.
بايمون كانت ممسكة بمروحتها وكأنها تحاول إعلان شيء ما. حركاتها كانت بطيئة للغاية وحتى تنورة ردائها كانت متجمدة في الهواء وفمها كان يتحرك ببطء شديد.
الأحداث هناك لا يمكنها المواكبة مع سرعة تفكيري.
بايمون.
عدوة بارباتوس اللدودة.
بالنسبة لها، بارباتوس هي المذنبة الحقيقية لنشر الموت الأسود.
دانتاليان ليس سوى مجرد قطعة شطرنج يتحرك بدل بارباتوس.
‘أنا أتساءل.’
أنا مدرك كليا لدرجة سوء موقفي الحالي.
بدون أن أدرك الأمر لقد إنتهى بي الأمر عالقا في القتال السياسي بين نبلاء أخرين.
ولهذا فإن السياسيون لمزعجون بحق. إنهم يبدأون مشاكل عديدة لوحدهم ويورطون أشخاص آخرين لا علاقة لهم بالأمر. إن لم يكونوا يتسببون بضرر كبير بحق فإنني لا أدري ما الذين يفعلونه.
المشكلة هي أن بارباتوس وبايمون يملكان علاقة سيئة لدرجة أنهما يتحاربان كل 21 سنة. علاقتهما الدبلوماسية شرسة بحد نفسها لدرجة أنه لا يمكن مقارنة علاقتي مع لابيس لازولي معهما.
كلما ساءت العلاقة بين ملكتي الشياطين هاتين فإن حرب تبدأ بين الشياطين.
وبالرغم من ذلك فإن بايمون بدأت بمهاجمة ‘دانتاليان، بيدق بارباتوس’. إنها تتهمني وهي مستعدة لأسوء نتيجة محتملة.
حجم الخطة لكبير للغاية لتبدأ بالتصرف إعتمادا فقط على إعتقاد ما. الحرب ليست أمر تقوم به بدون أي تفكير. الجنود يموتون، المؤن يتم إستهلاكها، وحتى صحتك العقلية تعاني ضررا.
السبب الذي يجعل بايمون تتصرف الأن.
السبب الذي يجعلها تتهمني بكوني المجرم بالرغم من إدراكها كليا أن أسوء نتيجة ممكنة هي الحرب.
بمعنى أخر، دليل لا يمكن إنكاره.
‘بايمون لديها دليل ما.’
دليل بأن الموت الأسود لم يحدث عن طريق الصدفة.
‘ولكن ما نوع الدليل الذي يمكن أن تكون تملكه…..أها.’
أنا قمت بإطلاق صوت إدراك في عقلي.
لقد فمهت.
لما لم أفكر بشأن هذا سابقا؟
بعد نظري إلى بايمون وبارباتوس فإنني قمت بالنظر إلى الفتاة الواقفة بجانبي.
لابيس لازولي.
لو فكرت بشأن الأمر فإن الأمر لحقا بسيط للغاية.
في اليوم 06/27 لابيس لازولي كانت في المكان الذي إنتشر فيه الموت الأسود لأول مرة وقد شهدت إنتشار الوباء. لقد كانت حاضرة في نقطة البداية.
لابيس لازولي قد ذهبت إلى هناك فقط بسبب نصيحتي. ولكن، من وجهة شخص خارجي فإن الأمور ستبدوا مختلفة كليا.
السوسكوبوس التي قامت بشراء العشبة السوداء عن طريق الصدفة، وعن طريق الصدفة كانت متواجدة في أول مكان إنتشر فيه الوباء، وأخيرا عن طريق الصدفة لقد إتضح بأن دواء الموت الأسود هو العشبة السوداء.
هكذا ستبدوا الأمور من وجهة شخص خارجي.
إنهم سوف يقولون بأن هذا غير ممكن.
وحتى بايمون على الأرجح قد حكمت ‘بأن هذا غير ممكن’.
بل على العكس، الإحتمال التالي هي إحتمالية سيصدقونها أكثر. بارباتوس قامت بصنع الموت الأسود ولابيس لازولي إستخدمت طريقة ما لنشره في المدينة. وبعد ذلك، لابيس لازولي قامت بالهرب إلى بيدق بارباتوس، دانتاليان……
المذنب الحقيقي هو بارباتوس.
البيدق هو دانتاليان.
الشخص ليقوم بتنفيذ الخطة هو لابيس لازولي.
هذا النوع من الهيكل المصنوع من الإحتمالات قد تم بناؤه في عقولهم.
أنا سأفضل قول بأن ذلك مجرد هراء سخيف ولكن من جهة أخرى بايمون أيضا سوف تقول بأن كلامي مجرد هراء سخيف.
لو قامت بايمون بالسؤال، ‘وكيف يمكنك توقع الموت الأسود مسبقا، ولما لابيس لازولي كانت متواجدة هناك؟’ أنا سيمكنني الرد فقط ب’أنا أعرف بشأن ذلك عن طريق اللعبة’. وحتى ولو كذبت وقلت بأنني ‘حظيت بحلم تنبؤي’ أنا لن يكون بإمكاني قول أي شيء لو رفضوا ذلك كمجرد هراء سخيف. بايمون سوف تحكم على الأمر فقط عن طريق التفكير بعقلانية وبشكل منطقي…..
‘بالرغم من أنها قد قررت مهاجمتي بسبب طريقة التفكير تلك.’
حسنا إذا.
تصرفات بايمون قد تم تفسيرها.
إذا فإنه قد تبقى الأن سؤال واحد.
من أخبر بايمون بشأن مكان تواجد لابيس لازولي؟
طوال الوقت الذي كانت لابيس لازولي متواجدة فيه في مكان إنتشار الوباء فإنها قد غيرت شكلها بإستخدام السحر.
فقط عدد صغير للغاية من الأشخاص يعرفون بشأن حقيقة تواجد لابيس لازولي في مدينة سايراكوز التي بدأ فيها الوباء بين 20/6 و 16/07. بالتحديد فإنه هنالك فقط شخصين يعرفان بشأن ذلك.
الشخص الأول.
‘أنا الذي أمرت لابيس لازولي بالذهاب إلى هناك.’
بالطبع، أنا لم أخبر بايمون بأي شيء.
الشخص المتبقي.
‘الشخص الذي بالطبع يعرف مكان تواجد لابيس لازولي كون ذلك عمله.’
بمعنى أخر رئيسها.
الشخص الذي تلقى تقريراتها.
رئيس لابيس لازولي السابق.
أيفار لودبروك–
أنا قمت بالإلتفات لأنظر إلى مصاص الدماء العجوز. الرجل العجوز المحترم ذي اللحية كان واقفا هناك لوحده. وكأنه لا يملك أي علاقة على الإطلاق بما يحدث هنا، مثل سرعوف ينتظر بخباء في العشب فريسته. مصاص الدماء العجوز هذا حقا يجيد الإختباء.
‘نعم.’
أنت كنت تتحكم بكل شيء من الظلال بخباء.
‘أنت هو الشريك.’
الشريك قد تم كشفه.
المرحلة الثانية من إستنتاجاتي قد تم إنهاؤها.
‘أنا سوف أعترف بالأمر.’
أيفار لودبروك هو مفترس جيد بعض الشيء.
مثل لبوءة، لقد حاول صيدي بحذر. منذ البدابة حتى النهاية، لقد حاول خلق شبكة لا يمكن الهرب منها حولي. مبتدئون مثل ملك الشياطين أندروماليوس والمغامر ريف لا يمكنهم المقارنة معه.
إنه على الأرجح أقوى خصم واجهته منذ وصولي إلى هذا العالم.
ولكن، هنالك إحتمالية لتكون جميع إستنتاجاتي خاطئة.
قبل أن أبدأ صيد أيفار لودبروك هنالك حقيقة يجب التأكيد منها أولا.
أنا قمت بالتمتمة بصوت خافت.
“لابيس لازولي.”
فور تحريكي لساني.
الزمن الذي أصبح بطيئا للغاية حولي قد عاد إلى سيلانه الطبيعي. تحركات بايمون، همسات الآخرين، والهواء في القاعة، كل شيء قد إستعاد سرعة تحركهم الطبيعية.
“……ولهذا فإن هذه السيدة تطالب بعقاب دانتاليان فورا. جريمة القتل هذه لا يمكن العفو عنها.”
بايمون قامت بالإشارة إلي بمروحتها لتتكلم بشغف.
“إنه سيكون من المناسب له أن يدفع مليون ليبرا كتعويض لقتله أندروماليوس ودانتاليان بنفسه يجب سجنه في السجن المتجمد لمدة 15 سنة.”
أنا أتساءل إن إعتقدوا بأن هذا عقاب شديد للغاية. الأشخاص هنا وهناك في القاعة بدأوا بالهمس بصوت أعلى من السابق. نصف الأشخاص في القاعة كانوا يشاهدون ما يحدث وكأنهم يشاهدون شيئا مثيرا للإهتمام بينما النصف الأخر كانوا يومؤون برأسهم بجدية وكأنهم يستمتعون بالموقف.
وفي هذا الموقف فإن لابيس لازولي قامت بالرد على مناداتي.
“نعم يا جلالتك؟”
“أنا أريدك أن تتبعي أمري التالي بدون أي إعتراض. خذي خمس خطوات مبتعدة عني وبعد ذلك قومي بالإتجاه إلى مدخل القاعة وكأنه قد طرأ شيء مهم.”
“…….هل يجب على هذه المغادرة من القاعة كليا؟”
صوت لابيس لازولي كان متجمدا بعض الشيء. أه، هذا أمر طبيعي كوننا حاليا تحت الهجوم من قبل ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة.
وبسبب هذا فإنني قمت بالهمس إلى لابيس لازولي.
“لا، ليس هنالك أي داعي للقيام بذلك. من الأن فصاعدا أعظم عرض سيرك في العالم على وشك البدأ، لذلك فإنه يجب عليك التواجد هنا للمشاهدة حتى النهاية. إحرصي على أن تشاهدي من مقاعد الزوار المميزين.”
“الزوار المميزين……؟”
لابيس لازولي أصبحت حائرة من طريقة تصرفي التي لا تظهر أي قلق.
بينما أنا كنت أهمس للابيس لازولي فإننا كنت أنظر إلى جميع أرجاء القاعة بحذر.
65 شخصا مهما مجتمعون في هذه القاعة. حتى ولو كنت أملك افضل عقل فإنه لو أردت إبقاء عين مراقبة على 65 شخص في أن واحد فإنه سيجب علي بذل بعض المجهود.
“أنا سوف أبدأ عدا عكسيا من خمسة.”
أنا قمت بأمرها بصوت خافت.
“تحركي فور صدور الرقم واحد من فمي. خمسة، أربعة، ثلاثة، إثنان…….”
واحد.
لابيس لازولي قامت بتحريك قدميها فورا.
وطبقا لأوامري فإنها تراجعت عني بخمسة خطوات. وبعد ذلك فإنها إتجهت بسرعة إلى مدخل القاعة.
‘لو هنالك شريك أخر من غير أيفار لودبروك.’
أنا قمت بتركيز تركيزي ونظري على كامل الحاضرين هنا في القاعة في أن واحد.
‘إنهم لن يولوا أي إهتمام للدمية دانتاليان، بل إنهم سوف ينظرون إلى الشخص الحقيقي الذي قام بتنفيذ الخطة، لابيس لازولي.’
65 شخصا.
من بين جميع هؤلاء الأشخاص، الشخص ليواصل النظر إلى لابيس لازولي حتى النهاية هو ‘العدو.’
فور وصول لابيس لازولي إلى المدخل، 21 شخصا قاموا بالإلتفات لينظروا إليها بشكل غريزي. ولكن هذا كان للحظة واحدة. الأشخاص فقدوا الإهتمام في تحركات السوسكوبوس وليلتفتوا بعدها موجهين نظرهم إلى بايمون أو أنا. بالنسبة لهم فإنهم لا يملكون أي سبب ليولوا أي إهتمام للابيس لازولي.
‘أخرج.’
أنا قمت بالإبتسام.
أنا أتسائل إن كان هذا بسبب عمل عقلي بسرعة هائلة منذ بضعة ثواني ولكن كإشارة تعب فإن قطرة عرق واحدة قامت بالظهور على جبهتي.
‘أظهر نفسك يا فريستي.’
بعد مرور ثلاثة ثواني عدد المشتبه بهم قد أصبح 15.
بعد الثانية الخامسة، العدد قد تقلص إلى 4.
وأخيرا وبعد مرور 11 ثانية…شخص واحد فقط.
فقط أيفار لودبروك.
مصاص الدماء المتظاهر بكونه رجل عجوزا محترما واصل مراقبة لابيس لازولي وهو يعبس.
‘أها.’
أنا قمت برفع حافتي فمي قليلا.
‘إذا أنت تريد القول بأنه ليس هنالك شريك أخر بإستثناء بايمون؟’
إذا، المرحلة الثالثة من إستنتاجاتي قد إنتهت.
جد دافع المذنب- جد شريك المذنب- وأخيرا قم بالتأكد من صدق فرضياتي- جميع الخطوات الثلاث قد تم تحقيقها.
‘ولكن أليس شخصين إثنين فقط لغير كافيين يا أيفار لودبروك؟’
بحق هذا العدد لغير كاف على الإطلاق.
أوه، يا مصاص الدماء الذكي.
ليس فقط بايمون، أنت كان يجب عليك جذب بارباتوس ومارباس إلى جانبك. لقد قلت بأنك أغنى شخص في عالم الشياطين. ألم يكن ليكون من الممكن رشوة بارباتوس ومارباس بالإنضمام إليك لو إستخدمت كامل ثروتك؟
ولكن لتحضر فقط ملك شياطين واحد.
أوه، والأكثر من هذا هو أن ملك الشياطين ذلك هو بايمون.
من أجل تمزيق الهجينة المنبوذة بجانبي فإنني قمت بإنفاق كامل ثروتي وأخذ دين بقيمة 10 ألاف ليبرا. لقد وضعت كامل مستقبلي على المحك. هذا ما يعنيه بذل الأسد كامل مجهوده من أجل صيد الأرنب.
لو هاجمك شخص بنية القتل إذا أنت يجب عليك أن لا تتردد في الرد بكامل ما تملكه.
أعمق جزء في روحي بدأ بالتذمر بعد لقائي مع هذه الدرجة من قلة الإحترام والآداب.
العالم حقا مليء بالأشخاص الذين يفتقرون إلى الأداب. كشخص يبذل قصار جهده ليعيش بإحترام وأدب قدر المستطاع فإن مأساة هذا العالم لدائما ما خيبت أمالي.
كيف يمكن للأشخاص أن يكونوا عديمي الحياء إلى هذه الدرجة؟
لما الأشخاص يتصرفون بكسل إلى هذه الدرجة أثناء صيدهم أشخاص أخرين؟
لما الأشخاص الذين يتحملون كسلهم من أجل صيد شخص أخر يترددون في إنفاق المزيد من القطع النقدية وبذل مجهود أكثر، لما يترددون عندما يجب عليهم بذل قصارى جهدهم ووضع كامل ما يملكونه على المحك أثناء الصيد؟
أختي الصغرى الثانية قد قالت بأنني أملك أكثر عقل شيطاني من بين جميع البشر، ولكن تلك كلمات مخطئة. أنا فقط لا يمكنني فهم الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بهذه الطريقة. أنا حقا لا يمكنني فهم هذا……
لا يمكنني فعل أي شيء تجاه هذا.
أنا سوف أعلمكم بشكل شخصي الأداب المناسبة.
أنا سوف أجعلكم تندمون عدم وضعكم حياتكم على المحك عندما أنتم قررتم تعكير الحياة المريحة لشخص أخر.
“هذا السيدة تقترح بدأ محاكمة رسمية. أنا، بايمون، ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة، وأيضا كالحاكمة المسؤولة عن العدالة تطالب بإدانة ذي الرتبة 71 دانتاليان.”
نعم.
لبادئ الأمر، بايمون.
أنت هي المشكلة الأولى.
أنت، عن طريق التفكير بعقلانية قد حكمتي بأنني أنا بيدق بارباتوس. وأنني قد ساعدت في نشر الوباء والمراقبة فقط بينما ملايين الأبرياء يفقدون حياتهم.
في [هجوم الخنادق]، بايمون، على عكس ملوك الشياطين الأخرين هي لطيفة تجاه البشريين. إنها تملك هواية تزيين نفسها كبشرية وصيد الذكور في المدن. حتى في اللعبة، الشخصية الرئيسية ينتهي به الأمر وهو يلتقي ببايمون المتنكرة كبشرية وهو يجول المدينة عن طريق الصدفة.
بايمون تقع في حب البطل من النظرة الأولى. وحتى مواجهتها ضد البطل فإنها واصلت محاولة إغراءه. وحتى عندما قام البطل بغرز سيفه في جسدها،
-هذا جسد يشارف على الموت.
-هل يمكن أن تهدي قبلة أخيرة لهذه السيدة؟
إنها إعترفت بحبها للبطل بهذه الطريقة.
البطل لم يقدر رفض طلب بايمون الأخير لذلك فإنه قام بتقبيلها. بالرغم من أنه عدة شخصيات أخرى حاولت الحصول على قبلة البطل الأولى إلا أن من حصل عليها في النهاية هي بايمون، ملكة شياطين وعدوة للبشرية. إنها لقصة حب غريبة من وجهة نظري.
بسبب إنتشار الموت الأسود عدد هائل من البشريين يواصلون الموت واحدا تلو الأخر. ومن وجهة نظر بايمون التي تعتبر البشر كعرق ذكي ذي حقوق متساوية فإن الموت الأسود هي كارثة لا يمكن غفرانها.
‘أنا لا يمكنني مسامحة بارباتوس بسبب هذه المأساة.’
‘أنا أيضا سوف أعاقب دانتاليان الذي يتصرف كبيدقها.’
حتى هنا الأمور لا بأس بها.
من وجهة نظر بديهية، هذه الفرضيات صحيحة.
إنه لأمر طبيعي للأشخاص أن يسيؤوا الفهم وليروا شخصا أخر كمجرم من حين لأخر. ولكن، عند التفكير بالأمر بشكل منطقي، عندما يحدث سوء فهم، ألا يجب عليك التحدث مع ذلك الشخص أولا؟
لذلك لما قررتي المهاجمة فورا؟
هل أنت تعانين من دورتك الشهرية؟ هل أنت أيضا لربما تعانين أيضا من متلازمة الدورة الشهرية الأبدية، وبسبب هذا فإنه لا يمكنك التحكم بمشاعرك الجياشة؟ هذه مشكلة كبيرة. أنا أنصحك بزيارة أقرب طبيب في الجوار وعلاج عوارضك تلك.
ولكن قبل ذلك، أنا سوف أصلح عقلك ذلك.
والأن كونوا أطفال جيدين لأعلمكم ما هي الأداب الحقيقية.
**************
الجزء الأول من الفصل الخامس وأتمنى أن يكون الجزء قد أعجبكم.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.