دفاع الخنادق - 1 - قبل عامين
الفصل الأول: قبل عامين.
بصراحة، حياتي قد سبق وإنتهت.
لو هنالك شيء لأتكلم عنه في هذه الحياة التي قد سبق وإنتهت فإن ذلك الشيء سيكون هو أبي. أبي هو رجل أسوء من القمامة.
هنالك وقت حيث أبي قد أصبح ثملا ليتحرش بفتاة، والأكثر من هذا هو أن تلك الفتاة مازالت قاصرة لم تتخرج من المدرسة الثانوية بعد، وبالرغم من أنني كنت منذهلا قليلا إلا أنني لم أكن مصدوما كثيرًا بما أن هذا أبي هو من نتحدث عنه.
“لو كان حقا عليك أن تتحرش بشخص ما، لما إخترت فتاة مازالت في المدرسة الثانوية؟”
“الفتيات حقا ينمون بشكل جيد في هذا الوقت.”
هذه هي الإجابة التي تلقيتها منه عندما ذهبت للقائه.
دعني أصحح نفسي.
أبي ليس مجرد قمامة، بل هو أسوء من القمامة.
“تلك الفتاة أصغر مني بخمس سنوات.”
“فقط بخمس سنوات؟ هل من الممكن أنك مازلت في الجامعة؟”
أبي قام بالعبوس قليلا والتحديق إلي بتعبير جدي كليا.
“لقد إعتقدت بأنك قد سبق ووصلت إلى 41.”
“لو نظرت إلي بشكل جيد فإنك ستلحظ بأنني أملك وجها طفوليا.”
“باهاهاها، لا تجعلني أضحك. أنت تملك شاربا منذ اليوم الذي ولدت فيه.”
لو فقط لو كانت نية القتل تقدر على قتل شخص ما.
تعابير أبي تغيرت لينظر إلي بنظرة قلقة.
“هل أمك حقا منزعجة؟”
“أي أم؟”
أنا قمت بإظهار بعض غضبي له.
“هنالك على الأقل أربعة أشخاص يمكنني مناداتهن بأمي. أنا حقا لست متأكدا عن أي واحدة تتحدث عنها.”
“أنا أتحدث عن أمك أنت.”
أنا قمت بالتنهد قليلا.
أنا سوف أقول هذا الأن.
الحريم هي جريمة.
إنه لا يكفي أن تتزوج عدة نساء هنا وهنالك ولكن لتحظى بأطفال معهن لهو الأسوء.
الشخص الذي يقوم بذلك لربما سيكون بخير.
ولكنني أردت قتل نفسي كواحد من الأبناء.
حتى بعد الأربعين سنة الأمهات واصلن المنافسة الدموية حول أبي، ولكن أبي واصل التردد وفي النهاية لم يقم بإتخاذ قراره والإختيار.
وكنتيجة لذلك، الأشخاص الذين يتعرضون للأذى هم الأطفال.
الأشخاص الذين يموتون في النزاع بين الأمهات هم نحن الأبرياء.
‘لو كنت أذكى إذا ألن يوليك والدك كمية أكبر من الإهتمام! أنت يجب عليك أن تحصل على المركز الأول في مدرستك مهما حدث.’
هل تفهم ما هو الشعور الذي تحس به بعد سماعك هذا النوع من الكلام كل يوم. الظروف كانت أفضل بالنسبة لي قليلا بسبب كوني ذكرا. أما إخواتي الصغرى فإنهن حقا كن مثيرات للشفقة، ففقط من أجل الحصول على أقل كمية من الحب الأبوي منه فإنه يجب عليهن مدحه متما سنحت لهن الفرصة.
وبعد رؤيتي كل هذا يحدث فإن رأيي بشأن أبي هو الأسوء. فرصة خروج شيء جيد بشأن أبي من فمي لأقل من الصفر.
“إستمع بحذر. أنا سوف أخبرك ببطء بالتحديد ما يجب عليك فعله من الأن فصاعدا. لا شيء سيء قد نتج عن إستماعك لنصائحي أليس كذلك؟”
“بالطبع، أنا مستعد لأي شيء تريد قوله.”
“إذا أولا، إبذل قصار جهدك لتبقى في السجن لأطول مدة ممكنة ولا تخرج على الإطلاق.”
“همم.”
أبي قام بالعبوس قليلا.
“ذلك مختلف قليلا عن النصيحة التي كنت أتمنى سماعها.”
“لا تخرج من السجن وإبقى هناك للأبد. حتى موتك. لو بدأت كلمة مثل ‘العفو’ بالطوفان حولك، لا تتعلق بها. فقط أنهي حياتك المليئة بالندم في زنزانتك.”
“أنا لم أشك من قبل في نصائحك يا إبني، ولكن الأن بدأت تراودني بعض الشكوك. إبني، هل حقا ذلك هو أفضل خيار؟”
“أمي تحاول قتلك.”
صمت.
أبي قام بإمالة رأسه.
“هل أنت تقول بأنها غاضبة بما يكفي لدرجة أنها ربما قد تقتلني؟”
“لا، أنا أعني تماما ما أقوله. أمي تحاول قتلك.”
“الكورية حقا صعبة. إنه من الصعب فهم-”
“إعتمادا على قاموس اللغة الكورية المصنوع من قبل فرع اللغة الوطني، الفعل قتل، لديه إحدى عشر معنى. ومن بين تلك المعاني أنا أستخدم المعنى الأول: أمي حقا تحاول قتلك.”
“وهل يمكنني السؤال ما هو ذلك المعنى الأول لفعل قتل؟”
“إنهاء حياة شخص أخر.”
“لقد كانت حياة بدون أي أمال أو أحلام……”
أبي قام بالإمساك برأسه بين يديه.
وأخيرا لقد أدرك جدية الموقف.
“لقد كنت دائما ما تنادي أمي بكلمة غريبة مثل ‘تسوندري’ لمدة طويلة من الوقت، ولكن أنا سأخبرك بهذا الأن. أمي هي ‘ياندري’ كليا. إكره نفسك لتزوجك شخصا ما كان يجب عليك التزوج به وأنت تملك زوجات أخرى.”
“ولكن عندما نظرت إلي بتلك الأعين الدموية، جسدي يرتعش……..ذلك هو جمال أمك.”
“أه، كم ليكون الأمر رائعا لو مت فقط.”
أنا قمت بالتذمر بدون أن أدرك الأمر.
أنا لا أؤمن بأي نوع من الألهة. هنالك سبب واحد لذلك. لو حقا هنالك إله ما في هذا العالم فإن الرجل أمامي كان قد سبق وتم تدميره بعقاب سماوي منذ مده طويلة للغاية. أبي هو رجل أسوء من القمامة، إنه جرثومة تحول الأشخاص حوله إلى ملحدين كليا. أنا أسميه ‘فيروس القمامة البشري.’
“أنا لم أعرف بأنها فتاة في المدرسة الثانوية. لا، أنا قمت بالإمساك بمؤخرة ذلك الشخص بدون أن أعرف حتى بأنها أنثى. هذا غير عادل.”
“إذا أنت قمت برفع تلك التنورة معتقدا بأنها رجل؟ مبارك. إنه من الحسن الحظ أنك إكتشفت ميولك الجنسية وأخيرا في هذا العمر المتأخر. لو أدركت هذا الأمر منذ 25 سنة إذا العالم كان ليكون أكثر سلاما، العائلات أكثر هدوءا وأنا كنت لأعيش حياة هادئة جيدة.”
“لقد شربت سبع زجاجات من السوجو لذلك فإنني لم أكن عاقلا.”
“وهل كنت أبدا عاقلا؟”
أنا قمت بالنهوض من مجلسي ولأواصل التكلم وأنا أنظر إلى وجه أبي.
“لا تتحدث أبدا عن النبيذ في المحكمة، فلو قمت بذلك فإن حكمك على الأرجح سيتم تخفيفه. اليوم الذي تغادر فيه من السجن هو اليوم الذي ستجد فيه أمي وهي تنتظرك بسكين في يديها.”
“يا إبني الحبيب……”
“نعم؟ تفضل وتكلم يا أبي الغير حبيب على الإطلاق.”
“أنت يجب عليك إتخاذ خيارات جيدة في الحياة.”
أنا قمت بالضحك بسخرية قليلا.
“تلك الكلمات تبدوا مقنعة للغاية وهي صادرة منك.”
“أليس كذلك؟”
“أنا سوف أزورك متى ما أملك الوقت لذلك كن مهذبا.”
من جميع وجهات النظر أبي هو فاشل كزوج.
إنه لا يوجد مجال للتعاطف أو النقاش بشأن هذا.
ولكن، إنه ليس فاشلا كليا كوالد، فبدئا مني، أنا وإخوتي الستة إستطعنا عيش حياة ثرية. هذا إنجاز مذهل.
بالإضافة أنا أعتقد أن جميع الأشخاص الذين إستطاعوا النجاح في دور واحد، سواء كأب أو زوج يستحقون على الأقل بعضا من الإحترام. طريقة التفكير هذه مازلت لم تتغير.
إبقى في السجن للأبد.
أبي إستمع لنصيحتي بسعادة.
في النهاية فإنه قام بتنفيذ كلماتي.
بعد أربعة أيام أبي توفي جراء أزمة قلبية.
♦
“أنا مرهق كليا……”
بعد ترتيبي صنادقي وأثاثي فإنني قمت بالإستلقاء على سريري.
في الشهر الماضي فإنني واجهت جحيما مطلقا. أنا لا أمزح، فلو رأى شيطان ما عانيته في الشهر الماضي فإنه كان ليشعر بكمية هائلة من الشفقة علي لدرجة إلى أنهم سيتحول إلى ملاك من الملائكة.
أنا قمت بضم أصابعي واحدا تلو الأخر:
“الجنازة قد إنتهت. لقد جهزت جميع العقارات ولقد مررت جميع الأموال إلى الأخرين….”
لقد تخيلت عن كل شيء يمكنني التخلي عنه في حياتي.
التخلي عن حقي في الميراث.
فور توفي أبي فإنني أسقطت هذه القنبلة على أفراد عائلتي.
أمي قد أغمي عليها فورا بينما إخواني بدأوا بنقاش فوضوي حاد.
خصوصا أختى الصغرى الثانية فإن ردة فعلها كانت سيئة للغاية.
إنها قامت بالإلتصاق بي حتى تقطع سروالي. ولكن إرادتي وتصميمي صلبين مثل الثلوج المتجمدة على قمة جبال الهملايا. لو أردت تحطيم عنادي فإنه يجب عليك تسريع الإحتباس الحراري ب600 سنة. للأسف أمي وإخوتي لا يملكون القدرة على الرفع من مستوى ثنائي أوكسيد الكربون بنسبة سبعين بالمئة حاليا.
‘لو تقاعد أخي فإن تلك ستكون نهايتنا.’
‘أخي الأكبر هو غبي كبير.’
‘أنا لن أتحدث معك مرة أخرى’
وأخيرا، بعد إستسلام أختي الصغرى الثانية فإنني قمت بالهرب.
تنهد.
بسمة رضى ظهرت على وجهي.
لأعيش بقية حياتي هو لكي أعيش خاليا من الرغبات الدنيوية.
ليس هنالك أي نفع في التظاهر بكونك شيء لست عليه وشراء أشياء ما مثل نبيل مجنون. أنا مشغول بما فيه الكفاية لكي لا يجن جنوني وأنفق المال على كل شيء. بالرغم من أن بضعة من إخواني كانوا سعداء لحصولهم على فرصة ليصبحوا رئساء شركة في سن يافع إلا أن أختي الصغرى الثانية وبختهم بشدة بالكلمات التالية-
‘نحن لا يمكننا السماح لأخي الأكبر بالتقاعد حتى لو إضطررنا إلى تقطيع أذنه. عائلتنا سينتهي أمرها في غضون ستة سنوات من دونه.’ وهذه كلمات وافقة عليها لأنها محقة كليا.
“حسنا، لقد إهتمت بكل شيء الأن. أنا حقا حر وأخيرا…..!”
شكرا لك يا أبي.
شكرا لك لموتك في وقت مناسب.
هذه الكلمات والشعور لربما كلمات مقززة ليقولها إبن ما لوالده وهذا يهز مشاعري بميليمتر واحد ولكن بعد تذكري جميع الهراء الذي جعلني أبي أمر به حتى بعد موته فإن ذلك التحرك في مشاعري قد إختفى كليا.
أنا لن أنسى أبدا اللحظة التي إستخدم فيها إبنه كدرع من أجل تجنب السكين الذي تلوحه أمي (ذكرى مؤلمة من صيف عامي الثاني في المدرسة الإبتدائية.) حتى لو مت.
بإعتبار جميع الأشياء فإنني قد سبق وفزت في لعبة الحياة.
حاليا، في حسابي البنكي هنالك خمس مئة مليون وون. (تقريبا 420 ألف دولار.)
تخلي عن حقي في الميراث لا يعني أنني لم أملئ جيوبي. أنا سيمكنني إمضاء بقية حياتي بدون الإضطرار إلى العمل.
نعم.
ليس الإستمتاع بحياتي، بل فقط ما تبقى منها.
أنا لا أريد مواصلة العيش، أنا فقط أريد الإستمتاع بما تبقى. هذه هي رغبتي الوحيدة.
أنا قمت بانلهوض من على سريري لأبدئ بالكتابة على ورقة كبيرة من الورق بإستخدام فرشاة كتابة.
هذه ستكون القوانين التي سأعيش طبقا لها للخمسين سنة القادمة.
[1-لا تعمل.
2-لا تكون أي صداقات.
3-لا تتزوج.]
“…..جميل.”
أنا كنت متأثرا بكتابتي.
أنا أتسأل إن أحس فيثاغورس بنفس شعور التأثر مثلي الأن عندما إكتشف قوانين الرياضيات.
أولا، لا تعمل. هذا أمر واضح للغاية. لقد سمعت بأنه هنالك أشخاص يستمتعون بثمرات جهدهم ولكن شكرا للسماء أنني لست واحدا من أولئك المنحرفين المازوخيين.
ثانيا، لا تصنع أي صداقات.
هذا أيضا أمر واضح للغاية.
في هذا العالم هنالك فقط خونة وخونة محتملون. الصداقة هي مجرد حلم، صورة خيالية، خيال. أنا لن أقبل أي نقاش.
ثالثا، لا تتزوج.
-هذا جزء مهم.
أبي كانت لديه علاقات مع خمسة نساء، وبعد مشاهدتي دراما رومانسية بطولة أبي وزوجاته الخمسة منذ الطفولة فإنني وصلت إلى إستنتاج جدي وخطير.
الزواج هو فعل مجنون.
شيء مثل الحب الحقيقي لمجموعة من الكلمات الكاذبة كليا.
الحب هو طريقة قتل قد أصبحت ألطف فقط مع مرور الوقت، ونتيجة لهذا فإن الرغبات التملكية والجنسية فيه واصلت الإزدياد فقط.
باطبع، الأشخاص الكبار في المجتمع لربما سيخالفونني الرأي. لا بأس بذلك. كونو راضيين بزواجكم السعيد وحياتكم الهنيئة. ولكن، لو، فقط لو يوما ما إفترقتم عن شريككم في الزواج…….مقارنة مع حياتكم المتزوجة فإن أياما أفضل وأجمل بكثير ستكون أمامكم. أنا أضمن ذلك الأمر لكم. ففي بادئ الأمر إحتمالية أن يتم طعنك من قبل زوجك أو زوجتك يختفي كليا. هذا لوحده يبدوا كأمر مذهل أليس كذلك؟
نعم.
أنا شخص متشائم و سلبي للغاية.
ولكنني لم أكن هكذا منذ البداية.صدقني.
في بادئ الأمر أنا كنت متفائلا للغاية. العالم كان جميلا للغاية والعدل كان ينبض مع خفقان قلبي. بالتحديد أنا كنت هكذا حتى شهر واحد. ولكن بعد رؤيتي أمي وهي تبدأ معركة حتى الموت ضد زوجات أبي في الجنازة فإنني قمت برمي أحلامي وأمالي في سلة القمامة بإحترام وأدب.
هذا هي طريقة عمل هذا العالم المأسوي. حتى لو كنت غاضبا فما الذي يمكنك فعل. هذه هي الحقيقة. الإحتباس الحراري لن يتوقف، الصين سوف تحصل على سيطرة على إقتصاد العالم وجاستين بيبر سوف يفوز بجائزة نوبل للأداب……. وفي غضون 122 عاما أنت سوف تكون ميتا، أنا سوف أكون ميتا. جميعا سوف نكون قد سبق وإختفينا من هذا العالم.
أوه، وأنا سوف أخبرك بهذا فقط من أجل الإحتياط: حيوانك الأليف اللطيف ذاك سوف يتم صدمه من قبل سيارة وسوف يموت……. أنا أسف لإخبارك بهذا الأمر، ولكن ما الذي يمكنك فعله؟ هذه هي الحقيقة.
لو إنتهيت من غرقك في الحزن فإشرب زجاجة من البيرة.
من أجل بدأ حياتي الحرة فإنني ذهبت إلى متجر البقالة وقمت بشراء ستين زجاجة من البيرة.
البائعة هناك قامت بالنظر إلي بتعبير وكأنها تقول ‘المعذرة، هذا ليس من شأني، ولكن هل حياتك بخير هكذا؟’ أنا قمت بشكر قلق الفتاة وسحب بطاقتي البنكية.
وما الذي يهم.
بطاقتي البنكية تحتوي على خمس مئة مليون وون. خمس مئة مليون وون قوية.
خذ ذلك. إن كانت لديك مشكلة معي فتعال إلي.
‘إبني.’
‘مهما إخترت.’
‘مهما إخترت، فلتختر خيارات أفضل مني….’
أنا أتسأل إن كان هذا بسبب البيرة.
لقد تذكرت شيئا مزعجا.
نوع من الصدمة النفسية.
أنا قمت بفتح زجاجة البيرة الثانية لأقوم بالتكلم بصوت منخفض.
“لقد نجحت في الهرب يا أبي.”
هذه هي كلماتي الأخيرة لأبي.
أنا سأبقى في ركن في غرفتي في منزلي الخاص ولن أخرج من هنا.
وداعا أيها العمل.
وداعا أيها العالم.
أنا سوف أذهب إلى العالم على الجهة الأخرى من الشاشة.
أديوس.
♦
-شهرين قد مرى في غمضة عين.
لقد هزمت وأخيرا ألعاب الحاسوب التي لم أستطع الإستمتاع بها طوال الأربعة سنوات الماضية.
“هذه هي الحياة……”
لقد كت متأثرا إلى درجة أنني على وشك البكاء.
طوال الشهرين الماضيين فإنني لم أستهلك سوى أطعمة غذاء معلبة لذلك فإن شكلي الجسدي حاليا يشابه شكل غوريلا من الحجم الكبير.
القمامة كانت منتشرة في جميع الجهات حولي.
وخصوصا طاولة شاشة حاسوبي لمبهرة.
حاليا إمبراطورية كؤوس الرامن الفارغة كانت تغزو القارة-الطاولة- مواجهة جمهورية زجاجات البيرة الفارغة ومازالا في حرب وهما يرسمان حدودا وطنية بينهما. وفي هذا العالم فإنني الإله المطلق على هاتين القوتين العالمتين. لو الوضع سيء للإمراطورية فإنني أضيف علبة رامن فارغة. لو الوضع سيء بالنسبة للجمهورية فإنني أضيف زجاجة بيرة. إنه لن يكون من المبالغة قول أن التوازن في هذا العالم مازال قائما فقط بسببي…….
في هذه اللحظة فإن إعلان قد ظهر على شاشة حاسوبي.
*ترييينغ*
لقد تلقيت رسالة.
أنا قمت بإستخدام فارة حاسوبي لفتح الرسالة.
[شكرا لك لإستمتاعك بلعبة شركتنا [هجوم الخنادق]. من أجل تحسين التجربة القادمة فإننا نقوم إستفسار مع لاعبي اللعبة. المشاركون سيكون لديهم الفرصة ليصبحوا لاعبين مجربين في الجزء القادم.]
الرسالة هي رسالة عادية.
على الأرجح لقد حصلوا على بريدي الإلكتروني عند شرائي للعبة.
عندما كنت على وشك مسح الرسالة فإنني قد ترددت.
“الجزء القادم؟”
لعبة هزيمة خناق عادية: [هجوم الخنادق]
إنها واحدة من الألعاب التي إستمتعت بها خلال فترة الشهرين الماضيين.
لتصبح البطل ولتهزم ملوك الشياطين.
الصعوبة لغريبة في هذه اللعبة لذلك فإن التحدي لصعب للغاية. المحاولة الأولى فإنني لم أستطع سوى هزيمة الوحش الأول. المحاولة الثانية، المحاولة الثالثة، وأخيرا في المحاولة السادسة عشر وبعد تدريب وقتال شديد فإنني إستطعت هزيمة الوحش النهائي.
شخصيتي في اللعبة تزداد قوة بعد كل محاولة.
من وجهة نظر الشخصيات في اللعبة فإنني بالتأكيد ظهرت كغشاش ومزيف، ولكن ما الذي يمكنك فعله؟ الحياة غير عادلة من البداية.
البعض يولدون أقوى من الأخرين والبعض يولدون أضعف من الأخرين.
*نقر*
أنا قمت بقبول الإستفسار بضغطة زر. إنهم على الأرجح سيسألونني أمورا مثل: هل كانت الصعوبة مقبولة، هل كان هنالك أي مشكلة في طريقة التحكم، أسئلة مملة مثل ذلك. ولكن بالرغم من كل شيء فإنني إستمتعت باللعبة لذلك فإنني سأسايرهم قليلا.
صفحة جديدة فتحت أمامي على شاشة حاسوبي.
[1-في النهاية فإنني أفضل الفتيات الصغيرات.]
[2-في النهايات فإنني أفضل النساء الناضجات.]
“………..”
سيد سؤال غير متوقع على الإطلاق قد ظهر.
أنا قمت بالإمساك بعقلي الذي توقف عن العمل للحظة.
ما هذا، مزحة صغيرة؟ هل سؤال معقول سيظهر بعد هذا؟
بعد التفكير بشأن الأمر قليلا فإنني إخترت الخيار ذي رقم إثنين.
أي شخص ذي عقل سالم سيختار الخيار رقم 2. جميعا، عقدة اللوليتا لمرض عقلي.
(عقدة اللوليتا: الإنجذاب جسديا إلى الفتياة ذات الجسد الطفولي تقريبا.)
على الشاشة البيضاء السؤال الثاني ظهر.
[1-في النهاية أنا أحب أن يتم ضربي من قبل شخص ما……..!]
[2- في النهاية فإنني أحب أن أضرب شخصا ما……….!]
“ما هذا النوع من الإستفسارات؟!”
أنا قمت بالصراخ على الشاشة.
النقط بالإضافة إلى علامة التعجب تضيف شعورا غريبا إلى السؤال وكأنك تعترف برغباتك الجنسية المخفية أليس كذلك…….!
أنا قمت بالتحديق إلى الشاشة ونظرة إشمئزاز على وجهي.
للأن أنا قمت بإختيار الخيار رقم إثنين. لأضرب أو أضرب. لو حقا علي الإختيار بين الإثنين فإنني سوف أختار أن أضرب شخصا ما. لقد سمعت بأنه هنالك مجموعة من الناس في العالم الذين يحسون بالمتعة من الألم، ولكن شكرا للسماء أنا لست واحدا منهم.
[1-أنا أفضل صعوبة منخفضة.]
[2-أنا أفضل صعوبة عالية.]
بعد ذلك فإنني وأخيرا حصلت على سؤال طبيعي.
إنهم على الأرجح وضعوا تلك الأسئلة الأولى هناك فقط من أجل جذب إهتمام الاعبين.
هل يجب علي مدحهم بسبب ذكائهم أم ربما يجب علي التذمر كونهم وضعوا الكثير من الجهد فقط في هذا الإستفسار.
[1- أنا أحل مشاكلي بإستخدام القوة.]
[2-أنا أحل مشاكلي بإستخدام المعرفة.]
بدون أي تردد أنا إخترت الخيار رقم إثنين بدون أي تردد.
لقد توقفت عن محاولة حل مشاكلي بإستخدام القوة عندما تم إبراحي ضربا من قبل الفتاة التي تجلس بجانبي في الحضانة. الناس يلقبون أشخاص مثلي ب’مسالمون مهذبون.’
[1-أنا أحب إبقاء أسرار الأخرين سرا عندي.]
[2-أنا أحب إستخدام أسرار الأخرين من أجل منفعتي.]
ومرة أخرى، بدون تردد إخترت الخيار رقم إثنين.
في الحضانة، عندما حصلت على المعلومة بأن الفتاة التي تجلس بجانبي دائما ما تبلل سريرها كل صباح فإنني إستغللت تلك المعلومة إلى أقصى درجة. وبعد قيامي بذلك فإنني تعلمت قيمة المعلومات. الدراسات الديبلوماسية تسمي هذا النوع من السياسة ‘التسلح المسالم.’
[1-الصداقة تعني التقدم معا إلى نفس الهدف.]
[2-الصداقة تعني صديقا مازال لم يخنك فقط.]
أوووه، أنا لا أعرف من هو ولكن الجميع يجب عليه التصفيق من أجل الشخص الذي قام بكتابة الخيار ذي رقم إثنين.
بعد تفكيري بشأن الأمر قليلا فإنني أدركت بأنني كنت أختار الخيارات ذي رقم 2 منذ البداية. هذا بالتأكيد يعني أن الخيارات رقم 2 هي للأشخاص الطبيعين والخيارات ذات رقم 1 هي للأشخاص الغير طبيعيين.
أنا أعتقد أنه قد مر حوالي ثلاثون سؤال بعد ذلك.
سؤال ذي شكل مختلف عن البقية قد ظهر لأول مرة على شاشتي.
[هل تعرف كيف ينتهي هذا العالم؟]
[نعم.]
[لا.]
أنا قمت بالتوقف عن تحريك فأرة حاسوبي.
…….هذا سؤال غامض عن عمد.
هذا سؤال سيستطيع فهمه فقط اللاعبون الذين لعبوا اللعبة بإهتمام كبير.
هجوم الخنادق.
البطل يهزم ملوك الشياطين.
قصة بسيطة.
ولكن….في النهاية فإن العالم على الأرجح يدمر. سبب إستخدامي لكلمة على الأرجح هو بسيط للغاية. اللعبة لا تخبرك بما يحدث للعالم بعد النهاية. هذا مجرد إستنتاج وصلت إليه وأنا ألعب اللعبة.
في [هجوم الخنادق] ملوك الشياطين هم أصحاب كمية هائلة من الطاقة السحرية. أشخاص ذي كمية هائلة من الطاقة السحرية مخزنة في أجسادهم. وما الذي سوف يحدث لو تم قتل جميع هؤلاء الأشخاص.
طاقتهم السحرية سيطلق عنانها إلى العالم.
ما سيحدث هو مثل ما سيحدث لو تحطمت جميع سدود المياه في العالم متسببا ذلك بغرق كل شيء.
البطل قام بقتل ملوك الشياطين من أجل حماية البشر وكنتيجة لذلك فإن توازن الطاقة السحرية تم تخريبه، وعلى عكس ما أراده فإن نهاية البشر قد وصلت رفقة تدمر العالم…..
هذه هي النهاية الحقيقة للعبة في رأيي.
شكرا جزيلا لك أيها البطل.
شكرا جزيلا لك أيها الاعب.
لكن، نحن يجب علينا الإعتذار فبسبب جهودك فإن العالم قد تدمر.
لا أمال ولا أحلام.
هذا هو سبب حبي لها.
نظرة متشائمة على العالم….إنها تلائم ذوقي.
أنا قمت بالضغط على كلمة نعم.
السؤال التالي تأخر في الظهور وكأنه يتم حساب شيء ما.
السؤال التالي غامض هو الأخر.
[هل يمكنك تغيير النهاية لو كان الأمر بيدك؟]
أنا أتسأل.
لتحمي البشر ولكي لا تقتل الشياطين في نفس الوقت.
بمعنى أخر ليحل السلام بين العرقين.
إعتمادا على القصة فإن البشر والشياطين في قتال منذ حوالي 3000 سنة. إنه سيكون من الأسهل صنع سلام بين قادة المنظمات الإرهابية وقادة دول العالم.
هل سوف أكون قادرا على فعل شيء مثل هذا…..
أنا بدأت بالتفكير.
وفكرت بشأن الأمر أكثر.
و…..
[نعم.]
صوت ضغطي على كلمة نعم صدر وفي نفس الوقت.
“…….!”
ضوء ساطع صدر من شاشة حاسوبي.
هذا هو أخر منظر يمكنني تذكره.
صوت جرس قد صدر في مكان ما. لا، إنه على الأرجح صوت إنفجار شيء ما. أنا بدأت أشعر وكأن العالم يتم قلبه حولي- وكأنه يتم جذب جمجمتي في جميع الإتجاهات الأربعة.
حاسة السمع الخاصة بي قد توقفت عن العمل وكل شيء قد أصبح صامتا للغاية.
أعيني واصلت الإنفتاح والإنغلاق.
أنا لم أستطع تحريك أعيني كما أردت.
وكأنه شخص أخر يتحكم بأعيني من أجلي.
وعي قد توقف كليا في هذه اللحظة.
ومن ثم.
ومن ثم…….
[المرحلة التدريبية ستبدأ الأن.]
[مستوى الصعوبة: المجنون(أعلى مستوى صعوبة).]
[إبدأ.]
ومن ثم فتحت عيني.
***********
ترجمة: Jaouad Azzouzi.