دفاع الخنادق - 0 - المقدمة
الفصل 0: المقدمة
يا أنت، هل تعلم كيف ينتهي العالم؟
[نعم] [لا.]
المقدمة.
“يا أنت، هل تصدقين بالتنبؤ بالغيب؟”
“أنا متأسفة يا جلالتك ولكن هذه الآنسة لا تصدق بالخرافات مثل تلك.”
“يا للأسف. الخرافات مذهلة حقا، إنها تمنح طعما جيدا لحياة المرء.”
صمت خانق غطى المكان.
الحشد المكون من خمسة آلاف شخص واصل الاستماع إلى المحادثة بين الشخصين أمامهما بصمت.
على جهة واحدة فإنه هنالك امرأة ذات جمال خلاب.
إنها النبيلة التي تحكم هذه المدينة، وفي نفس الوقت فإنها هي التي تم هزيمتها في هذه الحرب.
وعلى جهة أخرى فإنه هنالك رجل ظلام غامض، فإن جسده مغطى برداء أسود اللون وهو يرتدي ملابس سوداء اللون، لذلك فإن أفضل طريقة لوصفه هي رجل ظلام مطلق.
وبشكل غريب فإنه حاليا ممسك بزهرة بين يديه وهو يزيل أوارقها واحدة تلو الأخرى ساقطة إلى الأرض بجو خانق.
“يا أنت، لقد كانت لديك الفرصة للاستسلام مسبقا.”
“أنا أعترف بذلك.”
“أربع مرات.”
الرجل واصل التكلم.
“لقد أرسلت مبعوثا يمنحك الفرصة للاستسلام أربع مرات، ولكن كل مرة أنت أرسلتي إلي جثة المبعوثين. نظرا إلى هذا الموقف الذي وصلنا إليه، دعينا نتكلم بصراحة. أنا أرغب في تقطيع رأسك الجميل وتعليقه على حربة رمح من رماحي.”
الرجل واصل التكلم بهدوء ولو شخص ما استمع إلى نبرة صوته فإنهم سيشعرون بأنه يتحدث فقط عن درجة جودة جو اليوم.
ولكن وبالرغم من ذلك فلو نظر شخص ما إليه فإنهم سيدركون درجة خطئ ذلك الشعور فإن عددا هائلا من الوحوش المحيطون حاليا بذلك الرجل، من وحوش العفاريت إلى الأورك وحتى الأوغر جميعا محيطون به بدون ترك أي نقطة فراغ.
هذه الوحوش سوف تذبح جميع البشر المجتمعين هنا لو أمرهم هذا الرجل بذلك.
‘……كيف يمكن لرجل عادي المنظر مثل هذا أن يطلق هالة مرعبة مثل هذه…..’
المرأة النبيلة لم تملك أي خيار سوى ابتلاع ريقها، فإن مسؤولية حماية الخمسة آلاف مواطن المتواجدين هنا تقع على كتفيها.
‘إنه يرغب في وضع رأسي على رمح…..هل هذا حقا ما يريده أم ربما هو يهددني فقط؟ أو ربما هو يختبرني فقط…..’
كريستياني لويزي فون فولفوسبروك.
بطلة معروفة بلقب ‘جوهرة الشمال’ في الإمبراطورية.
لقد بدأت انقلابا في جيوش ملوك الشياطين. لقد مر حوالي نصف عام منذ أن تم غزو الإمبراطورية من قبل الشياطين ومازال هنالك بشر لم يقبلوا أن يتم الحكم عليهم من قبل الوحوش، لذلك فإن الجميع اعتقد بأنه هنالك فرصة كبيرة لنجاح هذا الإنقلاب.
ولكن هذا الرجل أمامها بدأ بالتحرك قبل الآخرين.
في غضون أيام عديدة فإنه قد تم قطع التواصل مع المدن الأخرى، وطرق المؤن قد تم تدميرها وقلعة قد سقطت أمامه واحدة تلو الأخرى. وفي الوقت الذي استعادت فيه رباطة جأشها فإن مدينتها قد سبق وسقطت في غضون أربعة شهور فقط.
‘إذا هذا هو ملك شياطين……’
كريستياني لويزي قامت بعض شفتيها بقوة.
عضو من مجموعة مكونة من 72 شخص، والذين يحكمون على جميع الشياطين.
الملك الذي يحكم الكمياء المزيفة وجميع فنون الخطابة.
ممثل بين الممثلين.
شخص قد تم مدحه كملك الشياطين ذو الوجوه العديدة.
دانتاليان.
ملك الشياطين دانتاليان.
هذا هو اسم هذا الرجل.
كريستياني لويزي بدأت ترتجف برعب.
‘حركة خاطئة واحدة وسينتهي بي الأمر ميتة……’
من أجل تهدئة ركابها التي مازالت تهتز حتى الآن فإن كريستياني لويزي بدأت بالتفكير وتذكر كلمات والدها الأخيرة. ‘دائما كوني مبجلة وهادئة.’ إنه محق، فإنه الآن الوقت لكي تتصرف مثل نبيلة حقيقية ولترد بعزم.
‘أنا يمكنني بيع جسدي لو كان الأمر ضروريا.’
الشائعات بشأن كون الرجل أمامها مجنونا جنسيا قد سبق ووصلت إليها.
بالرغم من أنها لا تريد التفاخر إلا أن كريستيان لواثقة بمظهرها وجسدها.
لو حقا كان الأمر ضروريا فإنها ستصبح عبدة جنسية لو يعني هذا حماية اسم عائلتها.
كريستياني لويزي قد اتخذت قرارها.
“أوه يا ملك الشياطين العظيم-”
“آسف، ولكن هل يمكنك التوقف عن مناداتي بتلك الطريقة؟”
الرجل أوقفها قبل أن تستطيع التحدث وهو يظهر انزعاجا كبيرا.
“ما الذي تقصدينه ب’أوه يا ملك الشياطين العظيم’. أنا أشعر بغثيان شديد فقط من سماع تلك الكلمات لدرجة أنني لن أتفاجئ حتى ولو ذابت أذاني عن رأسي من شدة الاشمئزاز. حاليا هنالك أكثر من خمسين ملك شياطين على هذه القارة فقط. أنا أتساءل إن كنت ‘ملك الشياطين العظيم ‘ الوحيد.”
“إذا، ما هي طريقة المناداة التي تريد أن تناديك بها هذه الآنسة؟”
“فقط واصلي استخدام ‘جلالتك’.”
كريستياني لويزي قامت بإيماء رأسها.
“حسنا يا جلالتك. هل يمكنني إخبارك بتواضع ثلاثة أسباب لتعفوا على حياة هذه الآنسة؟”
“حقا؟ أخبريني بسبب واحد فقط.”
الرجل قام بإزالة ورقة من أوراق الزهرة الحمراء وجعلها تسقط إلى الأرض ببطء.
“أنا لا أملك الكثير من الصبر.”
“…!”
قشعريرة هائلة مرت من عمود كريستياني لويزي الفقري. الرجل لا ينظر إليها حتى ولكنها أحست وكأن مئات الأعين تنظر إليها من جميع الجهات.
‘أ..أنا بالتأكيد أهلوس فقط…’
فم كريستياني لويزي أصبح جافا للغاية.
‘ما يحدث الآن ليس سوى خدع يلعبها علي عقلي.’
كريستياني لويزي بدأت بتكرير المقولة الحكيمة التي تم توريثها من جيل إلى آخر في عائلتها من أجل تهدئة نفسها.
‘أوه أيها الأجداد العظماء. لا تحترم الظلم بسبب العجز ولا تتجاهل العدل بسبب الصغر.’
مثل مسافر يسافر جبلا مظلما باستخدام شعلة صغيرة للغاية فإن كريستيان لويزي استطاعت استجماع الشجاعة الكافية لفتح فمها فقط بالاعتماد على فخر عائلتها.
“…..مازال هنالك ستة مدن تساند الإنقلاب، وإنه من الواضح أن هزيمة تلك المدن سيستغرق كمية كبيرة من الوقت والجنود.”
الرجل قام برفع كتفيه قليلا.
“نعم، أنت محقة. فقط التفكير بشأن ذلك الأمر في الآونة الأخيرة جعلني أفكر في الانتحار وإنهاء حياتي.”
“يا جلالتك، تحكم بهم عن طريق العطف وليس عن طريق الرماح. لو تصرفت معنا يا جلالتك بعطف ومسامحة اليوم فإن تلك المدن سيستسلمون من تلقاء أنفسهم، لكن لو عاملتنا يا جلالتك بقسوة هنا….”
“فإنهم سينقلبون بعنف أكبر خوفا من أن تتم معاملتهم بنفس الطريقة.”
الرجل قام بمقاطعتها.
“هل هذا هو ما تحاولين قوله؟”
“نعم يا جلالتك.”
كما هو متوقع، لقد فهم بسرعة.
كريستياني لويزي بإمكانها أخيرا رؤية شعاع أمل صغير.
الرجل أمامها ليس مجرد ملك شياطين طاغي، بل هو من النوع الذكي. ببساطة فإن الكلام ينفع معه. فرصها في النجاة ربما ليست منعدمة إلى تلك الدرجة بعد كل شيء. كريستياني لويزي هدأت مخاوفها.
الصمت واصل.
الرجل قام بالإمساك بزهرة أخرى وتمزيق جميع أوراقها في آن واحد وبعد ذلك فإن الأوراق الحمراء بدأت بالتساقط إلى الأرض ببطء.
“-تعري.”
كلمة واحدة صدرت من فم الرجل.
نبرة الرجل كانت عادية للغاية لدرجة أن كريستياني لويزي لم تستطع فهم ما يحدث.
“عفوا؟”
“أيتها البارونة فون فولفوسبروك. أنت قد بدأتي انقلابا بسبب عنادك أنت، ونتيجة لذلك فإن ألفي مواطن قد فقدوا حياتهم. بالطبع أولئك الأشخاص ليسوا أناسي وأنا لا أهتم إن مات ألفين أو عشرون ألف. ولكن…….”
الرجل قام برفع رأسه ببطء.
كريستياني استطاعت رؤية أعين الرجل لأول مرة.
إنها أحست وكأن ظلاما مطلقا يخترق إلى عمق قلبها.
“…ليس أنت. جميع الألفي شخص الذين ماتوا كانوا مواطنيك أنت. في جميع أرجاء هذه القارة أنت هي الوحيدة التي يمكنها تحمل المسؤولية لتلك الأرواح.”
الرجل قام بالتنهد.
“يا أنت، منذ بضع دقائق أنتي توسلتيني لأعفو عن حياتك. أنت ما كان يجب عليك فعل ذلك. ليس من أجل حياتك، أنت كان يجب عليكي التوسل من أجل حياة أولئك الأشخاص هناك، أشخاصك أنت. هذه هي طريقة تحمل شخص ما مسؤوليته.”
“ي…..يا جلالتك. هذه الآنسة…..”
“أيتها البارونة كريستياني لويزي فون فولسبروك. أنت امرأة طيبة وجميلة. بالتحديد أنت امرأة شيطانية. أنا أحكم عليك الآن بموت مشين.”
الرجل قام بالنهوض من مجلسه.
وفي نفس الوقت فإن الوحوش المحيطين بالمنطقة قاموا برفع أسلحتهم بينما البشر أصيبوا برعب شديد ليبدأوا بالصراخ بخوف.
وعلى هؤلاء الأشخاص فإن حكم ملك الشياطين القاسي قد نزل.
“أنت سوف يتم تعريتك وإذلالك من قبل جنودي. أمام جميع هؤلاء المواطنين هنا، فإنني، دانتاليان، ذي الرتبة 71 وذي اسم ذو الوجوه العديدة أحكم عليك كالتالي: كريستياني لويزي سيتم إزالة لقبها كنبيلة وستواجه الموت كمجرد عامية.”
“جلالتك…….!؟”
“الكثير من الحيوات ستنتهي هنا اليوم. ليعم البؤس عليكم جميعا بينما أنا أنسى اسم المرأة التي أضاعت العديد من الأرواح بدون سبب.”
الرجل قام بمغادرة المكان بدون أي اهتمام.
تحركات ردائه قد سببت رياحا صغيرة مرسلة بذلك أوراق الزهور الحمراء على الأرض إلى السماء وبالرغم من أن كريستياني واصلت الصراخ ‘يا جلالتك’ إلا أن الرجل لم يلتفت إليها قط.
في هذا اليوم، المرأة التي كانت معروفة بلقب ‘جوهرة الشمال’ قد تم إعدامها.
ومرة أخرى فإن القارة بدأت بتكرير اسم الشيطان دانتاليان برعب.
[ملك الشياطين ذو الوجوه المختلفة، الرتبة 71، دانتاليان.
كيف انتهى الأمر بهذه النتيجة.
تبا لكل شيء، هذا ليس ما خططت له.
كريستياني لويزي تظهر في اللعبة كبطلة هي الأخرى، ودورها هو مساعدة البطل في المسائل السياسية، والنهاية حيث يتغلب فيها البطل على الفرق الاجتماعي ليتزوج بها هي نهاية محبوبة من قبل الكثيرين، وبالطبع أنا واحد منهم.
أنا أردت العفو عليها لو كان ذلك ممكنا.
بعد رؤيتي لها في الواقع فإنني أردكت بأنها أجمل بكثير من اللعبة.
يا إلهي، إنها مثل آلهة قد نزلت من السماء، وقلقا من أن أتأثر بجمالها فإنني أبقيت رأسي منخفضا وسبب مواصلتي تقطيع الأزهار هو فقط من أجل إخفاء مشاعري المرتجفة……
[1-أعدم]
[2-أعفوا.]
كالعادة، فإن هذه النافذة تظهر أمامي كلما اقترب خيار مهم، وبالطبع فإنني حاولت اختيار الخيار رقم 2 للعفو عنهم.
ولكن مع مواصلة المحادثة فإن الجو أصبح أسوء فأسوء.
حتى ولو كنتي عديمة الحياء، فكيف يمكن لها التصرف بهذه الطريقة.
ألفي شخص قد ماتوا. ألفين. بالرغم من حقيقة أن صندوق خيارات غريب يظهر أمامي إلا أن هذا مازال الواقع الحقيقي القاسي. في الواقع فإنه حقا مات ألفي شخص بسبب طموح هذه المرأة.
في تصرفات كريستياني لويزي فإنه ليس هنالك ولا حتى أدنى قطرة من الذنب.
مزاجي بدأ يصبح أسوء فأسوء، والتحمس الذي شعرت به في الأول بعد لقائي البطلة التي لم أراها إلا من شاشة الحاسوب حتى الآن قد اختفت كليا. بعد استعادتي هدوئي فإنني وجدت نفسي وأنا أحكم عليها بأكثر الموت إشانة وإذلالا.
لقد قمت بالأمر مرة أخرى.
أنا قمت بالتنهد قليلا لأتكلم إلى تابع بجانبي.
“عد إلى الأرض وقم بإعدام جميع السجناء.”
“نعم؟ ألا يجب علينا تعذيبهم أكثر من هذا قليلا؟”
“هذا يكفي. هذا كاف من أجل تقديم تحذير للمدن الأخرى.”
التابع الذي تلقى أمري قام بإيماء رأسه ليغادر بسرعة.
وبعد مدة قصيرة.
[1-الإعدام.]
الكلمات بدأت باللمعان بشدة ولتتحطم الكلمات إلى جزيئات بيضاء وبالرغم من أنها كانت على وشك الاختفاء كليا إلا أنها تجمعت لتشكل كلمات جديدة.
[قرار قاس وعديم الرحمة.]
[القارة في رعب شديد من تصرفاتك.]
[السمعة السيئة ازدادت بشكل كبير.]
بعد ذلك فإن الكلمات اختفت حقا.
المعلومات بشأن أن سمعتي السيئة قد ازدادت مرة أخرى قد وضعني في مزاج أسوء.
“كيف تحولت الأمور إلى هذا الوضع.”
لا يمكنني طرح هذا السؤال إلا على نفسي.
هذا ليس الأمر.
الأمر الرئيسي هو أنني أردت عيش حياة هادئة.
أين سارت الأمور في اتجاه خاطئ؟ بالطبع ولادتي بنفسها لم تكن خطئا أليس كذلك؟ الحياة لا معنى لها منذ البداية…..
أأأه، لقد أردت ملامسة كريستياني.
ليس فقط كريستياني، ولكنني أردت الاستمتاع بحياة ممتعة مع البطلات الأخريات مثل روميي أو ابنة الإمبراطور، الأميرة إليزابيث.
في الحقيقة أنا لا أريد العمل على الإطلاق.
حقا، فقط لما انتهى بي الأمر في جسد ملك من ملوك الشياطين.
أي شخص لا بأس به. أرجوك، فقط أي شخص ليصلح حياتي المحطمة…..
أو على الأقل أعطوني إجازة شهرية واحدة……..!
***********
ترجمة: Jaouad Azzouzi.