حيوا الملك - 294
294
” لا يمكنني الرؤية من خلاله”
الرجل القوي ذو الشعر الابيض قد اجابه , كان لديه حظور مثل الاسد .
هذا الرجل يرتدي درعا معدنيا بسيطا , لكن هذا الدرع كان يحمل الكثير من علامات الضربات عليه , رغم ان هذه المجموعة من الدروع بدت قديمة و متظررة , إلا انها لاتزال تتمتع بحظور لا يمكن وصفه كما لو كان هناك عشرات الآلاف من الجنود خلفه , كان الإحساس القوي و الدموي اللذي كان الشخص يشعر به فقط في ساحات المعركة تنبثق منه , كان ذلك من صنع الطبيعة , لم يجعله الرجل يبدو هكذا عن عمد .
“هاهاها, لم اتوقع انه حتى قائد فيلق الرياح الخاطفة لم يستطع ان يرى من خلال هذا الشاب !”
الشيخ الكبير ذو اللحية البيضاء و الشعر الابيض قد ضحك بينما يداعب لحيته .
” ملك تشامبورد جري ء للغاية , حتى انه قتل جنودك من فيلق الرياح الخاطفة , انت توليمي المعروف بطبعك الحاد و حمايتك لممتلكاتك الخاصة , اعتقدت انك ستقتله فورا , لم اتوقع انك ستسمح له
بالرحيل .”
” لا يمكنني ان ارى من خلاله , لذلك لست متأكتدا اذ ما امكنني هزيمته , هذا سبب عدم تحركي”
الشيخ في الدروع قال للساحر ذو الصولجان الطويل.
“ماذا ؟ انت قائد احد اقوى الفيالق في زينايت , غير واثق من قدرتك على هزيمة هذا الشاب ؟”
الإبتسامة على وجه هذا الشيخ لم يتغير :
” يبدو انني كنت على حق , عندما حارب ملك تشامبورد ديليز , كان يكبح الكثير من قوته , يبدو ان هناك عباقرة ايضا بين الممالك الفرعية لزينايت …”
“الفوضى على وشك الوصول ، وسيظهر العباقرة الشباب و الموهوبون واحدًا تلو الآخر. الملك ألكساندر هو واحد منهم … ”
التعابير على وجه المسن ذو الدروع لم يتغير على الإطلاق ؛ كان هادئ ومهيبا.
“أنت على حق ، ايها الساحرالست نجوم ادوارد كارتير , حكمك كان صحيحا. ملك تشامبورد هو عبقري ، ولست متأكداً إذ كان بإمكاني التغلب عليه! ”
” على الرغم انك لست متأكدا من هزيمته , فبأمكانك ان تقتله , لمذا لم تفعل ؟”
” اعرف ماللذي تقصده , إذا إستخدمت كل قوى فيلق الرياح الخاطفة , فقتله سيكون امرا بسيطا , لكن من اجل قتل محارب عبقري يافع مثل هذا , فسيموت الكثير من جنودي , لا استطيع ان اترك احد اقوى فيالق زينايت تعاني من هذا الضرر بسبب هذه الدراما الصغيرة …. ”
الشيخ ذو الدروع قد هز رأسه و تابع .
” ايضا , الإمبراطورية تحت ضغط كبير و هناك الكثير من التيارات الخفية تتحرك خلف الستار , ظهور هذه العبقرية قد لا تكون امرا سيئا بألنسبة للإمبراطورية!”
“اوه ؟”
الشيخ ذو جلداب الساحر قد قام بمداعبة لحيته و سأل :
“ايها الصديق القديم , يبدو انك تقدره جدا ؟”
” عبقري بهذا العمر اليافع , ولد مع موهبة عضيمة , لماذا لا اقدره ؟”
“بسيط. هذه العبقرية التي تتحدث عنها تغلب على ابنك الأكبر وكسر إيمانه بنفسه. كما انه ضرب ابنك الثاني مثل كلب ميت. ألا تهتم بأطفالك على الإطلاق؟ ”
“همف! حياة ديليز سلسة للغاية ، وبعض النكسات والعقبات ستكون جيدة بالنسبة له. اما لولون ……. همف ، أنا ، توليمي , لن اهتم ابدا لنفاية مثله “.
“وهوو. نفس الموقف كما السابق … رغم أن لولون ليس رائعًا ، إلا أنه ابنك. إنه آخر شيء تركته زوجتك فيرا من أجلك “.
الشيخ ذو الدروع قد اجاب ببرودة :
” لو لم يكن بسبب زوجتي فيرا , لكنت قتلت لولون اكثر من مائة مرة بسبب ما يفعله في بوابة الينابيع الحارة “!
أصبح الجو أكثر هدوءًا قليلاً بعدما تم طرح هذا الموضوع ، ولم يعد هناك أحد يتحدث.
هذين الشخصين قد إستخدما مهارات خاصة لكي يتمكنا من رؤية المشهد خارج بوابة الينابيع الساخنة , عند قمة هذا البرج السحري , بسبب صمتهم , لم تظهر اي من قوات الفيلق نفسها او اي محاربين اقوياء المخفيين على الرغم ان المعركة بين ديليز و فاي كانت صاخبة , خلاف ذلك , سيكون الحدث لها نهاية اخرى .
كما لو كان هذين القائدين يعرفان ما يمر بذهن احدهما الآخر, كلاهما قد تركا هذا الموضوع .
ومع ذلك , فأن ما لم يعرفه هو ان الشيء اللتي يتمسك به فاي كان ابعد من احلامهم حتى .
————-
قصدو ان المصير اللذي كان ينتظر فاي اكبر مما تخيلوه .
ترجمة : ahmed ds
التعليقات على الفصل "294"
مناقشة الرواية
ربما يعجبك ايضاً
