تطور عفريت إلى الذروة - 778 - الفناء
وجه الرجل في منتصف العمر **المانا** إلى ذراعه، مما جعل القفاز الذي يرتديه يضيء بوهج أزرق. هوت قبضته بقوة على بطن **سوتا**، لتنفجر عند الملامسة بشرارات برق متوهجة.
**بوووم!**
كانت هذه واحدة من أقوى تقنياته القتالية، إذ ركّزت على تدمير الأعضاء الداخلية للخصم. ظنّ أن المواجهة قد انتهت. فابتسم لنفسه معتقدًا أنه بالغ في تقدير خصمه.
ولكن… شعور غريب اعترى قلبه فجأة. رفع بصره ليرى **سوتا** واقفًا مكانه، بلا أي أثر للتأثر.
“هل هذا كل ما لديك؟” قال **سوتا** بنبرة هادئة تكاد تكون ساخرة.
“م-مستحيل!” تمتم الرجل في منتصف العمر، وارتسمت على وجهه علامات الصدمة. ولم يكن الوحيد الذي صُدم. حتى الخبراء المحيطون كانوا في حالة ذهول.
“حتى الزعيم لم يتمكن من ذلك…” تمتم أحدهم بصوت مرتجف.
“كيف يمكن لهذا أن يحدث؟!”
“لا يُصدّق!”
كان الرجل في منتصف العمر زعيم **قاعة الرعد**، والمقاتل الأقوى في هذا المكان بلا منازع. جاء إلى هنا مصطحبًا رجاله بعد أن فقد الاتصال بخبرائه الذين دخلوا **الآثار القديمة**. لم يعد منهم سوى الأميرة **يانييسفيل** و**دريم**، وكلاهما ينتمي إلى منظمات قوية لم يجرؤ على مواجهتها مباشرة.
لكن الآن…
شعر الرجل في منتصف العمر ببرودة تخترق عموده الفقري. هجومه، الذي لا يمكن لأحد أن ينجو منه، كان بلا تأثير على هذا الشخص.
“أتساءل لماذا؟ الأمر بسيط: لأنك ضعيف للغاية.” أجابه **سوتا** ببرود قبل أن يدير ظهره. “لقد فقدت صبري. حان الوقت لتجربة شيء جديد.”
خطا **سوتا** مبتعدًا بينما أطلق الآخرون أنفاس ارتياح، لكن فجأة… رفع **سوتا** أصابعه، وتحولت الأجواء إلى ظلام دامس.
“كما ترون، لقد درّبت عنصري الظلام والنور. بهذا الظلام، أستهلك الضوء بأكمله. الآن… لا توجد ذرة واحدة من النور هنا.”
كان صوته يتردد في أرجاء المكان، لكنه بدا كأنه قادم من كل اتجاه. حاول الخبراء استشعار محيطهم، ولكن دون جدوى.
“أنتم بالفعل قمامة!” قال بنبرة مليئة بالازدراء. “حتى لم تحاولوا صقل حواسكم. لا بأس… لقد فات الأوان.”
بإشارة أخرى من يده، أحاطت بهم جاذبية قاتلة، محطّمة أجسادهم إلى كتل من اللحم.
**صرخات…**
**ألم…**
**يأس…**
وبعد دقائق، خيّم الصمت. لم يتبق سوى مشهد مروع لأجساد مهشمة والذعر منحوت على وجوه أصحابها.
“هذا جيد…” تمتم **سوتا** وهو ينظر إلى يديه. “قوتي الأساسية كافية.”
عاد السير مجددًا، متجاهلًا كل ما حدث. في الطريق، أخرج ورقة صغيرة كان قد أخذها من رجل غامض قتله في **مستنقع السم**.
كانت الورقة تحتوي على معلومات مهمة: **الغراب عديم الأجنحة** كان ينشط في مدينة **وايت لاين**، وكانوا يخططون للانتقال إلى الغابات الأرضية. لحسن الحظ، طلب **سوتا** من **أليس** حصار المدينة فورًا، ما أجبرهم على البقاء مختبئين لبعض الوقت.
ابتسم بسخرية وهو يقرأ التفاصيل المكتوبة. “يبدو أن لدي فرصة ذهبية لإنهاء هذه الفوضى.”
كان هدفه التالي هو تحسين إتقانه لعنصر النور من خلال الحصول على **دورة الضوء الإلهي**. كان يعلم أن هذا سيقربه خطوة نحو السيطرة الكاملة على قوته.
“سوتا… أردت أن أسأل هذا منذ فترة.” اخترق صوت **سايا** تفكيره.
“ما الأمر؟” رد دون أن يرفع عينيه عن الورقة.
“ما الذي تسعى إليه حقًا؟ منذ فترة طويلة وأنت تكرر أنك تريد فقط البقاء على قيد الحياة، ولكن هل هذا كل شيء؟”
صمت **سوتا** للحظة. نظر إلى السماء كأنه يبحث عن إجابة، ثم قال بهدوء: “البقاء على قيد الحياة كان دائمًا هدفي الأول. لكن…” توقف قليلاً قبل أن يتابع، “في هذا العالم، القوة هي المفتاح لكل شيء. لذلك، نعم، أريد البقاء على قيد الحياة، ولكن أيضًا أريد أن أكون قويًا بما يكفي لأختار كيف أعيش.”
هزت **سايا** رأسها داخله، ولكنها لم تعلق. كان حديثه يحمل أبعادًا عميقة، كما لو أن هناك شيئًا أكثر مما كان يقوله.
استمر **سوتا** في طريقه حتى وصل إلى مدينة **بلو ريفر**. في النزل، وجد **هيلي** تنتظره بقلق. عند رؤيته، تنفست الصعداء.
“ظننت أنك لن تعود أبدًا.” قالت بابتسامة خفيفة.
“أنا هنا الآن. فلنعد معًا.” رد **سوتا** بإيجاز. كان ذهنه منشغلاً بخطوته التالية: تحدي أحد التلاميذ الأساسيين للحصول على **دورة الضوء الإلهي** وتحسين قوته استعدادًا لما هو قادم.
________________________
ترجمه =الفارس الملعون