5 - آزاريا نواه الجَنَّة (3)
( م.م : في اسماء ذي الرواية معصية والله، المهم MC اسمه آزاريا نواه الجَنَّة احيانا تقدرو يكتب عزريا او آزارياه حيث ان الاخير هو النطق الاقرب للأسم ونفس الشيء مع اسماء الشخصيات لكن لن يكون اختلاف كبير رح اراجع الفصول ثاني لأي اخطاء، حيث ان نواه تترجم نوح واحيانا الجنة تترجم الجانة.)
كان الألم يضرب رأسي كما لو كان مطرقة، شديدًا حتى تمنيت التوقف عن محاولة فهم ما يحدث، لكنني وجدت عزائي في تلك الأحلام.
كانت كأنها أحلام، لكنها بدت أشبه بذكريات.
ومضات من الذكريات طفت من أعماق عقلي، كقطع زجاج مكسور.
ذكريات لصبي بشعر وعينين أرجوانيتين.
كان الربيع، وكانت الزهور تتفتح في الحقول، زهور تمتد بلا نهاية.
رائحة خفيفة من الماء كانت تعبق في الأجواء، وطفلان يركضان في وسط الحقل.
“هاهاها.”
“هاهاها.”
ضحك الاثنان بينما يجريان عبر الحقل المزهر.
ضحكاتهما البريئة كانت تتردد في المكان بينما التفت الصبي نحو الفتاة وابتسامة تعلو وجهه.
“ما بك؟” توقف عن الركض عندما رآها توقفت، تلهث لالتقاط أنفاسها.
أسرع نحوها، والقلق بادٍ على وجهه.
“ه-هل أنتِ بخير؟” سألها بصوت مرتجف، وقد رآها تضع يديها على ركبتيها دون أن تنظر إليه.
“أحمق!” صرخت وهي تبتسم ابتسامة عريضة، ثم عادت للركض.
“آه! هذا غش!” صرخ وهو يركض خلفها.
“أنا الأولى!” صاحت عندما لمست الشجرة الواقعة وسط الحقل.
كانت فرحتها عارمة، تقفز في مكانها بينما تنظر إليه.
“أنتِ… هااا… غششتِ… هااا…” تذمّر الصبي وهو يلهث، وعبوس لطيف على وجهه.
“همف، أنت من يقلق كثيرًا!” ردّت، وهي تستلقي تحت ظل الشجرة.
“هل تعنين أن عليّ ألا أقلق بشأنك؟” سأل وهو يستلقي إلى جانبها، رأسه يلامس رأسها، وكلاهما ينظر إلى السماء الصافية.
“بالضبط.” قالت ضاحكة، وهي تنظر إليه.
“ولمَ لا؟” قال وهو يبادلها النظرات.
“لأنك إن قلقت عليّ، فلن تكون سعيدًا أبدًا.” أجابت وهي تعود بنظرها إلى السماء.
“ولماذا؟” سأل وهو يلتفت نحوها بجسده.
“لأنني لا أستطيع أن أكون سعيدة، وبالتالي لن أستطيع إسعادك.” قالت وهي تنظر إليه.
“لكن إن كنتِ معي، سأجعلكِ سعيدة.” ردّ الصبي، بابتسامة بريئة واسعة.
“أحمق، لقد قلت لك للتو إنني لا أستطيع إسعادك!” قالت وهي تُخرج لسانها.
“لكن، لكن، إن كنتِ سعيدة، فسأكون سعيدًا أيضًا، أعدك.” قال وهو ينظر إلى السماء.
“إذاً، فهذا وعد.” قالت مبتسمة.
وكأن المشهد تحطم كما يتحطم الزجاج… وكأن العالم انهار من حولي.
“هاه… هاه…”
أسمع أنفاسي المتقطعة بينما يتلاشى الضباب الذي يلف وعيي.
الذكريات التي رأيتها نُقشت الآن في عقلي، لكنها لم تكن ذكرياتي.
“ليست لي… ليست لي…” تمتمت، محاولًا التمسك بعقلي.
أمسكت رأسي بيدي المرتجفتين، أشد شعري علّ الألم يُبقي وعيي حاضرًا.
نقش الذكريات في العقل لم يكن أمرًا يسيرًا، وقد كنت أختبر ذلك بنفسي.
لكن الأمور لم تسر كما أردت، إذ بدأ وعيي يتلاشى مجددًا، نحو حلم آخر.
حلم حمل معه ذكرى جديدة.
كان المساء، والشمس توشك على الغروب، تنثر ضوءًا ذهبيًا فوق طفلين يسيران في حقل مهجور.
كلاهما يمسك بطرف منديل، والصبي يتقدمهما، والفتاة تتبعه.
“آز؟” همست الفتاة وهي تسير بجانبه.
“هم؟” التفت نحوها.
“لماذا ضربتهم؟” سألت وهي تنظر إلى الأرض، متجنبة النظر إليه.
كان وجهه يحمل آثار شجار، خدوشٌ وعلامات معركة.
من الواضح أنه كان يتقاتل مع أحدهم.
“لأنهم أزعجوكِ.” قال بحدّة خفيفة، لا يريدهم أن يقتربوا منها.
“لكنهم لم يتأذوا بقدر ما تأذيتَ أنت.” قالت بقلق، تنظر إليه.
“أنا بخير، لا يؤلمني كثيرًا.” ردّ باستخفاف، ولوّح بيده الأخرى.
“آز…” تمتمت، وهي تشد قبضتها على طرف المنديل.
“هم؟”
“هل ستظل دائمًا تنقذني من هذا النوع من المشاكل؟” سألت، وصوتها يشي بترددٍ وأمل.
“ولِم ستواجهين أي مشاكل طالما أنا بجانبك؟” قال وهو يبتسم لها.
نظرت للأسفل، تحاول إخفاء الابتسامة التي بدأت تتسلل إلى وجهها.
“شكرًا… لوجودك هنا.”
كان هذا آخر ما سمعته قبل أن تتحطم الذكرى.
“آآغ…”
عاد الصداع يمزق رأسي مع عودة وعيي المشتت.
وجدت نفسي مجددًا في الحمام، سقطت على ركبتيّ، رأسي ملامس للأرض، عاجزًا عن الحركة، والذكريات تواصل الحفر في ذهني.
“لا… ليس مجددًا… أرجوك…” همست برجاء، مخاطبًا أي كائن يستطيع سماعي، فقد بدأت أنوء تحت وطأة هذا العبء.
ألم الذكريات المحفورة في العقل ليس شيئًا يُحتمل.
“أرجوك… توقف…” توسلت، لكن لم يكن هناك من يسمع.
“لا…” خرج أنين خافت من فمي، إذ بدأ وعيي ينفلت مني من جديد.
وسقطت مرة أخرى في حلم جديد.
حلم حمل معه ذكرى أخرى.
هذه المرة… غرفة مغلقة.
ضوء خافت يملأ المكان، وصبي جالس على ركبتيه، ينظر إلى جسد ممدد أمامه.
الصبي كان مغطى بالدماء من رأسه حتى قدميه، وجسم حاد شبيه بالسكين مغروس في الجسد المسجى، والدم يتدفق بغزارة، يغرق ثياب الصبي والأرض من تحته.
“م-ماذا فعلت…؟” ارتجف صوته وهو يهمس، يتردد صداه في الغرفة.
وهكذا… بدأ كابوس آزاريا.