7 - العالم
الفصل السابع: العالم
تجشأ روي، ووضع وعاءه ودلك بطنه المنتفخ.
“هذا أسلوب سيئ، روي.” عاتبته لاشارا بلطف.
“آسف، أنا شبعان تمامًا.” اعتذر قبل أن ينهض. غسل الأواني والأدوات التي استخدمها ووضعها في الخزانة.
“شكرًا على العشاء اللذيذ، أنا أحب الستيك.”
“هه…” تكلمت مايرا بابتسامة “كنت أعرف أنك ستكون جائعًا جدًا بعد تدريبك المتواصل على الموازنة الجليدية في الشتاء، واليوم استطعنا الحصول على بعض الستيك الجيد بسعر منخفض!” كانت مايرا رئيسة الطهاة في الملجأ؛ كانت مسؤولة عن جميع الأمور المتعلقة بالمطبخ.
“رائع، هل تحتاجين لمساعدة في باقي الأواني؟” سأل روي.
“لا، ليس هناك الكثير متبقٍ. يجب أن تكون متعبًا، فلماذا لا تنام؟”
“حسنًا، شكرًا، ليلة سعيدة.”
“ليلة سعيدة.”
توجه نحو غرفة الدراسة قبل أن يلتقط كتابًا. كانت غرفة الدراسة مليئة بالعديد من الكتب حول مواضيع مختلفة تستخدمها لاشارا أثناء التدريس. من هذه الكتب، تمكن روي من التعرف على العالم الذي ولد فيه من جديد، ولحسن الحظ، قضى الست سنوات الماضية في تعلم الكتابة والقراءة وأصبح ماهرًا جدًا في اللغة، بشكل أفضل بكثير من الأطفال العاديين البالغين من العمر سبع سنوات.
قرأ روي في التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية مع بعض الإرشادات من لاشارا للإجابة عن بعض الأسئلة التي كان يطرحها منذ فترة طويلة.
وُلِدَ في بلد يُعرَف باسم إمبراطورية كاندريا، واسمها مستمدٌّ من عائلة كاندريا الملكية التي تأسست الإمبراطورية على يدي أحد أسلافهم. تتوسّط البلاد المحيط نام غونغ، وهي طويلة وضيقة الشكل، تمتد من الشمال إلى الجنوب، حيث يتجاوز نصف حدودها البحرية. أمّا النصف الآخر فهو يحدها بشكلٍ جزئي ثلاثة بلدان مجاورة؛ اتحاد سيكيغاهارا إلى الجنوب، وجمهورية جورتو الشمالية، وإمبراطورية بريطانيا إلى الغرب، وتمتلئ الفجوات بين هذه البلدان بغابات كبيرة.
واحدة من المعلومات الهامة التي حصل عليها هي أن إمبراطورية كاندريا تدفع دفعات سنوية لكل من الدول المجاورة لها، ولكن للأسف لم يكن معروفًا بالضبط تفاصيل المشاورات الدولية. كانت الدول الأربع جزءًا من قارة باناما، الوحيدة المعروفة على كوكب غايا.
كانت قارة باناما ضخمة، تضم ما يقرب من مائة دولة من جميع الأنواع، مع ثقافات وبنى اجتماعية وحكومات مختلفة. على الرغم من أن كل دولة لديها لغتها الخاصة، إلا أن هناك لغة عالمية مشتركة تعرف باسم السنسكريت، والتي تم إنشاؤها ونشرها من قبل الدول لتسهيل التجارة الدولية بموجب معاهدة لغة باناما التي صادقوا عليها قبل ثمانين عامًا. كانت المعاهدة فعالة للغاية، حيث كان حاجز اللغة هو الحاجز الأكبر بين الاتصالات والتبادلات.
(لقد تعلمت فقط اللهجة الكاندرية.) لاحظ روي.
المعلومة الغريبة الأخرى التي تعلمها هي أن حيوانات ونباتات قارة باناما كانت لا تصدق، حيث كانت هناك نباتات تحتوي على جميع أنواع المواد الخام الغريبة التي تستخدم كمكونات في أنواع مختلفة من المنتجات، حيث كان المنتج الأكثر شهرة هو الجرعات العجائبية. منحت الجرعات آثارًا لا تصدق مثل الشفاء واستعادة القوة وتحسين الميول الذهنية والبدنية المؤقتة لأنواع مختلفة.
هذه الجرعات تمكن البشر العاديين من مجاراة قدرات المحاربين الفائقة، وهذا ما وجده روي سخيفًا عندما علم به، لكن هذا لم يكن كل شيء.
الكائنات الحية كانت أكثر غرابة، فكان هناك أنواع ذكية خارج نطاق الإنسان. وهذا كان صدمة لأي شخص من الأرض حيث يعتقد أن هناك نوع واحد فقط من الكائنات الذكية.
الحيوانات كانت أقل حصرًا بكثير وتشبه مخلوقات عصر الديناصورات القبلية. على الرغم من أنه تم إنشاء ما يقرب من مئة دولة على قارة بنما ، فإن نحو خمسة وثلاثين في المائة من أرض القارة كانت غابات طبيعية غير مستعمرة تمتلكها أنواع غريبة ذات قوة هائلة. واحدة من الأسباب التي جعلت الإنسانية لم تستعمر بنما بالكامل حتى الآن ، هي أنهم ببساطة لم يستطيعوا ، فأنواع الحيوانات لم تكن تستسلم بسهولة ، بل كانت قادرة على مطابقة قوة البارود والسموم والأسلحة الضخمة على نطاق واسع والتي تستخدمها الإنسانية. يمكن القول أنه لو لم يكن هناك وجود للفنون القتالية ، لكانت هذه الحيوانات قد صارت تصطاد البشر حتى ينقرضوا.
وكان جزء كبير من اللجان التي تتعامل معها اتحادات الفنون القتالية في قارة بنما مرتبطة بالوحوش بطريقة أو بأخرى. كان روي متحمسًا للغاية لهذه الأنواع الغريبة والخيالية ، لكنها لم تكن ذات صلة فورية به في الوقت الحالي. كان أكثر اهتمامًا للأشياء التي تؤثر عليه بشكل أكثر فورية.
في إمبراطورية كاندريا ، عاش روي في أقصى شمال المنطقة مع شتاء شديد، مانتيا.
( “أه، يال حظي، تجسدت في منطقة الطقس الأكثر قسوة في جميع الولايات الاحدى عشر.”) هز روي رأسه. لا ينبغي له التفكير بهذه الطريقة ، فقد تم نعمته بعائلة محبة في دار الأيتام كوارير في هذه المنطقة.
كانت كاندريا تمتلك اقتصاداً رأسمالياً حر ، وكما هو متوقع ، كان هناك انقسام اقتصادي كبير بين الناس.
كان نظام الحكم في كاندريا نظام ملكي ، كما كان متوقعاً من الدول في هذا العصر من التطور. كان لدى الإمبراطور الكاندري العديد من الزوجات والأطفال أكثر بكثير ، وكان كل واحد منهم وريثًا محتملاً للعرش. يبدو أن بروتوكول كاندريا يتطلب من الإمبراطور اختبار جميع الأمراء والأميرات بطريقة يقررها بنفسه ، قبل إعلان أحدهم كإمبراطور أو إمبراطورة عندما يقترب من نهاية حياته.
يبدو أن الإمبراطور الحالي رائيل في كاندريا كان قد تقدم في السن بالفعل ، وسيتم الانتخاب الملكي بالتأكيد في وقت لاحق. لم يكن روي على دراية جيدة بتفاصيل السياسة الكاندرية وبصراحة ، كان يفضل عدم الانخراط فيها إذا كان بإمكانه تجنب ذلك. يبدو أن الانتخابات الملكية هي فوضى مربكة من المخططات. حتى على الأرض ، كان يتابع الأمور بشكل سطحي ويتجاهل السياسة في معظم الأحيان. ربما لن يهتم بذلك أكثر عندما يصبح فنانًا قتاليًا ، ولن يتورط بأي شكل من الأشكال ، مباشرة أو غير مباشرة.
أو على الأقل هكذا يأمل.
•••••••••••
المترجم: Tahtoh
التعليقات على الفصل "7 - العالم"
ربما يعجبك ايضاً
