5 - الفنون القتالية

الفصل الخامس: الفنون القتالية

قضى روي بقية اليوم يزعج كل شخص بالتحقيق حول ما رأى للتو، بعد ثماني ساعات من الاستجواب المستمر. حضر إلى فراشه ليلاً، لكنه لم يتمكن من النوم من شدة إثارته. استغرق الأمر بعض الوقت حتى استطاع فهم ما يكفي لإشباع فضوله الحارق، علمًا بأن مفرداته لا تزال غير كافية.

أرهق الكبار بالتحقيقات المتواصلة حتى تمكن من فهم إجاباتهم المعقدة، وكان الأمر مرهقًا للغاية، ولكنه تمكن من الحصول على إجابات لأسئلته الأكثر إلحاحًا. بعد الاستجواب الشاق، قضى بعض الوقت في الاستيعاب وتنظيم كل ما تعلمه.

كانت الفنون القتالية حقيقية، وليست فقط واقعية، بل كانت قوية للغاية. كان المحاربون الأقوياء قوة لا يمكن تجاوزها، قادرين على تحقيق أفعال خارقة للإنسانية، مثل ما شاهده للتو. في جميع أنحاء البلاد، وربما حتى القارة، كان المحاربون الأقوياء ينقسمون إلى ستة مراتب، والتي تعتبر أساسًا درجات:

المبتدئ المقاتل، الكبير المقاتل، المحترفون القتاليون، سادة القتال، الحكماء المقاتلون وأخيرًا، المقاتل السامي. كل ممارسة أكثر قوة من السابقة، ولكن لا أحد من الكبار يعرف أي شيء أكثر تحديدًا من ذلك.

( “إذا كان الكبير القتالي الذي كان الثاني من الستة درجات بهذه القوة ، فكم هي قوة الرتب الأعلى؟”) وهو يتساءل بحماسة ثائرة. هذا الشيء كان بالتأكيد هو الخبر الأهم والأكثر إثارة للروح الذي عاشه. حتى صدمة إعادة الولادة كانت هادئة ومملة بالمقارنة. تجاهل هذه الأفكار بسرعة قبل أن يقوم بمراجعة ما تعلمه مؤخرا.

يمكن تتبع مسار تاريخ الفنون القتالية إلى قرابة خمسمائة عام. أصبح الممارسون أقوى في كل بلد، كما زاد عددهم مع مرور الوقت، حتى أصبح عدد الفنانين القتاليين كبيرًا بما فيه الكفاية لتشكيل جمعيات تعرف باسم نقابات الفنون القتالية في كل بلد. تعد نقابات الفنون القتالية وسيطًا بين عملاء خدمات الفنون القتالية والفنانين القتاليين أنفسهم.

كانت تعمل كرابط بين الطلب في السوق الاستهلاكية على الخدمات مثل الحراسة والهجمات والعمل اليدوي، فضلاً عن العمليات السرية مثل التخريب والتسلل والتجسس والمراقبة والاغتيال وما إلى ذلك. حتى المهن النوعية مثل التعليم كانت ضمن نطاق الاتحاد وفقًا لكينتا الذي كان يطمح في أن يصبح فنانًا قتاليًا.

كان الاتحاد القتالي منظمة لها مصلحة في تنمية الفنانين القتاليين، لذلك اتخذت إجراءات لضمان وجود تدفق صحي للدم الجديد من الفنانين القتاليين، مثل أكاديمية الفنون القتالية. تم تأسيس أكاديميات الفنون القتالية بواسطة الاتحاد القتالي وإدارتها وتشكيل طاقم التدريب فيها. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه المؤسسات تدرب المتطلعين إلى أن يصبحوا فناني قتاليين حتى مرحلة المحترف القتالي.

وعلاوة على ذلك، وفقًا لديب، فإن الأكاديميات كانت تفرض رسوما تعليمية سنوية باهظة. بعد كل شيء، كان التعليم من المدربين ذوي الرتبة القتالية العالية امتيازًا للمتطلعين إلى أن يصبحوا فناني قتاليين، وكان من الصعب الحصول على هذا الامتياز بدون دفع الرسوم الغالية. لكن الرسوم الدراسية العالية لم تكن عائقًا، ولحسن الحظ، كان الاتحاد القتالي يدرك بما فيه الكفاية أن العديد من المواهب ستختفي ببساطة بسبب فئتهم الاقتصادية المنخفضة.

وبالتالي، قدمت الأكاديميات القتالية برنامجًا للمنح الدراسية يسمح للمرشحين المتطلعين لأحلامهم كمقاتلين بتحمل الرسوم الدراسية كدين وسداد الدين بعد تخرجهم من الأكاديمية. وكان برنامج المنح الدراسية في الأساس استثمارًا بدون عائد مضمون، بعد كل شيء إذا فشل طالب المنحة في التخرج، فلن يتم سداد الدين.

ولكن في نهاية المطاف، هذه السياسة سمحت للأكاديميات القتالية وبالتالي للاتحاد القتالي بأن يزيد من عدد الفنانين القتاليين، وهو هدفهم الأعلى والأساسي. وكانت الخسائر المالية طفيفة نسبيا مقارنة بالقوة الاقتصادية للاتحاد الدولي، علاوة على ذلك فإن المنح الدراسية تمنح على أساس الجدارة، لذلك تم تقليل الخسائر.

في اللحظة التي علم روي عن الأكاديميات العسكرية، كان قد أخذ قراره بالفعل بشأن مستقبله، وكان مستوى دافعه لذلك عاليًا للغاية، فلم يتمكن من الانتظار. سيحصل على قبول في إحدى الأكاديميات، بأي وسيلة كانت، سواء كانت عن طريق منحة أو بدونها. وقد وضع بالفعل حلولًا محتملة، لكنه يفتقر إلى الكثير من المعلومات لإثرائها.

“ما الذي تفكر فيه؟” صوت طفولي يناديه. نظر روي في اتجاه الصوت.

“لا شيء فاريون” رد روي. فاريون كان أحد الأولاد في الملجأ.

“هه، روي يفكر في الفنون القتالية، أليس كذلك؟” صرخت فتاة بجانبه “لقد قضى اليوم يسأل جميع الكبار حول الفنون القتالية.”

كانت نينا، إحدى الفتيات الأكبر سنا في الملجأ. خلال الـ 10 أشهر الماضية، تعرف روي على جميع الأطفال في الملجأ، وعلى الرغم من فجوة العمر، العقلية والجسدية، وجد صعوبة في تكوين علاقات أقوى معهم، لكنه كان يقضي الوقت معهم على أي حال.

مثل فاريون ونينا كانا يقضيان المزيد من الوقت مع روي ويعتنيان به عندما يكون الكبار مشغولين لتسهيل حياتهم.

“أتريد أن تصبح فنان قتال، روي؟” سأله صبي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا يقرأ كتابًا.

برزت عينا روي.

“سأصبح الأفضل!” أعلن روي.

“اذن يجب أن تتدرب بجد.” ابتسم الصبي وأغلق كتابه. “يتدرب الفنانون القتاليون بجد للحصول على القدرة الخارقة. هل أنت على استعداد للقيام بما يلزم؟”

“ولدت من أجل ذلك، جوليان” أجاب روي بلا شك أو تردد. لم يكن ذلك حرفيًا، فهو لم يكن يعرف لماذا أو حتى كيف تم إعادة ولادته، لكنه يشتبه في وجود سبب. إذا كان هناك سبب، فما هو؟

“اذن سندعمك بأفضل ما نستطيع، روي.” سار جوليان نحوه وضم روي بعناق.

“ممم، شكرًا.” رد روي. كان جوليان طفلًا ذكيًا، على الرغم من أنه لم يكن بارعًا بشكل مثير للدهشة مثل روي، لكنه كان طفلاً هادئًا وذكيًا يقضي وقته يغمر نفسه في الكتب من جميع الأنواع، أي شيء يمكنه الحصول عليه. كان روي معجبًا بنضجه على الرغم من عمره، بين أشياء أخرى.

تحدث الأطفال أكثر حتى قال ديب لهم جميعًا أن يطفئوا الأضواء ويذهبوا للنوم. و المفاجأة أن روي، سقط نائمًا بسرعة، إذ كان مرهقًا جدًا بعد يوم كامل من الإثارة.

••••••••••••

المترجم: Tahtoh