النجاة كـ بربري في عالم الخيال - 200 - ممر الجحيم (1)
الفصل 200: ممر الجحيم (1)
——–
“جلالتك. ماذا تعتقدين أن سيحدث؟”
“هم…”
تلعثمت كارين.
بصراحة، لم يكن لديها أي فكرة.
كان من النادر أن تظهر إلهة الأرواح نفسها مباشرة.
حتى إجراء محادثة معها كان شيئًا غير مسبوق تقريبًا.
في الواقع، على الرغم من أنها كانت المتعاقدة مع ملك الأرواح، لم تواجه إلهة الأرواح بنفسها قط.
والآن، كانوا يتجاوزون ذلك لعقد صفقة.
علاوة على ذلك، كان الطرف الآخر هو بربري الثلج الأبيض.
لم تستطع إلا أن تشعر بالقلق.
“آمل أن ينتهي كل شيء على خير.”
بينما كانتا تنتظران عودة كيتال من عالم الأرواح بقلق، شعرتا بشيء.
“هم؟”
“ماذا؟”
تغيرت تعابيرهما وهما تقفان وتنظران خارج الملاذ.
لقد شعرتا بذلك.
كانت خطيئة رهيبة تُرتكب على هذه الأرض.
“هجوم؟”
“يبدو أنه أبعد من ذلك المستوى…”
بينما كانتا في حيرة، انفتح شق.
ممر إلى الجحيم، بحجم جبل صغير، ابتلع جزءًا من الغابة.
غطى الظل الناتج عنه الملاذ.
“ماذا!”
“انتظري لحظة!”
صُدمت كارين.
لم يكن هذا وقت انتظار عودة كيتال بهدوء.
تحركت بسرعة، وتبعتها أركاميس على عجل.
عندما وصلتا إلى الجزء الخارجي من الملاذ، رأتا الإلف بوجه شاحب، مذهولين.
“ما الذي يحدث؟”
تنفس الإلف الصعداء عند رؤية كارين.
“جلالتك!”
“لقد قدم السحرة السود تضحيات! لقد انفتح ممر إلى الجحيم!”
“أستطيع رؤية ذلك.”
كان الممر كبيرًا لدرجة أنه ألقى بظلاله على الملاذ.
في حياتها الطويلة، لم ترَ كارين ممرًا بهذا الحجم من قبل.
عضت شفتها.
“هل رأيتم ما هي التضحيات التي قُدمت؟”
“نـ-نعم! العشرات من الإلف. مئات من البشر. والعشرات من السحرة السود! يبدو أن هناك سحرة سود من المستوى الخارق بينهم!”
“ماذا؟”
تلوى وجه كارين.
“هل هذا كل شيء؟”
لم يكن عدد التضحيات صغيرًا.
كان كافيًا لاستدعاء شيطان من الدرجة العليا.
كان بإمكانهم حتى فتح ممر صغير إلى الجحيم.
لكن هذا الحجم بدا مستحيلًا تمامًا.
كان الممر أمامهم هائلًا.
كان من غير المؤكد ما إذا كان سكان مملكة بأكملها كافيين لفتح ممر بهذا الحجم.
“كيف بحق السماء؟”
يجب أن تكون مراسم بهذا الحجم قد استغرقت وقتًا طويلًا جدًا للتحضير.
ومع ذلك، لم تلاحظ شيئًا؟
لا.
لم تكن هي فقط من لم تلاحظ.
حتى الآلهة والأرواح لم تُظهر أي رد فعل؟
“…سمعت أن نظام العرافة قد تعطل!”
أن يتمكنوا من إخفاء مراسم بهذا الحجم!
صرّت كارين على أسنانها.
استمرت العيون من وراء الممر في مراقبتهم.
كلما استقرت تلك العيون على الإلف، كانوا يتراجعون بشكل لا إرادي.
“ج-جلالتك. أليس هناك طريقة لإغلاق الممر قبل أن يأتي الأعداء؟”
“بمجرد أن ينفتح الممر، يكون ذلك مستحيلًا. إذا عبثنا به، قد يصبح الممر أكبر. من الأفضل التعامل مع الشياطين التي تظهر.”
“أ-أرى.”
“علاوة على ذلك، يبدو أنه ليس لدينا وقت لذلك.”
ما إن انتهت الملكة من الحديث، أغلقت العيون الجحيمية التي كانت تراقب الأرض.
نقرت الملكة بلسانها.
“لا ينوون إعطاءنا أي وقت للتحضير.”
مع ذلك، سُمع صوت النيران.
ظهر شيء على هيئة بشرية، مغطى بالنيران السوداء القاتمة.
ارتجفت حدقتا كارين.
“…تجسد نار الجحيم؟”
“أطلقوا!”
ما إن ظهر الوحش، صرخ آش.
سحب الإلف أقواسهم.
تدفقت الأسهم وقوة الأرواح في آن واحد.
كان هجومًا شاملاً من الإلف الذين يحرسون الملاذ.
كان من بينهم عدد لا بأس به من ذوي القدرات الخارقة.
كان هجومًا قويًا بما يكفي لسحق حصن.
رفع التجسد يده نحو الهجمات القادمة.
اندلعت نيران سوداء من يده.
أحرقت وأذابت جميع هجمات الإلف.
ومع ذلك، لم تتراجع قوتها.
على العكس، ازدادت أكثر.
ابتلعت النيران السوداء السماء.
بهذا المعدل، سيُستهلك الملاذ بأكمله بالنيران.
لوحت كارين بيدها على عجل.
تدوّمت الرياح بعنف وجمعت كل النيران السوداء المتدفقة، مضغطة إياها كما لو كانت تختمها.
تقدم تجسد نار الجحيم إلى الأمام، وتحولت النباتات التي داسها إلى رماد على الفور بالنيران السوداء.
حاول الإلف الهجوم مرة أخرى، لكن كل جهودهم ابتلعتها النيران السوداء التي يلوح بها التجسد.
بدلاً من أن تكون غير فعالة، بدا أن هجماتهم تغذي النيران، مما يجعلها أكثر ضراوة.
صاحت كارين بسرعة،
“الجميع، توقفوا عن الهجوم! هذا الكائن يتحكم بنار الجحيم! الهجمات العادية لن تنجح!”
“آ-آه!”
“آسفون!”
نار الجحيم هي لهب نقي يحترق في أعمق أجزاء الجحيم، قادر على إحراق مفاهيم العالم الوسيط.
هذا اللهب لا ينطفئ أبدًا؛ أي محاولة لإطفائه ستجعله ينمو أكبر.
حتى شرارة واحدة يمكن أن تحرق قارة بأكملها.
تجسد نار الجحيم هو كائن مكون من تجميع نار الجحيم، قادر على استخدام قوتها.
مثل هذا المفهوم من الجحيم لا يمكن أن يظهر عادةً في هذا العالم.
“كيف بحق السماء!”
صرّت كارين على أسنانها.
كانت النيران التي يلوح بها التجسد تحرق مفاهيم العالم ذاتها.
لا يمكن إطفاء هذه النيران أو إيقافها بمفاهيم هذا العالم.
ومع ذلك، كانت بطلة ذات قوة عظيمة، قادرة على التدخل في قوانين العالم.
[تعال.]
نطقت، وشعرها يتمايل.
خضعت رياح الغابة بأكملها لسيطرتها.
لم تحترق الرياح التي تلوح بها، حتى ضد نار الجحيم.
[اصنعي مسارًا وفقًا لإرادتي.]
ووووش!
هبت ريح عاتية عبر الغابة.
في لحظة، تحركت الرياح لقمع والتحكم بالنيران السوداء المنتشرة عبر الغابة.
أشارت كارين بإصبعها، وصدمت التجسد العنيف بالأرض.
” مُت. ”
بينما كانت على وشك سحق التجسد، طار مسار مظلم هائل من وراء ممر الجحيم.
[المترجم: ساورون/sauron]
كان المسار، بسمك محيط شجرة عملاقة، يمزق الغابة ويندفع نحو الملاذ.
حتى كارين لم تستطع التقليل من القوة المحتواة داخله.
ضمت يديها، وتجمعت الرياح.
بوم!
تم صد المسار بالرياح وانفجر.
اقتلعت تداعيات ذلك أشجار الغابة.
“واو!”
“كما هو متوقع من الملكة!”
أعجب الإلف بقوة الملكة، لكن كارين نقرت بلسانها.
“كان يجب أن أتعامل مع التجسد أولاً.”
على الرغم من ظهور التجسد، ظل الممر الهائل قائمًا.
هذا يعني أن المزيد سيستمر في القدوم.
لقد فشلت في التعامل حتى مع واحد.
كشف الكائن الذي أطلق المسار الهائل عن نفسه.
[كما هو متوقع من ملكة الإلف العليا الشهيرة. لو تأخرت قليلاً، لكان التجسد الذي حصلنا عليه بجهد قد دُمر.]
[هاهاها! يبدو أن كل شيء يسير وفقًا للخطة! بمجرد انتهاء كل شيء، يجب أن أعتني بلطف بأرواح السحرة السود!]
[عش الإلف لم يتغير مع الزمن. يا لها من ذكريات.]
ترددت ثلاثة أصوات.
اتسعت عيون كارين.
“…الحصن الجوي. كويكلون؟”
حصن جوي، أسود الشكل وبحجم قلعة ملكية.
كان جهازًا يساعد ويعزز قوة الشياطين القوية.
كانت تعرف بوجوده فقط، ولم ترَه قط.
ظهر فقط في الحرب العظمى للآلهة والشياطين القديمة، ولم يظهر منذ ذلك الحين.
كان واحدًا فقط قادرًا على تدمير كنيسة بأكملها، حيث كان يتحكم فيه فقط الشياطين من أعلى رتبة.
الآن، ظهرت ثلاثة من هذه الحصون الجوية في العالم.
“…ثلاثة شياطين خارقين من الدرجة العليا.”
بالإضافة إلى ثلاثة حصون جوية.
وحتى التجسد.
ضحكت كارين لا إراديًا بمرارة.
كانت قوة تذكر بحرب الآلهة والشياطين العظمى.
هل يمكن إرسال مثل هذه القوة إلى الأرض بمجرد هذا العدد من التضحيات؟
حتى مع ذلك، أصبح ممر الجحيم الآن أصغر بكثير.
ومع ذلك، لم يُغلق.
قدم الشياطين أنفسهم.
[أنا أبادون، شيطان الدمار.]
[أنا ستينو، شيطان الدوران.]
[أنا بائيل، شيطان السقوط.]
في الوقت نفسه، بدأت وحوش من الجحيم تتدفق من الممر المنكمش.
[أووو!]
[أووو!]
[تكريمًا لأولئك الذين يحتاجون إلى قوتنا، سندمر الأرض التي يجب عليكم حمايتها.]
فعّلت الكويكلونات، وبدأت الهجمات المشبعة بقوى الشياطين المعنيين تتدفق.
*
نفث التجسد نار الجحيم، محرقًا الغابة، واستخدم الشياطين الثلاثة الحصون الجوية لإطلاق مسارات شيطانية.
كانت الأرض مليئة بالعديد من الوحوش.
كان مشهد كارثة مطلقة.
صاحت كارين بصوت عالٍ.
“أستدعيك! الذي وُلد من تكثيف ريح بدائية! أستدعيك! الذي يحكم ويتحكم بالريح! مراقب قوانين العالم! ظهر أمامنا! مينيرفا، ملكة أرواح الريح!”
مع إعلانها، هدأ الهواء.
تجسد مفهوم الريح نفسه.
بوم!
تصادمت هجمات الشياطين مع الريح.
على الرغم من كونها ريحًا خفيفة جدًا، تشبه النسمة تقريبًا، إلا أنها أبطلت هجمات الشياطين القوية تمامًا.
[مر وقت طويل! أود أن أجري محادثة هادئة، لكن يبدو أنه ليس لدينا وقت لذلك!]
تردد صوت خفيف.
تمايل الشعر الأزرق.
كانت ملكة أرواح الريح روحًا أنثوية جميلة.
[ماذا يجب أن نفعل؟]
كانت كارين غارقة في التفكير.
كان ثلاثة شياطين من الدرجة العليا يستخدمون الكويكلون لمهاجمة الملاذ.
كان التجسد ينثر نار الجحيم في كل مكان، وكانت الوحوش تهاجم.
مهما كانت قوتها، لم تستطع التعامل مع كل شيء دفعة واحدة.
اتخذت كارين قرارها.
“من فضلك، تحكمي بنار الجحيم. قمعي التجسد وحمي الإلف من الموت في المعركة.”
كان تجسد نار الجحيم هو نار الجحيم ذاتها متجسدة.
سيحترق في النهاية بسرعة، لكن حتى ذلك الحين، كان يمتلك قوة هائلة.
كان يجب التحكم بالنيران المنتشرة.
كانت حياة الإلف أيضًا ثمينة وتحتاج إلى الحماية.
“هل هذا ممكن؟”
[ممكن. لكن هل أنتِ متأكدة؟ سيتعين عليكِ مواجهة تلك الأشياء بمفردك لفترة.]
“لا يهمني.”
[حسنًا، أعتقد أن هذا قلق لا داعي له. فهمت.]
تحركت مينيرفا بسرعة.
هبت الريح بعنف.
على الرغم من أن التجسد نثر نار الجحيم بعنف، إلا أنها لم تعد تنتشر.
نار الجحيم التي أحرقت نصف الغابة لم تستطع الانتشار أكثر وفقدت قوتها تدريجيًا.
تم قمع التجسد أيضًا بقوة ملكة الأرواح.
تداخلت رياح الأرض ونيران الجحيم بشكل فوضوي.
[كما هو متوقع.]
ظل الشياطين هادئين كما لو كانوا يتوقعون ذلك.
لقد استدعوا التجسد لتقييد ملكة الأرواح القوية.
لم تكن قوة سيد الأرواح ملكهم وحدهم؛ لقد استخلصوها من خلال التزامن مع الأرواح.
مع غياب مثل هذه الروح، تناقصت قوة سيد الأرواح بشكل كبير.
كيييينغ!
تدفقت عشرات المسارات في وقت واحد نحو الملاذ، كما لو كانوا ينتظرون هذه اللحظة.
حتى هجوم واحد فائت سيؤدي إلى تدمير نصف الملاذ.
كان على كارين الرد على جميع الهجمات.
[قد تملكين قوة بطل، لكنكِ لستِ مثالية بدون روحك. كم من الوقت تعتقدين أنكِ تستطيعين حماية الملاذ بمفردك؟]
“مدى الحياة؟”
ابتسمت كارين بسخرية.
رفعت يدها.
تدوّمت الرياح وتجمعت، تكتسح المسارات المظلمة القادمة.
كانت قوة الشياطين من الدرجة العليا مدعومة بالحصن الجوي.
كل مسار مظلم كان يحمل قوة مماثلة للشيطان روبيترا.
تصادمت عشرات من هذه المسارات مع دوامة واحدة.
بوم!
وكانت المسارات المظلمة هي التي تحطمت.
دمرت الدوامة كل هجوم من هجمات الشياطين دون أن تترك واحدًا وراءها.
لم تتوقف عند هذا الحد؛ اندفعت نحو الشياطين.
دافع الشياطين عن أنفسهم على عجل، لكن الريح مزقت دفاعاتهم.
تأرجح الكويكلون، الذي أصيب مباشرة، بشكل كبير، وسقطت قطع من الصخور الجحيمية التي كونت الكويكلون.
نقرت كارين بلسانها، غير راضية عن النتيجة.
“هل هذا كل شيء؟ يبدو أنني قد ضعفت بالفعل.”
[…أنتِ.]
” هل ظننتم أنكم تستطيعون التعامل معي بدون ملكة الأرواح؟ هذه إهانة. ”
تدوّمت رياح عاتية حول جسدها بالكامل.
تجلت عشرات الدوامات في وقت واحد.
كل واحدة كانت تملك نفس قوة الدوامة السابقة.
“سأجعلكم تندمون على استهداف هذا المكان. سأسحقكم وأقتلكم.”
جمع الشياطين قوتهم على عجل.
مزقت الريح الظلام.
التعليقات على الفصل "200 - ممر الجحيم (1)"
مناقشة الرواية
ربما يعجبك ايضاً
