النجاة كـ بربري في عالم الخيال - 190 - محمية الإلف، إلفو ساغرادو (3)
الفصل 190: محمية الإلف، إلفو ساغرادو (3)
——–
” تعال، اجلس. ”
فتحت أركاميس الكرسي.
جلس كيتال على الكرسي الفاخر والمريح للغاية.
فتحت زجاجة النبيذ بخبرة.
انتشرت رائحة عطرية.
“رائحتها جيدة جدًا.”
“إنه نبيذ فاخر جدًا لا يشربه سوى الإلف الأعلى. اعتبره شرفًا.”
“شكرًا على ذلك. من الجيد دائمًا إقامة علاقات.”
ابتسم كيتال.
ابتسمت أركاميس له، عيناها هادئتان بهدوء.
” …كيتال. ”
كان الشريك الأول المناسب الذي وجدته.
الإلف العليا منعزلون.
وُلدوا بصورة مثالية من شجرة العالم، ولا يقدرون سوى شيئين: أنفسهم وشجرة العالم.
لم يكن هناك شعور بالرفقة، ولا حب عائلي.
حتى لو كانت ملكة الإلف العليا، يمكنها التأثير عليهم لكنها لا تستطيع أبدًا إصدار الأوامر.
كانوا سيمتثلون فقط إلى حد معين.
لم تعجب أركاميس بذلك.
أرادت أن تعيش حياة عادية كما في القصص الخيالية.
أرادت أصدقاء.
أرادت رفاقًا.
أرادت عائلة.
وأرادت أن تنجب أطفالًا.
كانت تعرف كل شيء عن كيفية تحقيق ذلك من الناحية البيولوجية.
لم يكن ذلك جديدًا بالنسبة لها.
لذلك سافرت في القارة لتعديل جسدها.
لكن إنجاب الأطفال كان مجرد النتيجة التي أرادتها.
الأهم كان العملية.
لم تكن تريد فقط إنجاب الأطفال، بل أن تختبر الحب.
حبًا مؤثرًا حيث تُتبادل المشاعر.
قررت في قلبها أن كيتال سيكون الشخص المناسب لذلك.
” …إنه شخص جيد. ”
كانا يتواصلان جيدًا، وكان يفهمها.
كان لطيفًا جدًا ويعاملها دون تحيز، حتى وهو يعلم أنها إلف عليا.
حتى لو كان ينبعث منه هالة ترهيب طبيعية، كان شخصًا جذابًا للغاية.
لكن كانت هناك مشكلة.
يجب أن يكون الحب متبادلًا.
لم يعنِ شيئًا إذا كان من طرف واحد.
لم يكن لديها طريقة لمعرفة مشاعر هذا البربري تجاهها.
“…يبدو أنه شعور جيد، لكن.”
لم تستطع تمييز ما إذا كان حبًا أم صداقة.
في تقديرها، كان أقرب إلى الصداقة.
ومع ذلك، بما أن المشاعر كانت جيدة، اعتقدت أنها يمكن أن تقترب منه ببطء.
لكن عند سماع أن كيتال سافر مع أكواز، شعرت بإحساس قوي بالإلحاح.
“قد يكون هناك منافس!”
بشكل موضوعي، كان كيتال متميزًا وذكيًا.
على الرغم من أن هالته الترهيبية كانت مشكلة، إلا أنه بمجرد التغلب عليها، كان رجلًا جذابًا جدًا.
حكمت أركاميس أن هذا صحيح بغض النظر عما يعتقده الآخرون.
لذلك، قررت تحويل مشاعر كيتال تجاهها إلى شيء أعمق قبل أن يتدخل أي شخص آخر.
كانت إلف عليا.
كانت واثقة من مظهرها ولديها علاقة جيدة مع كيتال.
كانت تنوي أن تأخذ علاقتهما إلى مستوى أعمق خلال هذه الفرصة.
خططت لإغواء كيتال.
كانت جلسة الشرب هذه قد أُنشئت بنية الإغواء.
“هاك، كيتال.”
ابتسمت أركاميس بإشراق وصبّت الشراب.
تذوق كيتال الرائحة ثم شربه.
” واو. ”
هتف بإعجاب.
مر الشراب بسلاسة دون أي مقاومة، ناشرًا رائحة عطرية عبر أنفه.
كان شرابًا عالي الجودة لم يتذوقه من قبل.
“طعمه جيد، أليس كذلك؟”
” رائع. ”
“هل يشرب الإلف العليا دائمًا هكذا؟”
“ليس كثيرًا. بعد بضع مئات من السنين، يصبح الأمر مملًا. هل تريد كأسًا آخر؟”
“من فضلك.”
استمرت جلسة الشرب المريحة.
أغلقت أركاميس قبضتها تحت الطاولة.
“جـ-جيد!”
لم تكن لديها خبرة في الرومانسية أو إغواء الرجال.
لكنها قرأت عددًا لا يحصى من الكتب، حرفيًا مكتبة بأكملها من الروايات الرومانسية.
كانت تعرف تمامًا كيفية خلق الأجواء والجمل التي يجب قولها عندما يخلق رجل وامرأة أجواء رومانسية.
كما خططت، كان الجو جيدًا جدًا.
“و، ماذا كان من المفترض أن أفعل بعد ذلك؟”
لكن إذا كانت هناك مشكلة، فهي أنها كانت تفتقر إلى الخبرة في النهاية.
إلف عليا.
نبيلة، مثالية في ذاتها.
بطبيعة الحال، لم يكن لديهم خبرة في الرومانسية أو المشاعر من هذا النوع.
مهما كانت ملمة بالنظرية، بدون الخبرة، كانت ملزمة بأن تكون خرقاء.
بينما كان كيتال يتذوق النبيذ، نظر إلى أركاميس.
“أركاميس، وضعيتك تبدو غريبة بعض الشيء؟”
“أوه، أه. هل هي كذلك؟”
كانت أركاميس تجلس ورجلاها متشابكتان ومائلة إلى الخلف في كرسيها.
كان من الممكن أن تكون وضعية مغرية إذا قام بها شخص معتاد عليها، لكن بما أن أركاميس لم تفعلها من قبل، بدت محرجة.
“…أليس هذا جذابًا؟”
“تبدين كدمية خشبية مكسورة.”
“…”
عدّلت أركاميس وضعيتها بهدوء.
حاولت أشياء متنوعة قرأتها في الكتب، لكنها كانت قليلة الخبرة لتنفيذها جيدًا.
“نخبًا لعينيك؟”
“هاه؟”
“أوه، لا تهتم…”
ومع ذلك، على الرغم من هذا، لم يصبح الجو محرجًا.
بما أنهما قضيا اليوم بأكمله معًا في مملكة دينيان، تدفق حديثهما بسلاسة.
[المترجم: ساورون/sauron]
“كيف تقدم الكيمياء؟”
“لا يزال غامضًا، لكن الخطوط العريضة بدأت تتشكل. هناك الكثير من الإمكانيات.”
“هذا ليس ما أردته…”
تنهدت أركاميس داخليًا.
كان ممتعًا بما فيه الكفاية، لكنه لم يكن الجو الذي كانت تأمل فيه أركاميس.
سأل كيتال بهدوء.
“سمعت أن المحمية تحت هجوم الشر، لكنها تبدو بحالة ممتازة.”
كان كيتال قد زار أيضًا محمية كالوسيا، التي كانت تحت هجوم الشر أيضًا.
بينما كان داخل محمية كالوسيا سليمًا، كان الخارج محاطًا بالكامل وملوثًا بالشر.
في المقابل، بدت محمية الإلف غير متضررة تمامًا.
لو لم يرَ القرى المهاجمة، لكان قد شك فيما إذا كانت حقًا تحت الهجوم.
“الملكة تحميها.”
ارتشفت أركاميس شرابها بوجه كئيب.
“هاجم السحرة السود عدة مرات. حتى أنهم حاولوا حرق الغابة. لكن الملكة صدتهم جميعًا.”
“هو.”
كانت ملكة الإلف العليا بطلة قوية.
يبدو أنها أحبطت جميع الهجمات.
ازداد اهتمام كيتال.
“وكيف كنت، كيتال؟ هل يمكنك أن تخبرني بالتفصيل؟”
قررت أركاميس التخلي عن هدفها الفوري والاستمتاع بالمحادثة فقط.
بما أن كيتال سيبقى في المحمية لفترة، سيكون هناك المزيد من الفرص.
روى كيتال بهدوء تجاربه الأخيرة.
تحدث عن توجهه إلى المحمية مع كهنة كالوسيا، مواجهة وهزيمة قطاع الطرق في الطريق.
وعند الوصول إلى المحمية، التعامل مع السحرة السود.
استمعت أركاميس بانبهار.
من وجهة نظرها، بعد أن غادرت لاستكشاف العالم الخارجي، كانت مغامرات كيتال مثيرة للاهتمام للغاية.
استمر الحديث إلى حيث تلقى كيتال بركة كالوسيا.
عندما ذكر لقاءه بكالوسيا وتلقيه لأثر مقدس، ذُهلت أركاميس.
“لقد التقيت بالسيدة كالوسيا… وحتى تلقيت أثرًا مقدسًا؟”
“نعم. ها هو. بفضله، يمكنني استخدام القوة الإلهية.”
ابتسم كيتال بإشراق وأظهر سواره.
كان السوار الأسود القاتم ينبعث منه هالة إلهية عميقة يمكن لأي شخص التعرف عليها.
“…”
حدقت أركاميس في السوار بدهشة.
كان أثرًا مقدسًا سيُحفظ من قبل الكنيسة.
“أه… هل كانت هناك أي مشاكل؟”
“لا شيء على الإطلاق.”
“حـ-حقًا؟ هذا مريح. من ما أعرف، كان من المفترض أن يكون هناك صراع بين الآلهة وكائنات الأراضي المحرمة. بما أنك كائن من الأراضي المحرمة، ظننت أنه قد تكون هناك مشكلة، لكن يبدو أنه ليس كذلك.”
“هم؟ ما هذا؟ لم أسمع بمثل هذا الشيء.”
“إنها قصة قديمة جدًا. حتى بالنسبة لإلف عليا مثلي، إنها أشبه بالأسطورة.”
منذ زمن بعيد، باستثناء بعض الأنواع طويلة العمر، لم يتذكرها أحد.
كانت هناك صراعات بين الآلهة وكائنات الأراضي المحرمة.
كل صراع هز العالم بشكل كبير.
فقط بعد عدة صدامات استقر العالم أخيرًا.
“هذه قصة غريبة. لا يمكن لكائنات الأراضي المحرمة مغادرة الأراضي المحرمة.”
لم تكن هناك سجلات لكائنات من الأراضي المحرمة تخرج من الأراضي المحرمة عبر التاريخ.
على الرغم من أن هناك تغيرات حديثة، كان يعني أنه لم تكن هناك مشاكل من قبل. لذا، لم يكن هناك سبب للصراع بين الآلهة وكائنات الأراضي المحرمة.
هزت أركاميس رأسها.
” لا أعرف التفاصيل أيضًا. كما قلت، إنها أشبه بالأسطورة بالنسبة لي. إذا لم تواجه أي مشاكل، فقد تكون خاطئة. ”
” هم. ”
“ربما يعرف التنانين شيئًا؟ هناك بعض التنانين القديمة التي عاشت منذ ما قبل عصر الإمبراطور.”
” التنانين، ها. ”
ارتشف كيتال شرابه.
أصبحت عيناه تأملية.
“أين هم؟”
“لا أعرف. لم يظهروا على السطح منذ وقت طويل. ربما تعرف الملكة؟”
“هم.”
لم تلاحظ أركاميس الوميض الخطير في عيني كيتال.
“أوه، صحيح.”
صفق أركاميس يديها كما لو تذكرت شيئًا.
“لقد كنت أبحث أيضًا في تفرد جسدك.”
“جسدي؟”
“جسدك مميز جدًا. أنت تعرف ذلك، أليس كذلك؟”
الكثافة المسحوقة تحت ملاحظتها.
قوة الفصل.
جسد يمكنه تحمل هجمات الأرواح عالية الرتبة.
كانت فضولية جدًا حول كيفية إمكانية ذلك.
لذلك، بحثت في الأمر بعد عودتها إلى المحمية.
ونتيجة لذلك، اكتشفت إمكانية.
“ما هي؟”
“أعمالك وإنجازاتك المتراكمة، المعروفة بالكارما. هذا على الأرجح السبب.”
“هو؟”
أظهر كيتال تعبيرًا مهتمًا.
كانت أركاميس تقول نفس الشيء الذي قاله شيطان الخطوط الشيطانية، روبيترا، الذي قاتله سابقًا.
[ما الذي أنجزته وبنيته؟]
هذا ما قاله روبيترا وهو يواجه كيتال.
كان قد سأل عما يعنيه روبيترا، لكنه لم يتلقَ إجابة.
الآن، كانت أركاميس تدعي أنها اكتشفت ذلك.
بدأت في شرحها.
“جسدك مميز. إنه قريب من الغموض في حد ذاته.”
كان جسد كيتال قد تحمل كل أنواع القوى والألغاز بمجرد شكله المادي.
كان يعني أن جسده نفسه كان غموضًا وكان له مستوى معين من المكانة.
“وعندما بحثت في مثل هذه الحالات، وجدت بعض الأمثلة. هل سمعت يومًا بقصة حيث يشعر شخص يتعرض لوحش يأكل البشر بالشلل؟”
” أنا على دراية بها. ”
قيل إن شخصًا يواجه وحشًا أكل العديد من البشر يشعر بالخوف الغريزي.
كان يعني أن الوحوش التي انخرطت في أكل لحوم البشر كانت تنبعث منها هالة فريدة.
لم تكن هذه القصة مقتصرة على الوحوش فقط.
قيل إن إمبراطورًا حقق العديد من الإنجازات كان ينبعث منه حضور بغض النظر عن مكانه.
قيل إن قديسًا قام بالعديد من الأعمال الصالحة كانت تنبعث منه هالة لطيفة حوله أينما ذهب.
كان مشابهًا.
عندما يحقق فرد شيئًا كبيرًا وينجزه، كان تتراكم لديه كارما ويكتسب هالة مقابلة.
كانت القصة معقولة بما يكفي بحيث فرك كيتال ذقنه بتفكير.
” مفهوم من هذا النوع، ها. ”
حتى على الأرض، كانت هناك قصص مماثلة، لكنها كانت مجرد مسائل إدراك. ومع ذلك، في هذا العالم، يبدو أنها تؤثر مباشرة على الواقع.
“إذا تم التعامل معها بهذه الطريقة، يمكن تفسير تفرد جسدك أيضًا.”
ومع ذلك، نظرت أركاميس إلى كيتال بتعبير محير.
“…المشكلة هي أن هناك أجزاء كثيرة لا تزال غير مفسرة.”
حتى إمبراطور حكم أمة أو قديس محترم من الجميع يمكنه فقط إصدار مستوى من الحضور.
للذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد امتلاك هالة إلى امتلاك جسد يحمل في حد ذاته غموضًا ومكانة—كم يجب على المرء أن ينجز؟
كم عدد الأعمال العظيمة التي يجب على المرء القيام بها؟
حتى كإلف عليا، لم تستطع استيعاب ذلك.
ابتلعت بتوتر وسألت بحذر.
“كيتال، ماذا فعلت في الميدان الأبيض الثلجي؟”
التعليقات على الفصل "190 - محمية الإلف، إلفو ساغرادو (3)"
مناقشة الرواية
ربما يعجبك ايضاً
