المشعوذ الأعلى - 573 - اللحاق 1
اللحاق 1
– داعم : turki bahbaul (8/15)
****
“تربية طفلين أثناء رعاية الزوجة الحامل لا تترك الكثير من وقت الفراغ للتدريب علاوة على ذلك لست بطيئًا بقدر ما أنت متصلب الرأي، هل لديك صديقة على الأقل؟” قال ريمان أثناء إعادة العناق.
أصبح ليث سعيدًا لسماع أن أصدقائه المفقودين بخير وأن أخلاق الحامي قد تحسنت بشكل ملحوظ، سابقا سيفتح المحادثة بسؤال ليث عن عاداته في التزاوج.
“لدي واحدة”.
“إنه الآن وتذكر أن تراقب فمك لم أشارك أسراري مع أي شخص”.
عند هذه الكلمات فقد ريمان رباطة جأشه وتوقف في مساره.
“لا أحد يعرف عن سولوس أو الإستيقاظ أو شكلك الآخر أو كارل؟” سأل بصوت هامس.
عندما أعطى ليث الحامي جزءًا من قوة حياته لإصلاح قلب المانا التالف تمكن الوحش الإمبراطور من الوصول إلى جميع ذكرياته حتى تلك من حياته على الأرض.
“تيستا تعرف شيئًا عن سولوس والإستيقاظ أما فلوريا فتعرف عن شكلي الآخر لكن هذا كل شيء، أنت وسولوس فقط من يعرفان كل شيء عني” أوضحت النغمة التي إستخدمها ليث أنه لا يزال غير راغب في الإنفتاح.
“من هو هذا الرجل؟ كيف يعرف إسمي؟” أخفت فريا سيفها عندما رأت الرجلين يتعانقان لكن إرتباكها لا يزال قائماً.
“إنه…” أراد ليث أن يبحث عن كذبة معقولة إلا أن قاطعه رد الحامي.
“إلتقينا لفترة وجيزة أثناء هجوم بالكور، أنت تعرفينني بإسم الحامي لكنني أود أن تناديني ريمان فاستارو، تقول سيليا أنه يجب علي دائمًا تقديم نفسي بإسم حقيقي بدلاً من مجرد لقب”.
أرهقت فريا دماغها محاولة أن تتذكر أين سمعت هذا الإسم من قبل وكاد فمها يسقط على الأرض عندما أدركت هوية الضيف.
“مستحيل! أنت…”.
قام ليث بفرقعة أصابعه ليرمش بهم جميعا داخل غرفة فريا قبل فوات الأوان.
“وحش إمبراطوري… كيف يمكنك إمتلاك جسم بشري؟” حالت تعويذة الصمت دون سماع صوتها.
“أنا لم أسرق جثة أحد” رد ريمان بلمحة من الإنزعاج في صوته “بمجرد أن نصل إلى هذه المرحلة من التطور يمكننا تغيير شكلنا إنها ليست مشكلة كبيرة يمكن للكثير من المخلوقات القيام بذلك”.
لم يعجب ليث بنظرة الحامي إليه وهو يقول ذلك.
“ومع ذلك فهو سر كبير بين الوحوش مثل حقيقة أنه يمكنهم التحدث” شرح ليث.
“إنه يثق بك كثيرًا فمعظم البشر سيصابون بالجنون إذا عرفوا أن الوحوش والنباتات يمكن أن تغير شكلها، هل تتذكرين غادورف الوايفرين؟ لقد كان قادرًا على فعل الشيء نفسه”.
هدأتها كلماته قليلا ولكن ليس كثيرا، فجأة لم يكن لديها أي فكرة عن كيفية التعرف على من هو البشري ومن يتظاهر بأنه كذلك.
“أنا بحاجة إلى الجلوس وشيء قوي للشرب” هزت رأسها على أمل أن تتوقف الغرفة عن الدوران قريبًا.
“كيف حال سيليا؟” سأل ليث.
“كان علي أن أتقدم لها (طلب زواج) لجعلها تبتعد عن لوتيا في مثل هذا الوقت القصير” جعلت كلمات ريمان فريا تختنق بشرابها.
“أليست سيليا إمرأة؟ أعني إنسانًا؟ هل أنتما متزوجان حقًا؟” صرخت بمفاجئة.
إضطر ليث إلى قمع الضحك، نفس الحامي الذي كان دائمًا صبورًا ولطيفًا وأقرب شيء إلى شخصية الأب السحري لليث الآن يوسع فتحة أنفه في إنزعاج.
“نعم نعم ونعم، إذا واصلت قول ما هو واضح فلن أصل إلى النقطة المهمة أبدًا”.
أصبحت فريا حمراء مثل الشمندر وأخفت وجهها خلف زجاجتها.
“أنا بحاجة إلى شيء أقوى” وضعت النبيذ بعيدًا وسحبت زجاجة غريفون الناري من جيبها البعدي.
ويسكي شعير واحد يحتوي على أكثر من 50٪ من محتوى الكحول.
“سارت الأمور على ما يرام حتى ولدت إبنتنا الأولى، شكرًا للأم العظيمة بعد أن كدت أن أقتل أصبحت بارعًا في سحر العلاج لذلك لم تكن سيليا بحاجة إلى قابلة لكن كان من الممكن أن يتحول الأمر لفوضى لأن ليليا تمتلك فروًا”.
شربت فريا جرعة عند سماع كلمة “إبنة” وجرعة أخرى عند سماع “فرو”.
“هل هي هجينة؟” سأل ليث وأعطى فريا الكثير من الأسباب لتشرب جرعة ثالثة.
“نعم لكن لا جدوى من قول أن سيليا لم تأخذ الأمر جيدًا وصرخت في وجهي لأني كذبت عليها وطردتني حتى من منزلنا، لأكون منصفًا لم أكذب فهي لم تسأل أبدًا ولم أفكر مطلقًا في سبب إخبارها عن كوني وحش إمبراطوري”.
“كيف لم تخبرها؟ هذا أمر كبير جدًا كما تعلم؟” سألت فريا.
“خرجت من الغابة عاريا وأخبرتها أنني عرفتها لفترة طويلة ولدي قوى سحرية خارقة لذا إعتقدت أن الأمر واضح جدًا”.
“لابد أنها إعتقدت أنك ساحر ودود ولكن رائع! أي نوع من المنطق هو هذا؟” شرب فريا جرعة أخرى.
“هل حياتي عبارة عن لعبة شراب أم ماذا؟ يا إلهي الآن أفهم لماذا لا تتحدث عن حياتي أبدًا مع أي شخص، كم أنا سخيف لأفكر أنك وسيليا مصابين بجنون العظمة” أخذ الحامي الزجاجة بعيدا.
“هل تقول أن ليث هو وحش إمبراطوري أيضًا؟” كادت فريا أن تصاب بإنهيار عصبي.
“لا إنه ليس كذلك فقط جسده على قدم المساواة مع وحش سحري مخضرم لكنه ضعيف مقارنة بالمستوى الإمبراطوري”.
“أغلق فمك اللعين!” لم يستطع ليث تصديق مدى صدق ريمان بغباء.
‘يجب أن يكون قد نجا إلى هذا الحد لأن سيليا وضعته تحت إبهامها’.
“أحتاج المزيد من الكحول” ظهرت شرارات صغيرة من الضوء حول الزجاجة مما جعل جزءًا من محتواها يملأ الكأس مرة أخرى.
“سيدة الأبعاد هل تذكر؟” أصبحت فريا سعيدة بقدرتها في سحر الأبعاد خاصة بعد التسبب بصدمة للوحوش التي تشاركها الغرفة.
“بعد بضعة أيام هدأت وسمحت لي بالعودة إلى المنزل لكنها ظلت غاضبة جدًا لأنه لم يكن لديها أي فكرة عن كيفية تربية هجين مما جعلها يائسة للحصول على المساعدة، كانت خائفة أنه إذا إكتشف البشر عن ليليا سيقتلونها لكن بعد أن تمكنت من جعل إبنتنا تتحول إلى شكلها البشري سارت الأمور بسلاسة، بعد بضعة أشهر سامحتني والآن تمت تسوية كل شيء ورزقنا بإبن يدعى ليران كما أنها أصبحت حامل بإبننا الثالث، لقد إختارت كل أسمائهم على شرفك فهي تقول إنه لولاك ما كنا لنلتقي ولو لولا تضحيتك لإضطرت لتربية طفلنا بمفردها الأن أنت والدهم الروحي عليك زيارتهم في بعض الأحيان”.
في موغار من المعتاد تسمية طفل بنفس الحرف الأول لأكثر أفراد الأسرة إحترامًا بإعتباره فألًا جيدًا، تأثر ليث بنظرة سيليا إتجاهه وبعد أن أخبرهم بجزء من قصته أوضح لهم الحامي سبب مجيئه.
–+–
ترجمة : Ozy.
—