المشعوذ الأعلى - 565 - الجولة الثانية 3
الجولة الثانية 3
على الرغم من أن تعطشهم للمعرفة ساطع إلا أن ليث وسولوس يعرفان متى يكون الإندفاع بلا معنى، وسع ليث منطقة الصمت حتى لا يقاطعهم حراس المدينة وأطلق وابلًا من الصواعق.
حتى الحارس المجهز عديمة الفائدة إذا لم يكن مستخدمها سريعًا بما يكفي للرد على المعلومات التي تقدمها.
لعن كيران عندما دخل جسده في أزمة، يعتبر النصل العالق في جسده موصلًا مثاليًا مما سمح للبرق بتجاوز الحاجز الدفاعي للدروع.
منعه إندماج الظلام من الشعور بالألم لكن التيار الكهربائي لا يزال يحفز الخلايا العصبية النشطة، بعد أن فقد الخصم قدرته على الحركة دفع ليث الريفر عبر جسد كيران حتى إصطدم بصدره.
مع وجود رئة مثقوبة وإنتشار السم في نظام دم القاتل صار ليث على يقين من أنه سيحظى بالسيطرة المطلقة على عدوه.
‘من السيء جدًا أن هذا لا يكفي لكن الأن على الأقل لا يمكنه إستخدام التنشيط، يمكنني إستجوابه ولكن إذا كان رجل السيف موجودًا فسيكون لديه كل الوقت الذي يحتاجه لإلقاء أفضل تعاويذه أو حتى مصفوفة، حان الوقت لمعرفة ما إذا كنا وحدنا أم لا’.
“حان وقت موتك أيها الإنسان لا يجب أن تعبث في أرضي” صوت ليث في هيئته الهجينة عبارة عن صراخ منخفض كما لو أن الكلمات نصفها منطوق ونصفها زئير مما جعلها غير مفهومة.
توجه السيف مباشرة إلى قلب كيران وأجبر ديرانيال على التدخل، لم يكن أمام الرجل من صحراء الدم خيار سوى فتح خطوات الإعوجاج التي جهزها أثناء سحب سيفه.
لقد كلفه ذلك المصفوفة التي أعدها منذ اللحظة التي بدأ فيها الكمين، من بين النقاط القوية الأخرى لمرآة المراقبة هو إمكانية عرض المصفوفات من مسافة أكبر مما هو ممكن في العادة ما يجعلها أداة مثالية لعمل المستيقظين كفريق.
‘هذا الأحمق! لم يقتصر الأمر على تسليم مؤخرته قبل أن أتمكن من إنهاء تعويذتي ولكنه تمكن أيضًا من إثارة غضب وحش إمبراطوري، إن هذه الحيوانات اللعينة مزعجة تقريبًا مثل كيران’ فكر ديرانيال.
‘خلفك!’ حذرت سولوس حيث إكتشف إحساس المانا خاصتها ممر ذي أبعاد يتم فتحه.
الهجوم أبعد من أن يطعن ليث لذلك تظاهر بالجهل حتى اللحظة الأخيرة، عندها فقط تفادى الهجوم بالتدحرج إلى الجانب بينما إستخدم سحر الروح لإلقاء القاتل الذي لا حول له ولا قوة ضد رفيقه.
“اللعنة!” قال ديرانيال غير قادر على التعبير عن مدى إحباطه.
الأن لديه خياران فقط: أن يرمش بعيدًا ويكون تحت رحمة العدو أو يقتل كيران بيديه.
سحر الأبعاد هو الطريقة الوحيدة التي تمكنه من تغيير مسار نصله، الأن ليث أخرج الخيار من بين يديه بإلقاء تيار من لهب الأصل ضد المستيقظين اللذين كانا على وشك الإصطدام.
شتم ديرانيال مرة أخرى ورمش مع رفيقه في إتجاهين متعاكسين، لم يفعل ذلك لحماية كيران بقدر ما فعل ذلك لإنشاء نقطتي خروج في وقت واحد، راهن على حظه على أمل أن يتبع الوحش الإمبراطوري الرمشة الخاطئة.
قام ليث بتنشيط التبديل في سحر الروح الذي تعلمه أثناء وجوده في مختبر زولغريش.
“شياطين الظلام!” صرخ على الرغم من خجله الشديد من شخصيته الحالية.
التحدث مثل سيد شرير جعله ينكمش حتى العظم.
قام بحقن المانا النقية داخل ظله ثم قام بتوسيعه مثل الشمس السوداء، لدى الرمشة مساحة تأثير أصغر بكثير من سحر الروح لذا كلاهما لا يزال في متناول يده.
كيران منشغل جدًا في بصق الدم حتى لا يغرق في سوائله ولم يلاحظ أن ظله ينبض بالحياة بينما قام ديرانيال بتنشيط سحر الإندماج بمجرد أن أدرك أن هناك قوة غير مرئية تقيد تحركاته.
‘ما الذي…؟’ لم تكن القبضة التي شعر بها في جميع أنحاء جسده تزداد قوة فقط بدلاً من أن تتلاشى ولكن تم إمتصاص قوة حياته أيضًا.
لم يستغرق الأمر سوى لحظة حتى لاحظ أن ظله أصبح الآن ذو عيون صفراء وملفوف حول أطرافه.
حرر نفسه مع وميض صغير من الضوء الذي بدد الظلام ثم رمش بعيدًا.
‘اللعنة نسخة الظل من سحر الروح لديها نقطة ضعف أسهل في إستغلالها من تلك العادية، لم يلاحظ راتباك ذلك لأنه أحمق’ لعن ليث.
بدلاً من تضييع وقته في مطاردة ديرانيال ذهب ليث وراء كيران، منع أحد الأعداء من الهروب والآخر من شفاء نفسه أمر مستحيل لذلك قرر أن يقلل خسائره بأخذ رأس القاتل.
“نحن بحاجة للمساعدة!” صرخ ديرانيال في تميمة جهاز الإتصال الخاص به مذعوراً.
“إثنان ضد واحد؟ ما مدى إثارتكما للشفقة أنتما الإثنان؟” رد عليه صوت أنثوي مليء بالإزدراء.
“لا يمكنك قتلي أنا…” حاول كيران أن يتحدث لكن سيف ليث المسحور ذو الحواف الممتلئة بالكامل بسحر الهواء والنار والظلام جعل حاجز الملابس السوداء مثل قطعة القماش.
“ميت” أكمل ليث العبارة.
‘اللعنة! إنسى المسروقات هذا الشيء سوف ينفجر’ صرخت سولوس عندما لاحظت أن جميع الأنوية الزائفة لمعدات القاتل أصبحت متقلبة.
‘لا حاجة’ ضحك ليث ورمش مع الجثة على طرفي ديرانيال المتقابلين.
أصبح ديرانيال الآن في وضعين مميتين : إما أن يصد الإنفجار ويتلقى سيف الوحش الشيطاني في ظهره أو يتحمل الإنفجار خلف ظهره ويحرف الهجوم من الأمام.
الذعر وإستخدام تميمة جهاز الإتصال لم يترك له تركيزًا كافيًا لإلقاء رمشة بسرعة كافية لإنقاذ نفسه.
لحسن حظه لم يكن الشخص الموجود على الجانب الآخر من المكالمة يرفض المساعدة حقًا فقد إحتاجت فقط إلى وقت كافٍ لقفل إحداثياته، ظهرت في الوقت المناسب مستخدمة الحاجز متعدد الطبقات الذي أعدته لإنقاذ كيران لإحتواء الإنفجار بدلاً من ذلك.
قام رفيقها بصد الهجوم بسيفه الضخم مستخدما يدا واحدة فقط، الرجل الوسيم يبدو في أوائل العشرينات من عمره وأطول من ليث في شكله الهجين بهيئة مثل الجبل.
إرتدى مجموعة من الدروع الخفيفة التي تغطي أماكنه الحيوية ومفاصله بألواح معدنية صغيرة فوق مجموعة من ملابس الصيادين الراقية، أدرك ليث أنه أسلوب نشأ من إمبراطورية جورجون خاصة أن الشاب ذو شعر أشقر وعيون زرقاء سماوية.
“لقتل كيران بهذه السرعة يجب أن تكون خصمًا جديرًا” قال الشاب “من المؤسف أنك لا تستطيع أن تؤذيني بتلك الإبرة…”.
“إنصرف!” زأر ليث وغمر نفسه بكل العناصر كما فعل الشاب الشيء نفسه.
‘نواة مانا زرقاء عميقة وقوي مثل الثور مع معدات جيدة’ شرحت سولوس ‘خصوصا السيف’.
“ما الذي…” لم يستطع بيليون أن يصدق عينيه عندما دفعه المخلوق الأقصر والأقل حجمًا جانبًا.
لشكل ليث الهجين نفس القدرات التي يتمتع بها الشكل البشري، على الرغم من الإختلاف في البنية وبفضل تدريبه المستمر وصقل جسمه أصبحت عضلاته أقوى من عضلات هذا العملاق.
في اللحظة التي حاول فيها بيليون أن يقاتل القوة بالقوة راوغه ليث مما جعل العدو يفقد توازنه بسبب هجمته الخاصة.
الشاب مبارز ممتاز لكن السياف الذكي إستغل ضعفه وإنزلق مثل ثعبان من خلال الفجوة ليفتح جروحًا عميقة في أطراف خصمه الأربعة ويشل قوته.
–+–
ترجمة : Ozy.
—