اللورد الأعلى - 5 - الملك الأخير
الفصل الثالث: الملك الأخير
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
الجزء 1
تم جمع عدد كبير من الوثائق في هذا المكتب مع عدد من مسؤولي الشؤون الداخلية ، كان من الصعب النظر إلى تعابيرهم ، والسبب في ذلك هو أن عبء العمل المتزايد الذي أُلقيَّ عليهم ، والسبب الآخر هو الضغط الذي شعروا به من معرفتهم بوضع المملكة الخطير.
أمسك زاناك يده اليمنى التي كانت توقع على العديد من الوثائق لدرجة أنها بدأت تألمه وحرك كتفيه وأدارهما ، كان يسمع صرير جسده وهو يفعل ذلك.
يبدو أن جسده ، مثل أجساد الآخرين ، يتوق بشدة لبعض الراحة.
على الرغم من أنه أراد أخذ قسط من الراحة في الوقت الحالي ، إلا أن حجم العمل الذي تم نقله إلى هذا المكتب كان للأسف يتزايد باستمرار.
بالنظر إلى ذلك ، يجب عليه إما أن يجلب المزيد من الأشخاص أو يوزع عمله على الآخرين ، لسوء الحظ ، لم يكن هناك أي شخص يستطيع زاناك أن يوكل هذا العمل إليه ، إذا كان أي شخص سيتولى عبء عمل زاناك ، فسيتعين عليه أن يكون عضوًا آخر في العائلة الملكية.
كان لزاناك أسبابه الخاصة لعدم طلب المساعدة من والده أو رانار.
كانت الحقيقة هي أنه كان لديه إمكانية الحصول على المساعدة ولكن لم يستطع طلبها.
رفع زاناك قلمه مرة أخرى ، ونظر إلى الوثيقة الموضوعة أمامه ، ووقع عليها وختمها.
بعد تكرار نفس الروتين للمرة الثامنة ، سمع طرقًا قادمًا من الباب.
وإستطاع سماع تنهدات قادمة من المسؤولين الذين يتواجدون معه في هذه الغرفة ، ربما كان هذا تسليمًا آخر لمزيد من الوثائق.
أحد المسؤولين ، الذي بدا تنفسه ثقيلاً بشكل غير طبيعي ، وقف ومشى نحو الباب ببطء ، كانت حركاته بطيئة للغاية لدرجة أنه كان يعتقد أنه كلما كان أبطأ في الحركة ، كلما كان عليه العمل أقل.
فُتح الباب وكان هناك فارس واقف.
“أنا آسف للغاية للإزعاج في هذه الأوقات الحرجة ، لكن رانار سما ترغب في التحدث مع صاحب السمو”
لم يكن هذا ما كان يتوقعه ، لكنه كان لا يزال أمرًا مزعجًا بنفس القدر.
“أنا مشغول ، لذا لا ، قل لها أن تتحدث معي أثناء العشاء إذا كان لديها ما تقوله “.
منذ اختفاء شقيقه الأكبر ، حاول زاناك وعائلته تناول العشاء معًا قدر الإمكان ، لكن هذا لم يكن ممكنًا في الأيام القليلة الماضية ، ولا بد أن رانار كانت تأكل بمفردها.
لا يمكن أن تشعر بالوحدة رغم ذلك ، كان هناك نقص في الخادمات ، ولذا كانت تتناول العشاء مع كلايمب وبرين بدلاً من ذلك ، ربما كانت أكثر سعادة الآن من أي وقت مضى ، وربما أكثر سعادة من زاناك أو والدهم.
“نعم يا صاحب السمو”
أغلق الفارس الباب وغادر ، لكن زاناك عرف أن رانار لن تقبل هذا العذر على الإطلاق.
توقف زاناك عن الكتابة وأمر المسؤول الذي كان على وشك العودة إلى مقعده بالبقاء في مكانه.
بعد مرور حوالي دقيقة ، طُرق الباب مرة أخرى وكان الفارس نفسه وراء الباب وجاء حاملاً نفس الرسالة.
“أنا آسف جدا يا صاحب السمو ، ولكن الأميرة قالت… إذا كنت لا تريدها أن تنشر بعض الشائعات التي قد تكون أو لا تكون صحيحة ، فعليك أن تقابلها على الفور “.
هل تلجأ بجدية إلى التهديد؟ ابتسم زاناك بسخرية ، على الرغم من أنه لم يعتقد أن أخته ستفعل فعلاً ما قالته ، ولكن إذا كانت على استعداد لتهديده ، فمن المحتمل أن يستمع إلى ما ستقوله ، إذا انتشرت الشائعات بالفعل ، فلا شك أن عبء عمله سيزداد أكثر.
كان عليه فقط أن يتصرف وكأنه أُجبر ضد إرادته.
“حسنا ، اسمح لها بالدخول ولكن هي فقط ولا غير ، اترك حارسيها ينتظران في الغرفة المجاورة “.
“نعم يا صاحب السمو”
من استجابة الفارس الفورية ، استطاع زاناك أن يستنتج أن تنبؤاته كانت صحيحة ، وأن هذين الاثنين قد جاءا معها.
كان برين أفضل محارب في المملكة ، ولا مثيل لأحد في قوته ، كان كلايمب أيضًا أقوى بكثير من المحارب العادي ، إن بقاء هذين الشخصين داخل القصر طوال اليوم وأن يكونا حارسين شخصيين لرانار يبدو وكأنه مضيعة للموهبة.
لم يكن هذان الشخصان يعملان مباشرة في القصر ولكن تم الدفع لهما من خلال أموال رانار الخاصة وبالتالي كانا تابعين مباشرين لها ، ولذا لم يكن لزاناك رأي بشأن مهمتهم.
بعد أن أغلق الفارس الباب ، التفت زاناك إلى المسؤولين الذين ما زالوا يعملون في الغرفة وقال:
“جميعاً ، أختي ستصل قريبًا ، لذا ما باليد حيلة ، ولكن ابتهجوا ، فالاستراحة ستشملكم جميعًا ، إستريحوا لثلاث ساعات وعودوا مجددًا للعمل”
أعطى المسؤولون ابتساماتهم المتعبة وخرجوا بخطوات ثقيلة كما لو كانوا زومبي.
دخلت الأميرة رانار بعد فترة وجيزة ، على عكس المسؤولين الذين غادروا للتو ، كان لديها ابتسامة مشعة.
“أوني سما ، سامحني لقولي لهذا ، لكن هؤلاء المسؤولين في الشؤون الداخلية يمكن أن يكونوا أكثر كفاءة إذا سمحت لهم بالراحة ، يميل الناس إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء عندما يكونون متعبين ، بالمناسبة ، هل أنت بخير؟ ”
فرك زاناك ذقنه المغطى بشعر خفيف ، لقد عمل وقتًا مساويًا لهؤلاء المسؤولين ، لذلك بدا بشكل طبيعي متعبًا مثلهم ، لقد أراد أن يأخذ قسطًا من الراحة ، ولكن بصفته شخصاً يعلوهم رتبة ، فإن الكثير من الأشياء تعتمد عليه.
“أعتقد بصدق أننا يجب أن نوظف شخصًا يمكنه تقليد توقيعي”
“كان هناك شخص يمكنه تقليد توقيع أبي ، فهل يجب أن أحضره؟”
حدقت رانار بصمت في زاناك ، كان يعرف ما يعنيه سؤالها ، لكن كان من الأفضل التحقق من أجل للتأكد.
“ماذا تقصدين بذلك؟”
“هل والدنا ما زال على ما يرام؟”
كان لدى زاناك ابتسامة ساخرة على وجهه.
“أوي أوي… هل تعتقدين أنني سأخطط لقتل والدنا؟ في هذا الوضع الحالي…؟ إنه ليس على ما يرام ، ولذا فهو يستريح في غرفته ، أشك في أنه يمكن أن يرتاح جيدًا إذا تم تذكيره بواجباته كملك ، وهذا هو السبب في أنك كأميرة لا يجب أن تقابليه الآن ، آسف ~ ”
إبتسمت رانار إبتسامة مطابقة لإبتسامته ، عند رؤية ذلك ، أدرك أنها فهمت كل شيء.
“أوني سما ، بيننا ، ليس هناك حاجة للكذب ، أوني سما ، بدون جنود الماركيز رايفن ، فليس لديك القوات الكافية لوضع والدنا تحت المراقبة ، من المؤكد أن وزيرا الداخلية والشؤون العسكرية قد انضموا بالفعل إلى جانبك… ماذا ينوي والدنا أن يفعل؟ ”
(تقصد أنه بمساعدة وزير الداخلية و وزير الشؤون العسكرية إستطاع الإنقلاب على أبيه وأخذ السلطة منه ، ووضعه تحت الإقامة الإجبارية)
“لا يزال يريد التفاوض مع المملكة الساحرة”
وبسبب ذلك ، كان على زاناك أن يتدخل كوصي للملك وأن يعتني بكل شيء آخر بأفضل ما يستطيع.
منذ أن سجن والده ، كان عليه أن يتولى زمام كل الأمور بنفسه ، إذا كان لا يزال يريد أن يطلب المساعدة من والده في ظل هذه الظروف ، فسيكون حقًا أكثر الرجال إثارة للشفقة على الإطلاق.
“ممممم… مع ذلك ، أنا أفهم طريقة تفكير والدنا ، فقد كان شاهداً على مقتل 200.000 جندي في ساحة الحرب… ”
بالإضافة إلى أنه فقد غازيف سترونوف وابنه ، لم يقل زاناك بصوت عالٍ هاته الأفكار بل قالها في قلبه.
“ليس الأمر وكأنني لا أستطيع أن أفهم رغبته في حل هذا من خلال التفاوض ، لأجل تقليل عدد الضحايا إلى أدنى حد ممكن ، لكن الأمور قد تقدمت بالفعل إلى مرحلة لم يعد فيها التفاوض ممكنًا”.
أخرج زاناك ورقة ضخمة ونشرها على الطاولة.
لم تكن قصاصة ورق عادية ، بل كانت قطعة فخمة من ورق أبيض ورقيق ، كانت الخريطة الكاملة لمملكة ري-إيستيز مرسومة باستخدام تعويذة 「النسخ」.
“انظري ، هذه هي مدن المملكة التي وقعت بالفعل في يد الملك الساحر “.
انتشرت العديد من علامات “X” على الجانبين الشمالي والشرقي للمملكة ، وتم وضع علامة “X” على أكثر من نصف المدن ، شخص على دراية جيدة برسم الخرائط سيعرف من حجم تلك المدن وحدها ، أنها كانت موطنًا لعدد كبير من الناس ، أولئك الذين كانوا أذكياء بما فيه الكفاية سيعرفون بالفعل أنه إذا كانت هذه الخريطة قد تضمنت القرى كذلك ، فإن عدد علامات “X” سيكون أكثر بكثير.
تتبع زاناك مسارًا على الخريطة بأصابعه.
“اعتقدت أن المملكة الساحرة لم تتحرك منذ بداية الحرب ، لكنهم في الواقع كانوا يهاجمون الشمال”
نظرت رانار إلى البلد الذي توقف فيه إصبع زاناك.
“لابد وأنهم بدأوا الغزو من الشمال من أجل الضغط على جيراننا مثل أمة تحالف مجلس أرجلاند ، لمنع إرسال أي تعزيزات إلى هنا ، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح ، كنا نظن أنهم لم يتحركوا على الإطلاق وأن إعلان الحرب كان مجرد تهديد فارغ ، بينما كان والدنا الساذج يحاول التفاوض معهم ، تطورت الأمور بالفعل إلى هذه المرحلة الحرجة حيث تدمرت الكثير المدن وذُبح شعبنا بشكل جماعي “.
صر زاناك على أسنانه وأصدر صوتًا مسموعًا.
“…هذه الهمجية ، لا تغتفر على الإطلاق “.
أولئك الذين يمكنهم فعل هاته الأفعال لم يكونوا مؤهلين لأن يطلق عليهم اسم الملوك.
“إذن فالمملكة الساحرة ليس لديها نية للتفاوض معنا ، من المؤكد أنهم يخططون لشيء غير متوقع؟ ، صحيح؟”
“أنت محق ، ما سيحدث بعد هذا ، ربما يكون عملًا عدوانيًا أكثر وضوحاً”
أومأ زاناك برأسه.
هذا هو السبب في أنه كان منشغلاً في إصدار دعوة لأجل القتال ضد المملكة الساحرة وإرسال الدعوات إلى كل نبيل داخل المملكة.
“أخبريني يا أختي ، أرجوكِ استخدمي عقلكِ الذكي وأجبيني ، لماذا لم نعرف عن غزو المملكة الساحرة؟ لماذا لم نتلقى أي معلومات عن الغزو قبل أن تصد مدينة اي-نايرل الشمالية هجومهم؟ ”
عندما هاجمت المملكة الساحرة مدنًا وأماكن أخرى ، قيل إنهم ارتكبوا مجازرة مأساوية ، ولم يتركوا أي ناجين ، ومع ذلك ، فإن التأكد من عدم حدوث تسرب لأي معلومات كان إنجازًا مستحيلًا ، ففي النهاية ، لا يزال التجار والمسافرون يتجولون حتى في أوقات الحرب.
ماذا فعلوا لإغلاق أفواه الجميع؟
هل كانت نوعا من السحر من قبل الملك الساحر؟
“أوني سما لا بد وأنك لاحظت ذلك أيضًا ، أليس كذلك؟ المملكة الساحرة قد حاصرت كل مصادرنا الاستخباراتية”.
“آه…أنتِ تعتقدين ذلك أيضًا ، إذا كان هذا هو الحال ، فقد لا تكون علامات “X” هذه صحيحة أيضًا “.
“إذا لم يكن هذا شيئًا قامت به المملكة الساحرة ، فسيكون السهل تفسير الأمر ، لابد وأن أحداً من المملكة قد قام بهذا ، وهذا يعني أن هناك خائناً بيننا “.
كان الاحتمال الرئيسي هو أن بعض مسؤولي الشؤون الداخلية قد خانوهم وقاموا بالإبلاغ عن معلومات استخبارية كاذبة ، والاحتمال الآخر هو أن بعض نبلاء المملكة قد إنحازوا إلى جانب المملكة الساحرة وكانوا يرسلون تقارير كاذبة.
استمر إصبع زاناك في تتبع المسار على الخريطة ، لقد فكر ، أي نبيل يمكنه التلاعب بهذا القدر الهائل من المعلومات.
توقف إصبع زاناك على مدينة.
“…يا أختي ، بالتأكيد قد اكتشفت الأمر بالفعل ، أي نبيل خاننا؟”
“ألا يمكن أن يكون ذلك الاحتمال الآخر؟”
يمكنها أن تعرف ما يفكر فيه بالكامل ، على الرغم من أنه وجد في الماضي أن ذكاء أخته مزعج ، إلا أنه شعر الآن بالثقة فيها أكثر من أي شيء آخر.
“…يمكنني الاعتماد من جهة على عدد الأشخاص الذين سيكون لديهم هذا القدر من التحكم في المعلومات التي تتدفق إلى العاصمة ، وزير الشؤون العسكرية على سبيل المثال ، لكنه لا يستطيع التحكم في أفواه التجار والمسافرين الذين يدخلون ويخرجون العاصمة ، من المستحيل على أي شخص داخل العاصمة أن يكون لديه القدرة على تعطيل شبكة استخباراتنا بهذه الطريقة”.
“إذا فهمت هذا ، فمن المؤكد أنك تفكر في الإجابة بالفعل… إنه ماركيز رايفن”
“-كيف؟ هذا مستحيل”
رفض زاناك هذه الفكرة على الفور ، على الرغم من أن إصبعه كان موضوعاً على مدينة إي-ليبيرا.
“هل تعتقد حقًا أن هذا مستحيل؟ الماركيز رايفن يحب ابنه كثيرًا ، ماذا لو قام شخص ما بخطف ابنه وإحتجزه كرهينة؟ ”
“…هل هذه هي الطريقة التي أجبروا بها ماركيز رايفن على التعاون؟ يا للحقارة! ”
“مع أنني أعتقد أنه ربما قد خاننا لمجرد أنه اعتقد أن ‘العائلة الملكية محكوم عليها بالفشل’ ”
على الرغم من أنه لم يكن راغبًا في تصديق خيانة ماركيز رايفن ، إلا أنه لم يكن هناك أي نبيل آخر يتمتع بنفس السلطة التي يتمتع بها ، فكل ما سيحتاج الماركيز رايفن هو الإتصال ببعض النبلاء المقربين منه قبل أن يتمكن تمامًا من قطع تدفق المعلومات من وإلى المدينة التي يختارها ، لأن الناجون سيختارون أيضًا طلب المأوى والحماية من المدن الكبرى ، وكانت إي-ليبيرا خيارًا ممتازًا في هذا الصدد.
هل بسبب تلك العوامل جعلت المملكة الساحرة أنظارها عليه؟
“…ما هو رأيك في الملك الساحر؟ أي نوع من الأشخاص هو في إعتقادك؟”
“مرن بشكل غير عادي في طُرق تفكيره ، شخص يمتلك قيمة أمة بأكملها من الفكر والمكر ، الأمر الأكثر رعباً بشأنه هو حقيقة أنه لا يعتمد على قوته الساحقة ، ولكنه يخطط بدقة وبحكمة لكل خطوة يقوم بها ، يمكن للمرء أن يقول إنه وحش لا يعرف الغطرسة أو التكبر “.
هووه؟ ، نظر زاناك إلى رانار ، شعر بشعور غريب حيالها ، كان لديها نفس التعبير الذي تضعه في العادة ، لكن صوتها كان يحمل مشاعر غير عادية ، مشاعر من الرهبة والتبجيل.
“ربما الخطط المعقدة التي تتكشف أمام أعيننا منسوجة في المملكة منذ سنوات عديدة ، ونحن مثل العث العالق في الشبكة “.
“أفضل كلمة فراشات”
“على أي حال ، نحن تحت رحمتهم ، لا يهم ما إذا كنت يا أوني سما تفضل استخدام الفراشات في تلك الاستعارة أم لا ، فحتى لو تمكنا من الإفلات من تلك الشبكة ، فربما هناك شبكة أخرى في إنتظارنا… إنه أمر مرعب بصراحة ، لم أكن أعتقد أن شخصاً مثله يمكن أن يوجد في هذا العالم ، ماذا لو كانت أفعالنا كلها ضمن حساباته؟ ”
“إذن أنتِ تقولين إنه أذكى منك؟”
ضحكت رانار ولم ترد.
“لنعد إلى موضوعنا السابق ، أعتقد أنك تفكر في تفتيش قصر الماركيز رايفن ، ولكن أنا أعتقد أنه لا يمكنكَ العثور على أي شيء هناك “.
“هذا صحيح ، لكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي”
نظرًا لأنه من المرجح أن الماركيز رايفن قد خانهم ، فقد كان عليه أن يفعل شيئًا حيال ذلك ، إلى جانب ذلك ، كان زاناك لا يزال متمسكًا بالأمل الضئيل في أنه قد يجد شيئًا ما بالفعل.
“قبل أن نفعل ذلك ، لدي سؤال لك أوني سما ، إذا استمر الوضع الحالي ، فإن المملكة الساحرة ستبدأ بالتأكيد المعركة النهائية بالقرب من العاصمة ، هل ستأمر الجنود بالدفاع عن المدينة أو ستأخذ زمام المبادرة وتهجم؟ وكيف سنزيد من عدد قواتنا؟ ”
“لقد تلقيت بالفعل ردودًا مرضية من النبلاء المجاورين لنا”
ومع ذلك ، لم يستجب النبلاء البعيدون ، ليس لأنهم لم يرسلوا ردهم بعد ، ولكن لأنهم كانوا يرغبون في المشاهدة من بعيد ، ربما كانوا يرغبون في رؤية العائلة الملكية تسقط أولاً حتى يتمكنوا من الانحناء للملك الساحر كرعاياه الجدد ، أو ربما لا يريدون أن يكونوا مستهدفين من المملكة الساحرة بسبب دفاعهم عن المملكة.
ومع ذلك كلا الفكرتين ساذجتين.
اعتقادهم بأن هذا ليس من شأنهم هو أقوى دليل على حماقتهم.
لا ، لا يجب أن يسخر من حماقتهم ، لو علموا بمدى قسوة المملكة الساحرة ، لما فعلوا ذلك ، لقد كانوا جميعًا ضحايا لعدم تلقيهم معلومات عن أفعال المملكة الساحرة.
بمجرد سقوط العاصمة ، لم يكن هناك شك في ذهن زاناك أن المملكة الساحرة ستمتد وحشيتها إلى المدن الأخرى ، النبلاء الذين رغبوا في عدم المشاركة في هذه الحرب سينتهي بهم الأمر بالهزيمة.
“هل تعتقد أنه… يمكننا الفوز؟”
ابتسم زاناك بسخرية وأجاب بهدوء على هذا السؤال المعقد.
“إنها ليست مسألة فوز أو خسارة ، ببساطة ليس لدينا خيار سوى محاربتهم ، سوف تحرق المملكة الساحرة كل شبر من هذا البلد وتذبح جميع المواطنين ، لا يسعنا سوى حشد جميع قواتنا والمراهنة على النجاة “.
“…أوني سما… أنت ملك بالفعل”
“ماذا؟ ماذا تقصدين بذلك؟ هل تقولين أنني مغرور؟ ”
“…امم ، إذا هُزمنا في هذه الحرب ، ألن تدمر المملكة؟ إذا كان الأمر كذلك ، فلن يكون مواطنوا المملكة آمنين بغض النظر عن المكان الذي يهربون إليه ، مع أنني أعتقد أن إختيارك بالمراهنة على كل شيء في هذه الحرب خاطئ ، ولكن ربما الماركيز رايفن قد خاننا لهذا السبب أيضًا ، لإنقاذ المواطنين “.
“فهمت… حتى تصبح مدينته ملاذًا للاجئين ، هممم”
“لكني أشك في أن الملك الساحر سيسمح بحدوث ذلك ، ربما قد أمر أيضًا الماركيز رايفن بقتل الأشخاص الذين يبحثون عن ملجأ في مدينته لاختبار ولائه “.
لماذا خانهم الماركيز رايفن؟ لا ، هل خانهم أصلاً؟ ربما كانت هذه أيضًا حيلة أخرى من الملك الساحر ، لزرع بذور الشك بينهم من أجل إستدراجه هو ورانار.
تذكر زاناك أن الماركيز رايفن أراد فقط مستقبلًا أفضل للمملكة.
ربما يجب عليه أن يكتب خطابًا له وأن يجري محادثة صادقة معه ، لكن قد تكون هذه خطوة خطيرة.
خائن يستمر في تلقي رسائله ، من المؤكد أن هذا سيجعل الملك الساحر يشك فيه.
يمكن أن تكون هذه حيلة يستطيع إستخدامها ، ولكن من الأفضل حفظها وإستخدامها في وقت آخر في حالة كان الماركيز رايفن حقاً تابعاً للملك الساحر ، لم يكن هذا هو أفضل وقت للقيام بشيء كهذا ، إذا كان الماركيز رايفن يساعد الملك الساحر لأن عائلته كانت رهينة ، فلن يتمكن زاناك من لومه.
تذكر زاناك أن الماركيز رايفن كان يحب ابنه بشكل مفرط.
ضاقت عيونه من شدة الحنين ، ثم استعاد حواسه عندما رأى وجه أخته.
“لاجئين…؟ بالحديث عن ذلك ، والدنا أرادكِ… حسنًا ، لقد أرادنا أن نلجأ إلى أمة تحالف المدينة و الدولة كممثلين للمملكة ، كان هذا قبل أن أضعه تحت الإقامة الجبرية ، إذا كنت ترغبين في الذهاب ، فمن الأفضل لك مغادرة العاصمة قريبًا “.
في القريب العاجل سيتعين عليه تجنيد أكبر عدد ممكن من الناس ومواجهة المملكة الساحرة بشكل حاسم ونهائي ، ولكن بصراحة ، إحتمال الفوز ضئيل للغاية ، الهزيمة تعني أن العاصمة والمدن الأخرى سوف تدمر وتتحول إلى أنقاض.
وهذا يعني أنه لا يوجد مكان آمن داخل المملكة ، ربما عليهم اتباع اقتراح والدهم وترك البلد.
في الظروف العادية ، هناك طريقتان من الممكن أن يتعامل بها المنتصر مع العائلة الملكية السابقة للمملكة.
الطريقة الأولى هي خلط نسبهم عن طريق تزويجهم سياسياً ، والطريقة الأخرى هي القضاء على جميع الأشخاص الذين يحملون دماء ملكية في عروقهم حتى ينقرض نسبهم.
من المؤكد أن المملكة الساحرة ستختار الخيار الثاني.
“هذه فكرة ممتازة ، أوني سما هل ستأتي أيضًا؟”
“في هذه المرحلة ، كيف يمكنني فعل ذلك… لو كان أخونا الأكبر لا يزال هنا لكنت اخترت الهرب أيضًا ، لا تقلقي عليّ ، إذاً ماذا ستفعلين؟ الملك الساحر هو أوندد لذا من المحتمل ألا يهتم بالنساء ، لذلك بالتأكيد سيقتلهن أيضًا “.
“إذا هاجمتنا المملكة الساحرة ، فقد يغتصبني أحد مواطنينا ، أحد يائس بما يكفي سيفعل بذلك بالتأكيد ”
أظهر زاناك اشمئزازه على وجهه عندما سمع كيف قالت أخته بهدوء مثل هذه الكلمات ، لكن كان عليه أن يعترف بأنها كانت على حق أيضًا.
كانت رانار مشهورة بجمالها ، ولن يكون من المستحيل أن لا يفعل شخص شيء كهذا معها.
“إذن تذكري ألا تبتعدي عن كلايمب أو أنغلاوس”
“ممم ، حسنًا ، لن أترك كلايمب يبتعد عني”
“لا يوجد أحد غيرنا هنا ولن أتحدث عن ذلك في ظل الوضع الحالي ، ولكن عليك أن تجيبني بـ كلاهما”.
لماذا إختار برين أنغلاوس أن يخدم امرأة مثلها؟
على الرغم من أنه سمع شائعات بأن برين كان مهتمًا بـ كلايمب ، إلا أنه لم يبدو كشخص شاذ جنسياً ، ومع ذلك ، بعد بعض التحقيقات ، تبين أنه لا يمتلكك امرأة (حبيبة أو زوجة) ، لا يمكن أن يكون ذلك لأنه مهتم بالأطفال فقط ، صحيح؟
لم يتكلم عن تلك الأفكار بالنظر إلى مدى رعب أخته ، إذا اكتشف هذان الشخصان ذلك ، فسيكون ذلك مزعجًا.
“على أي حال ، أنا لا أنوي الهروب ، كأميرة ، سأواجه الموت بنعمة وكرامة “.
كان هذا غير متوقع.
لقد فكر في هذا في الماضي ، كيف أنها سترضى بأي حياة طالما كانت مع كلايمب ، ربما هي تكذب وقد استعدت بالفعل للهروب.
ستكون من النوع الذي يفعل ذلك…
“ومع ذلك حتى الجثة يستطيع الملك الساحر الإستفادة منها”
“ربما ، أوني سما هل ستقود الجيش لمحاربة الملك الساحر؟”
“نعم ، على الرغم أن وجودي لن يحدث فرقًا على الإطلاق ، إلا أن الجيش يحتاج إلى أحد أفراد العائلة الملكية لقيادتهم ، وأنا سأكون ذلك الشخص “.
نظر زاناك نحو السقف.
“منذ فترة قلت شيئًا مثل ، أنا من سأصبح ملكاً في المستقبل ، ولهذا تقع هذه المسؤولية على عاتقي… آمل أن يعتني والدنا بترتيبات جنازتي… يمكنكِ اختيار الهروب في أي وقت”
على الرغم من أنه وجد أخته مزعجة معظم الوقت ، إلا أنهما ما زالا يتشاركان في الدم ، وعلى الأخ أن يفعل ما يجب فعله إتجاه أخته ، ربما يمكن أن ينال شفقة الآلهة بعد موته.
“مفهوم ، سأفعل ذلك عندما يحين الوقت “.
عندما نظر إليها زاناك ، ورأى أن رانار قد استجابت بابتسامتها المعتادة.
الجزء 2
بدأت المملكة الساحرة أخيرًا غزوها من جهة الغرب ، مدينة بعد مدينة وقرية بعد قرية سقطوا جميعاً ، كانوا يتجهون نحو العاصمة ، وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة.
كلما كان الجيش أكبر ، كان سيره أبطأ ، ومع ذلك ، وفقًا لرفيقتها إيفل أي ، لا ينبغي أن ينطبق هذا على جيش المملكة الساحرة ، الذي كان يتألف بالكامل من الأوندد ، كانت تعتقد أنهم فعلوا ذلك من أجل الضغط على سكان المملكة.
تسبب هذا النوع من الضغط في نُشوء الفوضى داخل العاصمة ومات الكثير نتيجة لذلك ، بعد ذلك ، كان أمام أهل العاصمة خياران.
الأول كان الهروب من العاصمة والتحرك في الاتجاه المعاكس لـ إي-رانتيل – الغرب.
كان الخيار الثاني هو البقاء في العاصمة ، وإغلاق أبوابهم منازلهم ، والاختباء وعدم الخروج أبدًا.
بالنسبة لأي خيار كان الأكثر شيوعًا ، فقد اختار الغالبية العظمى من الناس الخيار الثاني ، أولئك الذين اختاروا الخيار الأول كانوا جميعًا لديهم أموال أو العلاقات أو المهارات اللازمة لضمان بقائهم على قيد الحياة حتى في الأراضي البعيدة.
ولهذا السبب اختار أكثر من 95 ٪ من السكان البقاء في العاصمة.
لكن هذا كان صحيحًا حتى يوم أمس فقط.
هذا لأن العائلة الملكية قد نشروا إعلانًا.
ومحتوى الإعلان كان كالتالي: جيش المملكة الساحرة يقتربون يومًا بعد يوم ، ومن أجل الدفاع عن العاصمة ، يجب على كل من يمكنه القتال الإنضمام للجيش للذهاب إلى ساحة الحرب ، بمعنى آخر ، تجنيد إجباري.
بالطبع ، كان هناك أولئك الذين خافوا من ساحة الحرب وبالتالي اختاروا أن يبقوا في منازلهم ، لكن معظمهم اعتقدوا أنه إذا لم ينهضوا ويقاتلوا ، فسيموت أحباؤهم.
بدأت العاطفة المشتعلة لدى الناس تنتشر داخل العاصمة ، وهذا أثر على روح القتال لدى الناس ، كانت الشوارع تعج برجال يستعدون للحرب ، كان الآباء وأبناؤهم جنودًا على حدٍ سواء ، وكانت متاجر المواد الغذائية تزدهر ، وتفاقم كل هذا بسبب معرفة الناس بأن العائلة الملكية أمرت كل تاجر داخل المدينة بالحفاظ على أسعار المواد الغذائية منخفضة.
تحرك أعضاء فريق الوردة الزرقاء بين الحشود.
كان لدى لاكيوس اقتراح لرفيقاتها اللواتي يلحقن بها.
“لقد قلت لكن أنه يمكنني التعامل مع الأمر بمفردي ، لم يحدد الطلب من يجب أن يأتي ، لكن هذا لا يعني أنه يتعين علينا جميعًا الذهاب ، أراهن أن جميعكن مشغولات ، إذن لماذا لا نفترق؟ ”
“…ما خطبك يا لاكيوس؟ هل هناك سبب يجعلك لا تريدنا منا أن نرافقك؟ ”
وضعت لاكيوس إبتسامة بالقوة على وجهها عند سماع ما قالته إيفل أي ، رغم أنها فكرت في ذهنها ، “يا لها من بصيرة لديك!” ، لم تقل ذلك بالطبع ، لم تمانع إيفل أي ذلك ، وكانت تينا وتيا أكثر حرصًا مما كانتا عليه.
“أنا أفهم ما تشعرين به يا لاكيوس ، فقد سمعت أن أزوث دونو قادم أيضًا”
شعرت لاكيوس أن قلبها سقط للحظة.
كان هذا صحيحًا ، فقد تمت دعوة عم لاكيوس ، قائد فريق القطرة الحمراء ذو تصنيف الأدمنتايت ، إلى المقابلة كذلك.
“اوه ، أنتم عائلة ، ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأشياء التي تريدان مناقشتهما على انفراد ، ونحن نتفهم ذلك”
حسنًا ، قادهم ارتباكهم بعيدًا عن السبب الحقيقي ، ووافقت لاكيوس على ما قالته غاغاران.
“هذا صحيح ، هل يمكنكن فعل هذا من أجلي؟ لم يبحث عني حتى بعد مجيئه إلى العاصمة ، لذا-”
“هذا محير”
“لا يصدق”
“إيه؟”
نظر لاكيوس نحو التوأم.
“حتى أنت يا لاكيوس لم تعرفي أنه سيعود إلى العاصمة مع أنك قريبته ، إذن كيف اكتشف مقدم الطلب ذلك؟ ”
“إذا كان على صلة بفريق القطرة الحمراء ، كان يجب أن يقول ذلك ، لكن مُقدم الطلب لم يقل أي شيء على الإطلاق”.
في الليلة الماضية ، ظهر رجل في النزل الذي كان يقيم فيه فريق الوردة الزرقاء ، وأخبرهم أن لديهم طلب عمل ، وأن يتوجهوا إلى نزل معين ، كان الاقتراب منهم مباشرة بدلاً من الذهاب إلى نقابة المغامرين مريبًا لدرجة أن لاكيوس أرادت الرفض ، ومع ذلك ، عندما علمت أن عمها أزوث من فريق القطرة الحمراء سيكون هناك أيضًا ، كان عليها أن تذهب أيضًا.
“هذا صحيح ، هذا أمر مريب للغاية ، بل يمكن أن يسمى هذا مؤامرة ، قد تكون كذبة من أجل إغرائنا أو شيء من هذا القبيل “.
“نعم ، نظرًا لاحتمال أن يكون هذا فخًا – على الرغم من أنك قوية ، إلا أن هناك أمورًا لا يمكنك القيام بها بمفردك ، إذا كان الشخص الذي يريد مقابلتنا أن يلحق الأذى بنا ، فيجب أن نظل معاً كمجموعة وألا ننفصل حتى لا يتم إستهدافنا بشكل فردي “.
“أنتن…”
كانت لاكيوس سعيدة لأن الجميع كُن قلقات عليها ، ولكن-
“ونريد أيضًا مقابلة البطل السينباي”
“لقد سمعت عن اسمه فقط ولكنني لم ألتقي به من قبل ، إذا كنا بجانبك يا لاكيوس ، فينبغي أن يكون من السهل علينا مقابلته”
شعرت لاكيوس بأن معدتها تنهار.
في حين أن عمها لم يكن بالضبط رجلاً سيئًا ، إلا أنه لا يمكن وصفه بأنه شخص جيد أيضًا ، بشكل عام ، ما كانت متأكدة منه هو حقيقة أنه شخص له تأثير سيء على الأطفال.
عندما التقت لاكيوس به عندما كانت طفلة ، بدا أنه شخص عادي ، لكن ربما كان يخفي طبيعته الحقيقية ، ربما أصيب بمسمار في دماغه خلال مغامراته؟
كان لديها حل واحد فقط للأشياء التي لا تستطيع فهمها وهو الدعاء – على الرغم من أن هذا لم يكن بالضبط شيئًا يجب إزعاج الآلهة به – ، بخلاف ذلك ، لم يكن هناك شيء يمكنها فعله حيال ذلك.
كان عمها من النوع الذي يتصرف بصدق وأمانة عند مقابلة شخص ما لأول مرة ، لقد كان أيضًا من النوع الذي يقول عبارات مبتذلة مثل ، “إذا كنت تتطلع إلى بطل ، فمن واجب هذا البطل أن يمنحك أمنيتك”.
كانت تأمل فقط أن لا يفعل الشيء نفسه هذه المرة.
وصلت لاكيوس ورفيقاتها إلى النزل الذي طُلب منهن الذهاب إليه.
يبدو أن العمل هنا متدهور تمامًا وكان المكان قذرًا بشكل عام.
كان باب النزل ثقيلاً وقوياً.
بعد أن دفعت لاكيوس الباب مباشرة ، تمت التربيت عليها على خصرها مرتين من قبل تيا وتينا.
كانت إشارة لها في أن تكون متأهبة ، لا بد أنهما لاحظتا شيئًا ما.
مقابل الباب كان العداد ، ومع ذلك لم يستطعن رؤية أي دليل على إجراء أعمال في الحانة هناك.
هذا يعني أن هذا المكان بعيد عن كونه مؤسسة تعمل كحانة ، ولكن فقط كنزل.
شعرت لاكيوس أن الجميع قد أصبحن على أهب الإستعداد ، لقد كُن مستعدات للقتال في أي لحظة.
تحدثت لاكيوس مع الرجل الذي يقف بلا حراك خلف العداد.
“…نحن فريق الوردة الزرقاء ، هنا للقاء مُقدم الطلب”
“اذهبن إلى الغرفة 301 ، السيد أزوث من فريق القطرة الحمراء موجود هناك بالفعل”
هل هو حقاً هناك؟ ، حان الوقت لمعرفة ذلك.
شكرته لاكيوس وصعدت الدرج على الفور.
كان النزل صامتًا بشكل لا يصدق ، لم يلتقين بأي شخص طوال الطريق ، ولم يسمعن أي أصوات على الإطلاق ، هل كان ذلك بسبب خصائص عزل الصوت الممتازة للجدران أم لأن النزل كان فارغًا؟
وصلن إلى الطابق الثالث ووجدن أن عدد الغرف الموجودة في هذا الطابق قليلة جدًا ، ربما كانت الغُرف في هذا الطابق ضخمة.
طرقت لاكيوس الباب الذي كان يحمل لافتة تحمل الرقم 301.
“عمي ، أنا لاكيوس!”
بعد أن ركزت قليلاً ، سمعت صوتاً خافتاً ، صوت رجل على الجانب الآخر من الباب يقول ، “أدخلي” ، كان الصوت منخفضًا جدًا لدرجة أنها لم تستطع معرفة ما إذا كان عمها أم لا.
بعد منع تيا وتينا من التقدم ، دفعت لاكيوس الباب بنفسها.
كان الجزء الداخلي للغرفة مختلفًا تمامًا عن الخارج.
كانت الغرفة مليئة بالأثاث الرائع والفاخر ، أكثر فخامة بكثير من النزل الذي أقامت فيه لاكيوس وصديقاتها ، بصراحة ، هذا أخافها ، هناك شيء خاطئ بشأن هذا النزل المريب.
قبل أن تتمكن من النظر حولها ، قال صوت لـ لاكيوس:
“أوه ، لاكيوس! لم أركِ منذ وقت طويل!”
“عمـ…”
كان هذا بالفعل صوت عمها.
ثم أغلقت لاكيوس الباب بقوة.
“ما خطبك يا لاكيوس؟”
كانت غاغاران أول من تحدثت.
من المؤكد أنهن قد سمعن جميعاً صوت عمها ، كان من الصعب عليها أن تقول إنه لم يكن هناك أي خطب بعد الأمر الذي فعلته للتو.
“أعتقد أنني يجب أن أقابل عمي بمفردي”
“هذه الفتاة… هل تقولين مثل هذه الأشياء حقاً حتى بعد أن وصلنا إلى هنا”.
كان صوت إيفل أي متوقعًا.
نظرت لاكيوس إلى تعابير الجميع ، ورأت أنهن جميعا لديهن نفس التعابير ، وكانت إيفل أي تتحدث نيابة عنهن.
ثم-
“هااه ، سأوضح لكن الأمر ، إن عمي شخص غريب “.
“…قائد فريق القطرة الحمراء؟”
وضعت لاكيوس تعبيرًا صارمًا وأومأت برأسها عند سماع ما قالته تينا ، ثم نظرت إلى الآخريات ، لقد كُن مرتبكات ، لكنهن يعرفن لاكيوس لفترة طويلة ، ويعرفون أنها صادقة ، بعد أن إستنتجت ذلك من تعابيرهن ، فتحت لاكيوس الباب مرة أخرى.
كانت هناك أريكة طويلة مخملية لامعة في الغرفة.
كان يجلس عليها رجل ، رجل تعرفه جيدًا ، كان أزوث أيندرا نفسه.
كان جسده العلوي عاري تمامًا ، ويمكن للمرء أن يرى بوضوح عضلات البطن المنتفخة والصدر المنتفخ ، لم تكن هذه هي الطريقة التي يجب أن يقدم بها المرء نفسه أمام مُقدم الطلب ، ولكنه لم يكن السبب في منع لاكيوس ورفيقاتها من التقدم إلى الأمام.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
على رأس جسد أزوث ، إلى يساره ويمينه ، كانت هناك امرأتان شبه عاريتان تعانقانه وتحتضنانه.
لا ، لا يمكن أن يُطلق عليهن شبه عراة ، كانت صدورهن مكشوفة بالكامل وعلى الرغم من أنهما كانا يرتديان ملابس داخلية ، إلا أن تلك الملابس كانت مجرد خيوط و بالكاد غطوا أي شيء.
من مظهرهما ، لا بد وأنهما عاهرتان من الدرجة العالية.
الملابس المثيرة التي ربما تمت إزالتها مؤخرًا كانت مبعثرة على الأرض ، أمسك أزوث كلتا المرأتين بين ذراعيه ، وكانت يداه مثبتتين على ثدييهما ، وكان يفركهما.
“عمي… تم استدعاء ابنة أخيك إلى هنا من قبل نفس مُقدم الطلب ، ألا يمكنك الترحيب بي بطريقة أكثر ملائمة؟ “.
ومع ذلك ، لم يترك أزوث أثداء المرأتان حيث استمر في عجنهن ، ولم تهتم المرأتان بنظرات لاكيوس والأخريات ولكنهن واصلن بلا مبالاة إطلاق أنينهن الناعم.
هذا التصرف أثار غضب لاكيوس قليلاً ، إذا جلب مُقدم الطلب هاتان المرأتان ، فإن لاكيوس تود التحدث معه.
“لقد أتيتن مبكراً ، آه ، أنا لا أفعل ذلك في السرير ، فلماذا يجب أن يكون الأمر مهمًا؟”
“بالطبع الأمر مهم!”
لم تكلف لاكيوس نفسها عناء الالتفاف للتحقق من تعابير رفيقاتها.
“…حقًا؟” كان أزوث مرتبكًا ، لكنه استمر في فرك ثدي المرأتين دون توقف.
“يجب أن تكوني متفتحة في طريقة تفكيرك! من طبيعة كل رجل أن يمارس الجنس مع النساء الجميلات ، من المحتمل أن يولد أطفالي بنفس الموهبة أيضًا ، ألا تعلمين أنه من المهم ضمان إستمرار سلالتنا؟”
“هممم ، على الرغم من أنك مولود من نسب عالي ومن عائلة نبيلة ، إلا أن هذا النوع من التفكير متأصلًا بعمق في جذورك”
عند سماع ما قالته إيفل أي ، وضع أزوث تعبيرًا إستياء وحدق فيها ، على الرغم من أن الأشخاص العاديين سيشعرون بضغط عالي من تلك النظرات فقط ، إلا أن أعضاء فريق الوردة الزرقاء لم يشعرن بذلك ، وخاصة إيفل أي ، فقد شعرت وكأنه نسيم لطيف ، ومن ثم واصلت كلامها:
“…هاه ، من تعبيرك فقط أستطيع أن أقول أنني محقة ، يلقبونك بالبطل لكنك لست مختلفاً عن طفل ، في الواقع ، هل من الممكن أن سبب تخليك عن مكانتك كنبيل واختيارك حياة مغامر هو شخصيتك التي أنت عليها الآن…؟ على أي حال ، هذا ليس موقفًا مناسبا لأجل أن تستقبل به مُقدم الطلب ، سيدات ، إنصرفن “.
“ما خطب هذه الطفلة؟”
نظرت المرأة المستلقية على اليمين نحو إيفل أي.
“هاه ، يا للإزعاج ، أيندرا… هل الغرفة المجاروة تلك فارغة؟ ”
أشارت إيفل أي إلى باب ولكن لم يكن الباب الذي يؤدي إلى الممر.
“أجل ، هذه غرفة نوم ، لقد تحققت منها بالفعل “.
“حقا؟ إذاً أرسلهما هناك ”
“ما خطب هذه الطفلة؟ ما الذي تحاول فعله؟ ” نظرت المرأة المستلقية على اليسار في وجه إيفل أي بتعبير غاضب.
“لا تتصرفي بتعالٍ الآن ، فأنت مجرد شقية لم تجرؤ حتى على إظهار وجهها”
“…هاه ، 「الفَتِن」، إذهبي”
“نعم ، مفهوم ”
عند رؤية المرأة على اليسار تنهض بسرعة ، أظهرت المرأة على اليمين تعبير صدمة على وجهها ، وفمها مفتوح-
“أنتِ أيضاً ، لا تنسي الملابس المتواجدة على الأرض ”
قبل أن تتمكن المرأة من الرد ، تم تفعيل تعويذة 「الفَتِن」 عليها ، ودخلت المرأتان بطاعة إلى الغرفة المجاورة.
عبس أزوث ورفع كتفيه ، من وجهة نظر المغامر ، ما فعلته إيفل أي لم يكن مختلفًا عن شخص يسحب سيفه ، ومع ذلك لم يَلُمها أو يفتح فمه حتى ، على الرغم من أنها لم تكن تريد الاعتراف بذلك ، فقد رأت إيفل أي أنه متساهل جدًا في هذا الصدد.
” إيفل أي… عمل جيد!” رفعت تينا إبهامًا نحو إيفل أي.
“أن تكوني شجاعة بما فيه الكفاية للسماح للنساء اللواتي كان من الممكن أن يكن قتلة بالاقتراب منك ، كما هو متوقع من مغامرة من تصنيف الأدمنتايت ”
“هل كُنَ كذلك؟”
“لقد تم تدريبنا على القيام بهذه الأشياء في ذلك الوقت أيضًا ، يمكن للنساء اللواتي لا يتمتعن بالقوة الغاشمة أو المواهب الغامضة أن يلجأن فقط إلى تسليح أنوثتهن ، على الرغم من أن غاغاران لا يمكنها القيام بذلك إطلاقاً ، إلا أنني سأستمر في شرح الأساليب ، أولاً-”
لم تهتم إيفل أي بتفسير تيا وتحدثت إلى لاكيوس.
“كان الأمر ليكون مزعجًا فيما بعد لو لم أقم بذلك لهما ، على أي حال ، ليس لدي أي نية في المقاطعة ، تحدثي عما تريدين”.
“شكرا لكِ إيفل أي ، والآن… هااااه… ” لقد كانت منهكة بالفعل قبل أن تنطق بكلمة واحدة
” الآن ، عمي ، مُقدم الطلب هذه المرة مريب للغاية ، من هم؟”
“هممم؟ أوي أوي ، أتيتن إلى هنا دون أن تعرفوا شيئاً عنهم؟ همم ، إنهم أشخاص لديهم منظمة ضخمة ورائهم لتدعمهم ، على الأرجح “.
“على الأرجح؟ بالمناسبة ، هل هم أشخاص تعرفهم؟ ”
“لم أقابلهم شخصيًا ، إذا كان لديهم بعض اللباقة والأخلاق ، لكانوا قد أعطوني أسمائهم ، هممم ، إذا كانوا يعتزمون إخفاء هويتهم ، إذن- ” ابتسم أزوث ، ومن ثم أكمل:
” لابد وأنهم أشخاص غامضون ومريبون ، إذا ، ما الذي تنوين فعله؟ ”
“ماذا تقصد ماذا أنوي أن أفعل؟”
“إذا كنتم تريدون الهروب ، فغادروا هذا المكان ، يمكنكن استخدام الطريق الذي خططت للخروج منه”
“نحن لا ننوي المغادرة”.
شعرت لاكيوس أن عيون الجميع عليها.
“…بفف ، فكروا في الأمر ، قتل جيش الملك الساحر كل مدني وهم في طريقهم إلى هنا ، وقد دمروا مدناً أيضًا ، إنه لمن السذاجة أن تعتقدن أن العاصمة ستكون مختلفة ”
“إذن ، عمي ، لنقاتل جنبًا إلى جنب!”
“هذا مستحيل ، لم أرى قوة الملك الساحر بأم عيني ، لذا لا أستطع الجزم ، ولكن إذا كانت كل الشائعات حقيقية ، فأنا – فنحن لن نستطيع الانتصار ضده ، فقط الوحش يمكنه أن يقاتل هذا الوحش ، سيكون من غير الحكمة أن يتدخل البشر “.
تنهد أزوث بتعب ، لم ترى لاكيوس عمها هكذا من قبل.
“…كنت أعلم أن هذا كان مضيعة للوقت ، ولهذا السبب لم أحضر بقية الفريق معي ، وقد طلبت بالفعل من أخي أن يهرب”.
“لكن… لم يفعل أي منهم ذلك ، أصحيح؟”
“هااه ، يا لهم من مجموعة من… البلهاء ، لكنه وضع طفله تحت رعايتي ، لقد أخذه رفاقي إلى أمة تحالف مجلس أرجلاند وربما هم هناك بالفعل “.
تمامًا عندما كانت مشاعر مختلطة تنمو داخل قلب لاكيوس ، قالت تيا بتوتر ، “قائد” ، في الوقت نفسه ، جاء صوت رجل من الممر.
“لقد وصلتم في الموعد!”
تيا وتينا وغاغاران اللواتي كن يقفن بجانب الباب تم دفعهن بقوة غير مرئية إلى الغرفة ، وتبعهم رجل وامرأة.
الذي سار في المقدمة كان شاباً.
كان يرتدي خواتم في كل أصابعه العشرة ، وأشرقت من وجهه ابتسامة لطيفة.
خلفه كانت امرأة متعبة ، كانت ملابسها فضفاضة وسارت بطريقة تقول إنها لا تريد المشي على الإطلاق ، وكانت ترتدي قبعة كبيرة بشكل غير عادي كانت تغطي معظم وجهها.
رفعت لاكيوس من حذرها.
تم قمعهن من القوة الغاشمة وحدها ، كان كل الزائرين قادرين على إثارة الخوف في المغامرة المشهورة عالمياً لاكيوس ذات تصنيف الأدمنتايت.
ومع ذلك ، بمجرد ظهور الشخص آخر خلفهم ، تغير الجو بشكل كبير.
دخل الرجل الغرفة ببطء وهو يهز جسده الضخم ، كان الرجل يحمل فأسًا عملاقًا ويرتدي ملابس شخص بربري ، شع بضغط هائل وشديد جعلهن يشعرن كما لو أن المساحة المحيطة بهن قد تم تشويهها.
كان الشاب والمرأة قويان بالفعل.
لكن هذا الرجل أقوى بكثير من كليهما.
لم تستطع لاكيوس التحرك وكأنها مختنقة.
بصفتها مغامرة ذات تصنيف الأدمنتايت ، فقد هزمت العديد من الوحوش القوية و أنصاف البشر ومع ذلك فقد أصبحوا جميعًا ضئيلين مقارنة بهذا الرجل ، قد يكون حتى أقوى من الشيطان ذو رأس الجمجمة الذي ظهر أثناء اضطراب جالداباوث.
ربما كان هذا الرجل هو الحارس الشخصي لهذين الاثنين.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
إن الأشخاص الأقوياء مثلهم ، إذا لم يكونوا ينتمون إلى أي منظمة ، فسيتسببون حتمًا في انتشار الشائعات عنهم ، إذا كان الأمر كذلك ، فلابد من وجود منظمة ضخمة وراءهم يمكنها إخفاء المعلومات المتعلقة بهم تمامًا.
“…كنا على حق في إحضار معداتنا معك”
“…كل واحد منهم أقوى منا”
“هاه ، لا أتذكر أنني سمعت عن أشخاص مثلهم داخل المملكة “.
“أوي أوي أوي ، لقد تأخرتم بالفعل ، لذا لا تتجولوا في الأرجاء وأنتم تنشرون تلك الهالة الخطيرة ، هل طلب منكم المسؤولين فعل هذا؟ ، فعل هذا الشيء المضجر؟ ”
المرأة التي سخر منها أزوث اعترضت:
“أن تحضر معك بعض العاهرات ، هذا مثير للإعجاب ، أيها الرجل العجوز ، هذا ليس فندق حب على الرغم من ~ ”
ورد عليها أزوث بالمثل:
“همف ، هذا المكان هو السبب وراء إحضارهما معي ، أردت أن تشعروا جميعًا بالاشمئزاز مثلي”.
“تسك” أغلقت المرأة فمها وهي تضع تعبيراً على وجهها يصعب النظر إليه.
لم تعترض على ما قاله أزوث ، مما يعني أن هذا النزل له علاقة بهؤلاء الأشخاص ، لم يكن هناك سوى دولتين لديهما القدرة على إنشاء منظمات وطنية ، الدولة الأولى هي أمة تحالف مجلس أرجلاند ، والدولة الأخرى كانت الثيوقراطية.
والثيوقراطية هي الدولة الأكثر ترجيحاً.
“حسنًا ، إذا كنتم ستنهون هذا الآن ، فسأكون سعيدًا جدًا”
“كواي تشان*… هاه ، كواي تشان هو القائد هذه المرة ، لذا سأستمع إليك فقط”
(ملاحظة كوايسي هو شقيق كليمنتين)
بعد أن قام الشاب بتوبيخها ، أجبرت المرأة نفسها على هز كتفيها والإيماءة برأسها.
“أزوث سما محق تمامًا ، لقد أخذ وقتًا من جدول أعماله المزدحم لمقابلتنا ، لكننا كنا آخر من وصل ، أنا أعتذر لك “.
“همف”
سخر أزوث بشكل متعمد ، لكن ابتسامة الشاب لم تتزعزع أبدًا.
” أزوث أيندرا سما وأعضاء فريق الوردة الزرقاء حاضرون ، إعذروني على فظاظتي ولكن لنبدأ العمل”
ضيقت لاكيوس عينيها.
كان عمها قد تخلى عن لقبه باعتباره نبيلاً ، ولكن لأنه لا يزال يحتفظ بلقب الفارس الفخري ، فإن قواعد السلوك الصحيحة تقضي بوجوب الإشارة إليه باسمه الكامل ، ومع ذلك ، كان أزوث يكره أن يتم مناداته باسمه الكامل.
أولئك الذين التقوا به للمرة الأولى وأرادوا اتباع الإجراءات الرسمية كانوا سيقعون في هذا الفخ.
لكن هذا الرجل تمكن من تجنب ذلك ، هذا يعني أن هذا الرجل قد أجرى بحثه الشامل ، لا ، من الأكثر دقة أن نقول إن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا الرجل قد أجروا أبحاثهم.
“لاكيوس ألفين ديل أيندرا سما ، إيفل أي سما ، تيا سما ، تينا سما ، غاغاران سما ، نحن هنا لإقناعكن بالانضمام إلينا ، على الرغم من أن القتال حتى الرمق الأخير هو خيار مشرف ، إلا أننا نناشد الجميع هنا للنظر إلى المستقبل “.
“اغغ ، يا لك من شخص غير مهذب ، إذاً من هي الدولة التي قامت بإرسالكم؟ ”
“لا يهم من أي بلد نحن ، فكل شيء- ”
وفجأة ظهرت يد من خلف المرأة وغطت فمها.
“مستحيل!”
أخرجت تيا وتينا أسلحتهما بدهشة.
خلف المرأة وقف رجل يرتدي زيًا غريبًا ، كان جسده مغطى بالكامل بما في ذلك وجهه ويديه ، وهناك أيضاً صفائح معدنية مبطنة بملابسه من أجل دفاع أفضل.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
“هذا ليس جيدًا ، هذا القاتل أفضل منا”
“هذا ليس جيدًا ، إنه أقوى منا كثيرًا”
كان هذان الشخصان أقوى القتلة الذين عرفهم لاكيوس والأكثر شراسة ، لكن هذا الرجل كان أقوى من كليهما.
“من فضلكم لا تقلقوا وضعوا أسلحتكم بعيداً ، إذا كان هدفنا هو قتلكم ، فلن نقدم أنفسنا بهذه الطريقة التافهة “.
كان الشاب على حق ، من أجل دخوله لهذه الغرفة بطريقة لا يمكن لأي من هؤلاء المغامرين ذوي تصنيف الأدمنتايت أن يلاحظوه ، فقد استخدام مهارة قادرة على إخفائه تمامًا ، الكشف عن نفسه بمثل هذه الطريقة الحمقاء يعني أنه لم يكن هنا لقتلهم.
أو ربما كان هذا جزءًا من خطتهم أيضًا ، بتذكيرهم أنهم إذا لم ينضموا إليهم ، فإن القتلة سوف ينالون منكم في أي وقت.
“أيضًا ، فيما يتعلق بطريقة التحدث الغير لائقة لرفيقتي ، فأنا أوافق-”
“-أوي أوي ، ما فائدة إخفاء هذه الحقيقة؟ أنتم يا رفاق من الثيوقراطية ، أليس كذلك؟ ”
“هل هم حقا من الثيوقراطية…؟ لا أستطيع التصديق بأن أشخاصاً مثلهم متواجدون هنا “.
قال إيفل أي ذلك بالصدمة ، وفوجئت لاكيوس بنفس القدر.
لقد قاتلوا ضد فرقة* كانوا يحرقون قرى أنصاف البشر في الماضي وكانوا أقوياء ، خاصة أن قائد تلك الفرقة كان أقوى من لاكيوس في ذلك الوقت ، ومع ذلك ، لم يكن أحد من تلك الفرقة قويًا مثل الأشخاص الذين أمامهم.
(الفرقة هي كتاب ضوء الشمس المقدس ، وقد تم ذكر هذا سابقا أكثر من مرة)
“ألا تعلمن عنهم؟ ظننت أنكن على الأقل سمعتن شائعات عنهم… إنهم فخر الثيوقراطية ، وفرقتهم المكونة من الأبطال ، الكتاب الأسود المقدس ، من المحتمل أنهم وصلوا جميعًا إلى عالم الأبطال *”.
(ليست متأكد من يتكلم هنا هل هي لاكيوس أم أزوث ، ولكن أنا إفترضت أنها لاكيوس ، والمعذرة إلا كنت مخطئا)
كان أزوث ينظر إلى البربري.
وضع ذلك الرجل ابتسامة على وجهه ، مثل وحش يبتسم قبل أن يأكل فريسته.
“هاهاهاها… يبدو أنكِ تعرفين الكثير عنا ، لكن ، أليس لديكِ واحدة أيضًا في فريقك؟ شخص مثلي ، أو حتى أقوى مني؟ ” وأشار إلى إيفل أي.
“إيفل أي ، أنت شخص من الصعب التعامل معها “.
ومع ذلك ، موقفه لم يكن موقف شخص يعترف بالهزيمة ، بل إن موقفه قال أنه يعامل إيفل أي بمساواة.
“…همف ، هناك أشخاص أقوى مني… همم… باستثناء الشياطين ، من بين جميع البشر وأنصاف البشر ، فقط مومون سما هو الأقوى “.
”فقط مومون؟ هممم…”
تمتم البربري في نفسه بينما كانت ابتسامة باهتة تتفتح على وجهه ، ولم يقل أكثر من ذلك.
“يا شعب الفرقة السرية للثيوقراطية ، لماذا لا تقاتلون إلى جانبنا ضد الملك الساحر؟ ”
“ربما تلك المرأة أيضًا… لا ، كان ذلك…”
استمرت إيفل أي في التمتمة لنفسها ، لكن أزوث تجاهلها وسأل الشاب الذي أجاب بابتسامته التي لا تتزعزع.
“إن تلقي دعوة منك هو شرف كبير لنا جميعًا ، ومع ذلك ، نحن هنا في مهمة رسمية لإقناع الأشخاص الموهوبين بالانضمام إلينا ، لهذا السبب لا يمكننا إلا أن نختار رفض اقتراحك بشكل رسمي ، ففي النهاية ، الجنود الذين يشاركون في المعارك انطلاقًا من رغباتهم الأنانية لن يجلبوا سوى الأذى لمنظمتهم”.
“تستخدم أوامر بلدك كدرع ، فهمت ، مع ذلك ، أنا مهتم بسماع رأيك الشخصي “.
“يا للملـ – ألن تكون الأمور أبسط بكثير إذا إتبعنا أوامر المسؤولين؟”
قالت المرأة المزعجة ذلك ، وتلاشت ابتسامة الشاب حيث تم استبدالها بتعبير مضطرب.
“يبدو أنكِ من النوع الذي تجدين أن التفكير كثيراً أمر مزعج”
“هذا صحيح ، طالما أنني أنفذ الأوامر ، فإن المسؤولية تقع دائمًا على عاتق المسؤولين ، إنه أمر مزعج للغاية أن أضطر إلى تحمل المسؤوليات بنفسي ، لذا أنا لا أزعج نفسي بذلك ، أنا جيد جدًا في نقل المسؤوليات إلى الآخرين ، حتى أنني تلقيت الثناء على ذلك ~ ”
“لم يتم الثناء عليكِ”
همس البربري لنفسه.
“هيهيه ، الآن ، أيندرا سما… أرجوا المعذرة ، أزوث سما ، نحن نفهم ما قصدته ، إذن ماذا عن أعضاء فريق الوردة الزرقاء؟ ”
“قبل ذلك ، هل يمكننا طرح سؤال؟ كيف سنهرب من هنا؟ ”
“سأخبركم كيف بعد الإنضمام إلينا ، بالمناسبة ، قمنا بالفعل بتوسيع هذا العرض ليشمل العديد من المغامرين الآخرين وقد وافقوا جميعًا ، لقد تم بالفعل نقل هؤلاء المغامرين إلى أماكن أكثر أمانًا”.
“…أوي ، هل استخدمتم العنف أو التهديد لإجبارهم على الذهاب معكم؟ ”
مثلما قالت غاغاران ، إذا قام أشخاص أقوياء مثلهم بتهديد الآخرين ، فسيكون من الصعب عليهم الرفض.
“نحن نرغب حقًا ، من أعماق قلوبنا ، أن نصبح رفقاء معكم جميعًا ، هذا تعاون من أجل مستقبلنا – من أجل مستقبل البشرية “.
يبدو أن الشاب لا يكذب على الإطلاق ، وربما كانت شخصيته هي السبب في اختياره ليكون قائد هذه المهمة.
“…أنا أرفض”
لم يكن لدى لاكيوس الوقت حتى لطلب آراء الأخريات قبل أن ترد غاغاران.
“لا حاجة ، أنا… نحن سنتبع قرار القائدة”
بدأت رفيقاتها بالإيماء برؤوسهن عند سماع ما قالته غاغاران.
“حقا…؟ يبدو أن لا شيء يمكنني قوله سيؤثر على رأيكن ، يبدو أن الخيارات قد نفذت”.
تعامل الشاب مع رفضهن بشكل غير عادي ، إتخذت لاكيوس وضعية مناسبة للقتال في حال تم اللجوء إلى القوة.
بعد رؤية ما فعلته لاكيوس ، ابتسم الشاب.
“لا داعي للقلق من فضلك ، لاكيوس سما ، نحن لا نخطط لاستخدام القوة ، نأمل أن يتمكن الجميع هنا من الانتقام لمن سقطوا أمام الملك الساحر ، لقد تركنا مبلغاً من المال لكم عند مكتب الاستقبال ، يرجى أخذ المال قبل المغادرة ، الآن ، نحن ذاهبون”.
بعد أن أعطى الشاب أوامره ، بدأ رجال الثيوقراطية بالسير نحو المخرج ، يبدو أن الأمور انتهت بسلام ، عندما تنفست لاكيوس الصعداء ، نادى أزوث على الشاب:
“أوي ، بالمناسبة… هل السيد المسمى روفوس أو روفساس ، بخير؟”
“رو…؟ أنا آسف للغاية ، بلدنا شاسع جداً لذلك لا أعرف إلى من تشير إليه… إذا كان بإمكانك أن تكون أكثر دقة- ”
“- آه ، هكذا إذن ، أعتقد أنه من الطبيعي ألا يعرف الأشخاص في مرتبتكم بهذا الإسم ، إذن ، كيف ينادون ذلك الأوندد عادةً؟ سيدي أو شيء من هذا القبيل؟ ”
ذُهل جميع أعضاء الكتاب الأسود المقدس للحظة ثم امتلأوا بالحقد والخبث ، وامتلأت الغرفة بأكملها فجأة بهالة من نية القتل وهذا جعلهم يشعرون كما لو أن القتال كان على وشك الاندلاع في أي لحظة ، كان الشاب أول من تحرك.
مد ذراعيه لوقف الأشخاص من خلفه.
“كواي تشان ، ما الخطب؟ ألن نقتلهم؟ ”
حدق الشاب في أزوث بعيون باردة وثابتة وأجاب بهدوء على المرأة:
“إنه يخادع ، لا تتصرفوا بتهور ، هذا امر” نية القتل التي انبثقت منهم اختفت بالسرعة التي ظهرت بها.
بقيت نظرة الشاب الباردة على أزوث ، وقال له: “…مع أنني أشعر بالفضول الشديد لمعرفة إلى أي مدى تصل معرفتك بهذا الأمر… إلا أنني سأبلغ المسؤولين بهذا الأمر ، جميعاً ، حان وقت المغادرة “.
لم يُخفض أعضاء الكتاب الأسود المقدس من حذرهم أثناء خروجهم من الغرفة ، لكنهم حافظوا على الموقف القائل بأنه إذا كانت مجموعة لاكيوس ستتخذ أي نوع من الإجراءات ، فسوف يردون بالمثل.
بعد فترة ، بعد أن تأكدت لاكيوس من أن أعضاء الكتاب الأسود المقدس قد غادروا بالفعل ، بدأت في الصراخ على أزوث.
“عمي… أنت الأضعف بيننا جميعًا ، توقف عن استفزاز الآخرين رجاءً “.
“هاه…؟ بالفعل ، كان ذلك خطيرًا جدًا ، لم أكن أتوقع منهم أن يظهروا نية القتل القوية تلك ، لولا ذلك الشاب ذو الابتسامة المزيفة ، لكنت ميتً ، ربما كانوا يفكرون في شيء ما على غرار ، ‘بدلاً من تلويث أيدينا ، سيكون من المفيد أكثر إذا سمحنا للملك الساحر أن يقوم بذلك’ أو شيء كهذا ، على الرغم من أنني أشك في أننا نستحق هذا النوع من الاهتمام “.
وجهت لاكيوس تنهيدتها عمدًا نحو أزوث ، الذي كان يضحك بصوت عالٍ.
هل الأمر كذلك حقاً؟
كشف عمها لأعضاء الكتاب الأسود المقدس أن لديه معلومات حساسة عن الثيوقراطية ، ولن يكون من المستغرب أن يقتلوه لمنع تلك المعلومات من الوصول إلى يد الملك الساحر ، والخيار الآخر كان سيتمثل في إختطافه وإستجوابه أو استخدام السحر لإستخراج المعلومات منه.
كان أصل المشكلة هو لماذا سمح عمها للثيوقراطية بمعرفة أن لديه معلومات حساسة عنهم ، إذا لم يفعل ذلك ، لكانت المحادثة قد انتهت دون حدوث أي شيء آخر.
لماذا جعل من نفسه هدفاً للثيوقراطية؟
لم يكن أزوث شخصًا غبياً ، بالنظر إلى ذلك ، كان لابد من وجود شيء ما لم تكن لاكيوس على علم به.
لن تحصل على إجابة من التفكير في الأمر بمفردها ، ولذا توقفت لاكيوس عن التفكير في الأمر.
“بحق السماء… إذن ما الذي تخطط لفعله الآن؟”
“هاه؟ أخطط للانتظار حتى يشق جيش الملك الساحر طريقهم إلى هنا ، يبدو أن كبار المسؤولين يخططون لإرسال جنود إلى المناطق المجاورة لخوض الحرب هناك ، بصراحة ، لا أعتقد أن لديهم فرصة في النصر ، سوف يأتي الملك الساحر وأتباعه إلى هنا عاجلاً أم آجلاً… أنتن لستن قويات بما يكفي لقتاله ، لذا عليكن بالهرب”
لقد أوضح نواياه.
“ومع ذلك ، لن أتخلى عن هذه المدينة لأهرب ، عمي…”
إذا كان هناك شيء سيلحق الهزيمة بالملك الساحر ، فلن يكون هجوم محارب بل طعنة قاتل ، ولهذا السبب بالتحديد ، كان على لاكيوس أن تشد أسنانها وتشاهد ببساطة إرسال المئات والآلاف من الرجال لصد هجوم الملك الساحر.
“إذا كنتِ ترغبين في دعوتي للقتال إلى جانبك ، فأنا أرفض ، لدي خططي الخاصة”
“حقًا؟”
“نعم ، سأفعل ما بوسعي ، وأنتن كذلك إبذلن ما بوسعكن ، ومع ذلك ، من أجل ابنة أخي اللطيفة سوف أكرر كلامي مرة أخرى ، من الأفضل أن تهربن جميعًا ، فأنتن جميعًا لا شيء في مواجهة قوة الملك الساحر “.
“…همف ، ماذا يعني ذلك؟ هل تقول أنه يمكنك تحقيق إنجازات أكثر منا؟ ”
في مواجهة سؤال إيفل أي ، ضحك أزوث كما لو أنه لا يمتلك إجابة على ذلك.
“أجل ، حتى أنا لا أستطيع الفوز على الملك الساحر ، أنا مجرد رجل ، ولكن ، حتى لو حاصر الملك الساحر العاصمة بأكملها ، فلا يزال بإمكاني الهروب بمفردي “.
نهض أزوث.
“الآن ، سأذهب إلى الغرفة الأخرى لأحرك هاذين الوركين ، ماذا ستفعلن؟”
أدركت لاكيوس ما كان يقصده عمها وقام بتجعيد حواجبها.
“سوف نعود ، ففي النهاية ، لا تزال هناك أشياء نحتاج إلى الاستعداد لها “.
ودعت لاكيوس عمها ونزلت الدرج بعناية مع بقية رفيقاتها ، أخذوا المال في الطابق الأول من عند مكتب الإستقبال وغادرن النزل ، ولا يبدو أن أعضاء الكتاب الأسود المقدس نصبوا كميناً لهن.
الجزء 3
على مسافة بعيدة من العاصمة والتي قد تستغرق 3 أيام من المسافر العادي لعبورها ، كان من الممكن بالفعل رؤية جيش المملكة الساحرة ، ووصل هذا التقرير إلى زاناك ، لتلقي هجوم جيش المملكة الساحرة ، حُشد جيش المملكة بأكمله تحت قيادة زاناك.
في السهول ، مسيرة نصف يوم تقريبًا من العاصمة ، كان جيش المملكة قد أقام بالفعل معسكراً عند تلقيه أنباء أن المملكة الساحرة كانت تغزو من الغرب ، وفقًا لخططهم القتالية ، كان عليهم انتظار جيش المملكة الساحرة هناك.
تمت إقامة التشكيلة على جزء كبير من الطريق الذي تم إغلاقه لهذا الغرض ، إذا استمر جيش المملكة الساحرة في مساره الحالي المستقيم ، فسيكون ذلك أكثر فاعلية ، ولكن إذا غيروا مسارهم ، فستكون هناك حاجة لإقامة تشكيلة جديدة ، على الرغم من أنهم كانوا قلقين بشأن هذا الاحتمال ، إلا أن جميع التقارير أشارت إلى أن جيش المملكة الساحرة يتجهون في خط مستقيم نحو العاصمة ، بدا الأمر كما لو أنه لا داعي للقلق من أن تتحقق هذه الاحتمالية.
ومع ذلك لم يفرح أحد بسبب ذلك.
كان جيش المملكة الذي سيواجه جيش المملكة الساحرة هذه المرة يتألف من جنود النبلاء المجاورين ، وميليشيات العاصمة ، وتم تجنيد الرجال اللاجئين الذي يستطيعون القتال ، لن يكون من الخطأ تسمية هذا الجيش الأمل الأخير للمملكة.
في المجموع ، كان هناك أكثر من 400.000 رجل.
حشد مثل هذا الجيش الضخم أمر يستحق الثناء ، لكن الحقيقة هي أن الكثير لم يكونوا مدربين أو لديهم خبرة في القتال ، بمعنى آخر ، كانوا أسوء الأشخاص ، فلم يكن لدى الكثير منهم أيضاً معدات مناسبة ، وكان لدى الكثير منهم هراوات يدوية الصنع.
حتى في ظل هذا الوضع ، كانت الروح المعنوية عالية ، ومع ذلك ، فإن السبب في ذلك هو أنهم كانوا يتمتعون بروح وحش محاصر ، كانوا يعرفون مدى القسوة التي أظهرتها المملكة الساحرة ، وبالتالي حملوا السلاح من خلال قوة الإرادة المطلقة لحماية ما يعتبرونه عزيزًا ، ولكن إذا تعرضت شجاعتهم لضربة بأي شكل من الأشكال ، فمن المؤكد أن جيش المملكة سينهار على الفور.
كان حجم الجيش سلاحًا في حد ذاته ، فالصفوف الطويلة من الجنود أعطت ضغطًا هائلًا دون أن يفعلوا أي شيء على الإطلاق ، إذن ، لأي غرض كان جيش المملكة الساحرة يتقدموان مباشرة نحو هذا الجيش المؤلف من 400.000 رجل؟
حتى أولئك الذين ليسوا على دراية جيدة بتكتيكات الحرب سيعرفون أن مواجهة مثل هذا الجيش الكبير وجهاً لوجه لم تكن الإستراتيجية الأفضل ، بالنسبة إلى المملكة الساحرة ، فإن أفضل إستراتيجيتهم هي “عدم فعل أي شيء” ، كان لديهم جيش مكون من الأوندد ، والذين لم يكونوا بحاجة إلى الطعام أو الراحة على الإطلاق ، وبالمقارنة ، فإن جيش المملكة المكون من 400.000 جندي كان أقرب إلى الوحش الضخم الذي يتضور جوعًا ، وفقط من خلال محاصرة هذا الوحش العملاق والضغط عليه ، فإن هذا الوحش العملاق سيحكم على نفسه قريبًا بالجوع حتى الموت.
ومع ذلك ، سار جيش المملكة الساحرة في خط مستقيم نحو العاصمة ، ودمروا كل شيء في طريقهم ، كان على علم بأن الملك الساحر كان كائناً ذكياً وليس غبياً ، لذلك كان من الصعب تخيل أنهم فعلوا ذلك بدون أي هدف على الإطلاق.
كان لدى المملكة الساحرة ثقة في انتصارهم الوشيك.
بالنسبة للمملكة الساحرة ، لم يكن هذا سلوكًا متهورًا على الإطلاق ، فالملك الساحر وحده فقط يستطيع القضاء على جيش مكون من 200.000 رجل بتعويذة واحدة ، ولذا فهذه المرة سيقدر على تدمير هذا الجيش بتعويذتين فقط.
بالطبع ، زاناك ، بصفته الجنرال ، لم يرغب في تصديق إمكانية حدوث ذلك ، ومع ذلك ، فإن الأشخاص ، وخاصة النبلاء ، الذين آمنوا بهذه الفكرة لم يكونوا قليلين أيضًا.
لقد فهم لماذا اقترحوا تقسيم قواتهم إلى مجموعات ، على الرغم من وجود خطر تدميرهم بشكل فردي ، إلا أنهم تجنبوا أيضًا احتمالية تدمير جيشهم بأكمله بتعويذة واحدة.
لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك.
بسبب الخسارة المدمرة التي عانوا منها خلال الحرب السابقة وكذلك الغزو الحالي من قبل المملكة الساحرة ، لم يبقى الكثير من النبلاء الذين لديهم المهارات لقيادة مثل هذا العدد الكبير من الجنود وسلاح الفرسان ، لن يؤدي تقسيم قواتهم إلى إلا تكوين جيوش أصغر ، فقد تتحول هذه القوة المكونة من 400.000 جندي فجأة إلى 400.000 شخص من عامة الشعب.
إلى جانب ذلك ، كان أيضًا بسبب هذه القوات الكبيرة ، حيث اجتمع الجنود معًا ليكونوا شجعانًا بما يكفي لمواجهة المملكة الساحرة.
لقد مرة يومان منذ تموضعوا في هذا المكان.
نظرًا لأن عددهم كبير جداً فقد إستغرقهم الأمر الكثير من الوقت لأجل أن يستعدوا.
بعد أن أقام الجانبان تشكيلاتهما ، تبنى جيش المملكة الساحرة موقفًا فخورًا قال بصوت عالٍ وواضح ، “لقد أعطيناكم الوقت الكافي للاستعداد”.
بلغ عدد قوات المملكة الساحرة حوالي 10.000 ، معظمهم يتألفون من الأوندد ، كان هذا عدداً ضئيلًا في مواجهة 400.000 جندي ، ومع ذلك ، من حيث القوة الفردية ، لا شك أن جيش المملكة الساحرة يتمتع بميزة ساحقة ضدهم.
“صاحب السمو”
“أنا أعرف”
رد زاناك بسرعة على وزير الشؤون العسكرية.
كانت حركات الوزير متصلبة ، وشبه كوميدية في بعض الأحيان ، بسبب أنه لم يكن معتادًا على ارتداء الدروع ، لكن ، لم يكن زاناك مؤهلاً للسخرية منه.
كان يرتدي الدرع الذي كان غازيف يرتديه ، أحد كنوز المملكة ، عرف زاناك أنه لا يناسبه على الإطلاق ، فهو بعيد كل البعد عن غازيف.
لكن زاناك كان ممتنًا لهذا الدرع المسحور.
في الأيام القليلة الماضية ، تراكمت الدهون في جسد زاناك بسبب الإفراط في تناول الطعام بسبب التوتر والجهد الكبير المبذول مؤخرًا ، لولا السحر المُلقى على الدرع ، لكان عليه أن يطلب من الحداد أن يُغير حجم الدرع عند منطقة الخصر.
“أحضر حصاني!”
أصدر زاناك أمرًا ، وقاد الفارس حصانًا إلى مقدمة خيمة زاناك.
استغرق الأمر من زاناك الكثير من الجهد لركوب حصانه المفضل ، والذي لم يكن سعيدًا جدًا ، لم يصطحب معه أي حراس شخصيين أثناء توجهه نحو جيش المملكة الساحرة.
حتى لو أحضر حراسًا شخصيين معه ، إذا أراد الملك الساحر قتله ، فسيكون الحراس الشخصيون عديمي الجدوى تمامًا.
هذا هو السبب في أن ركوبه بمفرده كان بمثابة دليل للمتفرجين على شجاعته ، إذا قُتل أثناء ذلك ، فسيؤدي ذلك إلى الإضرار بالصورة العامة للملك الساحر.
بطل ري-إيستيز… يا له من لقب جميل.
وصل زاناك إلى نقطة المنتصف بين الجيشين دون أي عوائق على الإطلاق ، وقام بتنشيط عنصر سحري لتضخيم صوته.
“أنا أمير مملكة ري-إيستيز ، زاناك فاليون إيغانا رايل فايزيلف! أطلب لقاءً مع الملك الساحر! ”
لم يخطط زاناك لخوض معركة دهاء ضد الملك الساحر أو حرباً كلامية معه ، لقد وصلت الأمور بالفعل إلى نقطة أصبح فيها ذلك بلا معنى تمامًا.
لقد أراد فقط معرفة نوع عملية التفكير التي قادت الملك الساحر إلى فعل ما يفعله.
***
قام آينز بالتحديق في الجبهة التي شكلها جيشه من خيمة قماشية ثلاثية الجوانب ، نظرًا لحقيقة أن جيش المملكة الساحرة كان يتألف من كائنات أوندد حيث لا يحتاجون إلى طعام أو راحة ، فإن الجبهة التي شكلوها كانت أصغر بكثير مقارنة بالجيش التقليدي.
من منظور موضوعي ، لم تكن هناك حاجة للقيام بجبهة على الإطلاق ، بل إن البعض اقترح ذلك عليه ، ومع ذلك ، إعتقد آينز أن القيام بذلك ستكون تجربة قيمة يجب اكتسابها أيضًا.
في الواقع ، من الجبهات العديدة التي شكلوها حتى الآن ، بدت الجبهة التي أمامه أقوى بكثير مما كانت عليه في البداية.
في البداية ، تم تشكيل هذه الجبهات بمساعدة سحر ماري ، ولكن لسبب محدد ، بقي ماري بجانب آينز وشاهد الجنود وهم يبنون الجبهة.
كانت أورا بجانبه أيضًا وتراقب الجنود ، لكن يبدو أنها كانت تراقب خدمها فقط.
بغض النظر عما إذا كانت جبهات أو خيامًا ، يمكن للسحر دائمًا أن ينتج نتيجة ذا جودة أعلى ، ومع ذلك ، وبسبب نفس السبب المذكور أعلاه ، أمر آينز بنقل هذه الخيمة التي كانت تُستخدم حاليًا كمقر رئيسي متنقل له إلى هذا الموقع.
قد تكون فكرة جيدة ترك جميع مهام الهندسة المدنية في المستقبل لماري.
بين شعب المملكة الساحرة ، كان هناك العديد من أعراق أنصاف البشر ومغايري الشكل الذين كانوا بارعين في حفر الأنفاق ، سيكون من الجيد جعلهم تابعين لماري ، ومع ذلك ، ربما خطرت هذه الفكرة لألبيدو أو أي شخص آخر ووضعها موضع التنفيذ بالفعل ، إذا كان شخص ما قد فعل ذلك ، فمن المفترض أن يكون آينز قد اطلع بالفعل على التقارير المتعلقة بهذا ، ولذا كانت هناك حاجة لأن يسأل ألبيدو عن هذا بطريقة غير مباشرة لاحقًا.
ألبيدو ، التي كان يجب أن تعمل بجد لبناء الجبهة ، عادت مع كوكيوتس.
“آينز سما ، يبدو كما لو أن البشر أرسلوا مبعوثًا ، ماذا نفعل؟ ”
“ليس مبعوثًا لإعلان بدء الحرب؟ ، جهزوا حفل استقبال… أعدوا المشروبات المنعشة أيضًا “.
عندما بدأت ألبيدو في تحضير الطاولة ، والكراسي ، وما شابه ، رأى آينز أن هناك بالفعل رجل يرتدي درعًا كاملاً يركض في إتجاههم.
تعرف آينز على الدرع الذي كان يرتديه ذلك الرجل.
هذا… أعتقد أن هذا درع غازيف سترونوف ، هل هذا الرجل هو نائب غازيف؟ إنه مختلف تمامًا عن الأوصاف التي سمعتها.
توقف المبعوث بين الجيشين وبدأ بالصراخ.
“أنا أمير مملكة ري-إيستيز ، زاناك فاليون إيغانا رايل فايزيلف! أطلب لقاءً مع جلالة الملك الساحر! ”
إستطاع سماعه بوضوح حتى من هذه المسافة ، لا بد أنه استخدم نوعًا من العناصر السحرية.
“ماذا يجب أن نفعل ، آينز سما؟ إذا لم يكن هنا ليعلن بدء الحرب ، فسيكون الحديث معه مضيعة للوقت ، هل نبدأ الحرب على الفور؟ ”
“لا ، ألبيدو ، لا. نستطيع. فعل. ذلك. ، الخصم. يريد. بدء. معركة. دهاء. ضد. آينز. سما. ، إذا. رفضناه. فسيكون. ذلك. وصمة. عار. على. آينز. سما. ، وسيتم. نشر. شائعات. عنه. كذلك.”
“ما قيمة الشائعات؟” سخرت ألبيدو ، “إنهم رجال موتى يمشون ، ما فائدة الشائعات التي لا تصل إلى الآذان؟”
لم يكن آينز مهتمًا جدًا بخوض معركة دهاء أو أي شيء آخر ، فقد كان متأكدًا بأن العائلة الملكية لهذا البلد أفضل منه في أي شيء آخر بإستثناء البراعة القتالية ، ومع ذلك-
“ألبيدو ، هل نسيت إمكانية انتقال الشائعات من خلال السحر؟ ”
“…أنا آسفة للغاية”
“هممم… سأذهب إليه ، جاء ذلك الأمير إليّ بمفرده ، إذا لم أفعل الشيء نفسه ، فلن ينعكس ذلك علينا بشكل جيد ”
“هل أنت متأكد من أنه لا بأس في ذلك؟ آينز سما “.
“لا أعرف ، أورا ، ولكن إذا كان سيتم السيطرة عليّ والتحكم بعقلي ، فعليكِ إستخدام العنصر من المستوى العالمي الخاص بك لحمايتي”
كان عنصر آينز المعتاد من المستوى العالمي في نازاريك ، لذلك إذا استخدمت أورا عنصرها 「مصور الطبيعة والمجتمع」 عليه ، فسيكون محاصرًا فيه ، بهذه الطريقة ، حتى لو تعرض للسيطرة ، فلن يستطيع أحد اختطافه من خلال الإنتقال الآني أو غيره من الأساليب المماثلة.
“مفهوم!”
رد آينز “أومو” على أورا وذهب ممتطياً آكل الروح ، تجدر الإشارة إلى أنه بعد أن تدرب آينز على ركوب الحصان ، أصبح لائقًا أثناء القيام بذلك ، ومع ذلك ، لأنه لم يكن بارعاً جدًا في ذلك ، إختار الركوب على آكل روح ، لكي لا يرتكب خطأً فادح أمام الجيشين ويحرج نفسه.
كان الطرف الآخر ينتظر آينز بجوار حصانه ، لذلك نزل آينز أيضًا من آكل روح عند وصوله إلى وجهته ، بغض النظر عن مدى سوء هذا الأمر بالنسبة له ، فقد صلب آينز نفسه ليفعل بالآخرين ما فعلوه به.
كان خصمه شخصاً سميناً إلى حد ما ، وكان يضع المكياج على وجهه ليخفيّ الهالات السوداء تحت عينيه.
“تشرفت بلقائك ، أيها الملك الساحر ، اسمي زاناك فاليون إيغانا رايل فايزيلف “.
“تشرفت بلقائك ، أنا الملك الساحر آينز أوول غون ، الآن ، من غير المناسب أن نتحدث ونحن واقفين… ”
ألقى آينز تعويذة مرتين ، مما أدى إلى إنشاء عروش سوداء تواجه بعضها البعض ، نظرًا لأن العرشين تم إنشاؤهما بالسحر ، فقد كانا متطابقين بشكل طبيعي.
“على الرغم من أن هاته العروش صلبة ومعدنية ، إلا أننا يجب أن نجلس أولاً ، ما رأيك؟”
“سأكون سعيدًا بذلك ، جلالة الملك”
عندما جلس كلاهما ، ألقى آينز تعويذة أخرى لإنشاء طاولة سوداء بينهما.
على الرغم من أن آينز بدأ في إلقاء السحر في اللحظة التي التقيا فيها ، إلا أن زاناك لم يبدو حذرًا ، بدا وكأن ليس لديه أي نية لاغتيال آينز.
بعد ذلك ، أخرج آينز كوبين وحاوية مملوءة بالثلج من مخزونه.
“ماذا عن بعض الماء؟ الكحول ستكون غير مناسب بالنظر إلى وضعنا الحالي ، لذا ما رأيك بعصير البرتقال…؟ ”
“شكرا جزيلا لك جلالة الملك ، فقط الماء سيكون كافياً “.
“الآن يمكننا أن نحظى بمحادثة جيدة ، ماذا يجب ان نناقش؟ ربما تبرير بشأن غزونا؟ ”
“لن يكون ذلك ضرورياً ، جلالة الملك ، أنا مهتم أكثر بالسبب الذي جعلك تصر على القيام بمثل هذه الأعمال الشنيعة؟ لماذا لم تقبل إستسلامنا؟ ”
كان هذا سؤالًا معقولاً ، على الرغم من أن أسباب آينز كانت واضحة ومبررة ، إلا أنها بدت لهم وكأنها مجزرة لا معنى لها.
أومأ آينز برأسه ، بالنظر إلى الكيفية التي سارت بها الأمور ، لم يعد هناك جدوى من إخفاء نواياه بعد الآن ، ومن ثم بدأ في فضح خطط المملكة الساحرة لزاناك.
“لأن إستسلامكم لن يُكسبنا شيئًا ، أنوي التضحية بشعبك كمثال للعالم لما يمكن أن يحدث لهم إذا وقفوا ضد المملكة الساحرة ، تحقيقاً لهذه الغاية ، سيتم القضاء عليهم جميعًا وستتحول المملكة إلى جبل من الأنقاض ، سيتم الحفاظ على هذا الجبل وسيكون بمثابة تحذير حتى بعد عدة قرون ، وحتى بعد آلاف السنين ، عن مدى حماقة فعل شيء ضد المملكة الساحرة “.
“…لا يبدو أنك تمزح”
“بالطبع لا ، أنا فقط أقول ما سيحدث مستقبلاً”
“لماذا؟”
“ماذا تقصد؟”
آينز لم يستطع فهم قصد زاناك ، فأجاب زاناك بسؤال آخر:
“جلالة الملك أنتَ تمتلك قدرًا هائلاً من القوة ، حتى لو لم تفعل ما قلت أنك ستفعله ، فسيظل الناس في العالم يعرفون قوتك الهائلة ”
بلل زاناك شفتيه ، وابتلع لعابه ، وسأل: “لماذا أنت ضيق الأفق؟”
“أنا ضيق الأفق؟”
(كانت الكلمة هنا هي Petty والتي تعني أيضا تافه أو ضئيل ولكنني وضع أفضل وصف مناسب للوضع)
توتر زاناك من احتمال أنه قد أغضب آينز ، لكن آينز لم يكن غاضبًا على الإطلاق.
“ما هو هدفك؟”
تمتم آينز في نفسه ، “ما هو هدفي؟”
في الماضي ، بالنسبة إلى آينز ، لا ، بالنسبة إلى ساتورو ، فإن الرفاق الذين التقى بهم في لعبة يغدراسيل كانوا كل شيء في حياته ، لقد صنع معهم ذكريات رائعة ، وأصبح كل ما يتمناه هو لم شمله مع أصدقائه مرة أخرى.
عندما كانت اللعبة على وشك الانتهاء ، عندما كان كل هذا بلا جدوى ، تم نقله إلى هذا العالم الجديد.
وتبين أن النهاية ليست النهاية أبدًا.
ولكن بداية جديدة.
بدأت الشخصيات الغير القابلة للعب (NPC) الذين تم إنشائهم من قبل أصدقاؤه في إظهار وعي وإرادة حرة ، ومن كل حركة قاموا بها إستطاع أن يشعر ببقايا رفاقه السابقين ، لا ، الحقيقة هي أن الصدمة التي تعرض لها في البداية أربكته كثيرًا لدرجة أنه كان دائم القلق بشأن خيانتهم له ، ولكن بالعودة إلى ذلك الوقت فقد كان ذلك غباءً منه ، في الوقت الحاضر ، لم يشكك في ولائهم على الإطلاق.
ومع ذلك ، لا يبدو أن آينز هو الوحيد الذي تم نقله إلى هذا العالم ، فقد إستطاع رؤية آثار للاعبين آخرين خلفوها ورائهم.
لذا من الطبيعي أن يعتقد أن رفاقه ، الأشخاص الذين شاركوه تلك الأوقات الرائعة ، يمكن أن يأتوا إلى هذا العالم أيضًا ، كان من الطبيعي أن يتمنى ذلك ، بالطبع ، عرف آينز أنه تم نقله إلى هنا خلال اللحظات الأخيرة من اللعبة ، الأمر الذي جعل ظهور أصدقائه في هذا العالم غير محتمل.
في الواقع ، من خلال استخدام تعاويذ متعددة ومصادر استخباراتية ، إستطاع أن يشعر بضعف قلة وجودهم ، ومع ذلك ، نظرًا لأنه لم يكن لديه دليل ملموس على هذا الاعتقاد ، فإن إمكانية أنهم جاؤوا إلى هنا أيضًا لا تزال قائمة.
قد يصفه المرء بأنه أحمق لأنه يتمسك بمثل هذه الآمال الواهنة ، وقد يتم وصفه أيضًا بالخاسر الفاشل.
لكن بالنسبة لآينز القديم ، كان هذا كل شيء بالنسبة له.
والآن بدأ هذا الحلم يتلاشى تدريجياً.
من المؤكد أن أصدقائه كانوا مهمين بالنسبة له ، ولكن الآن ، أصبحت الشخصيات الغير قابلة للعب (NPC) مهمين بالنسبة له أيضًا.
فقد كانوا في الأساس أطفال أصدقائه.
آينز ، باعتباره الشخص الوحيد الذي بقي في الخلف ، كان عليه واجب حمايتهم بأي ثمن.
لهذا السبب ، كان آينز على استعداد للتضحية بكل ما لديه لضمان عدم وقوع أي ضرر عليهم ، ومن أجل الحفاظ على قوة ضريح نازاريك من الخسارة أمام الأعداء الخارجيين ، وأيضًا من أجل ضمان عدم وقوع نازاريك في أيدي قوى خارجية ، كان عليه إعطاء الأولوية لتحسين جميع جوانب المنظمة.
سيطر كيان غير معروف على شالتير في الماضي ، على الرغم من أنه أنقذتها بنجاح وحررها من السيطرة ، ولكن إذا ساءت الأمور في ذلك الوقت ، فقد كان من الممكن أن تقع معلومات مهمة عن نازاريك في أيدي الغرباء ، وبالتالي ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير النقابة.
لم يستطع السماح بحدوث شيء كهذا مرة أخرى.
“ما هو هدفي؟ ، أبحث عن شيء يصعب الحصول عليه ولكن من السهل أيضًا الحصول عليه ، كل ما أتمناه… هو شيء واحد ، وهي السعادة “.
“سعادة؟”
رمش زاناك مرارًا وتكرارًا بتفاجئ.
ضحك آينز قليلًا ردًا على ذلك ، لم يعتبر أن ما قاله غير لائق.
“بغض النظر عما إذا كنت إنسانًا أو أيا كان ، فإن السعي وراء السعادة هو الهدف النهائي”
تخلص آينز من تصرفه كحاكم وبدأ في التحدث مع زاناك كما لو كان صديقًا مقربًا له.
“وهل ستضحي بسعادة الآخرين لتحقيق سعادتك؟”
“أليس هذا واضحاً؟ إذا كان من الممكن ضمان سعادة من أحبهم ، فإن سعادة الآخرين لا تهمني على الإطلاق ، إذا كان بإمكانك تأمين سعادة رعاياك من خلال إلحاق المعاناة بمواطني بلد آخر ، فماذا ستفعل؟ عل ستتخلى عن سعادتهم؟ ”
“هذا أمر بالغ التطرف!” هدأ زاناك مع تلاشي الجملة ، وخفض رأسه وقال ، “المعذرة يا جلالة الملك “.
عاد آينز إلى شخصية الحاكم.
“لا بأس ، لا داعي للقلق بشأن ذلك”
“حتى مع ذكائك وقوتك يا جلالة الملك ، ألا توجد طرق أخرى ممكنة لضمان السعادة؟”
“…ربما ، وفقط ربما ، إذا كان لديك طريقة مضمونة للحصول على السعادة ، فما هو الخيار الأفضل؟ ، البحث عن طريقة أخرى غير موجودة أو التمسك بما تم تجربته وتأكيده؟ ، فكما يقولون ‘إلهة الحظ صلعاء في مؤخرة رأسها’ ”
(ملاحظة المترجم الإنجليزي: هذا القول روماني)
كان زاناك حائراً تمامًا.
“يا لها من إلهة غريبة ، آسف ، لم أقصد التقليل من شأن الإلهة التي تؤمن بها ، أرجوا المعذرة”.
“هاها ، أنا لا أمانع على الإطلاق ، لم يكن هذا شيئًا أؤمن به ، كان مجرد قول تذكرته ، حسنًا إذن ، هذا كل شيء ، من أجل سعادة رعاياي ، يجب أن أضحي بشعبك ، هذا هو أساس هذه الحرب ، هل فهمت؟ ”
“اعتقد ذلك ، أنا أتفق مع رغبتك يا جلالة الملك ، السعي وراء تحسين الوطن وضمان سعادة المواطنين ، يمكن القول إنها المسؤولية الوحيدة للحاكم ، إذا كان تدمير شعبنا يضمن لشعب المملكة الساحرة سعادتهم ، فأنا أفهم لماذا لم تقبل استسلامنا ، أعتقد أنه ما باليد حيلة “.
“صحيح ، يبدو أنك فهمت ، الآن ، حان دوري لطرح الأسئلة ، لكن ليس لدي ما أسأله… ”
نظر آينز حوله بينما كان يفكر.
“آه ، صحيح ، ذكرني الدرع الذي ترتديه بذلك السيف ، أقصد السيف الذي كان غازيف سترونوف يستخدمه ، من يملكه حاليًا؟ ”
“إنه حاليًا في عهدة رجل يدعى برين أنغلاوس”
“برين أنغلاوس؟ آه ، ذلك الرجل “.
عندما بارز غازيف ، كان هناك شخص بهذا الاسم بين الرجلين اللذين شاهدا المبارزة ، ومع ذلك ، نظرًا للوقت الذي مضى على ذلك ، فإنه بالكاد يتذكر مظهره.
على الرغم من أنه كان يخطط لتحويل العاصمة إلى أنقاض ، إلا أنه لا يزال يخطط لاستعادة بعض الأشياء ، أحدها كان سيف غازيف.
“هذا الرجل ، هل جاء إلى هنا أيضًا؟”
“لا ، لم يفعل يا جلالة الملك ، إنه في العاصمة “.
“حقا؟ إذاً لن يكون لديك أي مشكلة مع نوع السحر الذي سأستخدمه لتدميركم جميعًا ، أليس كذلك؟ ”
كان الشخص المسؤول عن حصار العاصمة هو كوكيوتس ، لذا كان عليه أن يأمره بالحذر من السيف لاحقًا.
“ليس لدي أي نية للاعتراف بالهزيمة والخسارة في هذه الحرب ، ولكن سأكون ممتنًا لك يا جلالة الملك إذا استخدمت السحر الذي من شأنه أن يلحق أقل قدر من المعاناة بشعبي”.
“…همم معك حق ، حسنا ، ففي النهاية ، من النادر إجراء محادثات ممتعة وطويلة كهذه ، من أجلك فقط ، سأبذل قصارى جهدي لقتلكم بلطف قدر الإمكان “.
“شكرا جزيلا لك”
أظهر زاناك ابتسامة مشرقة ولم يسع آينز إلا أن يشعر بالدهشة من ذلك.
كانت شجاعة هذا الرجل كبيرة جدًا ، إذا كان آينز في مكانه ، فهل كان قادرًا على فعل الشيء نفسه؟
أنا لا أعتقد ذلك ، كما هو متوقع من شخص ذو دماء ملكية ، لقد كان هذا مفيداً للغاية لي.
أمسك زاناك الكوب الزجاجي أمامه وشرب الماء دفعة واحدة ، وكأنه لا يشعر بالقلق من إحتمالية أن يكون الماء مسمومًا.
“لذيذ ، جلالة الملك ، آمل أن تتمكن من الإجابة على سؤالي الأخير ، جلالة الملك هل قتلت شقيقي ، أم أن أحد أتباعك من فعل ذلك؟ ”
“شقيقك؟”
أمال آينز رأسه وبعد فترة قصيرة تذكر أمير المملكة الذي تخلصوا منه بالفعل ، لم يستطع تذكر اسمه ، لكنه تذكر أنه كان إسماً طويلاً للغاية.
“ربما قتله أحد أتباعي”
“حقا… إذا فقد مات… أشعر وكأن ثقلًا كبيرًا قد رُفع عن كتفي… يا جلالة الملك ، شكرًا لك على إخباري ، أعتقد أن وقت الوداع قد حان”.
بعد قول ذلك ، بدأ زاناك بالسير نحو حصانه.
مشى آينز نحو آكل الروح بعد أن أعاد كل شيء إلى مخزونه البعدي ، ومن ثم رأى أن زاناك كان لا يزال ينتظر بجانب حصانه.
تساءل آينز في ذهنه عن سبب عدم ركوبه حصانه وهو يصعد على آكل الروح ، فقط بعد أن صعد آينز ، ركب زاناك حصانه.
بين الأمير والملك ، كان من السهل معرفة من هو صاحب المكانة الأعلى ، لذلك ربما فعل ذلك لتجنب النظر إلى آينز من حصانه العالي ، بالنسبة لآينز ، الشخص الذي لم يدرس آداب الفروسية ، كان هذا هو الإجراء المناسب الذي يجب على النبلاء أن يسعوا جاهدين لإتباعه ، أُعجب آينز بزاناك وإرتفع رأيه عنه قليلاً.
يبدو أن دراسة آداب الطبقة العليا أصبحت إلزامية… ما هو الشيء الذي ليس إلزاميًا في الوقت الحالي؟ هل سينخفض عدد الأشياء التي يجب أن أتعلمها…؟
***
“صاحب السمو!”
خرج النبلاء جميعًا للترحيب بعودة زاناك ، وكان هناك تقريبًا جميع النبلاء الذين استجابوا لدعوته.
لم يوقفه أي شخص عندما قرر الذهاب للقاء الملك الساحر ، لكنهم الآن جاءوا إليه جميعاً بعد عودته ، هذا يعني أن الجميع كانوا يتوقعون أخبارًا جيدة ، وأفضلها إذا وافق الملك الساحر على صفقة ما.
أجاب زاناك على سؤالهم برد قاطع.
“لم أستطع فعلها ، الملك الساحر يخطط لقتلنا جميعًا ، وهذا أمر غير قابل للتفاوض معه “.
ما وجده مثيرًا للدهشة هو حقيقة أن هناك نبلاء شحبوا عند سماع هذا الخبر ، هل كانوا يأملون في أن كل شيء سوف يسير بشكل جيد مع الوضع الحالي.
نزل زاناك من حصانه وترك النبلاء الذين كانوا جميعًا يعضون شفتهم السفلية وكانوا في حالة تأمل عميق ، وسار نحو خيمته الخاصة.
بعد دخوله الخيمة ، رحب به وزير الشؤون العسكرية ، وابتسامة ساخرة على وجهه.
“لا يبدو أنك تحمل أخباراً جيدة”
“أجل ، تمامًا كما توقعنا ، ولكن ، حسنًا ، كان هناك شيء واحد فاجأني بعض الشيء”
“حقًا؟ بالمناسبة ، لم ألتقي مطلقًا بالملك الساحر ، أي نوع من الوحوش الشرير كان؟ ”
ابتسم زاناك.
“لقد كان أكثر إنسانية مما كنت أعتقد”.
صُدم وزير الشؤون العسكرية بهذا الجواب ، وإتسعت عيناه ، ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يراه فيها زاناك يضع هذا التعبير على وجهه.
بدأ زاناك يتذكر وقته مع الملك الساحر.
كان صحيحًا أنه من الخارج ، بدا وحشًا مرعبًا ، ويشع بهالة وحضور هائل ، وحتى أن زاناك لم يستطع فهم مدى قيمة الملابس التي كان يرتديها الملك الساحر ، ومع ذلك ، فإن أولويته الوحيدة ، والسبب وراء كل أفعاله ، كانت من أجل سعادة من يحبهم ، أليست هذه رغبة مشتركة من شخص يعتز بما لديه؟
بصراحة ، لا ينبغي أن تكون هذه ردة فعل أوندد ، العدو اللدود للأحياء ، لقد كان إنسانًا جدًا.
لم يستطع أن يفهم المستوى الدقيق للتفكير الذي أولاه الملك الساحر لهذه المسألة للتوصل إلى هذا الاستنتاج ، ولكن من خلال تلك المحادثة الصغيرة ، أمكنه أن يتعاطف معه قليلاً.
“ها ها ها ، نعم ، صحيح ، تمامًا مثل إنسان… عادي ”
رفع زاناك نظره عن الوزير ونظر إلى خارج الخيمة.
إذا قيل ، قبل أن تصل الأمور إلى هذا الحد ، أن هناك طريقة أفضل للتعامل مع هذا لكان طبقها ، لكنهم الآن قد تجاوزوا نقطة اللاعودة.
“…إذن ما هو وضع التسلسل الهرمي للقيادة والاستعدادات للحرب؟”
“إن أتباعك يا صاحب السمو – أولئك القادمين من العاصمة مستعدون للخروج فورا ، وقد ثبت أن توزيع رجالنا بين مساكن العاصمة كان فعالاً ، ومع ذلك ، فإن نبلاء الأرض بطيئون للغاية ، لا يزالون يناقشون من يجب أن يكون في الطليعة “.
صاح وزير الشؤون العسكرية دون أن يخفي ازدرائه.
“هممم ، ما باليد حيلة ، هم ليسوا تحت قيادتنا ، بعض النبلاء لم يعقدوا حتى العزم على التضحية بالنفس ، لا يسعنا إلا أن نأمل ألا يشرعوا في الحرب قبل أن يصبح بقيتنا مستعدين ، فكلما انخفضت توقعاتنا ، قل شعورنا بخيبة الأمل “.
سيكون من المقلق حقًا إذا لم يتمكنوا حتى من الإنسجام معًا في هذه الحرب ، ومع ذلك ، فبدون قوات النبلاء ، سيخسرون ربع جنودهم الذين حشدوهم ، وسيكون هذا السيناريو مزعجًا كذلك.
حتى لو قتل سحر الملك الساحر 200.000 جندي كما حدث المرة السابقة ، فعلى إفتراض أن نصف جيشهم وجيش النبلاء على قيد الحياة ، فما مقدار المسؤولية التي ستقع على عاتق ربع قواتهم الحالية؟
“إذن ما هي استراتيجيتنا الحالية؟”
“لن نستخدم أي استراتيجية يا صاحب السمو” ضحك وزير الشئون العسكرية بطريقة متعبة وغير مبالية.
“ليس لدينا أي تشكيلة لنقوم بإتخاذها ، سنقوم فقط بالهجوم بشكل مباشر وأعمى ، لذلك… يجب أن نحاول منع الروح المعنوية من الانهيار ، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة… هل أقوم بتشكيل قوة لصد المنشقين الذين سيريدون الهروب؟ ”
“لا تفعل ذلك ، بدلاً من ذلك ، يجب أن يتمركز الفرسان الملكيون في الطليعة ، و- ”
“صاحب السمو ، إعذرني على وقاحتي ، ولكن دعنا نكن نحن الطليعة”
نظر زاناك نحوه بنظرة قالت ، هل أنت متأكد؟ ، إذا وضعنا وضعه جانباً ، كان من الصعب عليه أن يتخيل هذا الرجل النحيف يُأرجح سيفاً.
“إذا كان على شخص ما أن يقف في الطليعة ، من فضلك اسمح لي أن أكون ذلك الرجل ، صاحب السمو يجب عليك أن تظل في الخلف لكي تعطي الأوامر “.
نظر زاناك والوزير إلى بعضهما البعض لبرهة ، ثم أومأ برأسه.
“أنا سعيد للغاية لأنك فهمت…”
اتجهت نظرة الوزير نحو سقف الخيمة ، لم يكن هناك أي شيء ولم يكن من الممكن رؤية السماء ، لكنه حدق فيها للحظة بينما كان يتمتم لنفسه.
“لأكون صريحًا ، لم أحب ذلك الرجل سترونوف أبدًا ، ومع ذلك لم يمر يوم لم أكن أتمنى أن يكون فيه هنا…”
“أنا أفهم ما تشعر به ، فأنا أيضاً كنت معجباً به “.
عندما ابتسم الوزير ، سُمعت ضجة قادمة من الخارج.
“ماذا حدث؟ هل بدأ جيش المملكة الساحرة بالتحرك؟ ”
“لا…” سمعه زاناك ولم يسعه إلا أن يضحك ، “بالتأكيد لا”.
اقتحمت مجموعة من الأشخاص الخيمة فجأة.
من دخلوا الخيمة كانوا نبلاء يمتلكون أراضٍ حول العاصمة ، وكان من بينهم النبلاء الذين شَحُبَ لونهم منذ فترة وما بدا أنهم مرتزقة يحملون سيوفًا ملطخة بالدماء.
“ماذا تنوون أن تفعلوا بسيوفكم المسحوبة في خيمة صاحب السمو! تراجعوا!”
لم يرد أي من النبلاء على صراخ وزير الشؤون العسكرية ، نظروا جميعًا إلى زاناك مثل الفئران المحاصرة.
أراد زاناك أن يضحك حقًا.
لقد شعر بذلك بشكل أو بآخر عندما دخلوا الخيمة ، لقد فهم تمامًا الأفكار التي أحدثها غبائهم.
لقد عين الفرسان تحت قيادته في مناصب قيادية ، لذا فإن إبعادهم عنه كان بمثابة فشل في حد ذاته ، كان هذا تمردًا مدفوعًا بفقدانه لقواته ، لكنه لم يتوقع أن يتآمروا ضده ، خاصة في ظل هذه الظروف ، لم يكن يتوقع أن تكون عقلانية البشر قد انحدرت إلى هذا الحد.
لا ، هذا غير صحيح.
ليسوا مخطئين في فعلهم لهذا ، كانوا ببساطة يفعلون كل ما في وسعهم للحصول على فرصة للبقاء على قيد الحياة.
وكل ما إستطاع زاناك فعله هو لوم نفسه ، لم يكن قادرًا على التعاطف معهم ، ولم يكن قادرًا على إخماد مخاوفهم ، ولم يكن قادرًا على توحيدهم.
ماذا كان والده سيفعل؟ كاد وجه زاناك الجاد ، الذي حاول بشدة أن يرتديه ، أن ينكسر لأنه أراد أن يضحك بصوت عالٍ.
“تراجعوا! أيها الحمقى! ”
“…توقف أرجوك! أيها الوزير!”
“ولكن! صاحب السمو! ”
“قلت توقف! يجب أن تتراجع “.
“لا يمكنني أن أطيع هذا الأمر”
” أيها الوزير-”
“- هذه هي النهاية يا صاحب السمو ، لا جدوى من كسب الوقت الآن “.
“… همف ، لم أكن أخطط لفعل شيء كهذا ”
على الرغم من أنه كان يرتدي الدرع الذي كان كنزًا وطنيًا ، إلا أن زاناك لم يكن مدربًا جيدًا للقتال ، لو كان شقيقه مكانه ، لكانت هذه قصة مختلفة ، لكن كان من المستحيل على زاناك وحده أن يقتلهم جميعاً.
إذا لم يكن تمردهم مفاجئًا ووليد اللحظة ، ولكن كان لديهم خطة ما مسبقًا ، فلن تكون لديه فرصة للنجاة.
ركز نظرته عليهم ورأى أنهم مرعوبون.
يا للأسف ، إذا كانوا يؤمنون بأنفسهم حقًا ، لكانوا قد رفعوا رؤوسهم عالياً ، لهذا السبب رفع زاناك رأسه عالياً ليعبر عن شجاعته.
“إذن ، لماذا أتيتم إلى خيمتي؟ ، ما الذي تريدون مناقشته معي؟ ألا تعرفون ما يعنيه أن تسحبوا سيوفكم في حضوري؟ ”
“بالطبع نعرف ، ولكن يا صاحب السمو من فضلك تخلى عن هذه الحرب وإستسلم “.
ابتسم زاناك.
“لا جدوى من الاستسلام لجلالة الملك ، لقد تلقيت رسالته بصوت عالٍ وواضح ، هو لن يقبل أبدًا إستسلامنا… على الرغم من أنكم قد لا تصدقونني ، إلا أن أملنا الوحيد يكمن في هزيمة جلالة الملك “.
“من المستحيل أن نفوز…”
تمتم أحد النبلاء بذلك ووافقه زاناك.
“ومع ذلك ، ليس لدينا خيار سوى القتال ، اقترحت التبعية ، لكن كان ذلك عديم الجدوى ، لذا سأكرر ما قلته ، أملنا الوحيد في النجاة هو خوض هذه الحرب “.
“…ربما هذا هو الحال بالنسبة لك يا صاحب السمو ، ولكن إذا قدمنا مساهمة كبيرة ، فسيسمحون لنا بالعيش ، يرجى أن تضحي بنفسك يا صاحب السمو حتى نتمكن من العيش”
بدأ النبلاء في الإيماءة.
“بدأ هذا الأمر برمته بسبب الأشخاص الذين نهبوا حبوب المملكة الساحرة ، لا ينبغي أن نتحمل المسؤولية عنهم! ”
“سوف نقسم بالولاء للملك الساحر”
بالنسبة إلى زاناك ، لم يكن ما يقولونه مختلفًا عما ستقوله النبيلات عن فارسهن المثالي أثناء حفلات الشاي ، ومع ذلك ، فقد فهم مشاعرهم.
“دعوني أقل لكم شيئاً واحداً ، لا فائدة من آخذي إليه ، بصفتي عضوًا في العائلة الملكية ، فقد عقدت العزم على القتال حتى اللحظة الأخيرة ، أولئك الذين يرغبون في الموت هنا ، حاولوا! ”
كم هذا محبط.
يا لها من مزحة.
لا ، يجب أن يعتبر نفسه محظوظا لأن هؤلاء الحمقى سوف يحققون أهدافهم هنا ، لأنه إذا مات هنا فلن يؤثر ذلك على سلامة أخته أو والده.
حسنًا ، ستكون أخته في مأمن من هؤلاء الحمقى بفضل ذلك المحارب الذي يقف بجانبها.
“أولئك الذين يريدون أن يأخذوا رأسي ، تعالوا إذا كنتم تجرؤون!!”
سحب زاناك سيفه ووقف جنبًا إلى جنب مع الوزير.
مع أنه لم يكن لديه ثقة في مهاراته في السيف ، إلا أن درعه سيعوض ذلك.
حدق زاناك في النبلاء المجمدين في مكانهم.
“ماذا!؟ ألم تأتوا من أجل أخذ رأسي!؟ ألا ينبغي أن تكونوا مستعدين لتلطيخ أيديهم حتى لو قمتم بإقحام السم في حلقي بالقوة!؟ أليس من المفترض أنكم قد اتخذتم قراركم؟! ”
نظر النبلاء إلى بعضهم البعض.
لم يفكروا في ذلك حتى ، مثيرون للشفقة ، هل كانت حياته على وشك أن تنتهي فعلاً على يد أناس غير أكفاء مثلهم؟
بعد أن شهدوا القوة العسكرية للملك الساحر ، لا بد أن الخوف هو الذي جعلهم قصيري النظر لدرجة أنهم لم يتمكنوا من رؤية السبب.
يبدو أنه لم يكن ملائماً ليكون ملكًا ، لم يكن يتمتع بفضيلة والده ولا كاريزما شقيقه ولا ذكاء أخته ، لم يكن لديه أي شيء على الإطلاق ، لكن لا بأس في ذلك ، لم يكن يريد أن يكون ملكًا على أي حال ، لقد أراد فقط أن يكون مستقبل هذه المملكة أفضل.
هذا صحيح.
أراد أن يمنح هذا الوطن وشعبه وأهله…
السعادة.
ثم نادى أحد النبلاء على أشخاص خارج الخيمة ، ودخلها العديد من المرتزقة.
نقر زاناك على لسانه ، متذكرًا شقيقه يُأرجح بالسيف ، قلد حركات شقيقه واندفع نحو النبلاء.
***
في معسكرهم ، كان آينز يناقش مع كوكيوتس و أورا و ماري إستراتجية الحصار القادم للعاصمة عندما دخلت ألبيدو ، التي كان من المفترض أن تقوم بالتفتيش النهائي على التشكيلة ، بتعبير مضطرب على وجهها.
“آينز سما ، يبدو أن هناك بعض الإضطراب في معسكر الأعداء”
“…ماذا؟ إضطراب؟ ماذا حدث؟”
نهض آينز وخرج من الخيمة لإلقاء نظرة ، لقد بدا الأمر كما لو أن نوعاً من المشاكل قد نشأ هناك ، أو كان من الأدق القول إن قتالًا قد اندلع فيما بينهم.
في النهاية ظهرت مجموعة من الفرسان من معسكر الأعداء ، لا يبدو وكأنهم ينوون الهجوم وبدأ الحرب.
بينما كان آينز يراقبهم بصمت ، وصلت المجموعة بسرعة إلى جبهة المملكة الساحرة ، كانوا مرتزقة مجهزين بجميع أنواع المعدات ، بالإضافة إلى عدد قليل من النبلاء.
خرج من المجموعة رجل في ريعان شبابه ، بدا أنه نبيل ، بدأ ذلك الرجل بالصراخ بشكل هستيري تقريبًا ، وحملت الرياح صوته نحو آينز.
“لدي أمور أريد مناقشتها مع جلالة الملك! رجاءً!”
لم يكن زاناك من بينهم ، الإضطرات الذي حدث في معسكرهم بالإضافة إلى العدد القليل من النبلاء في هذه المجموعة أخبر آينز بكل ما يحتاج إلى معرفته.
“…ألبيدو ، أحضريهم”
لم ينظر إلى إنحناء ألبيدو ، بل عاد إلى خيمته حيث سقط جسده بشدة على العرش المؤقت ، ووقف الحراس الثلاثة بصمت بجانب آينز.
بعد فترة قصيرة ، أحضرت ألبيدو 10 نبلاء ، ويبدو أن المرتزقة الذين كانوا يعملون كحراس شخصيين قد تُركوا في الخلف.
لقد صُدموا بمشاهدة آينز على عرشه ، وأصيبوا بصدمة أكبر لرؤية كوكيوتس بجانبه ، ثم إرتبكوا من وجود أورا وماري.
“افعلوا ما يجب عليكم فعله أمام الأسمى”
ركع نبلاء المملكة على ركبهم بالقرب من مدخل الخيمة وأنزلوا رؤوسهم نحو آينز.
“ارفعوا رؤوسكم”
قالت ألبيدو ، التي أصبحت تقف الآن بجانب آينز.
“إنه لمن دواعي سروري مقابلتك يا جلالة الملك”
بدأ أكبر النبلاء في الكلام ، من تعابير الآخرين ، بدا أنه قائد هذه المجموعة.
“نحن في رهبة من عظمتك يا جلالة الملك ونرغب في خدمتك ، أولاً ، لدينا عرض لك يا جلالة الملك… ”
أخرج أحد النبلاء شيئًا يشبه الكيس من ظهره ، كانت ألبيدو على وشك أن تستلمه قبل أن يوقفها آينز ، حيث أنه وقف ببطء من عرشه وسار نحو النبلاء.
تم تسليمه الكيس.
لا يبدو أنه فخ…
نظر آينز المحبط إلى الكيس.
كانت رائحة الدم تفوح من الكيس ، وكان بإمكانه بالفعل تخمين ما يوجد بداخله.
فتح آينز الكيس ونظر إلى الداخل.
التقت عيناه بعيون زاناك.
فحصه آينز بدقة ، لقد التقيا للتو ، لذلك كان من الصعب عليه معرفة ما إذا كان هذا بديلاً أم لا ، ومع ذلك ، نظرًا للطريقة التي يتصرفون بها ، فمن غير المرجح أن يكون هذا رأسًا بديلا للجسم.
أغلق آينز الكيس ، وعاد إلى عرشه وسلم الكيس إلى ألبيدو ، وقال:
“امنحيه دفناً لائقاً”
كان لديه العديد من الجثث الأخرى التي يمكنه استخدامها لإنشاء الأوندد ، وكان لابأس في التخلي عن جثة زاناك.
“إذن ، ماذا حدث للدرع الذي كان يرتديه؟”
نظر النبلاء نحو آينز بتعابير حيرة عند سماع سؤاله ، ربما اعتقدوا أن رأس الأمير كان أكثر من كافٍ لكي يُكافئوا.
“ماذا؟ أليس لديكم إجابة على سؤال آينز سما؟ ”
“لا! ، نعم ، الدرع متواجد في الخيمة مع جسد الأمير”.
النبيل الذي عمل كممثل لهم أجاب بسرعة على سؤال ألبيدو البارد.
“حقاً…؟ فهمت… جميعًا ، أحسنتم”
رد جميع النبلاء بـ “نعم!” ، وظهرت عليهم تعابير إرتياح على وجوههم وهم يخفضون رؤوسهم.
“سأكافئكم بشكل مناسب على إنجازكم ، إذن ، ماذا تريدون؟ ”
“أرجوك أُعفوا عني وعن عائلتي! جلالة الملك! أقسم بالولاء المطلق لك! ”
وفجأة بدأ النبيل الذي يقف خلف النبيل الذي عمل كممثل لهم بالصراخ ، مما دفع النبيل المنزعج الذي عمل كممثل لهم إلى الصراخ كذلك.
“أنت! أنا أيضاً! جلالة الملك! من فضلك قدم نفس الرحمة لي أيضا! ”
بدأ الجميع يقولون “أنا أيضًا!” ، ومن ثم لوح آينز بيده بفخر لإسكات توسلاتهم.
“فهمت ، فهمت ، أنا أفهمكم تمامًا ، الجميع هنا يريدون نفس الشيء ، أليس كذلك؟ ” بدأ النبلاء بالإيماءة رؤوسهم بقوة.
“حقا؟ حسنًا ، أنا لن أقتلكم ، ألبيدو ، أرسليهم إلى نيورونيست*” (مختصة التعذيب)
“مفهوم”
“جلالة الملك ، ماذا عن عائلاتنا…؟”
لم يفوت آينز همسة أحد النبلاء.
“عائلاتكم كذلك؟” ابتسم آينز ، بالطبع ، كان من المستحيل عليهم أن أن يدركوا أنه كان يبتسم.
“ماذا سأفعل بكم جميعًا ، ألبيدو ، إستفسري عن مكان عائلاتهم وأرسليهم أيضًا ”
“نعم آينز سما ، جميعكم تعالوا معي”
تحت قيادة ألبيدو ، خرج النبلاء من المعسكر ، بعد ذهابهم ، أشار آينز إلى أورا وأمر:
“لا تقتلوا الذين لا يريدون الموت ، هذا أمر “.
“نعم آينز سما!”
أمسكت آينز بيد أورا عندما كانت على وشك المغادرة ، واستمر في التحدث إلى أورا المشوشة:
“حتى لو أرادوا الموت ، فلا تمنحوهم ذلك”
“مفهوم!”
بعد أن ترك يدها وبعد أن أكدت أنه ليس لديه أوامر أخرى ، ركضت أورا وراء ألبيدو.
ظلت نظرة آينز ثابتة على ظهرها حيث أعطى أوامره للحارسين المتبقيين.
“لقد فقدت الاهتمام ، كوكيوتس ستكون أنت القائد وماري سيكون نائبك ، أسمح لكما باستخدام قوتكما الكاملة ، لا تتركوا أي مواطن في المملكة سالمًا “.
أجاب الاثنان بالإيجاب.
بعد ساعة ، اختفى الجيش الذي كان الأمل الأخير لمملكة ري-إيستيز تمامًا من على وجه هذا العالم.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل الثالث
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦