اللورد الأعلى - 4 - رامية ومدفعية
الفصل السادس: رامية ومدفعية
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
الجزء 1
بعد مغادرة غرفة كاسبوند ، كان أول مكان ذهبت إليه نيا هو ميدان الرماية ، كان أتباعها ينتظرونها هناك وتوافدوا عليها على الفور.
وحاصروها وسألوا ، “كيف انتهى الاجتماع يا آنسة باراجا؟”
وأخبرتهم نيا عن ما قيل وعن أنهم يستطيعون المغادرة في أي وقت ، وأشياء أخرى كهذه.
أخبرتهم بكل شيء – ما حدث ، وما قيل ، والاستنتاجات التي توصلوا إليها.
يعيش الكثير منهم عن طريق الصيد ولديهم قدرة عالية على النجاة في البرية ، حتى أنهم لم يتمكنوا إلا أن يوافقوا بإستياء على استنتاجات كاسبوند ، لم يكن هناك شك في أن البحث في التلال سيكون صعبًا للغاية.
ولذلك ، فإن إرسال فريق بحث مبكرًا بدا مستحيلًا ، ومع ذلك ، يمكنهم إجراء بحث بسيط داخل المملكة المقدسة – التوجه شرق هذا المكان نحو الحصن ، نظرًا لأنه لم يكن من الواضح أين سقط الملك الساحر ، فقد يكون داخل حدود المملكة المقدسة.
تطوع العديد من الأشخاص ذوي مهارات “الجوال”.
(الجوال شخص لديه مهارات التتبع والمطاردة أو جمع المعلومات أو إجراء تحقيق ، وأيضا لديه إحساس قوي بالسمع والاستشعار)
أرادت نيا المشاركة أيضًا ، لكنها لم تكن تمتلك أي مهارات في تخصص “الجوال” ، لذا فإنها ستعترض طريقهم فقط إذا رافقتهم.
كانت هذه عملية لإنقاذ ملك صالح مد يد العون لإنقاذ شعب بلد آخر ، بصفتها مرافقته ، عدم القدرة على الذهاب أشعرها بعدم الولاء ، وقد قضم ذلك الشعور قلب نيا.
شعرت بالرغبة في الصراخ كما فعلت مع ريميديوس سابقاً ، لكن ذلك كان عديم الفائدة.
أخبرت نيا الجميع أنهم حصلوا على إذن كاسبوند للبحث داخل حدود المملكة المقدسة ، لكنها لم تستطع المشاركة.
“اتركي الأمر لنا يا آنسة باراجا”
” نعم ، بما أن الهدف الذي نبحث عنه هو جلالة الملك العظيم ، فسوف نبقي أعيننا مفتوحة ولن نُفوت أي أدلة! “
“حسنا ، بمجرد أن يعطي الأمير الإذن ، سأعتمد عليكم جميعًا! “
انحنت نيا بعمق لهم.
“آنسة باراجا ، ماذا سيفعل بقيتنا؟ كيف يمكن أن نكون مفيدين للملك الساحر؟ “
عندما نظر إليها الجميع والحماسة في عيونهم ، إمتلأت نيا بإحساس بالبهجة.
لم يظنوا أن الملك الساحر قد مات حتى بعد أن شهدوا ذلك المشهد.
هذا صحيح! كيف يمكن أن يموت جلالة الملك! أنا متأكدة ، أنا متأكدة من أنه ينتظر منا القدوم لإنقاذه… ربما.
لم تستطع نيا تخيل سيناريو ينتظر فيه هذا الكائن الأعلى هؤلاء الناس لإنقاذه ، من المحتمل أن يجدوه يحتسي بأناقة كأسًا من النبيذ الفاخر أمام كومة من جثث أنصاف البشر والشياطين.
“لا بأس! إذن من تبقى منكم سيبدأ التدريب ، لأن الضعف خطيئة! “
بالفعل ، كان هذا كل ما يمكن أن تفعله نيا الآن ، كان عليها أن تصبح قوية بما يكفي لتكون ذات فائدة في المرة القادمة ، لو كانت هي وشعبها أقوياء بما فيه الكفاية ، لما انتهى الأمر بالملك الساحر الذي جسد العدالة هكذا.
“اووه!”
تلقت إجابة حماسية ، كان ذلك لأن الجميع فهموا ما تعنيه نيا عندما قالت ، “الملك الساحر يمثل العدل والضعف خطيئة” لم يتفق الكثير من الناس مع هذه الكلمات عندما تم تشكيل هذه الوحدة لأول مرة ، ولكن بعد الاختلاط بهم ، إتفق المزيد من الناس مع وجهة نظرها.
“إذاً سأذهب لرؤية الأمير!”
بعد التحدث مباشرة مع كاسبوند ، سرعان ما مُنح فريق البحث الإذن بالخروج ، كانوا قد غادروا في اليوم نفسه ، ومرت ثلاثة أيام منذ ذلك الحين.
في حين أن الأمور قد تكون مزعجة إذا لم يكن أعضاء فريق البحث على رأي واحد ، إلا أن الحقيقة هي أنه قد تم اختيارهم جميعًا لأنهم وافقوا على اقتراح نيا ، وبالتالي فقد غادروا دون تأخير.
بينما انتشرت شائعات عن استعادة كالينشا في أنحاء المدينة خلال هذه الأيام الثلاثة ، لم يقم جيش التحرير في الواقع بأي تحركات وتركوا الوقت يمر بلا هدف ، كان الاستثناء هو نيا والعدد المتزايد من الأشخاص الذين جاءوا لقبول الملك الساحر كعدالة – والذين بذلوا قصارى جهدهم للتدريب.
أطلقت نيا سهمًا على الهدف ، ونظرة غاضبة على وجهها.
ربما تسبب قلقها وغضبها في انزلاق يديها ، لأن السهم كان مغروسًا بعيدًا قليلاً عن مركز الهدف.
في العادة ، قد يأتي شخص ما لتوبيخ نيا ، لكن لم يجرؤ أحد على مخاطبة نيا الآن.
والسبب في ذلك هو وجه نيا.
قلقها من عدم قدرتها على فعل أي شيء للملك الساحر وقلة النوم بسبب قلة الأخبار ، جعل المنطقة المحيطة بعيونها منتفخة ومتغيرة اللون ، مما جعلها تبدو مرعبة ، خاصة عندما يأخذ المرء في الاعتبار التجاعيد بين حواجبها أيضًا ، نظرًا لأنها عادةً ما تخفي وجهها بقناعها ، فقد كان لها تأثير كبير على الآخرين عندما أزالته.
مع أن أتباعها فهموا شعورها تمامًا ، إلا أنه لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ، جلالة الملك ،
ظلت هذه الكلمات تدور في رأس نيا.
“-اه ، بصراحة”
ارتجفت أكتاف جميع الرماة حول نيا عندما سمعوا تلك الكلمات الهادئة.
– جلالة الملك ، لا ، أنا بحاجة إلى الهدوء ، هدئي من روعك ، لقد مرت ثلاثة أيام فقط! المنطقة الشرقية من المملكة المقدسة كبيرة جداً! لا أريد إخافة الآخرين.
خلعت نيا قناعها – وسمعت شيئًا مثل صرخة مخنوقة من شخص صادف أنه ينظر إليها – ثم دَلَكت صدغيها برفق وهي تحاول إرخاء وجهها المُتيبس.
(الصدغ: هي المنطقة الواقعة خلف العين وأمام الأذن في كل جانب من الرأس)
وفي تلك اللحظة ، سمعت نيا خطى مجموعتين من الأقدام قادمون نحو ميدان الرماية ، نظرًا لأنها سمعت صوتًا معدنيًا ينفرد به قمصان السلسلة ، فهذا يعني أنهم لم يكونوا من رجال الميليشيات الذين أتوا إلى هنا للتدريب ، والبالادين كانوا يرتدون دروعًا معدنية ، لذلك لا يمكن أن يكونوا هم أيضًا ، ربما كانوا جنودًا أو زملاء ذوي رتب أعلى إلى حد ما (مرافقين).
“مرافقة نيا باراجا!”
عندما استدارت نيا لمواجهة الأشخاص الذين اقتحموا المكان ، تراجع الرجلان اللذان ظهرا في نفس الوقت وصرخا.
“ماذا ، ما الذي يحدث؟ هل حدث شيء ما؟!”
ألستم أنتم الذين لديهم ما تقولونه؟ فكرت نيا في ذلك وهي تجيب:
“آه ، لم أرك منذ فترة طويلة ، هذا هو رد الفعل المعتاد… لا ، يبدو الأمر مبالغًا فيه أكثر من رد الفعل المعتاد؟ “
هذان الشخصان كانا أيضا مرافقين ، وقد تم تدريبهما جنبًا إلى جنب مع نيا ، ومع ذلك ، لم تكن تعرف شيئًا عن شخصياتهما لأنها بالكاد تحدثت إليهما ، لكنها على الأقل ما زالت تتذكر أسمائهما ووجهيهما.
إذا عرفتهما نيا ، فلا بد أنهم قد عرفوا نيا أيضًا ، هذا يعني أنهما معتادين على عيون نيا القاتلة ، ومع ذلك ، فإن حقيقة رد فعلهم التي أظهروها للتو ، أظهرت مدى رعب وجه نيا الآن.
بالحديث عنهما ، تذكرت نيا أنهما كانا مسجونين في الأصل في معسكر اعتقال ، ثم تم إطلاق سراحهما.
“اه ، نعم ، أنا لا أبدو هكذا في العادة – وكأنني أكره العالم بأسره… على ما أعتقد ، لا ، هل أنا كذلك عادة؟ “
فركت نيا وجهها وإعتقدت أنه ربما لا ينبغي لها أن تخلع قناعها.
“…اه ، المعذرة ، يبدو أنكما تحتاجاني لشيء ما ، ما الأمر؟”
“آه ، لا ، الأمير كاسبوند يبحث عنك ، يرجى أن تتوجهي إليه على الفور “.
“الأمير كاسبوند؟”
لماذا يبحث عنها؟ كانت لديها بعض الأفكار ، لكنها لم تكن تعرف أيها هو الصحيح ، لذلك كان كل ما يمكنها فعله هو الدعاء من أجل أنه تم إستدعائها لسبب وجيه.
“مفهوم ، من فضلكما قولا له أنني سأحضر على الفور “.
ومع ذلك ، لم يبدوا وكأنهما سيغادران ، حتى بعد أن أعطتها إجابة ، لقد حيرة هذا نيا.
“ما الأمر؟ هل هناك شيء آخر؟”
“لا ، إن الأمر – حسنًا ، إنه ليس وجهك ، لكن ربما هو الهواء من حولك؟ ، يبدو أن الهواء من حولك قد تغير ، أعلم أنني لا أستطيع التعبير عن الأمر جيدًا بالكلمات… “
“حسنًا ، سأكون سعيدة إذا كان تغييرًا جيدًا… الجميع قد تغيروا ، الجميع قد خاضوا الكثير “
“آه ، نعم ، أنتِ على حق ، كما قلتِ تمامًا ، باراجا “.
كلاهما ابتسم بتعب ، لم تكن تعرف ما إذا كانا قد صَدَّقاها ، إلا أنهما قالا ، “سنتحدث مرة أخرى في وقت آخر” ، ثم غادرا.
أخبرت نيا أتباعها الذين كانوا ينظرون إليها ، أنها ستذهب لرؤية كاسبوند ، ثم إنطلقت.
لا يزال كاسبوند في نفس المبنى كما كان من قبل ، لكنه كان في غرفة مختلفة الآن.
كان ذلك لأن جالداباوث قد أحدث ثقبًا كبيرًا في جدار الغرفة السابقة عندما ظهر.
لم يوقفها أحد وهي في طريقها إلى الغرفة ، حتى مع قناعها ، ووصلت إلى الغرفة دون أي مشاكل.
خلال هذا الوقت ، لم يطلب منها أحد أن تترك القوس المتواجد على ظهرها أيضًا ، لم يكن هناك ما يدل على ما إذا كان ذلك بسبب ثقتهم بها ، أو لأنهم كانوا مدركين لحقيقة أن القوس قد تم إقتراضه من الملك الساحر.
“الأمير كاسبوند ، إنها نيا باراجا جاءت لتقديم تقرير”
كان كاسبوند جالسًا داخل الغرفة ، ووقف بجانبه اثنان من البالادين ، ريميديوس و غوستاف ، ركعت نيا على الفور على ركبة واحدة.
“أنا سعيد أنكِ جئت ، كنا في انتظارك ، آه ، لا بأس ، لا تقلقي بشأن ذلك ، فقط قفي”
وقفت نيا كما طُلب منها ، ثم سألت:
“المعذرة على جعلك تنتظر ، هل لي أن أعرف سبب إستدعائك لي؟ “
“قبل ذلك ، قومي بإزالة الأداة التي تغطي وجهك ، مرافقة نيا باراجا”
جاءت هذه الكلمات الواقعية والمنطقية من غوستاف ، أشار المنطق السليم إلى أنه كان عليها أن تفعل ذلك.
“نعم! أرجو المعذرة”
بعد أن أزالت نيا قناعها ، اتسعت عيون غوستاف قليلاً.
“…آه ، ألست على ما يرام؟ هل تودين أن يفحصك الكهنة؟ “
“لا ، لا أشعر بذلك السوء بعد “
لم تكلف نيا نفسها عناء الشرح ، ودخلت مباشرة في صلب الموضوع “…إذن ، هل لي أن أسأل ما الخطب؟”
“حسنًا ، بشأن ذلك… حسنًا ، بإضافة إلى أربعتنا هناك شخص آخر سينضم إلينا ، سأحضرها الآن ، لذا لا تنصدمي كثيرا ، حسنا؟ “
كان بإمكانها رؤية نظرة نُفور على وجه ريميديوس من زاوية عينها ، نظرًا لأنه كان شخصًا من شأنه أن يجعل القائدة تضع نظرة إشمئزاز على وجهها ، فمن المحتمل أنه مرتبط بجالداباوث ، ثم جاءت كلمة “الخادمة الشيطانة” فجأة إلى ذهن نيا.
بعد سماع أمر كاسبوند ، فتح غوستاف بابًا جانبيًا وتحدث إلى الشخص الذي بداخله.
ثم ظهر أمامهم وحش ، عرفت نيا إلى أي عرق ينتمي هذا الوحش.
لقد كان عرق زيرن.
مع أنها كانت من عرق من ذوي القشرة اللامعة ، إلا أن مظهرها لم يكن سيئاً ، ومع ذلك ، كانت هناك رائحة خافتة غير محسوسة تقريبًا للدم محيطة بها.
ما الذي تفعله نصف بشرية مثلها هنا؟ تساءلت نيا عن ذلك ، وبدا أن كاسبوند شعر بذلك ، وتحدث.
“إنها مبعوثة”
إذاً مبعوثة جالداباوث موجودة هنا ، سمحت نيا لموقفها العدائي بالظهور دون وعي ، وارتعدت الزيرن وإتخذت موقفاً دفاعياً.
“اتنظري ، مرافقة باراجا ، يبدو أنكِ أساءت الفهم قليلاً ، هي ليست مبعوثة جالداباوث ، على العكس ، إنها مبعوثة للأشخاص الذين يخططون للتمرد على جالداباوث”.
“إيه؟”
لم تستطع نيا إلا أن تصرخ من الدهشة ، وبدا أن كاسبوند توقع هذا الرد وضحك.
“تبدين متفاجئة ، حسنًا ، هذا متوقع ، من المؤكد أنكِ لم تتوقعي أن يتمرد أحد على جالداباوث الذي يستعبد أنصاف البشر، ومع ذلك ، هناك أشخاص كهؤلاء ، وفقًا للمبعوثة دونو ، ليس كل أنصاف البشر يخدمون جالداباوث بإخلاص ، على سبيل المثال ، هناك عرق الزيرن ، هناك أعراق أخرى مثل الزيرن والذين ليس لديهم خيار سوى مساعدة جالداباوث لأن الطبقة الحاكمة – العائلة الملكية – تم أخذهم كرهائن ، وما يريدونه هو إنقاذ هؤلاء الرهائن “.
(يعني جالداباوث خطف الملك والملكة وربما الأمير والأميرة وهدد شعب ذلك العرق لكي يساعدوه أو يقتلهم)
“بالضبط “
فوجئت نيا بصوت أنثوي غير مألوف ونظرت في أرجاء الغرفة ، وتوقفت نظرتها على الزيرن ، كان سيبدو هذا الصوت جيدًا وغير مثير للشك لو قَدِم من إنسان.
كيف يمكن لهذا الجسد المثير للاشمئزاز أن يُصدر صوتًا شبيهًا بصوت الإنسان؟
هل هذه قدرة خاصة يمتلكها عرق الزيرن ، أو سحر من نوع ما؟
“المدينة التي يسميها البشر كالينشا والمتواجدة في الجنوب الغربي ، والتي تستغرق خمسة أيام للسفر إليها ، بها شخص مهم بالنسبة لنا ، نطلب منكم إنقاذه “
استحضرت نيا خريطة للمملكة المقدسة في رأسها.
من كلامها ، كانت المدينة التي تحدثت عنها الزيرن كالينشا بالفعل ، بالطبع ، كانت المدينة أقرب إلى الغرب والجنوب الغربي من الجنوب الغربي وتساءلت عما إذا كان السفر إلى هناك سيستغرق بالفعل خمسة أيام.
ومع ذلك ، كان هناك شيء واحد لم تفهمه ، لماذا كانوا يخبرون نيا عن هذا؟
ومع ذلك ، قبل أن تفكر نيا في أسباب ذلك ، قال كاسبوند شيئًا صادمًا.
“لهذا السبب قررنا التحالف معهم للقتال ضد جالداباوث ، آنسة باراجا”.
ايه؟ لم تستطع نيا إلا أن تشك في أذنيها ، هل يمكنهم أن يثقوا بعرق مثل الزيرن ، الوحوش الذين ليس لديهم تعابير على وجوههم لكي يقرأوها؟
“لقد أُجبرنا على الخضوع لقوة جالداباوث الجبارة ، وغزونا هذه الأرض كجزء من جيشه ، لكننا تلقينا أخبارًا عن مقتل ملكنا ، الذي كان محتجزًا كرهينة في تلال أبيليون ، على يد الشياطين ، أما الآخر فهو الأمير المحتجز كعبرة لطاعتنا… الآن بعد أن قُتل الملك السابق ، فهو ملكنا الجديد ، إذا قمتم بإنقاذه ، فسوف نساعدكم “.
هل قتلوه لأنهم لا يحتاجون إلى رهينتين؟ أم أن هناك سبباً أكثر وحشية لقتله؟ ، مع أن نيا لم تستطع التخمين ، إلا أن الشيء المهم الأن هو مقتل ملكهم.
“ومع ذلك ، نحن نستعد لنقل ملكنا الجديد إلى مكان لا يستطيع جالداباوث الوصول إليه ، لذلك لن يكون الحرس الملكي النخبة لدينا قادرين على مساعدتكم ، ومع ذلك ، فإن محاربينا الذين أحضرهم جالداباوث معه والبالغ عددهم 3000 أو ما يقارب ذلك سيقاتلون بجانبكم ، لن يهلك عرقنا طالما يوجد ملك وأنثى ، لذلك يمكنكم استخدام محاربينا كما يحلو لكم ، لن تكون هناك مشاكل حتى لو قُتلوا جميعا “.
“وأيضاً تعلمين الشروط التي هيأتها لهزيمة جالداباوث ، بدلاً من تقليل أعداد أنصاف البشر عن طريق القتال ، سوف نتحمل خسائر أقل إذا أقنعناهم بالانسحاب من جيشه ، كما أنهم قدموا لنا معلومات مهمة ، وانتهينا من التحقق منها “.
ابتسم كاسبوند ، ثم تابع.
“على حد علمنا ، هذا الخبر ليس فخاً نصبه جالداباوث ، على العكس ، هذا شيء يمكننا استخدامه للتعامل مع الزيرن ، إذا اكتشف جالداباوث ذلك ، فسيتم القضاء عليهم ، وسيُقتل أيضًا أميرهم – الملك الجديد – “.
هذا ما سيحدث لكم إذا غدرتم بنا ، كاسبوند كان يهدد زيرن.
مع أنه كان من الطبيعي لأي شخص في منصب رفيع أن يفكر بهذه الطريقة ، ولكن حقيقة أن كاسبوند يمكنه وصف مثل هذا التطور بلا رحمة أخاف نيا قليلاً.
ومع ذلك ، استعادت نيا رباطة جأشها ، وطرحت سؤالاً بداخلها ، وهي: لماذا أحضرها إلى هنا للاستماع إلى مخططاتهم؟ إذا أراد أن تشارك نيا في عملية الإنقاذ ، فكل ما كان عليه فعله هو إعطائها أمرًا ، صحيح أن نيا قائدة وحدة الرماية الآن ، لكنها في النهاية كانت مجرد مرافقة ماهرة إلى حد ما في إستخدام القوس ، لم تكن هناك حاجة لشرح تفاصيل العملية لها ، وليس هذا فقط-
…آه ، لا تقل لي أنهم ما زالوا يعتبرونني مرافقة جلالة الملك؟ أعني ، بما أنني كنت دائما بجانب الملك الساحر فسيكون من المعقول إعتباري مواطنة من المملكة الساحرة ، أو ربما يقصدون أن الملك الساحر سيستمع أيضًا إلى هذا في ظل الظروف العادية ، أو ربما يريدون مني أن أشرح هذا للملك الساحر عندما أراه مرة أخرى؟
بالفعل ، لا تزال نيا مرافقة الملك الساحر.
نفخت نيا صدرها ، وفوجئ كاسبوند قليلاً بالتغيير المفاجئ في موقفها.
“والان ، فيما يتعلق بإنقاذ أمير الزيرن ، فقد توصلنا إلى قرار بأن إنقاذه أثناء فوضى مهاجمة مدينة كالينشا سيكون صعبًا للغاية “.
“بالفعل” قالت الزيرن ذلك بعد أن قال كاسبوند جملته.
“دعوني أخبركم أين يتم إحتجاز الأمير ، نائب القائدة ، آمل أن تساعدني في توضيح التفاصيل “.
بدأت الزيرن شرحها بدعم من غوستاف.
بادئ ذي بدء ، تقع مدينة كالينشا على قمة التل ، كانت خاضعة للسيطرة المباشرة للعائلة الملكية وكانت محمية بجدران سميكة ، في الغرب ، في أعلى التضاريس ، توجد قلعة كالينشا.
كان القصد من ذلك إبعاد أنصاف البشر في حالة اختراق خط الدفاع الأول ، وفي الوقت نفسه كانت بالقرب من الطريق التجاري الرئيسي الذي يؤدي إلى الجنوب ، لذلك ، فهي مبنية بشكل أقوى من أي مدينة أخرى في المملكة المقدسة.
بالإضافة إلى ذلك ، كانت قلعة كالينشا ، التي نادرًا ما تُستخدم ، مبنية بقوة شديدة لتحمل الحصار.
تم احتجاز أمير الزيرن داخل أحد أبراج القلعة ، نظرًا لأنه مُحتجز في الجزء الأعمق من الأبراج المخصصة للدفاعات الأخيرة ، يمكن للمرء أن يقول إنه أصعب مكان للتسلل إليه في مدينة كالينشا.
لم يكن هناك حتى نوافذ ، من أجل الحماية من الهجمات الجوية ، والطريقة الوحيدة لدخول البرج هي من خلال ممر جوي ممتد من القلعة.
وحراس أقوياء يحرسون هذا البرج الآن ، وأحدهم هو فرد من عرق الـ فاه أونس والذين يستطيعون إستخدام عنصر الماء ، ولم يُسمح للزيرن بالاقتراب ، خِشية أن يحدث شيء لأميرهم إذا فعلوا ذلك.
ومع ذلك – بشرط عدم كشف خيانتهم – إذا رأى الحُراس الذين يحرسون البرج بشرًا – ليسوا على صلة بالزيرن – فلن يؤذوا الأمير ، في الواقع ، سيحمون الأمير بدلاً من ذلك ، هذا ما قصدوه باستعارة قوة البشر.
“لكن بمجرد أن يبدأ القتال الفعلي ، إذا كان الأمير لا يزال مسجونًا ، فلن يكون أمامنا خيار سوى قتلكم أيها البشر ، بما أن جميع زملائنا الذين تم إحضارهم إلى هذه الأرض موجودون… “
بدأت كلمات الزيرن تفقد تماسكها ، لكن الجميع فهم قصدها.
سيكون الوقت قد فات بحلول ذلك الوقت.
كانت هناك قيمة في إنقاذ الأمير لأن الزيرن كانوا أعداء للبشر ، إذا تم القضاء على الزيرن ، فلن تكون هناك حاجة لإنقاذ الأمير.
“سيكون الوقت قد فات لإرسال تعزيزات بمجرد بدء القتال ، لذلك ، فإن الطريقة الأكثر أمانًا وفعالية لإنقاذ الأمير هي إرسال مجموعة من النخبة المحاربين الذين سيتحركون خلسة قدر الإمكان ، مرافقة نيا باراجا ، أود منكِ أن تقودي هذه العملية “.
“لا أستطيع ، هذا مستحيل بالنسبة لي”.
ردت نيا على كاسبوند على الفور.
في العادة ، لن يتم التسامح مع مُخالفة أمر صادر من الأمير – الذي كان القائد الأعلى لها – سواء من حيث الانضباط العسكري أو الأعراف الاجتماعية ، ولكن في الوقت نفسه ، كان الأمر الذي أُعطيّ لها سخيف حقًا ، لقد كان ببساطة أكثر من اللازم بالنسبة لها ، بغض النظر عن نظرة المرء لذلك.
“علمت بأنكِ ستقولين ذلك ، ومع ذلك ، يا آنسة باراجا ، فإن هذا الأمر يعود عليكِ بفائدة كبيرة أيضًا ” ضيق كاسبوند عينيه وتابع:
“سوف يُزودوننا بمعلومات حول التلال ، ويُقدمون مُرشدين موثوقين لنا”
ابتلعت نيا.
عضت شفتها ، في محاولة يائسة لإخفاء عواطفها.
“…ما مدى مصداقية ذلك؟”
“بمجرد أن يتم إنقاذ الأمير ، سيقوم الزيرن المتواجدين في الداخل بالتمرد ويقومون بثورة ، وبهذه الطريقة ، سيكون تحرير مدينة كالينشا من قبضة أنصاف البشر أسهل بكثير ، إن هذا أفضل بالتأكيد من الحصار التقليدي ، وسنكون قادرين على أسر المزيد من أنصاف البشر ، يقول الزيرن أيضًا إنهم سيسألون السجناء لمعرفة المعلومات التي تريدينها “.
وأضافت الزيرن إلى كلمات كاسبوند: “لم أسمع التفاصيل الكاملة بعد ، ولكن يبدو أنكِ ترغبين في السفر إلى تلال أبيليون ، إذا قمتِ بإنقاذ أميرنا دون أن يصاب بأذى ، فإن جنسنا بأكمله سيكون مدينًا لك ، من قد يعترض على مشاركة ما يعرفه مع فاعل خير؟ بالإضافة إلى ذلك ، هذه المعلومات ليست شيئًا خاصاً “.
كانت حجة الزيرن غير قابلة للدحض على الإطلاق.
إذا رفضت سأكون خائنة لجلالة الملك وسأكون غير جديرة بالولاء له ، إذا تركت فرصة أن أكون مفيدة لجلالة الملك تُفلت من يدي لأنني خائفة…
بعد التفكير في الأمر بهدوء ، شعرت أن هذه أفضل فرصة لها ، ومع ذلك – لم يكن لدى نيا نية للإنتحار.
“من غيري سيذهب في مهمة لإنقاذ الأمير؟”
نظرت نيا إلى ريميديوس ، التي كانت صامتة طوال هذا الوقت.
“أنا لن أذهب ، ليست لدي مهارات للتسلل أو أي مهارات مشابهة”.
إذا قلتِ ذلك ، فماذا عني؟ ، فأنا أيضا لا أمتلك هذه المهارات ، فكرت نيا في ذلك ، ثم نظرت بصمت إلى كاسبوند.
“…طلبت منها أن تذهب معكِ عدة مرات ، لكنها استمرت في الرفض ، لذلك ، سوف تُرافقكِ تلك الأسيرة… لا ، تلك المتعاونة “.
“همف ، مصطلح الأسيرة سيفي بالغرض”.
“…قائدة”
“لا بأس ، نائب القائدة مونتانيز ، هل يمكنكَ إحضارها؟ “
أطاع مونتانيز الأمر وغادر الغرفة ، وأيضا غادرت مبعوثة الزيرن الغرفة ، يبدو أنهم لا يريدون أن يسمحوا للآخرين بمعرفة مع من يتعاملون.
عاد غوستاف بعد فترة قصيرة ، لكنه لم يكن وحيدًا ، كانت معه فتاة ملفوفة بطبقات من السلاسل ، فتاة لم ترها نيا من قبل ، بدت أصغر حجماً وأنحف من نيا.
كانت ترتدي وشاحًا يمزج بين اللون الأخضر الداكن والأصفر الرملي بتصميم معقد ، بالإضافة إلى زي خادمة غريب.
كانت ملامح وجهها رائعة ، وحتى الرقعة التي تغطي إحدى عينيها لم تُقلل من جمالها.
تذكرت نيا فجأة ما قالته إيفل أي ، ومع أنها كانت متأكدة تمامًا مَن هذه الفتاة ، إلا أنها قررت أن تسأل للإحتياط.
“أيها الأمير ، من هذه؟”
“…ألم تُخمني بالفعل؟ إنها واحدة من الخادمات الشيطانات اللواتي ظهرن في هذه المدينة “.
تَيَبَست نيا ، لقد خمنت ذلك بالفعل ، لكنها لم تستطع إلا أن تَنذهل ، كان مستوى صعوبتها 150 ، بعبارة أخرى ، كانت وحشًا بين الوحوش ، كائنة لا يستطيع البشر التغلب عليها كانت الآن تقف أمام عينيها.
ومع ذلك ، شعرت نيا أيضًا بشيء آخر أذهلها.
وهي حقيقة أنها ما زالت تشعر بمثل هذه الكراهية الشديدة أمام وحش لا تُهزم.
كيف يمكنها التمسك بمثل هذه المشاعر عند مواجهة كائنة متفوقة عليها بشكل هائل؟ هل كان ذلك بسبب أن هذه الخادمة الشيطانة لم تكن تشع بهالة من الخوف ، أم بسبب ولائها للملك الساحر؟
بغض النظر عن ذلك – غَرست نيا كراهيتها نحو الخادمة الشيطانة في أعماق قلبها ولم تدع تلك المشاعر تظهر.
إذا كانت غير حذرة ، فستبدأ في لومها بكونها أحد الأسباب التي جعلت ملكًا عظيماً مثل الملك الساحر يخسر أمام جالداباوث.
وضعت ريميديوس يدها على مقبض سيفها المقدس ، ولكن كاسبوند وغوستاف لم يفعلا أي شيء.
وبذلك إستطاعت نيا أن تستنج أن الخادمة الشيطانة لا تُشكل أي خطر ، وإلا فلن يسمحوا لها بالبقاء في نفس غرفة الأمير.
“…الفتاة القاتلة ، لا تخافوا ، في الوقت الحالي أنا لست تحت سيطرة جالداباوث ، ولكن تحت سيطرة آينز سما ، وأنا لن أهاجم”
“أنا لا أصدقك”
آينز سما ، إنزعجت نيا عندما قالت ذلك ، كما لو كانت تحاول رفض حقيقة أنها قالت ذلك ، ومع ذلك ، ردت عليها الخادمة الشيطانة بنبرة مسطحة.
“…ليس عليك أن تصدقيني ، فأنا أقول الحقيقة بكل بساطة “.
”آنسة باراجا ، يبدو أن جلالة الملك تمكن بطريقة ما من انتزاع السيطرة عليها من جالداباوث خلال المعركة “.
اتسعت عيون نيا.
هل نجح بالفعل في تنفيذ تكتيك غير قاتل مثل السيطرة عليها أثناء مقاتلة العديد من الخصوم – جالداباوث والخادمات الشيطانات؟
لم تكن نيا تعرف الكثير عن السحر ، ولم تكن تعرف مدى صعوبة تنفيذ مثل هذا العمل الفذ ، إذا احتاج المرء إلى مثال ، فسيكون مثل محاولة انتزاع المعدات من خصم قوي جدًا في منتصف القتال ، إذا كان الأمر كذلك ، فلا بد أنها كانت مناورة صعبة بشكل لا يصدق ولا يمكن إلا للملك الساحر أن يُنفذها.
نما إحترام نيا للملك الساحر أكثر فأكثر.
ومع ذلك ، أصبح لديها سؤالان الآن.
أرادت أن تصدق أنه إذا قام الملك الساحر بذلك ، فسيكون كل شيء على ما يرام ويمكنها قبول هذه الحقيقة ، ولكن هل كانت الخادمة حقا تحت سيطرة الملك الساحر؟ كان هذا هو السؤال الأول ، هل من الممكن أنها ليست تحت سيطرة الملك الساحر ، لكنها تتصرف بأوامر من جالداباوث لتتظاهر بأنها تحت سيطرة الملك الساحر؟
وبعد ذلك ، كان السؤال الثاني.
“أنا أفهم أنكِ مخلصة للملك الساحر ، لكن لماذا أنتِ هنا؟ هل لأنك مقيدة بالسلاسل؟ “
“…الأمر ليس كذلك”
بدأ الخادمة الشيطانة بإستعمال قوتها ، وأصدرت السلاسل السميكة صوت صرير مزعج.
“توقفي!”
عندما صرخت ريميديوس في الوقت المناسب مع نية قتل منبعثة منها ، توقف الصوت.
“…حتى أنا يمكنني كسر السلاسل العادية الغير مسحورة”
“إذن لماذا؟ لماذا لم تغادري هذا المكان وتذهبي لتكوني بجانب جلالة الملك؟ “
لقد سألت لأنها كانت تأمل أن تقودها الغرائز الشيطانية نحو الملك الساحر أو أن تكون على عِلم بمكان الملك الساحر بسبب مهارة السيطرة المُلقاة عليها ، وأجابت الخادمة الشيطانة بشكل قاطع:
“…لأنه أمر ، آخر أمر تلقيته منه كان مساعدتكم ، لذلك سأبذل قصارى جهدي طالما أن ذلك لا يعني موتي “.
“إيه!؟”
ذُهلت نيا.
…جاء الملك الساحر إلى هذا البلد لأجل الإستيلاء على الخادمات الشيطانات ، وَهُن كائنات ذوات قوة قتالية هائلة يُمكن أن يجعلن المملكة الساحرة أقوى ، في هذه الحالة ، كان ينبغي أن يكون أمره الأول للخادمة الشيطانة هو أن تعود إلى المملكة الساحرة ، لكن بدلاً من ذلك ، جلالة الملك… يا له من شخص رحيم… هل يوجد ملك آخر يمكن أن يتعاطف بشدة مع شعب بلد آخر؟ لا ، لا يوجد ، الإستثناء الوحيد هو الملك الساحر ، جلالة الملك هو العدل حقا! كم هو رائع! كنت على حق طوال الوقت!
أجبرت نيا نفسها على منع الماء من التسرب من عينيها.
“في هذه الحالة ، إلى ماذا تشير عبارة “طالما أن ذلك لا يعني موتي”؟”
“… إذا طلبتم مني مقاتلة جالداباوث فسأرفض ، سيكون من الصعب جدا الهروب إذا واجهته “.
هكذا إذن ، فهمت نيا ، لقد تحقق كاسبوند بالفعل من حقيقة كل ما قالته ، هذا هو سبب إحضارها إلى هنا.
“إذن هل ستذهب هذه الشيطانة معي؟”
“بالضبط ، مع أنني كنت أفكر في إرسالها إلى المملكة الساحرة كمبعوثة ، مقارنةً بذلك – أه – حسنًا ، بمجرد أن ينتهي الأمر ونحصل على معلومات يمكننا مقايضتها ، كنت أخطط أن أجعلها تنضم إلى فريق البحث الذي سنرسله ، هذا لأنه أمر خطير… و الأشخاص الذين ذهبوا مُسبقاً لم يجدوا أي شيء بعد ، لذلك يمكننا التأكد من أنه سقط في التلال “.
لم تكن تعرف لماذا كانت تعليمات كاسبوند غامضة للغاية.
ألقت نظرة خاطفة على وجه الخادمة الشيطانة ورأت أنه لم يتغير ، لم تبدو قلقة.
بالطبع ، قد لا تعرف هذه الخادمة الشيطانة ما حدث للملك الساحر ، وربما لم تستطع تخيل أن الملك الساحر كان في منطقة خطرة ، ومع ذلك ، فإن وجهها الفارغ جعل نيا غير سعيدة.
والأهم من ذلك ، هل يمكن أن تسمح لهذه الشيطانة بإستخدام مصطلح مثل “آينز سما؟”
لا ، بالطبع لا! غضبت نيا من ذلك ، حتى هي لم تخاطبه بهذه الطريقة الودودة.
“-آنسة باراجا؟”
“اه ، نعم!”
اوه لا! كان وجه نيا محمراً قليلاً ، يبدو أنها نَسَّت نفسها بسبب كرهها للخادمة الشيطانة.
“ما الخطب؟ هل هناك شيء ما يزعجك؟”
“اه كلا! ، ولكن لقد مرت ثلاثة أيام فقط منذ بدء عملية البحث ، لذلك أعتقد أنه قد يكون من التسرع بعض الشيء استنتاج أنه سقط هناك… “
“فهمت ، هذا منطقي ، ومع ذلك ، أليس من الأفضل أن نكون مستعدين لأي شيء؟ “
“هذا صحيح”
“حسنا ، في هذه الحالة ، أيتها الخادمة الشيطانة ، هذه هي المرة الثالثة التي أتحدث فيها معك ، اليوم الذي وجدناكِ فيه ، وبالأمس والآن “.
لم تقل الخادمة الشيطانة شيئًا ونظرت إلى كاسبوند.
“إذا طلبت منكِ الذهاب إلى مدينة كبيرة معينة لإنقاذ شخص مسجون هناك ، هل ستساعديننا؟”
“…كما قلت بالأمس ، سوف أساعد”
“آه ، جيد ، فهمت ، إذاً أعتذر عن هذا ، لكن هل تمانعين العودة إلى غرفتك؟ نائب القائدة مونتانيز ، يرجى أن ترافقها”.
قاد الخادمة الشيطانة بعيدًا ، وبدأوا في التحدث مرة أخرى بمجرد عودة غوستاف.
”آنسة باراجا ، على الرغم من أنني لا أعرف ما إذا كنت بحاجة إلى إخبارك بكل هذا ، ولكن امتلاك هذه المعلومات قد يعني الفرق بين النجاح والفشل عندما التسلل إلى مدينة كالينشا ، لذلك سأخبرك ببعض الأشياء ، أول شيء يتعلق بجالداباوث “.
أخبرها كاسبوند بما علموه من الخادمة الشيطانة.
وفقًا الخادمة الشيطانة ، لم تكن تعرف سوى القليل جدًا عن جالداباوث ، تقريبا لا شيء ، في الواقع ، لم تكن تعرف حتى القدرات أو الهجمات أو نقاط الضعف التي يمتلكها ، بالإضافة إلى ذلك ، لم تكن تعرف ما الذي كان يفعله جالداباوث الآن أو ما هو هدفه.
ومع ذلك ، قالت إنه سيحتاج إلى وقت طويل جدًا للتعافي من الجروح الخطيرة التي أصيب بها ، كان الأمر أشبه بكيفية استغراق إعادة ملئ خزان أكبر عندما ينخفض مستوى الماء داخله.
وهكذا ، بعد أن حصلت على معلومات عن جالداباوث ، و أنصاف البشر ، والشياطين الآخرين ، سألت نيا كاسبوند السؤال الذي أرادت أن تعرف إجابته أكثر من أي شيء آخر.
“هل يمكننا الوثوق بها؟”
“لا نستطيع ، من الأفضل أن نقتلها”.
أجابت ريميديوس بذلك.
قاومت نيا الرغبة في السؤال عما إذا كان بإمكانها التغلب على شيطانة مستوى صعوبتها 150 ، واستمعت إلى جواب كاسبوند.
“أجد صعوبة في الوثوق بها ، قد يكون هذا أحد مخططات جالداباوث ، قد تكون جاسوسة تم إرسالها في حالة ظهور شخص مثل مومون ، شخص يمكنه الوقوف في وجه جالداباوث “.
هذا هو السبب في أنهم طلبوا من مبعوثة الزيرن المغادرة قبل إحضار الخادمة الشيطانة ، وتحدثوا بشكل غير مباشر أمامها.
“كما قلت للتو ، سيكون من الأفضل أن نقتلها ، بهذه الطريقة سيكون هناك شيء أقل نقلق بشأنه “.
“فهمت ، قائدة كوستوديو ، هذا أحد الخيارات ، ومع ذلك ، فمن المحتمل جدًا أن تكون الخادمة الشيطانة بالفعل تحت سيطرة الملك الساحر ، ذلك لأنها لم تكذب بشأن المعلومات المتعلقة بجالداباوث ، لكنها ردت بأنها لا تعرف ، ومع ذلك ، لماذا لا تسأل عن الملك الساحر… أومو ، ومع ذلك ، لقد وافقت (يا ريميديوس) على تسليم الخادمات الشيطانات إليه ، وبما أنكِ فعلتِ ذلك ، فبمجرد أن يكتشفوا أننا قتلناها ، سيعتبرون بلادنا غير قادرة على الوفاء بوعودها ، وبمجرد حدوث ذلك ، لن ترغب أي دولة أخرى في مساعدتنا إذا حدث أي شيء لنا “.
“لقد قُتل بالفعل على يد جالداباوث”
عند سماع ريميديوس تقول ذلك ، خفضت نيا بصرها ونظرت إلى الأسفل وكافحت من أجل قمع غضبها ، بفضل ريميديوس ، شعرت أنها اكتسبت القدرة على التحكم بعواطفها بشكل أفضل.
“لا يمكننا التأكد من ذلك ، لهذا السبب أعتقد أننا بحاجة إلى استخدامها لإنقاذ أمير الزيرن كإختبار ، إذا خانتنا وسربت المعلومات ، فسيتم القضاء على الزيرن فقط ، وهذا من شأنه أن يُقلل من عدد أنصاف البشر ، وأيضًا سنكون قادرين على استئصال الجرذ بيننا* ، هاتان هما فائدتا هذا الخيار ، وبالطبع ، إذا نجحنا ، يمكننا ببساطة أن نبتهج ونفرح “.
(استئصال الجرذ: يعني أنهم سيكتشفون الخائن الذي يُسرب المعلومات ، وفي هذه الحالة هي الخادمة الشيطانة لأنهم لم يُقرروا بعد هل هي جدير بالثقة أو لا)
من فضلك لا تنسى حياة الشخص الذي سيقوم بالتسلل ، تمتمت نيا بذلك في قلبها.
“هل سألت الخادمة الشيطانة عن نقاط ضعفها؟ فإذا خانتنا ، فمن الأفضل أن يكون لدينا طريقة للتعامل معها؟”
“لم نسألها عن شيء كهذا”
ابتسم كاسبوند بمرارة ، وفعلت نيا الشيء نفسه.
حتى لو أخبرتهم ، فلن تكون هناك طريقة لتحديد ما إذا كانت تقول الحقيقة ، ولن يتمكنوا من معرفة ذلك بأعينهم أيضاً ، ومن الواضح أنهم لم يتمكنوا من إختبار ذلك.
“حسنًا ، لسنا نحن من نسيطر عليه ، ففي النهاية ، هي تساعدنا فقط لأن الملك الساحر أمرها بفعل ذلك “.
قال غوستاف ذلك ، ولكن في الحقيقة أدرك كل من كاسبوند و نيا ذلك بالفعل ، ربما كان هناك شخص واحد فقط لم تفهم.
“إذاً سيكون المتسللون أنا والخادمة الشيطانة ، هل تم اختيار شخص آخر؟ “
“في هذه المرحلة ، إذا لم يكن لديكِ أي شخص آخر توصي به ، فعندئذٍ ستذهبان بمفردكما”
نظرت نيا للحظة إلى كاسبوند لأنها اعتقدت أنه يمزح ، لكن وجهه كان جادًا.
“اسمحي لي أن أضيف إلى كلام الأمير ، عند القيام بعملية تسلل فمن الأفضل القيام بذلك بأقل عدد ممكن من ألا تعتقدين ذلك؟ ، لأن كثرة الأشخاص في عملية تسلل سيكون أمراً سيئاً ، وسيكونون أيضاً عقبة في الطريق ، ولهذا ليس لدينا من نرشحهم للذهاب معكما”.
مع أن تفسير غوستاف كان مقنعًا ، إلا أن نيا علمت أن هذا لم يكن السبب الوحيد.
كان ذلك بسبب حالة نيا باراجا.
كل شيء سيكون على ما يرام إذا سارت عملية الإنقاذ بشكل جيد ، ولكن إذا فشلت ، فإن كل ما سيخسرونه هي مرافقة أصبحت قريبة من الملك الساحر وتابعة للملك الساحر ، بالإضافة إلى ذلك ، لن يخسروا سوى القليل حتى لو خانتهم الخادمة الشيطانة ، كان وضعاً مثالياً لهم.
في هذه الحالة – هل كان كاسبوند يكذب عندما قال أنه طلب من ريميديوس الذهاب من قبل؟ ومن الممكن أيضًا أنه لم يفعل ذلك أصلاً ، وكان يحاول فقط تقليل الخسائر.
تنهدت نيا ، في هذه الحالة لا يمكن أن تكون هناك سوى إجابة واحدة لتقدمها ، كانت هذه فرصة جيدة لإظهار ولائها للملك الساحر.
“مفهوم ، أنا وهي – أملت من أنها ربما أنثى – الخادمة الشيطانة سنذهب معًا”
“اووه ، فهمت ، إذاً سنعتمد عليك “.
“نعم!”
“إذا سيُقدم لكِ نائب القائدة مونتانيز رسمًا تقريبيًا للمدينة ، جهزي نفسك قبل أن المغادرة ، أيضا ، تجنبي القتال في حالة تصادفتي مع الشياطين القريبين من جالداباوث “.
وفقا للخادمة الشيطانة ومعلومات الزيرن ، فإن جالداباوث لديه ثلاثة شياطين عظماء يعملون كأتباع له ، وهؤلاء الشياطين الثلاثة هم-
حاكم تلال أبيليون ، حيث يعيش أنصاف البشر.
القائد العام لغزو المملكة الجنوبية المقدسة.
المسؤول عن المدن الثلاثة الرئيسية ، والذي يتنقل بين مدينة كالينشا و ريمون و برارت.
إذا كانت غير محظوظة ، فسيكون الشيطان العظيم المسؤول عن المدن موجوداً.
قيل لهم أن الشيطان العظيم المسؤول عن المُدن لم يكن له رأس ، وكان جسده مثل شجرة ذابلة ، كان طوله مترين وليس له أجنحة أو ذيل ، كان له أيدي مخالب ، وكان جسمه النحيف يمتلك قوة لا يمكن تصورها ، ومع أنه يفتقر إلى الرأس ، إلا أنه قادرًا على الشعور بمحيطه ، وأيضاً يمكنه القراءة. (لم يتم تحديد هل هو ذكر أو أنثى ولكن أنا عرفته على أنه ذكر)
كشيطان ، كان لديه فسيولوجيا* شريرة حقًا.
(علم وظائف الأعضاء أو الفسيولوجيا هو علم دراسة وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية ويتضمن ذلك كيف تقوم الأجهزة العضوية ، والخلايا ، والجزيئات الحيوية بالعمليات الكيميائية والفيزيائية في الكائنات الحية)
بالمناسبة ، كانت العاصمة هوبيرنز تحت السيطرة المباشرة لـ جالداباوث ، وليس أتباعه.
“هل لي أن أعرف من هو الأقوى بينه وبين الخادمة الشيطانة؟”
“حسب كلمات الخادمة الشيطانة ، فهي لا تعرف”
أرادت أن ترى القدرة القتالية للخادمة الشيطانة مرة واحدة فقط ، وخاصة الأسلحة التي كانت بارعة فيها أو نوع القدرات الخاصة التي تمتلكها ، إذا لم تكن تعلم ذلك ، فقد يتعرضون لهزيمة غير متوقعة.
“الشياطين الثلاثة العظماء هم الجنرالات والحكام ، من المحتمل أن جالداباوث إعتقد أن أنصاف البشر غير مناسبين للعمل العقلي* ، لذلك يبدو أنه أنشأ نظام حكم ديكتاتوري ، ولهذا فإن الشياطين العظماء يتعاملون مع العديد من المهام الإدارية ولم يُعينوا أي خلفاء أو بدلاء ، إذا هُزموا ، فستكون تلك ضربة مدمرة لتحالف أنصاف البشر”
(العمل العقلي يعني غير أذكياء ولا يستخدمون عقولهم بحكمة للتعامل مع الأمور)
“وهذا من شأنه أن يُلبي شروط النصر التي حددتها ، أيها الأمير”
“أجل ، على الرغم من أن جالداباوث قد يتولى القيادة بنفسه بمجرد أن يتعافى من إصاباته… ولكن في الوقت الحالي ، لا أعتقد أنه سوف يجبر نفسه على تولي الأمور ، ومع ذلك ، مُجرد قطع الأذرع والساقين دون حتى الإضطرار إلى تحطيم الرأس سَيُمكننا من الإقتراب إلى النصر ، ولكن أولويتنا الرئيسية الآن هي الإنقاذ ، لذا تجنبي القتال إذا استطعت “.
“مفهوم”
“إذن… متى ستبدأ مهمة الإنقاذ؟”
“أخطط للإنطلاق في أقرب وقت ممكن ، ومع ذلك ، أود التحدث إلى الخادمة الشيطانة قبل ذلك “.
“فهمت ، إذاً ما رأيك بعد يومين من الآن؟ “
وافقت نيا ، وحصلت على إذن لمقابلة الخادمة الشيطانة ، بعد ذلك ، غادرت الغرفة.
مع أن هناك عبء ثقيل عليها لتتحمله ، إلا أن خطواتها كانت مفعمة بالحيوية ووجهها كان مليئاً بالإصرار ، لهيب الجنون الذي أصيبت به جراء الحادث الذي حدث مؤخراً وجد اتجاهًا جديدًا ، وأصبح ضوءًا ساطعاً أضاء طريقها.
كان لا يزال هناك شيء يمكنها القيام به ، وطريقها أدى إلى جلالة الملك ، عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة ، حتى السفر مع شيطانة خطيرة لم يكن شيئًا.
***
عاشت الخادمة الشيطانة في منزل متوسط الحجم مع حديقة ، ربما كان ينتمي إلى سكان المدينة الأثرياء في الماضي ، خلال الاستيلاء الوحشي على هذه المدينة ، تم تدمير جزء من الزخارف الجميلة ، وتم تحطيم التماثيل التي كان ينبغي أن تكون هناك ، ومع ذلك ، كان المنزل نفسه سليمًا ، ولا يبدو أن الهواء البارد في الخارج سيتسرب إليه.
ومع ذلك ، حتى المنزل الرخيص والبسيط لديه هذه الميزات ، تم إغلاق كل فتحة يُمكن اعتبارها نافذة بإحكام ، كما لو كان من فعل ذلك مصممًا على عدم السماح للهواء بالدخول أو الخروج ، كما لو أن هذا الشخص مصاب بالإرتياب.
بشكل عام ، كان هذا قفصًا ، مساحة معزولة ، كان مكانًا لشخص كانت إسمياً تابعة لكائن أوندد أو شيطان ، ولكنها كانت أيضًا تابعة لبطل جاء لإنقاذ المملكة المقدسة ، لقد كان مكانًا تم بناؤه للعديد من الأغراض ، مع الشعور بالخطر الوشيك والنفور الممزوج أيضًا.
مع أنها أرادت أن تسأل ما الذي ستفعله سلاسل ملتفة حول الخادمة الشيطانة ، إلا أن الملك الساحر لم يقدمها رسميًا بعد ، لذلك لا يمكن أن يكونوا مهذبين إتجاهها.
تم إصلاح الجدار المحيط بالمنزل بسرعة ، ولكن لم تكن هناك بوابة قابلة للإغلاق ، هل تمت مصادرة الفولاذ لأنه لم يكن هناك ما يكفي منه؟ ، ربما هذا هو سبب وجود مركز حراسة شُيِّد بسرعة بجانب البوابة وبدا أنه يشبه كوخًا مؤقتًا.
كان الرجل الواقف هناك رجل قوي المظهر يرتدي درعًا كاملاً ، سَلمت نيا للبالادين الذي تم تعيينه قائدًا لهذا المكان ، لفافة أعدها كاسبوند لها.
قام البالادين بفحص اللفافة بسرعة ، ثم أعادها إليها ثم سَلَم لها شمعداناً لأجل الإضاءة.
كان الوقت نهارًا ، لكن النوافذ المغطاة بألواح كانت تمنع الضوء من الدخول ، وفقًا للبالادين ، لم تكن الخادمة الشيطانة بحاجة إلى الضوء ، لذلك كان الظلام شديدًا في الداخل.
دخلت نيا من الباب ونظرت حول الحديقة المهجورة قبل أن تتجه نحو المنزل ، سارت على طريق حجري محطم ، وعندما وصلت إلى الباب الرئيسي ، أخذت نيا نفسًا عميقًا.
استخدمت الطرقة الموجودة على الباب وطرقت ، لكن لم يكن هناك رد ، ترددت نيا ، ثم جربت مقبض الباب ، كان مفتوحاً ، فتحت الباب ، ورأت الظلام المتواجد في الداخل ، لم يكن هناك صوت قادم من الداخل ، كان المكان صامتًا مثل الضريح.
بعد أن استجمعت عزيمتها ، دخلت نيا ، لم يكن هناك ضوء بالداخل ولا خدم ، في الوقت الحالي ، لم يكن هناك شيء في هذا المنزل سوى نيا و شيطانة مستوى صعوبتها يُقدر بـ 150.
عرق بارد مشى على ظهرها ، واهتزت الشمعة التي كانت تحملها ، يبدو أن كل شيء خارج الدائرة الصغيرة لضوء الشمعة قد غرق في الظلام.
“أنا نيا باراجا! انا هنا لرؤيتك! أين أنتِ!”
صرخت نيا في الظلام ، لكن لم يرد عليها أحد.
هل هي نائمة؟
صرخت مرة أخرى ، بصوت أعلى من قبل ، لكن لم يكن هناك رد.
جمعت نيا شجاعتها وتقدمت للأمام.
يتكون هذا المبنى من طابقين ، ويحتوي على العديد من الغرف ، وسيستغرق فحصهم جميعًا وقتًا طويلاً ، ومع ذلك ، حتى بدون القيام بذلك ، قد تتمكن نيا من سماع شيء بسمعها الحاد.
بدأت من الطابق الأول.
أعدت نيا نفسها للأسوأ وتقدمت خطوة للأمام-
“آه”
نادى عليها شخص ما من الجانب وظهر وجه في الضوء.
“إييييييييه!”
إرتجفت أكتافها ، وتراجعت دون وعي مُبتعدةً عن الوجه الذي ظهر.
اصطدم ظهرها بالجدار بصوت عال.
من غير الممكن أنها لم تستطع ملاحظتها ، لقد ظهرت بجانبها فجأة كما لو كانت قد مرت عبر الجدران.
“…شعرت بحالة جيدة بشكل مدهش” (هناك ترجمة أخرى تقول فيها: “يا له من إستجابة مذهلة”)
بعيون دامعة ، رأت أنها كانت الخادمة الشيطانة ، وهي تحدق بهدوء في نيا المذعورة.
“شيطانة لعينة…” إشتكت نيا.
هل كان “خاتم الإرادة الحديدية” عاجزًا عن منع الشعور بالفزع؟ كان قلبها ينبض مثل الطبل ، وشعرت أنه على وشك الإنفجار ، إذا كان هذا هو هدف الشيطانة-
لا ، لا يمكن…
“…لماذا أتيتِ هنا؟”
“جئت إلى هنا لأطلب منك شيئًا ، في غضون يومين ، نحن الإثنان… “
قد يكون من الخطير للغاية شرح العملية بالتفصيل لأنها لم تكن تعرف إلى أي مدى يمكنها الوثوق بها.
“…سنذهب في مهمة معينة”
“…مفهوم”
“لذلك أعتقد أنه يجب علينا تبادل المعلومات مع بعضنا البعض ومناقشة ما يمكننا القيام به…”
“…مشاركة المعلومات أمر مهم ، فهمت”
ما إذا كانت ستشارك المعلومات حقًا أم لا سيعتمد على المناقشة التالية.
“…حسنًا ، من هذا الطريقة”
تحركت الخادمة الشيطانة بخطوات سريعة ، وكأنها لا تهتم بنقص الضوء ، يبدو أن البالادين الذي إلتقت به في وقت سابق كان يقول الحقيقة.
عندما اتبعتها نيا من الخلف، نظرت إلى الجزء الخلفي من الخادمة الشيطانة.
كانت فتاة جميلة تثير أطرافها النحيلة ووجهها الجميل رغبة في الحماية لدى الآخرين.
ومع ذلك ، بالنسبة لنيا التي تعرف الحقيقة بدا الأمر وكأنه تمثيلية.
السلاسل التي كانت مقيدة بها في غرفة كاسبوند لم تكن موجودة عليها الآن ، ومع ذلك ، لم يكن هناك معنى للسلاسل منذ البداية ، تم صنع هذه الشيطانة ببساطة على شكل فتاة بشرية ، ولكن الحقيقة كانت هي أنها وحش يمكنها تجاوز التنانين.
عندما فكرت أنها قد تموت إن رَبَتَّت عليها فقط ، بدأت معدتها تؤلمها.
“أنا هشة للغاية ، لذا من فضلك كوني لطيفة معي”
عندما سمعت نيا تُتَمتم بهذه الكلمات دون تفكير واعٍ ، توقفت الخادمة الشيطانة في مكانها ، ثم استدارت وقالت ، “فهمت” حتى عيون نيا لم تستطع رؤية أي تغيير في تعبيرها ، عدم معرفة ما تفكر فيه هذه الشيطانة جعلها مضطربة بعض الشيء.
استمروا في السير حتى وصلوا إلى غرفة الاستقبال.
لم يكن هناك سوى شمعة واحدة لأجل الإضاءة.
“…اجلسي” ، أشارت إلى المقعد المقابل ، وجلست نيا.
“…مشروب”
أخرجت فجأة زجاجة من السائل البني ، كان الأمر تمامًا مثل الطريقة التي أخرج بها الملك الساحر الأشياء.
بينما كانت نيا تراقب والمفاجئة تعلو وجهها ، أزالت الشيطانة الغطاء وأدخلت قشة ، كانت القشة مصنوعة من مادة غريبة تبدو لينة وصلبة في نفس الوقت.
كانت تأمل ألا يكون السائل ذو اللون الداكن سُمًا ، سيكون الأمر فاجعاً للغاية إذا نسيت عن غير قصد أن ذلك ضار بالبشر.
ومع ذلك ، إذا كانت حقًا تابعة للملك الساحر ، فلن تكون قادرة على الرفض ، شجعت نيا نفسها وبدأت في الشرب.
وضعت الشراب في فمها وذاقته بلسانها.
لم يكن مُرًا كما توقعت ، ولم يكن لاذعاً أيضًا-
انه حلو!؟ ما هذا!
أخذت نيا رشفة واحدة تلو الأخرى ، مع أن الشراب كان لزجًا وتحتاج إلى بعض الجهد لإمتصاصه ، إلا أنه كان رائعًا ومنعشًا ولذيذًا.
“…بنكهة الشوكولاتة ، السعرات الحرارية مرتفعة بعض الشيء… حوالي 2000 ، لكن لا تقلقي ، إن تناول الطعام الجيد والحصول على الدهون هو طموح عزيز للمرأة ، وفقًا لشخص عظيم معين “.
أدى التغيير في النبرة إلى جعل نيا تنظر إلى وجهها مرة أخرى ، لكنها كانت لا تزال بلا أي تعابير.
جعلتها عبارة “شخص عظيم” تفكر في الملك الساحر ، لكن نيا شعرت بأنها كانت تشير إلى شخص آخر.
“…تريدين المزيد؟”
“أجل”
شربت نيا الشراب دفعة واحدة وشعرت ببعض الأسف ، وربما الخادمة الشيطانة لاحظت ذلك ، وأعطتها المزيد.
كانت نيا فتاة أيضًا – على الرغم من أن الأورك تساءلوا عما إذا كانت أنثى – وكان من الصعب عليها أن تمد يدها لشيء يجعلها سمينة ، ومع ذلك ، كان هذا المشروب في وعاء صغير ، مما يعني أنه لم يكن هناك الكثير منه ، إن الإكثار من تناول أي شيء يجعل المرء سمينًا ، لذلك كل ما كان عليها فعله هو أن تأكل كمية قليلة من العشاء من أجل الموازنة.
ليس لدي أي فكرة عن ماهية هذه السعرات الحرارية أو ماذا يمكن أن تفعل 2000 ، لكنها قالت إنها قليلة ، لذلك يجب أن يكون الأمر على ما يرام.
كانت حلاوة الشراب مختلفة تمامًا عن حلاوة الفاكهة أو العسل ، هذه المرة ، سوف تتذوق النكهة وهي تشربه.
أخذت رشفة-
“آه! لا ، هذا ليس سبب مجيئي ، جئت للحديث “.
“…مم”
حثت الخادمة الشيطانة ، التي كانت تشرب من القشة ، نيا على الاستمرار في الكلام بعينيها.
“إيه ، حسنًا ، أولاً ، إذا كان لديكِ إسم ، هل يمكنكِ إخباري به؟ أنا نيا باراجا ، لكن يمكنك مناداتي كما تشائين”.
وفقًا لـ إيفل أي من فريق الوردة الزرقاء ، كانت كل خادمة مختلفة تمامًا عن الأخرى من حيث المظهر والمعدات ، في الواقع ، كانت الخادمة الشيطانة التي رأتها خلف جالداباوث عندما إقتحم غرفة كاسبوند سابقاً مختلفة تمامًا عن هذه ، ربما هناك أسماء مختلفة لأنواع مختلفة من الخادمات الشيطانات ، مثل العفاريت والعفاريت العمالقة.
على الرغم من أنه قد لا تكون هناك حاجة لمعرفة اسمها الشخصي والعرقي ، ولكن إذا كانت الخادمة الشيطانة حقًا تابعة للملك الساحر ، فعندئذٍ كمرافقة ، سيكون من الأدب معاملتها بكل اللباقة الواجبة.
“…بووهاا ، نادني بـ شيزو ، سأناديكِ بـ نيا “.
“شيزو؟”
توقعت نيا أن يتم مناداتها بـ “البشرية” ، لذلك كانت متفاجئة إلى حد ما.
شيزو هل هو إسمها الشخصي؟ أو إسم عرقها؟ حسنًا ، لا بأس بكلا الأمرين…
“هل هذا اسمكِ الشخصي؟”
“…إسم شخصي؟ سؤال ممتاز ، نعم ، إسم شخصي”
“آه ، المعذرة ، أنا لا أعرف الكثير عن الشياطين… “
“…مم ، الشياطين… هاه ، هذا… مم “
بدا أن شيزو تُتمتم ، بالطبع استطاعت نيا سماع كل ذلك ، لكن بما أنها كانت تتحدث مع نفسها ، قررت ألا تنتقدها.
“حسنًا ، شيزو ، ما الذي تستطيعين القيام به؟ وأيضا ، كان هناك العديد من الخادمات الشيطانات ، فلماذا اختارك الملك الساحر؟ “
“…أنا جيدة في الهجمات ذات المدى البعيد ، وأيضًا لأنني كنت أفضل MVP “.
(Most Valuable Player :MVP: اللاعب الأكثر قيمة: تُستخدم في الأصل في الرياضات الجماعية لتكريم لاعب واحد لتميزه في تغيير قواعد اللعبة)
(تقدرون تقولون أنو هي أكثر وحدة تميزت في تلك المعركة التي دارت بينهم)
“الأفضل؟ ااه ، إذاً في ذلك الوقت كنتِ الخصم الأكثر إزعاجًا للملك الساحر ، أليس كذلك؟ “
ضحكت شيزو ، ومع ذلك ، وجهها لم يتغير ، ومع ذلك ، كانت نيا تتمتع بعيون حادة ، وقد تمكنت من رؤية تعبيرها المخفي بعد مراقبتها بعناية.
كان هناك تغيير طفيف للغاية في تعبيرها – بدت فخورة.
في نفس الوقت ، شعرت نيا بالارتياح ، يبدو أنه لم يتم السيطرة عليها بسهولة لأنها كانت الأضعف.
“يمكنني استخدام أسلحة بعيدة المدى أيضًا ، لكنني لست جيدًا في القتال القريب… لذلك ليس لدينا شخص ليكون في الطليعة (المقدمة)”
شربت شيزو مشروبها في صمت.
“هل لديكِ أي أفكار؟”
“…ما هي مهمتنا؟”
“التسلل إلى مدينة وإنقاذ شخص مهم”
لم تستطع ذِكر كلمة الزيرن بعد.
“…إذاً نحتاج إلى القدرة على التحرك خلسة ، من الأفضل ألا يكون الطليعة صاخباً يُصدر الكثير من الضوضاء “.
“نعم هذا صحيح”
“…هل يمكنك التحرك بهدوء ، نيا؟”
“لقد تلقيت بعض التدريب ، لذلك ربما أكون أفضل من ذي قبل ، ومع ذلك ، أنا لست واثقًا تمامًا من نفسي “.
“… هل يمكنك إلقاء تعاويذ مثل 「الإختفاء」 أو هل لديكِ عناصر سحرية يمكنها القيام بذلك؟”
هزت نيا رأسها.
“…فهمت ، اعملي بجد إذن “.
“نعم سأفعل ، إذن…”
هل يمكنها أن تثق حقًا بشيزو؟ هل يمكنها أن تُصدق حقًا أنها تحت سيطرة الملك الساحر؟
إذا كانت شيزو لا تزال تابعة لـ جالداباوث و تتظاهر بأنها تابعة للملك الساحر من أجل التجسس عليهم ، فإن إخبارها عن مهمة إنقاذ أمير الزيرن سيكون أمرًا سيئًا للغاية ، ومع ذلك ، من المحتمل جدًا أن الملك الساحر قد انتزعها من قبضة جالداباوث وسيطر عليها ، في هذه الحالة ، فإن عدم الثقة بها بشكل كافٍ سيؤدي إلى التخلص من أفضل أوراقها الرابحة.
وهكذا ، تكلمت بتوتر وتردد.
“في هذا المكان ، من واجبي أن أكون مرافقة الملك الساحر”
لم يتحرك وجه شيزو المنحوت الجميل.
“…لقد سمعت عن ذلك ، قال لي أن لديها عيوناً شريرة ، ثم أقرضكِ القوس ، المصنوع بتقنية الرون ، أرِنِي إياه”
دقت أجراس الإنذار في ركن من أركان عقلها ، بدا جالداباوث مهتماً جدًا بالسلاح (المصنوع بتقنية الرون) أيضًا ، ومع ذلك ، إذا كانت شيزو تابعةً حقًا للملك الساحر ، فلن تتمكن من الرفض.
سلمت نيا قوسها ، وإستلمته شيزو ، ومع ذلك ، نظرت إليه لفترة وجيزة فقط وأعادته إلى نيا.
“قوس جيد جداً ، يجب أن تدعي الكثير من الناس يروه”.
قالت لها تلك الجملة بهدوء ، لذلك شعرت أنها كانت تقرأ شيئًا ، ومع ذلك ، ربما كانت تتخيل لأن شيزو لم تكن تنظر إلى القوس بإهتمام ، ففي النهاية ، لقد تحدثت بهذه الطريقة منذ أن قابلتها لأول مرة.
“شكرًا لكِ ، اه نعم ، بشأن ما سيحدث بعد إنتهاء المهمة- “
مد شيزو يده لمقاطعة نيا.
“يجب أن تدعي الكثير من الناس يروه”
لماذا هي مُصِّرة على هذا؟ ، لاحظت شيزو الحيرة على وجه نيا ، وإستمرت في الكلام:
“لقد أقرضك سلاحًا ممتازًا مصنوعاً بتقنية الرون ، يجب أن تنشري عظمة آينز سما “.
إرتعشت نيا عندما قالت كلمة آينز ، ولذا كان عليها توضيح ذلك لها.
“جلالة الملك”
شعرت نيا من وجه شيزو الخالي من التعابير أنها لم تكن واضحة بما فيه الكفاية ، وأضافت:
“ناديه بـ ” جلالة الملك ” ، من المألوف* جدا مناداته آينز سما ، ألا تظنين ذلك؟”
(تقصد أنهم ليسوا قريبين جدا من بعضهم البعض كفاية لكي تناديه بـ آينز)
هذه المرة ، كان وجه شيزو هو الذي ارتعش قليلاً ، لا ، كان وجهها لا يزال خاليًا من التعابير ، لكن نيا كانت متأكدة من أن تعابير وجهها قد تغيرت.
“إنه ليس مألوفًا جدًا”
“لا ، بل الأمر كذلك ، في العادة ، لن تخاطبيه بإسمه ولكن بلقبه ، لم يمر وقت طويل منذ أن أصبحتِ تابعة له… لماذا يبدو وجهك هكذا؟ “
“لا شيء ، ومع ذلك ، أريد مناداته بـ آينز سما وليس جلالة الملك “.
هل كان التعبير الذي رأته بشكل غامض وراء ذلك القناع الفارغ نظرة شفقة ، أم كان تعبير تفاخر؟ حتى نيا لم تفهم ، لكن ذلك جعلها غاضبة ، جاءت هذه الوافدة الجديدة ذات البشرة السميكة من العدم ، وحقيقة أنها تحاول التقرب من الشخص الذي تُبجله جعلها غير سعيدة للغاية.
قررت نيا عدم التظاهر بعد الآن ، مع أنها أرادت أن تتصرف كمرافقة والتعامل معها بأدب كشخص من المملكة المقدسة ، إلا أنها قررت أن تتخلى عن ذلك ، لا يهم ما إذا كانت تتعامل مع وحش قوية و لا مثيل لها ، ولكن كان عليها أن توضح شيئًا واحدًا.
“شخص مثلك-“
“قيل لي أن أفعل ذلك من قبل آينز أوول غون سما ، لقد قال لي نادني بـ آينز سما “
“إيه؟”
“لذا يمكنني مناداته بـ آينز سما ، أنا استطيع منادانه بذلك”
ارتجف جسد نيا لأن المعنى المخفي في كلامها كان “أنا أستطيع مناداته بذلك ولكن أنتِ لا تستطيعين”.
لا ، إنها شيطانة يتم السيطرة عليها من قِبل الملك الساحر ، ربما كان من الطبيعي أن تتمادى إلى هذا الحد.
“لا ، ذلك مستحيل ، أنتِ ، لا بد وأنكِ تكذبين ، أنت تكذبين مثل الشيطان ، كيف يمكنه أن يشرح لكِ مثل هذه التفاصيل في منتصف قتال مميت؟ “
هزت شيزو رأسها كأنها تقول “اووه ، يا للإزعاج”
“أمر مؤسف ، لكنها الحقيقة أيضًا ، حسنًا ، أعلم أنكِ مصدومة ، انا أتفهم ذلك جيداً ، ومع ذلك ، إذا إجتهدتِ ، فستتمكنين يومًا ما من مناداته بـ آينز سما أيضًا ، إعملي بجد من أجل ذلك”
“-شيزو”
“…نيا ، من واجب السلف تعليم من يأتي بعده “
(السلف يعني الشخص الأقدم أو الأكبر)
مع أن ما قالته أمر جيد ، ولكن ألم تأت شيزو بعدها؟ ومع ذلك ، فإن حقيقة أنها تستطيع مناداته بـ آينز سما جعلها تشعر أنها ربما كانت الأكبر بالفعل ، كان من الصعب بعض الشيء قبول ذلك ، لكن-
“أريد أن أشكرك”
“…لا داعي لذلك ، يجب على المرء أن يظهر اللطف مع أولئك الذين يعرفون عظمة آينز سما “.
اتسعت عيون نيا ووجها مليئ بالدهشة ، لم تصبح تابعة له إلا لمدة قصيرة ، فكيف اكتسبت هذا الاحترام؟ لا ، لقد أثبت هذا ببساطة مدى عظمة الملك الساحر.
“نعم هذا صحيح ، أنا أعرف جيدًا كم هو عظيم جلالة الملك “.
بعد أن أجابت نيا ، نظر الاثنان إلى بعضهما البعض لفترة.
كانت شيزو أول من تحركت.
مدت يدها اليمنى بسرعة ، واستجابت نيا على الفور وبدون تردد.
مع أن نيا إنزعجت من حقيقة أن شيزو لم تخلع قفازها ، إلا أن الاثنان تصافحا على الطاولة.
بالنظر إلى مقدار تبجيلها للملك الساحر ، يبدو أنها حقًا تحت سيطرة جلالة الملك ، لولا ذلك لما نادته بـ آينز سما ، لكنها بدلاً من ذلك كانت ستناديه بـ جلالة الملك مثلي ، حتى لا تبدو غريبة.
هل هي ساذجة؟ ومع ذلك ، في هذه المرحلة ، كانت نيا واثقة جدًا من أن ولاء شيزو كان حقيقيًا ، تمامًا مثل تِرسين متطابقان ، كان بإمكانهما فهم بعضهما البعض لأن الاثنان كانا رفقاء يعبدان نفس الإله.
“…بالمناسبة ، من السهل التوافق معك ، كبشرية ، لديكِ مستقبل مشرق ، نيا “.
“لدي مشاعر مختلطة للغاية حول التوافق مع شيطانة ، نحن نتحدث هكذا لأنكِ تقولين الحقيقة حول مدى عظمة جلالة الملك “.
هم همم ، أومأ شيزو.
“…مع أنني أشعر أنه لا يهم ما يحدث لنيا ، إلا أنني سأعيدك بأمان إلى هذا البلد ، أعدك”
“شكرًا لكِ”
كان امتنان نيا صادقًا ومباشرًا ، تصنيف مستوى شيزو هو 150 ، كانت في مستوى حيث حتى فريق الوردة الزرقاء سيتعرضون لضغوطات شديدة للفوز ضدها ، كان من الصواب أن تكون ممتنة لحماية هذه الشيطانة لها ، كان هذا صحيحًا بشكل مضاعف إذا كانت تابعة للملك الساحر ، على الرغم من أن هناك شيئًا واحدًا كان عليها توضيحه معها.
“…هل يمكنك أن تقسمي بإسم الملك الساحر؟”
رفعت شيزو يدها ، كما لو أن تم إستدعاها من قِبل مدرس.
“أنا أقسم بإسم الأسمى ، آينز أوول غون سما… ومع ذلك ، إذا مِتِ وأعيد إحيائك ، فلا يزال هذا يعتبر وفاءً لكلامي ، أليس كذلك؟”
“آمن…؟ لا ، أعتقد أن هذا مختلف قليلاً… “
نظر الاثنان إلى بعضهما البعض.
بالنسبة إلى نيا ، كان هناك فرق كبير بين “آمن” و “العودة إلى الحياة بعد الموت” ، ومع ذلك ، كان ذلك ضمن حدود ما يمكنها التنازل عنه.
“إذا لم تصبحي شيطانة أو أوندد ، وعدتي للحياة كبشرية ، فذلك يُحتسب ، أليس كذلك…”
“…لا بأس بذلك… حسنًا”
كان هناك تغيير طفيف في صوت شيزو ، والذي كان رتيبًا طوال هذا الوقت ، بدت وكأنها متحمسة ونشطة الآن.
“…مع أنكِ لستِ ظريفة ، إلا أن هذا من أجلك خصيصًا”
أخرجت شيزو شيئًا ما وتحرك إلى جانب نيا ، ثم ضغطت بشيء ما بقوة على جبين نيا.
“إيه !؟ ماذا!؟ ما هذا!؟”
فوجئت من هذا التصرف الذي لا يمكن تفسيره ، وحاولت يائسة أن تنزعه ، لكنها لم تستطع ، كان الشيء الذي أُلصق بها عالقاً بشدة لدرجة أنه لن يتزحزح ، كان الأمر مخيفا للغاية.
“ما هذا! إيه! لحظة! أنا خائفة!”
“…لا بأس لن يضر وهو ليس شيءً مخيفاً ، أنظري”
أظهرت لها شيزو شيئًا يحمل الرقم 1 وتصميمًا غريبًا – ربما كان حرفًا – عليه ، كان مصنوعاً من نوع من الورق الذي يتلألأ ببريق مخيف وكان الورق الموجود على رأسها زلقًا بالمثل ، كانت قد سمعت عن التمائم ، فهل كان هذا نوعًا من التمائم والذي يُستخدم كوسيط سحري لهذا الفن؟ سواء كان الأمر كذلك أم لا ، لم يكن بإمكانها إعطاء عنصر تافه مثل هذا ، لذلك يجب أن يكون نوعًا من العناصر السحرية ، كان هذا ما جعل جسد نيا يقشعر ، ماذا لو لم تستطع إزالته لبقية حياتها؟
“لماذا كان عليك لصقه على جبهتي! ألا توجد أماكن أفضل لوضعه!؟ “
“…مم ، مثل أخت صغيرة”
“إيه !؟” على الرغم من أنها سمعت شيئًا صادمًا للغاية ، إلا أن هناك شيء أكثر أهمية كان يجب القيام به.
“على أي حال ، اخلعيه عني ، على الأقل ألصقيه على ملابسي أو في أي مكان آخر! “
“…ما باليد حيلة”
أخرجت شيزو زجاجة صغيرة ووضعت قطرة من شيء على جبين نيا ، بعد ذلك ، تم نزع الجسم العالق بإحكام على جبينها بسهولة ، كما لو أنه لم يتم تثبيته على الإطلاق ، أمسكته ، ونظرت إليه ، ورأت أنه هو نفسه الذي أرته لها شيزو للتو.
“…الملصقات ، يجب لصقها في مكان واضح “
يبدو أنها ستضطر إلى لصقه ، إن جعل شيزو تغضب لن يجدي نفعاً ، لذلك فعلت نيا ما قيل لها.
“نعم…”
“…هل انتهينا؟”
“إيه؟ آه ، لا ، بعد هذا ، أردت التحدث عن العثور على جلالة الملك ، آه ، لا ، للترحيب به مرة أخرى… “
“…سأذهب أيضًا… نحن بحاجة إلى الكثير من التحضير ، بعد إنتهاء كل شيء “.
“حقًا؟”
“…أعدك ، لكنني آمل أن نتمكن من تخصيص بعض الوقت لإنهاء خريطة تلال أنصاف البشر “.
“هذا صحيح ، إيه ، أنصاف البشر؟ “
بعد لحظة من موافقتها ، ظهر سؤال فجأة في قلبها ، في الوقت الحالي ، لم تخبرها بأي شيء ، ومع ذلك ، لماذا استخدمت فجأة كلمة “أنصاف البشر”؟
هل من الممكن أنها… سمعت عن سقوطه في التلال من الأمير كاسبوند؟
“…ما الخطب؟”
“إيه ، أم… فهمت ، سأتحدث إلى كبار المسؤولين “.
“…سررت بلقائك ، نيا”
“أنا أيضاً ، شيزو”
على الرغم من أنها كانت لا تزال منزعجة من الملصق الذي وُضِع عليها ، إلا أن نيا مدت يدها ، واستجابت شيزو لها ، و تصافح كلاهما مرة أخرى.
” أنت لا تعتقدين أن جلالة الملك قد مات ، أليس كذلك يا شيزو؟”
اتسعت عيون شيزو.
“…ماذا قلت للتو؟”
“في الواقع ، سقط جلالة الملك في الشرق ، ولم تكن هناك أي أخبار عنه بعد ذلك… نظرًا لأن جلالة الملك يمكنه إلقاء تعاويذ الإنتقال الآني ، فإن حقيقة أنه لم يعد حتى الآن تجعلني أعتقد أن شيئًا ما قد حدث له… إذن … ماذا لو أن… جلالة الملك…”
تألمت كلما تحدث عن ذلك أكثر ، ترددت ، لأنها إذا قالت ذلك ، فقد يتحقق ذلك.
ردت شيزو على ما قالته نيا ، بما كان مفاجئًا على الأرجح.
“…إنه بخير ، إنه ليس ميتًا ، سيطرته عليّ دليل على ذلك ، همم؟… لماذا تبكين؟ “
كانت دموعها تتدفق بشكل لا إرادي.
الملك الساحر على قيد الحياة حقًا.
لقد اعتقدت حقًا أنه لم يمت ، لكن في بعض الأحيان ، القلق الذي يظهر فجأة في عقلها جعلها غير قادرة على النوم ، العديد من الناس أخبروا نيا أن الملك الساحر بخير ، لكنهم جميعًا بدوا وكأنهم كانوا يحاولون فقط تهدئتها ، لمحاولة التخلص من مخاوفهم ، وليس لأنهم صدقوا ذلك حقًا.
لكن في هذه اللحظة ، أخبرها أحدهم بذلك بثقة ويقين مطلقين ، ذلك ، وكانت شيزو هي الدليل على أن الملك الساحر كان على قيد الحياة ، وهذا سمح لنيا بالاسترخاء أخيرًا.
كان الشعور بالارتياح ، مثل الطفل الضائع الذي عثر على والديها ، هو الذي جعل نيا تبكي.
أخرجت شيزو قطعة قماش وكان بنفس تصميم وشاحها – ربما كان منديلًا – وغطت وجه نيا به ، ثم فركت بقوة ، لم تكن عنيفة بقدر ما كانت عديمة الخبرة ، لكن المكان الذي كانت تفرك فيه كان يؤلمها كثيرًا.
سحب شيزو المنديل بعيدًا ، وامتد مخاط نيا بين المنديل ووجها وتشكل جسر من المخاط.
“…هناك مخاط عليه… هذا صادم للغاية “
بعد سماع صوت شيزو المروع بشكل واضح ، كانت هناك نظرة لا توصف على وجه نيا.
لذلك ، أخرجت منديلاً من جيبها وكسرت جسر المخاط.
“…سأغسله”
“…مم”
الجزء 2
لم يكن الوصول إلى قلعة كالينشا أمرًا صعبًا.
كل ما كان عليهم فعله هو الاختباء في البراميل والانتظار حتى يتم تهريبهم كبضائع ، سيكون هناك فحص ، بالطبع ، ولكن كانت هناك براميل أخرى – ثمانية في المجموع – إلى جانب البراميل التي اختاروا الإختباء فيها ، لذلك كل ما كان عليهم فعله هو السماح للمفتشين بفحصها بدلاً من ذلك ، ترجع حقيقة أنهم تمكنوا من تجاوز الأمن بمثل هذه الإجراءات البسيطة إلى الطبيعة المتنوعة لتحالف أنصاف البشر.
جاء كل أنصاف البشر من ثقافات مختلفة ولديهم أعراف اجتماعية مختلفة ، إذا كان لديهم أي شيء مشترك ، فهو أن القوة القتالية تعني كل شيء ، لذلك ، عندما يُظهر الفرد قوته الجبارة ، فإنه عادة ما ينجح ، ويتم التسامح معه على التجاوزات البسيطة التي يقوم بها ، بالنسبة إلى أنصاف البشر ، تُحدد قوتهم الشخصية قدرتهم على العنف ، وبالتالي ، مرتبتهم الاجتماعية ، أولئك الذين في أسفل هرم القوة لم يكن لديهم خيار سوى الإنصياع.
لذلك ، يمكن لـ الزيرن القوي أن يضع حدًا لفحص البضائع من خلال إلقاء نظرة قاتلة على المفتشين.
وفي نهاية المطاف ، كان هناك صوت عالٍ حيث تم وضع البراميل على الأرض.
بعد ذلك ، ضرب أحدهم الجزء العلوي من البرميل.
كانت هذه إشارة إلى أنهم وصلوا إلى وجهتهم ، كما هو مخطط ، عَدَّت نيا ثلاث دقائق في صمت بينما كانت تستمع إلى الزيرن المسؤول عن نقلهم يفتح الباب ويغادر.
بعد مرور ثلاث دقائق ، دفعت نيا الغطاء ، مع أن قطع اللحم النيئة الكبيرة لم تسقط عندما مال الغطاء ، إلا أن القطع الصغيرة سقطت على نيا ، تم بناء هذا البرميل بقاع زائف ، كانت نيا أسفل الغطاء الداخلي واللحم الطازج فوقها.
كان السبب في امتلاء البراميل باللحوم الطازجة وليس الخضار أو الحبوب هو استخدام رائحة الدم لإخفاء رائحة نيا وشيزو.
مع أن نيا وجدت أنه من غير المريح أن تُنقع في الدم وعصائر اللحوم ، إلا أنها شعرت بالسعادة لعدم استخدام أي من الإجراءات المضادة التي أعدوها في حال فشلت خطة التسلل.
رفعت نيا ببطء غطاء البرميل ونظرت إلى الخارج.
نظرت حول الجزء الداخلي المظلم من الغرفة – كان هناك ضوء خافت ربما كان توهجًا من عنصر سحري – وبعد التحقق من عدم وجود أحد حولها ، خرجت نيا ببطء من البرميل.
كانت هناك جميع أنواع المواد الغذائية والجرار (جمع جَرَّة) على أرفف غرفة التخزين هذه ، كان هناك أيضًا العديد من البراميل مثل تلك التي تم إحضارها هنا مؤخرًا.
استغرق الأمر الكثير من العمل ، لكنها تمكنت من الخروج بأمان ، من أجل تسهيل العودة إلى الداخل ، تركت الغطاء واقفاً داخل البرميل.
سيحتاجون إلى استخدام هذه البراميل للهروب بعد إنقاذ أمير الزيرن.
شيزو ، المتسللة الأخرى ، قد نجحت للتو من الخروج من البرميل الخاص بها ، كانت أقصر من نيا ، لذلك كان الخروج من البرميل الكبير أكثر إرهاقًا ، ومع ذلك ، كانت قدراتها الجسدية تفوق بكثير قدرات نيا وحتى ريميديوس ، لذلك تمكنت من الخروج بنفسها قبل أن تتمكن نيا من مساعدتها.
“شيزو سان”
“…همم؟”
“هناك لحم عالق في شعرك”
بدت شيزو غير سعيدة ، مع أن تعابير وجهها لم تتغير ، إلا أن هذا لا يعني أنها لم تكن لديها أي مشاعر ، إما بسبب أنها كانت مع شيزو طوال هذا الوقت أو لأن نظر نيا كان ممتازًا ، أو ربما كان النظر إلى الملامح العظمية للملك الساحر طوال هذا الوقت قد شحذ قدرتها على التدقيق في الآخرين ، لكن نيا كان لديها فهم تقريبي لما شعرت به شيزو.
حاولت شيزو بسرعة نزع قطع اللحم الصغيرة من شعرها ، لكن قطع اللحم كانوا عالقين في الخيوط الموجودة على مؤخرة رأسها ولم تستطع نزعهم.
لقد طُلب مني قص شعري وجعله أقصر لأن العدو يمكن أن يُمسك* الشعر الطويل أثناء القتال ، ولكن يبدو أن هناك العديد من العيوب الأخرى.
(هناك ترجمة أخرى تقول أن الشعر الطويل يُمكن أن يكون عائقا أثناء القتال)
ذهبت نيا إلى جانب شيزو ونزعت كل قطع اللحم ورمتهم في البرميل.
“…شكرًا… لا أريد التسلل بهذه الطريقة مرة أخرى “
“سيتعين علينا القيام بذلك مرة أخرى عندما نهرب”
“…”
نظرت شيزو بيأس إلى البرميل ، ثم سحبت منشفة من العدم لمسح نفسها قبل تسليمها إلى نيا.
كان للمنشفة الرطبة نعومة ورخاوة لم تشعر بها نيا من قبل ، تخيلت نيا أنها منشفة باهظة الثمن ، كيف إستطاعت الحصول على شيء كهذا؟ هل هذه الأشياء شائعة في عالم الشياطين؟
وبينما كانت كل هذه الأسئلة وغيرها تدور في رأسها ، مسحت نيا يديها اللتين كانتا لزجتان بسبب اللحم ، ثم مسحت شعر شيزو بالجزء النظيف من المنشفة ، مع أن ذلك جعلها تشعر بالتحسن فقط ، إلا أنه كان من الأفضل عدم المسح على الإطلاق.
“…شكرًا”
” على الرحب والسعة “
بينما كانت نيا تفعل ذلك ، أخرجت شيزو سلاحها.
كان هذا السلاح ذو الشكل الغريب سلاحًا بعيد المدى يسمى “البندقية السحرية” ، يَستخدم السلاح المانا لإطلاق سهام تشبه الرصاص ، شعرت نيا وكأنه نشاب ، ولكن شيزو قالت شيئًا عن أن البارود لا يُظهر أي علامات احتراق أو شيء من هذا القبيل ، لكن نيا لم تفهم أيًا ذلك ، لذلك كان الشرح مضعية بالنسبة لها.
لقد أرادت إختبار السلاح ، لكن شيزو رفضت ، لذلك كانت قدرة شيزو القتالية لا تزال غير معروفة ، ومع ذلك ، فقد كانت شيزو شيطانة بمستوى صعوبة تقدربـ 150 ، لذلك شعرت نيا أنه لا يوجد ما يدعو للقلق.
“…همم”
أخرجت شيزو سلاح نيا “نجم الإطلاق النهائي الخارق” وجعبة من الأسهم من العدم مثل ساحر المسرح وسلمتهم إلى نيا ، وبدورها أعادت نيا المنشفة المتسخة لشيزو.
في البداية ، كان هناك نقاش حول كيفية قيام نيا بإحضار قوسها ، كانت القوس طويلة جدًا ، وحتى إذا أراد أحدهم إضافة تمويهًا للقوس لأجل وضعه في البرميل ، فلن تكون قادرة على إغلاق غطاء البرميل ، وإذا تم فُتح البرميل فسيكون القوس مكشوفاً.
على الرغم من أنه كان بإمكانهم إعطائه لـ الزيرن الذي أدخلهم لأجل أن يجلبه معه إلى الداخل ، إلا أن القوس كان قطعة رائعة وذو مظهر جميل وكان سيترك انطباعًا لدى الأشخاص الذين يروه ، وأيضاً ، رفض الزيرن فعل ذلك ، خوفًا من الانجرار إلى كل هذا إذا فشلت مهمة الإنقاذ.
في النهاية ، عندما طلب منها الجميع ترك القوس خلفها ، قالت شيزو إنها تستطيع تخزين أسلحتها في مكان غامض في الهواء ، وأنها تستطيع وضع قوسها في ذلك المكان الغامض حتى تتمكن من إحضاره أيضًا.
اختلط عدم الارتياح من حمل سلاح ثمين إقترضته من الملك الساحر في مهمة في مكان خطير مع طمأنة عدم الاضطرار إلى التخلي عن سلاحها ، شكرت نيا شيزو على لطفها على الرغم من مشاعرها المتشابكة ، ويبدو أن شيزو قد قبلت نيا بصفتها كوهاي ، وأيضاً كانت شيزو تتصرف أحيانًا مثل السينباي.
(السينباي: مصطلح شرفي يُستخدم من قبل الصغار لمخاطبة الكبار ، وأيضاً لمخاطبة الأشخاص الأكثر خبرة أو ذوي المنصب الأعلى في مؤسسة ما)
(كوهاي: عكس سينباي)
وجزء من هذه العلاقة أيضًا هو كيف كانت نيا تخاطب شيزو بمناداتها بـ “شيزو سان” ، لأن شيزو كانت ستثير ضجة إذا لم تفعل ذلك ، ومع ذلك ، كانت شيزو فتاة جميلة ، وعندما كانت تتجهم وتغضب – كان بإمكان نيا معرفة ذلك ، على الرغم من أن شيزو لم تظهر أي تعابير – وجدت نيا في الواقع أنها لطيفة نوعًا ما.
بعد أن جهزا أسلحتها ، كانت شيزو أول من تحركت.
ركزت نيا على أذنيها لتسمع أي حركة خارج الباب ، لكن لم يكن هناك أحد.
“…لنخرج”
لم يكن الوقت لصالحهم ، لذا أومأت نيا برأسها.
كان جيش التحرير يقتربون من مدينة كالينشا بينما كانت عملية إنقاذ أمير الزيرن جارية ، لذا ستبدأ معركة كالينشا قريبًا.
1: تسلل نيا وشيزو إلى مدينة كالينشا وإنقاذ أمير الزيرن.
2: إقتراب جيش التحرير من مدينة كالينشا وبدأ هجومهم.
3: إذا تم إنقاذ أمير الزيرن ، فإن أفراد الزيرن المتواجدين داخل المدينة سيثورون ويتمردون.
4: إذا فشلت عملية إنقاذ الأمير ، فبدلاً من فتح الزيرن لبوابات المدينة وتوجيه جيش التحرير إلى الداخل ، سيتعين على نيا و شيزو تولي هذه المهمة ، ومع ذلك ، كان هذا كثير بالنسبة لهم ، لذلك لن يفعلوا إلا ما هو في حدود قدراتهم.
كانت هذه هي النقاط الرئيسية للعملية.
الشيء المهم هو أنه إذا تمكنوا من إنقاذ أمير الزيرن ، فيمكنهم الاعتماد على جيش التحرير و الزيرن لمساعدتهم حتى لو حوصروا و أُجبروا على الاختباء والدفاع عن أنفسهم ، كان هذا جيدًا للزيرن أيضًا ، إذا نجحت عملية الإنقاذ ، فيمكنهم إطلاق سراح الأمير بعد استعادة مدينة كالينشا.
بعبارة أخرى ، ما إذا كان بإمكانهم استعادة مدينة كالينشا أم لا وبأقل عدد من الضحايا ، يتوقف على إنقاذ الأمير بنجاح.
عندما شعرت بثقل هذه المهمة ، تأوهت نيا وبدأ بطنها يؤلمها مرة أخرى.
لذلك – لم يكن هناك الكثير من الوقت ، لأنه بمجرد أن يبدأ جيش التحرير هجومهم على مدينة كالينشا أو إذا تم اكتشافهم قبل ذلك ، سيتم تشديد الأمن في كالينشا.
وفقًا لما خططوا له سابقاً ، أخرجت شيزو زجاجة من العطر من العدم ورشتها على نيا وعلى نفسها ، يبدو أنه نوع من العناصر السحرية الاستهلاكية التي تحتوي على تعويذة من الطبقة الأولى “عديم الرائحة” ، لم يكن هناك الكثير منه ، لذلك كان عليهم الحفاظ عليه قدر الإمكان.
شرعت شيزو في فتح الباب ، ونظرت إلى الخارج ، ثم انزلقت بخفة للخارج.
لقد اختاروا طريقهم وقرروا كيفية التعامل مع المواقف المختلفة بعد دراسة خريطة كالينشا ، وقد ناقشا بالفعل المهام التي سيتولاها كل منهما.
خرجت نيا من الغرفة أيضًا ، ثم أغلقت الباب بحذر حتى لا تحدث أي ضوضاء ، ومن ثم بدأت الركض وراء شيزو.
على الرغم من أنني لا أساعد كثيرًا…
بصراحة ، حالياً ، لم تكن نيا أكثر من عبء ، كان هذا واضحًا على الفور عندما ينظر المرء إلى خطوات شيزو في الركض ، ركضت مثل والدها الذي يتحرك بخفة عبر الغابة – لا ، كانت أفضل بكثير منه ، كونها سريعة وصامتة ، فهي بالتأكيد تستخدم تقنية من نوعًا ما.
مع أنها شيطانة ، إلا أنها تستخدم تقنيات مثل البشر… دائمًا ما يكون الأشخاص الذين لا يُمكن الحُكم عليهم من خلال مظهرهم هم الأكثر رعبًا.
مع أنه كان من الأفضل ترك كل شيء لشيزو ، إلا أن وجود نيا كان لمراقبة شيزو ، وأيضًا للتأكد من أنه كان جهدًا مشتركًا بين شيزو من المملكة الساحرة – بافتراض أنها تابعة حقًا للملك الساحر – ونيا من المملكة المقدسة اللتان أنقذتا الأمير ، بهذه الطريقة ، يمكن للمملكة المقدسة أن تتصرف كما لو كانوا قد ساهموا في عملية الإنقاذ.
كانت الممرات مظلمة ، كان الوقت ليلاً ، وتسرب ضوء القمر عبر النوافذ ، أو بالأحرى ، الشيء الوحيد الذي دخل هو ضوء القمر ، لم تكن هناك مصادر أخرى للضوء هنا ، ولا حتى إضاءة سحرية أو مشاعل.
كان هذا لأن العديد من أنصاف البشر كانوا غير مبالين بالظلمة ، ومع ذلك ، كانت هناك درجات مختلفة من القدرة على الرؤية في الظلام ، في حين أن بعض الأجناس لديهم الرؤية الليلية الكاملة ، إلا أن معظمهم كانوا ببساطة يتمتعون بالرؤية الليلية الفائقة ، لذلك ، تجنبت نيا وشيزو ضوء القمر وإِنسلا من ظلٍ إلى آخر.
كبشرية ، كان على نيا أن تكون أكثر يقظة وأن تركز بشدة على حواسها ، لأنه بالإضافة إلا عدم قدرتها على الرؤية في الظلام ، فحراس الدوريات أيضًا لم يكونوا يحملون مشاعل أو مصادر الضوء من نوعا ما ، لذلك فهي لا تستطيع إكتشافهم من بعيد.
مع أنها لم تفهم تمامًا سبب وجود أضواء في غرفة التخزين ، ولكن من المرجح أن ذلك بسبب أنصاف البشر الذين يفتقرون إلى الرؤية الليلية.
حافظ الاثنان على هدوء خطواتهما قدر الإمكان أثناء الركض عبر القلعة باتجاه وجهتهما.
بالنظر إلى أن البنية الجسدية لشيزو التي كانت أعلى بكثير من البنية الجسدية لريميديوس ، فلم تستطع نيا المواكبة وبدأت تلهث وعلى الأرجح أن هذا هو السبب في أن شيزو أبطأت من وتيرة ركضها.
لقد رصدوا من وقت لآخر حراسًا من أنصاف البشر ، وكان ذلك بمثابة إشارة لهما لحبس أنفاسهما والانتظار بهدوء حتى يمر الأعداء ويمضون قدمًا ، لم يتمكنا من قتلهم ، لأن ذلك يعني أنهما سيجبران على الإعتناء بالجثث وإخفاء الآثار ، نظرًا لأنهما كانا في وسط منطقة العدو ، فمن الأفضل ألا يتم رصدهما على الإطلاق حتى تنجح عملية الإنقاذ.
لحسن الحظ ، لم يتم رصد نيا وشيزو واستمرا في التقدم.
كان هناك عدد قليل من الحراس داخل القلعة بفضل تعيين معظمهم على الجدران وأبراج المراقبة ، بالإضافة إلى سجون المدينة ، قتل الملك الساحر عددًا كبيرًا من أنصاف البشر ، وهذا يعني أنهم لم يتمكنوا من إنشاء شبكة أمنية مشددة ، ولهذا لم يكن الأمن داخل القلعة صارمًا للغاية ، وهذا وفقًا لما ذكره الزيرن.
كان السبب في قدرتهم على التقدم بأمان هو أن الزيرن قد استطلعوا المنطقة مسبقًا وقاموا باستعدادات شبه مثالية ، لكن نيا كانت تشعر بعدم الارتياح.
كان هناك تحديان في طريقهم.
الأول كان الممر الطويل الذي كان عليهم اجتيازه للوصول إلى البرج.
والثاني هو الجسر المؤدي إلى البرج – الممشى الجوي.
لم تكن هناك أماكن للاختباء في أيٍّ من الموقعين ، ومن الواضح أنه سيكون هناك حراس واقفون لأجل المراقبة أيضًا ، وليس حارسًا واحدًا فقط ، ولكن العديد منهم ، بالإضافة إلى ذلك ، سيتم وضع واحد منهم على الأقل بعيدًا عن نطاق هجوم الأسلحة بعيدة المدى ، لأجل الإستعداد والتأهب ضد الهجمات بعيدة المدى.
مع أنهم ناقشوا الأمر في مجموعة كبيرة أمام خريطة غوستاف ، إلا أنه لا يزال يتعين عليهما المرور عبر هذين المكانين للوصول إلى البرج.
إذا تمكنا من استخدام 「الإختفاء」لخداع رؤية الأعداء و 「الصمت」لخداع سمعهم ، فسيكونان قادران على التسلل بشكل مثالي… ولهذا السبب فإن المغامرين الذين يشكلون مجموعات يمكنهم التعامل مع جميع أنواع المواقف ولهذا السبب أيضاً يُعتبرون ذَوي قيمة عالية.
في النهاية ، وصل الاثنان إلى الموقع.
كان هذا هو التحدي الأول ، الممر الطويل ، إذا حاولا الركض مباشرة للأمام ، فسيتم رصدهم قبل أن يتمكنوا من قطع المسافة ، من أجل تجنب ذلك ، إحتاجا إلى الوصول إلى موقع يمكنهم فيه تنفيذ هجمات بعيدة المدى دون أن يتم رصدهم من قبل الأعداء.
هذا هو سبب قدومهما إلى هنا ، إلى الطابق العلوي من الممر الطويل ، الغرفة التي تعلو مكان الحراس مباشرة.
إذا قاما بإنزال حبل من هنا وهبطا أسفل الجدران الخارجية ، فيمكنهما أن يسلكا طريقًا مختصرًا دون أن يتم اكتشافهما.
“…هنا؟”
ردًا على سؤال شيزو ، استعانت نيا بالخريطة الموجودة في رأسها والطريق الذي سلكوه ، وأومأت برأسها.
“…همم ، ليس سيئًا”
بدا رد شيزو وكأنها تمدح طفلة صغيرة ، ثم ضغطت أذنها على الباب ، ثم فتحته بسرعة وبصمت.
مع أن الغرفة مليئة بالعناصر المتنوعة والمختلفة ، ولكن يبدو أنها لم تُستخدم لفترة طويلة ، وأيضاً كانت هناك طبقة من الغبار على الأرض ، ومع ذلك ، كانت هناك آثار على وجود كشافة من الزيرن هنا ، كانت الآثار متواجدة عند النوافذ والأرفف الكبيرة.
أخرجت شيزو حبلًا من العدم ، وكان بنفس لون جدار القلعة.
بعد ذلك ، قامت بتثبيته على الرف الكبير ، لقد استخدمت كل قوتها في سحبه لترى ما إذا كان بإمكان الحبل تحمل وزنها ووزن نيا ، ولكن الحبل لم يتحرك أو يتزحزح ، ولم تظهر عليه أي علامات على التمزق أو الإهتراء.
كان حجم الرف ووزنه عاملاً من العوامل ، ولكن العامل الرئيسي هي الخيوط الشبيهة بنسيج العنكبوت الملتصقة بالرفوف ، فقد قام الزيرن الذين جاءوا إلى هذه الغرفة مسبقًا بتثبيته الخيوط اللاصقة المأخوذة من أنصاف البشر من عرق سبايدنز.
فتحت النافذة بسهولة ، ونظرت شيزو إلى جدران المدينة بالخارج ، بعد التحقق من عدم وجود حراس يقومون بدوريات في الأفق ، قامت شيزو بتثبيت سلاحها على ظهرها وقالت: “سأذهب أولاً”.
ألقت بنفسها من النافذة وانزلقت على الحبل إلى النافذة في الأسفل.
دعمت شيزو وزنها بذراع واحدة ، واستخدمت الذراع الأخرى لفتح النافذة التالية ، كان هذا أيضًا من عمل الزيرن.
ثم دخلت شيزو إلى الداخل ، لم يستغرق منها الأمر سوى بضع ثوانٍ بسبب حركاتها الماهرة.
بعد التأكد من أن الغرفة المتواجدة في الطابق أسفلهم كانت آمنة ، قامت شيزو بإخراج رأسها وأومأت إلى نيا.
أمسكت نيا بالحبل وأخرجت نصف جسدها من النافذة.
على الرغم من أن النافذة الموجودة في الطابق السفلي على بعد 4 أمتار فقط ، إلا أنهم الآن قد أصبحوا على ارتفاع يزيد عن 100 متر عن الأرض ، إذا سقطت نيا ، فمن المؤكد أنها ستموت ، لا ، سيكون الأمر أسوأ إذا لم تمت ، من المؤكد أنها ستتعرض للتعذيب الشديد حتى تقدم لهم المعلومات ثم ستُقتل ، السقوط و الموت مباشرة سيكون أرحم.
كان للحبل عقد متباعدًا بالتساوي – بعبارة أخرى ، مقابض لليد – لم تكن هناك مشاكل خلال جلسات التدريب العديدة التي أجروها ، ومع ذلك ، شعرت أن التدريب مختلف تمامًا عن الواقع الحقيقي.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
آه ، أنا حقًا لا أريد أفعل هذا…
لكن لم يكن لديها خيار ، لو كان هناك شيء مثل الشرفة فقط فيمكنها القفز عليها-
قامت نيا بشد الحبل بإحكام وخرجت من النافذة ، دون أن تنسى لف الحبل بقوة بين فخذيها.
بعد ذلك ، كل ما كان عليها فعله هو النزول ببطء.
الأرض منخفضة قليلاً ، الأرض منخفضة قليلاً.
نزلت ببطء على الحبل ، مُذكّرةً نفسها ألا تنظر إلى الأسفل مرارًا وتكرارًا.
دعمت وزن جسمها بيدها اليمنى ويدها اليسرى بالتناوب ، تمامًا كما فعلت أثناء التدريب ، ومن ثم هبت ريح جعلت جسدها يهتز بقوة أكبر بكثير مما حدث عند التدريب.
هيا ، هيا ، هيا ، هيا يا أنا! كان ينبغي أن يكون شيزو أكثر خوفاً من هذا!
النافذة في الأعلى مفتوحة بسبب مساعدة الزيرن.
ومع ذلك ، إذا أغلق شخص ما النافذة بعد أن فتحها الزيرن ، فسيتعين على شيزو الصعود مرة أخرى ، مع وضع ذلك في الاعتبار ، كان الأمر سهلا على نيا التي احتاجت للقيام بالأمر مرة واحدة فقط.
اقتربت أخيرًا من النافذة ، ومدت شيزو يدها ، وأمسكت بجسد نيا ، وهكذا ، جذبتها بقوة لا تصدق.
“شكراً ، شكراً لك”
“…مم ، لكن ، إستغرقت وقتاً طويلاً… سأستعيد الحبل ، أمسكي بهذا “
“نعم.”
أخرجت شيزو نصف جسدها من النافذة ورفعت سلاحها “البندقية السحرية” ، أمسك نيا الحبل حسب التعليمات ، ومن ثم كان هناك صوت “فرقعة” في الهواء وشعرت نيا بأن الحبل يتم سحبه بفعل قوة ما ، وقطعته شيزو بسلاحها.
سحبت الحبل المقطوع إلى الغرفة وألقته في الزاوية ، لن يستخدموا هذا الطريق في طريق العودة ، لذا فقد تم سحبه بدلاً من تركه يتدلى ، ولكن كان هناك ميزة وعيب لذلك.
كانت الميزة هي أنه قلل من خطر أن يكتشفه الحراس الذين يقومون بدوريات حول الجدران.
كان العيب هو أنه إذا حدث أي شيء ولم يتمكنا من الخروج بواسطة طريقهم المخطط له ، فلن يتمكنا من الصعود إلى الطابق العلوي باستخدام هذا الحبل.
في النهاية ، قرر الاثنان أن عيب رصدهما يفوق الميزة.
“لقد تم ، شيزو سان ، الأن ، نحتاج إلى تجاوز العقبة الأولى… “
“…مم ، لنذهب… يجب أن نقتلهم ، هل يمكنكِ فعل ذلك؟ “
“مم ، أعتقد أنني أستطيع”
بمجرد خروجهم من هذه الغرفة ، سيكونون في وضع يسمح لهم بالإطلاق على الحراس المتمركزين على طول الممر.
إذا لم يتمكنوا من قتلهم قبل أن يدقوا ناقوس الخطر ، فسوف تضيع كل جهودهم.
أخرجت نيا قوسها ووضعت سهمًا فيه ، ورفعت شيزو بندقيتها السحرية أيضًا.
“سآخذ جهة اليمين ، تولي جهة اليسار ، شيزو سان”
شكلت شيزو دائرة بإبهامها وسبابتها.
تبادل الاثنان النظرات ، ثم فتحت شيزو الباب.
واجهت نيا بشكل مباشر نصف بشري قريب ، على بعد حوالي متر ونصف ، لم يكن يعرف ما الذي يجري أو من هما ، كان النصف بشري متفاجئًا لدرجة أنه لم يستطع تحليل الموقف ، لكن نيا لم تتردد وأطلقت سهمًا عليه.
وبضربة ، اخترق السهم جمجمته من خلال جبهته.
لقد فعلتها!
مع أن مهارات نيا لعبت دوراً مهماً ، إلا أن معظم العمل تم تنفيذه بواسطة قوسها “نجم الإطلاق النهائي الخارق”.
شكرا لك ، جلالة الملك!
تمامًا عندما اخترق سهم نيا النصف بشري من خلال رأسه ، فجر سلاح شيزو السحري نصف رأس النصف البشري الآخر.
أحدث أنصاف البشر ضوضاء أكثر مما كان متوقعاً عندما سقطوا ، اِستمعت نيا بحرص شديد بسرعة ، ولحسن الحظ ، لم تسمع أي شخص يركض نحو هذا المكان ، يبدو أنه لم يتم ملاحظتهم من أحد.
“…بسرعة”
لقد قاموا بالفعل بتحديد مهامهما مسبقًا ، عندما كانت شيزو تسحب الجثث إلى الغرفة التي دخلوها للتو بالحبل ، استخدمت نيا مادة إزالة الرائحة التي أعارتها شيزو لها ، بعد ذلك ، أمسكت بكيس السائل المتواجد على حزامها وسكبت النبيذ القوي في كل مكان ، وجمعت قطع اللحم والأدمغة والجماجم على الأرض ومسحت بقع الدم أيضاً ، عندما ملأت رائحة الكحول النتنة الهواء ، خرجت شيزو من الغرفة ، ثم أخرجت إبريق نبيذ فارغ من العدم وسكبت القليل من النبيذ الذي كان في الكيس الذي بحوزت نيا بداخل الإبريق ، ومن ثم كسرته بهدوء وتركته في مكان الحادث.
“…لنذهب”
“نعم”
مع أنهما حاولا التستر على الأمر ، إلا أن كان من المحتمل جدًا أن يشعر الحراس الذين سيقومون بالدورية التالية بأن شيئًا ما قد حدث ، ستكون نيا قادرة على الاسترخاء إذا تمكنت شيزو من وضع الجثث في البعد الغامض الذي تُخرج منه الأشياء ، لكن شيزو قالت إنها لن تفعل ذلك ، وبالتالي تركوا الجثث في الغرفة ، بالطبع ، قاموا بالتحضيرات المناسبة لإخفاء الجثث هناك أيضًا ، لكن لم يكن هناك طريقة للتأكد من عدم عثور الحراس على الجثث.
كان عليهم أن يفترضوا أنهم لا يملكون متسعًا من الوقت.
في النهاية ، وصلوا إلى العقبة الثانية ، الممشى الجوي ، من بين السيناريوهات العديدة التي توصلوا إليها ، كان هذا أقرب ما يكون إلى المثالية ، ما زال لديهم الوقت ولم يرهم أحد بعد.
“…إنه سباق مع الوقت الآن”
“أنا أعرف ، إذا وقعت ، فلا تقلقي عليّ “.
كان عُرض الطريق من القلعة إلى البرج يتسع لشخصين.
لم يكن هناك جدران على الجانبين ، كان الممشى مفتوحاً ، من الواضح أن العديد من الأشخاص قد سقطوا من قبل ، وبعد رؤية هذا ، كل ما فكرت فيه نيا هو أن هذا كان متوقعًا.
كان هذا الممشى الجوي هو السبب في أن هذا المكان كان الحصن الأخير عند مواجهة الغزاة أثناء الحصار.
لا يمكن لجيش كبير أن يمر من هنا ، لذا فإن ميزة الأعداد ستُلغى ، وفي الوقت نفسه ، كان هناك أيضًا خطر السقوط ، وإذا كان هناك صف من الجنود الذين يحملون الرماح في نهاية الممشى ، فسيكون الاختراق صعبًا للغاية ، كان هذا التصميم من النوع الذي كرهه المهاجمون ، قد يحتاج المرء إلى سحرة بتعاويذ هجوم مثل 「كرة النار」للتغلب على هذه العقبة.
كان استخدام أسلحة بعيدة المدى لهجوم مستمر غير مواتٍ لنيا وشيزو ، اللتان كانتا تعملان خلسة وضمن مهلة زمنية معنية ، لذلك ، كل ما يمكنهما فعله هو الهجوم من مسافة قريبة والقضاء على العدو ، مع أن العدو يستطيع الهجوم عليهما بأسلحة بعيدة المدى حيث لا يمكنهم استخدام ميزة الغطاء ليحموا أنفسهما.
في هذه الحالة ، سيحتاجون إلى تقليص المسافة قبل أن يكتشفهم الحراس ، لكن عند إلقاء نظرة فاحصة ، كان الممر غير مُستوٍ ، تم تصميمه لإبطاء أي شخص يحاول الجري وإجباره على التعثر والسقوط على أحد الجانبين.
هذا أمر خطير… إذا لم أكن حذرة وإصطدم عدو بي وأمسكني… فسوف أسقط وأموت…!
بعد أن عقدت عزمها ، أدركت نيا أن شيزو كانت تحدق بها ، على الرغم من أنهما من نفس الجنس ، إلا أن شيزو ، الجملية الشبيه بالدمية ، جعلت نيا خجلة قليلاً.
“ما- ماذا؟”
“…بإستخدامه… نيا ، انتظري هنا”
“إيه؟”
“…سأعتني بالحراس عند المدخل ، بغض النظر عما يحدث ، لا تخرجي “.
“-إيه؟”
قبل أن تتمكن من الحصول على إجابة ، اختفت شيزو.
نعم اختفت بكل بساطة ، لم تتحرك بسرعة فائقة أو شيء من هذا القبيل ، كانت شيزو تقف هنا للتو ، ومن ثم اختفت كما لو كانت مجرد وهم.
موجة من الارتباك إجتاحت نيا ، ومع ذلك ، فقد أخبرتها شيزو أن تنتظر ، لذلك يجب أن تبقى هنا وتنتظر.
أخفت نيا نفسها عند مدخل الممشى الجوي واستمعت بعناية بحثًا عن أي شيء خارج عن المألوف حول البرج والطريق الذي جاءت منه مع شيزو.
بعد عدة ثوان – حدث شيء ما عند نقطة الحراسة.
سمعت صراخ ثم صوت حراس يسقطون على الأرض.
رفعت نيا رأسها لترى ما كان يحدث ورأت شيزو تخرج من مركز الحراسة ، لوحت شيزو لنيا في إشارة لها لتأتي.
عندما بدأت نيا بالذعر والتساؤل عما كان يحدث ، نمت تلويحت شيزو أكثر فأكثر ، حتى تحرك جسدها بالكامل.
ألا تستطيع أن تذهب الآن ، بعد أن فعلت شيزو الكثير؟
خفضت نيا جسدها ، ثم ركضت عبر الممشى الجوي المرعب الذي تأتي منه الرياح من كل جانب ، مع إهتمامها الحريص بتوازنها.
بعد أن عبرت الممشى الجوي ، استطاعت شم رائحة الدم من مركز الحراسة ، حيث إتضح أن العديد من أنصاف البشر قد سقطوا على الأرض ، ووقفت شيزو بالداخل بتعبيرها الفارغ المعتاد ، كانت تحمل في يدها اليمنى ما يشبه سكينًا حادًا جدًا وكبيرًا ، وكان ملطخاً باللون الأحمر الفاتح ، وكان لديها سلاحها “البندقية السحرية” في يدها اليسرى.
“…هيا بنا”
“اه ، نعم…”
“…لا يمكنني إستخدام تقنية الاختفاء مرة أخرى اليوم ، كوني حذرة”
“مفهوم”
يبدو أنها لم ترغب في التوضيح أكثر ، ولذلك لم تسألها نيا ، بل اتبعتها من الخلف فقط.
كما هو متوقع من الخادمة الشيطانة ، أُعجبت نيا بها كثيرًا.
لم يكن من الممكن أن تقدر على الوصول إلى هذا الحد بدون شيزو.
وهذا أيضًا بفضل الأمر الذي أعطاه جلالة الملك لشيزو.
فقط الملك الساحر يمكنه أن يُعمق احترام الناس بشكل أكبر ، حتى عندما لا يكون حاضرًا.
بصراحة ، حقيقة أنه كان أوندد كانت مشكلة تافهة.
أحتاج أن أخبر الجميع ، أحتاج إلى إخبارهم كم هو عظيم جلالة الملك!
كان البرج مصنوعاً بالكامل من الحجر تقريبًا ، ولم يكن به سوى نافذة صغيرة لأجل الضوء ، كان أكثر ظلمة من القلعة التي مروا بها في وقت سابق.
كان الممر داخل البرج واسعًا جدًا ، وكان كبيرًا بما يكفي لتسير عليه نيا وشيزو جنبًا إلى جنب ، كان الممر ذو شكل حلزوني مُتصاعد حول الجدار الخارجي للبرج من الداخل.
ينبغي أن يكون هدفهم ، أمير الزيرن ، في الطابق العلوي بالقرب من القمة ، لذا فإن الشيء الوحيد الذي فعلوه عند فتح الأبواب التي في طريقهم هو التحقق من الحركة في الداخل بينما استمر الاثنان في الصعود.
بعد حوالي دورتين ، رفعت شيزو يدها للإشارة إلى ضرورة التوقف ، حدث هذا في نفس الوقت تقريبًا عندما سمعت نيا خطى كائن ما.
يبدو أنه كان يرتدي درعًا معدنيًا ، لأنها كانت تسمع صوت ارتطام المعدن بالحجر.
“إنه وحده ، شيزو سان”
“…نعم ، لكن… خطواته ثقيلة “
لم تستطع نيا معرفة ذلك ، ولكن إذا قالت شيزو ذلك ، فمن المحتمل أن يكون الأمر كذلك ، بعبارة أخرى ، مهما كان حجمه ، لم يكن بحجم بشري.
“ماذا علينا ان نفعل؟ هل يجب أن نختبئ خلف أحد الأبواب التي مررنا بها ونحن في طريقنا إلى هنا؟ “
“… إنه هنا بالفعل ، لنقتله”
“مفهوم”
أعدت نيا قوسها بعد شيزو ، كانت خطتها هي الإطلاق أولاً وعدم الاهتمام بالأسئلة ، لقد سمعت أن أمير الزيرن كان بحجم طفل بشري ، ولا يفترض به أن يرتدي درعًا معدنيًا.
ظهر جسم ضخم ، وهاجمت نيا وشيزو دون تردد.
دخل السهم والرصاص في جسده كما لو أنه تم امتصاصهما.
“غااااهههـ!”
ترنح الجسم الضخم ، وتراجع بضع خطوات إلى الخلف وعاد إلى الطريق الذي أتى منه.
نظرًا لأنه تراجع إلى الوراء ، فهو لم يعد في نطاق الهجوم.
حقيقة أنه نجى من هجماتهم – لا سيما هجمات شيزو – تشير إلى أنه كان نصف بشري صلب للغاية.
“ماذا! من أنتما!؟”
صرخة غاضبة تردد صداها من اعماق الممر.
“ماذا علينا أن نفعل ، شيزو سان؟”
“…لا يمكننا الجلوس هنا والانتظار… لنقترب منه ونهاجمه قبل أن يُنَّبه حراس البرج”
“مفهوم”
بدأت نيا وشيزو في الركض.
نظرًا لأنه يمكن أن ينجو من هجوم شيزو و نيا المفاجئ ، فيمكنهم أن يفترضوا أنه كان الحارس الذي ينتمي إلى عرق الـ فاه أونس ، الكائن الذي يمتلك قوة قتالية جيدة جدًا وقدرًا مذهلاً من القدرة على التحمل.
(لم يتم ذكر إسم هذا الحارس وإنما يتم الإشارة إليه بإسم عرقه فقط وهو الـ فاه أونس)
أثناء الركض ، بدا أن الرطوبة في الهواء تزداد أيضًا – التقط أنف نيا رائحة المطر.
“غواااااااااه! للإعتقاد أن بشراً سيكونون هنا! “
بعد الاقتراب ، رأوا نصف بشري هائل الحجم.
على الرغم من أنه شع بجو عنيف مثل الغيلان ، إلا أنه بدا أكثر ذكاءً منهم.
كان جلده أبيض مائلاً للزرقة ، على الرغم من أنه بدا شيطانيًا أكثر من كونه ضاراً.
كان له قرن سميك واحد على جبهته ، وكان يحمل صولجانًا أكبر من نيا.
انطلاقا من مظهره الجسدي ، كان مشابهًا تمامًا للعرق المعروف بإسم فاه أونس.
في حين أنه لم يكن بمستوى بوسير ، إلا أنه لا يزال خصمًا خطيرًا ، كان من الواضح ودون أدنى شك في أنه أصيب بالسهم والرصاصة ، لكنه لم يُصَب بأذى ، لم تكن هناك رائحة للدم أيضًا ، لذلك يبدو أنه لم يُخفي ذلك بالأوهام.
بطريقة ما ، أبطل هجماتهم – لا سيما هجمات شيزو.
“إذن أنتما هنا من أجل قتلي ، أليس كذلك!؟ لديكم بصيرة جيدة ، أيها البشر!!! “
بدا سعيدًا جدًا.
في هذه الحالة ، سيتركوه يُسيء فهم الأمر-
“…لا”
أطلقت شيزو عليه بينما كانت تتحدث.
مع صوت “فرقعة” في الهواء ، طارت رصاصة نحوه ، بعد ذلك ، ذاب جزء من جسد الـ فاه أونس ومرت الرصاصة.
“…همم”
“واها ها ها ها! الأسلحة بعيدة المدى غير مجدية ضدي! “
أطلقت نيا سهماً على جبهة الـ فاه أونس ، لكن رأسه ذاب أيضًا وغُرس السهم في الحائط خلفه.
“-إن ذلك غير مجدي!غير مجدي! الآن ارتعدا خوفًا مني ، لأنني لعنة كل الرماة ، والآن موتا! “
“…محصن ضد جميع الأسلحة بعيدة المدى؟ حتى من الرصاص؟ ” تمتمت شيزو
“لابد وأن هناك خدعة ما”
نظرت نيا إلى شيزو وهزت رأسها ، لسوء الحظ ، لم يعرف الزيرن أي تفاصيل حول قدراته.
“ما الذي تهذين به!”
“تراجعي!”
قلص الـ فاه أونس المسافة بينهم ، وشعرت نيا بجسده الضخم يقترب منهم ، كما لو كان إحساسها بالبعد قد عُبث به.
لن تتمكن نيا من النجاة إذا تلقت ضربة واحدة منه ، لذلك استمعت بطاعة إلى شيزو و تراجعت.
وقفت شيزو في الأمام ، ولوح بالصولجان نحوها ، كانت الضربة بمثابة عاصفة عاتية ، لكنها تجنبت الضربة بأمان.
كانت قوة الـ فاه أونس غير عادية ، نظرًا لقدرته على أرجحت سلاح بحجم شيزو بيد واحدة ، تحطم الحجر حيث اصطدم الصولجان بالأرض ، وإنتشرت الشقوق في كل الاتجاهات ، وشعروا أن البرج الضخم يهتز.
“تسك!”
أطلقت نيا سهمًا.
على الرغم من أن الـ فاه أونس كان مُنخرطاً في قتال مع شيزو ، إلا أن هناك فرق كبير بين أحجام أجسامهم ، إذا صوبت للأعلى ، فيمكنها ضرب الـ فاه أونس دون أن تصيب شيزو.
كما هو متوقع ، تحول الـ فاه أونس إلى ضباب لتجنب السهم الذي أُطلق نحو.
“إن ذلك غير مجدي!غير مجدي! كما قلت السهام غير مجدية ضدي! حمقاء – اووووه! “
زأر الـ فاه أونس بصوت أعلى من ذي قبل ، وبدا أن شيزو وجدت ذلك مزعجًا وقامت بالهجوم عليه.
مع أن مهارات شيزو في الرماية أعلى بكثير من مهارات نيا ، إلا أنها لم تكن ماهرة في القتال القريب ، لذلك ولسوء الحظ ، تم صد هجومها بواسطة الصولجان.
أطلقت نيا سهمًا آخر.
هذه المرة ، استهدفت نيا اليد التي تمسك الصولجان ، مع أنه كان من المحتمل جدًا أن السلاح لن يسقط حتى لو تحولت يده إلى ضباب ، إلا أنها قررت المحاولة على أي حال ، مهما كان الاحتمال ضئيلاً.
فى النهاية-
الذراع التي تحولت إلى ضباب لم تترك الصولجان.
“ألن تتوقفي ، يا بشرية!؟”
أشار الـ فاه أونس بيده الحرة إلى نيا “「رشة الماء」”
طارت كرة من الماء نحو نيا.
أصاب شيء ما كتفها الأيمن ، وقُذفت نيا بعيداً وسقطت على الأرض.
كان الأمر مؤلمًا وكأنها تعرضت للكمة قوية ، حتى أنها قد تكون مصابة بكسر في العظام.
بعد أن حاولت بتوتر تحريك ذراعها اليمنى ، وجدت أنه تستطيع تحريكها بدون أي مشاكل ، ومع ذلك ، انتشر موجة من الألم من كتفها إلى داخل جسدها ، لمست كتفها ووجدت أنه مبتل ، مع أنها كانت تخشى أن يكون دماً في البداية ، إلا أنها أدركت على الفور أنه ماء.
“همف! لقد جعلتني أستخدم تعويذة تافهة! “
أرجح الـ فاه أونس بصولجانه بينما رد عليهم.
تمتمت شيزو لنفسها بهدوء وهي تتجنب بخفة ضربة مميتة يمكن أن تحطم نيا إلى أجزاء صغيرة.
“…لماذا تلك الفتاة؟ لماذا تهاجم شخص لا يستطيع أن يصيبك؟ انا لم أفهم”
“هاه ، أيتها الأحمق! هذا لأنها مصدر إزعاج- “
“لأنها كانت فعالة؟ أم أن استخدامات تلك القدرة محدود؟ “
تغير وجه الـ فاه أونس ، بعبارة أخرى ، كانت شيزو على حق.
“نيا!”
“فهمتك!”
أطلقت نيا سهماً ، ولكن فاه أونس تفادى السهم بالتحول إلى ضباب ، ومن ثم أطلقت سهمًا آخر – واخترق السهم فاه أونس.
تحدثت شيزو بينما كان فاه أونس يتألم.
“…فهمت الأمر ، يمكنك الدفاع ضد هجمات بعيدة المدى سبع مرات فقط ، …في اليوم؟ في الساعة؟… هذا لا يهم ، لأنك ستموت هنا”.
لم يستطع فاه أونس الإمساك بشيزو ، التي أظهرت قدرة ممتازة على المراوغة ، بعبارة أخرى ، إذا استمر هذا الأمر ، فسيكون هذا هجوماً من جانب واحد وسيموت ، لابد وأن فاه أونس شعر أن هذا سيحدث ، لأن وجهه تجمد.
“اللعنة عليك! 「سحابة ضباب」! “
نشأت سحابة من الضباب.
كان أسمك من الضباب الذي رأته في المملكة الساحرة ، ولم تكن نيا تعرف حتى موقعها ، في حين أنها لم تستطع رؤية شيزو تقاتل فاه أونس ، إلا أنها كانت تسمع صوت سلاح شيزو السحري يُطلق الرصاص.
عندما فكرت في الأمر ، كان ذلك واضحًا.
حتى لو تسبب فاه أونس في ضباب كثيف في منتصف الممر ، فإنها لا تزال تعرف مكانها ، كل ما كان عليها فعله هو الاستمرار في الإطلاق ، اتبعت نيا تعليمات شيزو وأطلقت الأسهم ، كانت قلقة بعض الشيء ، لذلك وجهت هجماتها نحو الأعلى ، بهذه الطريقة إذا لم تُصبه ، فلن تضرب شيزو.
تلاشى السهم المنطلق على الفور في الضباب ، وأعقبه صوت شيء يضرب الحائط ، يبدو أنها لم تصبه.
“إنه يتحرك ، إنه ورائك الآن”
عندما قالت شيزو ذلك ، فكرت نيا ، “إيه؟”
مع أخذ حجم الممر في الحسبان ، كان من المستحيل على الـ فاه أونس الضخم أن يقف خلف شيزو ونيا دون أن يصطدم بهما ، ومع ذلك ، طوال رحلتهما معا إلى هذا المكان ، أدركت نيا أن شيزو شيطانة جديرة بالثقة ، أو بالأحرى ، لم تكن تثق بشيزو بقدر ثقتها بالملك الساحر الذي خدمته.
استدارت نيا ، وبينما كان الضباب لا يزال كثيفًا لدرجة أنها لم تستطع رؤية أي شيء ، أطلقت سهمًا آخر.
كما في السابق ، سمعت صوت سهم يصطدم بجدار بعيد.
“أين ، أين هو!؟”
“..مم ، أنتِ تنظرين في الاتجاه الصحيح ، إنه يحاول الهرب… إنخفضي! “
إنبطحت نيا على الفور عندما تحدثت شيزو بنبرة كانت شديدة القوة بالنسبة لها.
“…إعادة التلقيم… الإنفجار الكامل”
كان هناك صوت ثاقب دوى في جميع أنحاء الممر ، على عكس الصوت الباهت من قبل ، كان هذا الصوت مليئًا بوحشية ساحقة.
“غوبوه~” كان هناك صوت شخص يسعل شيئًا ما ، ثم تبع ذلك صوت جسم ضخم يسقط على الأرض ، بعد ذلك ، تلاشى الضباب ، وتمكنت من رؤية جثة فاه أونس ملقاة على الممر.
كان جسده مغطى بالثقوب ، وبدا وكأنه قد إنفجر ، كانت هناك علامات مماثلة في جميع أنحاء الجدران المجاورة ، ما الذي حدث لكي يصبح على هذا الشكل؟
بصفته نصف بشري مكلف بحراسة هذا المكان ، كان ينبغي أن يكون قويًا جدًا ، في الحقيقة ، لم تكن نيا وحدها ستحظى بفرصة على الإطلاق ، ومع ذلك ، يمكن أن تقتل شيزو على الفور نصف بشري مثله طالما أن سلاحها كان فعالًا ضده ، كما هو متوقع من خادمة شيطانة مستوى صعوبتها 150.
“ما… كان… لا ، مع السحر ، يمكن فعل أي شيء”
لمست نيا على كتفها المصاب ، لقد نسيت الألم لأها كانت في وسط معركة ، ولكن الآن بدأ يؤلمها أكثر فأكثر.
“…هل أنتِ بخير؟”
“نعم ، ولكنني أشعر بالألم إذا حاولت رفع القوس ، لا أعتقد أنني أستطيع التصويب بشكل جيد “.
“…هل لديك جرعة شفاء؟”
“لا ، ولكن لدي عنصر شفاء أقرضني إياه جلالة الملك”
لم تستطع نيا استخدامه إلا مرة واحدة خلال المعركة السابقة التي حدثت في المدينة ، لكنها الآن شعرت أنها تستطيع استخدامه عدة مرات ، ومع ذلك ، هذا لا يعني أنها يمكن أن تُضيِّع المانا ، لأنها قد تحتاج إلى علاج شيزو إذا استدعى الموقف ذلك.
“لا تقلقي ، نحتاج فقط لإنقاذ الرهينة والإنسحاب “.
“…مم ، إذاً لنسرع ”.
أومأت نيا برأسها وركضت مع شيزو ، لقد هُزِم فاه أونس ، الذي كان بالتأكيد خصمًا قوياً.
والأن كل ما تبقى هو إنقاذ الأمير والعودة إلى غرفة التخزين.
الجزء 3
“…هنا”
“نعم”
بعد الوصول إلى الطابق الأعلى ، تبادلت شيزو ونيا النظرات ، كان هناك باب واحد فقط هنا ، هذا يعني بلا شك أنه كان هدفهم.
أومأوا لبعضهم البعض ، ثم ركلوا الباب.
لم يفكروا أبدا في الدخول بهدوء ، ففي النهاية ، لقد خاضوا للتو معركة كبيرة مع فاه أونس ، ومع ذلك ، اتكأ الاثنان على عتبة الباب ، متحصنين من الهجمات التي قد تأتي في لحظة فتح الباب.
ومع ذلك ، كان حذرهم غير مطلوب ، لذلك ، دخل كلاهما إلى الغرفة في نفس الوقت ، صرت نيا على أسنانها من الألم القادم من كتفها وذهبت إلى جهة اليسار ، بينما اتجهت شيزو إلى جهة اليمين ، وغطى بعضهما البعض.
أول ما رأوه كان سريرًا كبيرًا بغطاء علوي ، ربما كانت زخارف الدانتيل بيضاء اللون ذات يوم ، ولكن مع مرور الوقت أصبحت سوداء ، تحتوي الغرفة أيضًا على خزانة ملابس بسيطة وأثاث بحجم الإنسان مثل الخزانة وغيرها ، كانت هذه القطع من الأثاث المصممة على الطراز النبيل قديمة ومتضررة ، ولم تكن تشبه التحف بقدر ما تبدو كسلع مستعملة.
كشفت نظرة سريعة عبر الغرفة أنه لا يوجد أي أنصاف بشر هنا.
رفعت شيزو ذقنها للإشارة إلى نيا ، واقتربت نيا بصمت من الخزانة وفتحت الباب ، بالطبع ، فتحته نيا من الخارج وظلت بعيدة في حالة حدوث أي شيء ، بينما وجهت شيزو فوهة سلاحها السحري نحو الخزانة.
“…ليس هنا”
بعد ذلك نظر الاثنان إلى السرير.
تأكدوا من عدم وجود شيء تحته ، ثم اقتربوا من السرير.
كان جزء من السرير منتفخًا.
نظرت نيا إلى شيزو قبل أن تومئ برأسها لتُظهر أنها فهمت ، ثم قامت بقلب البطانية.
كان على السرير قطعة لحم أرجوانية لامعة ، لا ، سيكون من الأفضل القول إنه كان يرقة ضخمة ، كان طول قطعة اللحم حوالي 90 سنتيمتراً ، ولم تكن له يدان ، بل أرجل قصيرة.
وجهت شيزو فوهة بندقيتها إلى قطعة اللحم دون أي تردد ، ونادتها نيا بسرعة.
“انتظري! هذا هو الهدف الذي تم إرسالنا لإنقاذه ، إنه أمير الزيرن! “
“…هذا؟”
هذا ما قالته مبعوثة الزيرن لـ نيا ، ومع ذلك ، فقد تمكنت من فهم شكوك شيزو ، لأن نيا كانت مرتبكة تمامًا عندما أعطتها المبعوثة وصفًا لأمير الزيرن.
كان الزيرن عرقاً من أنصاف البشر الذين بدا ملوكهم مختلفين تمامًا عن الأفراد الآخرين من جنسهم.
“هل تسمعنا يا أمير الزيرن سما؟”
“-مم ، يبدو أنكِ لستِ طعامي “.
بدا وكأنه مراهق ، شعرت نيا بالفضول لمعرفة من أين يأتي صوته وفحصته ، وعندها رأت أن فمه ينفتح ويغلق.
“هذا صحيح ، لقد طُلب منا إنقاذك ، فلنخرجك من هنا أولاً “.
حتى لو بدا هكذا ، إلا أنه لا يزال أميرًا ، لذلك كان عليها الالتزام بقواعد الآداب ، بالإضافة إلى ذلك ، سوف تحتاج إلى مساعدة عرقه للعثور على الملك الساحر ، لذلك ينبغي عليها أن تقدم له معروفاً الآن وتُحسن معاملته ، بدلا من الإساءة إليه.
“هل كان طلبًا من زملائي؟ من الذي طلب منكما أن تفعلا هذا؟ “
“كان طلبا من زيرن تُسمى بيببي ، هل تعرفها؟”
“هل قلتي بيببي؟ آه ، هي من قامت بطلب فعل هذا منكما إذاً؟ حسنًا… ولكن إذا غادرت هذا المكان ، جالداباوث…سما سيغضب ، وهذا سيُعرض شعب الزيرن ولا سيما الملك للخطر “.
“لا أعرف التفاصيل ، يبدو أن الملك قد مات ، لذلك يجب أن ننقذك على أقل تقدير ، هذا هو السبب في أن الزيرن طلبوا منا هذا “.
“ماذا!؟”
كان من المستحيل على بشرية مثل نيا قراءة تعابير أمير الزيرن ، الذي بدا مثل يرقة كبيرة ، ومع ذلك ، كان من الواضح أنها شعرت بالحزن العميق في صوته.
“أوه ، والدي كان… فهمت ، ذلك الوغد جالداباوث… في هذه الحالة ، هل يمكنكما إخراجي من هنا بأمان؟ “
“أتباعك يا سمو الأمير المتواجدين في الداخل سيوجهوننا ، لذلك أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام”
“فهمت… يا أبطال البشر ، الذين وصلوا إلى هذا الحد لمساعدتي ، لدي طلب وقح أطلبه منكم ، هل يمكنكما التظاهر بإختطافي بالقوة بينما أقاومكما؟ “
ربما كان هذا الطلب تحسباً فقط.
“مفهوم ، سوف نتظاهر بذلك “
“شكرا جزيلا لكما”
رفع الأمير رأسه ، بينما بدا الأمر تمامًا مثل يرقة ترفع رأسها ، ولكن ربما كانت هذه هي الطريقة التي أعرب بها جنسه عن امتنانهم.
لفّت نيا الأمير بالملاءات كالطفل – لو كان طفلاً لكان خائفًا حتى البكاء ؛ لقد اختبرت ذلك مرتين – وحملته على ظهرها.
لقد ربطت البطانية بإحكام حول صدرها ، حتى لا ترتخي عندما تتحرك بقوة.
تسبب الوزن على كتفها في موجة من الألم لها ، ومسحت عرق جبينها واستخدمت سحر القلادة.
التئمت جروحها على الفور ، الآن ستكون بخير حتى لو اضطررت إلى الركض و الأمير على ظهرها.
“هل أنت بخير؟ إذا كان هذا مؤلمًا ، من فضلك قل لي على الفور “.
“لا ، أنا بخير… لكن رائحتك لذيذة ، إن رائحتك تجعلني أشعر بالجوع “.
ارتجفت نيا عندما جاءت هذه الكلمات من الكائن الذي يتواجد بالقرب من رقبتها.
“…ماذا يأكل الزيرن؟”
سألت شيزو سؤالاً لم ترغب نيا في طرحه.
“السوائل الجسدية للكائنات سواء كانت حية أو ميتة”
أصيبت نيا بقشعريرة حادة في عمودها الفقري.
“…سأغضب إذا فعلت شيئًا غريبًا للكوهاي الخاصة بي “
“لا داعي للقلق ، أنا لست جائعًا بما يكفي لأفعل مثل هذا الشيء للأبطال الذين جاؤوا لإنقاذي ، مع أنه لم يُسمح لي بالمغادرة ولو مرة واحدة منذ اليوم الذي جلبوني فيه إلى هنا ، إلا أنهم حرصوا على إطعامي”.
إذا كانت تعرف بالضبط ما أطعموه ، فمن المحتمل أنها قد تسقطه مثل الطوب الغير مُثبت جيداً ، لذلك توقفت نيا عن الاستماع ، لحسن الحظ ، لم تطرح شيزو المزيد من الأسئلة.
“…حسنا لنذهب”
“أجل”
“هيا”
بعد هذا التبادل القصير للكلمات ، بدأ الاثنان – الثلاثة في التحرك – لم يكن هناك وقت لتضييعه في ثرثرة فارغة أثناء تسلل سري.
لحسن الحظ ، تمكنوا من العودة إلى غرفة التخزين دون حوادث ، ومن ثُم رفعت شيزو يدها لإيقافهم.
“…هناك أشخاص بالداخل”
“سأتركهم لك”
جهزت شيزو سلاحها السحري وفتحت الباب بقوة.
ثم توقفت ، ونظرت شيزو إلى الوراء.
“…لست متأكدة من هم ، ولكنهم من الزيرن ، هناك العديد منهم”
من المؤكد أنهم فريق الإستعادة ، على وجه التحديد ، كانوا الزيرن الذين أحضروا نيا وشيزو إلى هنا.
ربما وصلوا أولاً لأن نيا وشيزو تأخرا عن الوقت المتفق عليه.
بعد دخول الغرفة ، إستدار الزيرن الخمسة الذين بالداخل كواحد نحوهم ، مشهد هؤلاء الوحوش ذوي الوجوه الغير قابلة للقراءة وهم يفعلون نفس الشيء معًا وَلّد شعورًا داخل نيا كان إما خوفًا أو اشمئزازًا.
قامت نيا بفك الملاءات على ظهرها ، وكشفت عن أمير الزيرن المتواجد بالداخل.
“أوه! إنه الأمير! “
كانت بيببي ، لم تكن نيا قادرة على التفريق بينهم إذا لم يتكلموا ، ومع ذلك ، إذا كانوا مختلفين عن بعضهم البعض كما كان الأمير عنهم ، فقد لا تتمكن حتى من معرفة ما إذا كانوا من الزيرن الحلفاء.
“يا رفاق ، سمعت أن والدي قد مات ، أعلم أن جالداباوث لا ينوي الوفاء بوعده ، ولكن إلى أين نهرب بعد خيانة جالداباوث؟ لقد غزا أراضينا بالفعل ، ونَصَّبَ أتباعه الشياطين حُكامًا لتلك الأراضي… ألسنا ندمر أنفسنا باختيارنا التمرد؟”
“سمو الأمير أنت محق في القلق بشأن ذلك ، لكن بالنسبة له ، فنحن مجرد ماشية ، لقد تأخر بطلنا بوبيبي قليلاً في الوصول أمامه ، وكان ذلك سببًا كافيًا ليمزق اللحم من كتفه”.
(المجلد 12 الفصل 1 ، إجتمع أمام جالداباوث ممثلو القبائل ولكنهم تأخروا قليلا ولذا مزق كتف الزيرن ، تستطيعون الرجوع للفصل لمعرفة التفاصيل أكثر)
“ماذا! بوبيبي!؟ “
عند رؤية الأمير متفاجئًا للغاية ، علمت نيا أن الزيرن المسمى “بوبيبي” شخص ذو مكانة عالية.
“بمجرد أن ينتهي كل شيء ، هل سيجد الزيرن مكانًا تحت حكم جالداباوث؟ ، لقد قررنا أن الجواب هو لا ، أيها الأمير ، ليس هناك وقت ، لنأجل هذا لاحقا- “
“-ايها الحمقى ، هل يمكننا ترك هذا السؤال إلى ما بعد الهرب؟ هذه نقطة تحول ، بمجرد أن نعبرها ، فلا مجال للعودة ، هذه هي فرصتنا الوحيدة لأجل التراجع عما نفعله ، أخبرني ، بمجرد أن نعود إلى خليتنا ، بمجرد أن نعود إلى تلالنا ، كيف سنعيش؟ “
“هذه… هذه الأرض شاسعة ، بالتأكيد سيكون هناك مكان يمكننا الاختباء فيه “.
“هل تعتقدين ذلك؟ هل تنوين جعل جميع أفراد عرقنا يسيرون في طريق الدمار من أجل هذه الفرصة الضعيفة والعابرة؟ أعطني حلاً أكثر واقعية “.
“في هذه الحالة ، لا يطيع الجميع جالداباوث ، يمكننا تشكيل مقاومة…”
“يا لك من حمقاء ، لن يؤدي ذلك إلا إلى لفت انتباه جالداباوث ، يجذب سرب النمل انتباهًا أكثر من نملة واحدة “.
صمتت بيببي عندما أسقط الأمير كل اقتراح قدمته ، شعرت نيا أن الأمر سيكون سيئا إذا استمر هذا ، نفذت نيا وشيزو وأفراد الزيرن هذه العملية الخطيرة حتى هذه المرحلة ، إذا قال الأمير الآن ، “يبدو أنه لا يمكننا فعل ذلك” ، فهذا يعني أن جهودهم قد ضاعت.
عندها توصلت نيا إلى شيء ما لتهدئة مخاوف الأمير.
“آه ، في هذه الحالة ، لماذا لا يذهب الزيرن إلى المملكة الساحرة؟”
“المملكة الساحرة؟ ما هذه؟”
ليس الزيرن فقط ، ولكن أيضًا شيزو نظرت إليها.
“نعم ، إنه البلد الذي يقيم فيه مومون ، إنه البطل الذي قاتل ذات مرة جالداباوث وطرده من مملكة ري-إيستيز “.
شعرت نيا أن الزيرن كانوا يحدقون بها ، لكن لم يكن لديها أي فكرة عما يعنيه ذلك ، كيف يمكن للبشر فهم تعابير الزيرن؟
“هل ما تقولينه صحيح؟”
كانت تلك الجملة الوحيدة كافية لـ نيا لفهم سبب التزام الزيرن الصمت ، لقد شككوا في حقيقة كلام نيا ، لكن هذا كان متوقعاً ، كلما عرف المرء أكثر عن قوة جالداباوث ، كلما كان من الصعب تصديق أن أي شخص يمكن أن يهزمه.
“أجل ، لقد سمعت ذلك من أشخاص موثوقين ، في الحقيقة – شيزو سان؟ “
“…انها محقة ، نيا تقول الحقيقة “.
“أيضاً-” كان هذا هو الجزء الحاسم ، شجعت نيا نفسها داخلياً.
“إذا ذهبتم إلى المملكة الساحرة ، فأنا متأكدة من أنهم سيقبلونكم كـ لاجئين”
“لاجئون…”
كانت هناك مرارة في صوت الأمير.
“ولكن إذا كان بإمكانكم تقديم معلومات عن الملك الساحر ، ملك المملكة الساحرة ، فأنا متأكدة من أنك لن تتعرضوا للإستهانة* حتى عندما تذهبون إلى هناك” (أو أنكم لن تتعرضوا للإزدراء)
“انتظري ، انتظري ، لماذا سيكونون سعداء بسماع خبر ملكهم؟ “
“أه ، نعم ، حالياً… آه… مكان الملك الساحر غير معروف… “
“أليس هذا سيئًا للغاية؟ في أسوأ السيناريوهات ، قد يكون ميتًا “
“لحظة من فضلك ، لا يمكن لجلالة الملك أن يكون ميتاً ، بحوزتنا دليل ، ونحن نتحقق منه الآن “.
قالت نيا لهم إن الملك الساحر ربما قد سقط على التلال التي يسكنها أنصاف البشر ، لذلك أرادت الاعتماد على مساعدتهم في البحث عنه ، وصمت الأمير.
‘ألا ينجح الأمر؟’ قالت نيا ذلك في نفسها ، لكن بما أنها قد طرحت كل ما لديها بالفعل ، لم تستطع قول أكثر من ذلك ، في هذه اللحظة الأمير هو من عليه إتخاذ القرار.
أيضًا ، حتى لو لم يتمكنوا من تقديم أي مساعدة مباشرة ، يجب أن يكونوا قادرين على الأقل على تقديم معلومات ، كما وعدوا.
“…فهمت ، إذا قدمنا لهم معروفًا… لكن هل سيتم قبولنا كأنصاف بشر؟ المملكة الساحرة هي أمة من البشر ، أليس كذلك؟ “
“لا ، المملكة الساحرة أمة يحكمها واحد من الأوندد “.
“أوندد!؟”
صرخ كل من الأمير والزيرن المحيطين به معا.
“أتخبريننا أن نذهب إلى مثل هذا المكان الخطير!؟”
جميع الأعراق يحملون كراهية شديدة للأوندد ، حتى نيا كانت كذلك قبل أن تلتقي بالملك الساحر ، لقد تأثرت بإدراكها أن الأشخاص الذين أمامها يشبهون ما كانت عليه منذ وقت ليس ببعيد.
“لحظة من فضلك ، قد تكون المملكة الساحرة محكومة من قبل أوندد ، لكن حاكمها العظيم هو ملك منفتح ونبيل ، وقد شاهدت شخصيًا التعايش السلمي بين البشر وغيرهم من أنصاف البشر داخل البلاد “.
“أتسمين الأوندد بالعظيم ، لا يمكنني تصديق أن البشر كذلك-“
“-هذا يكفي ، نيا دونو ، أعتذر إذا كان رعاياي قد أساءوا لك ، ومع ذلك ، هل الملك الساحر عظيم حقًا كما تقولين؟ “
“نعم”
نفخت نيا صدرها عندما ردت على سؤال الأمير.
“…لا يمكننا قراءة تعابير البشر ، لكني أفهم أن شجاعة مثلك توغلت في عمق منطقة العدو من أجل تنفيذ عملية إنقاذ جريئة يجب أن تقول ذلك بثقة لا تتزعزع ، لذلك ، سأؤمن به أيضًا – ليس الملك الساحر الذي هو واحد من الأوندد ، ولكن الملك الساحر الذي وضعت إيمانك فيه ، إذن دعونا نعهد بأنفسنا للملك الساحر”.
“اوووه!” صرخ الزيرن بفرح.
“يبدو أننا توصلنا إلى قرار ، في هذه الحالة ، أرجوا منكم أن تهربوا إلى المملكة الساحرة بكل سرعة ، أيها أمير ، لسوء الحظ ، هناك بعض الأخبار السيئة للغاية ، وهي أن شيطاناً مقرباً من جالداباوث سيأتي قريبًا ، اعتقدت أن الأمر سيستغرق بضعة أيام أخرى قبل وصوله… ولكن سيكون الأمر سيئًا إذا تم العثور علينا ، حسنا ، هيا بنا”
كعرق ، كان الزيرن يتألفون بشكل كبير من الإناث ، مع عدد قليل جدًا من الذكور ، فقط الملك والأمير يندرجان في الفئة الأخيرة ، إذا تم القضاء على ذكور القبيلة – على الرغم من وجود حالات يمكن فيها للإناث تغيير جنسهم حيث يتحولون فيها إلى ذكور – فسيكون العرق بأكمله في طريق الانقراض.
لذلك ، كان على الأمير أن يهرب إلى مكان آمن تمامًا – إلأى المملكة الساحرة – ، وهذا هو سبب إجراء المناقشة في وقت سابق.
“شيطان مقرب من جالداباوث قادم إلى هنا؟”
كانت هناك كلمة قالها الزيرن ولم تستطيع تجاهلها.
“مم ، ألم تره؟ لدى جالداباوث ثلاثة شياطين مقربين منه ، وواحد منهم قادم إلى هنا “.
“…نحن بحاجة إلى هزيمته”
عندما سمع كلمات شيزو ، الأمير – الذي تم وضعه على الأرض – فجأة تعثر.
“هل جُننتما!؟ من المؤكد أنكما قويتان جدًا لتتمكنا من إنقاذي ، و حتى مع ذلك ، لن تكونا قادران على إلحاق الهزيمة به! “
كلمة “قوية” تنطبق على شيزو فقط ، لكن نيا لم تجد فرصة للتدخل وبالتالي لم تستطع توضيح الأمور.
“…يقولون إنه يتنقل بين العديد من المدن… مجيئه إلى هنا هو فرصة نادرة ، إذا فوتنا هذه الفرصة ، فلن نحصل على أخرى “.
“هذا صحيح…”
“أيها الأمير!”
“اهدأ وفكر في الأمر ، إذا تمكنتا من قتل أحد مساعدي جالداباوث ، فستنكسر سلسلة القيادة وتعم الفوضى ، وسيكون من الصعب عليهم العثور علينا ، نحن الذين لا نتجه إلى التلال ولكن إلى المملكة الساحرة… إذن ، هل من الممكن هزيمته؟ “
“…لا أعرف ، لكن هذه هي الفرصة الوحيدة “.
قال الأمير ، الذي فوجئ عندما رأى جثة فاه أونس في طريق العودة “إذاً لنستغل هذه الفرصة ، سأراهن على القوة التي مكنتكما لكما قتل فاه أونس!”
“جميعًا ، استمعوا جيدًا إليّ ، من الآن فصاعدًا ، سنساعدهما على هزيمة تابع جالداباوث الشرير! “
“نعم!”
“هناك بشريان ، وستة منا ، حتى وقت قريب كنا نحن الأشخاص الثمانية أعداء ، لكننا الآن متحدون لمواجهة عدو قوي ، هذه هي الأوضاع التي تتحول إلى ملاحم بطولية “.
“ايه؟” مندهشة ، أعادت نيا التحقق من أعداد الزين الموجودين ، وبعد أن رأت أنها لم تكن مخطئة ، تحدثت بسرعة.
“انتظر ، انتظر من فضلك ، لستم بحاجة إلى التورط في هذا ، أيها الأمير ، لقد جئنا إلى هنا لأجل إنقاذك! “
بالإضافة إلى ذلك ، كيف يمكن للأمير أن يساعد في القتال؟ ومهما أراد المرء أن يفسر نواياه ، إلا أنه كان لا يزال يرقة كبيرة يزحف على الأرض ، بصراحة ، سيكون الأمر أقل إزعاجًا إذا اتبعهم وحمل راية المعركة.
“بالنسبة لكما ، فإن مهمتكما قد انتهت منذ أن ساعدتماني على الهروب ، فهمت ، فهمت ، ومع ذلك ، بمساعدتي ، سيكون من الأسهل هزيمة تابع جالداباوث ، لا ، يجب أن أقول إنه بدوني ، سيكون من الصعب عليكما هزيمته ، حتى لو كنتما البطلين الذين هزما فاه أونس “.
شيزو هي من هزمت فاه أونس لوحدها ، نيا لم يكن لها علاقة بذلك ، ومع ذلك ، ظل الأمير يعتبرها بطلة ، الأمر الذي جعلها تشعر بالحرج الشديد.
“إذن ، هل تقصد أنه يمكننا القيام بذلك إذا حصلنا على مساعدة جميع الزيرن؟”
أصدر الأمير ضوضاء غريبة.
“لا ، لا ، أيها البطلتان ، إنه الأمر ليس كذلك ، يمكنني إلقاء تعاويذ روحية من الطبقة الرابعة “.
“الطبقة الرابعة؟”
فوجئت نيا ، كان سحر الطبقة الرابعة سحراً لا يستطيع الوصول إليه إلا العباقرة ، وذلك بعد جهود متواصلة والكثير من العمل الشاق ، في المملكة المقدسة ، كان الأشخاص الوحيدون الذين استطاعوا إلقاء مثل هذه التعاويذ هي الكاهنة الكبرى كيلارت كوستوديو والملكة المقدسة كالكا بيساريز.
نظرت نيا إلى الجانب ، معتقدة أن شيزو ستكون مندهشة مثلها ، لكن وجه شيزو كان فارغًا كما كان دائمًا ، كما هو متوقع من شيطانة ذات مستوى صعوبة يقدر بـ 150 – مثل هذه الأشياء لم تفاجئها حتى..
“ا… اه… هل كل الزيرن أقوياء مثلك؟”
أصدر الأمير ضوضاء غريبة أخرى ، وارتجف مثل سمكة تم صيدها.
“أنا مميز”
“على وجه الدقة ، هذا هو سبب كونه الأمير “.
بعد سماع صوت الزيرن الفخور ، تذكرت نيا المحاضرات والدروس التي أخذتهم ذات مرة.
هذا صحيح ، يعتبر الأفراد ذوي الطبقة الملكية أقوى بكثير من العوام ، لدرجة أنهم سيبدون مختلفين تمامًا عن البقية…
“ومع ذلك ، لدي نقطة ضعف… أنا ، أنا بطيء جدًا”
حسنًا ، هذا صحيح ، فكرت نيا في ذلك ، كان هذا واضحا من مظهره.
“إذا اقترب شخص ما مني ، فسأُقتل دون أن تتاح لي الفرصة للرد ، لذلك ، هل يمكنك حملي على ظهرك؟ يمكنني إلقاء التعاويذ عند الإشارة “.
“فهمت ، أنا أفهم ما تريد القيام به ، ومع ذلك ، هل يمكن أن يحملك الزيرن – أي حراسك الملكيين – بدلاً منا؟ “
“على عكس أميرنا ، نحن متخصصون في القتال القريب ، وأما أنتما متخصصان في القتال بعيد المدى ، أليس كذلك؟ “
“هذا صحيح… حسنًا ، سيكون من الأفضل لو حملته أنا أو شيزو سان… لا ، فلنترك ذلك جانبًا في الوقت الحالي ، سيكون أمرًا سيئًا إذا جررنا الأمير إلى هذا وانتهى به الأمر بالموت “.
“…نيا ، هناك مغزى من جلب الأمير… ولهذا اقترح الذهاب معنا “.
”فوفوفو ، هناك مغزى بالفعل ، هل تعرفان عنه شيئاً؟ ذلك الشيطان الذابل الذي يُزين نفسه بالرؤوس؟ “
“…هناك العديد من الشياطين مثله ، قبعات الحرير ، تيجان ، الدوائر ، وكورولاس “
أحصت شيزو الأنواع الأربعة على أصابعها.
“…ينبغي أن يكون الشيطان الذي نحن بصدد مواجهته واحدًا منهم ، لكن… إذا واجهنا شيطاناً من نوع “قبعات الحرير” ، يجب أن نهرب ، حتى أنا لم أستطع الفوز على أحدهم “.
“إذن أنت تعلمين!؟”
تفاجأت نيا ، ثم اِستُبدلَ هذا الشعور بالغضب ، عندما استعدوا للمهمة ، قالت شيزو إنها لا تعرف الكثير عن شياطين الأتباع.
هل كذبت عليهم؟
إذا كانت تحاول الاحتفاظ بمعلومات عن جيش جالداباوث من المملكة المقدسة ، فهذا يعني أن شيزو لم تكن أبدًا تحت سيطرة الملك الساحر ، وهذا يعني أيضًا أن وجود شيزو لم يُثبت شيئًا عن سلامة الملك الساحر.
“…انا وثقت بك! وفي النهاية كنت تكذبين عليّ منذ البداية! “
إهتاجت نيا وأمسكت بأكتاف شيزو بغضب واستخدمت كل قوتها ، لقد استخدمت الكثير من القوة ، لكن يبدو أن الخادمة الشيطانة لم تشعر بأي ألم ، لم يكن ذلك بسبب عدم وجود مشاعر لدى شيزو ، ولكن لأن هذا القدر من القوة لم يكن شيئًا بالنسبة لها.
الندم والاستياء اللذين لا يُطاقان جعلا نيا تريد البكاء ، كانت تعتقد أنها أقامت علاقة صداقة مع شيزو ، لكن في النهاية تبين أنها ليست أكثر من مجرد أضحوكة ، ولهذا لم تستطع نيا إلا أن تضحك على نفسها.
كان وجه شيزو فارغًا كما كان دائمًا ، ومع ذلك ، كان هناك تغيير طفيف ونيا فقط من إستطاعت قراءته.
لقد كان حزنًا ، أو تأملًا ، أو ربما – تأنيبًا.
“…أنا آسفة”
قامت شيزو بإخراج هذه الكلمات بعد صمت طويل ، بالكاد يعتبر اعتذارًا – في الواقع ، لم يؤدي ذلك إلا إلى تأجيج نيران غضبها ، لكن في الوقت الحالي ، بدت شيزو عاجزة بشكل غريب ، ورؤيتها هكذا ساعدت نيا على استعادة القليل من رباطة جأشها.
واصلت شيزو بهدوء ، كما لو كانت تفعل شيئًا لم تجربه من قبل.
“…إذا عرفتي مدى قوة الشياطين المقربين من جالداباوث ، فلربما أنت والأخرين كنتم ستخافون ولم تنفذوا العملية ، لكن من أجل انتصار آينز سما… يجب أن نكسب هذه المعركة ، لهذا كذبت”
تم النظر في كل كلمة قالتها بعناية قبل تجميعها في جملة مؤلمة وصادقة ، لكن هذه الكلمات تضمنت أيضًا إيمانًا حقيقيًا لا يتزعزع.
لم تعرف نيا كيف تستطيع أن تكشف أكاذيبها ، ناهيك عن أنها شيطانة – لا ، حتى لو لم تكن شيطانة ، فلن تتمكن نيا من معرفة ما إذا كانت الفتاة ذات الوجه الفارغ مثلها تقول الحقيقة.
ومع ذلك ، حتى لو كانت تُقدم المعلومات لجالداباوث كجاسوسة ، أو تحاول إسقاط المملكة المقدسة من الداخل ، فإن أفعال شيزو حتى الآن لم تتوافق مع تلك الدوافع ، كان يجب أن تتصرف بشكل أكثر عقلانية.
وأكثر من ذلك ، أرادت نيا تصديق شيزو ، ويرجع جزء من ذلك إلى أن وجودها كان دليلًا على نجاة الملك الساحر ، ولكن أيضًا لأن العلاقة الغامضة التي كانت تربطها بشيزو لا يمكن الاستغناء عنها.
“…حسنا ، أنا أصدقك ، لكن من فضلك ، لا تستخفي بي بعد الآن ، سأواجه بكل سرور أي خطر أو خوف من أجل جلالة الملك “.
بدت شيزو مرتاحة بشكل واضح ، كما هو متوقع ، لا يمكن أن تكون جاسوسة ، أما السبب ، فكان ذلك لأنه من الواضح أنها لم تكن مناسبة لذلك ، وأيضا عادت ابتسامة طبيعية وغير قسرية إلى وجه نيا.
“حسنًا ، حسنًا ، هل يمكننا العودة إلى الموضوع السابق؟ إذا كنت تعرفين الكثير عنهم ، فهل يمكنك إخبارنا عن قدرات هذا الشيطان؟ “
“كل هؤلاء الشياطين يمتلكون نفس القدرات ، لكنهم ليسوا أقوياء جدًا في أشكالهم الأساسية ، ومع ذلك ، تظهر المشكلة عندما يكون هؤلاء الشياطين قادرة على الحصول على رؤوس مخلوقات ذكية… وخاصة رؤوس السحرة “
وفقًا لشيزو ، يمكن للشياطين من هذا النوع تجهيز أنفسهم برؤوس سحرة واستخدام قوى أصحاب الرؤوس ، يمكن أن يستخدم الشياطين من نوع “قبعات الحرير” أربعة رؤوس في وقت واحد ، ويمكن يستخدم الشياطين من نوع “تيجان” ثلاثة رؤوس ، ويمكن يستخدم الشياطين من نوع “الدوائر” رأسين ، ويمكن يستخدم الشياطين من نوع “كورولاس” رأساً واحداً ، ارتفع مستوى تهديدهم بشكل كبير إذا تمكنوا من الحصول على رؤوس سحرة أقوياء و إستثنائيون.
“بغض النظر عن مدى جودة الرأس الذي يستخدمه كورولاس ، يمكنه فقط إلقاء تعاويذ تصل إلى الطبقة الثالثة ، قبعات الحرير ، من ناحية أخرى ، يمكن أن يلقي تعويذ تصل إلى الطبقة العاشرة- “
“انتظري!”
“لحظة!”
قاطع كل من الأمير ونيا شيزو.
تبادلت نيا والأمير النظرات ، مع أن نيا لم تستطع قراءة وجه الأمير ، إلا أنها كانت متأكدة من أنه كان يفكر في نفس الشيء مثلها.
“…بعدك”
“أومو… إيه ، هل قلت الطبقة العاشرة؟ أليست تعاويذ الطبقة الخامسة هي أعلى طبقات السحر؟ “
كما قال الأمير ، سمعت نيا أن هذا هو الحد الأقصى للسحر ، ولهذا السبب خمنت نيا أن شخصًا قويًا مثل الملك الساحر قد يكون قادرًا على استخدام سحر الطبقة السادسة.
رداً على سؤال الأمير ، هزت شيزو رأسها وكأنها تقول ، “هاه؟”
“…الطبقة العاشرة هي أعلى طبقة من السحر ، التعويذة التي استخدمها جالداباوث لإستدعاء نيزك من السماء تنتمي أيضًا إلى تلك الطبقة “.
“كيف ، كيف يمكننا التغلب – إيه؟ ايه؟ مستحيل! لا تقولي لي أن جلالة الملك ، الذي واجه جالداباوث… “
عندما ضربت الحقيقة المروعة نيا ، إرتجف الأمير من الصدمة.
”الطبقة العاشرة؟ لا ، مستحيل ، الطبقة العاشرة… هل يمكن أن يكون ذلك صحيحًا… وأنا الذي كنت فخورة جدًا بنفسي لأنني أستخدم سحر الطبقة الرابعة… “
لا ، من يستخدم سحر الطبقة الرابعة يُعتبر قويًا جدًا ، وهذا سيُبرر أن يكون متعجرفًا ، قِلة فقط من السحرة يمكنهم الوصول إلى هذا المستوى.
“شيزو… أود التحقق من شيء ما ، ولكن… هل يستطيع جلالة الملك استخدام تعاويذ من الطبقة العاشرة… أيضًا؟”
“…بالتأكيد”
لماذا تسألين عن هذا؟ بدا أن نبرة شيزو توحي بذلك ، ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها نيا بوضوح مشاعر شيزو.
الأمير ، الذي كان أيضًا ساحرًا ، إرتجف من الصدمة الهائلة.
“هاه؟ هااه؟ إذن ، ملك الأرض التي نهرب إليها – الملك الساحر – هو أوندد قوي؟ هل يعني إتقان الطبقة العاشرة أنه أقوى مني بمرتين؟ “
“…هاااه” تنهد شيزو بعمق “جلالة الملك”
“إيه؟”
“…ناده بـ جلالة الملك”
“آه ، نعم ، نعم ، إذن جلالة الملك قوي حقًا… “
عندما يفكر المرء في الأمر بهدوء ، كانت شيزو في الواقع فظة للغاية مع أمير عرق بأكمله ، ولكن بما أن شيزو كانت تتحدث عن حقائق واقعية ، وافقت نيا ضمنيًا على أفعالها.
“بالفعل ، أيها الأمير سما ، جلالة الملك قوي بشكل لا يصدق! “
“اه ، نعم”
“…أيها أمير ، إذا تمكنت من العثور على شخص بهذه القوة ، فسيكون مدينًا لك! “
“أنتِ على حق تماماً! إذاً سَنُقدم لإقتراحك السابق – البحث عن جلالة الملك في التلال – دعمنا الكامل! “
قامت نيا بشد قبضتيها من الحماسة.
“شكرًا جزيلاً لك ، أيها الأمير سما ، الآن ، شيزو ، هل يمكنك متابعة ما كنتِ تقولينه للتو؟”
“…عن مدى قوة آينز سما؟”
“كنا نتحدث عن أتباع جالداباوث ، آه ، أود أن أسمع عن الملك الساحر أيضًا – هل يمكنك إخباري بالمزيد بعد أن نعود بأمان؟ “
“…همم ، يمكن للشيطان المُجهز بِعِدة رؤوس استخدامهم جميعًا مرة واحدة وإلقاء تعاويذ متعددة في وقت واحد ، ولكن هناك عدة شروط ، أولاً ، يمكن لكل رأس استخدام تعويذتين فقط في وقت واحد ، بالإضافة إلى ذلك ، هناك حد لعدد طبقات التعاويذ التي يمكن إلقاؤها في وقت واحد ، على سبيل المثال ، يمكن للشيطان من نوع “قبعات الحرير” إلقاء 15 طبقة من التعاويذ كحد أقصى في وقت واحد- “
“-15 طبقة! هل تصل التعاويذ إلى 15طبقة كحد أقصى !؟ “
“…ليس إلى هذا الحد ، يمكن أن تصل طبقات التعاويذ المضافة معًا إلى 15 ” (المكدسة فوق بعضها / يعني في المُجمل)
شعر الأمير بالارتياح عندما سمع إجابة شيزو.
حقيقة أن نيا استطاعت أن تخمن قليلاً كيف شعر الأمير من خلال أفعاله بدأت تخيفها.
“…بالعودة إلى الموضوع ، الشيء المهم هو عدد الرؤوس التي يمكن أن يستعملها الشيطان دفعة واحدة “.
“اثنين ، أحدهما رأس نصف بشري ، والآخر رأس بشرية مثلكم “.
كان لدى نيا شعور سيء حيال هذا ، في ذلك الوقت ، كان جالداباوث يحمل جثة بشرية ، ألم يكن النصف العلوي من تلك الجثة مفقودًا؟
“كيف كان يبدو رأس تلك البشرية ، أيها الأمير سما؟”
“لسوء الحظ ، بخلاف عرقي لا يمكنني التفريق بين أفراد عرق أخر ، آه ، لكنني أعلم عن الرأس الآخر ، كان ينتمي إلى ملكة لعرق البانديكس ، اسمها الأم الكبرى “.
أرادت نيا أن تعرف المزيد عن البانديكس و الأم الكبرى ، ولكن كان لدى نيا أشياء أكثر إلحاحًا تحتاج إلى معرفتها.
“أود أن أسأل عن البشرية ، ما لون شعرها؟ “
“بالشعر تقصدين الفراء على الرأس؟ كان لونه أسود فاتح “.
“أسود؟ إذن فهي ليست ملكًا لشخص من المملكة المقدسة؟ “
تنهدت نيا بإرتياح ، وتساءلت للحظة عما إذا كان الرأس مِلكًا للملكة المقدسة ، ولكن الأن بعد أن ثَبُت أن إفتراضها كان خاطئاً ، شعرت بإحساس عميق بالارتياح ، وفي الوقت نفسه ، لاحظت نيا أن هذا قد يكون تلميحًا إلى لغز آخر.
كانت قد سمعت أن البشر في الجنوب لديهم شعر أسود ، وتساءلت نيا عما إذا كان جالداباوث قد جاء من هناك.
بالنسبة للمملكة المقدسة ، لم تكن المناطق الجنوبية أرضا يحكمها البشر ، في الواقع أقل من نصف السكان كانوا من البشر ، وكان لدى العديد منهم دماء أعراق أخرى ، وكان هذا العدد يتزايد بشكل مستمر ، وفقًا لما عرفته نيا ، فقط المملكة المقدسة والإمبراطورية ومملكة ري-إيستيز من يحكمها هم ملوك من البشر ، لم يكن لتحالف المدينة والدولة والثيوقراطية عائلات ملكية.
ولهذا السبب لم تصل أي أخبار عن جالداباوث إلى هذه البلدان التي يسيطر عليها البشر.
“…بالمناسبة ، لو كان الشيطان يمتلك رأساً لا ينتمي إلى ساحر فلن يستطيع إستخدام قوته ، فهو لا يكتسب قدرات المحاربين بتجهيز رأس محارب ، هذا بسبب وجود شياطين أخرى بهذه القدرات “.
“في هذه الحالة ، أيها الأمير سما… هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن تلك الأم الكبرى؟ “
“حسنا ، هذا هو السبب في أنني أريد أن أقاتل معكما ، البانديكس هم عرق يتغذون على الطحالب ، وهم يشبهوننا”.
بعبارة أخرى ، هم مثل الديدان.
شعرت نيا بنوع من الاشمئزاز من فكرة أن الشيطان يُزين نفسه برأس الديدان.
“…هل كانت الأم الكبرى أيضًا ساحرة روحية؟”
“أجل ، أستخدم مبدأ اليين الخاص بالعناصر الخمسة ، لكن الأم الكبرى عكس ذلك ، فهي تستخدم مبدأ اليانغ للعناصر الخمسة ، إن يين ويانغ نقيضان ، ويمكن أن يُلغِيَّ أحدهما تعاويذ الآخر “.
“…فهمت” أومأ شيزو
“السماح له بالحضور معنا سَيُحسن من فرصنا في الفوز”.
“مم ، أنا سعيد لأنك فهمت ، أنا شخصياً أشعر بالحزن الشديد لأن شيطاناً يستخدم رأس الأم الكبرى ، في الواقع ، لقد كانت حبي الأول “.
“أيها الأمير!”
“ماذا تقول! كيف يمكن أن تقع في حب أنثى من عرق آخر! “
“أهه! كان هذا حباً طفولياً! الأمر مختلف الآن! “
على الرغم من أن الموضوع بدا وكأنه موضوع حلو وسعيد ، إلا أن كل ما شعرت به نيا حول الحب الأول ليرقة كان اشمئزازًا تامًا.
“في هذه الحالة ، بافتراض أن عدونا هو شيطان من نوع “الدوائر” و الذي يمكنه تجهيز رأسين في وقت واحد ، كم عدد طبقات التعويذة الإجمالية التي يمكن أن يلقيها في وقت واحد؟”
“…بحد أقصى 6 ، بالمناسبة ، يمكن أن يلقي الشيطان من نوع “التيجان” 10 كحد أقصى “.
“إذن إذا استخدمت تعاويذ من الطبقة الرابعة ، فهو لن يتمكن إلا من إلقاء تعاويذ من الطبقة الثانية بالرأس الآخر ، بالطبع ، كل ما في الأمر هو أن تعاويذي ستبطل تعاويذ الرأس الأخر (رأس الأم الكبرى) ، لذلك لا يزال علينا توخي الحذر… “
“…التالي هو رأس البشرية ، نحن نعرف القليل جدا عنها ، نيا؟ “
“أنا آسفة ، يؤسفني أن أقول إنني لا أعرف الشخص ذو الشعر الأسود ، مع ذلك ، أنا مندهشة تمامًا منك شيزو ، اعتقدت أنكِ ستدخلين مباشرة في القتال “.
“…قال آينز سما إن جمع المعلومات مهم للغاية”
“آه ، كما هو متوقع من جلالة الملك ، يا لها من فكرة ممتازة! “
عندما قالت نيا ذلك ، مدت شيزو يدها إليها ، وأمسكت بها نيا على الفور وهزتها لأعلى ولأسفل.
“…فتاة جيدة ، إذا كنت ظريفة ، كنت سأضع ملصقًا عليك ، ربما ملصق فروي “.
“…ملصق؟ آه ، لقد وضعت واحدًا عليّ بالفعل ، لذا لست بحاجة إلى ملصق آخر ، يرجى لصقه على شخص آخر تحبينه “.
“…مم ، أنت أول شخص يكره ملصقاتي “.
“إيه؟”
صرخت نيا والمفاجأة تعلو وجهها حيث قالت شيزو إنها كانت الأولى ، بعد ذلك ، أدركت على الفور أنها ربما – كشيطانة – لم يكن لديها الكثير من التعاملات مع البشر ، لا ، كان من الممكن أن يكون الآخرون قد احتقروها في قلوبهم لكنهم لن يجرؤوا على التعبير عن مشاعرهم ، بسبب خوفهم منها بسبب أنها شيطانة ، مع أنها أرادت أن تسخر منها بسبب ذلك ، إلا أن نيا لم تستطع فعل شيء مثل إفساد متعة شخص كانت مخلصة لنفس الكائن الأعلى مثلها ، وهكذا ، تركت نيا الأمر يمر وإبتسمت بمرارة.
“…بالفعل ، ليس لدى البشر الفراء ، مثلنا نحن الزيرن ، هذا هو سبب عيشهم في منازل مثل هذه ، لماذا لا تحفرون الثقوب كما نفعل؟ “
“أيها الأمير ، نحن نبتعد عن الموضوع ، ليس لدينا الكثير من الوقت – نحن بحاجة للتعامل مع هذا قبل أن يهاجم البشر هذه المدينة “.
“…مم ، إذن الأمير سيذهب أيضًا “.
لم يعترض أحد ، أو بالأحرى ، كانت نيا هي الوحيدة إعترضت.
“فيما يتعلق بإستراتجيتنا ، سنكون نحن في الطليعة ، ولكن ماذا يجب أن نفعل إذا كان هناك حراس آخرون لصدنا؟ ، إن السماح لساحر عدو بالتحرك بحرية امر خطير للغاية “.
“…سأشارك في قتال قريب المدى”
لم يسأل أحد عما إذا كان بإمكانها فعل ذلك ، لقد كانت عضوة في فريق يمكنه هزيمة الحارس فاه أونس – رغم أن معظم العمل قامت به شيزو وحدها – أو هكذا قال الجميع ، إلا أن لا أحد شك في قدرات شيزو.
“حسنا ، إذن هيا بنا ، قبل الاقتراب من الشيطان ، ضعونا في براميل وأدخلونا للداخل ، إذا أخبرتموهم أنكم تحضرون الطعام إلى الشيطان بناء على أوامره ، فستتمكنون من الاقتراب منه “.
بكلمة “ضعونا” ، كان الأمير يشير إلى نفسه ونيا وشيزو ، طالما ظل الثلاثة غير مكتشوفين ، يمكنهم الاستمرار في خداعهم ، لم يتم الكشف عن خيانة الزيرن حتى الآن ، كان هذا تكتيكًا لا يمكن تنفيذه إلا الآن.
مرة أخرى ، اختبأت شيزو ونيا داخل البراميل التي استخدموها لدخول المدينة.
”شيزو سان ، نحن محظوظات حقًا “.
قامت شيزو بإخراج رأسها من البرميل.
“…لماذا؟”
“انظري ، كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لنا ، بفضل خيانة الزيرن ، تمكنا من إنقاذ الأمير ، وحتى تابع جالداباوث موجود هنا ، إذا هزمناه سنكون قد حققنا إنجازاً عظيماً ، بهذه الطريقة ، لن يتمكن أحد من التحدث بالسوء عنا بعد الآن ، سنكون أيضًا قادرين على تجميع فريق إنقاذ بسهولة للعثور على جلالة الملك “.
“كل هذا كان مصادفة”
هُزمت نيا أمام نبرة شيزو القاسية إلى حد ما.
“إيه؟ آه ، هل- هل هذا خطأ؟ نحن محظوظات لأنها كانت مصادفة… حسنًا ، لقد حققنا هذا النجاح لأن جلالة الملك جعلك من ممتلكاته (سيطر عليكِ) ، لذلك فهي ليست مصادفة حقًا “.
“ممتلكات… آينز سما…”
“آه ، ربما لم تكن ممتلكات هي الكلمة الصحيحة؟”
“…أنا لا أمانع ، نيا”
“إيه؟”
“…أنا معجبة بك كثيراً ، أنتِ لستِ ظريفة ، لكني لا أمانع في إعطائك ملصقًا آخر “.
لقد كان مؤلمًا قليلاً أن يتم وصفها بـ ” لستِ ظريفة ” مرارًا وتكرارًا ، وبينما كانت تفكر في ذلك ، قالت نيا ، “لا تهتمي” ، ثم إختبأت في برميلها.
الجزء 4
تم إيقاف الزيرن من قبل أنصاف البشر الآخرين عدة مرات أثناء نقلهم نيا و شيزو والأمير في براميلهم ، لكن لم يتم فتح أي من البراميل وتفتيشها ، بهذه الطريقة ، وصل الثلاثة إلى محيط مكتب الشيطان.
خرجوا من البراميل.
لقد ألقوا نظرة خاطفة على الخارج من داخل البراميل ، لكن لم يكن الأمن مشددًا ، يبدو أن إنقاذ الأمير لم يُكشف بعد.
ثبتت نيا الأمير على ظهرها ، وبينما كانت تربطه بحبل ، تقدم إحدى الزيرن لطلب لقاء مع الشيطان ، كان هذا شكلاً من أشكال الاستطلاع.
بمجرد أن انتهى الجميع من استعداداتهم للدخول ، عاد الزيرن.
“إنه وحده ، لا وجود لأي حراس”
عبست نيا.
الآن بعد أن أصيب جالداباوث بشدة نتيجة قتاله الملك الساحر ، ألن يُقوي دفاعاته؟ بصفته أحد المقربين من جالداباوث ، أم أنه إرتاح الآن بعد أن مات الملك الساحر؟
بينما كانت جميع أنواع الأسئلة تدور في رأسها ، كان الشيء الوحيد الذي كان مهمًا هو ما قاله الأمير في النهاية.
“هذا يعني أنها فرصة مثالية لقتله ، لنذهب”
تماشيا مع كلام الأمير ، تحركوا جميعا.
فتح أحد الزيرن الباب ، واستطاعت نيا – التي وقفت على رأس المجموعة – رؤية ما بداخل الغرفة بوضوح.
كان سقف المكتب الواسع يبلغ ارتفاعه 5 أمتار ، وكان فسيحًا للغاية ، نظرًا للآثاث المميز والضروريات اليومية الراقية في الداخل ، فقد أعطت الغرفة انطباعًا عن غرفة فاخرة نموذجية.
كانت هناك طاولة سوداء صلبة المظهر ، وخلفها ، وحش شنيع يتكلم.
“بشر؟ زير… “
بدا أنه يقول شيئًا ما ، ومع ذلك ، لم يكونوا هنا للتحدث.
ألقى الأمير على الفور تعويذة من ظهر نيا.
“「اليين – العناصر الخمس – كرة النار الكبرى」”
حلقت شعلة ضعيفة ومُومِضة أمام نيا كما لو كانت قد ألقيت في الغرفة ، لقد سمعت من الأمير أنها كانت تعويذة هجوم من الطبقة الرابعة وسميت بإسم قوتها الهجومية ، وبمجرد ملامسة شيء ستنفجر بشدة ، لكن-
“「اليانغ – العناصر الخمس – كرة النار الكبرى」”
اختفت الشعلة في منتصف الطريق ، كما لو أن الريح قد أخمدتها.
“كنت أعرف ذلك…” تمتم الأمير ببغض.
لم يهاجم مرة أخرى ، كانت تلك التعويذة مجرد تجربة ، مع أنه كان يخطط لمواصلة الهجوم إذا لم يتم إبطالها ، ولكن للأسف لم يكن الأمر كذلك ، نظرًا لأنه لم يكن ينوي إضاعة المانا ، فقد انتظر لإلقاء التعاويذ وفقًا لهجمات حلفائه.
“…هل هذا الأمير الزيرن على ظهر بشرية؟ لا يبدو أن البشر أسروه وأتوا به إلى هنا… كهاهاها ، اذن فهي خيانة؟ مثير للإعجاب”
بدا الشيطان العظيم وكأنه خرج من كابوس وهو يقف ببطء ، مثل الإستهزاء من البشر.
كان عارياً تمامًا ، أذرعه – التي امتدت إلى ركبتيه – وأرجله وجلده وعظامه مكشوفين تمامًا.
كان جسمه يشبه الخشب الذابل ، وهو نحيف للغاية وهش لدرجة أن نيا شعرت أنها تستطيع كسره.
لم يكن لذلك الجسم الخشبي الذابل رأس ، لم يكن هناك سوى خط مستقيم يمتد من الكتف إلى الكتف ، لا ، كان هناك غصن نحيل – أرق من معصم المرأة – يبرز من منطقة العنق ، كانت هناك ثمرتان ، لابد وأنهم الرؤوس الذين يستخدم لإلقاء التعاويذ.
“إيه؟ -آه”
لم تستطع نيا إلا أن تصرخ ، لقد صُدمت لدرجة أنها لم تستطع سوى قول هاتين الكلمتين في الوقت الحالي.
كما قالت شيزو ، كان هذه هي السمة الخاصة للشيطان من نوع “الدوائر” – رأسين.
ينتمي أحد الرؤوس إلى يرقة شنيعة المظهر ، كانت تشبه إلى حد كبير الأمير ، وبالنظر إلى سمعته سابقاً ، ربما كانت الأم الكبرى ، كانت المشكلة هي الرأس الآخر.
كان الرأس الآخر ملكًا لإمرأة ، عيناها ملفوفتان إلى داخل رأسها وفمها مفتوح مثل سمكة ، بدت بشرتها شاحبة بشكل مروع ، لكن رأسها لم يبدو متعفنًا أو تالفًا ، وكان شعرها الأشقر لامعًا ، استطاعت رؤية اللحم الأحمر الفاتح حيث تم فصل الرأس عن الجسم ، وبدا رطباً بما فيه الكفاية لكي ينزف ، على الرغم من أن حقيقة أن الرأس بدا مقطوعًا حديثًا والأمر الذي كان غامضًا إلى حد ما ، إلا أنه بسبب ذلك أدركت نيا على الفور من هي صاحبة الرأس.
“كيلارت كوستوديو سما…”
(ملاحظة المترجم الأجنبي: في تغريدة على تويتر ، ذكر مؤلف قصة أوفرلورد “كوغان ماروياما” ، أنه نسي أن يذكر أن شعر كيلارت البُني كان لامعًا جدًا لدرجة أنه بدا أشقرًا)
مع أنها رأتها من بعيد فقط ، إلا أنه من المستحيل أن تخطئ فيها بشخص آخر ، كانت الكاهنة الأعلى رتبة في المملكة المقدسة.
انتشر الارتباك والشك داخل نيا.
مالذي يجري؟ هل كذب الزيرن؟ هل اعتقدوا أن نيا وشيزو سيفكرون في الهرب إذا علموا أنها كيلارت؟
“لقد فهمت ، فهمت ، أيها الزيرن ، هل هذا يعني أنكم لم تعودوا تهتمون بما يحدث لملككم والأشخاص الذين يعيشون في تلك الأرض؟ ، سأعطيكم فرصة أخيرة ، إذا قبضتم على هؤلاء الأشخاص ، فسأسلط عقوبة مخففة عليكم ، ما رأيكم في ذلك؟”
لم يتحرك الرأسان اللذان يشبهان ثمارًا غريبة ، ولا تلك العيون البيضاء ، بدوا وكأنهم لا شيء أكثر من زينة ، في هذه الحالة ، من أين أتى هذا الصوت؟
لم يأبه الأمير لسؤال نيا وهاجم الشيطان العظيم.
تحرك أتباعه من الزيرن على الفور إلى مواقعهم للهجوم في أي لحظة.
“همف! ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه الآن؟ من قد يصدقك بعد أن قتلت الملك!؟ “
“الملك؟ هكذا إذاً…”
شعرت نيا بتفاجئ في صوت الشيطان ، كانت قراءة تعابيره صعبة لأنه لم يكن يملك رأساً ، وأيضا كان من الصعب معرفة ما إذا كان الهجوم مُأثراً عليه أو لا من خلال ردة فعله ، في هذا الصدد ، كان الزيرن أيضًا خصومًا مزعجين للبشر.
“واجبي هو أن أحكم هذا المكان ، هذا الأمر كان خارج نطاق سلطتي… ومع ذلك ، فقد قُتل؟ ، لا بد أن ملككم كان غبياً جدًا “.
“ماذا!”
“أعزائي الخونة ، لا تقولي لي أنكم أتيتم إلى هنا للثرثرة فقط؟ ، لقد أتيتم إلى هنا لأنكم تعتقدون أنكم تستطيعون هزيمتي ، أليس كذلك؟ في هذه الحالة – ما هي بطاقتكم الرابحة؟ تلك البشرية؟ “
رُفع إصبع يبدو مثل مخلب يجب أن يكون طوله أكثر من 60 سم ، ومُدَّ نحو نيا.
“كما لو كنت سأقول لك!”
رد الشيطان العظيم بهدوء على الأمير:
“لست مضطرًا لذلك ، شياطين الظل “.
امتد ظل الشيطان العظيم على الأرض.
انتفخ ، وخرج ظلان من الظل الممتد على ، بدت وكأنها الصورة الشائعة للشيطان ، لكنها مصبوغة بالأسود بالكامل ، وكان هناك اثنان منهم.
ربما كان هذا هو السبب وراء عدم وجود حراس من أنصاف البشر بجانبه.
“اقتلوا كل الزيرن ما عدا الأمير ، سوف أمسك بالأمير… أيها البشر ، إذا كنتم على استعداد لخيانتهم ، يمكنني أن أعفو عن البشر المتواجدين في معسكرات الإعتقال والذين هم ذو قيمة كبيرة بالنسبة لكم ، وعدد الذين سأعفو عليهم سيكون بعدد أصابع اليدين “
قدم الشيطان العظيم نفس الاقتراح الذي توقعته شيزو.
نظرًا لأن نيا كانت مليئة بالاحترام لبصيرة شيزو الثاقبة ، فقد قررت الرد من أجل خفض حذره.
“حقًا؟”
بعد أن طرحت سؤالها بعناية ، سمعت الفرح في صوت الشيطان.
“ماذا تقولين!؟ هل ستقدمين على خيانتنا!؟ ” صرخ الأمير المتواجد على ظهر نيا ، ولذا فإن انتباه الشيطان العظيم كان مُركّزًا بالكامل على نيا.
“اصمت ، اصمت ، اصمت ، أنا أتحدث معها… أنا كائن أفي بوعودي ، قولي لي كم عدد الأشخاص الذين تريدين حمايتهم ومساعدتهم ، إذا كانت أصابع اليدين غير كافية ، فيمكننا مواصلة المناقشات- “
يبدو أن الشيطان الأعزل قد نسى معنى الحذر ، لأنه أصبح مليئاً بالثغرات في دفاعه.
لم تفوت ورقتهم الرابحة المخفية (شيزو) ذلك ، فقد قفزت من وراء الباب بسرعة ورفعت سلاحها السحري.
وأطلقت الرصاص من سلاحها ، وأمسك الشيطان العظيم بكتفه وتعثر إلى الوراء.
كانت شيزو تنتظر بمفردها خارج الغرفة التوقيت المناسب لشن هذا الهجوم المفاجئ ، وقد أشار هجومها إلى بدء القتال.
لقد انتهت الآن المفاوضات التي كان الهدف منها التلاعب بخصمهم وجعله يُخفض حذره ، قفز حراس أمير الزيرن على شياطين الظل ، واندفعت شيزو إلى الغرفة بسرعة مخيفة ، وتخطت الجميع بسرعة البرق ، مُقتربةً من الشيطان العظيم.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
“ماذاا! الساحر-“
“…لا داعي للشرح”
وجهت شيزو خنجرها نحوه ، وتصدى الشيطان العظيم للخنجر بمخالبه.
في حين أنها كانت تعرف أنه لم يكن هناك سوى القليل من الوقت لمثل هذه الأشياء بمجرد بدء المعركة ، إلا أن نيا عبرت عن إستيائها للأمير خلفها.
“ماذا تقصد بأن لون الشعر أسود! من الواضح أنه أشقر! “
“شقراء؟ ماذا تقصدين بشقراء! إنه أسود فاتح! “
“إيه؟”
لا يبدو أنه يكذب ، هل من الممكن أن الزيرن يرون الألوان بشكل مختلف عن البشر؟
سمعت نيا ذات مرة أن بعض الأعراق ذوي الرؤية الليلية الكاملة لا يمكنهم التمييز بين الألوان ، ويمكنهم رؤية الأشياء بالأبيض والأسود ، كما أن هناك من لا يستطيعون تمييز الألوان في الأماكن المظلمة.
ربما يكون الضوء الموجود في المخزن لأولائك الأعراق من أنصاف البشر ، لتحديد ألوان المكونات.
“سنتحدث عن ذلك لاحقاً! 「اليين – العناصر الخمس – مخلب البرق」!”
“تشيه! 「اليانغ – العناصر الخمس – مخلب البرق」! “
انطلقت صاعقة من البرق في الهواء تشبه مخالب الوحش ، لكنها تلاشت في منتصف الطريق.
على الرغم من وجود تعويذة مثل 「العناصر الخمس – تليين الفولاذ」التي تقلل من القوة الدفاعية وتعويذة مثل「العناصر الخمس – تصليب الفولاذ」التي تزيد من قوة الهجوم ، بالإضافة إلى تعويذة إستدعاء مثل「العناصر الخمس – استدعاء سيد البرق」، فإن الشيطان العظيم لم يُبطل هاته التعاويذ ولكن ألقى تعويذة عالية المستوى على نيا والآخرين.
ولتجنب ذلك ، ألقى الأمير ببساطة تعاويذ هجوم لم يستطع العدو تجاهلها ، بالإضافة إلى ذلك ، ركز على استخدام تعاويذ من عنصر البرق ، والتي لا يجب أن يكون العدو قادرًا على مقاومتها ، ثم استخدم قدرة خاصة تسمى تقوية عنصر الخشب ، مع أن الحماية العُنصرية للشيطان كان يجب أن تكون قادرة على حمايته ، إلا أن تعويذة الأمير المعززة لا يمكن إبطالها كُلياً ، ولذا بدأت في إحداث أضرار طفيفة تدريجيًا.
في حين أن الأم الكبرى كان بإمكانها استخدام مهارات التقوية تمامًا مثل الأمير ، إلا أنها لم تعد الآن أكثر من أداة للشيطان العظيم ، لم يكن لدى الشيطان تقنيات تقوية خاصة به وبالتالي تأثر بقوة تعاويذ الأمير.
بما أن شيزو كانت تتكفل بالمقدمة ، كان على نيا القيام بعملها كحارسة خلفية ، لا يمكنها أن تكون مجرد وسيلة نقل للأمير في مواجهة مثل هذا العدو الجبار ، و أطلقت سهما من قوسها “نجم الإطلاق النهائي الخارق” الذي تحمله.
مع أن تسديداتها ضد الجسد الرئيسي كانت دقيقة للغاية ، إلا أن الشيطان العظيم صد سهامها بسهولة بيده.
“ابتعدي عن طريقي ،「موجة الصدمة」 “
تحركت شفاه وجه كيلارت ، وألقت تعويذة هجومية من الطبقة الثانية على شيزو ، على الرغم من أن جسد شيزو قد رُفع عن الأرض من خلال تأثير غير مرئي للعين البشرية ، إلا أنه لا يبدو أنها تعرضت لأي ضرر من شأنه أن يُعيق تحركاتها ، لم تتوقع نيا شيئًا أقل من شيطانة مستوى صعوبتها 150.
“「اليين – العناصر الخمس – مخلب البرق」”
“「اليانغ – العناصر الخمس – مخلب البرق」”
ألقوا نفس التعاويذ على بعضهم البعض مرة أخرى ، ومَرَّ تيار ضعيف من البرق عبر جسد الشيطان.
“「فتح الجروح」!”
كان ذلك الهجوم المضاد تعويذة من شأنها أن تجعل الجروح أسوء ، بطبيعة الحال ، تم استهداف شيزو ، التي تعرضت للهجوم من قبل مخالب الشيطان.
كل ما استطاعت رؤيته هو ظهر شيزو ، ومع ذلك ، لا يبدو أن رشاقتها قد تضاءلت.
سال عرق على ظهر نيا.
كانت نيا الوحيدة من بين حلفائها القادرة على الشفاء ، ولهذا كانت بمثابة معالجة الفريق ، ومع ذلك ، في حين أنها تمكنت من معرفة مدى الضرر الذي أصابها ، إلا أنها كانت تفتقر إلى الخبرة القتالية لمعرفة مدى خطورة جروح الآخرين ، وخاصة الأشخاص الذين لا يظهرون أي تعابير على وجوههم مثل شيزو ، فقد يصلون إلى حدودهم وينهارون دون أن تدرك ذلك ، ولذا ، كان على نيا تكون أكثر انتباهاً لشيزو والأمير ، كان الأمر أشبه بفعل شيء بيدها اليمنى بينما تفعل شيئًا آخر بيدها اليسرى ، وكانت مشغولة جدًا لدرجة أنها بدأت في الخلط.
ومع ذلك ، كان عليها أن تفعل هذا.
استمر الأمير في إلقاء تعاويذ الهجوم ، بينما تعرضت شيزو لأضرار طفيفة عندما كانت تُأرجح بخنجرها نحو الشيطان ، كلاهما كانا يقومان بمهامهما على أكمل وجه ، ولم تستسلم وتقل أنها لا تستطيع القيام بدورها.
“「 التعافي الثقيل 」”
إستنتجت نيا أن شيزو قد أصيبت بأذى شديد ، لذلك قامت بتنشيط العنصر الذي أقرضه لها الملك الساحر وألقت تعويذة شفاء من الطبقة الثالثة على شيزو.
“فهمت!”
أخبرتها غرائز نيا أن انتباه الشيطان عديم الوجه كان مُنصباً عليها.
أشارت كلمات الشيطان العظيم إلى أنه يعرف من يقوم بدور المعالج في هذا الفريق ، ولذا يجب القضاء عليها أولاً ، في الواقع ، كان الشيطان العظيم لا يزال لديه ما يكفي من القوة لإلقاء تعويذة هجومية على نيا بعد أبطل الأمير تعاويذه.
“「موجة الصدمة」”
أصابها تأثير غير مرئي لضربة وحشية مثل مطرقة الحرب.
كان بإمكانها سماع تشققات مقززة من داخل جسدها ، وكانت تتلوى من الألم الذي حَلَّ بها.
الألم الذي أَحسَّت به الأن كان أكثر إيلاماً من التعويذة التي استخدمها فاه أونس ضدها ، لم تُصدق أن شيزو قد عانت من هجوم مثل هذا ومع ذلك تعابير وجهها لم تتغير ، لقد عرفت الآن لماذا تم تسمية كيلارت كوستوديو بالعبقرية ، لقد كان بسبب تلك الضربة القوية.
“إييييه!”
ضغطت نيا على أسنانها ، لكنها لم تستطع إلا أن تُطلق صرخة من الألم.
“هل أنتِ بخير!؟”
“أنا بخير!”
ردت نيا على الأمير الذي كان قلقا عليها.
“سأنادي على كل الزيرن- “
“-لا ، أنا من سأحمي نيا “
نشرت شيزو ذراعيها ، ووقفت أمامها كما لو كانت تحمي نيا.
كان الشيطان العظيم ضخمًا ، وبدت شيزو صغيرة جدًا مقارنة به ، لذلك ، ينبغي أن يكون قادرًا على رؤية نيا دون أي عائق ، ومع ذلك ، كانت نيا سعيدة للغاية بداخلها.
“ماذا!؟ ااااههه! “
صرخ الشيطان بصوت أجش ، يبدو أن شيزو قد فعلت شيئًا له ، وكان له تأثير.
هل استخدمت قدرة خاصة؟ أم تعويذة؟
لم تكن متأكدة مما حدث بالضبط ، لكن نيا شعرت أن نية القتل الصادرة من الشيطان العظيم بدأت تضعف ، بالطبع ، ربما كانت تتخيل ، ففي النهاية ، لم يكن هناك سبب يجعل هذا الشيطان العظيم يقلل من نية قتله.
إذا أصيبت بهجوم آخر مثل الهجوم الأخير ، تعويذة أخرى بقوة التعويذة السابقة ، فستكون قادرة على التحمل ، لا ، أرادت أن تتحمل.
لقد استعادت المانا التي فقدتها خلال المعركة مع فاه أونس ، لكن عدد المرات التي يمكن أن تستخدم فيها 「التعافي الثقيل」لا يزال غير معروف ، لذلك كان من الأفضل حفظ أكبر عدد ممكن من الاستخدامات ، ومع ذلك ، فإن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة للشفاء يعني أيضًا أن أدنى خطأ سيتسبب في مقتلها ، كان الحُكم الدقيق على الوقت المناسب للشفاء أمرًا صعبًا للغاية.
“والسلاح الذي تحمله هو القوس الذي أقرضه لها آينز سما!”
بدا صوت شيزو مرتفعًا جدًا بالنسبة لها ، ربما كانت ترفع مستوى صوتها لتمدح الملك الساحر بشكل أفضل ، كانت هذه معركة حياة أو موت ، لكنها لم تستطع أن تجعل نفسها تقول ذلك ، ففي النهاية ، التي قامت بذلك هي شيزو ، أقوى شخص إلى جانبهم ، والتي كان لديها جو من الاعتياد على القتال والخبرة ، قد تكون لديها خطة.
“ماذا!؟ تقصدين ، ذلك الملك الساحر!؟ “
كان هناك تفاجئ في صوت الشيطان العظيم ، كما هو متوقع من الملك الساحر ، لا بد أنه سمع من جالداباوث أنه كان خصماً يجب الحذر منه.
“نعم! إنه قوس مصنوع بتقنية الرون! “
بعد أن سمعت شيئًا لم تستطع التغاضي عنه ، حذرت نيا شيزو.
”شيزو! لا تخبريه! “
“ماذا! إذن فهو سلاح مصنوع من فن الرون القديم المفقود! سلاح كهذا قد يكون قادرًا على قتلي! “
لماذا كان يشرح ذلك بمثل هذه التفاصيل؟ تساءلت نيا عن ذلك في داخلها ، ومن ثم شعرت على الفور بالخجل ، في الوقت الحالي ، كانت تقاتل خصماً قوياً بشكل لا يصدق وحياتها على المحك ، ولا ينبغي أن تمتلك ضعيفة مثلها أدنى طاقة للاهتمام بمثل هذه الأمور.
“إذن فهو سلاح مصنوع بتقنية الرون! مدهش!”
استمر الشيطان العظيم في الحديث بنبرة حذرة للغاية ، ربما كان يفعل ذلك لإلهاء نيا.
“تقنية الرون؟”
جاء صوت الأمير المتفاجئ من خلفها ، لهذا السبب كان على نيا التحدث.
“لا! هذا السلاح ليس كذلك! “
عندما صرخت نيا ، شعرت بأن شيزو والشيطان العظيم تجمدوا للحظة ، لابد وأن ذلك حدث بسبب أنهما خصمان متساويان في القوة ، و كل ما يمكنهم فعله هو التحديق في بعضهما البعض دون القدرة على القيام بحركة ، لم يكن هناك شك في ذلك.
“رون…”
“لا!”
صرخت نيا منكرة ما يقوله ، وشخر الشيطان العظيم تحت أنفاسه.
“حقاً… إذن ، أنا…「 العمى 」”
التعويذة التي جاءت من العدم جعلت نيا غير قادرة على الرؤية ، لا بد أنه فعل ذلك لجعل المعالجة عاجزة.
العنصر الذي إقترضته نيا سمح لها فقط باستخدام 「التعافي الثقيل」، وليس التعاويذ التي يمكن أن تشفي العمى.
يمكن للكاهن أو ساحر مقدس أن يعالج حالة الأعمى بسهولة ، ولكن لسوء الحظ ، لم يكن هناك أحد مثل هذا معهم.
لم تكن تعرف كم من الوقت سيستمر الظلام ، ولكن إذا أرادت أن تشفي شيزو ، فسيتعين عليها الاقتراب منها لأجل لمسها.
“لا أستطيع أن أرى!” كان من المهم جدًا إخبار رفاقها بما حدث لها.
“شيزو! إذا تأذيت ، عليكِ أن تخبريني! “
“…مم”
“آسف ، لا أعرف التعاويذ التي يمكن أن تشفي حالتك هذه!”
“لا تقلق بشأن هذا!”
بعد الرد على الاعتذار من خلفها ، شدت نيا وتر قوسها ، بإستعانة من ذاكرتها ستكون قادرة على ضرب هدفها ، كانت هذه ثمرة الخبرة التي اكتسبتها من مقاتلة فاه أونس والعديد من الخصوم الضخام ، أصدر الوتر صوتاً عندما أفلتته.
“-غوااااااااااه!”
سمعت الشيطان العظيم ينوح من الألم.
“لقد فعلتِها! حاول التفادي لكن كان لذلك تأثير عكسي! عمل رائع! “
بعد سماع توضيح الأمير ، أدركت نيا كم أنها كانت محظوظة وَصَلَّت للملك الساحر.
“…استمري في الإطلاق هكذا”
“إييي!”
“مم!”
على الرغم من أن صوت الزيرن الذين يقاتلون شياطين الظل من حولها جعل من الصعب عليها للغاية معرفة ما كان يحدث ، إلا أن نيا ركزت على مدى إصابة شيزو وموقع شيطان العظيم واستمرت في الإطلاق عليه.
ركز الشيطان العظيم كل هجماته على شيزو ، ربما كان ذلك بسبب تعرضه للأذى وأدرك أنه سيخسر إذا لم يهزم شيزو أولاً ، بالإضافة إلى ذلك ، استمر في إلقاء تعويذة 「العمى」 على شيزو ، محاولًا إعاقتها كما فعل مع نيا ، لكنها قاومت التعويذة ، لذلك لم يكن لها أي تأثير.
في هذه الحالة ، كل ما كان عليها فعله هو الاستمرار في الضغط عليه. (إختراقه بالسهام)
عندما كانت مانا الأمير على وشك النفاد ، جاء النصر لهم كنتيجة متوقعة ، بل إن صرخات الفرح التي أطلقها الأمير كانت مزعجة بعض الشيء.
تكبد الزيرن الذين يقاتلون من حولهم خسائر ، لكنهم خرجوا منتصرين.
ومع ذلك ، لم تنتهي فترة التعويذة الملقاة على نيا بعد ، ولذا فهي لا تستطيع رؤية شيء في هذه اللحظة ، ومع ذلك ، لم تكن التعويذة دائمة ، على الأرجح ، سوف تتلاشى بعد مرور بعض الوقت ، والسبب الوحيد لاستمرارها لفترة طويلة هو أن كيلارت كوستوديو كانت قوية للغاية.
على الرغم من أنها لم تستطع رؤية أي شيء ، إلا أنها شعرت بوجود الزيرن يقتربون منها.
“أيها الأمير! أنا سعيدة لأنك بخير “
“آه … يرجى استهلاك* (تناول) رفات الأم الكبرى دونو مع كل الاحترام الواجب”
إذن أنت ستأكلها؟ فكرت نيا في ذلك.
‘مع كل الاحترام الواجب؟’ ، ومع ذلك كل ما يمكنها فعله هو قبول الأمر كتقليد فريد من نوعه لعرقهم.
“نيا ، ماذا نفعل برأس البشرية؟ هل نأكله أيضًا؟ “
“لا ، من فضلك لا تفعل ، نحن البشر لا ندفن الموتى بهذه الطريقة ، سنعيدها إلى المدينة مع كل الاحترام الواجب “.
“فهمت… ممارسات الدفن لدى البشر غريبة حقًا ، لا ، من المؤكد أن ممارساتنا غريبة أيضاً بالنسبة للبشر ، ربما هذا هو ما يسمونه بالإختلافي الثقافي ، كما أنني ممتن لكم بعمق ، نحن وحدنا لم نكن لنستطيع- “
“-انتظر ، ليس هناك وقت لمواصلة الحديث هنا ، لنذهب”
كانت تسمع اضطرابًا من بعيد ، يبدو أن تم إكتشاف جيش التحرير القادمين إلى هنا من قِبل تحالف أنصاف البشر ، إما ذلك ، أو أن الجنود سمعوا صوت المعركة التي حصلت للتو وهم قادمون إلى هنا ليروا ما يجري ، مهما كان الأمر ، لا يمكنهم البقاء هنا لفترة طويلة.
“هذا صحيح ، شيزو سان ، كما هو متفق عليه ، ساعدي جيش التحرير على مهاجمة مدينة كالينشا من فضلك “.
“أومو ، فهمت ، أنتم!”
“نعم! سوف نتحرك على الفور ، هلا دخلت أنت والبشر البراميل أيها الأمير؟ سننقلكم إلى خارج المدينة “.
مع أن نيا لم تستطع معرفة ذلك لأنها لم تستطع الرؤية ، إلا أنها شعرت أن شيزو مترددة ، كان سبب ذلك واضحًا – لقد كرهت البراميل ، كما أن نيا شعرت بنفس شعورها.
“…سأساعد أيضًا”
“مم ، سأقدم يد المساعدة بمجرد أن أتعافى من العمى “.
كان الأمير يضرب ظهرها مثل سمكة تم صيدها ، كان يقفز من الفرح ، كانت نيا منزعجة قليلاً من مدى تكيفها مع الموقف.
“إذا كان حلفاؤنا سينطلقون ، فلنذهب نحن كذلك ، بالطبع ، تم إستنفدت المانا خاصتي لذا لا يمكنني إلقاء أي تعاويذ قوية ، لذلك سألقي عليكم تعاويذ تقوية بدلاً من ذلك “.
“أيها الأمير!”
“صمتاً ، هل ترغبون في أن أكون ذكرًا يرسل رفاقه إلى الموت؟ “
“…هذا يكفي ، لنذهب”
حثتهم شيزو على ذلك ، كما أنها بدت حريصة على الابتعاد عن البراميل في أسرع وقت ممكن.
” إذاً سأرسلكم إلى حيث يتواجد زملائنا ، يرجى الدخول”
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل السادس
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦