الصعود في الوجود - 5 - كسر الروتين
الفصل 5 : كسر الروتين
بعد سماع الخبر المتوقع نظر مزيغ الى السماء
“..ااااه يبدو ان الهة ما معجبة بي رغم شكلي القبيح ”
لم يكن مزيغ متدينا عكس والديه وافراد قريته الذين امنو بالالهة القديمة مثل اله الشمس أشمان أو ماشك اله الزمن وغيرها رغم ذالك كان شاكرا لان رد فعل المدير سيعطيه وقتا ليدعي انه وجد القليل من المال وحتى ان يبدأ تجارة صغيرة .
اولا كان لديه كل الصباح في يديه ولم يستطع ان ياخذ هاتفه ويتصل باصدقائه لانهما و على عكسه كانا منشغلان بالعمل وايضا لم يستطع الطيران في وضح النهار , لم يكن مستعدا لان يطلقو عليه النار او يأخذ اسيرا ليصبح لعبة للجنرالات. لكن هذا لم يكن سيئا تماما فلديه كمية محدودة من الاموال التي يستطيع صرفها دون ان يجذب الانتباه الغير مرغوب .
لذا استأجر سيارة و ذهب الى اقرب محل مواد غذائية بعدها الى محل فواكه وخضر بعدها الى الجزار عندما عاد للمنزل لم يجد الا أمه في المنزل وعند دخول اتسعت عيون أمه ” ما كل هذا يا مزيغ ؟ ”
” مرحبا امي , لن تصدقي ما حصل لي اليوم وجدت كيسا مليئا بالنقود وها انا ذا احضرت ما يكفينا لنجعل اجسادنا ضخمة ! ”
لقد عرفت ام مزيغ انه من المستحيل لابنها الهزيل الجبان أن يسرق مالا يكفي لشراء كل ما أحضره أو ان يقترضه من اشخاص مشبوهين وأن احتمال ان يعطيه احد هذه الكمية مساوية لاحتمالية ان يجد كيسا من المال لذا فقد صدقته بعد عدة دقائق من الحملقة اليه بتعجب
” حقا هذا رائع ابني محظوظ لقد ابتسمت الالهة لروحك الجميلة ولمساعدتك لنا ولاخيك يجب ان أزوجك الان اريد ان أرى احفادا قبل ان اصير عجوزة تماما ”
” مهلا يا أمي لا أريد الزواج وايضا الا تريدين عيش حياة رغيدة بدل ان احضر احدى الفتياة التي احتقرننا من قبل لفقرنا ”
نظرت امه اليه بحسرة لعدة دقائق .. بعدها اخذة مكونات لتحضير العشاء
” حسنا كما تريد يا بني سأحضر لك افضل يخنة في العالم الليلة والدك واخوك سيكونان سعيدين جدا الليلة ”
لاحقا عاد ادم بعد انتهاء حصصه في الثانوية وتلقى الخبر المفرح ومثل امه صدق قصة مزيغ مباشرة وكذالك ابوه فعل بعد عودته اجتمع الثلاثة لتناول العشاء منذ مدة طويلة حيث كان مزيغ دائما يتناول وجبة خفيفة خارج المنزل والان ستناولون كلهم عشاء لائق مع فواكه وخضروات ولحوم طرية ومتبلة .بعد العشاء حضو بمحادثة سعيدة حيث اخبرهم مزيغ انه ينوي فتح محل للملابس بما تبقى من الاموال للعمل فيه مع ابيه الذي كان بائعا متجولا فمع خبرتهما يمكنهما تحقيق الاكتفاء الذاتي لعائلتهم اخيرا .. كما سيرسلون المال لشاشي ليكمل دراسته ويصير اول دكتور عائلة للطب فعائلتهم لم تكن حقا ناجحة .
منذ وفاة جدهم ‘واهنغار’ الذي كان كاهنا بعده احوال نسله لم تكن جيدة بل وصلت للحضيض رغم ان هم واهنغار الوحيد كان رفاهية نسله حتى اهم من نفسه.
حيث صرف ابن عمه المتوفي كل اموال جده في مقامرة خاسرة كان ابن عم مزيغ ..فاري .. كان قريبا جدا من مزيغ منذ الطفولة حيث احبه مزيغ ولم يلاحظ طبيعته الحقيقية حتى فوات الاوان فقد كان ذو شخصية انانية حقا وقد يضحي بأي شخص من اجل مصالحه ولا عجب في ذالك لانه تربى على يد امه ليلى التي لم تكن الا ابنة جنرال سابق كان مزيغ كالابله يقع في فخاخ ‘فاري’ مرة تلو الاخرى معميا بحبه وولائه الشديد لعائلته .
حتى في يوم من الايام حطت القشة التي قسمت ظهر البعير على ظهره وقطع كل اتصالاته به .
لاحقا في نفس الليلة التقى مزيغ بأوشن و أكعب , وقص عليهم نفس القصة ومثل عائلته صدقوه بسرعة دعاهما لعشاء متأخر واشترى لهما زجاجة من أجود انواع النبيذ .
بعد ليلة ممتعة عاد مزيغ لمنزله ومعه مصباح جديد اخذه من صديقه اوشن حيث دخل لغرفته وركب المصباح بعدها اطفئه .. وترك جفنيه ليستريحا لم يشعر بمثل هذه الراحة على فراشه من قبل ونام كالطفل.
في الصباح وفي مقهى مزدحم كان شخص برأس كبير وعيون بأكياس سوداء وجسم هزيل يبتسم بخبث .. كان ‘فاري’ قد سمع بعثور مزيغ على ثروة صغيرة.