الصعود في الوجود - 10 - عالم الرواية (1)
الفصل10: عالم الرواية 1
دوى انفجار رهيب على الأرض كانت الرائحة الرهيبة للبارود والبرد القارص مع تساقط الثلوج الكثيف و منظر الدماء وصراخ الجنود قد تسبب الصمم لأي شخص عاقل
” واهنغار هيا بسرعة لننسحب ”
صرخ الجندي هنري صديق واهنغار
كانت معركة بين القوات الامازيغية مع حلفائها من قبائل العرب و كوريا والصين وتركيا ضد قوات أوروبا وأمريكا في أوجها على الاراضي الاوروبية الباردة في الشمال حيث كان خط دفاع أوروبا في فيينا يقاوم ضد قوات الحلفاء.
ركض كل من واهنغار وهنري للانسحاب لان الطائرات قد بدأت تتشابك في الجو وفي وسط تلك الانفجارات انقطعت السبل بينهما فوجد واهنغار نفسه في غابة جليدية قاتمة
حاول النظر يمينا ويسارا ربما سيجد من ينجده
” تبا…اكغ هل هكذا سأموت ”
لكن تغلب الإرهاق والبرد عليه فأغمي عليه …
كان واهنغار جد مزيغ فتى يتيما تطوع في الحرب ليحصل على بعض المنافع ثروة وقطعة ارض عند العودة وربما حتى يتزوج ويحظى بعائلة.
فتح واهنغار عينيه ببطء ولسبب ما اختفى إرهاقه. نظر حوله فلاحظ أنه في كهف يبدو كالمعبد من الداخل مزين بمصابيح خضراء غريبة على جدرانه كما راى ما كان أشبه بمذبح تكون من حجر سبج أسود تقف عنده شخصية مرتدية رداء اسود لا يبدو من شكلها شيئا فجأة سمع صوتا انثويا رقيقا
“لقد استيقظت .أنا لا أنقذ البشر عادة لكن عندما رايت من خلال ذكرياتك بدوت.. وحيدا جدا ”
بدأ واهنغار يفهم الوضع فشعر بنوع من الهلع
” ا ا اه شكرا على انقاذي لتعلمي فقط انا كنت انفذ الاوامر فقط وهذه حرب كما اني لم اقتل اي نساء او اطفال ”
تحركت المرأة وكشفت الغطاء عن رأسها كان شعرها ابيضا كالثلج وعيناها رماديتان كلها هدوء وبرود كانهما لقاتل مختل او لولد بريء كان وجهها يتحلى بملامح اسيوية مع شفتين ورديتين و جلد ابيض واملس كالعقيق بينما كان جسدها مكتمل النمو من الاعلى للأسفل لم تكن هناك أي زيادات
وكأنه جسد آلهة
ابتسمت المراة الغريبة
” لا تخف أيها البشري انا لا لم اعد اتناول لحوم البشر بل أتناول الدماء فقط ”
أصبح وجهه شاحبا
” م م ماذا؟ لحوم البشر دماء هل هي مختلة ”
قاطع تفكيره كأس خشبي يطفو في الهواء به بعض الماء لم يستطع واهنغار أن يصدق عينيه
” هل انا احلم أو انني ميت ؟”
“تفضل ايها البشري لقد عالجت جسدك ببعض الاعشاب لكن يجب ان تشرب بعض الماء ايضا ”
” شكرا .. لكن اسمي واهنغار وليس بشري ”
ضحكت المراة قليلا وكادت ضحكتها تجعله ينزل على ركبتيه ليتأملها ثم قالت
” سررت بمعرفتك واهنغار يمكنك مناداتي ‘دريكا’ ”
شرب واهنغار قليلا وسد ظمأه
” دريكا تزوجيني .. اا ا اقصد اين انا وهل تعرفين كيف يمكنني العودة للقاعدة ”
نظرت اليه دريكا ثم وضعت يديها على الجدار فتحركت صخرة وانقشعت ليدخل ضوء الشمس الى الكهف
” هل انت متأكد انك تود الزواج مني ثم تركي ؟ ”
” اسف لم اقصد ذالك انت فقط جميلة جدا كما انك انقذت حياتي ”
ترددت المرأة قليلا ثم قالت مع ابتسامة لطيفة
” لقد رأيت في ذكرياتك ليس لديك اي احد في بلادك ما رأيك أن تبقى هنا ولن يكون أي منا وحيدا ”
نظر واهنغار إلى طريق العودة وراسه تملؤه الأسئلة من كانت هذه المرأة او أي مخلوق كانت ولم أرادت منه البقاء معها لم يكن شكله جميلا اما هي فبدت تقريبا كاملة
حدق اليها ثم قال
” تبدين مثل مخلوقات الغول التي تكلم عنها اجدادنا الامازيغ او مخلوقات الجن التي يتكلم عنها اجداد قبائل العرب او مخلوقات مصاصي الدماء عند الاوروبيين اخبريني اذا بقيت هل تحتاجين الى دمائي ”
اومأت المرأة برأسها نافية ما قاله
” لااحتاج اليك.. استطيع الحصول على دماء البشر من حيث اريد فعكس شكلي انا قوية جدا ولدي وشمان فريدين”
حرك واهنغار راسه مستغربا
“وشمان فريدان ؟ ”
” اه البشر من هذا الزمن لا يدرون عن الوشوم وقوتها ان الوشوم هي رموز تعطي صاحبها قوة قبل لقد عشت عدة مرات وحصلت على وشمين وهذه اخر حياة لي قبل ان اختفي تماما ”
شرحت دريكا لواهنغار طبيعة الوشوم وتصنيفها كما انها من جنس يسمى ‘مصاصي الطاقة’ يحصلون على غذائهم من طاقة الحياة المتواجدة في الكائنات الذكية الاخرى سواء بلحومهم او دمائهم وانها عاشت 3 حيوات سابقة وحصلت على وشمين فريدين -تحريك ذهني- و -قراءة الذكريات-
من حارسة الحياة والموت مقابل أن تفنى روحها بعد هذه الحياة.
النائم : ان كانت اي اخطاء املائية يرجى التنويه