الصعود في الوجود - 1 - لماذا انا؟
المجلد الاول : الخروج من الصندوق
الفصل1 : لماذا انا ؟
في احدى المدن الفقيرة الريفية في جنوب الكرة الارضية حدق شاب هزيل متوسط الطول بملابس رخيصة الى ورقة مالية جناها بصعوبة من العمل كحمال طوال النهار
“هذا سيغطي تكاليف الصالة الرياضية لشر رائع” ثم حدق الى مطعم مزدحم يقدم وجبات الشارع الغير نظيفة وقال حسنا ساتناول القليل فقط لن اتعدى ميزانية الصالة الرياضية ثم ذهب ليلتقي صديقيه أوشن و أكعب
كان مزيغ شابا في ال28 من عمره انهى دراسته في الثانوية ولم يرد الذهاب للجامعة لكثرة التكاليف لذا قرر تقبل واقعه والعمل للعيش فقط وبسبب خياراته في الحياة لم يتبقى له أي أصدقاء ولم يحصل على أي حبيبة كان لديه صديقين فقط أحدهما /أوشن/ كان أوشن شابا وسيما يبلغ 30 من عمره مع عضلات بارزة كان أقصر من مزيغ بعدة سنتيمترات امتلك محل لبيع الخردوات المنزلية والآخر/أكعب/شاب قصير سمين قليلا مع شعر خفيف فوق رأسه رغم أنه في 26 من العمر فقط كان عامل إصلاح اجهزة التبريد في الصيف والمدافئ في الشتاء اجتمع الاصدقاء الثلاثة بعد غروب الشمس كل يوم تقريبا للاشتكاء وتناول الشاي أو القهوة حيث اشتكو من الحياة كما لو كانو في لعبة ليقرروا من يعاني أكثر .. كان الموضوع الرئيسي لحديثهم دائما لماذا نحن أو لكل واحد منهم لماذا انا بينما شاهدو اولئك الذين ولدوا في عائلة ثرية وبمظهر جذاب حصلوا على كل شيء في الحياة من مرح واناث ومصالح شخصية دون بيروقراطية تكبحها ..
ارتشف مزيغ بعض الشاي ثم نظر إلى اوشن
“اه.. صديقي أوشن المصباح في غرفتي تعطل هل لديك في محلك مصباح 200 فولت من النوع الجيد “
نظر اليه اوشن وابتسم “نعم هل تريد ان يركبها لك اكعب
“لا بأس سأركبها بنفسي ”
استمر حديثهم ثم بعدها عاد مزيغ الى منزله سلم على والديه والقى التحية على اخيه الاصغر ثم ذهب الى غرفته كان مصباحه معطلا لذا كان عليه ان يقرأ كتابا للادب الروسي الحزين على ضوء الشمعة بعدها وضع رأسه على الوسادة تاركا جسده الهزيل ليرتاح ..فجأة ! استيقظ ليجد نفسه في مكان غريب كله صخور سوداء ورمال ذهبية وعلى الصخور السوداء كانت هناك بقايا لسائل ذهبي يفوح برائحة منعشة فاتبع مزيغ الرائحة ..
“ما هذه الرائحة السماوية؟ واين انا؟ تبا ماذا يحدث ؟ ”
بعدما اتبع الرائحة وجد شيئا غريبا كان كائنا يشبه الانسان لكنه كان يتحلى بملامح كلها جمال وكأنها قريبة للكمال مع شعر ابيض كالحرير , امتلك الكائن جلد ابيض لامع كاليشم او العقيق مع جسد رياضي بدا كانه سباح مشهور غطت جسده قطعة ملابس حمراء لامعة مع خطوط ارجوانية ورسوم لاشكال غريبة كان يعاني من جروح بليغة
“ماذا هذا السائل هي دماء ذالك الشيء !!”
اقترب مزيغ ببطئ فسمع صوتا رقيقا وجميلا بشكل مريب “انت يا فتى اقترب اسمي زريائيل وقد كنت اعاني لمدة طويلة هلا ارحتني من عذابي فقد تستطيع قتلي وانت بشكلك الاثيري”
“ماذا ؟ اقتلك الا سبيل لانقاذك ؟” ما قاله مزيغ ليبدو لطيفا لكنه كان خائفا من هذا الشيء ولم يرد اغضابه ..صمت الكائن ثم نظر الى مزيغ بعيونه البيضاء تماما مع خط ذهبي افقي فيهما ثم ابتسم وقال ” لا بأس يا فتى فقط تعال وادفع تلك الصخرة السوداء لتسقط على راسي وساعطيك مكافأة لن تندم على هذا ” نظر مزيغ اليه ثم صعد فوق صخرة سوداء ودفع بكل قوته حتى شعر وكانه يحترق رغم ان الصخرة كانت على الحافة وفي النهاية سقطت بصعوبة وقبل ان تصل لرأس الكائن سمع مزيغ صوته لاخر مرة لكن هذه المرة اقشعر خوفا “شكرا لك مزيغ..”
“ماذا كيف يعرف هذا الشيء اسمي ؟ أيا يكن علي ان اعرف الان اين انا وكيف سأعود للمنزل”
لم يشعر مزيغ بشيء عند قتل الكائن فلم يشعر انه بشري بل خطر على حياته تم اقصائه
فجأة ودون سابق انذار ظهرت شاشة سوداء كبيرة بها خطوط وتعرجات ذهبية غريبة [ لقد قتلت الكائن- المجهول – زريائيل]
[لقد اكتسبت حق الاطلاع على نظام الوجود والحصول على القدرات لارتقاء في الوجود]
[لقد حصلت على وشم القدرة -السباحة في الوجود-]
[انتهت المزامنة]
اختفت الشاشة الغريبة بعدها استيقظ مزيغ في فراشه باكرا للذهاب للعمل ” ياله من حلم غريب لم أشاهد اي مسلسلات او افلام منذ مدة ولا شيء يشبه هذا ايا يكن حان وقت العمل ”
لكن عندما ذهب مزيغ ليغسل وجهه لاحظ شكلا غريبا على رسغ يده اليسرى بلون ذهبي خافت وكأنه وشم قابل للازالة
“ماذا ما هذا ؟”