الدكتور العظيم لينغ ران - 98 - تذكروا أن تخضعوا للأمتحان

عند المجئ لقسم الطوارئ، أرسل لينغ ران المريضين إلى غرفة العمليات. كما رفض البقاء لإجراء العملية الجراحية.

   كانت جراحة البطن لا تزال أرض مجهولة بالنسبة له. قد يرغب لينغ ران في الانضمام، لكنه لم يكن في حالة جيدة للقيام بذلك. فقد كان يعمل ليوم كامل، وبعد مد ذراعيه لساعات عديدة، لم يعد ستطيع رفعهما بعد الآن.

   حتى لو كان لديه مصلاً للطاقة، فلن يتمكن حتى من توجيه المباعد جيدًا إذا وقف بجانب طاولة العمليات بوضعه الحالى.

   بعد الأستحمام فى منطقة العمليات، خرج لينغ ران من ملابسه الملطخة بالدماء. بعد غسلهم بالكامل، غير إلى زيه الجراحى، مضيقاً بنطاله حول خصره. لقد وضع الملابس المبللة في كيس بلاستيكي، وقرر التعامل معها في المنزل.

   كان قياس الزى الجراحى من نوعية رديئة، بما أنها تم صنعهم جميعًا بحجم واحد. بعد استرداد الجراحون للزى الجراحى من منطقة العمليات، سيتم إلقاؤهم في سلة للعاملين في مجال الرعاية لأخذهم بعيدًا للتنظيف والتعقيم. أولئك الذين كانوا سمينين جدًا، أو نحيفين جدًا، أو ممن لديهم حجم صدر كبير للغاية، أو أرجل طويلة للغاية سيجدون عدم ملائمة هذا الزى الجراحى لأجسادهم.

   ارتدى لينغ ران معطفه الأبيض فوق زيه حاملاً الكيس البلاستيكى في يده. كان مستعدًا للعودة إلى المنزل.

   لم يكن ذاهبًا إلى مسكنه. كان تشين وانهاو ووانغ تشوانغيونغ يقومان بنوبات في وقت متأخر من الليل مؤخرًا، ومع ذلك، استمروا في التحادث في المسكن. لن يكون قادرًا على الراحة إذا ذهب هناك.

   كان لدى الطبيب تشو خطط مماثلة. كان الطبيبين الأثنين مرتدين لمعاطفهم البيضاء فوق الزى الجراحى. ابتسموا لبعضهم البعض في قسم الطوارئ مع هز رؤوسهم.

   تحدثت لينغ ران إلى الممرضة ليو عند مكتب الممرضات: «سأخذ يومًا إجازة غدًا».

   لم يكن هذا بالتأكيد الإجراء الطبيعى للأمور. كان على الأطباء اتباع جدول المواعيد المحدد، وحتى إذا كان من المقرر حصولهم على يوم عطلة، فسيظل الأطباء المبتدئون بحاجة إلى إجراء جولات العنابر وما إلى ذلك. كانت القدرة على الراحة لنصف يوم حظاً حقاً. إذا كان لديهم ضربة من سوء الحظ، فقد ينتهى بهم الأمر عالقين لنصف يوم يجرون عمليات جراحية.

   ومع ذلك، كان لينغ ران متدربًا. ولم يكن مقرراً عليه نوبة عمل، لم يكن يحتاج إلا الاهتمام بعملياته الجراحية. حتى جولات عنابره كان يقوم بها لو وينبين. لقد عاش حياة حرة، حياة أكثر راحة حتى من حياة الأطباء المعالجين.

   الممرضات الذين كانوا عادة غير قابلين لأى نقاش نظروا إلى لينغ ران بلطف. سواء أراد استخدام غرفة العمليات أو ما إذا كان لا يريد استخدامها, كانوا على استعداد للسماح له بالأفلات بسهولة.

   لم تصعب الممرضة ليو الأمور على لينغ ران. فور سماع كلمات لينغ ران، أخرجت دفتر السجلات وهى تقول، “لقد قمت بتدوين ملاحظة. يمكنك الأطمئنان”.

   «صحيح، هل تم تأكيد جراحات الغد ؟» تذكر لينغ ران أهم شيء.

   “لا، ليس بعد. سوف أتأكد من عدم اتخاذ أي ترتيبات “.

   “مهلاً. اسمحى لي أن أفكر في الأمر “. لم يستطع لينغ ران إلا التردد.

    غلى الغالب سيحضر المرضى الذين ستتم “أعادة أدخالهم” إلى المستشفى في وقت مبكر صباحاً.

   إذا لم يقم لينغ ران بالجراحات، فسيتم إرسالهم إما إلى قسم جراحة اليد أو إلى مستشفى آخر.

   لكن إذا اختار القيام بها في الساعات الأولى من الصباح، فقد كان قلقًا من عدم تعافى يديه بالكامل بحلول ذلك الوقت.

   كانت الجراحة المجهرية عملاً دقيقًا للغاية. يمكن أن تؤدي الأيدي المرهقة بسهولة إلى خطأ.

   «ماذا عن فترة ما بعد الظهر ؟»

   كان لينغ ران يميل إلى القيام بها. ومع ذلك، سيتعين على المرضى الذين يصلوا في الصباح الانتظار قليلاً إذا اضطروا إلى الانتظار حتى بعد الظهر لإجراء الجراحة. ومن المرجح أن يذهبوا إلى مستشفيات أخرى. إذا إلت الأمور لذلك، فمن المحتمل جدًا أن يضيعوا جميعًا وقتهم في القدوم إلى هنا.

   «يحتاج البشر إلى الراحة».

   لم يعد بإمكان الطبيب تشو التحمل بعد الان. سحب لينغ ران جانبًا وهو يقول للممرضة ليو، “أفرغى جراحات لينغ ران للغد. لقد قمنا للتو بمعالجة مريض بإصابات خطيرة في البطن عندما خرجنا لتناول الطعام. تم إرساله بعد أوقاف لينغ ران للنزيف بيديه لأكثر من ساعة. إذا أجرى أي عملية جراحية غدًا، فسيصاب بالشلل. ”

   شعرت جميع الممرضات في مكتب الممرضات بعواطفهم تتصاعد عند سماع ذلك، وقالوا جميعاً،

   «دكتور لينغ، لا تضغط على نفسك كثيراً».

   “يبدأ الأطباء الآخرون في الشكوى عند إجراء عشرين عملية في الشهر. دكتور لينغ، لقد فعلت ما يكفي بالفعل. ”

   هذا صحيح. دكتور لينغ، من فضلك خذ استراحة “.

   «الطبيب لينغ مجتهد للغاية».

   أحاطت مجموعة الممرضات لينغ ران مبديين قلقهم الكبير.

   كان لينغ ران منهكًا بالفعل، جسدياً وعقلياً.

   وهكذا، قال، «سأنام جيدًا وأخذ يوم إجازة غدًا».

    «تلك هى الروح المطلوبة».

   «استرح جيدًا, طبيب لينغ».

   «وداعا، طبيب لينغ».

   كانت الممرضات فرحيين، كما لو كانوا قد فازوا للتو بشيء ما.

   بالعودة إلى مكتب الممرضة، أخرجت الممرضة ليو جدول المناوبة. في الوقت نفسه، قامت بتدوين ملاحظة، وقالت، «دكتور لينغ، ما زلت ستكون في نوبة عمل بعد غد، لكن يجب عليك الراحة قدر الإمكان».

   «أنا هنا!» ركض تسو مينجشو عن قصد من غرفة العمليات لإرسال لينغ ران. رفعت يدها على الفور. «لقد أعددت البابونج الروماني والزيت البرتقالى المستخلص (1)، إنه جيد للنوم».

   “لن تكون هناك مشاكل بعد الآن، إذن. سو مينجشو، يمكنك أيضًا إعداد فنجانين آخرين من القهوة للأطباء المناوبين، “أجابت الممرضة ليو بصرامة.

   أومأت سو مينجشو بقوة وقالت، «علمتني كبيرة الممرضات كيفية صنع القهوة بكافيين مضاعف».

   “تركيز ثلاثة أضعاف جيد أيضًا. أوه، لا تصنعى أي إسبريسو (2)، إنه مزعج ومكلف. استخدمى القهوة الفورية، ضعى أربعة أكياس منها في الكوب. لا أعتقد أنهم سيظلون نائمين بعد ذلك. ” قالت الممرضة ليو قبل الابتسام لعدد قليل من المتدربين الممرضين الذين جاءوا لمشاهدة الضجة، “بمجرد أن يعملوا بعد الساعة الثالثة أو الرابعة صباحًا، لن يفكروا في النوم أيضًا, تذكروا هذا، عليكم إجراء اختبار فى هذا في المستقبل”.

   أومأ متدربون التمريض برأسهم.

   “لا تنسى قهوة أطباء الدرجة الثانية. ضعى ثلاثة أضعاف كمية أوراق الشاي لمن يشربون الشاي. لا تدعيهم ينامون قبل أوانهم، وإلا فلن يستيقظوا أبدًا. إنما اذا كانوا لا يستطيعون النوم، فهذا ليس من شأننا. ” نطقت الممرضة ليو بسر آخر، مما تسبب في ضحك الممرضات بوقاحة.

   غادر لينغ ران والدكتور تشو قسم الطوارئ، الذي كان لا يزال مشرقًا ومليئًا بالناس.

   في الليل، كانت مدينة يون هوا مظلمة وباردة.

   لف الطبيب تشو ذراعيه حول صدره شاداً معطفه الأبيض أكثر حول نفسه. وقال: “أتذكر أن كلانا سيكون في نوبة عمل بعد غد. إذا كنا محظوظين، يجب أن نكون قادرين على النوم. إذا لم نستطع، فلا يزال بإمكاننا المرور بليلة واحدة دون نوم. إذا لم تستطع تدبير نفسك، تقدم فقط بطلب إجازة. تم تسليم واجبات مناوبتك من قبل مدير القسم هوو، بعد كل شيء. لن يكون المتدربون الآخرون حتى في نوبات عمل “.

   «لا بأس، لا أعتقد أن الوردية متعبة».

    «الشباب بالتأكيد قادرون على السهر لوقت متأخر». ضحك الطبيب تشو ونظر إلى هاتفه قبل أن يقول: “أن سيارتي مركونة هنا. فلنفترق. سأعود إلى المنزل أولاً “.

   بعد ذلك وقف الطبيب تشو على جانب الطريق، أمام السيارة مباشرة، مما سمح للمصابيح الأمامية للسيارة بالتألق عليه، مشيراً إليها.

   توقفت سيارة مرسيدس بنز طراز اس لامعة أمام الطبيب تشو.

   «عمة مياو ؟» رأى الطبيب تشو سيدة عجوز على مقعد الراكب. كانت الصاحبة اللطيفة للسيارة التي أرسلتهم في وقت سابق. لم يستطع إلا أن يسأل، «ماذا حدث لطراز جى الكبيرة ؟»

   فتحت السيدة العجوز الباب نازلة من السيارة قبل السؤال بلطف، “أرسلتها للتنظيف. دكتور تشو، هل انتهى الطبيب لينغ من عمله ؟ هل هو ذاهب إلى المنزل ؟ ”

   لوحت الفتاة الخجولة التى كانت جالسة في مقعد السائق، لكنها شعرت بالحرج الشديد من الخروج من السيارة.

   «كنت أستعد للعودة». سار لينغ ران بضع خطوات نحو جانب الطريق ليسهل الحديث.

   ابتسمت العمة مياو وقالت، “ليس من المناسب تمامًا طلب توصيلة الآن. لماذا لا نرسلكم مرة أخرى ؟ ”

   «لقد طلبت بالفعل سيارة».

   ابتسمت السيدة العجوز وقالت، “يمكنك إلغاؤها. أليس من السهل أكثر أرسالكم ؟ ماذا الآن ؟ هل تخشى أن نسحبك إلى منطقة نائية، تعذيبك، وطلب رسوم غسيل السيارات ؟ ”

   عندما تذكر أنهم هم من عرضوا سيارتهم وأنقذوا حياتين بشكل غير مباشر، قال لينغ ران، “حسنًا إذن. آسف لإزعاجك “.

   “على الرحب و السعة. يمكنك الحصول على مقعد الراكب الأمامي. يجب أن يختلط الشباب في كثير من الأحيان. ”

   بادرت العمة مياو بفتح الباب الأمامي ودفع لينغ ران إلى المقعد.

   تردد الطبيب تشو. لم يكن متأكدًا مما إذا كان عليه الذهاب للجانب الآخر وركب السيارة.

   سعلت العمة مياو وقالت، «دكتور تشو، قد لا نمر عبر طريقك».

    «أوه». توقف الطبيب تشو عن الحركة، محرجًا. “أمم، حول رسوم غسيل السيارات, لقد وعدنا… بمجرد الانتهاء من تنظيف السيارة، فقط أعطني الرقم. بغض النظر عن أي شيء، أنا طبيب معالج… ”

   “لا عليك. لقد طلبت من لان لان إضافة دكتور لينغ على وى شات. سنترك الشباب يحلون المشكلة لاحقًا. ”

   لوحت العمة مياو وذهبت إلى المقعد الخلفي. ناظرة إلى الأمام بتعبير راضٍ.

   اختفت السيارة السوداء في الليل.

   انتظر الطبيب تشو بهدوء على جانب الطريق. ‘لم تسأل العمة العجوز حتى عن مكان منزلي. كيف عرفت أنها قد لا تمر بمكان سكنى؟ ‘

   ملاحظات المترجم:
    

   (1)الزيت البرتقالى المستخلص: يتم استخراجه من قشرة البرتقال الحلو. يتم ذلك بطريقة تسمى الضغط البارد، والتي تستخدم الضغط لعصر الزيوت من القشرة. في بعض الأحيان، يمكن استخدام الأوراق والزهور من نبات البرتقال أيضاً.

   (2)إسبريسو: هي طريقة لتخمير القهوة من أصل إيطالي، حيث يتم ضغط كمية صغيرة من الماء المغلي تقريبًا تحت 9-10ضغط عبر حبوب البن المطحونة جيدًا.