الدكتور العظيم لينغ ران - 87 - عودة مدير مساعد القسم بان

في الساعة الثانية الا خمس دقائق مساء، دخل هوو كونغجون القاعة رقم 3 من الخلف.

   خفض رأسه قليلاً، مما سمح للرياح من مكيف الهواء بالتدفق عبر شعره غير المنضبط. كانت في يده بعض الملاحظات التي كان يخطط للأستعانة بها فى الحديث. لقد تمكن من تخصيص بعض الوقت لتجميع تلك الملاحظات معًا. وحدق في يديه. فقد أنقذت أصابعه أرواحًا لا حصر لها. حيث اعتادوا أن يكونوا خشنين وثابتين، لكنهم الآن أصبحوا نحيفين ومجعدين، كما لو أن كل الطاقة قد استنزفت منهم.

   ضحك هوو كونغجون باستنكارا لنفسه وشجع نفسه بصمت. ‘أن صحتي تتدهور، لكن تجربتي ومعرفتي في ذروتهم. يمكنني نشر أفكاري، وادراة قسم الطوارئ… ‘

   كان قلبه، الذي كان يحارب التوتر الهائل والتعب المدمر مرات لا حصر لها أثناء موازنة المسؤولية مع الروتين البلا تفكير وخيط الخط الرفيع بين الاستسلام والمثابرة عددا لا يحصى من المرات، يضخ الدم المليء بالمقويات بلا توقف الى دماغه، مما جعل خديه يحمران.

   رفع رأسه بلطف، تمامًا كما فعل آلاف المرات قبل ذلك.

   يمكن أن تستوعب القاعة 3 أكثر من مائة شخص، وقد تم ملؤها الى آخرها . حتى أنه كان هناك بعض الأشخاص يقفون في الممر.

   لقد مر قلب هوو كونغجون بكل أنواع التجارب، الا ان قلبه كاد ان يتوقف عند رؤية ذلك.

   “الكثير منكم هنا. لم تأتوا إلى قاعة المؤتمرات الخاطئة، أليس كذلك ؟ ” مزح هوو كونغجون، لكنه ندم على الفور. ‘يا لها من نكتة سخيفة. لماذا فعلت ذلك ؟ ‘

   تردد الضحك الناعم من الحشد.

   الشيء الجيد في وجود العديد من الحاضرين هو أن المستمعون يكونون أكثر نشاطًا فى ردود أفعالهم.

   أصبح هوو كونغجون مرتاحًا مرة أخرى. ضحك بصوت عالٍ، وبدا مثل هوو كونغجون مجددا. “أشكركم على دعمكم بوجودكم ودعمكم لى. أعتقد أن الكثير من الناس هنا يريدون مني التحدث عن قسم الطوارئ الخاص بي، لكن سيكون من غير المناسب بالنسبة لي طرح هذا الموضوع، خاصة عندما يتم إجراء الاستطلاع لتحديد المنطقة التجريبية للرعاية الطبية الطارئة قريبًا. لتجنب الشك في أنني أقوم بجمع الأصوات، فإن موضوع حديثي اليوم سيكون نقل الدم الذاتي… ”

   “يجب أن تكونوا جميعًا على دراية كبيرة بنقل الدم الذاتي بالفعل. بالمقارنة مع نقل الدم الخيفي، فإن له العديد من المزايا التي يقدمها. على سبيل المثال، أصبح نقص الدم مشكلة أكثر فأكثر في الوقت الحاضر. لا يمكن استخدام الدعاية والأساليب الأخرى لحل هذه المشكلة. كأطباء، سيكون أفضل إجراء مضاد لدينا هو استبدال نقل الدم الخيفي بنقل الدم الذاتي… ”

    كان وجود الكثير من أزواج العيون عليه كافياً لجعل هوو كونغجون يرقص بفرح. كما ساعد مزاجه المرتفع في إلقاء خطابه. كان هوو كونغجون سعيدًا بشكل خاص عندما تحرك الجمهور للتجمع في المقدمة بينما كانوا ينظرون إلى الصف الأمامي.

   كان يتحدث بحماس شديد لدرجة أنه لم يلاحظ لينغ ران والدكتور تشو والآخرين الذين كانوا في الصف الثاني.

   كانت نظرة هوو كونغجون واسعة النطاق. حدق بلا معنى في الجزء الخلفي من القاعة، ولم يركز على أي شخص معين. كان صوته قويًا، وبدت حالته المعنوية مرتفعة الى حد ما.

   كان هوو كونغجون متأكدًا تماما من أن جميع الجمهور في قاعة المؤتمرات كانوا مازالوا أطباء ممارسين . لم يكن المجتمع المحلي للأطباء كبيرًا في البداية، وإذا اقتصرت الدائرة على الأطباء في مستشفيات الدرجة الثالثة الذين يمارسون طب الطوارئ، فسيتضاءل هذا العدد أكثر. بدا العديد من أعضاء الجمهور مألوفين لهوو كونغجون.

   كانت هناك بعض الوجوه غير المألوفة، وكان عدد الطبيبات أكثر من الأطباء الذكور في الجمهور، لكن هوو كونغجون لم يستطع بشكل واضح الشعور بالميل الخالص للأطباء القادمين.

   “نقل الدم الذاتي لا يخلو من العيوب الخاصة به. يمكن حل بعض هذه العيوب من خلال الإدارة الجيدة، ولكن قد يكون من الصعب حل البعض الآخر في المستقبل القريب. وبالتالي، فإن الاستخدام المتوازن لنقل الدم الذاتي هو حدود جديدة … ” تحدث هوو كونغجون بحماس، ولم يختتم خطابه إلا عندما تلقى تذكيرًا من المقدم.

   جلس الطبيب تشو بطاعة في الصف الثاني من البداية إلى النهاية. تنهد تنهيدة طويلة مرتاحة قبل أن يقول للينغ ران بابتسامة، “حسنًا، تم تسوية هذه المسألة. سيكون المدير سعيدًا لمدة أسبوع على الأقل، وسنستطيع التنفس بسهولة خلال ذلك الوقت. ”

   نظر لينغ ران إلى الطبيب تشو. لقد اشتبه بشدة في أن «التنفس بسهولة» للدكتور تشو كان في الحقيقة مجرد مصطلح آخر للتكاسل.

   …..

   في غرفة الاجتماعات في قسم جراحة اليد في مستشفى يون هوا، جلس مدير القسم جين شي وكبير الأطباء وانغ هايانغ وأطباء آخرون بأعتدال على مقاعدهم.

   كان يجلس بهدوء عبرهم المدير المساعد للقسم بان هوا الذي رجع فجأة إلى الصين، والطبيب الياباني هاشيموتو شيرو الذي جاء معه.

    كان بان هوا في أوج حياته. كانت نظرته حادة، وكان عقله مركزًا. اجتاحت نظرته الأشخاص الآخرين. بدأ بابتسامة.

   “الأستاذ هاشيموتو شيرو هو أستاذ مساعد في قسم جراحة العظام بمستشفى كيو الجامعي (1) الياباني. لقد درس طرق العلاج فى الأرض المكشوفة لسنوات. نظرًا لجدول عمله المزدحم والعديد من العمليات الجراحية في قائمة الانتظار، كان من الصعب جدًا على الأستاذ هاشيموتو شيرو إيجاد وقت لزيارة مستشفانا. آمل أن نتمكن من التواصل والتعلم من بعضنا البعض في الأيام القليلة المقبلة.”

   همس المترجم في أذن هاشيموتو شيرو، وأعطى الأخير إيماءة مقتضبة.

   بدا هاشيموتو شيرو أصغر من بان هوا ببضع سنوات. كان يتمتع ببنية متنية وقصيرة وملامح وجه مسطحة وبشرة خشنة. ومع ذلك، كانت يديه صافية وسلسة. من الواضح أنه تم إيلاء عناية كبيرة لهم.

   بطبيعة الحال، قدم مدير القسم جين والآخرون ترحيبهم بسرعة.

   على الرغم من أن مستشفى يون هوا كان أفضل مستشفى في مدينة يون هوا ومقاطعة تشانغشي، إلا أنه لم يكن قريبًا من مركز غرب الصين للعلوم الطبية (2) والمستشفيات الأخرى التي تمولها الحكومة. بطبيعة الحال، كانت أقل شأناً عند مقارنته بكيو، التي كانت مستشفى على مستوى عالمى.

   رد هاشيموتو شيرو بأدب.

   وكان مدير القسم جين والآخرون حتى أكثر تهذيبًا.

   كان الجو متناغمًا بشكل غير عادي.

   كانت دعوة المتخصصين من البلدان الأخرى أمرًا مشهورًا للغاية. كانت حقيقة أن بان هوا تمكن من دعوة هاشيموتو شيرو مرضيا أكثر حتى لمدير القسم جين.

   سعل هاشيموتو شيرو قليلاً وبدأ يتحدث بنفسه، “سمعت أن هناك طبيب طوارئ شاب في مستشفاك أجرى عشرات العمليات الجراحية باستخدام تقنية ام_تانغ مؤخرًا. هل لي أن أعرف المزيد عن ذلك ؟ ”

    بعد أن سمع مدير القسم جين هذه الكلمات من المترجم، تلاشت ابتسامته على الفور.

   بعد التفكير في كلماته للحظة، بدأ المدير جين في الرد ببطء، «إذا كنت ترغب في مراقبة العمليات الجراحية التي أجريت في قسم الطوارئ، يمكنني اتخاذ الترتيبات اللازمة».

   أردف هاشيموتو شيرو: «بقدر ما يسعدني ذلك، أرغب في إلقاء نظرة على المرضى الذين خضعوا للعمليات الجراحية أكثر».

   «أفضل طريقة لفهم العملية هي النظر إلى النتائج».

   “قسم الطوارئ هو كيان منفصل عن قسم جراحة اليد لدينا. لا يمكننا أن نقرر العمل الذي يتم تنفيذه هناك. بل إنه أكثر إزعاجًا بالنسبة لنا أن نقوم بجولات عنابر في قسم الطوارئ… ” رفض مدير القسم جين الطلب على الفور.

   قال بان هوا: “جولات الجناح ليست ضرورية، يمكننا دعوة عدد قليل من المرضى وإجراء فحص لهم في قسم جراحة اليد. سمعت أن إعادة تأهيل بعض المرضى تتم في قسمنا. كم هذا سخيف “.

   سقط وجه مدير القسم جين. وحذره. «العجوز بان، لا تثير المتاعب».

   «قسم الطوارئ هو من يثير المتاعب». نخر بان هوا.

   همس المترجم إلى هاشيموتو شيرو. وبعد ادراك لذلك، توقف مدير القسم جين وبان هوا عن التحدث.

   هز هاشيموتو شيرو رأسه قليلاً وقال: «ما تفعلونه جميعًا هو تدمير اسم خياطة الأوتار المثنية في المنطقة المكشوفة».

   “ماذا تعني؟ ” تجعدت حواجب وانغ هايانغ في نفور.

    “إن خياطة الأوتار المثنية في الأرض المكشوفة تستنفد الكثير من الموارد الطبية. ويتطلب هذا من الطبيب تركيزه الكامل لعدة ساعات. في اليابان، يكون لدينا مناقشات مطولة قبل إجراء مثل هذه الجراحة. لكنكم جميعًا أجريتم هذا النوع من الجراحة دون دراسة متأنية، وأجريتم العشرات منها دفعة واحدة فوق ذلك. لدي شكوك حول هذا الأمر”.

   من الواضح أن هاشيموتو شيرو جاء مستعدًا. وواصل من دون تردد.

   “إن تقدم جراحة اليد في الصين مبني على أساس أنه يمكنك إجراء العديد من الغرز لأن لديك حجمًا كبيرًا من العمليات الجراحية. أجد ذلك غير صحي للغاية. هذه هي الطريقة الخاطئة لتطوير مهاراتك في هذا المجال بالذات من الجراحة. ”

   «سيد هاشيموتو»، أعطاه بان هوا تذكيرًا.

   ألقى هاشيموتو شيرو نظرة خاطفة على بان هوا. لم تعد نبرته صارمة كما كانت. قال: “من خلال استخدام استراتيجية تقدر فيها الجودة على الكمية، لن تقلل فقط من عبء طاقمك الطبي، ولكن أيضًا تزيد من معدل نجاح وكفاءة الخياطة. يجب عليكم جميعًا العمل نحو هذا الاتجاه. لا يمكنك إجراء العمليات الجراحية فقط من أجل إجراء العمليات الجراحية. ”

   “سيد هاشيموتو، ان الوضع في الصين مختلف, لدينا الكثير من المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة، ولا يمكننا تركهم دون رعاية. ” رد مدير القسم جين بضعف.

   قال هاشيموتو شيرو بعناد، “إذا أصبح الطابور طويلا جدا، يجب أن تصبح حازمًا وتجري عمليات بتر على المرضى غير المناسبين لإعادة زراعة الأصابع المقطوعة وخياطة الأوتار العميقة. هذا من شأنه أن يوفر بعض الموارد الطبية، ويمكن استخدامهم على المرضى الذين يحتاجون إليها أكثر. على سبيل المثال، يجب بتر المرضى المدمنين على التدخين بدلاً من تلقي خياطة”.

   قد يتسبب النيكوتين في تشنج الأوعية الدموية مما يؤدى إلى نخر الإصبع المخيط. لقد كان هذا من المحرمات المطلقة عندما يأتى الأمر لعمليات البتر وإعادة الزراعة.

   فكر وانغ هايانغ وقال: “حقيقة أننا نعالج المرضى وننقذ حياتهم تعني أننا بحاجة إلى منحهم فرصة. إذا وافق المريض على الإقلاع عن التدخين واستوفى معايير الخياطة، فعلينا على الأقل منحهم فرصة. ”

   “من الصعب التوقف عن التدخين، وحتى أصعب جعل المرضى يلتزمون. أن لدينا الكثير لنتعلمه من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتمركز الموارد الطبية. واليابان تنفذ ذلك ببطء. أما بالنسبة للصين… ” نظر هاشيموتو شيرو إلى الصينيين من حوله وابتسم.

   “على أي حال، دعوني ألقي نظرة على كيفية إجراء العمليات الجراحية في قسم الطوارئ فى مستشفا صينى في المنطقة المكشوفة باستخدام تقنية ام_تانغ أولاً. يمكننا بعد ذلك مناقشة الموضوع الثقيل لإصلاح الرعاية الصحية. ما رأيكم ؟ ”

    ملاحظات المترجم:

   (1)مستشفى كيو الجامعي: هو مستشفى كبير معروف في اليابان، تأسس في عام 1917، مع 1059 سريرا، و 854 طبيبا دائما، و 28 طبيب أسنان، و 1026 ممرضة، و 100 صيادلة. يوجد في مستشفى جامعة كيو 29 عيادة و 17 عيادة مركزية. يبلغ إجمالي عدد المرضى الخارجيين 797263 مريضًا، بمتوسط استقبال يومي يبلغ 2964 مريضًا.

   (2)مركز غرب الصين للعلوم الطبية: هى مؤسسة بحثية عامة مرموقة ذات مستوى عالمي للعلوم الطبية ويقع في تشنغدو، سيتشوان، الصين، وتديره وزارة التعليم. تأسس المركز في عام 1914 واندمج مع جامعة سيتشوان في عام 2000. مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان ومصنف بأستمرار فى أعلى 3 مراكز فى الصين للطب.

   (3)نيتوكين: هو قلوي ينتج بشكل طبيعي في عائلة النباتات الليلية ويستخدم على نطاق واسع بشكل ترفيهي كمنشط ومضاد للقلق. كدواء صيدلاني، يتم استخدامه للإقلاع عن التدخين لتخفيف أعراض الانسحاب. يعمل النيكوتين كناهض للمستقبلات في معظم مستقبلات أسيتيل كولين النيكوتينية، باستثناء وحدتين فرعيتين لمستقبلات النيكوتين حيث يعمل كمضاد للمستقبلات.

   *حسنا أنا اترجم رواية أخرى “دكنور الوباء” أرجو ان تعطوها فرصة    *