الدكتور العظيم لينغ ران - 34 - تحديد مصدر النزيف

بعد البقاء مستيقظاً طوال الليل، تمكن لينغ ران أخيرًا من كتابة المخطط العام لورقته البحثية.

بالنسبة لطالب جامعي تلقى بضعة أسابيع فقط من التدريب على كيفية كتابة الأوراق البحثية، فإن وجود متخصص مشهور على استعداد لإرشاده لكتابة ورقة بحثية كان عمليًا نعمة من السماء. وبسبب ذلك، استخدم لينغ ران مصل طاقة آخر دون تردد.

تم تخفيض احتياطاته من أمصال الطاقة من ست زجاجات إلى خمس زجاجات فقط، لكن لينغ ران أعتقد أن إكمال المهمة كان أكثر قيمة بالنسبة له.

صُدم هوو كونغجون تمامًا عندما رأى مخطط الورقة البحثية التي أحضرها لينغ ران.

قرأ المقدمة، ثم ألقى نظرة خاطفة على لينغ ران. «سهرت الليلة الماضية ؟»

«نعم».

«تأكد من أن البقاء مستيقظًا لا يؤثر على أداء عملك».

“لا مشكلة” بدا لينغ ران مرتاحًا إلى حد ما.

«أليس من الرائع أن تكون شابًا ؟» ضحك هوو كونغجون بصوت عالٍ. استدار وقال: «الشباب فقط هم القادرون على البقاء مستيقظين طوال الليل وما زالوا قادرين على القدوم للعمل في المستشفى دون مشاكل بينما لا يزالون يخصصون وقتًا لكتابة ورقة بحثية».

بعد أن قال ذلك، أخفض رأسه مرة أخرى لقراءة المخطط بعناية. نزع قلم الجل الذي كان يحمله معه دائمًا وفحصها.

بعد سماع محادثتهم من الجانب، قال الدكتور تشو بابتسامة، «مدير القسم، هل يجب أن أرتب مناوبة(وردية) للينغ ران؟»

“أعطه نوبة ودعه يتعلم الدرس عندما يقول إنه لا يزال بإمكانه العمل بشكل مثالي بعد عدم النوم لليلة كاملة. هممم…لا لا تعطيه نوبة الليلة. ابدأ في إعطائه نوبات غدًا، “أجاب هوو كونغجون دون رفع رأسه. كونك طبيبًا كانت وظيفة تتطلب أن يكون المرء في نوبات ليلية على مدار السنة، خاصة بالنسبة لأولئك في قسم الطوارئ. تم عكس ساعاتهم البيولوجية لدرجة إنه تم أفساد إفراز الغدد الصماء خاصتهم. لقد مر بعض الوقت منذ أن التقى بأي شخص تجرأ على القول إنه يمكنه السهر لوقت متأخر.

ضحك الدكتور تشو وقال للينغ ران، “انظر، مدير القسم لا يزال معجبا بك ويخشى ألا تتمكن من الصمود لمدة يومين متتاليين. حسنًا، قم بالإبلاغ ليلة الغد إذن.

وافق لينغ ران بلا مبالاة. على الرغم من أن الأطباء كرهوا التواجد في نوبات ليلية، إلا أن المتدربين الطبيين لم يمانعوا القيام بها. كان الأمر أكثر من ذلك بالنسبة إلى لينغ ران، الذى لم يجدها مرهقة على الإطلاق.

كان المبتدئين الصغار لا يزالون في الفترة التي كانوا فيها متحمسين لعملهم. لقد كان شرفًا لهم عمليًا أن يحصلوا على فرصة لإجراء استشارة للمرضى وحتى العمليات الجراحية، لأنه في الواقع، لم يكن لدى المتدربين الطبيين عادة فرصة للعمل في نوبات لأنهم لن يكونوا مفيدين.

أنهى هوو كونغجون قراءة الورقة البحثية. أومأ برأسه قليلاً وقال: “المخطط مكتوب جيدًا. إنه مدروس جيدًا أيضا. ”

في اللحظة التي قال فيها ذلك، عرف لينغ ران أن تخمينه كان صحيحًا.

أراده هوو كونغجون أن يكتب ورقة بحثية ليس فقط للسماح له بالتدرب على كتابة هذه الأشياء، ولكن أيضًا كإجراء احترازي ضد أي شخص يثرثر عنه.

وبسبب ذلك، قام عن عمد بتضمين ملاحظاته التي تم إجراؤها قبل إجراء التحكم في النزيف باليدين المجردة وجعلها قسمًا مستقلاً بها: [تحديد مصادر النزيف بدون مجال جراحي.]

كان إنشاء المجال الجراحي(1) المطلوب عن طريق كشف أجزاء معينة من جسم المريض أثناء إجراء نوع معين من الجراحة أمرًا يجب تعلمه. قيل إن تعلم الجراحة استغرق 5 سنوات ، وتعلم إعداد المجالات الجراحية المناسبة استغرق 10 سنوات . كان من المهم جدًا أن يتعلم الطبيب كيفية إداء المجال الجراحي المطلوب أثناء الجراحة.

كان الغرض من قطع مريض مفتوحًا هو إنشاء مجال جراحي. وتم استخدام المناظير لجعل المجال الجراحي أكثر وضوحًا. في بعض الأحيان، يتم إزالة كلية جيدة تمامًا مؤقتًا من جسم المريض بحيث يُمكن الحصول على مجال جراحي مطلوب.

ومع ذلك، لا يمكن الحصول على مجال جراحي مثالي طوال الوقت، خاصة في قسم الطوارئ. حتى عندما لا يكون هناك مجال جراحي،فما يتم القيام به يجب فعله ..

من خلال إضافة [تحديد مصادر النزيف بدون مجال جراحي] كقسم، لم يوفر لينغ ران الشرعية لما فعله فحسب، بل جعل الورقة البحثية أكثر ارتقاءً بالمعايير في لحظة.

قال الطبيب تشو بابتسامة، “نادراً ما يمتدح مدير قسمنا أي شخص. هل لي أن ألقي نظرة على ورقة البحث ؟ ”

“يجب أن تلقي نظرة عليها بالفعل. كم سنة مرت منذ أن أصبحت طبيباً معالجاً ؟ وكم عدد الأبحاث التي كتبتها ؟ ” مدير القسم هوو لم يكن أبدا بهذه السعادة عندما يكون أمام الطبيب تشو, كان الأطباء المعالجون هم الوجود الأساسي فى القسم، والدكتور تشو، الذي انتهز كل فرصة ممكنة للتكاسل، بطبيعة الحال لم يستطع تجنب التعرض للتوبيخ.

ومع ذلك، فإن الطبيب أستقبل هذه الإهانات جيدا. يمكن أن يكون ذلك لأنه اعتاد على تعرضه للتوبيخ من قبل مدير القسم. لم يأخذ التوبيخ على محمل الجد وأخذ مخطط ورقة لينغ ران البحثية لقراءته أثناء أرجحة رأسه.

بمجرد أن سمع الضجة، انضم إليهم الطبيب المعالج تشاو لي على الفور. بعد المراقبة لفترة، قال للينغ ران، “ليس سيئًا ,بالفعل. لم يتم قبوله حتى في المستشفى، وكتب بالفعل ورقة بحثية. ”

بالمقارنة مع الطبيب تشو غير الجذاب إلى حد ما، كان مظهر الطبيب المعالج تشاو لي أكثر ملاءمة للرداء الأبيض الكبير. كانت أكثر سماته تميزًا هي بشرته الفاتحة، والتي كانت ناعمة ومنتعشة. كان أيضًا أنحف في البنية ويمكن أن يمر كجرو صغير.

وعندما تعلق الأمر بحياته في القسم، تصرف تشاو لي أيضًا كجرو صغير. كان أكثر شراسة من الآخرين عندما يتعلق الأمر بخطف العمليات الجراحية. وكان عليه أن يتنافس مع أطباء من نفس رتبته كل يوم. بعد ترقيته إلى طبيب معالج، كان بطبيعة الحال أكثر قسوة تجاه الأطباء المبتدئين. في هذه اللحظة، كانت نظرته وهو يحدق في لينغ ران قمعية للغاية.

وجد تشاو لى على الفور شيئًا خاطئًا في البحث. “لينغ ران، هذه الورقة البحثية الخاصة بك تستخدم الجراحة التي أجراها مدير قسمنا كمثال للحالة. ألا يجب أن تدرج اسم مدير قسمنا فيه ؟ ”

«دكتور تشاو، هل تريد أن يتم تضمين اسمك ؟» حقيقة أن لينغ ران لم يكن جيدًا في العلاقات الشخصية جعلت من السهل عليه رؤية الدوافع الشخصية للآخرين.

كان هوو كونغجون بالفعل مديرًا خبيرا لقسم الطوارئ ولم يهتم بالحصول على اسمه في ورقة بحثية صغيرة. كان تشاو لى هو الشخص الذي رغب في فرصة للحصول على اسمه في مجلة SCI.

لم يتوقع تشاو لى أن يكون لينغ ران مباشرا جدًا هكذا، وسرعان ما شرح “لا يهمني حقًا ما إذا كان اسمي موجودًا فيها. أشعر فقط، بصفتي كبير جراحين فى هذه الحالة، أن مدير قسمنا – ”

“الورقة البحثية لم تكتب بعد. لا فائدة من مناقشة هذا الآن “. ساعده هوو كونغجون على الخروج من مأزقه وغير الموضوع. “تشاو الصغير، ما زلت شابًا. حاول أن تكتب مخططًا بحثيًا بحلول الشهر المقبل وسلمها لي أيضًا. ”

لهث تشاو لى وسرعان ما قال، «أيها المدير، لقد كنت أحصل على الكثير من النوبات مؤخرًا».

“من الجيد أن يكون لديك الكثير من النوبات. تعامل مع المرضى عندما يكون هناك مرضى، ويمكنك الاستفادة من الوقت الذي لا يوجد فيه مرضى لتكون منتج في المشفى. ”

لم يكن تشاو لى يعرف ما إذا كان سيضحك أو يبكي. «هل هناك أوقات لا يوجد فيها مرضى في قسم الطوارئ ؟»

أجاب هوو كونغجون، «إذا تعاملت مع المرضى بسرعة، أى وقت سيبقى سيكون وقت بدون مرضى ».

تذمر تشاو لي بصوت خافت، «حتى لو تعاملت معهم بسرعة، يمكن للرعاية الطبية الطارئة أن ترسل فقط المزيد من المرضى».

“ثم، يجب أن تكون أسرع من الرعاية الطبية الطارئة! عندما كنت في الجيش في الماضي، لم أستطع إلقاء اللوم على الأعداء لإصابة الكثير من الناس أو رفاقنا لإرسالهم الكثير من الجرحى إلي، أليس كذلك ؟ ” كانت فعالية هوو كونغجون تفوق الكلمات.

فكر تشاو لي، “لم تشارك حقًا في أي حرب، على أي حال”. لكنه سيسعى فقط إلى هلاكه إذا قال ذلك بصوت عالٍ. كان مدير الإدارة هوو فخوراً بهويته كطبيب عسكري لمدة أربعين عامًا.

«يكفى هذا، احزموا أغراضك وقوموا بالجولات».

شعر هوو كونغجون أنهم أمضوا وقتًا كافيًا في الدردشة. في اللحظة التي أصدر فيها هذا الأمر، بدأ جميع الأطباء في المكتب بالعمل، مثل فريق صيد منظم.

عندما كانوا خارج الباب، كان الأطباء قد تحركوا بالفعل ليشكلوا تشكيل أسطواني مع مدير القسم في المقدمة، ومديري الأقسام المساعدين في الجانب، والأطباء المعالجين خلف مدير القسم، والأطباء المقيمين الذين وقفوا وراء الأطباء المعالجين.

من ناحية أخرى، سار لينغ ران والمتدربون الطبيون الآخرون خلف الأطباء المقيمين أثناء حمل السجلات الطبية.

كان هذا هو الوقت الذي تباهى فيه كبار الأطباء بمعرفتهم، وتم أختبار الأطباء المبتدئين فيه أيضاً. بالطبع، كان مدير قسمهم العزيز دائمًا هو الأكثر تمجيدًا ؛ لقد كان النجم المطلق في العنابر.

في المستشفى حيث كان هناك تقسيم صارم للرتب، تم التأكيد على الانضباط في كل لحظة. حيث كان الأطباء يتحركون دائمًا بطريقة منظمة، ويتصرفون بأناقة مثل زيهم الأبيض.

ملاحظة المترجم:

_قلم الجيل:

(1)المجال الجراحى: هو المجال المعقم الذي تم أنشائه بواسطة تقنية التعقيم ويتكون من المريض الملفوف، والطاولة الخلفية، وأي معدات معقمة، مثل المجاهر، وآلات التجميد، والذراع c (ألة تصوير). تقنية التعقيم ستفتح المجال والمستلزمات والأدوات ثم تنظفها.