224
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (سورة طه، آية 114)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
AI Model: gemini-2.5-flash
لقد طبّقت هذه الحضارة التقنية على كل تفاصيل الحياة فعلًا، لكن يي فِي شعر بأن كثيرًا من الأشياء غير ضروري
هناك احتمالان اثنان: الأول أن هذه الحضارة بعدما بلغت مستوى معينًا من التطور التقني بدأت تركّز على المتعة؛ والثاني أن مستواهم التقني بالغ الارتفاع، وتطبيقه في تفاصيل الحياة اليومية مجرد عمل يسير
لكن هذا كله يبقى تخمينًا، فمن خلال كومة الأدوات هذه رأى يي فِي تقنيات كثيرة لم يسبق أن درسها، بل إن بعض الأشياء لم يفهم أصلًا ما هي
يمكنه أن يبحث في كل ذلك لاحقًا، وهذه التقنيات التي تبدو رفيعة أثارت فضوله أيضًا بشأن التقانات المطبقة في هذه السفينة الفضائية
التفت إلى الكاميرا وقال: «نكتفي بهذا القدر للبث المباشر اليوم، حاليًا نطاق تحرك فريق بعثة دولة التنين صغير، لذا لن تكون هناك مشكلات»
«سأواصل دراسة هذه السفينة، وحين أعثر على شيء جيد سأشاركه مع الجميع»
«بعد البث سيكون هناك رابط، رابط سحب قرعة، كل ما رأيتموه اليوم — باستثناء ما أحتاجه للبحث — سأطرحه في القرعة لتلعبوا به»
بعد أن أنهى يي فِي حديثه أغلق البث ووضع خرزة الإسقاط جانبًا وقال: «أولًا، فكّكوا نظام المحركات وأنظمة الأسلحة»
بالنسبة إلى سفينة فضائية، الأهم هما المحرك والأسلحة، أمّا بقية التصميم الداخلي وأماكن المعيشة وما شابه فهي أبسط ويمكن تدبيرها مؤقتًا
المحرك يحدد سرعة السفينة، والأسلحة تحدد قوتها
بدأ عدد كبير من الروبوتات بتفكيك المحرك وأنظمة الأسلحة وفق مخططات البنية الداخلية التي حصلوا عليها
دخل يي فِي المختبر وقال: «شياو باي، كم تبقّى لإنهاء فك الشيفرة اللغوية»
مع أنه حصل على كل بيانات السفينة، فإن هذه البيانات بلا فائدة من غير ترجمة لغتها
قالت: «تم فكها أصلًا أثناء بث السيد»
عند سماع ذلك صار تعبير يي فِي جادًا: «ماذا حدث قبل تحطم السفينة»
الفصل 195: الدرع الطاقي
في اللحظة التالية ظهرت أمام يي فِي عدة صور: بعضها مسجّل داخل سفينة الكائنات الفضائية، وخريطة لنظام نجمي يمرّ فيه خط، ومقاطع مصوّرة من خارج السفينة
نقر يي فِي على الفيديو المسجّل داخل السفينة
حلّقت خرزة الإسقاط ثلاثية الأبعاد في الهواء وتحولت الأجواء حوله إلى داخل السفينة
وقف هناك فرأى عددًا كبيرًا من الكائنات الفضائية القصيرة تتحرك بسرعة داخل السفينة، وكان يفهم ما يقولونه
لقد تعرضوا لهجوم، أسطول العدو هائل وقد فتح بالقوة ثقبًا دوديًا، وإن انهار الثقب فسيُبادون تمامًا
بعدها مباشرة بدأت السفينة تهتز بعنف
لاحظ يي فِي أمرًا ما، فعلى الرغم من اهتزاز السفينة بقي الأشخاص في الداخل ثابتين نسبيًا قياسًا بالسفينة، ما يعني أنّ الجاذبية مقفلة على السفينة
وعلى خلاف خرزة الجاذبية لدى يي فِي، كانت لدى هؤلاء جاذبية مُحاكاة حقيقية
يشبه ذلك وقوف البشر على الأرض حيث لا تؤثر عليهم دوران الأرض
«المحرك رقم 1 تضرر ولا يمكنه الدخول في وضع الطيّ» صرخ شخص عند لوحة تحكم، فاتخذ من يبدو قائدًا قرارًا وقال: «افتحوا الثقب الدودي»
على الفور انفتح ثقب دودي أمام السفينة، حدث ذلك شبه لحظي، لكن الثقب كان ما يزال في حالة تشوّه
خلفهم لمع ضوء أبيض باهر، واهتزت السفينة مجددًا لكنها مع ذلك عبرت الثقب
«المحرك رقم 2 محمّل فوق طاقته وقد خرج من الخدمة» صاح شخص آخر
«استدر واضربهم بمدفع البلازما» وما إن انتهت كلمات القائد حتى استدارت السفينة
شعاع أبيض عبر الثقب الدودي وانطلق نحو السفينة
وفي الوقت نفسه انبعث من السفينة ضوء أزرق أعطى يي فِي انطباعًا بأنه سائل
كما تعرّف يي فِي إلى ذلك الضوء الأبيض، إنه مدفع الجسيمات الضوئية
كان يكاد يرى مدفع الجسيمات الضوئية يصيب السفينة، وعلى تلك المسافة لا يمكن للسفينة أن تتفاداه، فلماذا كان مقدّمها سليمًا
وبينما يفكر، رأى الشعاع يضرب أمام مقدمة السفينة كأنه يصطدم بدرع غير مرئي فلا يخترقه، وفي الأثناء أصاب مدفع البلازما سفينة الخصم البيضاء، فاندفعت أقواس زرقاء فوقها، وفي اللحظة التالية انفجرت السفينة
اختفى الثقب الدودي، وبدأت السفينة التي يشاهدها يي فِي بالدوران
«طاقة المحرك رقم 3 استُنزفت تمامًا، تم إيقاف الدرع الطاقي… رُصد قفل جاذبي من الكوكب، اصطدام وشيك، تحذير، السفينة على وشك التحطم، يرجى الاستعداد للاصطدام»
رأى يي فِي السفينة وهي تدور وتهوي نحو الكوكب مع ازدياد سرعتها، وانتفخت ملابس من على متنها لتثبتهم في أماكنهم بينما يهبطون بسرعة هائلة
ثم استخدمت السفينة تقنية مجهولة لتخفيف السرعة، لكنها مع ذلك اصطدمت بالأرض، ومع هذا لم يُصب من في داخلها بأذى
لزم يي فِي الصمت في تلك اللحظة، فهو يعرف مدافع الجسيمات الضوئية، لكن قوة المدفع التي رآها للتو بدت أقوى من مدفعه
ثم ما ذلك الدرع الذي يغلّف هذه السفينة، أيمكنه فعلًا أن يصدّ مدفع جسيمات ضوئية
ينبغي العلم أن كل أساليب يي فِي الحالية لا تقدر على صدّ مدفع جسيمات ضوئية
وأما سرعة فتح الثقب الدودي — فإن يي فِي يحتاج حاليًا إلى ما لا يقل عن دقيقتين لفتح ثقب، إذ يجب تراكم الطاقة قليلًا قليلًا، بينما هؤلاء يفتحونه لحظيًا
وعلاوة على ذلك، لا يزال يي فِي غير قادر على فهم أجزاء كثيرة مما قالته تلك الكائنات الفضائية، وهذه مشكلة في فك الشيفرة اللغوية، فمع كثرة البيانات على هذه السفينة، إن لم تكن لدى البشر مفاهيم مقابلة فلن تُترجم
لكن من خلال السياق استطاع أن يستنتج تقريبًا أن حضارة معادية لهم بأسطولها صادفت هذه السفينة ثم بدأت بمطاردتها
أثناء المطاردة دُمّر المحرك رقم 1 فاضطروا إلى فتح ثقب دودي
وفوق ذلك، حين فُتح الثقب كان مشوّهًا ومتأثرًا بالسفينة خلفهم
وأما مدفع البلازما الأخير هذا فلم يتقنه يي فِي حتى الآن، ولا يملك خيطًا يقوده إليه، لقد استطاع أن يفجّر سفينة الخصم مباشرة، فكيف تحقّق ذلك
ظهر في هذا المقطع حضارتان، وكلتاهما تبدوان قويتين جدًا
لم يواصل يي فِي المشاهدة، فالباقي يتعلّق بالبقاء على قيد الحياة
فتح خريطة النجوم، وهي خريطة هائلة ومفصلة جدًا على متن السفينة، وقد وُضعت عليها ثقوب سوداء وأماكن أخرى للتحذير من الاقتراب الشديد
امتد نطاق هذه الخريطة إلى 120,000 سنة ضوئية، من طرف إلى آخر، كامل 120,000 سنة ضوئية
يستطيع يي فِي حاليًا فتح ثقب دودي لمسافة قصوى قدرها 3,000 سنة ضوئية، وللانتقال من طرف إلى آخر سيحتاج إلى القفز أربعين مرة
وفوق ذلك فإن تفصيل هذه الخريطة بالغ الدقة، إذ رُقّمت كل نجمة، ووُصفت أحوال النجوم وأحوال كواكبها بوضوح
كما كانت هناك نقاط إمداد، وحتى الكواكب التي يمكن تعويض الماء والطعام فيها مبيّنة
وهذا يعني أن الكواكب ضمن نطاق 120,000 سنة ضوئية قد استُكشفت كلها
شعر يي فِي في تلك اللحظة بشيء من عدم الواقعية
كان قد حكم — اعتمادًا على البحث في الجثث وغيرها — بأن مستوى هذه الحضارة التقني قد لا يكون مرتفعًا جدًا، لكن يبدو الآن أنه قد قلّل من شأنها
قال: «قارِنِي مع النجوم النابضة لنرى هل يمكننا تحديد هذا النظام النجمي»
وبينما يتحدث كان يتفحّص هذه الكواكب واحدًا واحدًا بعناية، ورأى أن المنطقة المركزية منها موسومة بكثافة أوضح، والأدهى أنه قرب النواة لا يوجد كوكب واحد عديم الجدوى
شعر يي فِي كأنها قد أُزيلت من أماكنها
لكن هذا الاحتمال مُفزع، فحضارة تقنية قادرة على تحريك الكواكب تكون أعتى بكثير
ولحسن الحظ — مؤقتًا — أنهم لم يلقوا «رقاقة ثنائية الأبعاد» مباشرة خارج القتال
وبوسعه أن يفكك جزءًا من أساليب الطرف الآخر عبر هذه السفينة
فتح يي فِي الشاشة الثالثة، وكانت تُظهر السفينة وهي مطاردة بلا هوادة من السفن الخلفية مع وابل كبير من أشعة الليزر ومدافع الجسيمات الضوئية
كانت السفينة تصدّ بعض الضربات وتتفادى بعضها، وفي مرات إصابتها كان يحدث أن تضرب عدة مدافع ليزر النقطة نفسها لتخترق الدفاع غير المرئي
ومن هذا الزاوية أمكن ليي فِي رؤية درع ضوئي يظهر على سطح السفينة عند وصول أشعة الليزر
وخلال العملية كان الضوء يجري على سطح السفينة ثم ينهض الدرع
أدرك يي فِي الآن فقط أن هذا الدرع الذي صدّ مدفع الجسيمات الضوئية ينبغي أن يكون درعًا طاقيًا
إنه يشكّل الطاقة عبر هذه القنوات على سطح السفينة
ولا بد أنه شديد الاستهلاك للطاقة، وإلا لما نفدت طاقة المحرك رقم 3 بهذه السرعة في النهاية
استخدام الطاقة لصدّ الهجمات؟ كان يصعب على يي فِي تخيّل كيف يتم ذلك
لكن غيرهم حققوه، فتساءل تلقائيًا كيف أُنجز، هل هو بمجالات مغناطيسية قوية
المجالات المغناطيسية القوية لا تُستعمل إلا للتشويش على هجمات الخصم، كتغيير الانحناء أو اتجاه الضوء
فجأة خطر ليي فِي احتمال: ماذا لو كان هذا المجال المغناطيسي القوي يوجّه نوعًا آخر من الجسيمات
إذا سُرّعت الجسيمات إلى ما يقارب سرعة الضوء، ألن تستطيع مقاومة مدفع جسيمات ضوئية
وهذا قابل للتحقيق
أطرق يي فِي مفكرًا، وتوقف عن المشاهدة وخرج من المختبر، وكان الروبوت قد فكك محركًا بالفعل
اقترب يي فِي وتفحص المحرك، واستنادًا إلى الفيديو الذي شاهده آنفًا أمكنه الجزم بأنه المحرك الثالث، وهو أكثر محركات التسارع تقليدية
كان ارتفاعه 12 مترًا، ويبدو مركّبًا من قطع منفصلة، وهذا المحرك سليم
المحرك رقم 1 أصابه ليزر فأحدث فيه ثقبًا، والمحرك رقم 2 إنهار بسبب الحمل الزائد وتناثرت كثير من أجزائه الداخلية
أما المحرك الثالث هذا، 700، فهو نقطة اختراق، فلتقنية أي حضارة — وخاصة المحركات — قواسم مشتركة
فعلى سبيل المثال، قبل أن ينخرط يي فِي في أبحاث الصواريخ كانت كل محركات الصواريخ متشابهة إلى حد بعيد
النواة متطابقة
بدأ يي فِي بدراسة المحرك الثالث، وكان أول ما يحتاج معرفته مصدر الطاقة الذي يستخدمه
جلب شياو باي بسرعة بيانات من السفينة، فهذا الشيء يعمل بفرميوم
وقد جرى تحديد ذلك فقط عبر مقارنته بالعناصر الكيميائية المعروفة للبشر حاليًا
لكن هذه المادّة لم تُطبَّق بعد لأن زمن بقائها قصير جدًا، وإلى اليوم لم يتمكن البشر من عزل كمية كافية من الفرميوم لوزنها
اكتُشف الفرميوم أول مرة في بقايا انفجار قنبلة هيدروجينية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ