206
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 «وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا» ـ سورة طه، الآية 114
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضافةً إلى ذلك، يلزم خفض الطاقة المطلوبة لتغيير الانحناء؛ فالإفراط فيها قد يخلق ثقبًا دودياً خارج السيطرة
لا بد أن أجد فرصة لأجرّب ما يحدث إن مرّت سفينة فضائية أكبر عبر ثقب دودي صغير
وهناك أيضًا بنية «محرك الانحناء» وما يتصل بها من تفاصيل
دوّن «يي في» كل فرضياته ومسارات تحليله، واستغرق ذلك وقتًا طويلًا
التزم الباحثون المحيطون به الصمت ولم يزعجوه قط؛ كانوا مذهولين، لأن فتح «محرك الانحناء» ثقبًا دوديًا إلى أجزاء أخرى من الكون احتمال واقعي جدًا
في هذا الاختبار رأوا بارقة أمل
وبينما كان «يي في» ما يزال يُحلّل، رأى البشر على الأرض شمسًا ثانية عابرة
كان ظهور تلك «الشمس» مختلفًا عن المرة السابقة؛ فالمرة الماضية حدث الأمر ليلًا وأضاءت السماء في قلب الليل
أما هذه المرة فكانت نهارًا، وظهرت شمسنان في السماء في الوقت نفسه
إحداهما حمراء متقدة، والأخرى فضية بيضاء
والشمس البيضاء الفضية غلبت الأصلية لمعانًا
دامت «الشمس» ثلاث دقائق فقط وصارت مشهدًا مدهشًا
ثلاث كلمات خطرت في بال عدد لا يُحصى ممن رأوا ذلك: الأكاديمي يي
الشمس السابقة صنعها الأكاديمي يي، وهذه المرة أيضًا لا بد أنها من صنع الأكاديمي يي
امتلأ الفضاء الإلكتروني نقاشًا وتخمينًا حول ما يجري
أما خارج بلاد التنين فلم يبقَ لديهم فضول كبير؛ فمهما ازداد فضولهم، ما الفائدة لهم
اكتفوا بالمراقبة اللصيقة في انتظار تصريح رسمي من بلاد التنين
ومن خلال بيانات التجربة وضع «يي في» الخطة الثانية وأهدافها
في التجربة الثانية، ودون خفض إدخال الطاقة، كان الهدف تحقيق إيقاف فوري لإخراج الطاقة لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تفادي الانفجار
فالانفجارات هي الأمر الأشد حاجة إلى الكبح؛ إذ حتى لو أمكن الطيران بالانحناء، فإن انفجار الوصول سيجعل البحث كله بلا معنى
فكيف نُصمّم البنية التي تُحقق قطع إخراج الطاقة على الفور
أخرج «يي في» مخططات التصميم، وعندها فقط انتبه إلى أن حوله جماعة من الناس، فوضع ما بيده وقال: لنعد أولًا
لوّح بيده فتبددت كل البيانات في القاعة، وربط فريق الباحثين أحزمة مقاعدهم ولحقوا بـ«يي في» عائدين إلى الأرض
وما تزال السفينة في رحلتها حتى تلقّى «يي في» اتصالًا من «آن شينّو»: هل تلك الشمس البيضاء في السماء من تجاربك
نعم، تسببتُ بانفجار أثناء تجربة ـ قال «يي في»
هل أنت… بخير
لو لم أكن بخير، هل كنتُ سأجيبك ـ ابتسم «يي في» وأضاف: كان انفجارًا ناتجًا عن بحث «محرك الانحناء». هل كان شديد السطوع
ساطع، واستمر 3 دقائق. بدا فعلًا كأنه شمس، بل أبهى من الشمس
حسنًا، فهمت. سأعود أولًا، وأصطحبك للعشاء الليلة ـ أنهى «يي في» كلامه وأغلق الخط
ثم التفت إلى العميد «تانغ»: علينا أن نشرح ذلك للجميع
أومأ العميد «تانغ»: سأتولى الأمر؛ وشرحه يسير
لم يُطل «يي في» التفكير، وقاد السفينة إلى دخول الغلاف الجوي، وأعاد «الأساتذة الكبار» إلى المعهد البحثي
ثم اصطحب «آن شينّو» إلى قاعدته. كان «يي في» متحمسًا اليوم
كان ظهور الثقب الدودي مفاجأة مُبهجة… يا لها من قوة
الفصل 179: صنع شمس صغيرة مرة أخرى
تعشّى «يي في» مع «آن شينّو»، ثم غاص في المختبر
البحث الممتد فترات طويلة مُرهق، لذا كان «يي في» يحتاج إلى راحة بعد كل مرحلة
لكن بعد أن لمح إمكانية السفر لمسافات بعيدة، شعر «يي في» بانطلاقة جديدة
يمكن تحقيق الإيقاف الفوري للطاقة بإضافة جهاز لتخزينها
تُوقفُ طاقة الإدخال، وتُخزَّن كل الطاقة المتبقية
غير أن تصميم جهاز تخزين يمتص طاقة هائلة لحظيًا أمر شديد الصعوبة
فالطاقة المتحررة لحظةً واحدة هائلة إلى حد يُدمّر أي بطارية عادية مباشرة
حتى أفضل بطارية يمتلكها «يي في» الآن لا تحتمل هذه الطاقة المرعبة
إذًا لا بد من طريقين لا ثالث لهما: الأول تكبير تجهيزات التخزين، والثاني إيجاد بطاريات جديدة وصناعتها ثم تضخيمها
اتصل «يي في» بالعميد «تانغ» طالبًا كل بيانات تصنيع البطاريات
لقد استخدم البشر الكهرباء مصدرًا للطاقة سنوات طويلة، وأنواع البطاريات لا تُحصى
فمن الأحادية الاستعمال: بطاريات الكربون-الزنك، والقلوية، والزنك-منغنيز، والزنك-فضة، والزنك-هواء، والليثيوم-منغنيز، والزئبق، وغيرها
ومن القابلة للشحن: القلوية الثانوية زنك-منغنيز، ونيكل-كادميوم، ونيكل-معدن هيدريد، وبطاريات الليثيوم، وبطاريات الرصاص الحمضية
ومن الأنواع الحديثة «بطارية الغرافين» التي لُقّبت بالبطارية الخارقة
سرعة شحنها وتفريغها قد تبلغ 1000 مرة أسرع من البطاريات العادية
وسعتها التخزينية قد تصل إلى عشرات أضعاف البطاريات العادية
وهذه البطارية المصغرة تحتاج أيضًا إلى تقنية آلات الطباعة الضوئية، وموادها رخيصة
كان ذلك أمرًا لم يسبق أن صادفه «يي في». يجري العمل عليه الآن، والتقنية موجودة، لذا فإمكان تصنيعه قائم
لكن إنتاجه الكمي الرخيص غير ممكن بعد
لو اشتريتَ هاتفًا وكانت البطارية أغلى من الهاتف، فمن سيشتريه
بل إن الأهم أن هذا المسار البحثي أُوقِف لأنه لا يضاهي البطارية التي طوّرها «يي في» من قبل
حتى لو أُنفقت أموال طائلة، فالعائد سيكون خاسرًا
لذا أُوقِف البحث ببساطة
عرف «يي في» ذلك من البيانات ووجد فيه طرفًا من الطرافة؛ فلو لا بطاريته، ولو انخفضت كلفة هذه البطارية، لغدا سوقها بتريليونات الدولارات
في ذلك الوقت ضُخِّمت شعبيتها ثم اختفت فجأة بلا أثر
واستحوذت بلاد التنين على سوق التريليونات، وجزء من الأرباح رقد بهدوء في حساب «يي في»
في نظر الخارج باتت بطاريات الغرافين بلا جدوى، أما عند «يي في» فهي نافعة جدًا؛ فسرعة شحنها وتفريغها مع سعتها العالية، إذا ضاعف أداءها، ينبغي أن تبلّغ المعايير التي ينشدها
اتصل بالعميد «تانغ» لإرسال المواد. المواد رخيصة نسبيًا، والمشكلة الكبرى في التعقيد التصنيعي
آلة طباعة ضوئية واحدة تُنتج 100 مغناطيس كهربائي مصغر في نصف ساعة
أمر «يي في» كل آلات الطباعة الضوئية بالعمل
وبالتوازي بدأ تصنيع المحرك الثاني، إلى جانب أعداد كبيرة من الحساسات
وبخبرة المرة السابقة، فكّر «يي في» هذه المرة في تسجيل حقل النجوم خلف الثقب الدودي
ومقارنته بالسجل السابق ليرى هل يمكن فتح الثقب نفسه في الموضع ذاته مع مقدار الطاقة نفسه
إن أمكن ذلك، وبعد بضع تجارب إضافية، ستكون لديه فرصة لمعرفة كيفية فتح ثقب دودي نحو موقع بعينه
ولو تحقّق هذا حقًا، فالسياحة الفضائية قد تغدو ممكنة مستقبلًا
وفكّر «يي في» أيضًا: هل يترك السفينة تعبر الثقب الدودي لتجربة مباشرة
تحوّل التفكير إلى فعل، فجهّز «يي في» سفينة مخصّصة لجمع المعلومات
لكن بعدما اكتمل إنشاء المنظومة كلها، خطر له سؤال بالغ الأهمية: هل يفتح بما يفعل «صندوق باندورا»
هل الكون صمت ميت حقًا
أم أن هناك حضارات أخرى
تذكّر «يي في» قول «آن شينّو»: الكون واسع جدًا، والمجرات لا تُحصى، والنظام الشمسي في هذا الكون العظيم قطرة في بحر
كيف تكون الأرض في النظام الشمسي الكوكب الوحيد الذي وُلدت فيه حضارة
لا بد من حضارات أخرى، لكنها مثل الأرض تجد صعوبة في مغادرة كوكبها
ومع قواعد أعظم ومراكز أكبر، لا بد أن هناك حضارات استطاعت دخول الفضاء
لذلك قرر أن يحتاط وألا يجعل السفينة تعبر الثقب الدودي؛ فلو لم تستطع الرجوع فستكون المشكلة عظيمة
وفق التجربة السابقة ظل الثقب الدودي مستقرًا مدة 6 دقائق، وهي كافية لرؤية أشياء كثيرة
أولًا: تُجمع كل الإشارات من الجهة الأخرى عبر الثقب الدودي. والأفضل أن يتطابق ذلك مع حقل النجوم لديه الآن ليعرف كم يبعد موضع الجهة الأخرى عن الأرض
تُخصَّص دقيقتان لجمع كل الإشارات الضوئية، ثم تغادر السفينة التي جمعت الإشارات مباشرة لتتجنب تأثير الانفجار
بدأ «يي في» يصمم تفاصيل التجربة الثانية
وأدخل تحسينات بناءً على التجربة الأولى
وفي تلك الأثناء أعلنت بلاد التنين رسميًا حادثة «الشمس الجديدة»، وذكرت أن «يي في» يجري تجربة
لم يتفاجأ أهل بلاد التنين؛ فمثل هذه الأمور لا يصنعها إلا الاستثنائيون
لكنهم ازدادوا فضولًا بشأن ماهية التجربة
وحين رأوا تجربة الطيران بالانحناء ذُهل عدد لا يُحصى منهم: ما هذا بحق السماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ