202
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” — سورة طه، الآية 114
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُقال إن لونغقو تستورد في الوقت الحالي كثيرًا من كائنات التجارب الحية لأن تربيتها في الخارج أفضل وتكلفتها أقل
وهذا في الحقيقة يُعد ميزة تقنية أيضًا
لم يشغل يي في نفسه بهذه التفاصيل الصغيرة وبدأ تجربة أخرى
بعد أن حُقن القرد الصغير بمضادّ التجمد ثم بالآلات النانوية، أخذ يركض في القفص ويُظهر أنيابه
أظهرت الأجهزة إلى جانبه أن الآلات النانوية داخل جسد القرد الصغير بدأت تنتشر بسرعة
استغرق هذا المسار بعض الوقت، لذا اصطحب يي في العميد تانغ لتناول طعام، ثم عادا إلى المختبر
وضع القرد الصغير داخل معدات التجميد السريع
في أقل من نصف دقيقة، تجمّد القرد تمامًا، وغطّت جلده قشرة بيضاء من الصقيع
لم يتعجّل يي في إذابته؛ جَمَّد في الأثناء كل الحيوانات الأخرى التي جرى تسليمها
وُثِّق المسار كاملًا بالتصوير
في اليوم التالي جاء دور عملية الإذابة
داخل «فرن الميكروويف» الكبير، نهض القرد ببطء، يتلفّت بفضول ويتفحّص محيطه كأنه يحاول فهم بيئته
ثم انفتح باب «فرن الميكروويف»، فأمسك روبوت بالقرد لإجراء الفحص
لحق بهم العميد تانغ، وشاهد القرد وهو يَجهد في المقاومة بين يدي الروبوت، فازداد ذهوله
بعد الفحص النهائي عاد القرد إلى قفصه وهدأ فورًا، لأن فهمه للأمر أنه في أمان
وهذا الفهم ذاكرة تَشكّلت عبر سنوات طويلة
بمعنى آخر، نجح يي في في حماية العصبونات وحفظ الذاكرة بعد السُّبات منخفض الحرارة
ومع إذابة بقية الحيوانات بلا مشاكل، أدرك العميد تانغ أن الأهم قادم: التجربة الختامية، تجارب البشر
لقد صُمِّمت هذه الحزمة التقنية أصلًا لتمكين البشر في النهاية من تحقيق السُّبات منخفض الحرارة
لكن في الخطوة الأخيرة، كيف سيُجرى الاختبار؟ وأين سيجدون أشخاصًا للتجربة؟
مرضى في حالات ميؤوس منها؟
في الوقت الحالي، عدد من هم في مراحل نهائية حقيقية قليل جدًا
تقريبًا كل الأمراض، إن كُشفت مبكرًا، يمكن علاجها علاجًا جيدًا
لكن القلة تعني أن هناك بعضًا منهم
توقّف العميد تانغ قليلًا وقال: «أعطني الفيديو المسجّل هنا. سأقوم بالترويج له. إن كان الأمر مجّانيًا فقد يختار الناس تعليق حياتهم؛ على الأقل ستبقى هناك بارقة أمل»
قال يي في: «حسنًا»، ثم أومأ: «سأواصل التجارب هنا لأرى إن كان بوسعي اكتشاف أي مشاكل»
كلما أزالوا المشكلات قدر الإمكان زادت السلامة
أخذ العميد تانغ الفيديو، واستعان بمختص لتحريره، ثم نشره عبر وسائل الإعلام
ثم، ومع إعلان يي في عن تجنيد متطوعين للتجربة، لن يكون التجميد والحفظ مجّانيين فحسب، بل سيتوفر أيضًا دعم مالي
ما إن خرج هذا الخبر حتى شعر كثيرون في الخارج بالغيرة، إذ إن كثيرين هناك دفعوا مبالغ باهظة جدًا لتجميد أجسادهم
مجّانًا؟ لا مجال لذلك
لونغقو لا تقدمه مجّانًا فقط، بل تُضيف دعمًا ماليًا؟
عندها قد يفكّر كل من يعاني مرضًا نهائيًا ولم يتبقّ له وقت طويل في التجربة
مع ذلك، حين انتشر الخبر خطَر لأناس في الخارج خاطر آخر: لا بد أن تقنيتهم أكثر نضجًا، لذلك هم يتقاضون المال
أما تقنية لونغقو فغير ناضجة، لذا يمنحون دعمًا للتجارب وكأن أرواح البشر لا قيمة لها
هذا ما يظنه الناس العاديون وحتى بعض المسؤولين؛ في الماضي كانت ستظهر أخبار مختلَقة شتّى، أمّا الآن فلا يتجرّأون
وفي لونغقو علت الضجّة أيضًا، ودخلت تقنية السُّبات منخفض الحرارة إلى عين الرأي العام
بل إن بعض الشبان فكّروا في تجميد أنفسهم ليستيقظوا بعد عقود ويروا كيف سيكون المستقبل
أو يتجمّد المرء عشر سنوات، ثم يستيقظ ليتسلّى قليلًا، ثم يعود ليستيقظ بعد عشر سنوات أخرى ليتسلّى مجددًا
وبعضهم صرّح صراحة بأن التقنية لم تنضج، وبدأ يوعي كثيرين
في تلك الليلة، نشرت «سي سي تي في» مقطعًا مصوّرًا
وبالإضافة إلى عرضه مباشرة على «سي سي تي في»، جرى بثّه على كثير من منصّات الفيديو
أولًا، حُقن خنزير بعدة سوائل، ثم جُمِّد، ثم أُذيب
الخنزير الذي بدا متيبّسًا من التجميد استيقظ بعد الإذابة، ثم أخذه روبوت للفحص
قُدّم المسار كاملًا للمشاهدين
لم يشاهد كثيرون هذا المشهد في اللحظات الأولى، لكنهم ذُهلوا فورًا، وأطلقوا رسائل على الإنترنت يحثّون الناس على مشاهدة فيديو «سي سي تي في»
ثم جرى تجميد حيوانات مثل القرود وإذابتها
استيقظت عدة حيوانات طبيعيًا، فأصاب ذلك كثيرين بالدهشة
ماذا يعني هذا؟ يعني أن لونغقو حقّقت اختراقًا هائلًا في تقنية السُّبات منخفض الحرارة
وانتشر هذا الفيديو سريعًا في الخارج
وصُدم الناس هناك أيضًا. هل بلغ سُبات لونغقو منخفض الحرارة هذا المستوى فعلًا؟
كيف حقّقوا التسخين المتزامن؟
واظهرت نتائج الفحوصات عدم وجود أي مشكلة على الإطلاق؟
خلال التجميد ينبغي على الأقل حدوث تمزّق للخلايا وتلف للأنسجة، أليس كذلك؟
لا شيء من هذا ظهر في الفيديو
وكان واضحًا أن عملية الإذابة كاملة كانت حقيقية غير مُمنتجة؛ كان 680 يرى الحيوانات المجمدة وهي تُستعاد ببطء ثم تدبّ فيها الحيوية
على الفور أرسلت شركات في الخارج رسائل تفيد بأن لديها متطوّعين موجودين أصلًا — أشخاصًا جرى تجميدهم منذ زمن — وتأمل أن تساعدهم لونغقو في إذابتهم
ولم تكن شركة واحدة فقط من قالت ذلك
وحتى اليوم، ما زالوا غير قادرين على إتمام الإذابة؛ فإذا أُذيبت الأجساد مات من كان يمكن أن يحظى بفرصة نجاة
وصلت الرسائل إلى يي في فرفض فورًا بلا تردّد
كان قادرًا على الإذابة المثالية لأن تلك الحيوانات المجمّدة خضعت لمعالجته، إذ تُطلق الآلات النانوية الحرارة أولًا
أما أولئك الأشخاص المجمّدون في الخارج فلم يحصلوا على مثل هذا التحضير
قد ينجح يي في في إذابتهم، لكن الأجساد المُذابة ستتعرّض قطعًا لتلف واسع في الأنسجة، ما يستلزم جراحات كبرى لإنقاذهم
وحتى لو جرى إنقاذهم، فسيتضرّر الدماغ، ما يحوّلهم إلى ذوي عجز عقلي شديد
ذلك لأن عصبونات هؤلاء جُمِّدت بلا حماية
وأثناء الرفض أوضح يي في السبب لهم: هؤلاء المجمَّدون لم يخضعوا لمعالجته، وقد تضررت أعصاب أدمغتهم أثناء التجميد، لذا يصعب إنقاذهم؛ وحتى إن قُدِّر إنقاذ بعضهم فسيكونون في حال عقلية متدهورة جدًا
عندئذٍ رثا لا حصر له من الناس في الخارج لمئاتٍ اختاروا أن يُجمَّدوا
و mastery يي في للتقنية الأعلى أصبح بمثابة سلطة
وكأن صاحب السلطة أصدر إشعار وفاة لأولئك المجمّدين
على الفور قصد ذوو المجمّدين المحاكم لمقاضاة الشركات، وبدأ الجدل على التعويضات
فالشركات قبضت مبالغ طائلة، ووعدت عند التجميد بأن الإذابة ستكون ممكنة بعد سنوات، وبأن هناك بصيص أمل
كان الذين اشتروا الخدمة يفعلون ذلك طلبًا للراحة النفسية، أمّا الآن فقد زالت حتى تلك الراحة؛ التجميد عندهم يعني الموت
ومن يتحمّل هذا؟
غير أن هذا الجدل يبدو أنه سيستمر مدة طويلة
وعند يي في، بعد نجاحه في تجميد حيوانات كثيرة وإحيائها، تقدّم بعض الناس لتجميد أجسادهم أيضًا
ألقى يي في نظرة عليهم ورفضهم جميعًا. ما فائدة أن ينضمّ جمع من الشبان لمجرّد التسلية؟
الفصل 176: محرك الانحناء
أفرد يي في وقتًا أولًا لبحث محرك الانحناء
إذا كان من المستحيل كسر سرعة الضوء وفق القوانين القائمة، فليُغيَّر الوسط المحيط لبلوغ حالة تتجاوز سرعة الضوء
لتقريب الفكرة: على نهر هادئ، إذا أراد قارب أن يُسرّع فلن يملك سوى الاعتماد على المجاديف أو المِدفَع لزيادة السرعة
لكن إذا ازدادت سرعة جريان الماء زادت سرعة القارب
والأفضل أنه إن وُجد شلّال أمامه، فاندفع القارب هابطًا، أمكنه بلوغ سرعة أعلى بكثير
هذه هي فكرة محرك الانحناء
اطّلع يي في على موادّ البحث ذات الصلة؛ وقد وُجدت إمكانية للمحاولة بالفعل، غير أن تغيير الفضاء المحيط يتطلّب طاقة مرعبة للغاية، لذا لم يُنفّذ
لكن يي في يستطيع تجربة ذلك
لديه الطاقة، ويستطيع إطلاق طاقة هائلة في لحظة
سابقًا كان يستعمل طاقة تصادم المادة المضادة لصنع محرّكات وتحويلها إلى دفعة، لكنه قادر على ابتكار تجهيزات تُحوّل هذه الطاقة الانفجارية إلى طاقة قابلة للاستخدام
وليس هذا صعبًا
بل إنه يستطيع أيضًا بناء مصفوفات من مفاعلات الاندماج النووي لتزويده بطاقة مرعبة للغاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ