البداية بعد النهاية - 444 - ضربة سيف
سيفي المستحضر من الأثير النقي والمتماسك بإرادتي وحدها غاص في خيوط الأثير المتشابكة حولي.
شبكة المسارات البنفسجية التي كشف عنها رون خطوة الإله تربط كل نقطة بنقطة أخرى من حولي من خلال العالم الأثيري – تعلمت هذا من إسقاط الجن الأخير، تغير رون الإله عندما أدركت ذلك وبقيت المعرفة خاملة في الجزء الخلفي من ذهني منذ ذلك الحين مما أدى إلى تعميق البصيرة ولكن دون إستخدام واضح.
حتى حانت لحظة الضرورة عندما لم يكن لدي خيار سوى ترجمة المعرفة إلى أفعال.
تدفقت حواسي عبر الأثير والمسارات وبين الفضاء الذي يربط كل شيء ببعضه البعض.
رأيت سيسيليا والبقايا من هجومها الأخير لا تزال تحترق في الجو بيننا مع صورة ظلية متعددة لأذرع المانا ملفوفة حول الجسد الذي أخذته من تيسيا، طار نيكو بجانبها ونظرته غير الواضحة تتنقل بيننا بينما يده تصل إلى كتفها دون أن يجرؤ على لمسها.
لقد غاصت شفرة الأثير بشكل أعمق في شبكة كرة البرق الأثيرية.
رأيت درانييف بشكله اللاواعي ملتفًا تحت قطعة من الحجر المتساقط من السقف وقناعه المحطم بين الركام بجانبه، إلتصق الدرع الحبري لماوار بلحمها ما جعلها غير قادرة على إخفاء التدفق المستمر للدم منها الوركين، جلست ميلزري أمامها وعيناها المحتقنتان بلون الدم تقطعان الهواء مثل الشفرات بينما ينتقل تركيزها مني إلى ظهر سيلفي.
جذبت المسارات ضرباتي إليها ووجهتها عبر الفضاء نفسه.
رأيت مجموعة جزيئات المانا تغطي الشكل في ظلال السقف الملتوي والمدمر، خيوط المانا تحت سيطرتها تتدفق عبر الغرفة لأسفل نحو سيلفي وشول مثل الأصابع التي تضغط على أدمغتهما.
ضرب النصل ومزق الصراخ الهواء.
كل نقطة ترتبط بنقطة أخرى في النسيج الضام لهذا العالم الأثيري أين ضربة يتم توجيهها لمكان لكنها تسقط في مكان آخر.
تحرك شعاع من الضوء البنفسجي للحظة في الهواء حيث تموجت الظلال وتشكلت منها فييسا التي خرج النصل من عظمة قصها، إنطوت على نفسها كالعنكبوت مطلقة صرخة حادة – أسوأ بطريقة ما من عويل الباناشي – وبينما تتلوى إرتفعت موجات من الشعر الأرجواني حول وجهها مثل سحابة شبحية.
حررت النصل ليدخل مرة أخرى للمسارات الأثيرية خارجا من جسدها حينها سقطت على الأرض، نظر كل من سيسيليا ونيكو نحو مصدر الصراخ بينما تجمدت ميلزري في مكانها مذعورة ومذهولة عندما رأت المنجل تسقط فوق البلاط المتهدم.
الضجيج الوحيد الذي يمكن سماعه هو طقطقة نيران العنقاء.
على الرغم من الدماء التي تلطخ شعر رأسها حيث ضربها شول عاد عقل سيلفي المرتبك بسلاسة إلى الإيقاع لعد كسر تعويذة الوهم، إندفعت إلى الأمام لإمساك على ذراع شول الذي خفض وجهه وعيناه تلمعان لكنه لم يقاتلها عندما أبعدته عن الطريق بعد أن أرسلت سيسيليا نصلين من المانا نحوهما.
“سيسيليا!” صرخت وأطلقت العنان لإنفجار أثيري من راحة يدي المفتوحة.
راوغ نيكو جانبًا لكن سيسيليا تصدت للإنفجار وجهًا لوجه حيث تموج الأثير على سطح المانا المتكثف حولها يدها، لوحت بآخر بقايا الإنفجار مثل الدخان ومع ذلك عاد إنتباهها إليّ مرة أخرى وضربت تعويذتها عميقًا في الأرض لكنها لم تصب رفاقي.
تركت سيفي يتجه نحو الأرض لكن مفاصلي أصبحت بيضاء عندما أمسكت بالمقبض الأثيري.
“هذا يكفي” نظرت إلى لأعلى بعيدا عن نصلي “سيسيليا تعالي معي سأحاول إيجاد طريقة للفصل بينك وبين تيسيا”.
سخرت وتحول خدها إلى اللون الأحمر الزاهي بينما شفتاها ملتويتان في سخرية غير مصدقة “كما لو أنه من السهل التأثير علي أو خداعي أنت كاذب سيئ يا غراي”.
خلفها ظل فم نيكو نصف مفتوح وشعر بجفاف في حلقه ثم قال أخيرًا “يجب أن نستمع لأرثر… إن بصيرته للأثير تفوق حتى التنانين ربما يستطيع…”.
“لا تنخدع” قاطعته سيسيليا بتردد حيث إنتقلت عيناها من نيكو نحوي ثم عادت إليه مرة أخرى “هو الذي قتلني أتذكر؟”.
لم أستطع إلا أن أطلق ضحكة جافة خالية من الفكاهة “هل شوه عقلك ذكرياتك بعد كل هذه السنوات أم أن أغرونا من فعل ذلك؟” واصلت الحديث مع نيكو غير قادر على إخفاء المرارة في لهجتي “إن الكراهية التي تكنها لي – والسبب الذي جعلك تسعى جاهدا لتدمير كل ما أعتز به – مبني على كذبة… لم أكن الشخص الذي قتل سيسيليا بل…”.
“أسكت!” صرخت سيسيليا والعاطفة الحارقة في صوتها قاسية للغاية لدرجة أنها أذهلتني أنا ونيكو.
“إذا…” أجبت وقد بزغ الإدراك ببطء “ليس الأمر أنك لم تتذكري بل… إخترت الكذب والتلاعب بالرجل الوحيد الذي أحبك…”.
مثل نفس ساخن مفاجئ على مؤخرة رقبتي هبت عليّ ريح سوداء من الخلف حيث إنفجرت صرخة مكبوتة في الهواء تنضح بالغضب والخسارة، ألقيت نظرة سريعة لللوراء محدقًا في مصدر عاصفة ريح الفراغ حيث ركعت ميلزري بجوار فييسا وجسد المنجل بين ذراعيها، تأرجحت ذهابًا وإيابًا وفمها نصف مفتوح بحيث عدم التصديق والرعب مكتوبان على كل سطر من وجهها، تدفقت ريح الفراغ منها كمظهر جسدي لحزنها ثم إلتقت عيناها بعيني وبدت كأنها تنهار على نفسها، تحولت الصرخة إلى زمجرة وإنفجر كل هذا التوتر إلى الأسفل عندما تركت الجثة وقفزت في الهواء ممسكة بشفرة واحدة بكلتا يديها وخلفها نار الروح مثل علم أسود.
هبت عليّ ريح سوداء دفعت الغبار والدخان إلى عينيّ وإلتفت حول أطرافي وحلقي متشابكة في شعري لمحاولة التسبب في إختلال توازني، إلتفت مجسات المانا لسيسيليا داخل وحول ميلزري مما عزز التعويذة ضد تأثيري.
أحسست بالشعار في منتصف عمودها الفقري وهو ينشط أثناء توجه المانا إليه حيث تكثفت من الجو نحوها، إنتفخ جسدها وتصلّب بقوة كما أصبح السيف أكثر قتامة والنيران تتصاعد على إرتفاع عشرة أقدام من النصل، شحذت مخالب الريح وحفرت أعمق بينما لفت النيران البيضاء الباردة جسدها وإشتعل اللهب من مسامها رغم أن جسدها مثقل بالمانا.
إنفجر الأثير في وركي وعمودي الفقري وكتفي وذراعي مما أدى على الفور إلى رفع نصلي في وضع دفاعي بقوة كافية لصد الريح، قامت الضربة المتفجرة بتوصيل كل قوتها مباشرة إلى الكتلة المركزية لسلاحها ومع عاصفة إنتفخت ألسنة اللهب مثل الشمعة، ضري الفولاذ وإنفجر السيف مرسلا شظايا من المعدن المكسور عبر غرفة العرش حينها دارت ذراع ميلزري بشكل غير طبيعي وتشقق شيء بداخلها.
دفعها زخمها لتمر بجانبي حتى سقطت على ركبتيها ممسكة ذراعها المكسورة باليد الأخرى لكن المانا تكثفت حولها لتحملها بعيدًا عني.
“غادروا” قالت سيسيليا “لم تعد هناك فائدة لكم هنا”.
بإمكاني إيقاف ميلزري وضربها هي وخادمها قبل أن تتمكن من سحب إعوجاج تيمبوس من القطعة الأثرية الخاصة بها، إلا أن لدي شعور بأن أي عقوبة سيفرضها أغرونا ردًا على فشلهم هنا ستكون أسوأ من الموت السريع الذي يمكنني تقديمه.
عندما قام إعوجاج تيمبوس بلف جسد ميلزري وماوار وفييسا بالمانا وسحبهم بعيدًا سمحت بحدوث ذلك.
دارت المانا بالفعل حول سيسيليا مستعدة للهجوم لكن نيكو طار بيننا وفوجئت عندما أدار ظهره لي.
“ماذا قصد غراي الآن؟” سأل سيسيليا.
“أصبح كل شيء من الماضي” أجابت بفك ضيق وعينان متوهجتان “هذا ليس مهما في الوقت الحاضر – أو حتى في المستقبل!”.
“أنا لم أقتل سيسيليا قط!” قاطعتها بغضب متصاعد.
لم تكن تصرفات سيسيليا أو نيكو منطقية بالنسبة لي فمن الواضح أن نيكو قد جعل نفسه سلاحًا لطاغية شرير لإحياء حبه الميت، إلا أنه سمح بعد ذلك بتحويلها إلى سلاح أيضًا – وهو مصير مماثل لمصير حياتها السابقة حين قتلت نفسها للهروب، في المقابل لم تخبره حتى بالحقيقة ويبدو أنها تستخدم كراهيته لي لمواصلة تأجيج هذه المواجهة، لقد تواصل معي أليس كذلك؟ أرسل لي جوهر مانا سيلفيا كرمز ومناشدة حتى أساعد سيسيليا، كيف؟ لم يكن لدي أي فكرة – لكنه لم يبذل أي جهد لوقف عنف هذه المواجهة.
“كاذب لقد شاهدت نصلك يخترقها يا غراي!” صرخ متمايلا لأعلى ولأسفل في الهواء بينما المانا تهتز حوله في حالة من الإنفعال.
حركت سيسيليا يدها في الهواء لكنني تهربت بينما حفرت المانا على الأرض مثل شفرة منجل عملاقة “الأمر لا يتعلق حتى بما حدث على الأرض! نيكو إن أغرونا يريد جوهر غراي هذا كل شيء! لم يعد غراي يهم بعد الآن إنه مجرد عثرة في الطريق بيننا وبين الحصول على ما تريده بالضبط ألا ترى ذلك؟”.
قبل أن يتمكن نيكو من الرد إرتفعت قوة المانا حول سيسيليا وطارت آلاف قطع الركام التي لا يتجاوز حجمها حجم قبضة اليد في الهواء، حلقت عالياً فوق رؤوسنا وفي لحظة إشتعلوا باللون البرتقالي الساطع من الداخل بقوتها لكنني علمت ما سيأتي قبل حدوثه.
‘إحمي نفسك!’ حذرت سيلفي.
صارت السماء المظلمة مضاءة بعشرة آلاف نجم جديد ثم بدأت النجوم في السقوط حيث إخترقت النيازك المحترقة ما تبقى من السقف وإنفجرت على الأرض من حولي، إختفت قاعة العرش وسط سحابة من الغبار والتوهج الناتج عن آلاف القذائف المشتعلة التي إنطلقت في الهواء.
شعرت بدل رؤية تضخم المانا حول سيلفي وشول عندما ضربهما أول النيازك.
تهربت من أحدهم وتجنبت نيزك آخر مر من كتفي ثم إنزلقت إلى مسارات خطوة الإله المنسوجة لتجنب مجموعة من المقذوفات، القصر ينهار والهواء يخنق بسبب الحرارة والغبار حيث رنت أذني من الإنفجار الإرتجاجي للنيازك وحرق الكبريت أنفي ورئتي، أدى رفرفة الأجنحة إلى هبوب الرياح عبر القصر حملت الغبار في دوامات كبيرة وكشفت عن صورة ظلية شاهقة.
عكست الحراشف الداكنة ضوء النجوم وحدقت عيون ذهبية ضخمة حول الحطام حيث إرتفعت رقبة سيلفي عالياً نحو السماء وكشفت عن صفوف من الأنياب مثل السيوف، تحرك ذيل طويل أفعواني عبر الأنقاض مما أدى إلى سقوط الحجارة المكسورة في الحفر العديدة الممزقة عبر الأرض، هزت رقبتها وأجنحتها مما أدى إلى إزاحة النيازك التي إخترقت دروع المانا الخاصة بها لتستقر في حراشفها وخرج شول من ظلها دون أن يصاب بأذى بينما يحدق في شكلها التنيني بذهول.
كشف تحرك أجنحة سيلفي عن الدمار الكامل الذي خلفته تعويذة سيسيليا أين تم تسوية مركز القصر بالكامل وإختفت غرفة العرش حتى صارت مجرد حفرة في الأرض، شعرت بتغير في الأثير من حولي لأن درع البقايا قد ترك سيلفي عندما تحولت الأن يمكنني أن أشعر مرة أخرى أنها مرتبطة بي لذا لمست هذا الحبل مستحضرا الدرع، حدقت بي سيسيليا بخيبة أمل بينما الحراشف السوداء تتساقط تلتف حول جسدي وبجانبها نيكو شاحب ويتململ بعصبية.
“كيف تتوقع مني أن أساعد شخصًا لا يريد ذلك؟” ركزت على عينيه الداكنتين سألت غير مقتنع بأنه سيجيب “أو أن رسالتك تهدف فقط إلى التخلص مني…”.
“رسالة؟” صدمت سيسيليا ونظرت بحدة إلى الخلف من فوق كتفها نحو نيكو “أي رسالة؟”.
لم أتفاجأ بأنه لم يخبرها بذلك لكنني إنتهزت الفرصة لإبقائهما يتحدثان “أرسل لي نيكو هدية وطلب مني مساعدتك فقد قال أنني مدين لك لأنك لم تخبريه قط بما فعلته” أصبحت لهجتي أكثر حدة بينما أتحدث وغضبي يشتعل أسفل السطح مباشرة “لقد قتلت نفسك على نصلي سيسيليا! هل تتذكرين السبب؟”.
إحمر وجهها ورأيت في نظرتها ذكرى تلك اللحظة حينها عرفت أنها تتذكره جيدًا.
“ماذا؟” صدم نيكو.
أدارت سيسيليا ظهرها لي ووصلت إلى نيكو على الرغم من أن أصابعها توقفت عن لمسه “الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك أنا…”.
“كنت تعلمين أنهم سيستخدمونه ضدك يا سيسيليا” قاطعتها غير قادر على إخفاء الإحباط والمرارة في صوتي “لقد جعلتني أقتلك لأنك تعلمين أنه لا يوجد أي مخرج آخر لا لك ولا لنيكو لذا مت لحمايته!” سخرت وضغطت قبضتي بقوة حتى آلمت عظامي “اللعنة أنا لا أفهم أيًا منكما لا يوجد ما يبرر ما تفعلينه من أجل أغرونا…”.
“كفى!” صرخت سيسيليا.
تردد صدى الكلمة في جميع أنحاء القصر المدمر وتزايد صوتها مع كل صدى حتى إنهارت بقايا الهيكل القليلة من حولنا، وضعت يدي على أذني وشعرت بالدم يتدفق من أنفي على يميني إستند شول على سلاحه وذراعاه ملفوفتان حول رأسه، أسنانه مكشوفة مثل الحيوان وفوقنا نحن الإثنين إنخفض رأس سيلفي مغلقة عينيها، أخذت نفسًا ثابتًا ووصلت إلى المانا بإستخدام الأثير حيث كان مظهرها جامح وغير منضبط نظرا لإفتقارها إلى القوة المهيمنة لتركيز سيسيليا.
حين حطمتها تلاشت الضجة وترك الصدى يرن في أذني.
عاد تركيز سيسيليا بالفعل إلى نيكو “أنا آسفة! كنت أخشى أنك لا تزال تحت تأثير أغرونا وأن شيئًا سيئًا قد يحدث إذا أخبرتك”.
“إنه محق؟” سأل وصوته بالكاد همس “غراي لم…”.
هزت رأسها وجسدها متوتر بينما أطرافها تنسحب إلى الداخل وكأنها تريد أن تتجعد في وضع الجنين.
“لكنني رأيت…” إبتعد نيكو مذعورا.
“أنا أسفة” كررت سيسيليا بهدوء ثم إنتظرت للحظة وهي تراقبه بعناية “هل هذا يعني أن عقلك لا يسيطر عليه أغرونا؟”.
سحب نيكو يديه إلى أسفل وجهه “مهما كان ما فعله لتضخيم غضبي ودفن مواهب حياتي السابقة فقد تسرب من نواتي عندما إخترقها غراي في فيكتورياد” ظل صوته خاليًا تمامًا من العاطفة “لكنني كنت أعرف ما فعله بذكرياتك يا سيسيليا وساعدته… إعتقدت أنك لا تزال…” رفع رأسه وعصاه تتدلى إلى جانبه “أنا آسف جدا…”.
ظلوا منغمسين تمامًا في بعضهم البعض حيث تشتت إنتباههم وجزء بارد وبعيد من ذهني – جزء الملك غراي الذي قمت بإحيائه من أجل النجاة من محاكماتي في ألاكريا – أدرك الفرصة، بدفعة سريعة من شفرة الأثير الخاصة بي يمكنني إنهاء التهديد الذي يشكله كل منهم هناك، مهما كانت خطط أغرونا للإرث فقد جعل كيزيس إندراث خائفًا إن قتلهما من شأنه أن ينهي هذا التهديد وربما الحرب.
بعد كل شيء لم أكتشف بعد الخلل القاتل في سحر سيسيليا إن قتالها لم يقربني من فهم كيفية الفصل بين تيسيا وسيسيليا، تيس محاربة ولم تكن المخاطرة بحياتها في ميدان القتال أمر غريب عنها فهي مستعدة للموت، نفس الأمر حدث عندما قاتلت في الدانجون أسفل غابة الوحوش وفي غابات إيلنوار وفي شوارع المدينة ضد نيكو وكاديل…
‘سوف تفهم… سوف تغفر لي لكن… هل يمكنني أن أسامح نفسي؟’.
حرمت نفسي من قبل وإخترت الهجوم على فييسا بدلاً من سيسيليا عندما سنحت الفرصة.
‘هل إعتقدت حقًا أنني كنت مستعدًا لإنهاء حياة تيسيا جنبًا إلى جنب مع حياة سيسيليا؟’.
“كيف يمكنك أن تكوني متأكدة إلى هذا الحد؟” سأل نيكو وقد إرتفع صوته المحبط ما لفت إنتباهي إليهم مرة أخرى “لأنني لا أعرف بعد الآن”.
بعد فترة من التردد أخذت سيسيليا يدي نيكو بيدها “هذه مجرد كلمات ذلك المنجل الفظيع العالق في رأسك فإذا كان بإمكان أغرونا أن يجسدنا من جميع أنحاء الكون – ويجلبنا إلى هذا العالم ويجعلنا أقوياء بالموارد المتوفرة لديه الآن فقط – فلماذا لا يكون قادرًا على إعادتنا بكل قوة إفيوتس المتاحة له؟” بعد فترة توقف أبعدت يديها وإلتفتت لتنظر إلي بإدراك “هل هذا هو السبب في أنك أخذت نواة التنين؟ لطلب المساعدة من غراي؟ هل تريد منا أن ننقلب على أغرونا؟”.
“لا بالطبع لأ…” أصبح وجه نيكو الشاحب أكثر بياضًا.
“غراي لا يستطيع مساعدتنا!” صرخت وتضخم صوتها بطريقة سحرية لكنه إفتقر إلى الصدى الساحق لهجومها الصوتي الأخير “نيكو لقد قدمنا كل شيء لأغرونا ونحن قريبون جدًا!، لا تدع غراي يتلاعب بك فهو يريد فقط إستعادة فتاته الثمينة سيقتلني للوصول إليها وأنت تعلم أنه سيفعل”.
“أنا…” نظر إليّ نيكو أيضًا عابسًا.
“ربما أفعل ذلك” قاطعته بنبرة باردة مريرة “أنا آسف لأنني لم أتمكن من إنقاذك في ذلك الوقت سيسيليا فقد كنت منخرطًا جدًا في سعيي الغبي للوصول إلى القمة – لأكون قويًا بما يكفي لتصحيح الأخطاء التي حدثت لمنزلنا ولمديرة المدرسة ويلبيك – لدرجة أنني تجاهلت كل شيء آخر”.
تغير الهواء بيننا وأصبح مشحونًا بالأثير عندما وصلت إلى الداخل جذبت كل القوة والتصميم الذي يمكنني إظهاره، إشتدت نظرتي ودار الأثير ردًا على هذا الجذب كما لو يعترف بإرادتي كل تركيزي وطاقتي إنصبت على سيسيليا.
نظرت إلى الوراء تلك العيون الفيروزية قاسية وعنيدة.
“أنا آسف يا نيكو لا أعتقد أنني أستطيع أن أفعل ما طلبته”.
إلتفت خطوة الإله حولي لأظهر إلى جانب تيسيا حيث سارع البرق الأثيري عبر حراشف درع البقايا، إرتعشت الشفرة في قبضتي وإستعدت للغوص في التجويف عند قاعدة حلقها.
رفعتت ذراعا سيسيليا باللحم والمانا بسلاسة لصد الضربة تمامًا كما توقعت.
تصلب الأثير تحت قدمي حينها قذفت نفسي بخطوة الإندفاع المنسقة جيدًا قبل تحطم المنطقة المتصلبة بخطوة شبه فورية نحو نيكو، ذراعي تتحركان بشكل أسرع من رؤيتي بينما قمت في نفس الوقت بتنشيط هجمة الإندفاع.
حاجز تلو الآخر من المانا أدى إلى تصلب الهواء بين نصلي وهدفه لكن تصدع كل واحد منهم ثم تحطم، واحدًا تلو الآخر إنفجر الهواء بيننا بوابل من الألعاب النارية التي تشبه المانا حتى نزل النصل على كتف نيكو.
إهتزت الطبقة الأخيرة من المانا المحيطة به وإندفع نيكو إلى أسفل تحت الأنقاض محدثًا إصطدامًا، بعد ثانية هبطت بخفة بجوار الحفرة ودفاعاتي تتجه بالفعل نحو سيسيليا.
عاد القصر المدمر للحركة.
حدقت سيسيليا بعينان منتفختان في الحفرة وفمها مفتوح في صرخة صامتة، أمسكت بكل المانا من حولنا وسحبتها لنفسها حينها إنسكب الأثير مني ردًا على ذلك وقاتل لحماية رفاقي من الجفاف في لحظة، حتى عندما كنت أتجنب تعويذة إستنزاف المانا الخاصة بها شعرت بتكثيف المانا التي تستعد لهجوم ثانٍ.
لفت وميض من اللهب البرتقالي الساطع عيني إلى سلاح شول الذي طار مثل النيزك نحو سيسيليا.
تدفقت كل أذرع المانا الخاصة بها حولها وأوقفت السلاح في الهواء لكنه إنفجر إلى كرة نارية ذهبية حيث قام شعاع من المانا النقي بتقسيم غرفة العرش المتهالكة، إنطلقت نيران العنقاء ومانا التنين وإتحدتا في دوامة من القوة التدميرية حتى إختفت سيسيليا داخل الإنفجار.
عند هبوطي إستحضرت شفرة أثير ثانية فوق كتفي الأيسر ثم ثالثة في موضعها لتظليل النصل في يدي وأخيراً ظهرت رابعة بالقرب من فخذي الأيسر، إنفجر الأثير بتسلسل في جميع أنحاء جسدي ودفعني إلى الأمام بكل تركيزي قمت بأرجحة الشفرات الأربع.
أثر شيء ما على صدري في منتصف خطوة الإنفجار فقد تغير العالم بشكل أسرع مما أستطيع أن أفهمه، عدت للوقوف على قدمي قبل أن أفهم ما حدث حينها رأيت سيلفي تحلق فوقي وأحد مخالبها يدعم ظهري.
جفلت عندما إنتشر سحر شول وسيلفي المشترك في جسد سيسيليا لكنني إستوعبت كل شيء.
من خلال نطاق القلب إستطعت أن أرى كيف كسر جسدها المانا النقية ذات اللون البنفسجي التي ألقتها سيلفي، أرسل المنظر قشعريرة باردة في جسدي وبدون النواة بدت العملية أسرع بكثير – شبه فورية – وأكثر فظاعة.
‘هل يمكنها إستيعاب حتى التعاويذ المشكلة؟’ فكرت سيلفي مذعورة.
غطيت عيون سيسيليا الجائعة في المانا ذات اللون الأرجواني وتدفقت فوق يدها وبين أصابعها – مانا التنين.
للحظة بدت غارقة في أفكارها وتقريبًا… مندهشة.
من زاوية عيني رأيت شول يطير في الهواء وقبضته ملفوفة في مخلب من اللهب نحو سيسيليا التي ظلت مركزة على المانا التي إمتصتها من سيلفي ما جعلها بطيئة في الرد، ظهرت الرماح الحديدية الدموية من ظلها عندما قطع المخلب عبر حلقها مما أدى إلى صد الضربة وإبعاده، قطعت حرارة تعويذة شول المعدن الأسود وفك سيسيليا التي إبتعدت بينما تكثف المانا في شكل كبش إصطدم بشول وأرسله بعيدًا.
رفعت سيسيليا يدها إلى فكها لكن الضربة لم تترك سوى خطوط من الرماد على بشرتها الفاتحة.
نهض نيكو من الحفرة التي شكلها جسده وعصاه في يده بينما الأحجار الكريمة الأربعة تتوهج حيث سال الدم بحرية من أنفه وفمه وذراعه تتدلى إلى جانبه، ومع ذلك عندما رأى شول يهبط بثقل على قدميه بين الأنقاض لا يزال لديه الطاقة للطيران خلفه ورماح الدم الحديدية تنطلق أمامه مثل عشرات الأسهم السوداء.
بضربة قوية من جناحيها إنطلقت سيلفي في الهواء وحلقت لأعلى ثم غاصت نحو سيسيليا ومخالبها وأنيابها وذيلها يلمعان.
إستحضرت شفرات الأثير الخاصة بي وهرعت لدعم شريكتي مع أشعة ساطعة من الطاقة البنفسجية التي تندفع نحو سيسيليا من كل إتجاه، أصابت إحداها كتفها لكنها إرتدت عن حاجز المانا الطبيعي حيث تم توجيه ضربة أخرى إلى فخذها لكنها إرتدت جانبًا.
أفقدها ذيل سيلفي توازنها وسقطت ضربتي الثالثة بقوة على أضلاعها حينها تراجعت المانا ودخلت شفرة الأثير في لحمها.
أطلقت لعنة لتختفي الأرض من تحت قدمي لكنني قفزت بفضل كتلة من الأثير المتصلب وتقدمت للأمام بشفرات الأثير الأربعة في وقت واحد مما أدى إلى تراجع سيسيليا نحو شريكتي، سقط مخلب سيلفي على سيسيليا التي إنكسرت ساقاها عندما سقطت على ركبة واحدة، إنفجرت رماح المانا إلى الخارج من سيسيليا مما أدى إلى إصابتهم لجسد سيلفي الضخم وشعرت بها تضعف مع كل ضربة.
ملأ هدير شول الهواء حينها شعرت بأن نيكو يحاول الطيران في إتجاهنا لذا قمت بتوزيع إنتباهي، إخترقت سيسيليا وقطعتها بأسلحتي المستحضرة مع معظم تركيزي لكنني لم أنتبه كثيرًا للمعركة بين شول ونيكو.
تصارع شول مع نيكو في الهواء حيث تراجعت عصا نيكو للخلف نحو حلقه، بلكمة نحو الأسفل قذف نيكو نحو الأرض أولاً ثم لف شول قبضتيه باللهب البرتقالي وبدأ في ضرب صديقي القديم.
خرج رمح أسود من الأرض مخترقا ساعد شول لكنه خدشه فقط لذا إقتلعه مستعدا لضرب نيكو المنبطح به.
إبتلع ضوء ساطع ساحة المعركة قبل أن تسقط الضربة.
‘سيلفي!’ صرخت في ذهني عندما شعرت بسحب المانا منها.
“عليك أن تعلم أنك لن تستطيع الصمود في وجهي لفترة طويلة” تردد صدى صوت سيسيليا في ساحة المعركة أين خفت الضوء ليكشف عن تيارات المانا المتدفقة من سيلفي إلى سيسيليا.
غابت دقات قلبي لعدة نبضات حيث سيطر علي اليأس حتى نادتني المسارات الأثيرية لذا دخلت فيها.
ظهرت بينهما حيث المانا تتدفق من جميع الجوانب لكنني لم أترك تركيزي على خطوات الإله بل فتحت مسارات الصواعق في كل إتجاه أمامي.
بيني وبين سيسيليا قشرة لا يمكن إختراقها تقريبًا من طبقات المانا المتداخلة، تركيز المانا شديد للغاية لدرجة أنه شوه حتى المسارات الأثيرية وحرفها بحيث إنتفخت وأصبحت غير واضحة ومن الصعب تتبعها.
إستمعت متجاهلا طنين المانا وصيحات نيكو وشول… الغضب من أنفاس سيسيليا… من خلال فرقعة النيران وقعقعة الحجارة… إستمعت كما علمتني الخطوات الثلاث إلى نداء الأثير.
دفعت السيف إلى الأمام حيث إنزلق النصل في المسارات وإختفى من يدي مباشرة ليظهر مرة أخرى داخل الدرع نحو أضلاعها.
تحرك جسدها قبل ظهور النصل تقريبًا وأخطأت الضربة قلبها.
سحبت سيفي للخلف مستعدًا لدفعه مرة أخرى لكن شيء آخر جاء معه لذا ترددت للحظة غير متأكد مما كنت أراه، تمت تغطية نصل سيفي في مانا أرجوانية وفجأة سيطر شيء أخر على النصل حيث إلتف حول معصمي ليغرس بين أضلعي، عندما ضرب الأثير المغلف بالمانا درعي إنفجرت مانا سيسيليا منه ودفعت سلاحي بداخلي.
تراجعت للخلف إلا أم حافة النصل عبرت كل من الحاجز الأثيري والدرع المتبقي لتنحت في اللحم والعظام تحتهم قبل أن تصيب نواتي.
أبعد الدوار القوة من أطرافي لدرجة أنني سقطت على ركبتي حيث إختفى السيف وحاجزي الأثيري وتلاشى معه نطاق القلب… حتى إحساسي بذرات الأثير في الغلاف الجوي حول ساحة المعركة التي تومض ذهابًا وإيابًا.
ضغطت بيد واحدة على جانبي أين تدفق الدم الساخن بين أصابعي… لم يكن هناك إندفاع مفاجئ للأثير إلى الجرح ولا دفئ مثير للحكة بينما اللحم يتماسك مرة أخرى.
إستخدمت خطوة الإلة لكن لم يكن هناك أي وهج أو إستجابة من رون الإله على عمودي الفقري.
‘أرثر!’ صرخت سيلفي في رأسي في نفس الوقت الذي أطلقت فيه زئيرًا مخيفًا.
إتسعت عيون سيسيليا وتسرب الدم من زوايا فمها عندما فتحته غير مصدقة بينما ضغطت بيديها على الجرح الدموي في جانبها حيث إبتعد نصلي من بين ضلوعها.
ظهر أمامها مخلوق مشتعل من النار والضوء رغم أني لم أر سوى الخطوط العريضة للأجنحة المشرقة بشكل يعمي البصر في السماء السوداء، إلتف حولي مخلب ورفعني إلى الأعلى ثم مع ريح دافئة إنطلقنا مسرعين بعيدًا عن القصر ومدينة نيرمالا بسرعة محلقين عاليا.
‘سيلفي!’ فكرت بيأس والذعر يتلوى في أمعائي.
‘أنا هنا!’ صرخت في ذهني عمليًا وأعصابها تشتعل بضعف من كمية المانا التي تم أخذها منها لدرجة أنها تكافح من أجل الحفاظ على شكلها التنيني ‘أرثر إنهم قادمون’.
حدقت عبر الظلام نحو القصر البعيد المشتعل بلهب صغير مرسلا أعمدة من الدخان الأسود التي تجمعت في السماء فوقه، هناك شرارة في الليل مثل شهاب تطاردنا عبر السماء ومعها نيكو البطيئ الذي يكافح من أجل المواكبة.
أطلق شول نعيقًا صارخًا قسم سماء الليل مثل الرعد “لم أستطع إنهاء الصغير…”.
شق شعاع من الضوء الأبيض الساخن السماء وأخطأ جناح شول بصعوبة.
“لا أستطيع… الإستمرار… بهذا…” تأوه بصوت أجش مليء بالغضب.
وصلت إلى رونية التخزين لسحب جهاز تيمبوس بداخلها لكنها لم تستجب.
كافحت لتهدئة نبضات قلبي السريعة حتى أتمكن من التركيز وتحويل حواسي إلى الداخل لتفقد نواتي، الجرح عميق وينزف بغزارة لأن إحساسي بالأثير يتلاشى بسرعة بإمكاني الشعور بالجزيئات نفسها بشكل متقطع.
كل الأثير الذي كافح من أجل شفاء جسدي ركزته على نواتي لذا تركت الضربة خطًا لامعًا على السطح.
ظل الأثير الشافي يملأها ببطء متجاهلاً بقية جسدي أثناء قيامه بذلك.
“أرثر لا أستطيع…”.
طار قلبي إلى حلقي عندما إنخفضت إلى الأسفل مع شول – الذي أصبح شبيهًا بالإنسان مرة أخرى – بجواري بينما دمائنا تنهمر.
أطبق علينا ظل أسود لكن سيلفي حمتنا بمخالبها عندما مر شعاع آخر من المانا.
‘لن نصل إلى مسافة بعيدة يا أرثر فأنت مجروح’.
نظرًا لإفتقاري إلى الوقت أو الطاقة للشرح سمحت لها ببساطة بالدخول إلى ذهني بينما وصلت إلى الأثير حول نواتي، أردت أن يتدفق إلى ذراعي حيث شكل رون التخزين حينها إستجاب لذا دفعت مرة أخرى بقوة أكبر متوسلاً بينما ألقيت نيتي على الأثير.
‘أكثر من ذلك بقليل’.
ظهر شكل التعويذة في جسدي.
قمت بسحب ساعدي عبر مخلب سيلفي تاركًا ورائي جرحًا عميقًا.
سافر جيب آخر من الأثير إلى أسفل ذراعي.
إرتبط ذهني بمساحة الأبعاد حيث تم حفظ معداتي وقمت بسحب إعوجاج تيمبوس.
حركت سيلفي مخلبها لتثبيته بجانبي.
‘اللعنة لا أستطيع تفعيله’.
مستشعرًا نية سيلفي شاهدتها وهي تهز شول في مخلبها الآخر ثم قرصته بقوة بينما تتجنب شعاع ثالث من سيسيليا.
“ماذا…؟” صر شول على أسنانه عندما عاد إلى وعيه.
“إعوجاج تيمبوس!” صرخت سيلفي.
ظلت عيناه تكافحان للتركيز علي وعلى مكان تثبيت الجهاز بجواري.
“أنت بحاجة إلى… تفعيل الجهاز…” إختنقت بالدم الذي ملأ فمي بينما أتكلم.
قربت سيلفي مخالبها معًا حينها وضع شول يده فوق إعوجاج تيمبوس أين تدفقت المانا نحوه بشكل ضعيف.
شهقت سيلفي عندما ضربها شعاع وإنخفضنا في الهواء.
خفت مخالبها على إعوجاج تيمبوس لكنني لففت ذراعي حوله ورأسي يدور بينما ينفجر جرحي من الألم بسبب الحركة والجهد.
“إنها تلحق بنا!”.
قام شول بإخراج المزيد من المانا وقمت ببرمجة الجهاز.
‘سيلفي تحولي’ فكرت.
عادت أفكارها إليّ لكن ليس بالكلمات بل بعدم تصديق خالص ممزوج بالشك في أنني فقدت عقلي بسبب فقدان الدم.
‘إفعلي ذلك!’.
إنحنى رأسها لتنظر إلي ملتقية بعيني حينها إستسلمت من خلال إتصالنا وفجأة تم تغطيتها بالمانا.
إنحسرت المخالب من حولي وشول وإعوجاج تيمبوس بعدما تقلصت سيلفي وعادت لشكل الفتاة المراهقة.
سقطنا لكنني قمت بتنشيط إعوجاج تيمبوس.
ظهرت بوابة في الهواء أسفلنا ودخلنا جميعًا من خلالها.
على الجانب الآخر إصطدمنا بالأرض مثل العظام المتدحرجة.
إرتد إعوجاج تيمبوس قبل أن يسقط بين الشجيرات.
إستدرت محدقا عبر البوابة لوجه سيسيليا الغاضب بينما الشكل البيضاوي اللامع يومض.
–+–
ترجمة : Ozy.