319 - النصر

كان الليل مفعمًا بالحيوية. تسرب الضباب شمالًا من غابة إلشاير عائم وبدا وكأننا نسير على السحب. كانت الليلة هادئة باستثناء صرخة بعض الطيور الليلية البعيدة.
قُطعت الغابة في المقدمة وبرزت جذوع الأشجار فوق الضباب الرمادي مثل طريق حجارة مؤدي إلى القرية التي لا تزال نائمة.
لمست يد قوية كتفي ، واستدرت لمقابلة عيني كورتيس.
“قاتلي جيدًا ، إيلي.”
رددت: “أنتم أيضاً” وبدا الارتعاش في صوتي واضحاً.

ابتسم هورنفلس لنا جميعًا “أراكِ على الجانب الآخر”
أومات تيسيا “مهما حدث ، تذكروا الخطة.”
بقيت أنا وتيسيا وألبولد حيث كنا بينما استدار الآخرون وتوجهوا حول القرية إلى حيث مكان السجناء محتجزين.
لديهم خمسة عشر دقيقة قبل أن تشن تيسيا وألبولد الهجوم.
أمضت تيسيا الوقت في تمشيط شعرها وملابسها وتلطيخ بشرتها. أخذت العشرات من الأغصان الصغيرة من فرع منخفض وفركت شعرها ، ثم بسكين صغير حمله ألبولد جرحت نفسها جرحًا صغيرًا على بعد بوصة واحدة من عينها اليسرى ولطخت نصف وجهها بالدم.

جفلتُ وأنا أشاهد ، لكن الجرح التئم في ثوانٍ وبقي الدم الذي لطخ بشرتها الفاتحة.
قلت بابتسامة: “سيستغرق الأمر قليل من الوقت لإزالة تلك الأغصان من شعركِ”.
ردت بابتسامة ناعمة: “ثمن زهيد، هل أحتاج إلى إعادة الجزء الخاص بك مرة أخرى؟”
أومأت برأسي بقوة “أبقى بعيدًا عن الأنظار وأراقب. بمجرد أن أؤكد أن بيلال أخذ الطُعم ، أرسل الإشارة إلى الآخرين للتحرك ، ثم أشق طريقي عبر الغابة إلى موقعهم. بمجرد إطلاق سراح السجناء وعودة الجميع إلى الملجأ ، أُرسل لكِ إشارة التراجع “.
قالت “مثالية” وتغير تعبيرها “أنتِ قوية إيلي. أقوى بكثير مما تدركين “

دسسّت خصله شعر متطايرة خلف أذني كذريعة لإخفاء خدي المحمر ونظرت إلى تيسيا فقط عندما تمكنت من استعادة السيطرة على وجهي.
“شكراً لك” تنهدت قبل الابتسام “لست متأكدة من إذا قلت هذا لكِ من قبل ، لكن … أنا أسامحكِ ، تيسيا.”
اتسعت عينا قائدتنا ، وفُتح فمها قليلاً كما لو كانت على وشك أن تقول شيئًا عندما تقدم ألبولد نحونا.
“حان الوقت” تمتم وبدا مظهره قذر مثل تيسيا.
أومأت برأسها ، ثم نظرت إلي وقامت بتغيير ملامح وجهها بحيث أصبحت عيناها واسعتين وفمها مفتوح بشكل ملتوي قليلاً.

أخبرتها بجدية “نعم ، هذا بالتأكيد سيخيف بعض الناس”.
مدت يدها وضغطت على يدي “ابقي آمنة.”
ثم ذهبوا واندفعوا بهدوء عبر الغابة نحو القرية. خرجوا من محيط الأشجار ووصلوا إلى منتصف الطريق عبر الضباب قبل أن يلاحظهم أحد الحراس.
“دخلاء!”
قطع الصراخ صمت الليل ، لكن هذا كان جزءًا من الخطة. أعطت تيسيا الرجل ما يكفي من الوقت فقط للصراخ مرة ثانية قبل أن تدفعه عاصفة من الرياح المكثفة إلى جدار قريب.

ارتفعت الصيحات في جميع أنحاء القرية بينما تم تنبيه بقية الحراس.
ثلاثة ، جميع السحرة جاءوا يركضون من الشرق بين مبنيين قصيرين وكادوا يصطدمون مع رفاقي.
رفع ألبولد قوسه وصدى صراخه قبل يترك سهماً يطير نحو أقرب ساحر ألاكاريا، لكن انفجرت العشرات من الألواح الحجرية الصغيرة من الأرض مما أدى إلى انحراف السهم وطار من جانب ساحر ألاكاريا.
امتلك أكبر الثلاثة قفازات جليدية حول يديه الضخمتين ، واندفع نحو ألبولد ولوح بقبضته. في هذه الأثناء طارت الألواح الحجرية لتجنب لكمته أثناء دورانها.
قفز ألبولد للخلف ولمع سيف تيسيا نحو ساحر ألاكاريا. تحركت الألواح الحجرية للدفاع عنه ، لكن شقتهم بالسيف إلى نصفين ثم قطعت ذراع ساحر ألاكاريا.

تم قطع صراخه الصاخب بعد لحظة عندما أصابه سهم في قلبه.
لا يزال الساحر الآخر محمي من قبل درع والآخر رجل عريض الكتفين يرتدي رداء أخضر يجمع قوته ولم يلقي تعويذة بعد.
عندما بدأت تيسيا في اختراق الألواح الحجرية ، رفع الساحر يديه وتدفقت سحابة من البخار الأصفر وابتلعت تيسيا وألبولد ، وكذلك رفيقه المحتضر.
لمعت طبقات من المانا حول رفاقي بينما حمايتهم تقاتل ضد السحابة البخارية ، يمكنني رؤية أن التعويذة يجب أن تكون قوية بالطريقة التي تراجع بها ألبولد للخلف.
قامت تيسيا بتدوير سيفها مثل شفرة مروحة ، مستخدمة إياه لإستحضار موجة من الرياح دفعت البخار إلى الخلف فوق سحرة ألاكاريا. بدا الملقي محصنًا ضد سحره ، لكن الشخص الذي يحمل درعاً لم يكن كذلك.

صرخ من الألم عندما بدأ لحمه يسيح مثل الشمع الساخن ، وفي غضون لحظات مات.
نظرت بعيدًا للحظة محاولة عدم التقيؤ. عندما نظرت مرة أخرى ، كان آخر ساحر قد مات أيضًا ، لكن ستة محاربين ظهروا من الغرب. بدوا مثل أطفال يلعبون بالعصي بدلاً من السيوف.
دوت صيحات الإنذار في جميع أنحاء القرية، لذا قمت بتنشيط إرادة الوحش الخاصة بي لأسمع بشكل أفضل ما يحدث.
غُمرت حواسي على الفور برائحة التعفن والموت. استدرت بحثًا عن أي شخص ، لكن كنت أنا و بوو وحدنا في الغابة.
حولت انتباهي مرة أخرى إلى القرية ، محاولة فهم مزيج الأوامر والأسئلة الصاخبة:

“-من الشرق!”
“—جان مجنونة —”
“- تمزق رجالنا!”
“- بيلال! أين بيلال؟ “
ثم صدى صوت تيسيا “سأقتلكم! سأقتلكم جميعًا على ما فعلتموه بمنزلي! العدالة للجان! من أجل إيلينوار! “

قلت لنفسي إنها تبالغ في التصرف قليلاً.، لكن فهمت من خلال الصمت المفاجئ الذي ساد إيديلهولم أنه تمثيل فعال.
مددت يدي لأربت على صدري ، لكن يدي تجمدت في الهواء وتشدد جسد بوو حتى توقف عن الحركة. أحاطتني هالة من الخوف الأسود تضغط على جسدي. لم أستطع التحرك ، حتى إنني لم أكن متأكدة مما إذا كنت ما زلت أتنفس.
خرج بيلال من الظل على بعد عشرة أقدام من تيسيا ، وظهر فجأة من العدم. شعرت بنيته الخانقة رغم كوني بعيدة جدًا ومختبئة في الغابة الآمنة.
تراجع ألبولد ، لكن تيسيا تقدمت بثقة نحو بيلال وألتوى وجهها من الغضب.
“يا إلهي ، إنها الأميرة الضائعة ، ابنة الملك والملكة الخائن” قال بيلال بهدوء وسخرية بينما عيناه تفحصان تيسيا من أعلى لأسفل “يبدو أنكِ لستِ على ما يرام وجن جنونكِ حقاً”

دون الرد قامت تيسيا بتنشيط إرادة الوحش. غمر ضوء الهواء من حولها واختفى ثقل وجود بيلال من صدري. أخذت نفسًا عميقًا وارتجفت بينما نوح بوو بجانبي.
انفجر الكروم من الأرض في دائرة حول تيسيا ، وألبولد ، وبيلال.
امتدت المانا الخضراء من ذراعي بيلال وشكلا نصلين طويلين تم سحبهما عبر الأرض ، مما تسبب في أزيز وانتشار رائحة كريهة.
عندما قام ألبولد بإطلاق سهم ، وجدت نفسي أحاول بالفعل الابتعاد عن ساحة المعركة قدر الإمكان.
قلت لنفسي ليس بعد وأنا أحرك قدمي. أحتاج إلى التأكد من أن بيلال مشغول في القتال تمامًا قبل أن أذهب وأرسل إشارة للآخرين.

“سيكون هذا مثيرًا للاهتمام ” قال بيلال بصوته القاسي “أشعر بالفضول لرؤية ما يمكن أن تفعله المشهورة تيسيا إيرليث. لقد سمعت قصص إخفاقكِ العظيم في صد هجومنا على هذه الأرض “.
حدقت به تيسيا “وقد سمعت عن بيلال الذي أصبح مرادفاً للخوف مرات عديدة منذ بدء هذه الحرب. بصراحة كنت أتوقع شيئًا أكثر من الشخص الذي حل محل جاغريت. أم أنك حقًا أفضل ما يمكنهم إيجاده؟ “
لا بد أنها قد أصابت الوتر الحساس، لأن سخرية بيلال المتغطرسة تحولت إلى غضب.
“لقد حصلت على لقب بيلال من خلال مهاراتي أيتها الأميرة الجاهلة” صرخ “الغبي الواثق من نفسه هو حقًا علامة مميزة لكم أيها الديكاثيون ، أليس كذلك؟”
فتحت تيسيا فمها للرد ، لكن بيلال اندفع إلى الأمام ، وامتدت شفرة المانا حول يده اليمنى إلى الأمام حتى بلغ طولها عدة أقدام. طارت المانا الخضراء نحو عنق تيسيا ، لكنها تهربت بسهولة وصدتها برفع سيفها المتوهج ووجهت هجوماً مضاداً.

أنزل بيلال نصله السام الآخر في الوقت المناسب لصد السيف ، مما خلق موجة صدمة صغيرة من مجرد الاصطدام.
كان هجوم تيسيا مجرد بداية ، انفجرت الأرض تحت أقدام بيلال وانتشرت عشرات الكروم الشائكة حوله.
سحب بيلال شفرة المانا وأحاطت به الطاقة الخضراء من حوله مثل بدلة من الدروع السامة التي لم يستطع هجوم تيسيا اختراقها.
قفز بيلال بقوة لا تصدق لدرجة أنه تحرر من الكروم وحلق في الهواء على ارتفاع 15 قدمًا. ضرب سهمان الدرع ولكن لم يستطيعوا اختراقه ، ثم امتد كلا النصلين مرة أخرى حتى وصل طول كل منهما إلى عدة أقدام ، ثم نزل باتجاه ألبولد.
تقدمت تيسيا عبر الكروم قبل القفز بين بيلال و ألبولد. قامت بأرجحة سيفها مرة أخرى ، وأُجبر بيلال على استخدام كلتا نصليه لصد هجومها.

تبعها بيلال بركلة نحو بطنها، لكن لكن الكروم سحبت تيسيا إلى بر الأمان قبل أن يتمكن من الاستفادة من الفرصة. عندما حاول تعديل نصله للهجوم مرة أخرى، أطلق ألبولد السهام على الأجزاء المكشوفة من جسده ، مما أجبر بيلال على البقاء في موقف دفاعي.
لم تمنح تيسيا فرصة بيلال للتركيز على ألبولد وأطلقت وابلًا من الطعنات الخارقة باستخدام سيفها. بدا أن الكروم له حياة خاصة ، حيث عمل إما على مهاجمة بيلال أو الإمساك بذراعيه وقدميه ليجعل من الصعب عليه صد ضرباتها.
ومع ذلك بينما تيسيا قادرة على جرح بيلال ، فإنها لم تتمكن من توجيه ضربة حاسمة. طبقة المانا الخضراء الباهتة التي تدفقت حول جسده قوية ، مما أدى إلى إحباط هجمات تيسيا وإذابة سهام ألبولد المكسوة بالمانا.
‘أنا بحاجة لإرسال الإشارة الآن!‘ فكرت في نفسي وأنا أبتعد عن المعركة الشرسة.
إذا تمكنت تيسيا و ألبولد من الحفاظ على زخمهما الحالي ، فلن نتمكن من إنقاذ السجناء فحسب ، بل يمكننا أيضًا قتل حارس آخر.

قفزت على ظهر بوو وانطلقنا إلى الغابة حول الحافة الخارجية للقرية. كنت بحاجة إلى الابتعاد أكثر عن المعركة قبل أن أرسل الإشارة وإلا قد يلاحظ بيلال.
فجأة توقف بوو وقبل أن أسأل عن السبب عرفت الإجابة.
أنتشرت رائحة العفن الحامضة حولنا مثل السمكة التي تفوح منها رائحة الدم. قفزت من على ظهر بوو وأعدت قوسي ووقف بوو على رجليه الخلفيتين.
“أنا سعيد لأنني بقيت على مسافة من مجموعتكِ حتى الآن” صدى صوت صاخب من الظلال.
ظهرت صورة ظلية سوداء بين شجرتين قريبتين: رجل طويل القامة يرتدي أردية سوداء خشنة وجلد شاحب مثل الشبح تحت الظلام.

‘خادم!!! ‘ صرخت بداخلي بشكل مذعور ، ثم ركزت على عيني إرادة الوحش وأدركت أن هذا رجل مختلف.
بصرف النظر عن الاختلافات الجسدية لكونه أقصر وبشعر أسود رقيق ، شعرت بالارتياح لأن الضغط الذي بعثه هذا الشخص لم يكن بنفس قوة بيلال.
بجواري ، هدر بوو هديراً جامحاً مليء بالغضب والخوف.
رفع الرجل يديه بينما تفحصنا عيناه المنتفختان “من فضلكِ ، لا تكافحي. أود أن أتحدث إليكِ. الحقيقة هي أنني أشعر بالفضول بشأن خطتكم ” صدى صوته الرقيق في أذني بشكل مزعج ” أعلم أن رفاقكِ يستعدون لنصب كمين للرجال الذين يحرسون السجناء بينما الأميرة تماطل أخي. لكن أنتم أيها الديكاثيون لا تمتلكون السحر المطلوب ولا التكنولوجيا اللازمة لنقل الكثير من السجناء ، ولا يمكنكِ أن تأملي في أخذ هؤلاء الأشخاص عبر أعماق الغابة الملعونة “.
استمر في النظر إلي وظهر عبوس على وجهه الشاحب “لكن بعد ذلك ، كنت سأقول الشيء نفسه للهجوم على نقل عربات السجناء. كيف بالضبط حررتم كل هؤلاء العبيد؟ هل الأزوراس يساعدنكم؟ “

دار عقلي في محاولة لتقدير المدة التي قضاها هذا الساحر في متابعتنا.
عندما لم أرد ، حدق بي “أجيبي يا فتاة!”
زمجر بوو وخطى خطوة مرتجفة إلى الأمام ، لكنني وضعت يدي على كتفه لمنعه من الهجوم.
انحنى ساحر ألاكاريا ونظر في عيني “يجب أن يكون هؤلاء المتمردون الديكاثيون يائسين حقًا لجلب فتيات صغيرات مثلكِ معهم ” انتقلت عيناه إلى بوو ” أنت واحد من هؤلاء السحرة المستعبدين الذين سمعت عنهم. تقليد غريب ، الانضمام إلى الوحوش. كيف تعيش بالضبط؟ هل تنضج معهم؟ “
لمعت عيناه الداكنتان “حسنًا ، هذا يثبت أنه غير مجدي ، أفترض أنني سأ-“

انقطعت كلمات الرجل بينما بوو يندفع نحوه ، كرد فعل لأقل ضغط من يدي. قفزت للخلف وأرسلت سهمًا يطير فوق رأس بوو ، لكن ساحر ألاكاريا أختفى من نظري.
ومع ذلك فقد جعدت أنفي ، ما زلت قادرة على شم رائحته. اختلطت رائحته النتنة بالأشجار كما لو كان بداخلها ، وذلك عندما تذكرت إحدى قدرات جاغريت.
إذا استطاع بيلال استخدام نفس النوع من السحر السام الذي استخدمه ، فربما يكون هذا الساحر الذي بدا مشابهاً جدًا لـ بيلال من جميع النواحي قادراً أيضًا على فعل ذلك.
بتجاهل قلبي النابض ، قمت بتكثيف سهم مانا ، أرق وأطول من المعتاد.
ملأت نفحة من رائحته الفاسدة ورائي على يميني ، استدرت وأطلقت السه على قاعدة شجرة ملتوية حيث الرائحة النتنة أقوى.

اخترق سهمي جذع الشجرة مثل خط من الضوء وبالكاد – بالكاد – تمكنت من شم رائحة الدم.
“شقية مثيرة للاهتمام” صدر صوت من داخل الشجرة .
تغيرت حركته مرة أخرى ، هذه المرة بشكل أسرع.
خطوة خفيفة سحقت الأرض خلفي ، لكنني كنت بطيئة جدًا في تجنب الضربة على جانبي ودفعتني إلى الوقوع على الأرض.
هدر بوو واندفع نحوي.

غسلتني رائحة العفن والموت وهو جاثم على الأرض بجانبي. ضغط بإصبعه الطويل الملتوي المليء بالمانا على ظهري أسفل كتفي الأيسر. مر بسهولة من خلال الدرع الخفيف الذي كنت أرتديه وكذلك طبقة المانا التي تحميني ، ثم وصل إلى جسدي.
لم أستطع حتى سماع صراخي من تدفق الدم من أذني. ربما هذا هو ما سمح لي بالتصرف بسرعة.
رفعت يدي ولففتها حول كاحله. مثلما فعلت ضد الوحش الملوث ، قمت بتكثيف سهم من المانا النقي في كفي وهاجمت ساقه. سمعت صوت كسر العظام مصاحباً لصراخه الرهيب ، ثم اختفى الضغط من على كتفي.
فهمت من هدير بوو أنه تعامل مع ساحر ألاكاريا قبل أن أتمكن من دفع جسدي لأعلى للنظر. كان الرجل النحيف مُحاصراً تمامًا تحت أقدام بوو ، وظننت للحظة أننا نملك اليد العليا.
قبل أن أتمكن حتى من الوقوف على قدمي ، أُلقي بوو في الهواء. توقف قلبي عندما شاهدت وحش المانا الضخم الشبيه بالدب يتعثر ويعود إلى الأرض بقوة كافية لإرسال الارتعاش إلى يدي وركبتي.

خرجت صرخة عجز من حلقي “بوو!”
“الوحش الملعون” تمتم ساحر ألاكاريا وهو يكافح من أجل الوقوف.
تم كسر كاحله الأيمن ونزف بغزارة ، ولديه عدة جروح في كتفه ورقبته حيث اخترق فك بوو القوي جسده.
الغضب – الغضب الذي لم أشعر به من قبل – منحني القوة لأقف على قدمي قبل أن يقف ساحر ألاكاريا.
لمست قوسي بطرف حذائي وركلته نحو يدي ، ثم سحبت الوتر وأطلقت صاعقة ارتجاجية من المانا. لم يخترق جسده ، لكن الانفجار كان قوياً بما يكفي لإعادته إلى الأرض بسبب ضعف كاحله.

ضحك ببرود في مواجهة هجومي “أنتِ مفعمة بالحيوية يا فتاة. كنتِ ستكونين هدية رائعة لأخي ، لكنني أعتقد أنني أفضل أن أسعد بقتلكِ بنفسي “.
استمر عقلي في الدوران ووجدت نفسي أبحث عن ذلك الصوت في رأسي الذي بدا مثل آرثر. ماذا سيفعل في هذه الحالة؟
برؤية ابتسامة الثقة على وجه ساحر ألاكاريا ذي الشعر الأسود وهو يقف ببطء من على الأرض ويعرج نحوي ، بدأت مانا بالفعل في شفاء قدمه ، بدأت الخطة في التكون.
أطلقت سهمًا آخر لوكن انفجر قبل أن يصيبه ، لكن استخدمت الفرصة للركض نحو بوو.
“بوو!” صرخت بينما أراقب ساحر ألاكاريا باستخدام أنفي.

أطلقت سهمًا آخر للخلف ، وهذا جعله يدور مثل المثقاب. تهرب ساحر ألاكاريا عن طريق الاختباء خلف شجرة أخرى ويمكنني أن أشم رائحته وهو يقترب … لكن هذا لا يهم.
وصلت إلى بوو الذي كان قادرًا الآن على الوقوف على قدميه مرة أخرى ، وضعت نفسي بينه وبين ساحر ألاكاريا.
“أن أصل إلى مثل هذه الحالة من أجل مجرد وحش وفتاة صغيرة” قال وهو يخرج من خلف شجرة كبيرة.
يجب أن أكون بعيدة بما فيه الكفاية الآن.
رفعت قوسي واستحضرت سهمًا آخر ، هذا السهم مليء بالمانا المتوهجة.

أخرج ساحر ألاكاريا أيضاً خنجر أخضر المليء بالمانا وألقاه نحو وجهي.
اعترضه بوو في الوقت المناسب ، وضرب الخنجر بمخلبه الكبيرة. أزيز بعض فراءه من المانا السامة ، لكنها أعطتني وقتًا كافيًا لإنهاء تجهيز سهمي الخاص.
بعد ترك الوتر ، أطلق السهم صريرًا خارقًا وهو يطير في الهواء نحو ساحر ألاكاريا.
شعر بالارتباك ، فقرر خصمي عدم المخاطرة بالوقوف في وجه السهم ، وبدلاً من ذلك ابتعد عن الطريق وترك صافرة السهم تتجاوزه.
‘أرسلت الإشارة‘ فكرت في نفسي بارتياح.

دون إضاعة الوقت ، أطلقت سهماً مرة أخرى ، هذه المرة سهم متفجر من المفترض أن يعيق خط بصره بينما بوو يركض نحوه.
“يكفي استعمال الحيل المثيرة للشفقة يا صغيرة!”صرخ واندفع إلى الأمام بخنجر المانا السامة في كل يد.
برؤية جسد بوو العملاق على وشك الوصول إليه ، انحرفت ابتسامة ساحر ألاكاريا إلى ابتسامة شريرة بينما يستعد لإغراق خناجره القاتلة في وحشي.
استمر قلبي في الخفقان داخل صدري وفعلت كل ما بوسعي للبقاء ثابتة. ظهر سهم آخر على وتر القوس ، يتوهج بشكل ساطع لأنه يحمل بقية المانا … وكان موجهًا مباشرة إلى ظهر بوو.
عند رؤية هذا ، أصبح ساحر ألاكاريا سعيداً.

ضرب سهمي ظهر بوو الذهبي كما غرقت خناجر عدوي التوأم بعمق في صدر بوو.
“هل تعتقدين أن سهمكِ سيكون قويًا بما يكفي لاختراق وحشكِ وأنا؟” قهقه ساحر ألاكاريا بجنون “يبدو أن تضحية وحشكِ ضاعت عبثًا!”
أسقطت قوسي ، وسقطت على ركبتي … ظهرت ابتسامة على شفتي.
قام بوو ، المحمي بدرع من المانا الذهبية ، بلف ذراعيه حول جسد ساحر ألاكاريا.
“م- ماذا؟ كيف!” كافح خصمنا بشدة حيث تم رفعه عن الأرض. انبعثت المانا الخضراء الباهتة من جسده وهو يحاول استخدام بقية المانا للتحرر من قبضة بوو.

عندما اتضح أنه لا يستطيع التحرر ، تحول صراخه المذعور إلى صرخات مرعبة “بيلال! أخي!ساعدني – “
أغلق فكي بوو على رأسه ، منهيا صراخه الصاخب.
ترك بوو الجثة الميتة ، بصق كل ما في فمه عندما ابتعد. قابلت عيناه الصغيرتان الداكنتان عيني لفترة طويلة قبل أن ينحني لكشط لسانه بمخلب.
بعد إبعاد نظري عن ساحر ألاكاريا ، قمت بفحص بوو بحثًا عن أي إصابات “هل أنت بخير يا صديقي؟”
زفر بوو وعندها فقط أدركت تمامًا ما حدث للتو.

“أنا – لقد فزت” تمتمت وأنا أنظر إلى يدي المرتجفة “فزت!”
دفنت وجهي في رقبة بوو ، ولففت ذراعيّ حوله بينما أضحك وأبكي في نفس الوقت.
“أصبحت أقوى” غمغمت.
كانت لدي مشاعر مختلطة بينما ألقي نظرة على الجسد. كنت أعلم أنه لا ينبغي أن أكون سعيدة بموت أحد ، لكن هذا الرجل كان قاسيًا وشريرًا. لقد استحق الموت.
ثبت عيني على خاتم أسود كان يرتديه حول الإصبع الأوسط من يده اليمنى.

خاتم الأبعاد.
على الرغم من الشعور بالخطأ ، انحنيت ورفعت الخاتم من يد الرجل الميت. يمكن أن يحتوي الخاتم على أشياء مفيدة مخبأة بداخله.
فكرت ‘سأعيده إلى فيريون ‘ ثم وضعته في جيبي.
ابتعدت عن الجثة ، وشدّت يديّ التي ما زالت ترتعش في قبضة ضيقة وأومأت برأسي إلى بوو “دعنا نطلق سراح السجناء”.

ترجمة : Sadegyptian