28 - الإختبار
“لن ينجح البكاء! ألا يجب أن تكوني معتادة على الماء الآن يا سيلفي ؟”
“كييوو!” هربت سيلفي أخيرا من قبضتي، وركضت خارج الحمام وهي تقطر.
“هاا…” هززت رأسي عند مشاهدتها، وانهيت إستحمامي.
لم أرتدي سوى قميص وسروال بسيط ، ألقيت نظرة أخيرة على الغرفة التي كنت أعيش فيها خلال الأشهر القليلة الماضية ، لأتذكر صورتها، ثم وضعت قفازي والخاتم ، جهزت المعطف والقناع مع وضع بضعة ضروريات أخرى في حقيبتي، ثم وضعت كلا من قصيدة الفجر و سيفي القصير على خصري قبل أن أخرج.
“ثق بياسمين عندما تصبح الأمور صعبة، قد تكون هي الأصغر سنا ولكن لا تشك في قوتها وخبرتها كمغامرة” نصحني والدي وهو يسحبني إلى عناق أخير.
“لماذا أخي و سيلفي يغادران؟ لا، لا! ابق هنا!” أدركت أختي للتو بأنني لن أكون في البيت لفترة، ظلت تمسك بخصري ورفضت أن تتركه بينما كانت تستخدم وزن جسدها لتعيقني.
“عزيزتي، أخوك سوف يعود ، حسنا؟” حاولت أمي مواساتها.
“لاااا!، يجب أن تبقى!” رفضت الاستماع إلى الأعذار وبدأت تصرخ بعيون مليئة بالدموع.
ركعت على ركبة واحدة ، لففت إيلي بين ذراعي بينما ربت على ظهرها
“أعلم أنك فتاة ناضجة الآن، هل يمكنك حماية أمي وأبي أثناء غيابي قليلا يا إيلي؟”
“أنن!….سأحميهم..-” أجابت بصوت مكتوم ودفنت رأسها في كتفي
سحبت نفسي من العناق، ثم حدقت في وجه أختي الصغيرة و مسحت الدموع التي تتدفق على خديها.
“فتاة جيدة، أخوك الكبير سيغيب قليلا، لكن سأشعر بتحسن كبير اذا كان لدي شخص قوي مثل أختي الصغيرة هنا لحماية المنزل”
“نعم!” أجاب بلهفة بيننا بدأت عينيها تلمع بعزم جديد.
ربتت على رأسها ، ثم أعطيت أمي و أبي عناق أخير.
“سنفتقدك لا تنسى أن تبقي الخاتم في إصبعك،حسنا؟” عانقتني أمي بإحكام.
“ابق آمنا واعرف حدودك يا آرثر.”وضع أبي يده على كتفي وحدق في وجهي ، في انتظاري لكي ارد.
“أعرف حدودي” ، كررت ورائه ثم أومأت بقوة
بعد الانتهاء من رسميات التوديع ، شققت طريقي أسفل الدرج الأمامي إلى حيث كانت ياسمين تنتظرني.
لوحت لهم بوداع أخير ، خاصة لأختي التي كانت تلوح بكلتا يديها بينما كانت تعض شفتيها.
“لنذهب ياسمين” ، تحدثت بينما كنت أرتدي القناع والمعطف.
أجابت مع إيماءة صغيرة ثم بدأنا نمشي إلى وسط المدينة حيث تتواجد قاعة نقابة المغامرين.
______________________________________
لم تكن قاعة النقابة كما توقعتها ، مكان ذو ضجيج مليء بالمجرمين جالسين حول طاولات خشبية تحت تأثير البيرة، لكن كان عكس ما تصورته تماما، بدا مثل مبنى ينضج بالهيبة والرفاهية، مع هيكل رخامي يمتد ليشبه متحف مقدس، وبمجرد دخولي، أصبح واضحا مقدار العمل و الجهد الذي وضع في الداخل، تم تصميم الشكل الداخلي بطريقة معقدة ، كانت هناك طاولات مصنوعة من المعدن حيث رأيت مغامرين يجلسون امامها ، أعطانا البعض لمحة عابرة ثم سحبها، المكان بأكمله نضج بشعور لم يناسبني ، ناهيك حتى عن عدم وجود أي مغامرين ذو المظهر البربري.
“مرحبا…! كيف يمكنني مساعدتكما؟” كشفت موظفة الإستقبال عن إبتسامة كبيرة مع صف من الأسنان البيضاء اللامعة.
قبل أن تسنح لي الفرصة للرد ، مدت ياسمين قطعة من الورق نحو المرأة.
“أود تشريحه من أجل إجتياز امتحان رتبة المغامرين”
ظل وجهها بلا تعابير عندما تحدثت بشكل هادئ.
“حسنا!، فهمت.”
أجابت موظفة الإستقبال بينما أومأت بشكل متحمس وهي تعيد قطعة الورق “من فضلكم، من هذا الإتجاه”
نهضت من مقعدها وقادتنا نحو باب تم فتحه من قبل موظفتين، عندما دخلنا ، لم أستطع منع نفسي من عدم سماع الأصوات من حولنا.
“هناك شخص ما يقوم بإختبار الرتب” همس شخص ما.
“إنهم مجرد فتاة و فتى، رغم ذلك ،” سخر صوت شخن.
إبتلعت الأسئلة التي خطرت لي. ، وإتبعت عن كثب الموظفة في صمت ، مررنا من خلال الباب ، ثم تمت قيادتنا عبر ممر مليئ بالمقاعد مع الطاولات الزجاجية حيث جلس العديد من موظفي الإستقبال و توجهنا نحو غرفة صغيرة.
تم تزيين المكتب بشكل بسيط، وضعت هنالك أريكتين جلديتين بمواجهة بعضهما البعض، على الطرف الآخر من الغرفة كان هناك مكتب خشبي يواجه الباب، جلس رجل نحيف خلف كومة من الأوراق المكدسة بدقة، يدوّن شيئًا بريشة مبطنة.
رفع الرجل رأسه بسبب صوت فتح باب مكتبه، ليكشف عن وجه حاد، تم تصفيف شعره الأسود الى منتصف رقبته وتم قطعه هنالك، خلف نظارته السميكة كانت هنالك عيون حادة حدقت بنا بإهتمام.
“مغامر من الدرجة A ، ياسمين فلاميسورث، طلبت هذا …”
توتر صوت الموظفة وهي تنتظر أن يمسك الرجل بالورقة “إنهم هنا لإجراء إختبار رتبة المغامرين…”
“نعم ، أنا مدرك تماما من هي الآنسة فلاميسورث، يمكنك الانتظار في الخارج ماري”
لوح لها الرجل النحيل لتذهب بعيدا كما وقف من مقعده، “آنسة فلاميسورث ، كيف حالك هذه الأيام؟، لقد قابلت والدك منذ وقت ليس ببعيد”
أجابت ياسمين بإيماءة طفيفة بالكاد تشبه القوس، منذ أن دخلنا إلى هذه الغرفة، ظلت تتصرف بشكل هادئ لكن في ذكر والدها، قامت بشد قبضيتها بشكل متوتر.
“على أي حال ، من دواعي سروري أن ألتقي بكم.”
حول الرجل إنتباهه إلي أخيرا، كما لو أنه لاحظتي للتوه.
“اسمي كاسبيان بلادهيرت، وأنا المسؤول عن هذا الفرع ، أعتقد أن لديك علاقة وثيقة مع الآنسة فلاميسورث هل هناك اسم يمكنني أن أخاطبك به؟”.
تحركت نظرته لأعلى وأسفل بينما يفحصني.
“كيوو!” أجابت سيلفي بدلا مني.
لقد جعلت سيلفي تتحول إلى هيئتها الأصلية خلال فترة عملي كمغامر، لذا أظهرت قرونها و أصبحت أشواكها الحمراء مرئية للعين،
” نوت ” أجبت بشكل بارد ، لم يعني الإسم أي شيء في الحقيقة ، لقد اخترته بشكل عشوائي بسبب الخط الازرق على قناعي ، حيث ذكرني بالشريط في دفتر الملاحظات.
توسعت عينا كاسبيان على حين غرة ، لكنه تدارك نفسه بسرعة ، واستجاب بابتسامة عادية، لم يتفاجئ كثيرا بسبب رؤية وحش مانا، إفترضت أن طبيعة عمله جعلته يرى العديد منهم.
“نعم! حسنا سيد نوت ، سيتم إعتبار الأنسة فيلاميسورث، بمثابتة كفيل لك، أتعرف السبب؟”
هززت رأسي ثم تركته ليوضح.
“يحق للمغامر من الدرجة B أو أعلى ترشيح مغامر جديد للامتحان، بالاعتماد على أدائك، سيتم منحك فئة مناسبة ، بهذه الطريقة يمكنك تجنب المشاكل التي لا داعي لها من البداية ، سيتألف امتحان المرتبة من جزء عملي فقط ، بالحكم على أسلحتك ، يمكنني أن أفترض أنك إما مقاتل أو معزز ، صحيح؟”
لقد نظر بشكل عميق نحو العصا السوداء المربوطة إلى خصري تحت السيف القصير.
“نعم”
“حسنا! عادة ، سيكون هناك إختبار سريع جنبا إلى جنب مع الإختبار العملي فيما يتعلق بفحص نواة المانا قبل إجراء الامتحان ، ولكن بما أن الآنسة فلاميسورث هنا هي التي رشحتك، سأتنازل عن ذلك ، ”
واصل حديثه بينما فتح بابا آخر في نهاية مكتبه.
“ماري، خذي هذين إلى قاعة الفحص”
“ن-..نعم!”
أجابت موظفة الاستقبال التي كانت تنتظر خارج الغرفة و دخلت على عجل وقادتنا نحو الباب الخلفي.
“من فضلك ، سيد نوت ، آنسة فلاميسورث ، من هنا”
نظرت إلى ياسمين من خلال قناعي بينما شققنا طريقنا إلى أسفل الممر الطويل.
هل هذا هو السبب الذي جعلها تريد أن تكون من يتبعني؟
تم ذكر عائلة فلاميسورث مع درجة عالية من الاحترام ، ولكن ماذا كانت عائلة فلاميسورث؟.
أجبرت على إغلاق عيناي بسبب الضوء المنبعث من الباب المفتوح، بعد الإعتياد على الاضائة فتحت عيناي، لقد تمكنت من رصد تفاصيل القاعة التي دخلنا إليها كانت منطقة ذات إضائة قوية جدا مع ساحة كبيرة من تراب، مع مسرح كبير ذو مقاعد. لقد بدت أكثر من مجرد مدرجات، كانت معظم المقاعد فارغة باستثناء بعضة أشخاص، سيطر على المجموعة جو متوتر مع توجه نظراتهم نحو الشخصين في الساحة بالاسفل.
“من فضلكم ، اتبعوني إلى مقاعدكم. هناك عدد كبير من الممتحنين اليوم لذا إجلسوا من فضلكم حتى ينادي المسؤول بإسمكم”
إنحنت موظفة الإستقبال بشكل طفيف، قبل ان تنزل من على المدرج وتعود.
وضعت سيلفي بيني وبين ياسمين، ثم إنحنيت للأمام للحصول على رؤية أفضل للمقاتلين اللذين على وشك بدأ المبارزة، عادت ياسمين ببساطة إلى اللامبالاة، وشبكت يديها.
“كآااه!” صرخ رجع أصلع وهو يأرجح فأسه، من الواضح أنه سقط في وضع غير مؤات ضد خصمه، كان الرجل الذي يقاتله متوسط البنية بشعر أسود قصير و ندبة عميقة على خده.
المقاتل ذو الندبة حمل تعبير غير مبالي مثل الذي لدى ياسمين، حتى أنه لم يكلف نفسه عناء استخدام السيف العريض الذي في يده اليمنى، بينما كان يراوغ هجمات خصمه الأصلع الشنيعة.
إحمر وجه المقاتل الأصلع من الإحباط وصرخ.
” خذ هذا!”
حقيقة أنه أعلن عن هجومه التالي يعني أنه كان إما واثقا، أو كان مجرد هاوي، وفي هذه الحالة ، يبدو أنه الأخير.
الفأس الذي قد رفع عاليا فوق رأسه بدأ فجأة يتوهج بلون برتقالي خافت بينما أحاطت موجة حرارية بسلاحه.
تغير تعبير الرجل ذو الندبة من الملل إلى مفاجأة بسيطة.
“تحطم الجحيم!”
صرخ الرجل الأصلع بينما يهاجم.
تماما كما هتف السحرة التعاويذ لتركيز هجماتهم ، اختار العديد من المعززين فعل شيئا مماثل ، مثل نطق اسم هجومهم.
على أية حال ، فعل كل هذا لمثل هذه الخطوة البسيطة، بدا مفرطا.
حتى من مكاني هذا، أمكنني أن أتنهد فقط، سخر الرجل ذو الندبة ورفع سيفه لصد الهجوم.
تردد صوت إصطدام المعادن الحاد في جميع أنحاء الساحة.
برؤية الفأس الذي حلق عاليا في الهواء كان من السهل إلى حد ما تحديد من الفائز في هذا القتال.
حدق الرجل الاصلع في يديه الفارغة مع تعبير متفاجئ، ربما بسبب سهولة صد هجمته.
“مهاراتك غير موجودة تقريبا ، و حواسك وردات فعلك بالغة السوء….. أنت تعتمد كثيرا على القوة الجسدية مقارنة بدعم المانا الخاص بك ، ما جعل هجومك غير متوازن تماما….. مكتوب أنك بلغت الخامسة والثلاثين للتو لكنك لا تزال في المرحلة البرتقالية الداكنة، أنا عادة ما أضع الأشخاص مثلك في الرتبة E ، لكن برؤية تقاربك مع النار ، إذا أمكن تسمية تلك الحركة الصغيرة نار من الأساس ، أنا سأضعك في الرتبة D … بالكاد.”
كان تقييم الفاحص ذو الندبة عادلا إلى حد ما ، لكن لم أكن لأتفق معه أكثر من ذلك.
“التالي! دايان وايتهول!”
صرخ الرجل ذو الندبة بينما كان الرجل الأصلع يشق طريقه إلى مقعده وهو يلتقط فأسه.
“نعم! أنا قادمة!”
مشت إمراة من أحدى المقاعد إلى أسفل الساحة، لقد تعثرت على طول الطريق تقريبا.
كانت فتاة تحمل بعض النمش، بدت في سن المراهقة، ربطت شعرها البني المجعد و إرتدت رداء السحرة الرسمي الذي يبدو أكثر مثل رداء فاخر، لقد تعثرت لتخرج عصاها من حزامها، لكنها تمكنت من الوصول إليها دون إسقاطها.
إنتشر ضحك صاخب من الجمهور، ما جعل الفتاة دايان تقلص جسدها بشكل محرج.
“يا لمضيعة الوقت!، فقط إجعلها ترسب!”
ظهر صوت صبي من جانبي، لقد إستدرت في الوقت المناسب لرؤيته يهز رأسه بسخرية.
الفتى لم يبدو أكبر مني بكثير، لقد فاجئني هذا، لم أتوقع أن يكون هناك شخص صغير جدا يحاول أن يصبح مغامرا.
لقد إرتدى أيضا رداء ساحر، كان على مستوى مختلف حقا، لقد جعل رداء ديان يبدو وكأنه رداء رث بالمقارنة به، مع الزخرفة و الزينة التي تمتد إلى نهايته، من الواضح أنه طفل نبيل، مع شعر أشقر ذو طول متوسط غطى أذنيه وكان ممشطا ليتوقف فوق عيناه الخضراء، من السهل القول أنه كان طفلا جذابا، مع الابتسامة التي وضعها على وجهه و طريقة رفع ذقنه، مجرد صبي ينظر إلى أسفل نحو كل شيء، أنا متأكد من أنه يحسب نفسه نجما.
على أية حال ، الذي جذب إنتباهي كانت العصا الخشبية البيضاء اللامعة التي وضعت بجانب الولد، تم دمج كرة ذات لون ياقوتي في أعلى جزء من العصى لقد كانت تتألق بسبب أضواء الساحة.
كان من السهل أن يفسر نظرتي بطريقة خاطئة لذا قمت بسحبها.
الفاحص ذو الندبة الذي إختبر المعزز الأصلع ذهب للجلوس، وتم استبداله من قبل امرأة، لقد إفترضت أنها فاحصة لإختبار السحرة، إرتدت قبعة ساحر على شكل مخروطي ما أسقط ظل غطى معظم وجهها.
حركت قبعتها مرة أخرى ما جعلني قادرا على رؤية وجه الفاحصة الشاحب، عيناها النحيفتان حدقت بالجمهور ثم تركت سعال عالي لجعل الجميع يهدئ.
“أحم! ديان وايتهول ، 18 عاما ، ساحرة في مرحلة البرتقالي الصلب ، ذات تخصص واحد، الماء…. دعونا نبدأ.”
ألقت الفاحصة الأنثى المذكرة نحو الشخص ذو الندبة ثم حملت عصاها الرمادية.
عندما يخترق ساحر إلى المرحلة البرتقالية ، يصبح واضحا ماهو العنصر الذي يجيد إستعماله، لذا بدلا من إضاعة الوقت في محاولة أن يصبح بارعا في جميع العناصر الأربعة، من الأفضل التركيز فقط على العنصر ذو الإنجذاب الأعلى بمعنى تخصص واحد ، في حالتها يعني هذا أنها تعتمد في المقام الأول على هجمات الماء، أما بالنسبة لأصحاب التخصص المزدوج وما فوق ، سيكون عليهم الخضوع لإختبار صارم لمعرفة ما إذا كانوا حقا ماهرين في إستخدام عنصرين.
على الفور ، تمتمت فتاة النمش تعويذة و استحضرت فقاعة من الماء لتحيطها.
أساسيات القتال كساحر كانت وضع حواجز دفاعية، تم تعليمهم هذا إنطلاقا من عدم قدرتهم على حماية وتعزيز أجسادهم.
على أية حال ، فاحصة دايان لم تلقي تعويذة دفاعية لكن بدلا من ذلك اختارت الهجوم.
“عاصفة الرمل!”
صخرت الفاصحة، ما جعل عاصفة من الرمل تتشكل حول الفتاة ذات النمش وفقاعتها المائية.
غبار الرمل اندمج مع الماء ، ما جعل حاجز دفاع ديان يتحول إلى كرة كبير من الطين.
“إنفجري!”
انفجرت فقاعة الرمل تحت امر الفاصحة.
قفزت فتاة النمش بعيدا وبدأت بتمتمة تعويذة أخرى، ما جعل كرة مائية تتشكل على حافة عصاها.
[ مدفع أكوا! ]
إنطلقت كرة الماء بسرعة شديدة نحو الفاحصة الشاحبة.
بدلا من الدفاع ضد التعويذة ، تهربت الفاحصة بذكاء من كرة الماء.
بالتفكير في الماضي ، أدركت أن هذه كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها مبارزة بين اثنين من السحرة.
هذه المعركة الوهمية ستكون فرصة جيدة لدراسة الإختلافات في أساليب القتال بين سحرة بعيدة المدى و المعززين ذوي المدى القصير.
“إنفجر!”
صرخت المراهقة ذات النمش بينما تأرجحت عصاها إلى الأسفل.
إنفجرت الكرة المكثفة من الماء تماما كما تم سحب الفاحصة إلى داخل الإنفجار ، تم ملئ الملعب بسحابة من الغبار
هز الشقي النبيل رأسه بسخرية ردا على ذلك.
“هي ليست سيئة ،” تحدثت ياسمين بجانبي.
سحابة الغبار الصغيرة التي غطت الفاحصة بدأت تختفي لتكشف عن عدم وجودها!.
فجأة ، قفزت الفاحصة من تحت الأرض وراء ديان، وضربت عصاها قليلا على قمة رأس فتاة النمش.
“إييك!” قفزت دايان إلى الأمام على حين غرة
“يجب علي الإعتراف، سيطرتك جيدة جدا ، الآنسة وايتهول، لقد إندفعت في اخر هجمة، ولم تضعي أي حواجز دفاعية، ولكن عموما، كفائتك في التحكم بالمانا و سرعتك جيدة…. الفئة C”
أخرجت دايان نفسا من الراحة، أن تصبح مغامر من الفئة C، في مثل عمرها هو إنجاز يجب أن تفتخر به.
“التالي إيلايجا نايت!” تحدثت الفاحصة بصوت عالي.
“هنا …”
ظهر صوت على بعد بضعة صفوف مني، نهض صبي بدا أصغر حتى من النبيل الأشقر، بشعر أسود قصير نزل ليغطي نصف جبهته، حمل تعبير خطير جدا تحت نظارته ما جعله يبدو أكثر نضجا من عمره الحقيقي.
إرتدى الفتى رداء ذو أكمام طيولة و بنطلون أسود، لم يحمل معه أي نوع من الأسلحة، توقعت منه أن يكون معززا لكن حقيقة أن الفاحصة لم تغير مكانها تعني عكس ذلك.
فجأة، ركض الخادم الذي يحمل الملاحظات على الجانب.
توسعت عينا الفاحصة ذات الوجه الشاحب قبل أن تستعيد رباطة جأشها بسرعة.
“إيلايجا نايت، العمر 10 سنوات، لقد تم إبلاغي للتو بوضعك الخاص إبتداء من الآن ، أنت مغامر من الفئة B”
الحصول على الفئة B في مثل هذا العمر، وفوق ذلك، من دون حتى إجتياز اي إختبار؟.
“التالي!، لوكاس وايكس” تحدثت الفاحصة.
“همفف! أعتقد أنه حان دوري أخيرا”
قفز الفتى النبيل ذو الشعر الأشقر من مكان جلوسه وشق طريقه على مهل إلى المسرح حاملا العصا في يده.
نظرت الفاحصة إلى ملاحظاتها لكن هذه المرة بدا صوتها متفاجئ بشكل واضح.
“لوكاس وايكس ، 11 سنة. ساحر في … المرحلة البرتقالي المضيء ! تخصص واحد في النار.”
“ماذا؟ هو بالفعل في مرحلة البرتقالي الفاتحة؟ كيف يكون هذا ممكنا؟”
حتى من دون الانحناء ، وقف لوكاس بشكل كسول أمام الممتحنة.
“دعونا نبدأ”.
تحدثت الفاحصة بصوت يوضح أنها منزعجة من موقف لوكاس غير المحترم.
عند إشارتها ، قفز لوكاس على الفور وصرخ.
“انهض أيها الحامي!”
[حارس اللهب]
إنفجر عمود من النار أمامه ، ثم تلاشى ليكشف عن شكل نصف بشري بطول مترين مصنوع من اللهب.
“يبدو أن لدينا موهبة متميزة اليوم”
“كما هو متوقع من شخص من عائلة وايكس”
تحدث فاحص المعززين وهو يصفر في رهبة.
انلطق حارس اللهب نحو الفاحصة تاركا آثار أقدام مشتعلة في طريقه بينما بدأ لوكاس بإلقاء تعويذة أخرى.
لديه بعض المهارة لتدعم غروره.
من الواضح أن الفاصحة أعجبت قليلا بمهارته، لكنها استجابت بمهارة بتلويحة من عصاها وبضعة كلمات لإلقاء تعويذتها.
[قبر الأرض]
إرتفعت ثلاث صخور ذات شكل مثلث من الأرض، ثم سجنت حارس النار داخل هرم من الصخور.
كانت حركة حارس اللهب تتناقص طبيعيا عندما يستهلك كمية محدودة من الأكسجين، لذا بدأ بالكفاح داخل المقبرة.
رد لوكاس على ذلك ، بينما أنهى ترنيمته.
“فات الأوان ، أيتها الممتحنة!”
[ طلقات إمبرا ]
لمع الحجر الموضوع على عصاه باللون البرتقالي، كما انفجرت شرارة في الهواء.
إنفجرت الشرارة التي تبدو غير مؤذية مثل الألعاب النارية ، ثم إنفصلت إلى العشرات من شرارة النار العائمة الصغيرة.
لقد ظلت عائمة في جميع أنحاء المسرح ، تحيط بكليهما.
“هذا الفتى جيد”.
مدحته ياسمين، وهي تعطيه اشارة نادرة من الرضى.
تحول وجه الفاحصة للجدية بحلول هذا الوقت.
لقد أصبحت مشوشا بسبب تلك الشراراة العائمة وتسائلت عن فائدتها، لكن سؤالي تم الإجابة عليه قريبا
“نفي!”
رفع لوكاس عصاه فوق رأسه وهو يواصل السير للخلف.
فجأة ، أشعت الشراراة بنور ساطع قبل ان تتطلق نحو الفاحصة.
ضربت الفاحصة عصاها على الأرض تحتها بينما واصلت الهتاف بهدوء.
أصبحت الارض المحيطة بها تتوهج بلون أصفر ساطع، بينما بدأت أجزاء متعددة من الصخور بالظهور من الأرض
[ حقل شظايا الحجر ]
تجمعت الصخور المتوهجة في تشكيل كبير لمنع طلقات اللهب، لكن ،هذه الحركة لم تحجب الهجوم فقط ، لكن وجهته مجددا نحو لوكاس.
صرخ لوكاس بيأس بينما اختفت الشراراة في الهواء، لكن اللهب الذي تم اطلاقه كان لا يزال يتجه نحوه.
برؤية هجوم ضخم من النيران يقترب منه بسرعة، أطلق تعويذة أخرى.
[ إعصار النار ]
ظهر إعصار من النار كبير بما فيه الكفاية ليلف لوكاس بداخله.
“إخترق!”
أمرت الفاحصة شظايا الصخر التي أعيد توجيهها مع اللهب ثم إنطلقوا إلى الأمام نحو إعصار اللهب الذي إختبئ لوكاس داخله.
قصفت شظايا الصخر الكبيرة من خلال إعصار النار وبدأت تمزيقه.
توقف الهجوم عندما بدأ لوكاس يرتجف وهو يحمل عصاه.
“كيف تجرؤين!، يجب التعامل مع الهجمات بمستوى ممتحن فقط!، هذا إختراق واضح للقواعد!” صرخ لوكاس بشراسة.
أصبحت بشرته الدهنية أخف قليلا، كما تشكلت طبقة من العرق فوق جسده.
“إهدء سيد وايكس، لدي سيطرة كافية على قوتي، لمنع تشويه بعض الأطفال المتغطسرين”
تحدثت الفاحصة بهدوء ، ما جعل لوكاس يترك لعنات صامتة على المرأة.
“سيطرتك ومعرفتك في تركيب تعاويذك ممتاز، طالما ستبقى حذرا وتعرف حدودك ، سيكون أمامك مستقبل عظيم يا سيد وايكس”
[ إنتظروا مستقبلهxD ]
“أعتقد أنه من الافضل القول أنه يمكن وضعه في الفئة B، ما رأيك جورج؟”
إلتفت وهي تتحدث نحو الفاحص الاخر.
أجاب بحركة بسيطة، بما يكفي لإظهار ان لا مناع لديه.
يبدو أن الإتهامات التي توجهها لوكاس نحو الفاصحة إختفت في الهواء الرقيق، ثم إرتدى لوكاس إبتسامته المتعجرفة، يبدو انه راضي عن النتجية.
“واااه!:
“وحش صغير آخر!”
“اللعنة ، أريد فقط العودة إلى المنزل!”
“ما الأمر مع الممتحين اليوم!”
صرخ الجمهور في حسد بسبب أداء الممتحين اليوم، بينما تذمر أخرون.
“همف!، ماذا تتوقع من مجرد قرود عامية!، أتظنون أني سأكون في نفس مستواكم؟!” سخر لوكان بصوت عالي وهو يلوح بردائه.
عاد لوكاس إلى مقعده، ثم قامت الفاحصة التي لم تبدو متعبة حتى بتبديل الأماكن مع الشخص ذو الندبة.
نهض حامل الندبة، ومدد جسده مثل القطة قبل أن يصافح زميلته وينظر نحو أوراقه
“الممتحن القادم، نوت! رجاء إنزل!”
صرخ دون أن ينظر إلى الأعلى.
وضعت ياسمين يدها على كتفي، “حظا، سعيدا!”
أجبت بإمائة قوية، ثم تركت سيلفي القلقة مع ياسمين، قبل أن أبدا المشي نحو الحلبة.
“يبدو أنك هنا ليتم اختبارك في ظروف خاصة لذا لا توجد أي معلومات هنا مكتوبة عنك، حسنا!، لنرى مما أنت مصنوع!”
نظر إلي الفاحص الذي يدعى جوروج بشكل غريب، وهو يحاول الرؤية من خلال شقوق قناعي.
سحب الفاحص سيفه، ثم إتبعته بفعل المثل.
“ابدأ!”
صرخ وهو يندفع نحوي، كانت مقدمة السيف تهدف إلى رأسي ، على الأرجح إنه يرغب في إخافتي.
بدلا من مراوغة هجومه ، قمت بتعزيز ساقي بالمانا والتحرك قليلا، ثم أملت رأسي بما يكفي للإبتعاد عن قطعه بدون خدش قناعي ، وأرجحت سيفي نحوه.
توسعت عينا جورج الحادة بسبب هجومي، كما تراجع بيأس على أمل أن يتحرك في الوقت المناسب لحجب أرجحتي، لكن رأس سيفي كان مضغوطا بالفعل على حنجرة الرجل.
توقف الفاحص على الفور، يبدو أنه خائف من أن أي حركة مفاجئة قد تغرس نصلي بداخل رقبته.
” كفى”
“تراجع يا جورج، سأكون الشخص الذي يختبر هذا الممتحن بالتحديد”
أدرت رأسي ، و رأيت الرجل النحيف ، ذو النظارة، كاسبيان يسير نحونا من الممر الذي أتيت من خلاله.
“سيدي؟، هل ستقوم بإختبار هذا المشارك شخصيا؟”
تراجع جورج بعيدا عن نصلي بقدر الإمكان ، ولكن خط من الدم تدحرج أسفل رقبته.
“أعتذر إذا كان هذا يبدو وقحا ، ولكن هل هناك حقا حاجة للفئة AA أن تخفض نفسها لاختبار ممتحن؟ سأكون أكثر من كافي لتقييم هذا الشخص!”
تحدث وهو يمسح الدم من رقبته بسرعة.
نظر كاسبيان نحو رقبة جورج ، ما جعل الفاحص يسكت على الفور، بغض النظر عما إذا كان خطأ بسيطا من جانب الفاحص، سيكون غريبا أن يقوم رئيس الفرع بإجراء إمتحان.
ستكون كذبة لو قلت أنني لم أتفاجئ كذلك، شخص تم تصنيفه كمغامر من الدرجة AA، سيكون اقوى بكثير من شخص في الفئة A ، بالمقارنة معه، ستكون كل قفزة في نفس الصف تعني تغير جذري في القوة، مثلا بين الفئة D و C، ستكون قفزة كبيرة، لكن بين A و AA، ستكون مثل صعود السماء، حصولك على رتبة AA، دليل على إمتلاكك لقوة عشر أشخاص من الفئة A.
يجب أن يكون على مستوى آخر من القوة مقارنة مع بقية البشر.
كنت فضوليا بشأن مرحلة نواة المانا التي لديه، لكن لم يكن من الممكن أن اعرف ما لم يكشف عنها بنفسه.
تحدث وهو يمد يده إلى صابر المبارزة الرفيع على خصره، ” الشخص الذي رشحه لديه علاقة معي، لذا أشعر بالإلتزام بشأن اختباره شخصيا.”
لوح بعيدا لجروج، ثم وقفنا بمواجهة بعضنا بداخل الساحة الترابية.
.
.
“دعنا نبدأ.”