13 - أسئلة و أجوبة
حدقت به بشكل مصدوم.
ماذا قال هذا الخفاش القديم؟.
“ماذا؟، لا يمكن أن تكون جادا ، صحيح؟” تمكنت من الرد
هو فقط أمال رأسه ” لما لا؟”
“لشيء واحد!، أنا إنسان!، هل يسمح حتى بدخول البشر لهذه المملكة؟، أيضا أنا بحاجة لتاكد من أن عائلتي على ما يرام واخبرهم أني بخير!” رفضت مباشرة
توقف الجد عن الحديث بينما كان يفكر قليلا، قبل التحدث مرة أخرى.
“العيش هنا ليس مشكلة طالما أنت تلميذي، أما بالنسبة لعائلتك، أيها الشقي هل من الضروري مقابلتهما شخصيا؟”
حان دوري لتفكير هذه المرة.
“أعني، اظن أنه ليس من الضروري تماما لمقابلتهم شخصيا.. على الرغم من أنني افتقدهم..الشيء الأكثر اهمية هو معرفة كيف حالهم، و السماح لهم بمعرفة أنني بخير.” أجبت
“إذن تعال معي صباح الغد، تجهز وانتظر خارج القصر بحلول السادسة صباحا”.
قبل أن يستدير للمغادرة اوقفته، ” إنتظر!، لا افهم لماذا تريدني كتلميذك ، أيضا تبدو متسرعا جدا أليس من الممكن أن اعود لقضاء بعض الوقت مع والداي قبل ان اعود الى هنا لأتدرب تحت إمرتك؟”
“…”
“أريدك أن تكون تلميذي لأنني أرى إمكانتياتك يا فتى!. لقد طلب مني العديد من الاشخاص أن ادربهم، إنطلاقا من الاغنياء إلى الفقراء، من الشباب إلى المسنين، لكن هل تعرف كم أخذت حتى الان؟، لا أحد!، هذا الجيل الجديد المزعج، فقط لان بعض الأباء الاثرياء ظنوا أن أطفالهم متميزون ومؤهلين لكي أكون مدربهم!.”
جعدت حاجباي، لم اعرف إلى أين يريد الوصول بحديثه..
” أنت مختلف. أعلم لديك موهبة إستثنائية في التلاعب بالمانا، الإله وحده يعلم كيف!، لكن لديك موهبة أكبر مني، أود أن أسألك، كيف أصبح مروض وحوش؟،” المتعة التي كانت على وجهه سابقا إختفت، كما حلت نظرة حادة تبعث شعور الموت عليه.
“مروض وحوش؟، عما تتحدث؟” كنت مشوشا حقا، على الرغم من أن الجو هادئ في الليل و قد ارسل الجد تيسيا لنوم بالفعل، لكن لم تبدو ان هذه المحادثة ستنتهي قريبا..
“دعنا نعود إلى الداخل ونتحدث.” تحدث بينما بدأ بالمشي نحو غرفة المعيشة.
جلس على الاركية وإستمر ” لنبدأ من البداية، أفترض انك تعرف أن وحوش المانا تمتلك نواة المانا تماما مثل البشر، الجان و الأقزام، أليس كذلك؟”
أومأت ردا على هذا.
“صحيح، تماما مثل الوحوش البشر، الجان و الأقزام يمتلكون صفات في نوعية المانا الخاصة بهم تميز جنسهم”
اخذ قطعة من الورق بينما بدأ يرسم مخطط.
[ الماء — الجليد ]
[ النبات ]
[ الأرض — الجاذبية ]
[ الصهارة — المعدن ]
[ البرق — النار ]
[ الصوت — الرياح ]
“هذه هي العناصر الاساسية الأربعة و الأشكال العليا لها، أعلى أشكال هي الجليد، المعدن، البرق، الصوت، يمكن فقط أن يسيطر عليها سحرة نادرون وبارعون في العنصر الأساسي المقابل، ما يدعى بالمتفرد. هذا هو المكان الذي تكمن فيه الصفات العرقية المميزة..” كتب وصفا موجزا لكل عرق.
– البشر.
“يمتلك السحرة البشريون القدرة على التلاعب بجميع العناصر الأساسية وهم الجنس الوحيد القادر على إمتلاك متفردين يتحكمون في الشكل الأعلى لعنصرهم الأساسي، لديهم حتى متفردون قادرين على تجاوز العناصر الأساسية الاربعة، مثل المعالجين “الباعثين” مما يجعل المانا الخاصة بهم أكثر تنوعا..”
– الجان
“سحرة الجان يمكنهم فقط التلاعب بالماء والرياح والأرض، ولكن مع إتقان أعلى بكثير، لدينا سمة مميزة لجنسنا، تمسح لسحرة ذوي الدم النقي بالتحكم بالنباتات ومع ذلك الجان لا يمتلكون متفردين يمكنهم التلاعب بالمياه و الريح و الارض في أشكالها العليا.”
– الأقزام.
“سحرة الاقزام يمكنهم التلاعب بالارض والنار، لكن مثل الجان لديهم اتقان وتقارب أعلى بكثير نحو هذين العنصرين، قدرتهم المميزة تكمن في حقيقة أن جميع الاقزام قادرون على ثني المعادن، في حين أن بعض المتفردين، يملكون القدرة على دمج كل من الارض و النار في صهارة ، ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون التلاعب الا بهذين العنصرين الأساسيين، ومثل الجان لا يملكون القدرة على التحكم في الأشكال العليا من العناصر الأساسية”
“إنتظر! انا لا استطيع فهم كل هذا!، لما لا يستطيع البشر التلاعب بالنباتات والصهارة؟” سألت بينما اقرا مخطط المعلومات.
“سؤال جيد. فقط الجان يمكنهم التلاعب بالنباتات، لانه الشكل الحي الخاص بالطبيعة، وبسبب كون جنسنا شديد الحساسية للعناصر الطبيعية. والأقزام يمكنهم التلاعب بالصهارة و المعادن، لأنهم مثلنا نحن الجان، جنسهم يسمحل لهم بإمتلاك مهارة صناعة الأدوات”
بدأت بفرك جسر أنفي بينما أعالج كل هذه المعلومات.
“حسنا. أفهم الاختلافات بين الثلاثة السابقين لكن ما علاقة هذا بكوني مروض وحوش؟، ما معنى هذا على أي حال؟”
“سأصل إلي ذلك!، شقي!” اجاب بينما يصرخ.
“وحوش المانا تختلف عن الأجناس البشرية الثلاثة، لان كل نوع لديه خصائصه الخاصة، ذكرهم جميعا سيكون لا نهاية له، لذا سوف اعطيك مثالا بسيطا، السحرة او المغامرون يتم تصنيفهم إلى
[ E, D, C, B, A, AA, S, SS ]
وهذا التنصيف هو نفسه بالنسبة لوحوش المانا، خذ الصقر الصوتي مثلا، انه وحش من الفئة B، يمتلك سرعة لا تصدق أثناء الطيران، عليهم جميعا الإنجذاب إلى الرياح و الصوت لانها صفات فطرية بداخل نواة المانا الخاصة بهم، بغض النظر عن عنصرهم الأساسي، إذ قمت بإخراج نواة المانا هذه و أعطيتها لإنسان او إلف مع عنصر الرياح، سيصبح تدريبهم أسرع بكثير مقارنة بمجرد امتصاص المانا من محيطهم، وهذا كل شيء”
إنتظرت بفارغ الصبر بينما إبتلع الجد فيريون كأس من الماء قبل أن يكمل.
“…ومع ذلك!، عندما يصل وحش مانا إلى الفئة A أو أعلى، لديهم القدرة على تمرير [ ارادتهم ] او قدرتهم لنكون اكثر دقة إلى شخص واحد، لقد ناديتك في وقت سابق بمروض وحوش لان لديك إرادة وحش مانا في نواة المانا الخاصة بك، وليس أي إرادة إنها على الاقل من الفئة S، إلم تكن SS، أنا قادر على الشعور بهذا لإني مروض وحوش كذلك، رغم أن ارادة الوحش التي روضتها كانت من الفئة AA، نمر الظل”
إذن هكذا إستطاع ان يكون سريعا بشكل غير عادي..
لاحظ نظرة الفهم على وجهي، لقد إختفى فجأة من أمامي وظهر خلفي.
” نعم أيها الشقي، كنت قادرا على التنمر عليك بشكل سيء، بإستخدام إرادة نمر الظل لدي، لكني استخدمت فقط حوالي 50% من سرعتي ” انتهى من حديثه ثم ضربني بخفة.
كان قادرا على التحرك اسرع من ذلك؟.
كل شيء بدأ يصبح واضحا، العلامات الغريبو الخافتة التي ظهرت على نواة المانا بعد أن عبثت بها سيلفيا، وكيف قالت ان تقدمي المستقبلي سيعتمد على فهم قوتها.
انفجرت عيناي بالدموع واخفضت رأسي محاولا إيقاف دموعي.
“لابد أنك مررت بالكثير أيها الطفل، لن ادفعك للإجابة، لكن السبب الذي يدفعني لتعليمك هو أنه ليس لديك الكثير من الوقت المتبقي” تحدث بصوت دافئ لكنه صارم.
“ماذا تعني؟” نظرت اليه بينما أسأل.
“القوة بداخل نواة المانا لديك قوية جدا ليتحملها جسدك غير الناضج، وهو غير قادر على التعامل معها، دعني أسالك هذا، طفل هل شعرت مؤخرا بألم حارق قادم من نواة المانا؟”
لابد ان النظرة على وجهي أكدت شكوكه لانه أومأ برأسه وتحدث.
“إذا لم تتعلم السيطرة على نواة المانا الجديدة فإنها ستدمر جسدك”..
“…”
“فهمت، يبدو أنه ليس لدي خيار سوى أن اكون تلميذك، على أي حال، لا اظن اني سأكون قادرا على التركيز في تدريبي بدون التأكد من أن عائلتي بخير وأنهم يعرفون أنني بأمان، أجل هل ذكرت شيئا عن ذلك سابقا؟” تحدثت بينما احاول ضبط مشاعري.
“هاها! فقط نادني بالجد من الان فصاعدا! تلميذي الاول يجب ان يكون قادرا على الاقل على دعوتي بذلك!، ومن يعلم ربما سأصبح حماك” ضربني بيما يغمز مرة أخرى.
لقد كان يترنح بين عيناي قبل ان يستمر
” سنذهب لرؤية صديق قدرم لي غدا سيحل مشكلتك، ما احتاجه منك الان، هو اقصى درجات الإنتباه و الحرص، حتى أنا لست متأكد من الوقت الذي سيستغرك إتقان أساسيات ترويض إرادة الوحش الخاصة بك، حتى مع ال 200 سنة من حياتي لم أرى ساحر صغير مثلك، ناهيك عن مروض وحوش، أنت ستجلب تغيرات كبيرة لهذا العالم ايها الشقي”
خدشت رأسي في احراج اجابة على ذلك.
“إذهب للنوم الان أيها الشقي ، غدا سيكون يوما طويلا، انت تحتاج إلى الراحة”
نهضت وإنحنيت قبل ان أتمنى له ليلة سعيدة
———–‐‐———————————
إستيقظت من نومي مع إحساس ثقيل يجثم فوق جسمي.
هل كانت مشاكلي؟ أعبائي؟، التوقعات التي وضعت علي؟، هل هذا يثقل كاهلي حتى وانا نائم؟.
“أيي!، أنه الصباح، أرث، إستيقظ!”
فتحت عيني ورأيت ان أعبائي اتخذت شكل فتاة جميلة مشابهة جدا لصديقتي تيس..
“هيا أيها الناعس! يجب ان تقابل جدي.. مهلا لا تعد لنوم” فقزت صعودا وهبوطا بينما لا تزال فوقي.
ألا تعلم كم يبدو هذا غير لائق للاخرين؟، برائة الاطفال!.
“حسنا!، لقد استيقظت، تيس من فضلك انزلي من فوقي حتى اتمكن من النهوض” تحدثت بينما لا ازال نصف نائم.
“ارث،شعرك يبدو مضحكا، هل صحيح انك ستبقى هنا لفترة؟، جدي اخبرني هذة الصباح أنا سعيدة جدا!، ستبقى حقا، صحيح؟، اليس كذلك؟” تحدثت بينما التصقت إبتسامة عريضة على وجهها الجميل.
لما هي نشيطة جدا في هذا الصباح الباكر؟.
حاولت اصلاح شعري وتحدثت ” سنتأكد من هذا بعد رحلتي مع الجد، لكن على الارجح يبدو أني سازعجك لفترة أطول قليلا ايتها الاميرة.”
طعنت جانبي بإصبعها “ليس أميرة! *تيس*! تي سس!، ساغضب إن لم تعاملني بشكل افضل!”
اللعنة، إنها تبدو لطيفة جدا عندما تعبس.
“حسنا حسنا، يجب ان استحم و أستعد لذلك ، الإ اذا كنت تريدين رؤيتي عاريا، اعتقد انه عليك الخروج من الغرفة!” حركت حواجبي بشكل فاسق
“إييك!، ساخرج ايها المنحرف!” إستطعت ان أرى اذنيها تتحول للون الأحمر بينما هرعت للخارج.
لم أعتقد ان هذا سينجح.. جسمي البالغ اربع سنوات لم ينضج به أي من الاجزاء الرجولية على أي حال.
تفقدت حجر سيلفيا ،وقفزت في الحمام بينما وضعت الحجر داخل عبائتي.
بينما كنت في طريقي الى اسفل الدرج، فتح كبير الخدم الباب الأمامي لي، ورأيت عربة صغيرة مع الجد و تيس بالداخل.
“أبي!! ليس من اللائق ان يقيم إنسان بداخل المملكة!”
“إلدوين محق ، على الرغم من انقاذ تيسيا هو شيء سابقى ممتنة له للابد بسببه، لكن وجود بشري واقامته هنا يتعارض مع كل التقاليد!”
سمعت الملك و الملكة يتحدثان مع الجد بينما هو نائم بداخل العربة.
“باه! تبا لتقاليد، لقد اعجبت بذلك الشقي، كذلك تيسيا، اليس صحيحا؟”
“جدي!، الامر ليس هكذا!، هو فقط….” تحدثت بينما توهج وجهها.
“هاهاهاها! على اي حال!، سيكون تلميذي المباشر من الان فصاعدا، لذا تاكد من أن يعلم الجميع حتى لا يعبثوا معه!”
“أبي…”
“كفى!، هذا ليس للنقاش، يا شقي، انت، تعال!، يجب ان نسرع!” تحولت تعابير وجهه إلى إبتسامة فور رؤيتي.
اومأت وقفزت الى العربة متجاهلا العبوس الذي اظهره الملك و الملكة.
——————————————————-
بعد بدأ الرحلة سألت الجد فيريون ” جدي، إلى أين نتجه على أي حال؟، قلت اننا سنلتقي بصديق لك صحيح؟”
“هاها! جدي؟، ألست مرتاحا معي الأن؟، جيد جدا!، أما بالنسبة إلى وجهتنا إنها مفاجأة.” غمز في النهاية..
نامت تيسيا بينما تميل رأسها إلى كتفي..لابد انها متعبة من الاستيقاظ باكرا.
“إعتني بها جيدا يا أرث، لقد ترعرعت بشكل وحيد جدا” تمتم بهدوء بينما ملئت عيناه بنظرة شفقه وهو ينظر الى حفيدته.
“ماذا تعني؟”
“كونها الاميرة الوحيدة للمملكة مجهد للغاية، اكثر من الازم ليتعامل معه طفل، ترعرعت بدون أصدقاء مقربين، كان الامر صعبا عليها، تأذت مرات عديدة من قبل اشخاص يتظاهرون بمصادقتها فقط للحصول على مكاسب شخصية، هذا جعل تيسيا شخص بارد و بعيد عن من حولها، تخيل كم أصبحنا متفاجئين عندما رأيناكم تتشابكون الأيدي!”
“نعم.. لاحظت هذا عندما سمعتها تتكلم مع الحراس”..
“أرثر لقد اظهرت تيسيا المزيد من التعابير، والمزيد من الإبتسامات والضحك، أكثر من أي وقت مضى، وهي معك تبدو اخيرا مثل الطفل، شكرا لك” تحدث بينما ربت على كتفي.
كانت هذه المرة الاولى ، التي بدا الجد اتصالا جسديا معي، من غير القتال، ما تركني متفاجئ قليلا.
“تيس، لقد وصلنا” همست بينما ادفعها بلطف
“هممم!….” تحركت في نهاية المطاف لتستيقظ ، خرجنا من العربة، للوصول الى ما يمكن اعتباره كوخ انيق.
“يا، أنت أيتها الساحرة القديمة، فالتخرج!” صرخ الجد فجأة وهو يطرق الباب
فتح الباب فجاة للكشف عن سيدة مسنة ذات شعر رمادي، بدت مثل شخص صعق بالبرق، مع تجاعيد حول عينيها، إرتدت رداء بني بسيط.
“اخذ منك وقتا طويلا للوصول!” تذمرت العجوز
“هاهاها أرثر اسمحوا لي أن أقدم لك رينيا داركاسان، إنها متفردة مميزة جدا بيننا نحن الجان” أعلن الجد فيريون.
” من الجيد رؤيتك مجددا فيريون، أنت ساحرة كالعادة تيسيا!”
إبتسمت وهي تربت على رأس تيس.
عندما نظرت إلي دفعت يدها، “أخيرا تقابلنا، أرثر الصغير،”
“أنا رينيا”
.
.
“العرافة”.