الأميرة الصقر الناقلة - 64
*********************************************************
بالهايل الذي قال أنه سيقول مرحباً مرة أخرى في الصباح لم يكن هناك أي أخبار عنه حتى وقت متأخر من الصباح
بعد انتهائه من عمله الصباحي ذهبت جير لثكنة بالهايل فبالأمس كانت تفكر في التحدث إليه
وعندما غادرت الثكنة تبعها الفارس المرافق على عجل
وعند وصولها أمام ثكنته نادت جير بصوت متواضع
” سيد ، هل لديك وقت ؟ ”
حتى لو كانت ظلالها تتألق وتنبثق لكن لا يزال لا يوجد اي خبر من الداخل
” ألست موجوداً ؟ ”
عندما مدت يدها لتقرع باب الثكنة سمعت صوت بالهايل من الخلف :
” جلالتك ! ”
استدارت جير بسرعة
وقف بالهايل مرتاباً فمقارنة بالظهر الأنيق كان تعبيرها محرجاً بعض الشيء
” كنت أنت هنا ؟ كنت على وشك البحث عنك ! ”
قالها بالهايل بوجه يملك شيئاً يجب أن تلاحظه
عندها فقط لاحظت جير أن هناك أشخاصاً لا تستطيع رؤيتهم يقفون خلفه
‘ من هؤلاء ؟ ‘
فقال بالهايل :
” كنت في طريقي لأن هناك أشخاص أريد أن أعرضهم على جلالتك ”
وحلما ابتعد برأسه اصطفت مجموعة من النساء أمام جير وانحنوا
” جلالتك جير ”
نظرت جير إليهم بعيون مندهشة
لم تكن متفاجئة لأن الناس استقبلوها لأنها كانت الابنة الملكية الكبيرة هنا ولكن لأنه لم ترى نساءً أخريات في الجيش بجانب السجينات اللواتي احتجزن معها آخر مرة
عندما تمشت في القلعة كانت هناك أوقات دخلوا فيها نساء عاملات داخل الجيش
هذا هو سبب دهشة جير
كل النساء اللواتي رحبن بها على التوالي أنيقات للغاية وتم الاعتناء بهن جيداً
حوالي عشر نساء كن يرتدين ملابس نظيفة بشكل مبهر
إنه ليس مظهر الناس العاديين الذين يكافحون دون فرصة لإزالة الأوساخ التي عليهم أثناء الحرب
هؤلاء هم الناس الذين كانت ستلتقي بهم في القصر قبل الحرب
رأت جير ريموند قبل اندلاع الحرب فيها
فقال بالهايل :
” هؤلاء الحاضرين هم من خدموا الأحفاد الملكيين في القصر الملكي الجنوبي المنفصل ”
’ إنه الجزء الجنوبي من القصر ’
كان الجنوب الاكثر دفئاً نسبياً ويتكون من جزر
’ أود أن أعتقد أنه سيكون على هذا النحو لو كان قصراً منفصلاً لكن …… ’
خرجت إحدى الحاضرات وثنت ركبتيها أمام جير كمثال
” لقد رحبت بالأميرة إيرين التي كانت أصغر أخت لصاحب الجلالة هاتزيلتون الثالثة منذ بعض الوقت وفي المستقبل سأرحب بجلالتك ”
تذكرت جير بسرعة النسب بين الأميرة إيرين ونفسها
الأميرة إيرين
هذه عمتها الكبرى التي عاشت لسن 79 هذا الصيف فهي أخت جدها الحقيقية
عاشت إيرين وهي أميرة غير متزوجة وكبيرة في السن بشكل مريح في القصر وتم وضعها في الفيلا الجنوبية منذ حوالي ثلاثة سنوات
اعتقدت أنه إذا لم تتزوج جير واستمرت في العيش كأميرة فسوف تذهب لقصر منفصل مثل عمتها الكبرى
قالت الخادمة التي تحدثت مع جير للتو وكانت الأطول والأكثر رعاية في المجموعة :
” أنا ديليا ناديني وجهاً لوجه من فضلك ادعيني بذلك ”
” سأدعوكِ برئيسة الأركان ”
بنت جير عليهم جداراً
من البداية لم تكن جير قريبة من الناس و كطير بعد عودتها كإنسان بقيت في مخيم روهينيم وكانت ضارة بعض الشيء لكن في البداية كانت لينة بما يكفي لتعطي الناس جنباً
جير التي عاشت 24 عاماً من القتال المظلم في القصر الملكي لا تثق بالأساس بخدمها
نظراً لأن الخدم هم الأشخاص الأقرب للسيد فيمكن أن يكونوا أكثر الشفرات فتكاً للسيد
” أنا سعيدة لأنكِ خدمتي عمتي العظيمة ولكني لست بحاجة لكثير من الناس في حاشيتي ”
ركعت المضيفة للنصف كما لو كانت محرجة فركع الخدم الآخرون أيضاً أمام جير على التوالي
” سمعت أنه لا يوجد الكثير من الأشياء لجلالتك هنا فنصفنا سيفعل ذلك ولهذا لن نضايق جلالتك ”
المضيفة انحنت أكثر
” جلالتك ثقي بنا ”
” من الطبيعي أنكِ لا تستطيعين وليس لأننا لم نكن من خدمناكي مسبقاً ”
” سأبذل قصارى جهدي حتى تثق جلالتك بنا في المستقبل ”
شعرت جير بالحماسة النقية في كلامها وكانت عيون الخدم الذين ثنوا ركبهم تلمع نحوها
اعجبها الحماس لكن جير قالت بهدوء وبدون أي ذوق :
” يبدو أنه من السابق لأوانه مناقشة مسألة الثقة ”
تقدم بالهايل للامام وأصدر الأوامر لهم
” بمجرد أن تناديكم جلالتها اذهبوا للمكان لترتبوا الأمور ”
” حسناً ”
بعد أن غابوا عن الأنظار تماماً سألت جير بالهايل :
” ماذا حدث لخدم الفيلا الجنوبية ؟ ”
أوضح بالهايل :
” منذ أن جاءت جلالتك لمخيم روهينيم لأول مرة بدأت في البحث عن أشخاص لأحضرهم ومع ذلك فإن الطريق لجلبهم هنا كان مرهقاً ”
” من الجنوب حتى هنا ، الأمر يستحق ذلك ! ”
كانت أرض ريموند مكونة من مناطق غربية ووسطية وشرقية ولكن كانت الجزر الكبيرة والصغيرة في الجنوب مستعمرات من ريموند
ويشار إليها عموماً بالجزيرة الجنوبية
يشار إليها عموماً باسم الجزر الجنوبية وتطورت التجارة بسبب إغلاق طرق التجارة مع البلدان الأخرى
بالمقارنة مع البر الرئيسي فإن المناخ أكثر دفئاً والبيئة الطبيعية جميلة لذلك كان هناك العديد من الفيلات للنبلاء والقصور الملكية
ومع ذلك كان من الصعب إحضار الناس من هناك لهذا المكان حيث أن البلاد في حالة حرب في جميع أنحاء البلاد
فسألته جير بنوع من الفضول :
” لكن ألم تقل أنك ذاهب للشرق هذه المرة ؟ كيف أحضرت الأفراد من الجنوب ؟ ”
كان بالهايل صامتاً لأنه لم يستطع قول أي شيء للإجابة
في الواقع كان ذلك بمثابة ذريعة للذهاب للجزء الشرقي بسبب البناء فقد كان بعيداً عن الغرفة لينظم أفكاره بسبب شعوره الغريب الذي نشأ عندما مكث مع الأميرة
في البداية ظن أنه ذاهب للشرق ولكن في بداية الشرق نقل الرسالة فقط واستدار
في الأصل كان من المفترض أن يلعب فارس آخر دور إحضار الحاضرين ولكنه قرر المواجهة بنفسه واحضارهم
وأثناء إحضاره الخدم عاد مع الأشياء التي تحتاجها والأشياء التي لم تكن تحتاجها ولكنه يرغب في أن تحصل عليها
أراد أن يرى التعبير الذي ارتسم عليها عندما قدم لها أغصان الشجرة
في هذه النقطة لم يكن يدرك تماماً انه فشل بالفعل في تنظيم عقله
فلمس شفتيه الجافتين
لم تستطع جير معرفة سبب قيامه بهذا الجحيم
قبل مغادرته الغرفة بثلاثة أيام فعل شيئاً غريباً غاضباً ثم ذهب وعندا رأته بعد هطول الأمطار مازال ينظر إليها
هل يمكن أن يكون هناك شيء مهم جعله بعيداً ؟ هل هو أمر مختلف عن المعتاد ؟
أجاب بالهايل عليها :
” في طريقي للشرق توقفت عند الطريق التجاري الجنوبي وأحضرت أشياء لجلالتك مع الخدم ووضعت الأغراض في ثكنتك ”
” ما هي كل هذه الأشياء ؟ ”
” هذه هي الأشياء التي ستستخدمها جلالتك من الآن فصاعداً وسأحاول تحضير العناصر التي ستستخدميها حتى تتمكني من الحفاظ على كرامتك ”
” إنه بخير الآن ” قالها بالهايل بجدية بالغة
” بصرف النظر عن البحث عن الملكة الأولى والثانية فإن جلالتك حالياً هي اليد الملكية الوحيدة ومن المهم لريموند أن يحافظ صاحب الجلالة على كرامته ”
ابتسمت جير قليلاً
كان من دواعي امتنانها أن بالهايل يعاملها بجدية شديدة حتى في خضم الحرب
” أنا أرى ”
عاد بالهايل لوجهها الحاد المعتاد وقال :
” لا داعي للقلق بشأنهم حيث تم اختيارهم بعناية كأشخاص يمكنك الوثوق بهم ولكن إذا شعرتي بالإهانة فسأحاول التخلص منهم وسأرسلهم مرة أخرى ”
اوه اوه حاولت ان تشعر ببعض الارتياح لرؤية أن بالهايل المشبوه والصارم استخدم تعبيره بعناية
لا تعرف لكن لابد أنهم تجاوزوا شكوكاً هائلة ( اسأل مجرب ولا تسأل خبير 😂)
ومع ذلك لم يكن لديها أي نية لإعطائهم الثقة
في الماضي كانت تعيش في القصر ولم يكن لديها أحد بالقرب منها
” تمام ”
ورداً على ذلك سألت جير السؤال الحقيقي الذي أرادته :
” حسناً ما الذي حدث في الشرق ؟ ”
” الأمور تسير على ما يرام فنظراً لقصر الموعد النهائي سيتم حشد الكثير من القوى العاملة لذا فهي فرصة للإعلان عن رخاء ريموند ويتم تفسيره بالطريقة التي يوجد بها العديد من الأشخاص الذين يحرسون الحدود ”
” جيد لهذا ، اوه و ….. ”
سألت جير متذكرة وضع الحاضرين النظيف :
” كيف هو الوضع في الجزر الجنوبية ؟ ”
تذكرت الوضع الجنوبي الذي عرفته قبل أن تصبح طائراً
قبل أن تهرب جير مع إخوتها من القصر كان وضع الحرب يائساً بالفعل
ذهب النبلاء الغربيون للقلعة وذهب نبلاء الشرق الأوسط للجنوب بالأشياء الثمينة التي يملكونها
ولم يتمكن معظم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من دفع أجورهم لذلك تم إنشاء مخيم للاجئين أمام الميناء
لم يعترف والدها ريسبول بأنه خسر الحرب وبقي في القصر
لم يسمع حتى شهادة أطفاله ومرؤوسيه بأنه يجب عليه الفرار للجنوب
ليس ذلك فحسب فقد منع أطفاله أيضاً من الذهاب للجنوب
‘ إذا تبعثرت الأيدي الملكية سيظهر أن إرادة البلاد منقسمة لذا لا ‘
ليندبيتسي الشخص الوحيد التي كانت قادرة على كسر أمر الملك فانتظرت في القصر وصول قوات لوبيتشي بحذر
وعندما وصلت قوات العدو أمام القصر مباشرة أرسل الملك نسائه وأطفاله ووعد الأخوة بالالتقاء في الجزء الجنوبية او الغربية اذا نجوا
منذ ذلك الحين لم تسمع شيئاً عن الجنوب
فأجاب بالهايل :
” الجرانور لم تمد يدها للجنوب في هذه المعركة السريعة فيبدو أن الجزء الجنوبي سيكتسب كأمر مسلم به إذا احتلال كل البر الرئيسي أعلاه ويبدو أن بعض الناس يترددون لأنهم ليسوا على دراية بالسفن ”
تألقت عيني جير وشعرت بالأمل
” إذاً كل الأراضي الجنوبية بخير ؟ البناء أم الأرض ؟ ”
” نعم القليل من الميناء التجاري فقد بخلاف ذلك كل شيء على ما يرام ”
” هل معظم النبلاء الذين تم إجلاؤهم على قيد الحياة ؟ ”
” هذا صحيح فبعض اللوردات والمسؤولين رفيعي المستوى في الشرق الأوسط على وشك شق طريقهم نحو العاصمة وسوف يتسارع الأمر عندما تنتهي المرحلة الانتقالية الوسطى ”
’ جيد ’
ثم يكن أن تبدأ بالانتعاش بعد الحرب من الجنوب !
إذا كان هناك العديد من المرافق أو الإمدادات المتبقية في الجنوب فسيكون ذلك مفيداً للغاية
بالطبع لكي يكونوا قادرين على التعافي يجب أن يكسبوا الحرب أولاً
” الآ، كم عدد البوابات التي تركناها محتلة على طول الطريق حتى النهاية نحو المركز ؟ ”
” بقي أربعة ”
كتب جير أسماء الكنيات الستة المحيطة بالعاصمة.
الأميرة الرسول