الأميرة الصقر الناقلة - 59
******************************
تحولت نظرة بالهايل ببطء نحو جير
عندما نظر لمظهر شعر الأميرة وهو مزحوم بالأسفل تذكر شيئاً منذ فترة
عندما سألته الاميرة : ‘ عندما يكون هناك اجتماع مع القادة غداص هل يمكنني الحضور أيضاً ؟ ‘
توقف بالهايل للحظة
كان ذلك لأنه تذكر مشهد حيث كانت الاميرة والقادة يتسعكون خلال النهار
والقادة لم يتمكنوا من أخفاء فرحتهم ببقاء يد ملكية على قيد الحياة وقد واجهتهم وجهاً لوجه وفتحت أعينهم نحوها …
حتى أنه فكر في عيون الأميرة المتلألئة ولكن شيئاً ما ارتطم بكتفه
فأدار رأسه نحوه
بدى أن الاميرة التي بالكاد فتحت عيناها بوجه مليء بالنعاس قد نامت بعبثية فوق كتفه
بعد تفحص عيني الأميرة المغلقتين وفمها المفتوح قليلاص استدار بالهايل نحو رأسها مرة أخرى
” هوووو ”
لم يكن يدرك أنه يحبس أنفاسه لكنه تنفس أخيراً
أزال الأوراق بعناية تحت يد الأميرة فشعر بالقلق من القيام بحركة يد واحدة او الزفير مرة أخرى فبد أ العمل وشد جسده
بعد العمل لعدة دقائق انحنى على كتفه ونظر للأميرة النائمة لكنه لم يستطع رفع عينه عنها
كان من المضحك التفكير في الأمر
قليلون من يجرؤون على النوم أمامه وقليلون من يجرؤون على رؤية الأميرة نائمة
من الوقاحة النوم مع الابن الوحيد لعائلة لوماريس وأمام عينيه كما أنه من الوقاحة مشاهدة نوم العائلة المالكة دون أن يكون قريباً بالدم أو خادماً
في هذه الحالة سيكون وقحاً مع الأميرة لكنه تمنى لو أن تكون هذه اللحظة أطول قليلاً
لبعض الأسباب كانت الأميرة تتكئ على جسده وحدودها مشتتة مما جعله سعيداً
‘ إنها مثل الطير … إنها نفس الشيء ‘
تمتم بالهايل بالداخل
عندما لم يكن يعلم أن الأميرة هي الطير الرسول فكر في ذلك
هناك شيء بالتأكيد يربطه بالأميرة لكنه لا يعرف ما هو ومع ذلك بعد معرفته بالحقيقة و التي تمر بالأميرة يوماً بعد يوم ادرك ما شعر به
الطائر والبشرية كان لديهما نفس الجوهر الموجود في مظهرهم
الطائر الذي كان يستمتع باللعب بين القادة والطائر الذي كان يهدف للحصول على فرصة لإيجاد مأوى لطعامه والطائر الصغير الذي كان قلقاً بشأنه وقلق عليه هو هذه الأميرة
القوة الدافعة التي جعلته يقود هذه الحرب
مصدر الثقة الذي جعلنا نصدق ان شخصاً واحداً سيكون على قيد الحياة عندما يعتقد الجميع أن جميع الأبناء الملكيين قد وافتهم المنية
وصاحبة الماء الثلجي التي هزت حياته الصلبة قبل عامين في حفل بلوغ سن الرشد
أيضاً هذه الفتاة هي الطائر
طائره الرسول الذي كان عين السماء موضع خوف للعدو وكان يتكئ على جسده في الثكنة كما هي الآن
تذكر بالهايل تصرفات الطائر الواحدة تلو الأخرى
عندما كان الطائر متفاجئاً أو خائفاً كان يدخل بين ذراعيه وفي الليالي الباردة كان ينام في الفراغ المقعر بين رقبته وكتفيه
وقد غطى الأميرة الرابضة بالفراء
كما ذكره وضع الأميرة المتكئة عليه بالطائر فعندما يتكئ عليه الطائر بهذه الطريقة كان يداعبه
وصل بالهايل للأميرة وهو مسلوب فانحنى على كتفه واقتربت يده من وجه الأميرة جير
تنفسها الصغير المثير للحكة الذي أطلقته قد لامس يده فانفجر قلبه و تحرك
حيوية ، تذبذب ، انتفاض
هذا هو قلب الرجل الرقيق لذلك لن يكون من الخطأ له أن ينشغل بهذه المشاعر ليس الأمر وكأن شيئاً ما قد يحدث خطأ
تماماً مثل هذا في اللحظة التي لمس فيها إصبعه خدها ارتعشت رموشها
فرفع بالهايل يده بهدوء
وسرعان ما ارتجف جفني الأميرة وانفتحا ثم رمضت عدة مرات وتحولت نظرتها إليه
” ؟! ”
كما هو متوقع كانت عيون الأميرة دائرية بدون صوت
” أنا …. ماذا حدث لي ؟ ”
كانت جير محرجة فتلعثمت
لم تعرف متى استرخيت هكذا امام الآخرين ولقد مضى وقت طويل منذ أن كانت إنسانة أما كطائر …. فلم يكن منذ وقت بعيد
يبدو أنها لم تهرب تماماً من الوقت الذي اعتادت ان تكون فيه طيراً حتى الآن فبغض النظر عن مدى تعبها رأت أنها نامت بجوار بالهايل مثل البلهاء
‘ لقد فقدت ذهني تماماً ! ‘
أشعرها الحراس بعدم الراحة حتى لو كانوا خارج الثكنات لكنها لم تعرف لماذا لم تشعر هكذا على الرغم من أن بالهايل كان بجوارها مباشرة
‘ إنها بسبب عادة عندما كنت طيراً تماماً ‘
غمغمت جير بداخلها وكأنها تختلق الأعذار فنهض من مقعده بثبات
” سآخذك لهناك ”
” الآن ؟ ”
فأجاب بقوة :
” أنا بالفعل كنت طموحاً ”
” لكنني لم أستطع تأكيد أنني عملت ”
نظرت لأسفل للورقة التي تحت يدها ولكن لم يكن هناك ورق في أي مكان فأشار بالهايل لكومة الأوراق المكدسة بدقة على جانب واحد
” لقد راجعتهم أيضاً ”
” أوه …… ”
مع شعورها بأنه يكاد يتم طرها نهضت من على مقعدها فسحب بالهايل الفراء من على كتفيها
” الجو بارد لذا ارتديه جيداً وعودي ”
نظرت جير لنفسها المرتدية الفراء للحظة فمهما كان الليل لكنها كانت سيئة بعض الشيء
” إذا كنت أتجول هكذا فسأعامل كأنني دب أسود ! ”
عندما سمع ذلك أبدى بالهايل تعبيراً غريباً فرفعت جير حاجبيها تعجباً
‘ هل من الممتع أن أبدو مثل دب أسود ؟ ‘
قال بالهايل :
” لن يكون هناك مثل هذه المعاملة لأنني بجانبك ”
كانت إجابة مقنعة
‘ حسناً ‘
سيكون الأمر آمناً إذا كان الدب الأسود بجوار القائد العام للقوات المسلحة فالشخص الذي سيمتلك احتمالية موت بيضاء هو الدب الأسود
أثناء تفكيرها انطلقت جير من الثكنة فتبعها بالهايل بهدوء
عندما تسرب الهواء البارد من الخارج لرئتيها اعتقدت أنها جيد حقاً أنها خرجت مرتدية الفراء
‘ إذا لم أفعل ذلك لكان الجو أكثر برودة من الآن أليس كذلك ؟ ‘
لم تشعر بشي عندما كان بالهايل مجاوراً لها فلم تكن هناك علامة على البرد
‘ يبدو كذلك فقد كان جسدي دافئاً جداً حول بالهايل ‘
هي تعلم ذلك لأنها جربته كطائر
الحيوانات الصغيرة يجب ان تستمر في الحركة حتى تحافظ على درجة حرارة اجسامها ولكن عندما يكون ذلك صعباً فإن مجرد الالتصاق بجانب بالهايل لم يكن سيئاً
إن أكثر الأماكن دفئاً في الجسم هي اليدين ، والأماكن التي تمر فيها الأوعية الدموية هي الموجودة تحت الأذنين في الرقبة وبالقرب من القلب
لقد شعرت أنها بحالة جيدة كما لو كانت تغرق في حوض استحمام مليء بالماء الساخن عندما ارتدت ملابس بالهايل الخارجية وأدخلت رأسها للداخل
لكن الآن بعد أن عادت إنسانة لم تستطع أن تخترق ذراعي بالهايل او جذعه لمجرد ان أطرافها كانت باردة قليلاً
تجعد جبين جير وضغطت على أطراف أصابعها المتجمدة وشعرت بالثكنة التي كانت ممتلئة بالهواء البارد فقط بأنه غير مرحب بها فيها
قال بالهايل الذي نقل جير لمقدمة الثكنة قبل أن يسمح لها بالدخول :
” لدي شيء لأخبركِ به ”
نظر بغرابة
فكر بالهايل في الأيام الخوالي التي خطرت على باله بالكامل
حتى الآن كانت هناك اتصالات حميمية كثيرة بينه وبين الطائر
” أنا أعتذر عن لمس جسد جلالتك بلا مبالاة ”
وبينما كان يتكلم فكر بأنه في الواقع كان ذلك شيئاص يجب أن يعتذر عنه
هذا شيء كان ينبغي أن يقال منذ أن كشفت بأنها الطائر حتى لو كان متأخراً كان يجب ان يتم عندما ركع أمامها وتعهد لها بالولاء
” ؟؟ ”
بدت الأميرة مرتبكة
” كل شيء على ما يرام لأنه كنت فقط عندما أحتاج لذلك وفي أحسن الأحوال هذا لقد أمسكتني ووضعتني على الحصان ومسحت جروحي عندما تأذيت ”
ضغط بالهايل بقوة على ذقنه فلم يصدق أنه كان من الصعب أن يخرج كلمة
“لا أقصد بكلمامتي عندما كنتِ في جسد الطائر الرسول ”
” اوه ”
احمرت جير خجلاً واشتعل خديها في حرج فقد كانت تتذكر التواصل الذي أجرته ما بالهايل عندما كانت طائراً بسعادة
فقالت وهي تحاول ألا تتلعثم
” ما هذا … لم أفعل أي شيء بشكل جيد أيضاً وهناك الكثير من المرات التي أصبتك فيها أولاً ”
” أنا آسف إذا شعرت بالإهانة بأي فرصة ”
” لا أنا لم أشعر بالإهانة بدلاً من ذلك اعتقدت أنه جيد إنه دافئ … بالطبع كان ذلك الوقت عندما كنت طائراً ”
أوه لا تعرف ما الذي تتحدث عنه كانت جير عبارة عن ثرثارة صغيرة
” أعلم ، على أي حال إن اللورد لم يفعل ذلك بنوايا مختلفة في قلبه فلست بحاجة لاعتذار ”
دخلت الثكنة وقالت :
” مساء الخير ”
وقف بالهايل شامخاً أمام ثكنتها وهو يفكر فيما قالته الأميرة
لم يستطع المغادرة من امام ثكنتها رغم أنه لم يكن هناك ما يفكر فيه
يجب ألا يفكر في جلالتها من خلال تجاربه مع الطائر
بما أنها كواعظة هي يد ملكية وشخص ثمين فيجب معاملة الأميرة بإحساس من التبجيل فقط كأميرة
لا ينبغي إعطائها المعنى الذي كان يعطيه للطائر
قد كان اعتذاراً تعهد به وتعهد بتقديمه
ضغط على الأشرطة التي تربط عباءته وبقيت كلمة واحدة في رأسه
الأميرة قالت له …..
لقد كنت جيداً ! ?
الأميرة الرسول
نهاية الفصل التاسع والخمسين
********************”*
يا حرام مخه ضرب مع كلمة لقد كنت جيدا ??