الأميرة الصقر الناقلة - 58
*****************************
بعد الانتهاء من هذا الاجتماع الصعب جلس القادة وبالهايل
” تأكد من إبلاغ الجيش بأكمله فأي شخص لن يظهر الأخلاق اللائقة لجلاتها سيعاقب بشدة ”
” نعم أفهم ”
أمر القادة على عجل وهو يسرد مواقف محددة :
” أياً كان من يعصي الأوامر سيعاقب ، وإذا أصدرت جلالتها أمراً يعرضها للخطر فأحضره لي مباشرة ”
” حسناً ”
” سأعاقب شخصياً كل من يضايق جلالتها ”
” حسناً ”
” إذا اخرجت سلاحك من غمده أو أظهرت كلممات أو أفعال قاسية فسأعاقبك شخصياً ”
” نعم ”
” تستطيعون رؤية التهم او الأشياء التي يجب القيام بها دون قيود او شروط فقط من خلالي ، والاستثناء هو ……… ”
يبدو أن الأمر لم يكن يستحق أن يفكر فيه أكثر من ذلك
” لا شيء ، تأكد من أنك على علم بكل هذا ”
كان صوت بالهايل مصمماً للغاية لدرجة أن القادة نسوا كل ما كانوا سيسألوه عن الأميرة
” حسناً ! ”
ظنوا أن الأمر قد انتهى ولكن بالهايل قال بصوت هادئ :
” أيضاً يحظر الاقتراب من جلالتها دون أي عمل جدي فلا يجب أن نأخذ من وقتها لإجراء محادثة خاصة ”
” نعم ؟ ”
نظرات القادة ركضت ذهاباً وإياباً
أليس هذا مبالغاً به قليلاً ؟ هل يقول أن لا يذهبوا لأي مكان هي قريبة منه ؟
بعد قول ذلك أضاف وقد بدى أنه يفكر في شيء ما لفترة من الوقت :
” لا ، سأستبدلها ”
ذفر القادة الصعداء فهو كذلك فعلاً السير بالهايل سيفعل هذا بكل تأكيد ……
” لا تقولوا أي شيء فقط مرحباً حتى تتحدث هي معكم ”
” نعم ؟! ” ??♀️
اندهش السير لوك من الأوامر التي بدت ظالمة ولكنه سرعان ما أغلق عينيه عن بالهايل
فقال بالهايل أن الأمر صعب للضرورة
” إنها أوامر عسكرية فليتم نشرها ”
في المساء عادت جير لثكنة بالهايل
قدم
كانت على وشك مناداته ولكنه فاجأها بفتحه باب الثكنة
” لقد تفاجأت ! ”
تفاجأت جير كوحش بري وكادت أن تسقط
” هل أنتِ بخير ؟ ”
” لا ، لا ، لقد تفاجأت ”
” آسف”
” كيف عرفت أنني هنا ؟ ”
قطب حاجبيه وكأنه لم يكن طبيعياً
” لأنني يمكنني أن أشعر بكِ ”
” ولكن أن تظهر هكذا مثل النمر ……. ”
كان من السخف أنها لم تتعرف عليه كشخص إلا عن طريق مظهره فقفزت منه ولكن قلبها المتفاجئ قد هدأ
فسأل بالهايل بعد رؤيته ثوبها الخفيف
” ماذا هناك ؟ ”
جير ، هممم ، حاولت تسليك حلقها
” علينا القتال بعد انتهاء هذه المسيرة فكان لدي فضول حول كيفية سير العملية ”
” إذا كان الأمر كذلك فناديني وسأتي إليكِ ”
نفضت جير يديها
” لا على أي حال أشعر براحة أكبر هنا من ثكنتي ”
التقت عيناهما فتجنبت جير عينيه بسرعة
‘ هذا لقد بالغت في القول لأنني عشت في هذه الثكنة ‘
ففتح بالهايل باب الثكنة
” سآخذك للداخل ”
فدخلت للثكنة المألوفة وهي تتظاهر بأنها غير مألوفة قدر الإمكان وعندما جلست أحضر لها شعر وحش كثيف على شكل سترة وسلمه لها بالهايل
” اليوم بارد ”
أخذته جير وتغطت فجرفت بيدها داخل الفراء اللامع وبدى لها أنه جلد وحش أسود بنمط بقع سوداء وأردوانية
” لم أرَ شيئاً كهذا من قبل ! ”
فقال بالهايل وهو ينظر لجير وهي ملفوفة بالفراء
” إنه شعر وحش يعيش في الغابات الشمالية للجرانور لقد أمسكت به مرات عديدة ولكنه ليس وحشاً سهلاً ، وما كنت اكتشفه كان حقاً للعائلة المالكة ألم تريه ؟ ”
هزت رأسها
” لم أره من قبل ”
عادة ما تكون السلع المليكة مملوكة للملك او تمنح لاحد الابناء الملكيين ولكن لم يكن هناك أي طريقة لإعطاء مثل هذا الشيء للأميرة الثامنة التي لم تكن قريبة من الملك الثري
” لكن من أين لك هذا ؟ لم تكن لتجلبه في الحرب ؟ ”
” لقد وجدته في ثكنة الجنرال … هش ؟”
” نعم ”
تذكر جير الحربة الطويلة الضخمة التي كانت مثبتة في مكانها
” ألم يكن هناك أي عناصر أخرى هناك ؟ خرائط او …….. ”
” لم يكن هناك شيء من هذا القبيل ”
” ماذا عن الصمام؟ ”
نظر بالهايل في عينيها
“الصمام ؟ هل تقصدين الصمام الذي تم تثبيت الثكنة عليه ؟ ”
” نعم لم أرَ مثله من قبل ”
” لقد تم فرز الرماح في الإمدادت العسكرية ولأنه من الجرانور لن يستخدمه أحد ”
” هل يمكنني الذهاب ومشاهدته ؟ ”
” إذا كنتِ معي فلا بأس ”
‘ هذا صعب ‘
تذمرت جير في الداخل
” إذا هل نتحدث عن العملية الآن ؟ ”
عندما تم استبعاد الطائر من بينهما أصبحت المحادثة اكثر سلاسة وسلمية
بالهايل الذي كان يجيب بصدق على أسئلتها التي طرحتها
أوضح بالخريطة في بادئ الأمر
” إذا طال أمد الحرب فسيكون من الصعب على الجرانور الذين لا يعرفون سوى الشتاء الجاف أن يتحملوا الشتاء الثلجي في ريموند ”
” لهذا السبب حاولوا إنهاء الحرب في الخريف بمعارك السرعة ”
” نعم فهم يخافون من تساقط الثلوج بكثافة ”
“إذاً المشكلة الآن هي ……. ”
أدارت جير يديها التي كانت تشير لأسفل الخريطة نحو الشرق
“أتساءل متى ستأتي تعزيزات الجرانور.”
” ستأتي بأقصى سرعة بعد هزيمة سيرجان في الشمال ”
قالها بالهايل
” التعزيزات ذات معنويات عالية فهي معتادة بالفعل على الطقس الشتوي في الجرانور وإذا لم يتم إيقافهم في الوقت المناسب فسيكون الضرر كبيراً ”
بقلب مثقل اكتسحت جير الخط المنقط بين الجرانور وريموند
” قبل أن يأتوا يجب أن نؤمن الحدود الشرقية ”
قال بالهايل وعينيه الرماديتين تلمعان :
” سأبذل قصارى جهدي ”
ابتعلت جير ريقاً جافاً
لديها ما تقوله حول العملية لكنها ليست متأكدة مما إذا كان بإمكانها القيام بذلك
همس قلبها
‘ فقط افعليها ، أخبريه ‘
لماذا غرائز البقاء الخاصة بها لا تخبرها أن تفعلها ام لا لذلك لم تعرف جير ماذا تفعل ففتحت فمها
” مرحباً هناك شيء أفكر فيه ؟ ”
أمسكت بكلتا يديهاب إحكام فرفع بصره من يديها لوجهها
فقالت بعناية :
” إنه يتعلق بالتكريس الشرقي ”
تفحص بالهايل بشرتها ببطء
” تكريس الشرق ماذا تريدين أن نتحدث عنه ؟ ”
” آخر مرة تحدثت عجائب قلعة الكرميد الأحمر وقلت أن عليك اصلاح القلعة لأنها تحطمت ”
” أجل ”
” في ذلك الوقت فكرت أنني آمل ان تكون هناك قلعة مثل الجدار الأسود في الشرق ! ”
فقال بنظرة لم تستطع أن تفهمها
” إنها الإعانة ، لا توجد امدادات والعمل سيكون صعباً في النصف القادم من العام ”
” أعلم ومع ذلك فإن السبب في أننا استرجعنا الشرق بسهولة في هذه الحرب كان أيضاً بسبب عدم وجود خطط دفاعية لتمنعهم ”
كانت الحدود الشرقية في الأصل معرضة للغزو لذلك كانت تميل لأن تكون فقيرة حتى لو تم إصلاح القلعة فخلال هذه الحرب تم اختراق خط الدفاع الأول في أطراق المنطقة المنهارة
” في ماذا تفكرين ؟ ”
فقالت جير وهي تفك عقلها المعقد :
” لا أعرف تفاصيل الحرب او الامدادت ولكن الآن يمكنني تخمين ما يفكر فيه رئيس الجرانور ”
رسمت جير صورة على المكتب بعصا
” إذا قمنا ببناء قلعة رادو مؤقتاً بين الشرق والجرانور …… لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إرجاع التعزيزات ”
” هل هو مجرد بناء قلعة ؟ ”
” حسناً الجرانور مترددين جداً في خسارة شيء ما في الحرب فهي حرب خارجية من أجل الوحدة الداخلية لذلك لا يملكون أي خطط لتقسيم ثروتهم ”
” الانقسام الداخلي ”
ردد بالهايل :
” الآن الجرانور في أراضينا ستستمر في الخسارة وستكون كل قبيلة من قبائل الجرانور غير راضية عن خسارة محاربيها والأمر يشكل تهديداً للزعيم الأول ”
تفتحت أفكارها مرة واحدة وانطلقت تدريجياً
” بجانب ذلك قالوا أنهم يخشون الثلج الكثيف لريموند لذلك سيفكرون أنهم فقط بحاجة لإنهاء الحرب سريعاً قبل أن تتساقط الثلوج بكثافة وإذا بنينا القلاع في مثل هذا الموقف وتركناهم يمرون بحصار غير مدعومين ……… ”
أشرقت عيني جير
” إنهم بالتأكيد سيفقدون إرادتهم في الحرب ”
نظر إليها بالهايل بجدية فقطبت حاجبيها لأن الواقع الحاضر لا يوجد مواد لبناء القلعة وكان هذا محرجاً
” إذا كان من المستحيل بناء القلعة الحجرية فحتى القلعة الترابية ستساعد ”
نظر بالهايل للخريطة بصمت فأومأ برأسه لأنه كان يشعر بالقلق
” إذا كنا نتابع الطقس فقد يكون ذلك ممكناً ”
تحدثت جير وبالهايل حتى وقت متأخر
بعد ان تم تحديد الخطوط العريضة للعملية أصبحت الليلة متأخرة بشكل لا يصدق وكانت جفون جير تغلق
فقال بالهايل للمرأة التي كانت تنقل جزءاً من العملية على الورق والتي بدأت تغفو أخيراً :
” جلالتك سآخذك لثكنتك ”
” لا لم أنم …… ”
أخفت جير الورقة التي كانت تزحف منها وبدأت في كتابة ورقة جديدة فقال بالهايل مرة أخرى :
” إذا كنتي تريدين التقدم في وقت مبكر من صباح الغد عليكِ أن تنامي ”
” سأنهي هذا واذهب لأرتاح ”
أصرت جير فتنهد بالهايل وأوقف ما كان يفعله وعندما قام استدار حول المكتب وجلس بجانب جير
” من فضلك اعطني اياها سأقوم بنصفها ”
وبالهايل الذي أخذ بعض الأوراق بالقوة بدأ في التخلص من العمل بزخم مروع وبدى أنه يملك تعبير بإرادة قوية في أن يرسل جير لثكنتها بسرعة
فكتبت جير الرسائل مراراً وتكراراً مما أعطى القوة لعينيها التي كانت مغلقة ثم تثاءبت الواحد تلو الآخر
‘ عندما كنت أستيقظ طوال الليل كان من الجيد ان أنام في أوقات فراغي ‘
تحدثت لبالهايل حتى تستيقظ
” سيد عندما يكون لدي اجتماع عملي مع قادة الفرسان غداً هل يمكنني الحضور ؟ ”
في انتظار اجابته لم يعطها أي اجابة
فانتظر جير وانتظرت
” حسناً ؟ ”
فتحت جير فجأة عينيها المغمضتين
‘ متى أغمضت عيني ؟ ‘
كانت بالتأكيد تناديه هكذا
فرفعت رأسها المتكئة على مكان ما
‘ ما هذا إنه قاسي …… ‘
وفي اللحظة التي استدارت فيها لترى هذا الشيء الصلب الذي يدعم رأسها أدركت ما هو
” لقد انتهيت من العمل عودي للنوم ”
هذا الذي كانت تقصده كان كتف بالهايل
” أأ …….. ”
تفاجأت جير من حديثه
ماذا ؟ هي بالتأكيد لم تنم ؟!!
ولماذا رأسها على كتفه ؟!!!
الأميرة الرسول
************************
سيبونا من الجزئية الاخيرة دي ايه رأيكو في تصرفات المراهقين بتاعت بالهايل دي وبتتوقعوا جير تعرف وازاي ? وهتعمل اييه ?