الأميرة الصقر الناقلة - 54
*************************************************************************************************
استغرقها الأمر بعض الوقت حتى تفهم كلام بالهايل وبمجرد ان فهمت معناه صرخت داخلها :
‘ لماذا تتحدث هكذا ؟ ‘
فقال بالهايل بجدية :
” إذا وضعتني بجانبك بدلاً من الآخرين فلن تحتاجي للكثير من المراققين ”
كان جير صامتة بينما تنفخ فمها هذا هو بالطبع
بالهايل هو شخص يمكنه فتح اي بوابة مغلقة من بداية معسكر الاعداء لنهايته
لذا فإن مرافقته لجير لن تكون أمراً صعباً ومن الطبيعي أنه إذا كان هناك بالهايل بجانبها فلن تكون هناك حاجة لوجود مرافقين آخرين
‘ ومع ذلك ! ‘
جمعت جير كل هذه الفوضى التي تصل لبالهايل وردت بتعبير جاد :
” لا يمكنك أن تفعل هذا حتى تنام ! ”
اهتزت عيونه بشكل غير متوقع عند تحدثها ، كانت علامة على انه لم يفكر بالأمر
” في كل مرة أقوم فيها بأي خطوة نتجول معاً ولكن المشكلة الحقيقية هي أنني لا استطيع النوم …. لا استطيع لأن هناك الكثير من الناس ”
كانت تشعر بالحرج من الحديث عن هذا فتراجع صوتها
أغلق بالهايل فمه للحظة ثم تكلم بصوت غليظ :
” الكثير من الناس يتعارض مع راحتك هل هذا ما يكونه ”
” حسناً لا يمكنني التعود على ذلك ”
حتى عندما كانت تعيش في القصر لم يكن لديها الكثير من الناس حولها
على الرغم من ان الروتين اليومي لللأحفاء الملكيين الآخرين اي اخوتها واخوانها هو ان يعيشوا محاطين بالمرؤوسين كاليد الملكية
وعلى عكس اخوتها لم تقترب منهم او تجعل احدهم ملكاً لها وعلى الرغم من انها لم تستغل مرؤوسيها في القصر الملكي
لم تتلقى الخدمة او المرافقة فقط الخدمة اللازمة
الجميع ، لأنها كانت تعرف جيداً ان أولئك القريبين هم الأكثر خطورة
تعلم ان الأمور على ما يرام لأنها في موقع روهينيم الآن و بجانب بالهايل نفسه ولكن جسد جير احتفظ بعادة التنبيه عند النوم
قال بالهايل بوجه فظ :
” سأضع ثكنة جلالتك بالقرب من ثكنتي حتى نتمكن من تقليل عدد الأشخاص حتى أثناء نومك ”
اومأت جير في وجهه
” أستطيع تقبل هذا ”
كان الأمر أسهل مما كانت تعتقد فاستدعي بالهايل الجنود على الفور وأمرهم بنقل ثكنتها
في هذه الأثناء دارت جير حول ثكنة بالهايل
لم يمض وقت طويل منذ جلوسها هنا لذلك شعرت بالتجديد
وعلى الرغم من ان موقع روهينيم يتغير كل يوم إلا أن المناطق الداخلية في ثكنة بالهايل تبدو كما هي دائماً
كومة من الوثائق تراكمت دون ان تقع وذابت عدة شموع حتى الفجر
إذا كانت قد تغيرت إذا فقط طائر واحد قد اختفى منها ، فحدقت جير في القفص الفارغ الذي كان لا يزال معلقاً
عندما عاد بالهايل لمكانه سألته :
” حسناً ماذا عن الطائر ؟ هل هناك أي مجال للعودة ؟”
اتسعت عيون بالهايل للوهلة الأولى وقسى وجهه حتى لا يظهر احراجه
شعرت وكأنه قد قرأ أفكارها
ألم يكن يفكر في ذلك الطائر منذ فترة ؟ لقد عاد للتوم لما كان يفكر فيه قبل ان تقول الأميرة
كانت ليلة هادئة بشكل استثنائي
مثل هذا المساء في اواخر الخريف حيث لا يمكن سماع حتى صوت الشموع الذائبة وحتى الرياح هادئة بشكل استثنائي لدرجة انها لا ترفرف حتى
توقف بالهايل للحظة أثناء تعامله مع الأوراق المكدسة كالمعتاد
عندما اختفى صوت الريشة أصبحت الوضع هادئاً للغاية
فعبس بشدة
لقد نسي هذا الصمت لأنه كان مشغولاً بحياة الأميرة لعدة أيام
في فجوة هذا الهدوء تذكر وجود صوت قص ريش الطائر وغنائه الرئيسي او صوت طقطقة الورق
طيره الرسول ذو الذيل بريشه البني المرقط
لم يمض وقت طويل منذ ان التقط الطائر كان صوته مزعجاً و يصرخ عدة مرات ثم يلاحظه
من السخف ان يقوم الطائر بذلك لذا تركه ، تركه وشأنه وفي النهاية اعتاد على الضوضاء
إذا نظر للوراء كان من الجيد ترك الطائر يخرج ولكن يبدو أن قد وقع لذلك الطائر في ذلك الوقت لسبب ما
تنهد بالهايل قليلاً وسحب الصندوق الذي كان الطائر ممدداً فيه .
لا يوجد اي صوت من الطير اليوم فقط يكفي الاستماع لصوت تنفسه
في ذلك الوقت سمع صوت خطوات غير منتظمة و مألوفة
بالهايل الذي أدرك جيداً من بسرعة دبر الحجة وتظاهر بالانشغال
إنها الأميرة تمشي نحو باب الثكنة
‘ ماذا بحق الجحيم في هذا الوقت ؟ ‘
أشرق ظل يد امرأة نحيلة على باب ثكنته فكسر صوت الأميرة الصافي سكونه بسهولة
” سيد هل لديك وقت ؟ ”
ومن ناحية اخرى عندما سئل عما إذا كان الطائر قد تغير لم تكن إجابة بالهايل متاحة بسهولة فأصبحت جير قلقة
‘ ربما ؟ ‘
نظرت جير للفضاء تحت سرير بالهايل فلم تجد اي اثر للمربع
فخفق قلبها وأصدر صوتاً
أوه في النهاية انتهت حياة الصغير
بمجرد نظرها لوجه بالهايل رفع صندوقاً على المكتب
أمسك الصندوق وقال :
” الطائر لا يزال هنا .”
سقطت نظرة جير على الصندوق.
كان فيه طائراً لم يتغير فيه شيء عن آخر ظهور فتسربت أنفاسها من الراحة
قال بالهيال بصوت خافت قليلاً :
” وفقاً للسيناتور من المحتمل ان يستمر لمدة شهر او نحو ذلك بسبب السم ”
كانت نبرة صوته اقل قليلاً :
” أنا أفكر ، إذا مر ذلك الوقت فإنه سيموت بشكل طبيعي ”
نظرت جير للطائر الذي يتنفس بخفة وضعف
على الرغم من انها شعرت بالارتياح لان الطائر كان على قيد الحياة إلا أنها لم تكن سعيدة برؤيته يموت هكذا
فتحت جير فمها وهي تلتقط ريش الطائر الخشن في عينيها
” سيد كما تعلم ألا يمكنك ان تأخذ هذا الطائر وتضعه في ثكنتي ؟ ”
أجفل بالهايل
رمشت جير بعينيها متسائلة عن ردة فعلة فسبحت يد بالهايل الصندوق نحوه
لا تجرؤ على القول انه لا يحبه ولكنه بدى وكأنه يملك تعبيراً قويا في عدم رغبته في إطلاق سراح الطائر
هذا مهين ، فتحت جير فمها
‘ مرحباً !! هذا هو جسدي ! ‘
الآن مع العلم ان الطائر الغريب كان هو نفسه الأميرة بدى بالهايل وكأنه ينظر للطائر
في الواقع اعترفت انه سيكون من الافضل ان يكون جسد الطائر معه بدلاً عنها
سيتمكن عضو السيناتور من الدخول والخروج بشكل اكثر راحة وسيهتم به بالهايل جيداً وقبل كل شيء إذا تغيرت البيئة قد يموت الطائر
قررت جير ان تدع هذا يمر
” هل اكتشفت اي سم أصاب الطائر ؟ ”
” لا إنها المرة الأولى التي يراه فيها السيناتور على الإطلاق أعتقد انها نبتة محلية تنمو فقط في الجرانور ”
” نبتة محلية ……. ”
بينما كانت تمضغ كلماتها وصل بالهايل للعصفور الذي لم يتبق منه سوى العظام من نحافته وداعبه برفق
” آمل فقط الا يكون هناك ألم ”
توقفت افكار جير عند افعاله
بوضوح كانت طائراً عندما تم لسعها وتم طعنها من الخلف بتلك اللسعة
ذكرها بالوقت الذي سافرت فيه فجأة نحو مخيم الروهينيم و تنزل على الأرض
‘ سيدي بالهايل لقد عدت ‘
حتى مع أفكارها بالكاد ابتسمت
فتحت جير فمها دون ان تعلم
” لم أشعر بأي ألم تقريباً ”
بالهايل الذي كان يداعب اجنحة الطائر اجفل وتوقف
” عندما أصابني اللسع كان مجرد وخزة وبعد ذلك أصبت بالشلل ولم أشعر بأي ألم ”
كانت عيون بالهايل باردة للوهلة الأولى
” بعد ذلك كيف تعرضت للضرب ؟ وإلى أي مدى كنت ؟ ”
خفضت جير رأسها
” لا أعرف أين كنت فيبدو انني قطعت شوطاً طويلاً في ذلك الوقت كان الأمر كذلك ”
كان مؤلماً
كان الاعتقاد بان حياتها كأميرة يمكن رهنها والحاق الأذى بها مؤلماً للغاية لدرجة أنها لم تستطع تحمل ذلك
فتح بالهايل قبضته التي كان يمسكها باحكام
والعلامة البيضاء التي اخلفت قبضته استعادت لونها ثم وضع يده على رأس الطائر قليلاً
نظرت جير ليده الكبيرة وهو يتمتم :
” إذا لم أفقد هذا الرجل ذلك اليوم ؟ ……….. ”
بدون ان تتكلم حطت نظرة بالهايل عليها
على الرغم من أنها كانت متأكدة من أن من يطلق عليه هذا الرجل كان هي ذلك الطائر إلا أنها شعرت بالحرج فجأة
وأظهرت عيون بالهايل التي تبدو غير مبالية عادة الإحراج
” هذا الرجل …. لا جلالتك …….. ”
نظر لجير والطير بالتناوب
وعلى الرغم من وجود صداقة بينه وبين الطير
لا يوجد طائر ليتذكرها وبدلاً من ذلك لا يملك سوى انسان من يتذكر هذه الصداقة
كان هناك فجوة كبيرة في مشاركة الذكريات التي تقاسمها مع الحيوان و مع الإنسان من شخص لآخر
في هذه النقطة انعكست العلاقة بين الاثنين وانهارات العلاقة بين الطرفين فأخذ بالهايل يده من جسد الطائر كما لو كانت تحترق
ساد جو حرج فأحنى بالهايل رأسه
” أجرؤ على تخفيض التشريفات ومناداته ”
قالت جير التي كانت لا تزال صامتة مع نظرة تذكره بشيء ما
” لا … أفهم ”
تمتمت قليلاً :
” لكن هذا الشخص أرجو ان تمتنع عن مثل هذه الألقاب قليلاً أعني لا يجب ان تحترم الطائر ”
” سأكون حذراً ”
ابتسمت جير قليلاً
” كنت هكذا في البداية ما الذي سأشعر به عندما أعود واستمع للاحترام من اللورد … حقاً ”
مدت يدها ببطء نحو الطائر الذي أمام عينيها فلمست الريش برفق
” عندما تعود كشخص يجب أن تكوني سعيدة …… شعرت بخيبة أمل بعض الشيء إنه عديم الفائدة ولكن بسبب اللورد ”
حجرة القيت في ذهن بالهايل فقالت جير وهي تنظر له بغموض
” أتيت طيراناً للسيد ولكنني أصبحت انسانة ولا يؤمن بي السيد فقط لأن على الرغم من أن هذا كان طبيعياً إلا أنني كنت حزينة بعض الشيء ”
الأميرة الرسول