الأميرة الصقر الناقلة - 45
تسللت جير وأمالت باب الثكنة بحذر وهدفها كان التحقق من عدد الجنود الذين يحرسون بالخارج
سيكون من الصعب لو كان عدد الحراس كبيراً فأينما ستذهب جير سيحاول بعضهم اللحاق بها بالمناسبة …….
غريب لم يكن هناك أي حارس فنظرت جير حولها وهي مرتابة مما تراه عينيها
إنها ثكنة القائد العام للقوات المسلحة الجاثمة بغض عن النظر عن محاولتهم لحمايتها ولكن كيف لا يستطيع أحد أن يحرس هذه الثكنة ؟
‘ لن أعرف ما إذا كان بالهايل قد طلب مني العودة لن أعرف بهذا الشكل فلا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو ‘
لم يحدث هذا أبداً عندما عاشت جير في ثكنة بالهايل كطير
وبوصفها كثكنة القائد العام للقوات المسلحة بدى وكأنها لم تحتاج ليكون لها مراقبين ولكن كان هناك دائماً من يحرسها
عندما نظرت في محيطها الغامض بدون حارس …… تعمق اندفاعها
‘ بالتفكير في الأمر كان هذا الموقف ناجم عن تغيير كبير في الاسم الاخير ‘
يجب على الغرباء أن يكونوا قد دخلوا وخرجوا من المخيم أثناء مجاورة المدينة للقلعة
وعند بقائها بالقرب من هذه القلعة الكبيرة قام الجيش بتسليم مواد الإغاثة وتلقي الإمدادات مثل الحبال والضمادات وفي هذه العملية رأت جير عدة مرات الرجال والنساء يأتون ويذهبون بحذر
‘ حسنا انتظر دقيقة ‘
من خلال تظاهرها بأنها منهم ستخرج للحظة وتعود كما لو كانت تعيش في القصر كانت أحياناً تذهب سراً للطابق السفلي او لبرج القلعة دقيقة فقط تكفي لها لتأخذ أنفاسها
لا يزال الفجر لذا ستكون قادرة على العودة في الصباح قبل أن يأتي بالهايل ليجدها وبعد أن تخرج وتنظم أفكارها يجب أن تسأل القرويين عن الحرب
على أي حال الناس في الجيش لا يعرفون بأمر وجودها وأولئك الذين يعرفونها لا يريدون اخبارها بأي شيء
حملت جير خنجرها الموضوع على مكتب بالهايل وعلامة القائد العام للقوات المسلحة ووضبت الثكنة
وعندما خرجت رأت مشهد صباحي هادئ ولا يزال مظلماً
فحصلت جير على قطعة قماش بنية كبيرة في يديها بعيدة جداً عن ثكنة بالهايل فلفتها حول رأسها وجسمها مثل الملابس وكان القماش ملفوفاً لحد كبير حول وجهها لتخفيه في ظلال القماش
حقيقة عدم معرفة الجنود العاديين بوجود الأميرة الثامنة لعب دوراً كبيراً في هروبها فلم يكن الجنود العاديون يعرفون حتى بوجود أميرة في المعسكر
الآن يبدو أن جير قروية والقيادة العسكرية لا يمكنها لمس امرأة مدنية بصرامة لذلك لن يقترب الجنود من النساء فأدرات جير رأسها واستخدمته
ركضت بين العديد من الحراس في الطريق ولكن عندما ضلت طريقها وطلبت المساعدة وجهها الحراس للمخرج
كانت المشكلة في الحاجز عند المخرج
طلب الفاحص من جير أن يفحص متعلقاتها هي لم تحضر أِشياء ثمينة ولكنها كانت تحمل خنجراً لذلك ترددت
فالعمال يأتون ويخرجون منزوعين السلاح إنه خنجر صغير ولكن لن يكون لطيفاً إذا لاحظوا أنها تحمل سلاحاً على أي حال
‘ كنت سأستخدمه عندما أعود فقط لكن لا أستطيع المساعدة الآن ‘
فأظهرت جير للجندي علامة القائد العام للقوات المسلحة وعند رؤيته للعلامة أرسل الفاحص جير للخارج دون طرح أي أسئلة
فشعرت جير بنبضها ينبض وأعادت العلامة بين ذراعيها
علامة القائد العام
كانت هذه العلامة عبارة عن لوحة دائرية ومن الواضح أن نقش روهينيم مختوم عليها
في العادة بالهايل وحده من يستطيع استخدامها ولكن هناك استثناءات
عندما يكون بالهايل غائباً ويضطر لتعيين ممثل عنه او عندما يكلف أحدهم بمهمة هامة ويرسله بعيداً فتترك هذه العلامة للآخرين لممارسة حقوقه
وكانت طير التي عاشت طائراً في ثكنة بالهايل مدركة تماماً للوجود المطلق لهذه العلامة في المخيم الخاص بروهينيم
بالطبع كانت تعلم أين توضع
وجدتها جير في صندوق على مكتب بالهايل
كان صندوقاً يخزن فيه حزام سيف بالهايل الجلدي
من الخارج هو صندوق عادي يحتوي على حزام السيف لكن اذا أخرجت قطعة القماش المخملية الكاملة الملفوفة حول الحزام فهناك مسافة تحتها من هناك أخرجت جير شيئاً مستديراً مسطحاً بحجم كف الرجل
لم يكن مزيفاً كان شيئاً حقيقياً ، تماماً كما الرسالة او الوثيقة اللتان يتم ارفاقهما بخيط الحرير الأزرق الفضي وهو المنتج الخاص بعائلة لومير كانت هذه الشارة مربوطة بعقدة
كانت بالتأكيد واحدة من علامات اثنين فقط من الفرسان في العالم
وفي اللحظة التي تظهر فيها هذه الشارة ستتمكن من العودة لداخل القلعة دون أن يتم طرح أي أسئلة عليها فقط كما السابق
بعد الخروج من المخيم اتجت جير نحو القرية
وهكذا بدأ هروبها
************
ترك بالهايل ثكنته حيث كانت الأميرة نائمة وتوجه لثكنتها في الفجر وهو يحاول التوفيق بين أقوال الأميرة وأفعالها والنقاط التي كان يشك فيها الواحدة تلو الأخرى
فأصبحت كل الأشياء الغريبة وغير الغريبة طبيعية بل ومثالية بمجرد ملئه لافتراض أن الأميرة كانت طائراً
الأميرة التي كانت على دراية باسمه بمجرد استيقاظها
الأميرة التي سألت عن الطائر والتي كانت قلقة على إصابته
أميرة تعرف الأسرار العسكرية بل والأكثر سرية مما قالهم
شعر بالهايل بنوبة غضب وهو متشكك في حكمه
‘ أليس تفكيري غير واضح ؟ ‘
بعد لقائه بالأميرة كانت هناك فكرة ظهرت له في بعض الأحيان لا هل كان ذلك منذ أن قابل ذلك الطائر ؟
شعر بالهايل بجفاف في وجهه
رأسه يقول أنه أمر سخيف ويطلب منه إصدار حكم عقلاني مباشر ولكن حدسه يقول شيئاً مختلفاً
ما قالته الاميرة كان في أفكاره
متشابك مثل مثل نبات المحلاق
ضغط بالهايل على أسنانه
‘ ايقظ عقلك يجب ألا تفقد حكمك أثناء الحرب ‘
وبخ نفسه
ظهرت ثكنة الأميرة في الأفق فقوم وجهه واقترب من الرجل الذي يحرس الثكنة الملكية
” القائد العام ! ”
حياه الفارس فأومأ له بالهايل وقال له بحزم وصوته كان رائعاً مثل الفجر البارد :
” جلالتها ستبقى في ثكنتي حتى الصباح لكن حافظ على مناوبتك للحفاظ على هذا المكان ثابتاً ”
” حسناً ”
” سأذهب لبعض الوقت لالتقاط بعض أشياء جلالتها من فضلك أخبر جلالتها عن زيارتي لاحقاً ”
” نعم أفهم ! ”
فدخل بالهايل ببطء لثكنة الأميرة وقد كانت مقفرة لأنه لم يكن هناك أي دفء بشري في هذه المساحة الصغيرة
فبحث بالهايل في متعلقاتها للحصول على بعض الأشياء التي تستعملها ولقد كان شيئاً مبتذلاً امكانية ان تصنع ابناً أدنى رتبة لكن لم يكن مخيفاً جداً أن يد شخص آخر قد تقترب من متعلقات الأميرة
بعد نظره حول المكتب وجوار السرير عدة مرات بالهايل حشد الكتلة امامه
قد يكون هناك حرب وشيء من هذا القبيل ولكن الأميرة كان لديها ملكية مروعة !?? باسثتناء حزام الساتان الأزرق الذي عاد الأميرة نفسها هي الوحيدة الثمينة في هذ الثكنة
لم يأخذ بالهايل سوى بضع قطع من القماش الأبيض ومجموعة من الملابس لتغير والآن هو على وشك الخروج ولكن شيئاً ما لفت انتباهه
فاقترب بالهايل من هناك دون أن يعلم
حجارة
عندما أمسك بيده شيء لفت انتباهه تشتت مع صوت الطقطقة فالتقط بالهايل الأشياء المتناثرة
” هذا ……. ”
لقد كانت قطع ورق بيضاء كانت مثل طائر قضمها لقطع مع الشحوم
فاتلقط بالهايل ما تبقى من الورق
كان يحاول أن يتخيل الأميرة وهي تجلس بمفردها وتمزق هذه الورقة ولكن مشهداً آخر خطر على باله
طائره الرسول
قبل المضي في إنقاذ الأميرة استمر طائره في تمزيق الورق بهذه الطريقة فتساءل ما إذا كان ذقنه يؤلمه
مزق الطائر الورقة تماماً و قد جالساً بجانبه فأزال الورقة البيضاء من الطائر
نعم كانت هناك أشياء من هذا القبيل
كان بالهايل غارقاً في شعور اليأس ونظر لقطعة الورق التي مزقتها الابنة الملكية
تحولت نظرته للجانب فلفت انتباهه رسوم جرافيكية على الأرضية الترابية للثكنة
عندما التقى بالأميرة الليلة الماضية تم مسح جزء من الكتابة ليرى أن الأميرة قد مسحتها على عجل
نظر بالهايل للكتابة فيبدو أن الصور والكتابة غير منتظمين الشكل
فحدق بالهايل فيها وكأنه يحاول كسر الشيفرة
” أنا ………… ”
تعرف على إحدى اللوحات على الأرض لقد كانت صورة يعرفها على وجه اليقين بما يكفي ليتمكن من رسمها مراراً وتكراراً بعد أن رآها العديد من المرات
شكل المكان الذي حفظه الطائر الرسول كان سليماً وتم رسمها على ارضية ثكنة الأميرة
تأوه بالهايل بهدوء
” مستحيل ! ”
ما تم رسمه على الأرض لم يكن مجرد خريطة للجرانور فإذا كانت هذه الخريطة على طريقة العدو لكانت رسوم الأميرة الجاسوسة أكثر دقة
الجرانور وريموند كانا مختلفين في طريقة انشاء الخريطة ومع ذلك لم تكن هذه خريطة أياً منهما
كان من الواضح أنها من رؤية طائر
خريطة لا يمكن أن ترسم إلا بالنظر للسماء بعين الطائر
لم تكن خريطة مصنوعة بخطوات شخص ما أو مسطرة بل كانت خريطة من عيني طائر رآها بنفسه
وكانت الخريطة التي أخبره عنها الطائر الرسول عندما أخذ كل حجر بمنقاره
اااااوه
اندفعت أنفاسه
كان على وشك أن يشعر بأنه أحمق عندما سمع الحقيقة استطاع أن يرى نفسه جيداً
كان هناك الكثير من الأدلة المتناثرة على مقربة شديد منه ولم يكن يعرف بها لأن كل هذا كان أكثر مما تستطيع أن تعرفه أسبابه
استطاع أيضاً أن يرى سبب إبقاء الأميرة فمها مغلقاً رغم أنها كانت موضع شك لعدة أيام
لقد عرفت نفسها أفضل مما يمكن أن يفهمها أحدهم
ولكن فقط لأجله
تحدثت الاميرة معه وحده !
وعلى الرغم من أنه اعتراف دفعها إليه وحصل عليه فنظرت إليه وقالت مباشرة أنا كنت طائرك الرسول
وقالت أيضاً ما حدثت بينهما هما الاثنين ولكنه لم يصدق ذلك
رن الأسف المتأخر في رأسه
هل كان ينظر للأميرة على أنها حليفة بينما كانت الأميرة غاضبة لأنه لا يثق بها ولأنها لا تعتبره حليفاً ؟!!
الأميرة لا تنظر إليه كحليف ……
‘ هل أنا حليف للأميرة حقًا؟ ‘
نظر بالهايل إلى نفسه.
الأميرة الرسول
************
نعم بتشوفها حليف من وين يا روح امك اومال لو مش شايفها حليفة كنت عملت ايه ان شاء الله ، مقدرتش امسك نفسي صراحة ايه ام الاستفزاز الأغبر ده ??