الأميرة الصقر الناقلة - 44
************************************************************************************
وعندما سمع بالهايل ذلك توقف وكأنه تعرض للضرب على رأسه
فقالت جير بشفاه بيضاء مرة اخرى :
” خلال الحرب الأخيرة كنت في جسد هذا الطائر ! ”
فنظر بالهايل للأسفل للطائر
وقالت جير مراراً وتكراراً بصوت مختنق :
” كل ما أعرفه قد سمعته ورأيته ”
في الثكنة مر صمت ثقيل مثل الرطوبة في موسم الأمطار
استاء بالهايل من كلام الأميرة ولكن حتى في وسط هذا كان جسد الأميرة يرتجف بخفة ليلفت انتباهه وتملكته رغبة في التمسك بهذا الكتف بقوة
” أنتِ تقولين لي أن أصدق هذا الآن ؟!! ”
قالها وهو يضغط على رغبته
” سيبدو الأمر منطقياً إذا قدمتي أعذاراً ! ”
وأثناء حديث كان غاضباً من نفسه عندما قال ذلك
‘ لن تصدقني حتى لو قلت ذلك ! ‘
نفسه التي اعادت عدم الثقة للأميرة سمعت ذلك بغضب
‘ لبعض الأسباب أنا كنت كذلك ‘
هل هي غير واثقة ؟
لقد شعر بالضيق من حقيقة أن حتى القائد العام لبلده تبقي الامر سراً حتى النهاية
لماذا بحق الجحيم ؟ لا داعي لذلك إلا إذا كانت حقاً أميرة للدولة المعادية !
لكن الأميرة قالت :
‘ لقد كنت ذلك الطائر ، طائرك الرسول ! ‘
كان هذا هراءً ، كون الطائر انساناً بالهايل كانت هذه هي حقيقة الأميرة ؟!
كان يتمنى أن تخبره
لمن وكيف سمعت الأخبار العسكرية ولماذا لم تخبره هو القائد العام ؟
لقد كانت حماسته غريبة بما يكفي
منعها من مقابلة اللورد لوك والشخصيات الرئيسية الأخرى خاصة في حال وجدت الأميرة طريقة أخرى لتهرب من شكوكه
لعل الطريق الذي صنعته الأميرة يخصه وحده فلم يكن ليتعلق الأمر كله باكتشاف خطايا الأميرة ومحاسبتها
ومن الواضح أنه أراد حقاً أن يؤمن بالأميرة
‘ لكن مع ذلك لا تنوي إخباره الحقيقة ‘
الطيور طيور والبشر بشر هذه هي الحقيقة في عالمه المتين بقوة
لا يهم مدى غرابة الطائر لا يمكن الحكم عليه أنه سلوك بشري بغض النظر عن مدى شكه بالأميرة لا يستطيع ان يعتقد أن الأميرة كانت بالحقيقة وحشاً
لذلك كان الأمر غير مقنعاً فكلامها لا ينبغي عليه أن يكون مقنعاً
مع كل أسبابها التي دفعته لعدم تصديقها
[ لا يستطيع تصديق ذلك ]
وبهذا الاستنتاج وجه بالهايل نظره للأميرة
الأميرة التي قالت بشكل غير متوقع أنها طائر وقفت تحدق فيه بوجه باكي في هذا الظهور شعر بالهايل بقوة أنه لا يعرف هل كانت غاضبة أم تعاني .
‘ من الواضح أن ما قالته كان كذبة ‘
لماذا ترتعد الأميرة التي تقف امامه هكذا مع هذا التعبير ؟
ولماذا هو ….
هل وجه الأميرة الخائفة واليائسة مزعج جداً ؟
كان يعلم أنه متحمس للغاية الآن كان يفكر في الكلمات والأفعال وحتى الأفكار التي لا يقولها عادة
بالكاد قال بالهايل وهو يشعر بشيء يسد حلقه :
” سأعيدك لثكنتك يبدو أنني وحكم جلالتك غير واضحين الآن لذا غداً مرة أخرى …. ”
قالت الأميرة وهي بعيدة عنه بينما تقف ويدها على مكتب
” لا أكن مهووسة !! ”
فتح بالهايل عينيه على مصراعيها فرفعت الأميرة عينيها ونظرت لعينيه
” كلما زاد هوسك قل استخدامك أنت من قال هذا ”
” مريض ”
اندهش بالهايل وشد على أسنانه
كانت واحدة من المحادثات الغير منطقية التي أجراها مع الطائر ثم فتحت الأميرة فمها مرة أخرى
” قبل مهاجمة جانب مصب نهر فيشن كان اللورد في عذاب فسيتم ذبح الناس المحاصرين في العاصمة وتحدثت معي ”
عضت الاميرة شفتيها بقوة
” لم تستطع إخبار أي أحد عن ذلك ”
” كيف تفعلين هذا ……… ”
” عندما عدت من فوزك في تلك المعركة جاء السيد إلي أولاً وربطتني بشريط ذهبي وقلت أنك استعادتها من مخزن الأدوية ”
صوت الأميرة الذي يردد الكلمات التي قالها ينمو أعلى فأعلى
” وقلت ربما كان الإله هو من أرسلكِ إلينا أو ربما انت نية الإله أن نكسب هذه الحرب و نرفع ريموند ”
عندما صرخت الاميرة وفقدت حياتها زاد صراخ الأميرة الذي يعاني
” توقف !!! أوقف هذا !!! ”
كان صوت الأميرة غير واضح
” أتذكر كل شيء ، الأشياء التي قلتها لي ….. ”
كان جسد الأميرة يتأرجح ويتمايل فأخذ بالهايل جسدها الذي سقط بين ذراعيه وعانقها بعد أكثر من شهر
” جلالتك !! ”
أمسكت الأميرة بوجهها بكلتا يديها وتمتمت بكلمات في فمها :
” قلت أنك تثق بي !! ”
وفقدت وعيها بين ذراعي بالهايل
فقام باستدعاء السيناتور على وجه السرعة فأتى وهو ينظر في عيون بالهايل
ثم قال :
” لا شيء مميز يبدو أنها فقدت الوعي من التوتر الشديد فحتى جسدها الضعيف لم يكن طبيعياً تمامًا ….. ”
فسأله بالهايل بغضب وهو ينظر لوجه الأميرة المستلقية على سريره
” هل هناك أي شيء آخر ؟ ”
” نعم ؟ اوه نعم إذا استرخت قليلاً فقط ستستيقظ ثم كل شيء سيكون على ما يرام …. ”
فقفز بالهايل دون أن يصبر عليه ليكمل كلماته وقال :
” حسناً ، اخرج …. ”
وعندما انحنى السيناتور وقاده الجندي الذي يحرس الثكنة للخارج لم يقترب بالهايل من الأميرة وتجول خارج الثكنة
‘ هذا خطئي ‘ لم يكن الأمر وكأنه كان سيقود الأميرة لهذا
عندما سمع الأخبار التي تم احضارها فقد عقله لكونها مشبوهة فتحدث كثيراً للأميرة
‘ من فضلكِ لا تجعليني أشعر بالندم لأني جلبت جلالتك ! ‘
شد شعره بقسوة
‘ هل هو مجنون ؟ كيف يجرؤ على قول هذا ؟ ‘
أثناء استعراضه للمحادثة التي اجراها معها سابقاً تذكر بالهايل اخر الكلمات التي قالتها
‘ قلت أنك تثق بي !! ‘
الثقة
كان لديه رأس ثقيل
لا لم يقل ذلك للأميرة قط فنظر للوراء عندما قالها للطائر عندها كان على وشك ارسال الطائر في عملية انقاذ الأميرة
ليلة البدر الليلة التي أضاء فيها ضوء القمر الذهبي المرج كله بغرابة
فركض للأميرة في مخيم الجرانور وكأنه مجذوب بطريقة غير منطقية
لقد قال عندها
‘ أنا أثق بك ‘
للطائر وليس للاميرة
لكن الأميرة التي لم تكن هناك تتذكر هذه الكلمات ، فكر بالهايل بفارغ الصبر وهو يتحرك ذهاباً وإياباً داخل الثكنة وكل هذه الفرضيات أثيرت مئات المرات ثم انقلبت رأسها على عقب
الفرضية الأولى. الأميرة جاسوسة.
الفرضية الثانية. كان للأميرة حلم.
الفرضية الثالثة. كانت الأميرة صاحبة الطائر.
الرابعة ….
كانت شيء لا يمكن تصوره .
الفرضية الرابعة.
[الأميرة كانت طائر] جلس بالهايل على الكرسي في احدى الثكنات بتنهيدة كبيرة .
************
كانت جير غير مرتاحة في النوم لذلك استدارت وكان السرير صلباً لدرجة أنها كانت منهكة عليه هنا وهناك
فرفعت نفسها عن البطانية القاسية
وانطلق هواء الفجر البارد في أنفاسها فرفعت رأسها ونظرت حولها
اوه
كان المشهد من حولها مختلفاً عن المعتاد
‘ هذه ليست ثكنتي ‘
عرفت جير على الفور أين كانت فقد كانت هذه ثكنة بالهايل حيث عاشت فيها أطول بكثير مما فعلته بثكنتها
فنظرت حولها على عجل كانت هي الثكنة ولكن صاحبها لم يكن فيها وكان الداخل قاتماً
” أين اللورد بالهايل ؟ ”
أصيبت جير بالدوار فتوقفت مؤقتاً وهي تحاول النزول من على السرير المرتفع الذي يتناسب مع ارتفاع بالهايل
” لماذا أنا هنا ؟ ”
لقد مرت بها ذكريات الليلة الماضية فعرفت سبب وجودها هنا و أصبح رأسها الذي كان ضبابياً في البداية أكثر وضوحاً
بالهايل كان يشك فيها لذلك أصرت على رؤية الطائر الرسول وبعد رؤيته
‘ كنت هذا الطائر ، طائرك الرسول ‘
رفعت جير رأسها
‘ اوووه ! ‘
جاء الأمر لفكرها لقد قالت هذا حقاً !! ألم تكن مجنونة ؟ ألم يخرج منها صوت بسبب المفاجأة
بالكاد أخذت جير نفساً عميقاً
نعم من الواضح أنها بالأمس اعتقدت أنها يجب أن تقول هذا لكسب ثقة بالهايل الذي يعتبرها خائنة
في ذلك الوقت اتخذت قرارها الخاص وقالت لكن الأمر كان سخيفاً عندما فكرت فيه الآن
‘ بالطبع لا يوجد طريقة يمكنه بها أن يثق بي السير بالهايل أليس كذلك ؟ ‘
بدلاً من ذلك لم تعرف كيف يمكنها اخفاء الأمر أكثر أثناء معاملتها على أنها اميرة مجنونة نعم جير أنت مجنونة أنت مجنونة تماماً
لا يجب أن يكون هناك طريقة للقيام بذلك فلتفكر بالأمر ، فكري هل هناك احتمال أن يتجاهل جانبها هذا أو ينساه ؟
لا
هزت جير رأسها بعناية
بالهايل ليس من ينسى ما سمعه وليس من يستمع للنكات فهناك بعض الِأشياء التي فعلتها البارحة
” يجب أن أخرج من هنا الآن ”
لكن إلى أين يجب أن تخرج ؟ هي فقط هنا ؟ لا إذا ذهبت لهناك هل ستكون محاصرة أكثر من أي وقت مضى ؟
ربما لن يقدم بالهايل أي اعذار ويطلب منهم حبسها لأنها أميرة مجنونة !
هي ليست بالشخص الذي سيفعل الأشياء بالطريقة المعتادة لكن لم يكن ذلك ممكناً حيث أن جير بدى وكأنها صدمته كثيراً بالأمس
‘ إذا هل يجب أن أبقى هنا وأتحدث معه عندما يعود بالهايل ؟ ‘
في اللحظة التي فكرت فيها بالأمر تذكرت ما قاله بالهايل بالأمس :
‘ من فضلكِ لا تجعليني أندم لجلب جلالتك ! ‘
هزت جير رأسها
‘ لا ‘ إن حالة بالهايل ليست في المستوى الذي يمكنها التحدث معه بلطف فعندما تخرج هذه الكلمات من فم رجل مثله ستكون الأمور خطيرة
لذا إذا قابلت بالهايل مرة أخرى عليها إما أن تتظاهر بالموت مثل الإنسان الذي قابل دباً أو تقدم أعذاراً جيدة
على الأقل ماذا يجب أن تقول عن الأشياء التي قالتها فيجب عليها أن تأتي بتدابير مضادة
” لا أستطيع مقابلتك الآن ”
إذا كانت هنا فهي لا تعرف متى سيأتي بالهايل لذلك لم ترد أن تبقى ساكنة وتواجهه وهي عزلاء فإذا أتى يجب أن تواجهه وجهاً لوجه دون اي استعدادات
‘ إذا ماذا يجب ان أفعل ؟ ماذا يجب ان افعل ؟ ‘
لم تكن تفكر بعقلانية وجاءت صدمتها عندما اشتبه في انها خائنة والارتعاش الذي شعرت به وهي تخبر بالهايل عما حدث بينهما فأصبحت جير غير متحمسة
عندما يتم كبت السبب ……..
” يجب أن أهرب بعيداً ”
قالت غريزتها ذلك ….
الأميرة الرسول
********************************************************************
اه تعبت ، فالفصول منقحتهاش بوسوا ايديكو وش وضهر ?✌