الأميرة الصقر الناقلة - 34
بعد أن أفرغت وعاء من عصيدة الحبوب وتغلبها على جوعها واصلت جير النظر لوجه بالهايل
وعلى الرغم من أنه سعل قليلاً إلا أنها لم تستطع التوقف عن النظر
كانت هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها إنساناً كإنسانة بدلاً من شيء لإنسان والطريقة التي استقبلت فيها نظرة هذا الرجل المهذبة
فلم تستطع جير التعود على ذلك لذا قد أدارت عينيها
” هل أنت غير مرتاحة معي ؟ ”
قال بالهايل :
كانت هذه هي الكلمات الأولى التي قالها منذ أن أجاب عن سؤالها بخصوص الوقت
‘ واو الكلمات التشريفية إنها أمر غريب حقاً ‘
كانت تفكر بانشداه خالي من التعابير فقط وتذكرت أنه عندما يسأل شخص ما شخص آخر فيجب على هذا الشخص أن يجيب
كان الأمر لا يزال جديداً عليها فقد نسيته منذ فترة أنه كان هناك العديد من المحادثات السابقة مع بالهايل
فأجابت جير :
” أووه … قبل كل شيء التقيتك أنت أولاً ؟ ”
ولسوء الحظ التزم السير بالهايل الصمت فسألت جير بعناية مرة أخرى :
” صحيح ؟ ”
قالت :
” لقد كنت متوترة قليلاً ”
” هذا صحيح …. ”
تنهدت جير بارتياح
وعندما شعرت بالراحة اكتشفت انها عطشانة
” مرحباً ، هل يمكنك أن تعطيني بعض الماء ؟ ”
فسكب بالهايل الماء من قنينة خزفية بجانبه
كما لو كانت تشرب الماء بشكل طبيعي وضعت أنفها بكل أريحية في الوعاء المملوء بالماء ومع تدفقه ومع صوته ?
” مهلاً !! ”
رفعت رأسها فدخل الماء في أنفها وسرعان ما أعطها بالهايل منشفة لتمسح
” أنتِ بخير ؟ ”
” أوه ، حسناً ….. ”
كما مسحت جير أنفها وفمها بالمنشفة أدرات وجهها الذي يحترق من الإحراج
‘ حاولت دون قصد أن أشرب الماء كما لو كنت طائراً ‘
أصبحت الذاكرة عن بالهايل الذي يشاهدها من امامها الآن غريبة بعض الشيء فقد رأت جير هذا التعبير عن بالهايل عندما كانت كطائر تومض عينيها لتعبر عن نواياها فقد كان يملك نفس هذا التعبير
فسيقول هذا :
‘ إنها بالتأكيد غير طبيعية ‘
لذا الآن ….
فتحت جير عينيها على مصراعيها
‘ هل يفكر أنها إنسانة مجنونة ؟ ‘
بينما تفكر جير في هذا الموقف الموازي تحدث بالهايل :
” هل تعرفين أين هذا المكان ؟ ”
فنظرت جير حولها
يبدو أنه ثكنة صغيرة تعتبر أصغر قليلاً من ثكنة بالهايل
” ثكنة … لا ؟ ”
حرك بالهايل حاجبيه قليلاً
” هذا هو مخيم الروهينيم ونحن هنا مع جلالتك بعد أن جلبناك من مخيم الجرانور ”
رمشت جير
‘ مثل هذا ‘
تعال للتفكير في الأمر كان هذا أول شيء يجب أن تسأل عنه عندما تستيقظ الإنسانة جيرين ، أين هي ؟ لماذا هي هنا ؟ …..
جير مدركة بالفعل للوضع ولكن ليس من وجهة نظر بالهايل
لأنها سمعت من السجينات اللواتي قالوا أنها فاقدة للوعي منذ المرة الأولى التي رأو فيها جير
كان بالهايل على يقين أنه يجب على جير ان تكون لا تملك أي فكرة عما كان يفعله
فقال بالهايل :
” جلالتك إذا أخبرتنا عن الذي حدث أعتقد أنه سيكون مفيداً لنا في المستقبل ”
شعرت بثقل في قلبها
هل يجب ان تقول أنها عصفور رسول ?♀️
‘ ماذا سيحدث لو قلت ذلك ؟ ‘
بينما كانت تحاول أن تتخيل هزت رأسها بسرعة
لا لقد عوملت كطير مجنون لأنها تصرفت كما لو أنها تستطيع فهم الناس
في خضم هذا إذا أصبحت أميرة وادعت أنها طائر ما هي الطريقة الوحيدة التي سيصبح عليها عقلها بعد شربها للسم ؟
ماذا ستكون معنويات الجنود عندا يقال في الشائعات أن الابنة الملكية الوحيدة المتبقية مجنونة .
وفوق كل هذا فكرت جير بمرارمة
‘ طالما استعدت جسدي البشري لا يمكنني الوقوف بعد الآن ‘
لمجرد أنها كانت على اتصال وثيق ببالهايل لا يعني أنها يمكن أن تثق به بالكامل
الثقة به كقائد والتفكير به على أنه رب للوماريس أمرين مختلفين
بالهايل هو رأس الأسرة كأب للنبلاء الذين يدعمون الأميرة الأولى والثانية وكان الخطيب المؤقت للأميرة الثانية دميرا
هل تتحدث أدئها لبالهايل ؟
لا إذا كانت ليندبيتسي على قيد الحياة وأصبحت الملكة فلن تكون آمنة بسبب ما ستقوله لللورد بالهايل
‘ ما فعلته كطائر رسول فلننساه ‘
لا ينبغي لأحد أن يعرف أنه عملت كطير رسول لهذا البلد
” جلالتك ؟ ”
رفعت جير رأسها بسرعة عند مناداته لها
” نعم ؟ ……… ”
” لا تتذكرين جيداً ؟ ”
عند سؤاله فتحت جير عينيها
نعم هذا هوالواقع عليها فقط أن تجيب أنها لا تتذكر
في الواقع بما أنها لم ترى أو تسمع بهذا الجسد فليس لديها ما تتذكره
أومأت جير برأسها وقالت :
” أجل ”
عبس وجه بالهايل بنعومة
” من الوقت الذي غادرتي فيه القصر الملكي ولو قليلاً ! ”
” لا ، لا أتذكر شيء بعد مغادرة القصر والقبض علي ففور إمساكي تم لف كيس على رأسي وفقدت وعيي وعندما استيقظت كان هنا ……. ”
أومأ بالهايل برأسه وهو يضع نظرة عميقة ثم نظر لبشرة جير لفترة وفتح فمه بقوة
” أو ، هل تتذكرين ما قلته عندما استيقظت لأول مرة ”
عندما استيقظت لأول مرة ؟
تذكرت جير الوقت الذي تأكدت فيه أنها عادت لجسمها كإنسانة
تتذكر فقط أنها فوجئت وتشتت انتباهها ولا تتذكر التفاصيل …. ما قالته
وبينما كانت تفكر لم يحالف بالهايل الحظ
” أخبرني عن الطائر ……… ”
أوه ، الجديد ، جسدي الجديد !!
[ طبعا ليش هان قالت الجديد لأنه مو جسدها الأصلي فحتى لو رجعت الحين لجسمها كانسانة بيضله جسمها الجديد لانها ما قعدت فيه زي عمرها كانسانة ]
رفعت جير رأسها وأجرت اتصالاً وثيقاً بالعين مع بالهايل
‘ أجل ، أنا لا أعرف أي طيور …. ‘
نظر لجير بارتياب
فلعقت جير شفتيها الجافتين
” أوه ، هذا …. هذا ، الجديد … أعتقد أن الشيء نفسه كان هنا ! ”
” كيف تعلمين عن ذلك … ”
بالهايل الذي كان يتكلم توقف عن الحديث وأغلق فمه بإحكام
” سمعت أنك كنتِ لا تزالين مستلقية ”
أصبحت جير محرجة وعضت على شفتيها لكنها لم تستطع المساعدة
عندما يكون هذا هو الحال فيجب عليها الارتجال
” طائر الرسول …. ألا يوجد طائر رسول مشترك في ساحة المعركة ؟ ”
سألها بالهايل بجدية :
” هل تعرفين أي شيء عن الطائر الرسول ؟ ”
أدارت جير عينيها
لتستحضر عذر التفافي دون أن تشعره أنها تعلم بشؤون ريموند العسكرية
” وو … إنه حلم …. ”
” حلم ؟ ”
” حصلت على حلم قبل أن استيقظ لا أذكر أي شيء جيداً ….. ”
قامت جير بإيماءة خافتة كما لو كانت تتجول في ذكرى ضبابية
” الطائر الصغير يرفرف أعتقد أنه فعل ذلك حسنا ً، فارغ ؟ كان نوعاً من هذا القبيل ربما يوجد شيء من هذا النوع في المخيم أليس كذلك ؟ ”
لم يكن الأمر خاطئاً لأنها هي من كانت في الواقع طائراً وطارت بجوار جسدها البشري اللاواعي
أصبح تعبير بالهايل معقداً
” الطائر مصاب ويتم معالجته ”
اندفعت جير للأمام قليلاً
” هل يمكنني أن أذهب لأراه ؟ ”
سقط الجواب فوراً
” لا ”
فحدقت جير بقوة في وجه القائد العام الذي يقول أن هذا غيرممكن للأميرة !
ولقد لاحظت الشك والتيقظ على وجهه
فصرخت جير في قلبها
‘ هل علته المفعمة بالشك أتت مرة أخرى ؟ ‘
عندما كانت طائراً كان يعرف كيف يقول مرحباً لجسم الإنسان
ولم تستيطع هي ولكنها لم تكن تعلم أنه سيكون على هذا النحو عندما تعود كإنسانة
عليك اللعنة
على أي حال لا يمكن حل أي شيء بسهولة
******
جالساً وحيداً في الثكنة فضغط بالهايل على عينيه برفق
غريب
إنه أمر غريب بغض النظر عن مدى تفكيره في ذلك
وأشار بالهايل لمشاعره الغريبة تجاه الأميرة الواحدة تلو الأخرى
أول ما يزعجه هو الطائر
بمجرد أن ذكر الطائر كانت عيني الأميرة تتألقان
وقالت :
” أوه ، لقد كان حلماً ! كان لدي حلم قبل أن استيقظ …. ”
هز بالهايل رأسه
لقد عاش في ساحة المعركة لمدة 10 سنوات وطارد الغنجا وزرع الجواسيس
كان معتاداً على تحديد مصداقية كلمات وأفعال الشخص أكثر من الشخص العادي
هل حلمت قبل استيقاظها ؟ كانت كلماتها لا يمكن سماعها إلا كذريعة واهية
إذا كان الأمر كذلك لم يكن هناك سبب للعثور على الطائر بمجرد استيقاظها لا يمكنها أن تقول أنها تعرف ذلك الطير الرسول فقط !
ربما كانت تعلم بوجود طائر رسول خاص ….
كان من المرجح أنها سمعته من مكان ما أو أخبرها عنه أحدهم
المفتاح هو من قال ذلك لها ، كان بالهايل دائماً قلقاً بشأن هذا الجزء
لو سمع أحدهم بهذا الشأن لسمعت بالأمر واضطررت لأسرد القصة ولكن الأميرة استمرت في النظر حولها وتجنبت الإجابة
‘ آخر …. هل هو عدو ؟ ‘
غضب بالهايل لسبب ما وشد على قبضتيه
أو حقاً ….
الأميرة والطائر والحلم …
هل يحدث هنا شيء مثير للاهتمام ؟
بمجرد ان يسأل نفسه سؤالاً مثل المناجاة الفردية في المسرحية
مر به بعض الحدس
هجوم الطائر و دماء الابنة الملكية وصحوة الأميرة
تم تجميع هذه القطع الثلاث في مكان واحد
” أسطورة الدم الذهبي ! ”
الرجل الذهبي الذي قيل أنه يحمي هذه الأرض بسكب دمه الذهبي
الابنة الملكية لريموند التي أخذ دمها
دماء الأميرة الثامنة التي سقطت على الأرض فاستيقظت الأميرة
أحنى بالهايل رأٍه
هل من الممكن أن تكون الأسطورة التي مر عليه أكثر من 600 عام أو حتى قصة بنتها أفواه كبار السن ، حقيقة واقعية في هذا العصر ؟
تذكر قطرة الدم التي مرت على يده وسقطت على الأرض
ربما الطائر لا يعرف
الدم الذهبي الذي يقال أنه يحمي هذه البلد وعندم سقط دم الأميرة على الأرض ستظهر تلك القوة ونتيجة لذلك استيقظت الأميرة حقاً ؟
خلاف لذلك لم يكن هناك سبب ليقوم الطائر والذي على ما يبدو أنه بجانب ريموند بمهاجمة الأميرة فجأة
أيعلم الطائر أنه إذا سكب الدم الذهبي يمكنه إنقاذ الأرض ؟ …. هل فعل ذلك ؟!! عصفوره الرسول هل هو مجرد طير ذكي يمكنه فهم القليل من الكلام ؟
ضغط على رأسه مرة أخرى
في الواقع كانت هذه القصة مجرد هراء
على وجه الخصوص عندما يفكر في السلوكيات الغريبة التي شاهدها من الطائر والهزيمة المتكررة والهجوم المتقلب العاطفي
كان من غير المحتمل أن يكون الطائر مبتدع
وكذلك الأميرة
وبعد مراقبة بعض السلوكيات غير المفهومة التي شاهدها من الأميرة بعد استيقاظها توصل إلى أن الأميرة تبدو في حالة من سوء التفكير الآن
وفي ذاكرة بالهايل كانت الأميرة تتجنبه طوال الوقت ولم يحاول تحديها أبداً بنوبات
وليس فقط نفور
ومع ذلك كان موقف الأميرة المستيقظة مختلف تماماً
بعد فترة وجيزة من استيقاظها
تعرفت الأميرة على وجهه ونادته
” سيد بالهايل ! ”
الأميرة الرسول