الأميرة الصقر الناقلة - 24
بالهايل تفحص الوقت
” انها متأخرة ”
كان ينتظر شخصاً ما الآن ، دميرا الأميرة الثانية التي أبرمت عقد زواج معه
مهمة بالهايل اليوم هي انتظار الأميرة ومرافقتها
الأميرة الثانية
كانت شخصاً اعتادت أن تتحقق من رتبتها ورتب الآخرين عن طريق وقت الانتظار وكانت دميرا أيضاً مهووسة جداً بترتيب ظهورها
” كان لابد لها من الانتظار لفترة أطول قليلاً ”
وجه بالهايل نظره نحو قاعة المأدبة التي انبعث النور منها فجأة وللوهلة الأولى شوهدت الأميرة الثامنة وهي مرتدية رداء الاحتفالية الفاخر للنضج
فحدق بالهايل في المكان الذي ظهرت فيه الأميرة الثامنة ولكنها كانت قد اختفت فجأة
لا يوجد فيها شيء مميز من الخارج وهي تبدو بريئة وعديمة الظل
كان الشيء نفسه ينطبق على الشائعات التي انطلقت حولها أنها سهلة وهادئة وتحجم عن مقابلة الناس
” طائر في قفص ”
الذي يعرف أن داخل القصر هو كل شيء في العالم دون أن يعرفه حقاً
كان هذا هو الرأي العام عنها و أيضا كانت هذه هي كل المعلومات التي عرفها بالهايل عن الأميرة الثامنة
وفي كل مرة كانت تهرب منه بطريقة غريبة غير مفهومة فيشعر بالهايل بظل غريب منها
ماذا يجب أن يقول ؟ كان يشعر بالقلق ولكن بالكاد حدد شعوره
” آخر جندي يفر من العدو ”
كان هذا تعريف الجندي الذي عاش نصف عمره في المعركة وبالهايل كان يطارد مثل هذا الجندي
مقاومة يائسة ولا تستسلم رغم علمها بوفاتها في النهاية يأس لا يخفى وحيوية لا تنتهي
في النهاية ما رآه الجندي الذي قطعت أنفاسه على يد فارس من مرؤوسي بالهايل هو ما شاهدته أيضاً الأميرة الثامنة التي هي بشكل سخيف من أفراد العائلة المالكة
كان راضياً عن التعريف الذي وضعه ولكنه فوراً أصبح غير راضٍ عنه
وإذا كان الأمر كذلك فهل هذا يعني أنه عدو للأميرة الثامنة ؟ القائد العام يتم معاملته من قبل فرد ملكي على أنه عدو
“ما رأيُك؟”
رفع بالهايل رأسه وسرعان ما كانت الأميرة الثانية دميرا تقف أمامه
” جلالتكِ ”
كان بالهايل في عجلة من أمره لتحيتها فقالت دميرا وهي تملس على شعرها الاحترافي الجاف تماماً على كتفيها
” لقد تأخرت قليلاً في التحدث إلى ليندبيتسي هيا لندخل ”
“نعم.”
دفع بالهايل أفكاره الغير مجدية إلى ما وراء وعيه ومد ذراعه فوضعت دميرا يدها عليه برفق
” صاحبة الجلالة دميرا بمها ميرديس ولوماريس السير بالهايل يدخلان ”
سرعان ما تحول انتباه قاعة المأدبة إليهما فدخلت دميرا قاعة المأدبة بتعبير واثق وفي كل خطوة من خطواتها انسكبت عليها التحيات مثل الماء
” الأميرة الثانية ”
” صاحبة الجلالة دميرا ”
نظر بالهايل للجانب الممتلئ بالفخر الخاص بالأميرة التي ستتزوجه اذا لم يحدث شيء
على الرغم من أنها قد لا تكون الشخصية الرئيسية في مأدبة اليوم إلا أنها كانت هنا في عالمها الأصلي
هي اقرب شخص للملك القادم وهي امرأة روهينيم
ربما هو شخص ليس لديه ما يبكي عليه أكثر من الأميرة الأولى ليندبيتسي التي ستصبح القائدة
تركت ذراع بالهايل في منتصف القاعة
” هل تحضر لي بعض المشروبات ؟ ”
أحنى رأسه واستلم أمرها وعندما أحضر الشراب لدميرا قالت بابتسامة :
” يجب أن اذهب لليندبيتسي هناك قصة لم أستطع قولها لها من قبل ”
” نعم ”
بالهايل راقب بهدوء دميرا وهي تقترب من ليندبيتسي وزوجها السير كايبورن
كان شيئاً مألوفاً فدميرا لم تبتعد عن ليندبيتسي أبداً ويظل بالهايل وحيداً دائماً في قاعة المأدبة
اقترب منه اللورد لوك وتكلم :
” أنت نظيف جداً ”
نظر بالهايل لصديقه المقرب الذي كان يرمقه بنظرة مثيرة للشفقة فحك اللورد لوك رأسه
” لدي أيضاً طريقة للبقاء بجانبك أكثر قليلاً ”
نظر إليه بالهايل كما لو كان يتحدث فخفض السير لوك صوته
” الأميرة الثانية تتحدث ”
تمتم بنبرة مزعجة كما لو كانت وظيفته :
” إذا لم تكن هي كان سيكون هناك العديد من السيدات اللاتي سيأتين … ”
هز بالهايل يديه بسبب الاعتراض الغير مجدي
” لقد رافقتها على سبيل المجاملة ولقد تشاركت مشروبي الأول معها على حساب المجاملة ”
” آه على الرغم من ذلك لماذا الشخص القريب جداً من الابنة الكبرى لجانبنا ؟ ”
توقف بالهايل عن الكلام الجاد
” هي وأنا مخطوبين بشكل غير رسمي وإذا كانت قريبة فإنها ستفضل الانتقال لسيولسو القديمة ”
************** هان حاولت كتير لكن ما فهمت أساسا فصول الذكريات ما كانت كتير واضحة وترجمتها كتير صعبة فلو في اشي مش فاهمينه مش عارفة صراحة يا بتوضح مع المانهوا أو في الفصول القادمة لعلها بتكون اصلح ***
” لا•••••• ”
توقف اللورد لوك عن محاولة قول المزيد.
“هل رأيت الأميرة الثالثة بالمناسبة؟ لقد كانت جميلة حقًا “.
“لم اراها بعد.”
“ماذا عن السير إيفان والليدي أديل الخامسة ؟ ماذا عن خطيبة الأمير الجديدة؟ ”
تنهد بالهايل .
“•••عقب هذا مباشرة.”
ترك السير لوك وحده وغادر قاعة المأدبة.
اليوم كان متردداً كثيراً في إلقاء تحيات لا معنى لها على الكثير من الناس وحتى المحادثات مع الأشخاص الذي وضعوا حسابات لا حصر لها في كلمة واحدة
إذا استطاع أن يفكر في الأمر في مكان هادئ. انحنى بالهايل في الظلام قرب مدخل قاعة المأدبة و في الداخل احتفالاً بسيطاً بدى وكأنه قد بدأ وظن للحظة أنه يجب عليه الدخول ولكن بالهايل وقف بالخارج
” …. أنت مرهق ”
ما شعر به كان الإرهاق دون أي استثناءات بعد مواجهته دميرا فركز نظرته في الهواء المظلم
وصلت أفكاره إلى دميرا التي تتجول في قاعة المأدبة خطيبته التي لا تريده
كان هو و دميرا في علاقة سياسية بحتة ولم يكن هناك تبادل عاطفي أو فكري بل سياسي
وما جعل الأميرة الأولى تربطهم معاً أختها الصغرى ورئيس روهينيم هو رغبتها بأن ترتبط به بشكل آمن
بالهايل ليس لديه مشاعر خاصة نحوها ولا هي كذلك ولكن بالهايل شعر بنوع من الذنب تجاه دميرا وكان شعوراً غير مريحاً ولا أساس له
لا يحب حقيقة أن دميرا يجب أن تقوم بهذا الزواج كما لو أنه قد أجبرها على الموافقة وهو أمر لا تريده بالتأكيد
كما أنه مجبر على أن يكون في حالة سكر
” هااا ”
هز بالهايل رأسه ليساعد نفسه فهل ستكون مع شخص ليس لديها أي علاقة معه مثله ؟
قام بشد شعره الذي كان مثباً بشدة بيده
كما أن حقيقة أن هذه المأدبة كانت حفل بلوغ الأميرة الثامنة التي وصلت لسن الرشد والتي ساهمت أيضاً في شعوره بالإرهاق والشعور الغريب الذي يزحف مثل الحلزون ويزعجه
كككك
في هذا الوقت تم فتح مفصل الباب بعناية
بالهايل لم يرد أن يسأله أحد فاختبأ في الظلام
فبرز رأس من داخل الباب وكان الشعر بني فاتح
بعد فترة وجيزة ولكن بعناية انزلق الرأس الذي كان ينظر للخارج عبر الباب مع الجذع فنظر بالهايل لظل الفتاة بشكل مختلف
أي امرأة من عائلة نبيلة كانت غير مهتمة بهذا ولأنه لا يهتم بأحد لا يعنيه بقي
تسلل
أُغلق باب قاعة المأدبة وأضاء وجه الفتاة في الضوء
….
تفاجأ بالهايل بشكل غير متوقع وعبس بحاجبيه
كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها الأميرة الثامنة بشكل قريب جداً وقد لفت انتباهه تجعد شعرها بالقرب من الجبهة والأذنين
والانطباع الأول الذي أخذه عنها بعد رأيتها عن قرب لم تكن مثل أميرة
بطلة الحفلة تتسلل من المكان لتحتفل ببلوغها
كيف تخرج ؟ لا لماذا هو قدم ؟ ، بالهايل لم يفهم فنظر لوجهها
عندما ينتهي الحفل يجب أن تحيي الناس أو على الأقل يجب أن تكون هناك
ماذا بحق الجحيم كانت تفكر ؟
بعد مغادرتها الباب اختفت الأميرة الثامنة في الحديقة حول زاوية الممر و اختفت خطواتها
حدق بالهايل بهدوء في ظهرها ثم رفع ظهره المتكئ على الحائط
لم يكن من الآمن أن نقول أن الشخص الذي يحمل الدماء الملكية يمكن أن يتمشى بحرية من تلقاء نفسه دون أن يجلب شخصاً واحداً معه
‘ إلى أين تذهب ؟ ‘
إذا كانت الحديقة فلابد انها تعقد اجتماعات سرية غالباً لذلك لا يعرف ما إذا كانت ستلتقي بشخص ما
يعتقد ان ما فيه ليس بسبب تجنب الناس ولكن بالهايل كان غاضباً بعض الشيء لسبب ما
توجهت الأميرة الثامنة للحديقة وبدأت النظر نحو الفناء الصغير الموجود عند المدخل
وبدى وكأنها ترى ما إذا كان هناك أي أصدقاء مشهورين
للتأكد من عدم وجود أحد سارت نحو النافورة في الفناء
كانت يد الفتاة التي تكاد تبلغ من العمر عشرين عاماً مغمورة فقط في ماء النافورة و يبدو أن الماء كان أبرد مما كانت تظن فأزالت يدها بسرعة ومرة أخرى أعتقد بالهايل أنها ليست خجولة
لم يكن يتعلق الأمر بالأفعال فقط بل بسبب تعبيرات وجهها أو ربما بسبب خدودها المستديرة
وظهر الشغف الذي لم يستطع فهمه على وجهها
لقد اندهش من تعبيرها لكن الأميرة فعلت شيئاً أكثر غرابةً
رفعت فستانها إلى الركبتين
بالهايل ذهل من تعريض جسدها تحت ضوء القمر الخافت وبسرعة أدار عينيه
ضرب بهدوء … كان هناك صوت تبلل قدمين وسمع سلسلة من الأصوات مثل ارتطام الماء بقدمها
‘ ما هذا …. ‘
ضغط بالهايل على أسنانه
كلما نظر إليها أكثر كلما كانت مليئة بالنقاط المجهولة بالنسبة له أكثر ، نظر بالهايل مرة أخرى نحو الأميرة الثامنة بعواطف تشبه نوبة غضب وليس الفضول …
تصلب للحظة
لم تكن أرجل المرأة البيضاء فقط هي من تألقت تحت ضوء القمر
بل دموع على خد الفتاة التي رفعت تنورتها و دخلت النافورة ?
شيء من هذا القبيل يضيء لبالهايل
كان أو من عرف ذلك اليوم بهذا
دمعة
حبس بالهايل أنفاسه للحظة وحدق فيها بينما سقطت دموعها في النافورة كان يعلم أنه ليس من اللطيف أن يستمر في النظر ولكن لم يستطع أن يرفع عينيه عن ما يراه
انحنت الأميرة ونزعت بعض المياه بين أصابعها ورأى كيف للمياه الفضية أن تتسرب من بين تلك الأصابع
هنا انفحرت الأميرة في الضحك دون إصدار أي صوت
كما لو كان الأمر محزنًا حقًا.
كان الأمر أشبه بالبكاء للوهلة الأولى ولكن بزاوية رأسها ولهاث صغير استطاع أن يرى أنها كانت تضحك
الأميرة التي توقفت عن البكاء أخذت نفساً عميقاً وزفيراً وكأنها تحاول تهدئة حماسها
شعر بسعادة غامرة بمجرد التنفس بدى الأمر وكأنه طفل حديث الولادة
شد بالهايل قبضتيه
كان يعرف بأن الظل الذي شعر به من الأمير الثامنة غريب فلماذا لم يعرف ما هو بالفعل ؟
برؤيتها عن قرب اتضح أن الظل لم يكن للأميرة بل كانت الأميرة هي الظل !
كانت الأميرة بشكل كامل مغطاة بظل عميق لذلك لم تجد لها ظل
لم تكن لوقت طويل
دفعة
خرجت الأميرة الثامنة من النافورة
اخفت الفتاة قدميها المبللتين تحت الفستان ومسحت الماء عن الأرض
بالكاد رفع بالهايل عينيه عن الأميرة واستدار
إذا بقي هنا لن يكون قادراً على تجنب البقاء مع الأميرة الثامنة فقد كان دائماً خجولاً من الأميرة الثامنة التي تتجنبه ولكن بالهايل أراد أن يتجنب هذا اللقاء هذه المرة
عاد بالهايل مسرعاً نحو مدخل القاعة وتوقف مرة أخرى حيث وقف من قبل
صوت الموسيقى من الداخل والمأدبة ما زالت على قدم وساق
ظن بالهايل أنه يجب ان يذهب الآن لأنه بقي بعيداً لفترة أطول مما كان يتصور ولكن بالهايل كان يقف في الظلام وحيوية المشاهد التي رآها سابقاً كانت أكثر إشراقاً من قاعة المأدبة المضاءة
حاول بالهايل الاحتفاظ بها في رأسه
سباك سباك سباك
سمع صوت وقع اقدام قتلته فالتفت بالهايل للصوت
كانت الأميرة الثامنة التي أزالت المشاعر من وجهها تقترب ببطء من الباب
الأميرة الرسول