الأميرة الصقر الناقلة - 23
كلمات الغضب تصاعدت ذهاباً وإياباً بين الفرسان
” ألا يوجد أي شخص في جرانور يعرف لغة ريموند أفضل من هذا الرسول ؟ ”
رفع بالهايل يده ليمنع الفرسان من الزئير , حتى في نظر بالهايل كان غضبه يتأرجح ويصعب إخفائه
صاح بالهايل بعد استماعه لبضع كلمات أخرى بتعبير صبور
” توقف ! ”
تفاجأ الرسول بصوت البرق فتوقف عن القراءة فقال بالهايل وهو يطحن أسنانه :
” اجلب الرسالة سأقرأها بنفسي ”
اخذ الفارس الذي بجانبه الرسالة بطريقة قاسية من الرسول وعرضها على بالهايل
كان ينظر للرسالة منذ فترة ثم رفع رأسه ببطء
فحلت نظرة من الفضول من الفرسان فسلم بالهايل الرسالة للورد لوك
” للجميع …… اقرأها ”
بدأ اللورد لوك الذي احمر وجهه خجلاً بقراءة الخطاب وهو ينهار
[ تراجع نحو الجنوب بأربع بوابات و ابقى في تلك الجبهة مدة أربعين يوماً فلدينا ” الأميرة الثامنة لريموند ” ]
” !!!!!! ”
في هذه اللحظة حجظت عيون الجميع في دهشة داخل الثكنة
الأميرة الثامنة لريموند هل يوجد اي فرد ملكي على قيد الحياة !!
لم يتفاجأ أحد بتواجدهم أمام القائد العام وجندي العدو ولكن الأجواء تجمدت تماماً
حتى أن اللورد لوك قرأ الرسالة
[ إذا هزمت روهينيم خط المواجهة أولاً فسنعيد الأميرة الثامنة على قيد الحياة ومن أجل إنشاء الثقة سنرسل شيئاً كانت الاميرة تحمله على جسدها ]
ي.و
• •••••
للحظة مر صمت مرعب فتحدث بالهايل للرسول مع ضعط عالي
” هل لديك شيء كانت تحمله صاحبة الجلالة ؟ ”
أشار الرسول للأشياء المسروقة من التفتيش الجسدي فنظر بالهايل لفارس فمر عبر حقائبه وعاد ومعه حزمة من الأشياء
قال بالهايل قبل التفريغ:
” احتجز الوفد واحتفظ بهم جيداً فلن نعيدهم حتى يتم تحديد الرد ”
عندما تم سحب رسول العدو امتلأت الثكنة بالغمغمة
” سيدي إنه تضليل فنظراً لأنهم يحتلون القصر لابد وأنهم وجدوا قطعة الأميرة هذه هناك ”
” نعم إلى جانب ذلك إنها 40 يوماً بحلول ذلك الوقت ستصل التعزيزات لجرانور من الشمال فمن الواضح أنهم يهدفون لذلك ”
” ربما كانت في جسدها كشخص ميت بالفعل ! ”
فقال بالهايل الذي كان يستمع إليهم بصمت بعد الاستنتاج :
” كل ما ورد في هذه الورقة لا يثبت أن جلالتها على قيد الحياة ”
الفقرات التي وافقوا عليها بالهايل أكمل ببطء
خرج الحزام من الداخل بزخرفة الخصر الزرقاء بنمط ملكي
توقفت عن التنقس بسبب النمط الملكي المرئي بوضوح
كانت هناك الشخص الوحيد الذي تعرف على هذا الشيء ولم تندفع لقول هذا او ذاك
العصفور في السلة مالكة هذا الشيء والابنة الملكية لريموند
كانت الأميرة جيرين
استمر النقاش
” إنهم يستغلون حقيقة أننا لا نعرف أي أخبار عن أفراد العائلة الملكيين ”
” إذا قلتها بهذه الطريقة فأنا لا أعرف على وجه اليقين إذا ما كان يجب أن يظهر الأمر على هذا النحو ؟ ”
” لماذا ؟ ”
” اذا كنت تعلم فمن الأفضل أن يدعوا أنها الأميرة الأولى أو الثانية ”
” هذا صحيح ولكن إذا كانت الأميرة الثامنة حية حقاً فهي الفرد الملكي الوحيد ….. ”
توقف بالهايل عن الكلام
” صمتاً ”
الجميع في الثكنة أصبح صامتاً فنظر حول الفرسان
” المشكلة هنا لماذا هذه الأخبار عن أميرة لا نعرفها ؟ ”
نظر الجميع للأسفل
” كنا نتجول بحثاً عن أفراد العائلة المالكة كل هذا الوقت وكنا نطارد قطة من القمامة تتجول في الشوارع دون النظر إليها ، على أي حال …. ”
أمسك بالهايل حزام الخصر الأزرق
” لم تكن هناك أخبار عن جلالة الأميرة الثامنة قبل أن أسمعها من العدو اليوم ”
خطى اللورد لوك بحذر
” سيدي ما رأيك ؟ ”
فأجاب بالهايل بصراحة :
” لا أعتقد أن لديهم سبباً للكذب ”
أومأ اللورد لوك
” نعم اذا تعرضنا للخيانة من طرفنا و المعلومات الشخصية عن الأميرة لم تكن مضمونة فيمكننا استعادة 4 قلاع قبل وصول تعزيزات جرانور مرة أخرى ”
” نعم يجب أن يعرفوا عن ذلك جيداً فلماذا سيكذبون وليس لديهم شيء ليكسبونه ؟ ”
أصبح جبين بالهايل أكثر عبوساً
” اجلب ورقة ”
” بالمناسبة كيف آمن بنا الجرانور وقالوا أنهم سيسلمون جلالة الأميرة ؟! ”
” هذا صحيح بعد استلام جلالة الأميرة قد ننقض الوعد وندفع كل الخطط مرة اخرى وكانوا هم من غزوا أولا على أي حال فليس لدينا سبب للتردد ”
” لو أني مكانه لكنت احتجزتها واستخدمتها كرهينة ! ”
مسح بالهايل على جبهته
” هناك شيء غريب في هذه المفاوضات ”
لمس اللورد لوك ذقنه الداكنة بتعبير معقد فنهض بالهايل من على مقعده
كان كل الفرسان الواقفين قد اتخذوا موقفاً حازماً
” بمجرد أن يرسل قادة الفرسان الفرقة السوداء الوفد سنطلب أخبار عن الأميرة الثامنة مرة أخرى
”
” نعم ”
قال بالهايل وهو يلصق الختم ويجهز خطاب الجرانور
” سـأطلب من الجرانور رسالة مكتوبة من خط يد صاحبة الجلالة الأميرة الثامنة ”
كانت تلك نهاية الاجتماع.
عندما لم يبقى أحد في الثكنة التقط بالهايل زوج الخطافات وأخرج جير
” لقد انتهى الآن ”
ومع ذلك كان روح جير قد خرجت بالفعل
‘ أنا حية ‘
خرجت جير وهي ترتجف وتحدق في الحزام الأزرق
كان شيئاً امتلكته في اليوم الذي هربت فيه مع إخوتها من القصر الملكي
لقد استمتعت بكل شيء لكنها لم تكن تملك شيئاً فالشيء الوحيد الذي كان يعنيها وكانت قد شعرت بالندم بسببه عندما اعتقدت أنها ستكون نهاية حياتها
حلية خصر من الساتان الأزرق أعطاها إياها والدها أثناء احتفال سن الرشد
في الواقع لم يكن الوقت والشخص الذي قدم الهدية مهمين للغاية
أصبح الأمر مهما ًلها بسبب والدتها التي توفيت أثناء ولادتها في سنتها الثالثة من الزواج
” عيناك تشبه والدتك تماماً ”
هذا ما قاله الملك أثناء تقديم هدية بمناسبة بلوغ سن الرشد وغير الأب وجهه بسرى ليرى ما إذا كان لا يجب أن ينطق هذه الكلمة
” لقد انتهى زواجها بسببك أيضاً ”
كان هذا مجرد قول لذلك لم أملك شيئاً لأقوله فالملك لم يكن مهتماً بزواج جيرين وإذا لم يكن يتعلق الأمر بحفل سن الرشد فربما لم يكن ليعرف كم عمرها
يبدو أنه كان ينوي تكليف زواجها لليندبيتسي و مع ذلك لقد تراجعت جير وهي تمضغ هراء الملك
نهاية الكلام والزواج
متى تزوجت مثلما حملتها والدتها ربما ستحمل حياة هي أيضاً ولقد كان هذا سياريو حياة لم تفكر فيه جيرقبل الاحتفال بسن الرشد
بالطبع كان خطط ليندبيتسي لتزويج جير وهي على قيد الحياة
تتزوج من رجل لا تعرفه وتملك طفل مقابل حياتها ؟
يبدو هراءً ارتجفت جير وتراجعت عن التفكير بأمثلة
كيف عاشت وهي تضع حياتها من أجل شخص بينما لا يريدها أحد ألم يكن هذا لها فقط ؟
ومع ذلك فإن الأسرة التي بدأت كأم وأدت للزواج والولادة تدفقت للوراء ووصلت لأمها
شابة كانت الثانية التي يعيلها أباها وقيل أنها من عائلة متدنية من الطبقة الوسطى
كانت والدة جير قادرة على إدارة التزاماتها بسبب حقيقة أن قوة أسرتها لم تكن كبيرة
لذلك يجب أن تكون امها قد عرفت ذلك أيضاً
أن الطفل الذي كانت تحمله لا يمكن أن يكون له أي معنى في التاريخ وعندما أنجبتها الأم كان هناك بالفعل سبعة ملوك بالقمة أعلاها
وبالمقابل هل أنجبتها مقابل حياتها ؟ لماذا ؟
رأت وجه الأب المبتسم وتذكرت جير أماً لم تكن لتستطيع معرفة وجهها
الشخص الوحيد الذي تمنى لها الحياة على هذه الأرض
وإذا كان حياً فسيكون مهووساً بحياته أكثر من نفسه
حتى الطفل الذي لا يريد تاريخه ولا يحتاجه أباه فالأم التي أردات جير بدلاً من حياتها لا تملك سبباً سوى أنها أم
لم تستخدم جيرين زخرفة الخصر التي حصلت عليها في ذلك اليوم واحتفظت بها
بسبب والدتها التي امتلكت عيون زرقاء وفقاً للسجلات الملكية على الرغم من عدم وجود صورة أصبح الساتان الأزرق تذكاراً لحياة جيرين
فهربت جير به ليلة هروبها من القلعة
بالمناسبة …. أنا سلمتها لجرانور ؟
تمتمت جير بصراحة
” أنا هنا و على قيد الحياة هناك ! … إذاً من بداخلي ؟ ”
إنها جير أين أنت ؟
حتى عندما نادت لم تستطع سماع أي شيء مثل الإجابة
بالهايل غمس القلم بالحبر ثم أخرجه وضعه على الورق كان عليه أن يكتب رسالة لكنه لم يستطع أن يركز
لقد كان في هذه الحالة منذ أن طلب إعادة رسالة مكتوبة بخط يد الأميرة الثامنة مع رسول الجرانور
” تنهد ……. ”
تنهد بالهايل
إنه أمر مثير للشفق فهو يسمى القائد العام
ألقى باللوم على نفسه ونظر للطائر جانبياً
كان في ذهنه أن الطائر هادئ بشكل غريب ومن قبل كانت نظرة الطائر دائماً معلقة بحزام الساتان الأزرق
ألقى بالهايل نظرة على زخرفة الخصر التي أخرجها دون وعي
خطرت بباله فكرة أن صاحب زخرفة الخصر هذه الأميرة الثامنة تملك عينين بنفس لون هذا الساتان الأزرق ، الأميرة الثامنة جيرين نعم
قال بالهايل الاسم بفمه :
” جيرين بمها مرديس ”
تذكر بالهايل قبل عامين عندما رأى الأميرة جيرين آخر مرة
كان ذلك اليوم هو الاحتفال بقدوم سن الرشد الخاص بالأميرة
لم يكن بالهايل على اتصال معها و التي كانت بطلة حفل سن الرشد فقد شارك فقط في الحدث الملكي كممثل لعائلة لوماريس
الأميرة الثامنة
على الرغم من أنه رآها من مسافة بعيدة في هذا الحدث الكبير إلا أنه لم يكن لديه تعامل منفرد معها مطلقاً
لقد كانت غريبة بعض الشيء بمعنى أنه لديه معارف وأجرى محادثات مع جميع الأفراد الملكيين الآخرين
حتى أنه التقى بالأمراء العاشر والحادي عشر الذين لم يتجاوزا العاشرة من العمر ودعته والدتهما ليحضر مأدبة معهما
والسبب أنه كان رئيس عائلته وليكون سبباً رئيسياً لينقذ حياتهم في ظل حياة الملك القادم
كان بالهايل معتاداً على ذلك لحد كبير والناس الذي يحاولون مقابلته ويسألونه عن حياته
ومع ذلك لم يحدث شيء من هذا القبيل مع الأميرة الثامنة
بدلاً من ذلك الأميرة الثامنة …..
كافح بالهايل ليجد التعبير المناسب
نعم ، الهرب .
شعر بأن الأميرة الثامنة تحاول الهرب منه فعبس بالهايل
هل هذا ممكن أم ربما ممكن ؟ لم تحاول مطلقاً مطارته ولكنها تهرب منه ومع ذلك كان هناك دليل على شكه
بصفته صاحب أعلى عائلة مؤيدة للملكات غالباً ما كان يصادف الأبناء الملكيين وكانت هناك العديد من الفرص لكي يتعرف على الأميرة الثامنة
ولكن إذا هزمت الأميرة الثامنة الفرصة تلو الأخرى وإلى الأبد ….
لقد رآها ذات مرة في نهاية ردهة القصر الملكي من بعيد وفي اللحظة التي تعرف عليها فيها وحاول أن يحييها اختفت بعيدا عن الأنظار بصورة سريعة بشكل لا يصدق
تعال للتفكير في هذا الأمر هذا ليس ممتعاً
تذكر
نظر بالهايل خارجا نحو الجزء المشرق من الظلام في الهواء الطلق خارج القاعة سيكون هذا خاطئ فالأميرة الثامنة ستكون هنا في مكان ما
لم يرها تتجول في وسط القاعة لذلك ربما تكون في مكان ما في الزاوية
لا يزال اليوم كان يومها لذلك لن تكون قادرة على تجنب تحيات الآخرين أو مغادرة هذا المكان
لم يكن يريد الاقتراب من الأميرة الثامنة وقول مرحباً ولكن بطريقة ما شعر بالقناعة بضرورة ذلك
الاميرة الرسول
*******************************************
صراحة رغم أنها ممكن يكون تصنيفها فكاهي شوية ورومانسية إلا إن فيها برضه بؤس بغض النظر عن معاناة جير الفظيعة إلا أن في الفصل هاد وجعني قلبي على بالهايل اكثر ? والله صعب صعب تكون انت اللي قراراك رح يرتكز عليه مصير أمة كاملة وشعب
واستعدوا لفصول بؤس من الآخر صراحة ?