6 - نويل كرستين (٢)
و اخبرا في هذا الفصل ظهر البطل 🤩🤩
*****
أنت لن ترث الدوقية إلاّ بعد أن تتزوج من المرأة التي سأرضى بها.
” هذا طلب غير معقول.”
نويل كريستن نفّش شعره الرمادي بينما تذكر كلمات جده الدوق الصارمة له و تنهد.
“مالذي عليّ أن أفعله؟”
سأل سكرتيره وهو مضطرب. نويل هزّ رأسه بيأس عند سماعه ذلك.
نويل كريستن. هو الوريث الوحيد لعائلة كريستن، لكن المشكلة كانت كونه طفلا غير شرعي.
والده، رئيس عائلة كريستن السابق، أخطأ عندما جعل خادمة تحمل منه. وكنتيجة لهذا، وُلد نويل.
تم الإعتراف به على كونه من ذرية آل كريستن، لكن الطريقة التي كان يُعامل بها، وتصرفات العائلة المحيطة به، مختلفة كثيرا عن الطريقة التي يُعامل بها أخوه.
كان من الواضح بأنه سيُطرد من القصر عندما يصبح أخوه الدوق العظيم.
لكن، عندما مات والده بسبب المرض، و أخوه الذي مات بينما كان يصطاد لأنه سقط من على ظهر الحصان، أصبح نويل محطّ الأنظار.
بعد أن كان محشورا في الزاوية، تم دفعه ليصبح وريث العائلة. الوريث المنتظر.
كان هناك من توقع بأنه سيكون شخصا سيئا و لن ينجز واجباته على نحو جيد. فبعد كل شيء، تم تجاهله و لايوجد من يدعمه- هو ليس أهلاً لهذا المنصب. لكن، وبعد فترة قصيرة، تمكّن من أن يجمع بعض الداعمين له و ازدادت قوته، لفطنته و قدراته المميزة.
هو كان أنسب شخص لحمل اللقب بسبب إنجازاته الرائعة.
لكن، جده لم يقرّ به بعد.
لقد كانت إهانة كبيرة لشرف عائلته النبيلة أن يكون طفل غير شرعي خليفته. لذلك وضع عقبة أمامه ليمنعه من أن يكون الوريث.
تلك العقبة، كانت…
‘الزواج.’
لم ترغب أي امرأة نبيلة بأن تكون زوجة له، لأنه ورث دم شخص وضيع من العامة.
أغلب العائلات النبيلة كانت تعطي قيمة كبيرة لنسلهم و أصلهم.
إذا وافقت أي امرأة على الزواج منه، فستزدريها عائلتها لأنها لطّخت شرفهم.
لذلك، لم تملك أي امرأة الحافز أو السبب لتكون زوجته.
رغم أنه يمتلك ثروة طائلة، إلاّ أن جميع النساء تجاهلنه، و لعدم وجود ضمان لكونه سيرث لقب الدوقية.
نويل يعرف هذا أكثر من أي شخص آخر. حتى و لو لم يرث اللقب، كان هناك العديد من أقربائه الذين سيرثون المنصب. كانت تصله العديد من التقارير من سكرتيره عن مرشحين أقوياء إلى جانبه. وكان يعلم بأن جده سيفضّل أي أحد آخر سواه ليرث المنصب.
“إنه وضع صعب.”
“هل عليّ أن أبدأ في السؤال في الجوار عن هذا الأمر؟.”
نويل أومأ وهو غير مسرور على السؤال الذي سأله إياه السكرتير، توم. عندما غادر توم الغرفة بسرعة، أرخى ربطة عنقه الخانقة و جلس على الكرسي. ضحك ضحكة مريرة.
حتى ولو سألنا في الجوار، فهل ستكون هناك امرأة سترغب في أن تكون زوجتي؟
لم ترغب به أية امرأة
****
بسبب أمر الكونت لها بأنه يتوجب عليها الحضور لتناول الفطور في الوقت، إيرين كانت مجبرة لأن تذهب إلى غرفة الطعام. لكن أصوات الضحك التي بلغت مسامع إيرين من وراء الباب جعلتها توقف خطواتها، وتمنعها من الدخول.
“هل عليّ أن أفتح لكِ الباب، يا آنسة؟”
خادمتها الشخصية سألتها، لكنها لم تتمكن من أن ترد بسرعة على ذاك السؤال. هذا لأنها علمت بأنها ليست مناسبة لتشاركهم تلك السعادة الموجودة خلف الباب. كانت تخشى أن تواجدها سيقود إلى صمت مطبق و يكسر تلك اللحظة السعيدة. كانت إيرين تدخل غرفة الطعام مع راييل عادة. لو كان الأمر كذلك لما كانت لتكون خائفة هكذا لأن تركيز والديها سيكون منصبًّا على راييل.
“إفتحي الباب.”
لكن اليوم كان مختلفا. إيرين قررت ألاّ تشعر بالخوف و أجبرت نفسها على أن تواجه ماكان أمامها. هي بالفعل أقرّت بوجود فجوة في علاقتها بعائلتها و مهما قامت به، سيتم تركها خارجا. هي بالفعل تعتبر شخصا منبوذا، لذا فلم يكن هناك داعٍ لتتلهف لعطفهم عليها.
لقد استسلمت ومنذ وقت طويل. رغبتي الشديدة للحب و الإهتمام من عائلتي اختفت مع تلك الترغبة. لكن، وبدلا من ذلك، أصبحت خائفة.
قامت الخادمة بفتح الباب، ودخلت إيرين.
“هل فهمت، أبي؟ عندما تأتي إيرين…..”
راييل، التي كانت تتحدث بوِدّ مع الكونت، أصبحت متفاجئة عندما رأت إيرين تدخل غرفة الطعام.
” صباح الخير. ”
” أحم!”
والداها أصبحا منزعجين عندما قامت إيرين بتحيتهما. كما هو متوقع، صمت بارد انتشر في الغرفة في لحظة ظهور إيرين.
” أختي! ”
راييل وقفت و قامت بتحية إيرين.
إيرين نظرت إليها بنظرة باردة. راييل توقفت للحظة و تحدثت و ابتسمت بحذر.
” ليس عليكِ أن تعتذري. ”
“… ماذا؟”
” إنه ليس خطأكِ أنني مرضت البارحة. لذا، إن كنتِ تشعرين بالذنب…. ”
” ولما سأشعر بالذنب اتجاهكِ؟ ”
” إيرين!”
الكونت تشاس بدا منزعجا.
هو لم يستطع تحمل إجابة إيرين لإبنته الصغيرة الحبيبة، لذلك وقف و صرخ في وجهها.
الكونتيسة تشاس التي كانت تجلس بجانبه تنهدت بعمق وهي تشعر بالإحباط بسبب الوضع. راييل حاولت بسرعة أن تهدئ الكونت.
” أبي، لقد وعدتني أن لاتغضب. أنا بخير. ”
” راييل، لابد أنكِ مخطئة. ”
إيرين تحدثت بصوت هادئ.
” لما تتصرفين وكأنكِ الضحية هنا؟ ”
” أخت.. ”
” إيرين! كيف لكِ أن تتحدثي بهذه الطريقة مع أختكِ الصغرى؟ ”
” أرجوكِ لاتفسدي الأجواء و اجلسي، إيرين. ”
صوت الكونتيسة المتعب يمكن سماعه بعد صراخ الكونت على إيرين. وفي الوقت نفسه، كان وجه راييل تعلوه تعابير حزينة و كتفاها يرتعشان. هذا الوضع برمته جرح قلب إيرين.
لكن هذه المرة، إيرين لم تتراجع. لا، عليها ألاّ تتراجع في المستقبل أيضا.
” لقد كنتِ أنتِ من قبّلتِ خطيبي، لكن لماذا تتظاهرين بأنكِ الضحية؟ ”
“ذلك… ”
عندما سمعت كلمات إيرين، راييل تفاجأت و بدأت تُتأتئ.
والداهما نظرا إلى راييل كما لو أنهما لم يكونا يعرفان الحقيقة.
” هل ذلك صحيح، راييل؟ ”
” أنا آسفة أبي… ”
عندما اعترفت راييل بذلك، الكونت تشاس أصبح مشوشا.
” لما فعلتِ ذلك؟ كيف تمكنتِ من تقبيل خطيب أختكِ؟ ”
” هذا لأنني كنت أشعر بالغيرة منها. ”
” مالذي تقصدينه بذلك، راييل؟ ”
الكونتيسة سألت راييل بحذر. الدموع ملأت عيون راييل الأرجوانية. الكونت شعر بالحزن على راييل لأنه هو من تهجّم عليها عندما سألها فجأة، لذلك قام بمسح دموعها.
بتلك اللمسة، انفجرت راييل بالبكاء مجددا و سقطت على الأرض. جفل والداها و عانقاها. إيرين بقيت واقفة وهي تشاهد ذلك الوضع دون أن تظهر أي تعبير على وجهها.
” لأنني ضعيفة و لاأستطيع الخروج، فلم تكن لدي أي فرصة لألتقي بالناس، لذلك لم أحظى مطلقا بأية علاقة. لهذا أنا أشعر بالغيرة منها. أنا آسفة لأن بوريس استمرّ في إغوائي. أنا آسفة، أختي… ”
“أجل، أنا أفهم ماتقولينه، لذا قفي. الأرض باردة.! ”
” فليحضر أحدهم بطانية! ”
الكونتيسة كانت تبكي بينما تأمر الخدم ليحضروا بطانية سميكة و قامت بتغطية راييل بحذر. هما ساعدا راييل على الوقوف بحذر و كأنهما يتعاملان مع زجاج هش و الذي يمكن أن ينكسر في أي وقت.
وفقط هكذا، المشكلة التي تخص خطيب إيرين انتهت بهذه البساطة.
*****
ان شاء الله خلال يومين بنزل الفصل السابع و الثامن
و عارفه اني تأخرت في تنزيل الروايه فالسموح