5 - نويل كرستين (١)
”لذا، أرجوكِ عودي بسرعة إلى جانب راييل.”
“أمي…”
إيرين أرادت أن ترفض ذلك الطلب، لكن نظرة الكونتيسة الباردة جعلتها الامر واضحا لها.
لاتزعجني.
نبرتها و تعابير وجهها الباردة جعلتها تستسلم بشأن الفكرة. إيرين نظرت بحذر متمنية رؤية ولو القليل من العاطفة، لكنها شعرت بالحزن و الالم ، الشيء الذي لطالمت تاقت إليه تلاشى. وبدلا من ذلك، والدتها كانت منزعجة جدا.
إيرين كتمت مشاعرها. هي لن تدع دموعها التي توجد في حلقها تخرج من عينيها.
لكنها لم تتمكن من ذلك. كل ما أرادت القيام به هو غلق الباب و التوقف عن رؤية وجه الكونتيسة، لكنها علمت بأن ذلك غير ممكن. فبعد كل شيء، الشخص الواقف أمامها هي أمها.
وهذا ماجعل إيرين تمنع دموعها بقوة و توسلت للكونتيسة.
“أيمكنني زيارتها لاحقا؟”
هكذا توسلت.
” إيرين!”
“”أخشى بأنني لن أكون قادرة على الذهاب إلى غرفة الطعام اليوم. أتمنى أن تحظي بوجبة عشاء جيدة، أمي.”
إيرين استطاعت سماع صوت صراخ الكونتيسة بإسمها عندما أغلقت الباب، لكنها تجاهلتها. كلمات الغضب و التأنيب القاسية جعل قلبها يتألم. و أخيرا بعد مرور بضع دقائق، لم تشعر بوجود أي شخص خارج غرفتها، إيرين سقطت واتكأت على الباب.
لأكون صادقة، توقعت منها رد الفعل ذاك. راييل كانت دائما الأولوية لدى والداي، راييل، و راييل. كيف لي أن أتوقع الإهتمام منهما بينما لم أكن شخصا مهمًّا بالنسبة لهما.
هل من الخطأ أن أبقي على شعلة الأمل الصغيرة في قلبي؟ فهما والداي أنا أيضا.
من المؤلم تحمل هذا، و علمي بأنني لن أكون أهم شخص لديهما مطلقا يحطِّمني.
الوضع الذي ظهر، أصبح أكثر بؤسا، بالنظر إلى ماعرفته و توقعته بالفعل.
أفكارها التي كانت تدور في عقلها بينما كانت تتذكر تواصلها مع أختها و والديها، وبعد مدة، السماء الساطعة تحولت إلى لون الشفق.
الغرفة كانت هادئة، حتى أصغر صوت لن يتمكن من الهروب من ذلك الصمت.
الأشياء المحيطة بها توافقت مع هدوء الغرفة، المعتمة و الوحيدة.
إيرين رفعت رأسها ببطئ.
عليّ مغادرة هذا المنزل.
إيرين تمتمت بهذه الكلمات.
الآن هي أدركت الحقيقة القاسية ، بأن لاأحد في هذا المنزل إهتم بأمرها، هي تمنت ألاّ تعيش في هذه المنزل بعد الآن. لا، هي بالتأكيد لايمكنها البقاء. سابقا، هي كانت لاتزال تتمسك بأمل ضئيل وهو أن يهتم والداها بشأنها، لكن ذلك الأمل كان مثل الزجاج.
الآن، هو عبارة عن قطع محطمة، شظايا مبعثرة و لايمكن إصلاحها.
لكن مالذي عليّ القيام به؟ كيف يمكنني الهروب؟
هي كانت الإبنة الكبرى لعائلة نبيلة. أينما ذهبت لتختبئ، و بسبب سمعتها الراقية، سيتم الإمساك بها بلا أدنى شك. عليها أن تجد طريقة شرعية لتغادر هذا المنزل دون أن يتم تعقبها أو مطاردتها.
هل هناك طريقة لفعل ذلك؟
بالإضافة لذلك، والداها كانا شخصين محافظين و يتبعان التقاليد بصرامة. هما يميلان إلى تصديق عادات و قِيم المجتمع لكيلا يخسرا ماء وجههما.
حتى ولو سقطت السماء، لايمكن للمرأة أبدا مغادرة المنزل بمفردها.
بسبب مقتهما لهذا و للمنطق، إيرين لم تخرج من المنزل مطلقا.
هكذا كان يتصرف المجتمع. الطفل كان يُعامل و كأنه ملكية خاصة لوالديه.
بدون موافقة ولي الأمر، هو لن يتمكن من الخروج. وكان من المحرّم عصيانهم، و فوق هذا و لسوء الحظ.
إيرين لم تكن تملك المال، لذلك، إذا غادرت المنزل، فماسينتظرها هو مستقبل غامض.
الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها أن تصل إلى مبتغاها بسرعة كان…
الزواج.
إذا تزوجت، ستتمكن من مغادرة المنزل لأنها ستنتمي إلى عائلة زوجها بعد الزواج. تمكنها من ربط مثل هذه العقدة في هذا المجتمع، ستكون فرصتها من أجل مستقبل مشرق.
لكن…
بوريس لديه علاقة مع راييل.
إيرين شعرت بالمرض فقط بالتفكير في الأمر.
شعورها بالإشمئزاز جعلها تشعر بالغثيان الذي امتزج بالغضب.
هي لم تتوقع بأن خطيبها سيخونها مع أختها.
كيف استطاع بوريس أن يربط علاقة غير شرعية مع راييل؟ وكيف تمكنت راييل من أن تخونها بهذا الشكل؟
هل هي حقا تعتبرني أختا لها؟ هي لم تكن لتخونني مع خطيبي لو كانت تعتبرني أختها حقا أو حتى فردا من عائلتها.
وهل أعتبر فردا من العائلة من البداية؟
ربما، لقد كنت مخطئة، لأكثر من عشرين سنة. لم أعتبر مطلقا فردا من هذه العائلة.
التفكير هكذا جعل إيرين ترغب في الإسراع و المغادرة، و أن لا ترى أو ترتبط بأي شخص هنا مجددا. كلما بقيت أكثر هنا، كلما شعرت بأنه يتم ابتلاعها في هذا الظلام الأبدي .
******
من جد غي بعض الاهالي ما ينفعوا يكونوا اهل
الفصل مره بالحزن اتمنى البطله تقدر تهرب من اهلها و من الحيه اختها