4 - الامل المحطم (٢)
لاحظت انه الفصل الواحد مقسمينه على فصلين عشان كده قررت انزل فصلين كل فتره 😊
و لا تنسوا التعليقات
*********
عندما وصلت إلى غرفتها في الطابق الثالث، كانت أغراضها ملقاة على الأرض
من المفترض أن يكون هيكل القوة في العائلة مبنيا من الأعلى إلى الأسفل. (قصدها كونها البنت الكبرى لازم يحترموها و يخافوا منها )
ورغم كونها الإبنة الكبرى، إلاّ أن الخادمات شاهدن كيف تم التمييز بينها و بين أختها الصغرى ومنذ أن كانت صغيرة. وكان هذا هو السبب الذي جعلهن يتجاهلنها شيئا فشيئا و أن يهتمن فقط براييل.
لحسن الحظ، لم يأخذ منها ترتيب أغراضها وقتا طويلا لأنها لاتملك الكثير.
بدأت إيرين في ترتيب أغراضها واحدا تلوى الآخر، بدءا من الكتب و الأوراق التي أحضرتها للتو. بدأت في تعليق فستانها وبعض الملابس الإضافية في الخزانة و ليس في الغرفة الخاصة بالملابس، وهذا كان شيئا حصلت عليه بعد تخرجها من الأكاديمية، بعدها إيرين قامت بلفِّ اللوحات التي رسمتها سراًّ في وقت فراغها و وضعتها في إحدى زوايا الخزانة.
بعد أن قامت بذلك، رتبت مفكراتها و بعض الأشياء الصغيرة. استعملت منشفة جافة لتمسح الغبار عن غرفتها لتجعلها تبدو كمكان لائق لتعيش فيه. هي لم تمانع في تنظيف غرفتها الخاصة.
وفوق كل هذا، راييل غير موجودة في الغرفة المجاورة. هذا الأمر وحده جعل إيرين تشعر بالحرية.
لون الغروب الخفيف ملأ الغرفة عندما نزعت الستائر. لقد كان الوقت نهارا فقط قبل قليل، لكن حان وقت العشاء.
إيرين، التي فتحت الباب لتسأل إحدى الخادمات لتحضر العشاء إلى غرفتها، لم تتمكن من أن تفتح فمها.
“آه-”
صفع
ت.م: عسى يدك بالكسر 😡
بالعكس، فقد تفاجأت. والدتها صفعتها و جعلتها غير قادرة على التحدث. أحست بألم في خدِّها الأيسر جراء تلك الصفعة.
“أيتها العاهرة !”
إيرين نظرت أمامها ببطئ. استطاعت أن ترى والدتها وهي تضغط على أسنانها و وجهها يعلوه الغضب منها. تمكنت إيرين من أن تقول شيئا بعد أن أدركت ماذا يحدث.
“أمي…”
“سمعت كل شيء من خطيبكِ! أنا حقا مصدومة أنكِ جعلتِ راييل تنهار بعد أن قلتِ لها مثل تلك الكلمات. لقد كدتِ تقتلين أختكِ!”
“ولما تعتبرين أن ذلك خطئي؟ ليس خطئي أن راييل مريضة!”
“ماذا؟”
ت.م: ايوه هذي غلطتك كونك انجبتها مريضه 😏
والدتها جفلت عندما سألتها وهي مستغربة. هذا لأن إيرين حدّقت في وجهها بنظرة باردة لم ترها مطلقا من قبل.
تفاجأت للحظة، إلاّ أنها أصبحت غاضبة أكثر و صرخت.
“لما تتحدثين هكذا؟ هي ليست شخصا غريبا، إنها أختكِ!”
“”لماذا؟ فقط لأنني أنا و هي لدينا نفس الوالدين؟ إذاً… لما لاتستطيع هي أن تضحِّي بشيء من أجلي؟ لقد ضحّيت بالفعل بكل شيء من أجلها!”
حب والداي، اهتمام الخادمات، صديقاتي، و الآن، حتى حبيبي. راييل أخذتهم جميعا مني و أنا ببساطة تخلّيت عنهم فقط لأنها كانت أختي.
والدتها حدّقت فيها بهدوء عندما سمعت ماقالته إيرين. وبعدها، تنهدت بعمق و فتحت فمها.
“لما أنتِ غاضبة رغم أنكِ كبيرة؟ أنتِ الآن فتاة بالغة وعليك أن تتصرفي وفق ذلك. لما تعتقدين بأن راييل تملك كل شيء؟ جسم راييل…”
“ضعيف و نحن لانعلم متى ستنهار. لكن، أمي. هل تعلمين بأنني فكرت عدة مرات بأنني أفضل أن أكون المريضة بدلا من راييل؟ هذا ليس لأنني أشفق على حالها، بل لأنني أغار منها، أشعر بالحزن لكوني بصحة جيدة.”
“إيرين!”
“لهذا سأتركها و أعيش حياتي الخاصة، هل من الخطأ قيامي بهذا؟٠
” راييل أختكِ!”
ت.م: و الله طفشتوني من هذي الكلمة
“أنا أيضا ابنتكِ، أمي. أنا أيضا إنسان قبل أن أكون الأخت الكبرى لراييل.”
لم أتحدث بهذا الشكل مطلقا أمام والداي من قبل. لأنهما كانا مشغولين دائما بالعناية براييل، ولم تكن لدي فرصة لأبقى وحدي معهما و أخبرهما عن مشاكلي.
ألن يكون بمقدور والدتي أن تقرّ بوجودي إذا أظهرت لها مشاعري الصادقة؟ أتمنى حقا أن تتفهمني.
“أتفهم ذلك، إيرين. أعلم كم كان الأمر صعبا عليكِ. لابد أنكِ كنتِ وحيدة جدا.”
عينا والدتها الداكنة و الغامقة حدّقت في عينيها. رغم أنها هي من أنجبتها، إلاّ أنها لم تكن تبدو كذلك مطلقا. إيرين أيضا لم تكن تشبه والديها. راييل كانت تشبه والدتها قليلا، خاصة عندما تنظر إيرين إلى عيني والدتها، يجعلها ذلك تشعر و كأنها تنظر إلى راييل.
إيرين ابتسمت بسبب كلمات والدتها. لأنها أحست بأن والدتها تمكنت من أن تفهم ما كانت تريده أخيرا، لكن هذا دام للحظة فقط.
“أنا أفهم ذلك. لكن، أيمكنكِ الذهاب الآن و البقاء بجانب راييل؟راييل وحيدة الآن، رغم أن حالتها مستقرة، إلاّ أنني قلقة من أن تنهار مجددا. وبما أنكِ ابنة بارّة ولم تجعليني أقلق مطلقا، أنتِ تفهمين مشاعري، صحيح؟”
عندما سمعت ذلك، كانت المرة الأولى التي رغبت فيها بالبكاء.
تلك كانت اللحظة التي أدركت فيها كم كان ذلك الحلم قاسيا و بدون فائدة. قبل أن أدرك ذلك، كنت أتمسك بشعرة أمل. إلاّ أنه تحطم الآن.
وعندما أدركت ذلك، شعرت و كأنني سقطت في حفرة عميقة.
أنا أيضا ابنتكِ الغالية، أمي، أنا لست فقط أخت راييل. أنا أيضا ابنتكِ الحبيبة!
خلت بأنكِ ستتفهمينني إذا ما فتحت قلبي لكِ.
لكنها كانت فكرة غبية.
في اللحظة التي سمعت فيا إجابة والدتي، الأمل الضئيل الذي تبقى لديّ تحطم وتحول إلى غبار.