3 - الامل المحطم (١)
”إذا كان مجرد سوء فهم كما قلت، فلما لاتزال واقفا بجانب راييل؟”
“هذا لأن جسمها ضعيف، عليكِ أن تتفهمي ذلك بما أنكِ أختها.”
“أنت محق، أنا أختها.”
إيرين استسلمت ببساطة بشأن السؤال عن ذلك الوضع، هي فقط وافقت بوريس فيما قاله.
راييل، التي كانت ملقاة على الأرض، رفعت رأسها و نظرت إلى إيرين وعيناها ممتلئتان بالدموع. وبينما كانت تحاول النهوض، جسدها الضعيف استمرّ في الإرتعاش، و ضغطت على صدرها بيدها بينما تتألم.
“إيرين، أنا حقا… آه..”
إيرين استمرت في التحديق فيها بعيون باردة حتى عندما حاولت راييل أن تقول شيئا. وبعد ذلك، راييل بدأت في الضغط على يدها وكأنها تتألم.
“راييل! هل تتألمين؟”
بوريس تفاجأ عندما رأى وضع راييل، وبسرعة قام بمساندة جسدها الضعيف الذي انهار. راييل رفعت رأسها و نظرت إلى إيرين بينما يعلو وجهها تعبير حزين.
“إيرين، أنا…”
“راييل!”
في العادة كنت أنا أول شخص يتحرك ليعتني براييل عندما تكون في مثل هذه الحالة، لكن الوضع مختلف الآن.
بقيت إيرين في مكانها بينما تشاهد الوضع، بعد ذلك حنت رأسها اتجاه راييل وبدأت تتحدث بنبرة باردة.
“لاتنادي اسمي مجددا. من الآن فصاعدا، أنا لست أختك.”
ت.م: شاطره بنتي اخيرا صحيتي لها 🤩🤩
“إيرين! مالذي تتحدثين عنه؟”
“و أنت بوريس!”
إيرين استدارت وظهرها يواجه راييل، وغادرت الغرفة.
“أخرج من منزلي فورا! لقد سئمت منك.”
ت.م: الزباله هذي كنت خصيته 🤬 و لا عاد امك تظهر قدامها
استطاعت أن تسمع صراخ بوريس من الخلف، لكنها، لم تلتفت و قامت بخبط الباب بقوة عندما غادرت.
إيرين غادرت غرفة راييل و اتجهت إلى الأسفل، وتجاوزتها عدة خادمات بينما كنّ يركضن إلى الأعلى ليتفقدن ماحدث ل: راييل.
بسبب نوباتها المتكررة، غرفة راييل كان فيها جرس وُضع خصيصا ليتم قرعه في الحالات الطارئة. ويبدو بأن بوريس هو من قام بقرعه.
عادة، إيرين كانت أول شخص سيساعد راييل إذا تم قرع الجرس. ولم تكن في حاجة لأن تركض لمسافة طويلة لأن غرفتها كانت بجانب غرفة راييل.
وهذا هو السبب الذي جعلها لاترتاح بشكل لائق في غرفتها، كان عليها أن تكون متيقظة طوال الوقت في حال إذا ما قُرع الجرس.
كانت هناك مرة لم تسمع فيها رنين الجرس لأنها كانت مركزة على رسم لوحة من لوحاتها. وبسبب استجابتها المتأخرة راييل كانت في حالة حرجة.
حينها، راييل كانت في حالة سيئة عندما وصلت إليها. أختها كانت ملقاة على الأرض، وغير قادرة على التنفس بشكل جيد. طبيبها كان يقوم بإنعاشها و ينقل الأكسجين إليها.
لحسن الحظ، استعادت راييل وعيها. لكن بعد ذلك اليوم، تم منع إيرين من الرسم.
“آنسة إيرين؟ هل كل شيء بخير؟”
عندما وصلت إلى الحديقة، رئيس الخدم الذي لم يعلم بوضع القصر سألها و الفضول بادٍ على محياه.
كان هذا لأنها دوما ماكانت تعتني ب: راييل. وكان من النادر أن تبقى لوحدها هنا.
كان سؤال رئيس الخدم مضحكا نوعا ما فقط لأنها جاءت بمفردها. وهذا أظهر كيف تم إجبارها على البقاء بجانب راييل طوال الوقت و بالكاد كانت تحظى بوقت خاص بها.
لكن، الوضع سيتغير من الآن فصاعدا.
“هل هناك غرفة شاغرة في الطابق الثالث؟”
“هناك الكثير من الغرف الشاغرة. هناك خمس غرف ضيوف جاهزة للاستعمال ”
“من الجيد سماع ذلك. من فضلك أطلب من الخدم أن يقوموا بنقل جميع أغراضي إلى الطابق الثالث فورا.”
“هاه؟ ولما ستنتقلين إلى هناك فجأة؟ هل هذا لأن راييل ستنتقل أيضا إلى الطابق الثالث؟”
رئيس الخدم سأل إيرين باستغراب. عادة، ماتقوم راييل بتغيير غرفتها مرارا بسبب رائحة الأدوية. ولهذا كان يتوجب على إيرين أن تتبع راييل إلى المكان الذي انتقلت إليه وتنتقل إلى غرفة بجوارها.
رئيس الخدم اعتقد بأن السبب وراء طلب إيرين له بنقل أغراضها إلى الطابق الثالث لأن راييل قررت تغيير غرفتها مجددا.
إيرين ابتسمت بينما تجيب على سؤاله.
“لا. راييل ستبقى في الطابق الثاني. أنقل أغراضي فقط إلى الطابق الثالث.”
“هل أنتِ متأكدة؟ هل تعلم السيدة بشأن قراركِ؟”
“وهل أبدو لك كطفلة تبلغ السابعة من عمرها والتي تحتاج إلى إذن والدتها في كل مرة؟”
“لكن…”
تعابير رئيس الخدم أبدت عدم موافقته لكلام إيرين.
كلما شعرت إيرين بأنها مقيدة، كلما انزعجت أكثر. لكم من الوقت علي أن أكون مقيدة إلى جانب راييل؟ لما علي أن أحصل على الإذن لأغير غرفتي؟
“توقف عن استجوابي بشأن قراري. قم بنقل أغراضي إلى الطابق الثالث فورا، وليس عليك أن تُنظف الغرفة من أجلي. سأخبر والدتي عن هذا لاحقا.”
“حسنا، فهمت آنستي”.
عندها أدرك رئيس الخدم أن إيرين لاتتصرف كعادتها. أومأ برأسه وذهب ليحقق طلب إيرين.
بعد أن تأكدت إيرين بأن رئيس الخدم كان ينقل أغراضها من الطابق الثاني إلى الطابق الثالث، اتجهت إلى غرفة الدراسة. هي لم ترد أن تقابل أي شخص في الوقت الحالي، لكن بما أنه من الممكن أن يستغرق نقل أغراضها حوالي ساعة، رغبت في أن تمضي وقتا بمفردها في مكان آخر. وكانت تلك أيضا المرة الأولى التي تحظى فيها بوقت خاص لنفسها بعد وقت طويل.
عندما وصلت إيرين إلى غرفة الدراسة، أخذت بعض الكتب و الأوراق التي كانت قد خبأتها عن والدها. ومضت ساعة منذ أن طلبت من رئيس الخدم أن ينقل أغراضها. لابد أنهم انتهوا الآن. قامت إيرين بأخذ تلك الأشياء و اتجهت إلى غرفتها الجديدة.
في طريقها إلى هناك، العديد من الخادمات كنّ ينظرن إليها نظرات مليئة بالشك. لكن، إيرين نظرت أمامها مباشرة ولم تهتم بهن. لأنها تعبت من كونها دائمة الحذر من الآخرين. من الآن فصاعدا، أنا فقط أريد أن أعيش من أجل نفسي.