إميلي تصطاد الوحوش - 60
──────────────────────────
🌷 الفصل الستون –
──────────────────────────
أثار تغير الانطباع السريع في لحظة قشعريرة ماكمرين.
‘إنه شخص مخيف.’
لقد كان مثل السراب.
لقد رأى هذا النوع من “التحول” مرات لا تحصى، لكنه لا يزال مذهلاً ومدهشًا في كل مرة.
جورج ماكمرين.
لقد كان معروفًا للعالم باعتباره تاجرًا فنيًا جديرًا بالثقة وخبيرًا في التحف، لكن كان واقعه مختلفًا بعض الشيء عن ما هو معروف.
من بين العديد من الشركات تحت جناح “رئيسه”، كان ماكمرين هو المسؤول عن القطاع “الآمن” نسبيًا الذي يتجاوز حدود القانون.
على وجه الخصوص، كان دوره الرئيسي هو غسل الأموال القذرة باستخدام تجارة الفن.
‘على الرغم من أنه لم يكن سوى شابًا في أواخر سن المراهقة عندما قابلته لأول مرة.’
سرعان ما نما الشاب الذي كان يتفاخر بمظهره اليافع إلى رجل كبير في العالم الإجرامي من خلال مهارات جريئة لم يستطع حتى أخطر المجرمين تخيلها.
لكن ماكمرين لم يكن يعلم أن الدافع القوي في مثل هذا التحوّل كان هو رغبة موريارتي الشديدة في الانتقام.
“ماكمرين.”
“… نعم!”
رد ماكمرين، الذي ضاع في أفكاره، في مفاجأة.
راقب جيمس موريارتي، الذي كان جالسًا على كرسي بذراعين حيث كان يجلس المفتش ليستراد، ماكمرين بعيون باردة مثل عيون الزواحف.
“هناك شيء أريد أن أسألكَ عنه.”
“….”
ابتلع جورج ماكمرين لعابه بصعوبة بالغة.
عندما يقول رئيسه شيئًا كهذا، فإنه لا ينتهي أبدًا بشكل جيد.
ما الذي يحاول أن يسألني عنه بحق خالق السماء؟
‘لقد تمت الصفقة الأخيرة بأمان، والمناقشات مع متحف فيكتوريا وألبرت تسير بشكل جيد.’
أومأ جورج برأسه بشكل محموم و أعاد النظر في الأحداث الأخيرة، ولكن بغض النظر عن مدى تفكيره في الأمر، لم يحدث شيء خاطئ بشكل خاص في الآونة الأخيرة.
“استمع جيدًا لما سوف أقوله وأجبني بصراحة، حسنًا؟”
“….”
سال العرق على جبهته الآن.
هذا لأن جورج ماكمرين كان يعرف أفضل من أي شخص آخر أن “رئيسه” لديه مزاج قاس و بشع على عكس وجهه الجميل.
“هناك شيء ما خاطئ معي.”
“… … هل تواجه مشكلة ما؟”
“في كل لحظة يتبادر إلى ذهني وجه شخص ما. إنه يستمر في الظهور أمام عيني لدرجة أنني لا أستطيع التركيز.”
أظلمت تعابير وجهه.
هل يمكن أن يكون هناك من يشتت تركيز رجل جاد للغاية ولافت للنظر مثل موريارتي؟
أمال ماكمرين رأسه في حيرة، لكنه استمع إلى رئيسه في صمت.
“إذا جلستُ و بدأت أفكر، أجد نفسي أفكر في ذلك الشخص قبل أن أدرك ذلك، أليست هذه مشكلة جادة؟”
“… إنها تبدو كذلك.”
“هااا … في الواقع، لقد مر وقت طويل منذ أن حدث هذا. لقد وصلت الآن إلى النقطة التي لا أستطيع فيها النوم بشكل جيد لأنني أخشى أن يأخذها شخص آخر مني.”
“…..؟”
مهلاً لحظة، هل يمكن أن يكون هذا ….
فتح جورج عينيه على اتساعهما ونظر إلى رئيسه، لكن تعبير جيمس موريارتي كان قاتمًا كالمعتاد.
“ثم أفكر في هذا فجأة. هل أنا الوحيد الذي أشعر هكذا؟”
“….”
“هل ستفكر بي هي أيضاً يوماً ما حتى لو قليلاً؟ هل هناك حرج في أن أكون بعيدًا جدًا عنها لفترة طويلة؟ أنا لم أرها منذ شهر!”
“….!”
قال جورج، يا إلهي، وبالكاد غطى فمه عندما كان على وشك أن يشهق.
“جورج، ما رأيك؟ إذا كان بإمكانكَ تحديد وضعي في كلمة واحدة…”
نظر جيمس إليه قائلا بعينيه : ‘أجبني الآن.’
قال جورج ماكمرين بصوت يرتجف.
“إذن … آه … ربما تكون أيها الرئيس واقعاً في الحب؟”
… بحق الخالق، هل من الممكن أن يقع جيمس موريارتي هذا، الحازم صاحب الدم البارد الذي ربما لا يجري في عروقه حتى، في الحب؟
“الحب….”
طرح موريارتي، الذي كان يتمتم بكلمة لا تناسب شكله جيدًا، سؤالًا آخر.
“إذن، ماذا علي أن أفعل لأجعل هذا الشخص ملكاً لي إلى الأبد؟”
كان وجه موريارتي لا يزال باردًا عندما قال ذلك.
أثارت حقيقة أن زوايا فمه فقط هي التي ارتفعت خوف جورج.
“اممم … في العادة ….”
ابتلع جورج لعابه الجاف واستمر في الكلام.
“تقدم بعرض زواج … عندما تتزوجان … أظن أنها سوف تصبح لك؟”
“… عرض الزواج؟”
في اللحظة التي طرح فيها موريارتي هذا السؤال، شعر ماكمرين بالأسف الشديد حيال المرأة التي لا يعرفها.
“أجل.”
“هل يمكنني أن أقول فقط دعينا نتزوج؟”
“آه … امم .. أجل، هذا كل شيء.”
“كيف انتهى بك الأمر بالزواج من فيوليت؟”
كانت حقيقة أن رئيسه يتذكر اسم زوجته مرعبة أكثر من ابتسامته، لكن ماكمرين رد بطاعة.
“بادئ ذي بدء، بدأنا في المواعدة وطورنا مشاعر دافئة تجاه بعضنا.”
“أتقصد الخروج في موعد؟”
“يكون موعداً في مكان رومانسي … نلتقي نحن الاثنان فقط ونقضي بعض الوقت … و غالبًا ما نقدم الهدايا لبعضنا.”
عند سماع ذلك، نظر إليه جيمس مرة أخرى.
“هدايا؟”
“شيء مثل الزهور أو المجوهرات مع الجواهر الثمينة.”
عبس جيمس موريارتي على إجابة جورج.
“ماذا لو أن الفتاة لا تحب الزهور أو المجوهرات؟”
“هذا … إذن، لماذا لا تقدم لها شيئًا قد تحبه مع جوهرة مضمنة فيه؟”
فتح جيمس عينيه على اتساعهما ثم أومأ برأسه.
“سيكون هذا جيداً.”
عندما ابتسم الوجه الوسيم المرعب، شعر جورج ماكمرين أن دمه يجف لسبب ما.
“كما هو متوقع، أنت موظف كفؤ.”
“شكـ.. شكرا لك. سأذهب لأحيي الضيوف ….”
تمامًا عندما كان جورج ماكمرين على وشك المغادرة، سمع صوت جيمس خلفه.
“جورج.”
“نعم؟”
“أعني، بالنسبة للهدية. في أي مكان يمكنني الحصول على مسدس مصنوع حسب الطلب مرصع بالجواهر؟”
“…. مسدس؟”
أومأ جيمس برأسه.
“ليس بالضرورة أن يكون مسدسًا، ولكن شيء مثل البندقية سيكون جيدًا. على ما يبدو، يجب أن ينضح بالقبضة القاسية والقوة القاتلة.”
القبضة القاسية و … القوة القاتلة؟
‘أيها الرئيس…’
أراد جورج أن يسأل عن نوع المرأة التي يواعدها، لكن جورج ماكمرين رد فقط:
“سأبحث عن ذلك الآن!”
“حسنًا ، وأيضاً جورج.”
“نعم؟”
في اللحظة التي رأى فيها عينا الرئيس تلمع نحوه، ومض نذير شؤم في عقل ماكمرين.
“أنتَ سوف تذهب إلى لندن معي.”
“….”
“لدي الكثير من العمل لأقوم به في لندن.”
لدينا أشياء يجب التعامل معها….
“هل تريدني أن أقدم لك نصائح في المواعدة يا رئيس؟”
هذه المرة، عند هذا السؤال، تقلصت فترة حياة ماكمرين، الرجل المسكين في منتصف العمر، بمقدار النصف.
“واو~ المشهد جميل حقًا، أليس كذلك؟”
إميلي كارتر، التي كانت تستمتع بنزهة على مهل مع هيلينا وسالي…
‘تظهر أمامي كلما أغمض عيني – أريد أن أجعلها لي – عرض زواج – موعد – تجهيز هدية قبل الموعد – صنع المسدس المرصع بالجواهر حسب الطلب.’
لم تستطع حتى أن تتخيل ما الذي كان يفكر فيه جيمس موريارتي باستمرار.
* * *
بعد يوم واحد من عودتنا من النزهة، عاد ثلاثتنا إلى منزل هيلينا في وسط لندن.
شعرت أن الإجازة التي دامت أسبوعًا قصيرة وطويلة، ووصلت إلى النقطة التي كنت أتوق فيها للانضمام إلى مهمة جديدة في أسرع وقت ممكن، ربما كان هذا بفضل الراحة الجيدة.
وقبل ثلاثة أيام، التقيتُ وتحدثتُ مع العم جريج، الذي عرض علي أن يخبرني القصة الكاملة للقضية الجديدة.
لقد أخبرني هذا فقط لأنني طلبت منه ذلك.
بعد إنهاء قضية قصر ثورنفيلد، أعطاني الملك ذو الرداء الأصفر مكافأة سخية جدًا.
لم يقتصر الأمر على زيادة الوقت المتبقي للبقاء على قيد الحياة بحوالي شهر فقط….
‘لقد تلقيتُ عدسة القمر.’
أداة سحرية يمكنها جلب روح معينة لهذا العالم.
منذ أن تلقيت إحدى القطع الثلاث للعدسة المكسورة، كان علي أن أنفذ أمر الملك مرتين أخريين لإكمالها وإيجاد القطع الأخرى، لذلك تقدمت بهذا الطلب إلى المفتش ليستراد.
“عمي جريج، إذا كان هناك أي شيء غريب أو غير عادي في قضيتك، فأرجوا منك إعلامي.”
ليتني فقط أستطيع استدعاء راندولف بهذه القطعة المكسورة الآن.
إذا كان بإمكاني التحدث معه وجهاً لوجه ولو للحظة واحدة….
… ربما بسبب هذه الفكرة، أردت الحصول على مهمة جديدة في أقرب وقت ممكن، على عكس ما كان عليه الحال من قبل.
بدا جريج ليستراد، الذي لم أره منذ فترة، متعبًا كالمعتاد، لكن عينيه كانتا تتألقان.
“اسم المشتبه به هو هيرمان ويبستر ميرزيت. يمتلك مبنى من أربعة طوابق في وسط شارع بولس…”
في الأصل كان بائعًا متجولاً يبيع الأدوية، و يُقال أن هيرمان ميرزيت تعلم العمل من صيدلي كان يدير صيدلية في الطابق الأول.
بعقل لامع وشخصية ودودة، نال هيرمان ثقة صيدلي كبير السن.
بعد سنوات قليلة فقط، عندما تدهورت صحة الصيدلي ، تولى العمل بداله.
“في الواقع، أتساءل عما إذا كان قد عبث بصحة الصيدلي القديم….”
“لكن لا يوجد دليل مادي، فقط إحساس داخلي.”
على أي حال، استفاد هيرمان ميرزيت، الذي ورث الصيدلية، بشكل كامل من مظهره الجميل وبلاغته لزيادة عدد العملاء.
بعد شراء المبنى بأكمله بالمال الذي كسبه، قام بتجديد الطوابق من الثاني إلى الرابع وتحويلها إلى نزل وبدأ في تشغيله.
“لم يكن هذا سوى نزل HH B&B.”
كان نزله مشغولًا دائمًا بالضيوف، ولكن بعد بضعة أشهر، انتشرت الشائعات.
بعض ضيوف HH B&B يختفون بانتظام.
وبناءً على ذلك، بدأت الشرطة في مراقبة النزل لأول مرة، وقام هيرمان ميرزيت، الذي لاحظ أعين المراقبة، بإغلاق باب النزل على الفور.
‘أعتقد أنني سمعتُ عن هذا في مكان ما.’
شعرتُ بإحساس ديجافو، لكن بغض النظر عن الطريقة التي فتشت بها في رأسي، لم أستطع تذكر أي شيء كهذا.
أملتُ رأسي و ركزت على كلام المفتش.
“إذن هل أوقف عمله بعد ذلك؟”
“لا. يبدو أنه يبحث شخصيًا عن الضيوف ويستقبلهم سراً في نزله.”
يقال إنه يجذب السياح الأجانب الذين يأتون إلى الأماكن السياحية القريبة عبر تقديم غرف بسعر منافس.
‘حتى لو اختفى هؤلاء الأشخاص، فلن يبحث عنهم أحد.’
حاولت الشرطة إجراء تحقيق سري، لكن لم يكن ذلك سهلاً لأن يقظة هيرمان ميرزيت كانت عالية.
نجح بعض المحققين في دخول المبنى، لكنهم لم يعثروا على دليل.
علاوة على ذلك، جادل البعض في ذلك:
إذا كان صحيحًا أن الكثير من الناس قتلوا فيه، فلماذا لم يتم العثور على جثثهم؟
“الآن، حتى داخل قسم شرطة العاصمة، يسود جو حيث يقوم شخص ما بتلفيق الأكاذيب أو قصص الأشباح بشكل خبيث لتضليل الأشخاص و إفساد المشاريع، ولكن … لا أعتقد أن هذا ما يحدث في هذه القضية يا إميلي.”
كانت عيون المفتش ليستراد مليئة بالقناعة.
“هناك شيء مريب للغاية حول هذا المبنى، يخبرني حدسي كمحقق بهذا.”
في اللحظة التي قال فيها جريج ليستراد ذلك، سمعتُ صوت الملك ذو الرداء الأصفر في أذني.
[وكيلتي، إميلي.]
… هل يمكن أن يكون الأمر يتعلق بغموض مجهول؟
[أدخلي نزل “HH B&B” وتحققي مما يكمن داخله.]
أومأتُ برأسي بارتياح، وفي نفس الوقت خطرت لي فكرة جيدة جدًا.
‘إذا كان هذا هو الحال…’
بعد برهة من الزمن.
بعد مغادرة المفتش ليستراد، أرسلتُ على الفور برقية.
“إميلي، ألا تعلمين ذلك؟ أنا سيد التنكر.”
إلى البارون جيمس موريارتي، الذي قال هذا الكلام ذات مرة، والذي كان يجب أن يعود إلى منزله في لندن الآن.
…لدي ما أسألكَ عنه حول محتويات الرسالة.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────