إميلي تصطاد الوحوش - 39
──────────────────────────
🌷 الفصل التاسع والثلاثون –
──────────────────────────
رغم أنني لم أكن متأكدة مما إذا كانت هلوسة أم ذكرى حقيقية، إلا أنني لم أستطع تصديق ما رأيته للتو.
‘هل كانت هذه حقًا ذاكرتي؟’
أم أنه مجرد وهم خلق لي كي يربكني؟
في كلتا الحالتين، لم أكن أعرف سبب ذكر اسم “موريارتي” في تلك الأوراق.
لماذا موريارتي بالذات…؟
‘ربما لهذا علاقة … بموت والدي جيمس …؟’
إذا كان لقب موريارتي يشير إلى والدي جيمس موريارتي…
“موريارتي …”
في اللحظة التي فتحت فيها عينيّ بينما أغمغم بهذا الاسم بشكل لا إرادي، ملأ وجه جميل بشكل مرعب مجال رؤيتي.
لقد كان جيمس موريارتي ينظر إلي بنظرة مرحة بينما يبتسم لي.
“… هل ناديتِ باسمي للتو؟”
شعرتُ بالدهشة لدرجة أنني أخذت نفَسًا مكبوتًا بسرعة، عندها ارتفعت شفتيه ببطء لترسم ابتسامة خبيثة.
“لقد كنتِ تنامين بقلق. ألم تحصلي على قسط كاف من النوم في الليلة الماضية؟”
حاولتُ أن أهدئ من نفسي ونظرتُ حولي بينما تجاهلتُ سؤال جيمس.
لقد كنت مستلقية على الأريكة الطويلة في غرفة المعيشة.
‘لتلخيص هذا الموقف بإيجاز …’
لقد توفيت بعد مقابلة غلاكي، ثم عدت بالزمن إلى الوراء.
و الآن …
“كم ساعة؟”
بينما كنتُ أعبس بسبب الصداع الخافت الذي كنتُ أشعر به في رأسي، نظرتُ إلى جيمس الذي تراجع للوراء ونظر إلى الساعة.
“إنها حوالي الساعة 3:30 مساءً.”
إذن، لقد عدتُ الآن قبل أن يذهب جيمس وجيمي إلى القبو.
بينما كان جيمس جالسًا على الأريكة بجانبي، كانت عيونه ذات البؤبؤ الصغير بشكل استثنائي، تحدق بي بعناد.
“لقد عدتُ من مأدبة الغداء متأخرًا ووجدتُ أنك نائمة، لذلك انتظرتكِ حتى تستيقظي …لكنني لم أتوقع أبدًا أنكِ سوف تغمغمين باسمي أثناء نومك.”
“…أنا؟ متى فعلتُ ذلك؟”
ربما سمعني أتمتم باسم “موريارتي”.
شعرتُ بوجهي يصبح ساخنًا من الحرارة.
عندها وقف جيمس من مكانه، بينما اتسعت ابتسامته أكثر.
“لقد طلبتُ منكِ مناداتي بجيمس، لذلك من المخيب للآمال بعض الشيء أنكِ استخدمتِ اسم عائلتي …”
ابتسم واستمر في كلامه.
“حسنًا، لا يهم ما الذي تسمينني به، طالما يمكنني زيارتكِ في أحلامك.”
“هذا…!!”
يبدو أنه أساء فهم هذا الوضع.
بينما كنتُ صامتة للحظة – لا أعرف ماذا علي أن أقول، جلس جيمس فجأة بجواري مرة أخرى.
“إميلي، هل تعرفين مدى احمرار وجنتيك في هذه اللحظة؟”
وبينما كان يقترب ببطء مني، استطعتُ أن أشم رائحة جسده.
في تلك اللحظة، جفلتُ بسبب رائحة الورود الجذابة والمدمنة بشكل لا يصدق.
“أنتِ جذابة للغاية، لكن …”
اقترب وجه جيمس من وجهي.
“إنها المرة الأولى التي تخجلين فيها هكذا، لذا فهو شعور جديد بالنسبة لي.”
دخل صوته منخفض النبرة إلى رأسي و بدا وكأنه يدغدغ أعماق قلبي.
هززت رأسي، وأخفيت تعبيري المتوتر.
“لا تمزح معي هكذا. هل كنتَ على وشك استكشاف القصر؟”
أومأ جيمس برأسه على كلامي.
قبل عودتي في الزمن، كان جيمس قد دخل القبو مع جيمي حوالي الساعة 4 أو 5 مساءً وعانى من إصابات كارثية.
“إن جيمس باري ذاك أذكى مما توقعت. لقد حصلنا بالفعل على المفتاح من الخدم.”
(م.م: جيمس باري = جيمي = مارغريت)
هذا هو المدى الذي وصل إليه كل شيء حتى الآن.
الآن بعد أن فهمت الموقف، أعلنت تغيير الخطة.
“من فضلك لا تذهب إلى القبو.”
“لما لا؟”
أعدت له الكلمات التي قالها في ذلك الوقت، بينما كنت أنظر إليه بتعبير جاد للغاية.
“هناك شيء شرير مخبأ في القبو ، مرعب لدرجة أن الخيال يفشل في تصوره.”
“لكن…”
“وهذه المرة.”
واصلتُ الكلام، بينما قطعتُ كلام جيمس الحائر.
“لن ينتهي الأمر بمجرد صدمة نفسية ببساطة.”
“… هل رأيتِ رؤيا؟”
سأل جيمس، الذي كان يعتقد أنني أنحدر من سلالة كهنة الدرويد، هذا السؤال.
عندها أومأت برأسي ببطء.
“نعم ، شيء من هذا القبيل.”
“أوه، إذا كان هذا هو الحال إذن …”
هز جيمس كتفيه دون مبالاة.
“إذن ماذا سوف نفعل؟ كما أن السيدة بلافاتسكي قد فشلت في مقابلة السيد بريدل.”
“لن نحتاج إلى السيد بريدل.”
قلت بحزم.
كان جيمس يحدق في وجهي وكأنه يحاول قراءة أفكاري من خلال عيني.
“من فضلك اترك الأمر لي.”
… كان هذا كل ما يمكنني قوله.
لان وجهه الخالي من التعابير وارتفعت إحدى زوايا فمه بشكل ساخر.
“هذا مطمئن للغاية… سماعكِ تقولين ذلك.”
ربت جيمس برفق على كتفي وتوجه إلى الباب.
لكن قبل مغادرته بقليل، التفت إلي وأردف قائلاً.
“من قبل، كنت أشعر بالفضول فقط، لكنني الآن أتوق إلى معرفة ذلك.”
“تتوق إلى معرفة ماذا؟”
في اللحظة التي نظرتُ فيها إليه، قابلت عيني عيون جيمس موريارتي.
بعيون زرقاء رائعة بدت وكأنها تحدق في ما يكمن بداخلي، قال:
“لماذا … إميلي، لماذا أريد أن أكون بجانبكِ؟”
على عكس نبرته العادية المعتادة، شعرتُ أن صوته كان يخفي بداخله مشاعر غريبة غير معروفة.
أم أن شعوري هذا كان بسبب ذلك التعبير الغريب الذي كان يعتلي وجهه؟
“حتى أكتشف الجواب … أريد أن أبقى بجانبك.”
أشحتُ بنظري بعيدًا، وشعرت بشعور غير معروف.
غادر جيمس الغرفة دون انتظار إجابتي، ولم أتنفس الصعداء إلا بعد سماع صوت طقطقة الباب الذي أغلقه وراءه.
‘لحسن الحظ، هو لم يلاحظ أي شيء مريب تجاهي بعد.’
جلستُ على الأريكة وفكرت بهدوء فيما حدث قبل عودتي.
‘لقد منعتُ وفاة جيمس و أوقفتُ جيمي من أن تصاب بالجنون.’
… وغلاكي الذي يعيش في البركة.
“اررغ…”
مجرد محاولة تذكر مظهره أصابني بصداع في رأسي وجعلني أشعر بعدم الارتياح.
ومع ذلك، أعلم من خلال تجاربي السابقة أنه من الأفضل عدم التنقيب في الذكريات المحذوفة.
بالإضافة إلى ذلك…
‘ذلك الكائن الغريب، غلاكي، لم يكن شيئًا يمكنني محاربته بقوتي الخاصة على أي حال.’
إذا كان الأمر كذلك، فهناك طريقة واحدة فقط للقيام بهذا.
إذا كان من الممكن التخلص من أتباعه في القبو، وإذا قمتُ بمنع دخول الكائنات التي يمكن أن تصبح مضيفة لـ غلاكي، فيمكنني إضعاف قوته شيئًا ما.
لكن كانت المشكلة في كيفية القيام بكل ذلك.
أولاً، علي التعامل مع تلك الجثث الحية.
‘هل هناك أي بطاقات يمكنني استخدامها في مثل هذه الحالة؟’
بعد أن اتخذت قراري، ناديتُ الموظف.
“كيف لي أن أساعدكِ يا سيدتي؟”
“من فضلك أرشدني إلى مخدع الهاتف.”
بعد أن حصل ألكسندر بيل على براءة اختراعه في عام 1876 ، انتشر الهاتف بسرعة كبيرة في كل مكان.
خلال 1890 ، الوقت الذي أعيش فيه ، تم تسويق الهاتف الثابت بالفعل إلى حد ما.
أخذني الموظف إلى مكتب كبير الخدم، وأجلسني أمام مكتب به هاتف على شكل صندوق.
“بمن تريدنني أن أتصل؟”
كانت الإجابة واضحة في ذهني.
“سكوتلاند يارد ، من فضلك.”
توت_ توت_ توت_
تبع ذلك نغمة اتصال، وتم توصيل الهاتف بنقرة واحدة.
“مرحباً، من معي؟”
ابتسمتُ عندما تعرفتُ على صاحب الصوت الذي أجابني.
“عمي، لقد مر وقت طويل. كيف حالك؟”
سرعان ما تحول صوته، الذي كان صارمًا في البداية، إلى نبرة مشرقة.
“ربما … لا يمكن أن تكوني إميلي، أليس كذلك؟”
“نعم، هذه أنا. أنتَ لم تنسني بالفعل، أليس كذلك يا عمي؟”
“بالطبع لا!”
آخر بطاقة أملكها كانت هي هذا الرجل.
الشخصية الشهيرة التي ظهرت كضابط شرطة في قسم شرطة لندن ومساعد شارلوك هولمز:
لقد كان المفتش ليستراد.
“إميلي، هل تعرفين كم اشتقت إليك؟”
كما أنه كان صديق والدي العزيز.
* * *
في صباح اليوم التالي، كنتُ جالسة أمام رجل مسن.
“لقد مرت فترة يا عمي جريج.”
جريج ليستراد.
لقد كان ضابط شرطة تابعًا لقسم شرطة العاصمة، الذي يسمى بـ “سكوتلاند يارد”، وكان مسؤولاً عن حل العديد من القضايا التي لم يتم حلها بمساعدة المحقق شارلوك هولمز.
على الرغم من أنه كان فوق الخمسين من عمره، إلا أنه كان يتمتع بمظهر المحقق الذي يتفاخر بجسمه الممشوق بدون ذرة دهون واحدة.
“كم مر من الوقت على آخر لقاء لنا يا إميلي؟”
نظر إلي المفتش ليستراد بعينيه الدافئتين الرماديتين.
“لم أتمكن من الاتصال بك منذ فترة.”
مثل معظم الشخصيات الخيالية التي تعيش في هذا العالم، يتمتع ليستراد أيضًا بإعدادات مختلفة عن شخصيته الأصلية.
والدي، الذي كان أستاذاً في إحدى الجامعات، كان صديقاً لجاره – العم جريج – الذي كان يتردد على زيارتنا منذ طفولتي.
بفضل هذا، كنتُ قريبة من المفتش ليستراد منذ أن كنت طفلة، وكنت أطلق عليه اسم “العم جريج”.
استمرت هذه العلاقة بعد أن تولت عمتي مسؤوليتي بعد وفاة والدي، وحتى بعد زواجي من راندولف.
“لا، لقد مررتِ بالكثير. لكنني لم أتمكن من مساعدتك على الإطلاق … لقد سمعتُ عن أخبارك من مارلين من وقت لآخر.”
لذلك ظل العم جريج على اتصال مع العمة مارلين.
عندما أومأتُ برأسي بهدوء، تحدث المفتش بتعبير جاد على وجهه.
“أنا على علم بالوضع العام…”
لقد كان ملخص العم مشابهًا لما كنت أعرفه.
كانت هناك الكثير من الشائعات القبيحة حول قصر بريتشيستر، مثل اختفاء الشابات اليافعات، لذلك حتى قسم الشرطة كان يولي اهتمامًا خاصًا به.
ومع ذلك، لم يستطيعوا إصدار أمر تفتيش لعدم وجود دليل واضح.
ولذلك ظل السيد بريدل يراقب باهتمام المعلومات التي يتم نشرها والتي لا يتم نشرها.
“أنا سعيدة لأنك على دراية بالظروف.”
“لقد تمكنتُ من الحضور اليوم كضيفك، لذا اطلعت على كل المعلومات مسبقًا. لكن بالمناسبة…”
تحولت نظرة المفتش ليستراد الحادة نحو الباب.
“الشخص الذي غادر هذه الغرفة قبل قليل بدا مثل البارون موريارتي إذا لم أكن مخطئًا …؟”
“هذا صحيح، إنه البارون. كيف عرفته؟”
تابع المفتش كلامه دون أن يمحو نظرته الحادة و اليقظة.
“آه، لقد عرفته هكذا فقط. لدي فضول لأعرف كيف انتهى بك الأمر مع شخص كهذا.”
“ماذا تقصد بقولك ‘شخص كهذا’؟”
عندما سألتُ ببراءة كما لو أنني لا أعرف شيئًا، أرسى المفتش ليستراد بأفكاره بهدوء.
“في العالم الاجتماعي، يُعرف البارون موريارتي على أنه شاب أرستقراطي حسن الذوق فقط، لكن البارون شخصية مشهورة جدًا في قسم الشرطة لدينا.”
على ما يبدو، تم حل قضية متعلقة بطائفة ما مؤخرًا بمساعدة البارون موريارتي.
كما أخبرني المفتش أن جيمس كان يشارك في جميع أنواع الأحداث التي يموت فيها الناس.
“يعتقد الكثير من الناس أن القضية تم حلها بفضل تعاون البارون مع التحقيق، لكن لدي وجهة نظر مختلفة. أشعر أنه يخفي العديد من الأشياء المشبوهة.”
تحدث المفتش بعد تردد للحظة.
“إميلي، هل سمعتِ من قبل عن ‘شارلوك هولمز’ ؟”
شارلوك هولمز.
كيف يمكن أن لا أعرف أحد أشهر الشخصيات في تاريخ البشرية والمحقق الأسطوري الذي كان معروفًا لدى الجميع تقريبًا؟
في حياتي السابقة، بينما لم أكن مهووسة بالقصص البوليسية، كنت قارئة نهمة قرأت كل الأعمال التي ظهر فيها شارلوك.
‘على الرغم من أنني لم أقابله هنا من قبل.’
كان شارلوك هولمز موجودًا في هذا العالم، لكن بعد أن علمت أن العم جريج كان على تواصل به، لم يكن لدي أي نية لمقابلته.
نظرًا لأن شارلوك هولمز هنا لا زال لم يشتهر بعد كما أنه لا يحظى بصيت شائع بين الناس كما كان في حياتي السابقة، فسيثير ذلك الشك إذا طلبتُ مقابلته دون سبب.
لذا، بالنظر إلى وضعي الحالي، ستكون هذه هي الإجابة مناسبة.
“لا، من يكون هذا؟”
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────