إميلي تصطاد الوحوش - 38
──────────────────────────
🌷 الفصل الثامن والثلاثون –
──────────────────────────
كلاك_ كلاك_ كلاك_
تردد صوت خطواتي في سماء الليل الساكنة.
عندما وصلتُ أخيرًا إلى ضفة البركة، نظرتُ إلى المياه الخضراء الباهتة التي أعطتني شعورًا غريبًا ومتقلبًا.
‘هوية ما يكمن أدنى هذه المياه…!’
في الرواية، وُصُف هذا المخلوق على النحو التالي:
لديه جسم بيضاوي به عدة مخالب ضخمة.
عبر طعن الضحية بشوكة معلقة في نهاية كل واحدة من مجساته، فإنه يحولها إلى جثة حية موجودة فقط لخدمته.
‘…لقد كان اسم هذا الكائن هو غلاكي.’
أخرجتُ شيئًا مستديرًا من جيبي وقمت بتفعيله.
لقد قمتُ باستخدامه منذ فترة للتعامل مع روح الشريرة إيدي في فندق لانجهام.
كان يُطلق عليه اسم “كاشف الظواهر الخارقة للطبيعة”، وهو يكتشف الإشارات الغامضة وغير المرئية التي ترسلها الأرواح الشريرة.
بيب_ بيب_ بيب_
أضاء الكاشف بضوء أحمر وانطلقت منه الإشارة.
لقد كان هذا يعني أنه كان هناك “كيان غير معروف” موجود في البركة.
فجأة سمعت صوتًا غريبًا في أذني.
بوك_ بوك_ بوك_
ثم بدأ السطح الأخضر المشع للبحيرة، والذي كان هادئًا منذ لحظة، يهتز ببطء؛ بثبات وبوتيرة رتيبة، إلى أن أصبح اهتزازه أكثر عنفًا.
…يا إلهي!
بعدها ارتفع كيان ضخم من المياه الخضراء الداكنة.
‘هذا الشيء …’
دعوتُ الإله من أجل سلامتي، ثم فتحت فمي من الدهشة أمام “الكيان العظيم” الذي كشف و أخيرًا عن جلالة قدره.
‘…إنه غلاكي.’
وحش قديم قادم من الفضاء الخارجي ينشر “الوعود بالحياة الأبدية” في الأحلام.
في مواجهة مثل هذا المنظر المروع، بدأتُ أرتجف قليلاً.
لقد كان طوله حوالي 4 أمتار.
كان جسده، الذي يشبه السبيكة، مغطى بطين طري ومسلح بأشواك مدببة وحادة بشكل رهيب.
في الأعلى، كان هناك ثقب – يفترض أنه فمه، مليء بالأسنان الحادة.
كما كانت هناك مقل عين في نهاية المجسات الثلاثة التي كانت تبرز من فوق رأسه.
تلك العيون …
…. تلك العيون -!
“هاه … هاه … هاه.”
…لقد كانت تنظر إلي.
تسلل الخوف إلى قلبي.
غرر_ غرر_ غرر_
عندما بدأت المجسات على جسده تتلوى بينما تتجه نحوي، لم أستطع التحرك ولا حتى خطوة واحدة من مكاني.
[أنا … سوف أحمي … عقلك …]
كان الصوت المتقطع الذي يخبرني بأنه سوف يحمي عقلي بلا جدوى لأنني كنت بالفعل غارقة تمامًا تحت وطأة الوجود الهائل للمخلوق العظيم.
وبدلاً من الهروب منه، كنتُ أشعر بضيق في التنفس بينما أذوب من الخوف لأنني قد أكون لمحت “المجهول المطلق” الذي لا ينبغي أن يكون البشر قادرين على رؤيته.
أنا إميلي كارتر…!
{قومي بالترحيب بالملك العظيم.}
عليّ أن أرحب به …
{بجسدك الضئيل والوضيع.}
{الحياة الأبدية، سوف يمنحكِ الحياة الأبدية …}
{الحياة البشرية وضيعة للغاية ولذلك ■■■■■ قومي بـ ■■■■■■■■■■■■■■■■.}
(م.م: الكلمات المغطاة بـ■■■ هي كلمات قام المؤلف بالتشويش عليها للحفاظ على الغموض والتشويق)
لا، أنا لم أعد إميلي كارتر الآن.
أنا جزء من …
{قومي بالترحيب بالملك العظيم …}
{■■■■■■-العظيم-■■-العدو-فبانيسوتكشير-
الخالد-فجدفجفد-■-نيارلات-حتب’مسيسد
جووسي-ايويخينب’كننيتجي-■■■■■-انفد
ججدجدان-من-السلالة-فدجدج-المحطمة-
غفبانيسوتكشي-هذا-العدو-الشرس-■■■■-
نيارلات-حتب-ففسفدس-حياة-الـ■■■-
مسيشيت’ودجووسيمسيشيت’ودجوو
سيمسيشيت’ودجووسيمسيشيت’}
(م.م: اللهم إن كان سحرًا فأبطله .. عجزت أفهم ايش مكتوب هون بسبب التشويش على الكلمات والجمل المشفرة .. ذي ترجمة تقريبية لإيش فهمت بس مو 100٪ صحيحة… بنكتشف مع بعض مستقبلًا إيش الطلاميس ذي)
في تلك اللحظة…
[وكيلتي، إميلي.]
سمعتُ صوتًا خافتًا ولكنه واضح جدًا، جميل ويُشعرني بالحنين.
[أنا الملك ذو الرداء الأصفر. مع كل ما عندي من قوة…]
[سوف أحميك.]
من خلال رؤيتي المشوشة والضبابية، كان بإمكاني رؤية ضوء ذهبي نقي يملأ الفضاء من حولي.
ثم ظهرت أمامي عباءة ذهبية ترفرف في الهواء.
وانبعثت رائحة مألوفة بشكل خافت في الجو …
لكن روح الوكيلة “إميلي كارتر” كانت قد تركت جسدها بالفعل.
* * *
أنا…
الشيء الذي رأيته …
لقد كان ذهني مرتبكًا.
‘غلاكي.’
لقد كنتُ أتذكر ذهابي إلى البركة للتحقق من هويته بنفسي، وحتى أنني أتذكر أن كاشف الظواهر الخارقة للطبيعة قد أطلق صفيرًا بصوت عالٍ عندما وقفتُ على الضفة…
لكن الذكريات الخاصة بي بعد ذلك اختفت تمامًا من عقلي.
… كما لو أن أحدهم قد قام بإزالة تلك الذكرى بالضبط وألقاها بعيدًا.
‘هل فعل الملك ذلك لحماية عقلي؟’
إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أنها كانت مجرد ذكريات سيئة قد ولت.
في اللحظة التي توصلتُ فيها إلى استنتاج واضح، فتحتُ عيني وقابلني نور مشرق.
‘أين أنا؟’
بدا المشهد المألوف ضبابيًا، لكن المنظور كان غريبًا بعض الشيء.
لم تكن وجهة نظر الشخص الأول المعتادة، بل رأيتُ المشهد من وجهة نظر الشخص الثالث حيث ينظر المرء إلى شيء ثابت.
(م.م: منظور الشخص الأول هو مثلا لما إيميلي تتكلم عن نفسها أنها هي شافت شي بنفسها .. بس منظور الشخص الثالث يكون لما طرف ثالث خارج المشهد يصف ذاك المشهد يلي يحصل بدون ما يتدخل فيه مثل لما نتفرج تلفزيون)
لم أستطع حتى تحريك المشهد حسب إرادتي.
لقد كان الأمر أشبه بمشاهدة فيلم بينما يتغير المشهد الذي أمامي تلقائيًا بسرعة.
‘هل أنا أحلم؟’
يسمى مثل هذا الحلم الواضح بحلم اليقظة.
أصبحت رؤيتي أكثر وضوحًا عندما قررتُ الاستمتاع بحلمي بشكل مريح كما لو كنتُ متفرجة في قاعة السينما تمامًا مثلما كنت أفعل في حياتي السابقة.
…كما أنه كان مشهدًا يبعث على الحنين إلى الماضي.
غرفة مزخرفة ببساطة وأناقة بها طاولة مستديرة وكرسيان فقط.
‘هذه…’
ألم تكن هذه هي المدرسة الداخلية للبنات في شمال لندن والتي التحقتُ بها قبل 10 سنوات عندما كنت فتاة شابة؟
لقد كنت أشعر دائمًا بالاختناق من هذا المكان بسبب القوانين الصارمة التي تؤطره، ولكن بعد كل شيء، بفضل ذهابي إلى هذه المدرسة التقيتُ بأغلى صديقة لي في حياتي، هيلينا.
‘هذه هي غرفة المعيشة المستخدمة لاستقبال الضيوف.’
اقتصرت الزيارات لطلاب المدارس الداخلية على مرة واحدة في الشهر، وكانت مسموحة فقط لأفراد الأسرة والأقارب.
لقد اعتدنا أن نطلق على هذا المكان اسم “غرفة الزيارة” على سبيل المزاح، كما لو كنا محبوسين في سجن.
“…لقد رأيتُك في أبريل، لذا فقد مر شهران منذ ذلك الوقت.”
أستطيع أن أستنتج من الفتاة التي ظهرت أمامي في الأفق – وهي تتكلم بصوت أجش قليلًا ونبرة منخفضة، أنني كنت في أواخر سن المراهقة.
في جسم أكثر رشاقة من الآن، برز جلدي الذي بدا شاحبًا ولكن ليس ناصع البياض.
‘هل كنت أبدو هكذا؟’
بدلًا من النظر في المرآة، فإن رؤية نفسي بنفسي من وجهة نظر شخص ثالث هكذا جعلتني أشعر بالحرج والغرابة قليلًا.
في السابعة عشرة من عمري، بدوتُ أصغر سناً من الآن وغير مألوفة للغاية عما كنت عليه.
أنذكر أنه في ذلك الوقت، لم يعجبني كيف أبدو كثيرًا …
‘لكن الآن بعد أن رأيتُ نفسي من منظور شخص آخر، فقد كنت جميلة جدًا.’
لم أستطع ابتكار كلمات لوصف شكلي، لكنني بالتأكيد كنت جميلة للغاية.
حتى الطريقة التي اعتدت بها على ربط شعري البلاتيني المتموج حتى خصري كانت مبهرة.
فتحت الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا فمها.
“… كيف حالك يا خالي؟”
هذا يعني أنه أخ أمي؟
عبستُ عند سماع هذه الكلمات الغير مألوفة.
‘أنا … هل كان لدي خال؟’
فقدتُ والديّ في وقت مبكر.
لقد مات كلاهما في حادث عربة قبل أن أبلغ العاشرة من عمري.
وكانت عمتي، السيدة مارلين سوبيرج، هي الشخص الذي تولى مسؤوليتي بعد أن أصبحت يتيمة.
“إميلي، أنا من سوف يقوم بتربيتك.”
عمتي، التي أرادت تربيتي مثل أي أسرة حاضنة أخرى، بحثت عن مدرسة لا ترتادها سوى النساء من العائلات المرموقة.
لقد تم قبولي في المدرسة الداخلية للبنات في شمال لندن؛ والتي حصلت على أعلى تصنيف بين جميع المدارس.
“لذا، تذكري يا إميلي. لا توقعي نفسك في المتاعب.”
أعتقد أن عمتي كانت تعتقد في ذلك الوقت أن روحي الحرة الفطرية ستتغير قليلاً في مكان منضبط مثل هذا.
لكن للأسف، لم تتحقق أمنية عمتي.
“سيدة سوبيرج، لقد قامت الآنسة إميلي بـ …”
“سيدتي، أنا آسفة، لكن الآنسة إميلي مرة أخرى ….”
على الرغم من استدعائها إلى المدرسة عدة مرات بسبب سوء تصرفي، إلا أن عمتي لم تستسلم أبداً.
كلما نظرتُ إلى الوراء، كلما شعرتُ أنني ممتنة لعمتي أكثر فأكثر.
“حسنًا… بخير.”
عدت إلى رشدي عند سماعي صوت الرجل الذي ناديته بـ”خالي”.
لقد كان بإمكاني رؤية ظهره فقط، لكنه بدا وكأنه لا يمتلك أي سمات مميزة، من طوله المتوسط، وجسمه الطبيعي، وشعره المرتب.
‘انطلاقًا من صوته، يبدو أنه في منتصف أو أواخر الأربعينيات من عمره.’
مرة أخرى، لم أكن أتذكر أنه كان لدي خال من الأساس.
لقد وُلدت والدتي كالإبنة الوحيدة لعائلتها، وكانت عمتي مارلين هي القريبة الوحيدة بالدم لأبي.
إذا كان الأمر كذلك، فمن كان هذا الرجل؟
“لقد استغرق الأمر بعض الوقت لإنجاز المهمة هذه المرة يا سيدة إميلي … أعتذر بصدق عن التسبب لك بالقلق.”
… “سيدة” إميلي؟
بغض النظر عن كيف أنظر إلى الأمر، فقد كان كلام هذا الرجل مهذبًا ومحترمًا للغاية.
لن يتكلم خال يخاطب ابنة أخته بهذه الطريقة أبدًا.
حدقتُ باهتمام مرة أخرى في مظهر الرجل الذي كان يعاملني باحترام كبير.
‘بالنسبة لميزاته …’
لقد كان يرتدي بدلة عادية، ولكن كان هناك سوار سميك مكشوف قليلاً من الجزء الداخلي لكمه.
لفت انتباهي الشكل الموجود على السوار.
‘هذا … إنه مألوف.’
لقد كان السوار منقوشا بنجمة سداسية، والتي تسمى أيضًا نجمة داوود.
“حسنًا، هذا لا يهم. لكن لماذا أتيتَ إلى هنا اليوم؟”
عندما رفعتُ ذقني بغرور وسألته، قام الرجل الذي دعوته “خالي” بهز رأسه وأجابني.
“اليوم .. لقد كنت أود أن أسألك حول رأيك فيما يجب أن نفعله بعد ذلك …”
‘… هذا غريب جدًا.’
بادئ ذي بدء، في ذاكرتي، لم أكن أتذكر أن رجلاً غريبًا كان يقوم بزيارتي في المدرسة.
وحتى إذا مُحِيَت ذكرياتي هذه كثمن لعودتي إلى الحياة، فقد كان الوضع الذي أراه الآن غريبًا جدًا.
من الغريب أن يخاطب رجل في منتصف العمر فتاة في أواخر سن المراهقة بهذه الطريقة المحترمة للغاية، وكذلك أن يأتي لطلب النصيحة منها بشأن شيء ما.
ومع ذلك، بدت “إميلي البالغة من العمر 17 عامًا” مألوفة جدًا مع هذا الموقف، حيث رفعت إحدى زوايا فمها وابتسمت بشكل خبيث.
“ليس لدي اليوم بطوله. أين القائمة؟”
“هنا يا سيدتي.”
نظرت إميلي البالغة من العمر 17 عامًا إلى المستندات التي قدمها لها الرجل.
عندما ضيّقت عينيّ وركزت نظري عليها، أصبح الاسم المكتوب على الورقة مرئيًا بالنسبة لي قليلًا.
موريار …
موريارتي ؟؟؟
“هل سيتم اتباع الإجراءات كما هو مقرر؟”
“هل تريد حقًا أن تسألني عن مثل هذه الأشياء الواضحة؟”
في اللحظة التي أذهلني فيها الاسم المألوف، سألت إميلي البالغة من العمر 17 عامًا الرجل.
حني الرجل رأسه وكأنه محرج من هذا.
“هذا … لقد أمرني نائب الأسقف بأن أعود بعد سؤال السيدة إميلي عما تريد فعله.”
“هاه؟ نائب الأسقف؟”
انخفض صوت إميلي البالغة من العمر 17 عامًا بشكل بارد.
“هل أطلق على نفسه هذا الاسم؟”
حتى أنا، التي كنتُ أراقب الموقف الغريب من بعيد، شعرتُ بانخفاض درجة الحرارة في الجو و بالقشعريرة تسري في جسدي.
عندها شعر الرجل بالرعب وأحنى رأسه أكثر.
“نعم يا سيدتي.”
“هاهاها! بالطبع، لن يجرؤ شخص غيره على أن يعتبر نفسه قد أصبح في القمة.”
إيميلي، التي تمتمت فجأة بتلك الكلمات، انفجرت فجأة في نوبة من الضحك.
لقد كانت كلماتها وصوت ضحكها يحملان خيبة أمل إلى حد ما.
لقد كانت مختلفة تمامًا عن الماضي الذي أتذكره.
“حسنًا، هذا لا يهم في النهاية.”
“إذن…”
“هل من الصعب عليك أن تقوم بتشغيل رأسك وتفكر قليلًا بنفسك؟”
قالت “إميلي” عند رؤيتها الرجل الذي كان ينتظر إجابتها.
“سلم المهمة لإينوك …”
…إينوك؟؟
من المستحيل أن يكون إينوك بوين، مؤسس كنيسة حكمة النجوم … أليس كذلك؟
في اللحظة التي اهتز فيها رأسي من الاسم، انتهى المشهد من ذاكرتي.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────