إميلي تصطاد الوحوش - 33
──────────────────────────
🌷 الفصل الثالث والثلاثون –
──────────────────────────
لقد كانت سالي في عجلة من أمرها، لكن لم يكن من السهل عليها اختراق الحشد المتجمع في قاعة الرقص.
“انتظر دقيقة.”
“أنا آسفة.”
“مهلًا لحظة…”
بالإضافة إلى ذلك، فقد تناول الجميع المواد المهلوسة ولم يكونوا يتصرفون بشكل طبيعي.
في معظم الحالات، لم يتمكنوا حتى من سماعها عندما تطلب منهم التحرك و التنحي عن الطريق.
بمجرد أن تمكنت سالي من اجتياز الحشد والوصول إلى باب الشرفة، اصطدمت بخادمة كانت في عجلة من أمرها.
“أوه، يا إلهي..”
“أنا آسفة جدًا! هل أنتِ بخير … ”
انحنت الخادمة واعتذرت، لكنها أسقطت زجاجة النبيذ أثناء ذلك.
أمسكت سالي بالزجاجة قبل سقوطها وأعادتها للخادمة.
“تفضلي. هل أنتِ بخير؟”
اتسعت عيون الخادمة المندهشة.
لقد كانت بشرتها شاحبة مثل الشخص الذي استعاد وعيه بعد أن كان ممسوسًا من طرف روح شريرة.
“أنا … أنا آسفة للغاية.”
“لا بأس.”
ومع ذلك، حنت الخادمة رأسها عدة مرات و اعتذرت أكثر من مرة؛ لقد بدت وكأنها كانت تعتقد أن سالي ضيفة مهمة.
“أنا في الحقيقة خادمة مثلك. لذلك ليس هناك من داع…”
“قاعة الرقص.”
لم تكن عيون الخادمة تركز على سالي؛ لقد بدت وكأنها كانت في حالة ذهول.
“من الأفضل لكِ عدم حضور الحفلة …”
“…ماذا؟”
بدلاً من شرح موقفها، قالت الخادمة بسرعة:
“من الأفضل عدم البقاء هنا لفترة طويلة.”
ثم استدارت الخادمة و اختفت وسط الحشد.
‘من الأفضل عدم البقاء هنا لفترة طويلة.’
كما قالت إميلي، لقد كانت سالي بحاجة إلى استجواب الموظفين، لذا يجب عليها أن تخلق فرصة للتواصل مع أحدهم.
***
قبل عشر دقائق من حدوث كل هذا.
نظرتُ إلى سالي، التي كانت ما تزال تبدو قلقة، بينما كنتُ أتوجه إلى الشرفة.
لقد كان بعض الرجال مترددين في التحدث معي، لكنني لم أرغب في منحهم فرصة.
هل أصبحتُ هكذا لأني شربتُ الخمر؟
لقد كان رأسي يؤلمني أكثر من المعتاد.
بينما كنتُ عابسة، فتحتُ الباب وخرجت إلى الشرفة؛ ثم رحّب بي الهواء البارد ليُنعش قلبي.
خلعتُ على الفور قناعي وأخذتُ نفسًا عميقًا.
“…أشعر بشعور أفضل بكثير الآن.”
لقد بدا وكأن صداع رأسي قد اختفى.
اتكأتُ على الدرابزين ونظرتُ إلى البركة التي كانت في الأسفل.
تحت سماء الليل، ستكون أي بركة في العالم مكانًا جميلًا ورومانسيًا، لكن هذه التي كانت هنا كانت مختلفة تمامًا عن ذلك.
لقد كان الضباب الذي يحيط بها كثيفًا، وكان يمكنني رؤية الأشجار الذابلة من حولها.
…لقد اعتقدتُ أن هذا كان مشهدًا من فيلم رعب حينما سمعت صرخة غراب من مكان ما.
يا له من جو كئيب و متجهم.
لقد كانت البركة ذات مياه غير شفافة، لذلك لم أستطع رؤية ما كان في القاع.
كان لونها الأخضر المشع يذكرني بالمخلوقات البشعة أشباه السلايم؛ كما كانت هناك شائعة تقول أن وحشًا كان يعيش هناك في الأعماق.
ولذلك كان من الطبيعي أن تتبادر إلى ذهني العديد من الوحوش التي سمعتُ بها في الأساطير التي قرأتها في حياتي السابقة.
وحش بحيرة لوخ نيس.
أخطبوط أوكلاهوما.
إذا كان هذا العالم يحتوي على أسطورة كثولو …
خطر ببالي فجأة عنوان قصة قصيرة كنت قد قرأتها في حياتي السابقة.
ساكن البحيرة للكاتب رمزي كامبل.
“إذا كان هذا هو الحال، إذن …”
حاولتُ أن أتذكر محتويات تلك القصة في رأسي.
جلجلة_ جلجلة_
عندها سمعت صوت خطوات خلفي.
“مَن هناك….”
استدرت.
“… أوه، هنري، هذا أنت. لقد فاجئتني للحظة.”
أذهل مظهره المألوف قلبي.
تقدّم السيد هنري نحوي دون أن يقول أي شيء.
“هنري؟”
نظرتُ إليه بعيون مندهشة.
لقد كان يبدو رائعًا طوال الوقت، ولكنه اليوم كان … مختلفًا إلى حد ما.
على عكس بدلاته المعتادة، لقد كان يرتدي زيًا مختلفًا تمامًا.
لدرجة أنه كان يمكنني أن أشعر بأن لعابي قد يسيل من جاذبيته.
لقد كنتُ مدركة لقلبي الذي كان يخفق بقوة، لذلك قمتُ بتركيز نظراتي على هنري لتجاهل نبضاته.
اليوم، كان السيد هنري يرتدي زي مصاص دماء.
لقد كان يرتدي ياقة عالية بينما كان يطلي وجهه بمسحوق أبيض ليبدو وكأنه جمال شاحب، وكانت لديه أيضًا أنياب حادة تطل من شفتيه الحمراء.
“… هل يجب أن أبدو هكذا؟”
بصفته رجلًا بيوريتاني متدين، أعرب هنري عن معارضته القوية للتنكر مثل مصاص دماء أو شيطان.
“لقد سمعتُ أن السيد بريدل يحب زي مصاصي الدماء.”
لقد كان عليه أن يلبس هذا الزي كي يحظى بإعجاب السيد بريدل ومن أجل أن يتقرب منه عبر استغلال دعوة هيلينا كوسيلة للتعرف عليه واستخراج المعلومات منه.
… رغم أنه لم يعجبه ذلك، لكن كان علي الاعتراف بأن الماكياج بدا جيدًا للغاية عليه.
“إنك تبدو أفضل مما كنت أعتقد. لماذا أتيتَ هنا؟ لقد قلتَ أنك سوف تتحدث إلى السيد بريدل.”
“…..”
“هنري؟”
لم يرد على ندائي.
لقد كان يحدق في وجهي فقط؛ لدرجة أن نظرته لم تكن تبدو ثابتة بل وكأنها نظرة شخص فاقد للوعي.
“هل أنتَ بخير؟ أنتَ … لا تبدو على ما يرام.”
اقتربتُ خطوة منه، ولاحظتُ أنه كان يبدو غير مرتاح.
“…..”
عند إلقاء نظرة فاحصة، لا يبدو أن سبب ذلك هو الماكياج أو الزي الذي يلبسه.
لقد كان جبينه مجعدًا وخديه أكثر احمرارًا من المعتاد.
كلما كانت نظراته مثبتة علي أكثر، كلما أصبح تنفسه أكثر اضطرابًا.
لم أصدق أن صدره كان يرتفع و ينخفض.
بطريقة ما، كان منظره مثيرًا نوعًا ما.
بمجرد أن فكرتُ في ذلك، أصبحتُ عاجزة عن الكلام.
ألم أكن هنا لحل اللغز؟
في اللحظة التي حاولتُ فيها التراجع للوراء.
…!
أصبح رأسي ينبض بالألم، وفي نفس الوقت تغير المشهد أمامي.
لقد كانت هذه … هلوسة.
لقد فتنتُ بجمال المناظر الطبيعية الأرجوانية أمامي.
حقل من الخزامى لا نهاية له على مد البصر، و الرائحة الرقيقة التي تدغدغ طرف أنفي.
لقد جعلني ذلك العطر الحلو الغامر أشعر بالدوار.
“تفضلي.”
اقترب مني السيد هنري، الذي لم يتحدث من قبل، ووضع تاجًا مصنوعًا من الزهور على رأسي.
نظرتُ في عينيه بينما كانت رائحة الخزامي تلفني من كل الجهات.
“إميلي، لقد صنعتها لك.”
حقل الخزامى، تاج من الزهور.
أعتقد أنني خضتُ هذه التجربة من قبل، ولكن …
لقد كان هذا مكانًا تركزت فيه كل حواسي على السيد هنري، الذي كان أمامي ليُعيد لي ذكريات الماضي.
“شكرًا لك.”
هل كان ذلك بسبب نظراته المثبتة علي؟
لقد بدأ قلبي الهادئ ينبض بسرعة.
نبض_ نبض_
حاولتُ أن أتجاهله، لكن الأمر لم يكن سهلاً.
انحنى السيد هنري إلى الأمام، وسرت نحوه دون أن أدرك.
عندما التفت ذراعيه بشكل طبيعي حول خصري، شممتُ رائحته الجميلة، وحاولت ألا أكون متوترة.
“الحقيقة هي…”
“هاه؟”
“لقد أردتُ مرافقتك.”
اتسعت عيني دهشة عند سماع الكلمات غير المتوقعة التي خرجت من فمه، لكن هنري تابع كلامه بصوت منخفض دون أن يكثرت لرد فعلي:
“لكنني سعيد لأنك لم تذهبي مع موريارتي.”
“…لماذا؟”
في الواقع، لم تكن مرافقتي إلى هذه الحفلة تعني أي شيء أبداً.
لقد كانت حفلة تنكرية لا تقتضي وجود شريك أو مرافق لدخول قاعة المأدبة. ومع ذلك، أعتقد أن السيد هنري كان يفكر في خلاف ذلك.
عندها عض هنري شفته ونظر إلي.
“… في كل مرة يراك فيها ذلك اللقيط ملكًا له.”
اشتدت قوة الأذرع التي كانت ملتفة من حولي.
“أنا لا أعرف ما أشعر به تجاهك يا إميلي.”
“…..”
هل حدث ذلك بسبب هذا الموقف؟
عندما نظرتُ في عيني السيد هنري، رأيتُ نظرة جشعة في عينيه.
“هذه الرغبة الجامحة بداخلي … أنا بالكاد أكبحها.”
“…..”
ابتلعتُ لعابي دون أن أدرك ذلك.
لقد كنتُ أستطيع أن أشعر بدقات قلبه وهو ينبض داخل صدره.
“يُسمح لك بالنظر إلى رجال آخرين، لكن…”
بالنسبة لي، لم أكن شخصًا يمكن أن يقبل هذا الموقف.
ومع ذلك … لماذا لا أريد إبعاده؟
كان يجب أن أتراجع، لكن ذراعيه استمرت في محاصري.
رائحته ودفئه.
يبدو أن كل شيء يبقيني في مكاني، في حقل الخزامى هذا.
“أنا سوف أقتلهم جميعاً. تذكري ذلك.”
بينما تنهدتُ بهدوء، دعوته باسمه.
“هنري …”
عندها رأيتُ وميضًا يُشرق في عينيه عند سماعه صوتي.
بعدها قام هنري بإزاحة شعري المسدول عن عنقي ليترك رقبتي العارية مكشوفة أمامه؛ لقد أحسستُ وكأن الكهرباء تلسعني في المكان الذي لمستني فيه يده.
لقد حاولت إخفاء أنفاسي المتخبطة، لكن ذلك كان صعبًا.
“…..”
عندما اقترب وجهه ببطء من رقبتي، رأيتُ أسنانه مكشوفة وراء ابتسامته التي كانت تعلو محياه.
──────────────────────────
✨فقرة الشروحات:
*وحش لوخ نس (بالإنجليزية: Loch Ness Monster) هو مخلوق غير مؤكد الوجود، يُعتقد بأنه سليل مجموعة باقية من البلصورات، على الرغم من أن وصفه يختلف من شاهد لأخر. ويُقال أنه يسكن بحيرة لوخ نس في اسكتلندا، التي تعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في بريطانيا العظمى. وحش لوخ نس مثله مثل مخلوق البيغ فوت واليتي، اللذان لا يوجد دليل علمي قاطع على وجودها، ويعتبر المخلوق من أكثر ألغاز علم دراسة الحيوانات الخفية شهرة، إذ أن اهتمام العالم به ظهر منذ أن نُشرت أولى مشاهدة له عام 1933. ومعظم العلماء والخبراء يجدون الأدلة المتوفرة لا تدعم وجود وحش البحيرة ويعتبرون المشاهدات لهذا المخلوق إما كاذبة أو هي أخطاء في تحديد هوية مخلوقات أو ظواهر معروفة. بالرغم من ذلك لا يزال العديد من الناس حول العالم يؤمنون بوجود هذا الكائن.
*أخطبوط أوكلاهوما هو من الخيوانات الخفية الغير مؤكد وجودها و يُقال أنه يسكن بعض بحيرات أوكلاهوما بالمياه العذبة، بما في ذلك بحيرة ثندربيرد، وبحيرة أولوغا، وبحيرة تينكيلر، حيث يهاجم ويقتل السباحين. لا يوجد دليل علمي قاطع على وجوده.
The Inhabitant of the Lake and Less Welcome Tenants
أو ساكن البحيرة هي مجموعة من القصص القصيرة الخيالية والمرعبة للمؤلف البريطاني رامزي كامبل.
تم إصداره في عام 1964 من قبل دار نشر أرخام في طبعة من 2،009 نسخة وكان أول كتاب للمؤلف. هذه القصص هي جزء من أسطورة كثولو.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────