إميلي تصطاد الوحوش - 30
──────────────────────────
🌷 الفصل ثلاثون –
──────────────────────────
فتحت إميلي الكتاب على عجل.
لقد كان مليئًا بالرموز القديمة التي لا يستطيع الإنسان الحديث قراءتها، لكن …
هز جيمس رأسه واقترب منها.
“إنه مجرد كتاب للزينة.”
نعم، لقد كان كتابًا للزينة لا معنى له حصل عليه أثناء محاولته تعقب إحدى الطوائف. وفقًا لعالم الآثار الذي تم تكليفه بمهمة تقييم الكتاب، فقد احتوى هذا الكتاب فقط على خربشات تبدو وكأنها نصوص حقيقية.
“لقد سمعتُ أنه يحظى بشعبية كبيرة في عالم السحر، وهذا هو سبب امتلاكي له. أليس مثيرًا للاهتمام؟”
على عكس الأديان العادية، اعتمدت الطوائف على العقائد المجردة مع تجاهل الواقع. غالبًا ما تستخدم الطوائف هذه “القطع الأثرية المقدسة” لتقوية إيمان المؤمنين بها.
“لقد سمعتُ أن الطائفيين قادرون على الشعور بالراحة مع هذه الكتـ… إميلي؟”
استدار رأسها تجاهه، لكن نظراتها لم تكن مركزة على جيمس نفسه.
عندها، تحدثت إيميلي بصوت رتيب.
“الملك ذو الرداء الأصفر … لقد أخذته مني.”
الملك ذو الرداء الأصفر؟
اتسعت عيون جيمس من الدهشة.
“القدرة على تحديد أحلام المرء …”
لقد كانت هناك أشياء قليلة قالها عالم الآثار حول هذا الكتاب.
“إذا كان هناك أي شيء جدير بالملاحظة حول هذا الكتاب، فـأفترض أنه هذا الرمز المميز المنقوش على غلافه.”
شعر جيمس بالقلق، وبدأ قلبه ينبض بسرعة.
شاهد إميلي وهي تتمتم مع نفسها؛ بينما كانت تلمس الغلاف الخلفي للكتاب.
“… والقدرة على الهروب من الحلم.”
“إنه رمز للملك ذو الرداء الأصفر، ذاك الذي لا ينبغي أن يُذكر اسمه .. هاستور.”
بمجرد أن ترددت كلمات عالم الآثار في رأس جيمس موريارتي، بدأ جسد إميلي يهتز ويرتجف.
“إميلي!”
ثم سقطت على الأرض بصوت ارتطام.
وبعد أن غابت عن الوعي لمدة 30 دقيقة تقريبًا، استيقظت دون أن تتذكر ما حدث في وقت سابق.
“…..”
متذكرًا ما حدث في ذلك الوقت، حدق جيمس موريارتي في إميلي بصمت.
الآن هي بخير.
إميلي، إذا كانت حقًا من نسل كهنة الدرويد …
رغم أنه لا يزال لديه شكوكه حول هذا الأمر.
فـلماذا كانت ردة فعلها بتلك الطريقة على ذلك الرمز إذن؟
***
“توقفي عن مضايقتي، سالي. هذا ليس وضعًا مناسبًا لتفعلي هذا.”
هززتُ رأسي.
“ماذا تقصدين؟ أليس هذا ما تحلم به كل امرأة؟”
لكن كلماتي طارت مباشرة من فوق رأس سالي دون أن تدغدغ أذنها حتى؛ عندها ابتسَمَت وأشارت إلى السيد هنري.
“إنه رجل نبيل، لكنه مثل الوحش أثناء الدفاع عن المرأة التي يحبها.”
… بالحديث عن ذلك، لقد اتخذ السيد هنري بعض سمات الشخصية التي كانت في رواية القضية الغريبة للدكتور جيكل والسيد هايد في بعض الجوانب.
بعدها تحولت نظرة سالي إلى البارون موريارتي.
“ثم لدينا رجل مشهور بثروته و دمه الأرستقراطي. إنه مهذب ومحب للفنون، لكنه يخفي أفكاره المظلمة والعميقة وراء ابتسامته الجميلة.”
أحسست بالمرارة من صدق كلامها، لكنني تأكدتُ من أن ذلك لم يكن واضحًا على وجهي.
تابعت سالي كلامها:
“والآن، ما محل جيمي من الإعراب؟”
لقد استمعتُ إلى تقييمها بهدوء.
“إذا كان الاثنان الآخران يمثلان الذكورة و المرتبة الرفيعة على التوالي، فإن جيمي هو الرجل الشاب اللطيف والحيوي. ربما يمكن أن تكون نقطة المفاجأة في القصة هو أنه في الواقع امرأة متنكرة في زي الرجل؟”
“…عفوًا؟”
أجابت سالي بضحكة مكتومة.
“لقد كنت أمزح فقط. قد لا ترغبين في سماع هذا طوال الوقت، لكن جيمي جميل جدًا حقاً.”
“هذا صحيح.”
سالي…
يمكنكِ أن تصبحي عرافة.
بعدها همستُ في أذن جيمي.
“لماذا تورطتِ معهم؟”
عندها هزت كتفيها بلا مبالاة وابتسمت ابتسامة عريضة.
“لقد أردتُ فقط أن أستمتع قليلًا باللعب مع هؤلاء الأولاد.”
…يا لها من فتاة شجاعة حقًا.
في الواقع، بعد وقت قصير من حادثة المقبرة، أخبرتُ مارغريت عن وفاة ويلي.
(م.م: جيمي = مارغريت)
لكن رغم أنني اخترتُ كلماتي بعناية، إلا أنها كانت لا تزال مصدومة.
“لا … لا بد من أن يكون ويلي … أنا متأكدة من ذلك. لماذا…”
لقد كانت تواجه صعوبة في تصديق الأخبار المحزنة عن صديقها الذي فارق الحياة.
لم يمض وقت طويل بعد ذلك، عند حصولها على نعي من عائلة ويلي، لم يعد بإمكانها إنكار الأمر.
“إميلي، لقد كنتِ على حق.”
لذلك ذهبت مارغريت إلى جنازة صديقها، وحتى بعد عودتها، عانقتني وبكت بحرقة لفترة من الوقت.
لقد بدت بخير في هذه اللحظة؛ لا، هي لم تكن بخير، لكنها بدت وكأنها تحاول قبول وفاة الرجل الذي كانت تحبه.
“جيمي، أخبريني إذا كنتِ بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة لفترة من الوقت. حسنًا؟”
في كل مرة قلت ذلك، ابتسمت جيمي وقالت أنها بخير …
أعتقد أنه ليس لدي خيار سوى أن أكون في الجوار عندما تحتاجني.
تحدثتُ إلى الرجلين اللذين كانا لا يزالان يحدقان في بعضهما البعض.
“هنري. جيمس.”
نظر الاثنان إليّ ببطء، وبدا كلاهما غير سعيد.
تحدث السيد هنري أولاً.
“هل أنتِ مقربة منه بما فيه الكفاية لمناداته باسمه الأول؟ متى حدث…”
“اصمت هنري … نعم يا إيميلي، ما الأمر؟”
عندها قاطعه جيمس.
لم أكن أعرف السبب، لكن موريارتي بدا منزعجًا بشكل خاص من هذا الموقف. ومع ذلك، لم أستطع تحمل ترك الشجار بينهما يستمر.
نحن لم نكن هنا لنلعب؛ ربما كان هذا هو السبب وراء ظهور نبرة صوتي حادة بعض الشيء.
“هل هذا مهم حقًا؟ الناس في عداد المفقودين.”
… كان جيمس موريارتي هو من اكتشف ذلك أولاً.
“لقد سمعتُ أن هناك حفلة تنكرية مريبة للغاية في لندن تقام مرة واحدة كل شهر.”
أثناء التحقيق في التماثيل الحية والمتحركة، تم إبلاغه ببعض الأعمال الغريبة التي يقوم بها أتباع كنيسة حكمة النجوم.
الأرستقراطي الذي كان أحد المعارف الشخصية للزعيم الديني للطائفة، إينوك بوين، كان يستضيف حفلة شهرية لفترة من الوقت.
وكانت هناك شائعات غريبة تدور حولها بين بعض النبلاء في المجتمع.
“يقولون أن بعض الحاضرين في عداد المفقودين، ومعظمهم من الشابات اللائي من عائلات صغيرة وغير معروفة، مثل الممثلات المبتدئات أو الخادمات.”
كانت شرطة العاصمة على علم بذلك أيضًا، لكن التحقيق كان صعبًا بسبب نقص الأدلة والمشتبه بهم.
مما يعني … سوف نذهب إلى هناك بأنفسنا.
لقد دعيتُ إلى هذه الحفلة بمساعدة هيلينا، التي كانت شخصية اجتماعية، وكنتُ أستعد للمغادرة للذهاب إلى القصر المعني غدًا.
وكان السيد هنري والبارون موريارتي يتجادلان مع بعضهما البعض حول من سيكون شريكي.
“…..”
“…..”
عندما نظرتُ إلى الاثنين اللذين لم يقولا أي شيء، قلت :
“أنا ذاهبة مع جيمي. لن أقبل أي اعتراضات.”
“مرحى!”
صاحت جيمي بحماس.
قبل أن يتمكن الاثنان من محاولة تغيير رأيي، قلت لهما بسرعة:
“دعونا نذهب إلى قصر بريتشيستر … ماذا، هل ستذهبان معنا أم لا؟”
بدا الرجلان مثيران للشفقة للغاية، لكنهما تراجعا بلا حول ولا قوة.
لقد اعتقدت حينها أننا سنكون بخير.
بالتفكير في الأمر الآن، نحن لم نكن نعرف أي شيء عن ما ينتظرنا.
وبسبب هذا الحادث, أصيب أحدنا بجروح خطيرة وكان يصارع بين الحياة والموت.
اما الآخر فقد أصيب بالجنون، ولم يتمكن من التحرر منه.
أما بالنسبة لي.
لقد متتُ مرتين.
***
“الآن سوف ننطلق.”
بدأت العربة في التحرك بعد سماعنا صهيل الحصان.
لقد كانت وجهتنا، قصر بريتشيستر، تقع في ضاحية ليست بعيدة عن وسط لندن.
حتى داخل العربة التي تهتز، تحدثت سالي بصوت مشرق.
“سائق العربة يقول أننا سنكون هناك خلال أقل من ساعة.”
“إنه ليس بعيدًا جدًا. سآخذ قيلولة.”
أغمضتُ عيني وانحنيت على النافذة، ثم بدأتُ أفكر في …
قصر بريتشيستر الذي كنا متجهين إليه الآن.
وفقًا لتحقيق هيلينا، كان القصر، الذي تم بناؤه منذ حوالي مائة عام، ذا تصميم معماري على الطراز القوطي الذي كان شائعًا في ذلك الوقت.
كان إعادة بناء لمبنى قديم، وكان المالك الأول رجلًا نبيلا يمتلك قصرًا قريبًا من لندن.
“… وفي غضون سنوات قليلة من العيش في هذا القصر، توفي وريثه فجأة. وبدأ كل من اللورد وزوجته يعانيان من مرض مجهول.”
“إنها مثل لعنة الأسرة، أليس كذلك؟”
تذكرتُ تفسير هيلينا الهادئ واستجابة سالي المرحة.
كما قلت، بعد أن غادر المالك الأول القصر، الذي “اختفى في ظروف غامضة”، وجد قصر بريتشيستر مالكًا جديدًا.
… على الرغم من أنه كان مؤقتاً فقط.
“المالك يتغير كل عامين؟”
كانت سالي فضوليّة.
“نعم، والسبب غريب أيضًا. لسبب ما، يموت المالك فجأة أو يغير رأيه ويبيع القصر.”
أخبرتنا هيلينا القصة حول كيفية إصابة أحد المالكين السابقين بصاعقة برق من السماء.
… في الأساس، كان هذا القصر ملعونًا.
“ماذا عن المالك الحالي؟ أليس السيد بريدل شخصًا نشطًا جدًا في المجتمع؟”
أومأت هيلينا برأسها ردا على تعليق سالي؛ بعد كل شيء، لقد سمعت سالي كل أنواع الشائعات أثناء عملها في فندق لانچهام الفخم.
“نعم، لقد اشترى القصر قبل عشر سنوات وامتلكه منذ ذلك الحين.”
وقيل أنه في ذلك الوقت كل من رأى السيد بريديل يسأله لماذا يريد شراء هذا القصر الملعون.
ومع ذلك، فقد نسي الجميع تقريبًا الشائعات السيئة حول قصر بريشيستر …
“ربما ذلك بفضل الحفلة التنكرية الشهرية التي بدأت قبل ثلاث سنوات.”
الحدث، الذي يستضيفه السيد بيرديل، كان استثنائيًا للغاية؛ حيث تتم دعوة قلة مختارة فقط من الناس, وقيل أنه أكثر شعبية مما كان متوقعًا.
حفلة رائعة وفاخرة في قصر قوطي كئيب.
لم يكن معروفًا ماذا يحدث في الحفلة لأن الضيوف لم يسمح لهم بالتحدث عنها.
“يقولون أنه يمكن للمرء أن يصل إلى ذروة المتعة والرفاهية.”
“… هل يتعاطون أي مخدرات غير مشروعة؟ تلك التي تسبب الهلوسة على سبيل المثال.”
عندما نطقتُ بهذه الكلمات، ذهلت هيلينا وسالي.
“يا إلهي. إميلي … ”
“هذا مستحيل…”
بطبيعة الحال، فإن البيوريتانيين أو الأنجليكان في القرن التاسع عشر يرون في ذلك مجرد هرطقة.
(م.م: البيوريتان هي العقيدة التي تتبعها هيلينا و الأنجيليكان هي كنائس بروتستانتية العقيدة التابعة للمسيحية وهي التي تتبعها سالي)
لكن بالنسبة لي، أنا التي كانت لدي ذكريات عن مجتمع أكثر حداثة في القرن الحادي والعشرين، كان ذلك بمثابة استنتاج منطقي للغاية.
“إذا كنتَ لا تستطيع أن تنسى المتعة التي عشتها هناك وتريد أن تتم دعوتك مرة أخرى دون أن تقول ما الذي يحدث بداخل الجدران المغلقة، أليس من الواضح ماذا يحدث هناك؟”
“رغم ذلك…”
كانت سالي تكافح من أجل التعبير عن أفكارها بالكلمات، وكانت هيلينا تهز رأسها.
“هذا ليس الشيء الوحيد الغريب في هذا القصر.”
لقد كانت هناك بركة صناعية ضخمة، وقد وضع المالك الأول قلبه وروحه في بنائها.
… وكانت هناك أسطورة حضرية تقول أنه يعيش في تلك البركة مخلوق غامض ومجهول.
──────────────────────────
✨فقرة المناقشة:
ارتعبت من كلام عالم الآثار 👀🔥
“الذي لا ينبغي ذكر اسمه”
آخر مرة سمعت ذا الاسم كان في هاري بوتر لما كانوا يتكلمون عن اللورد فولدمورت 👀
– هل من الممكن أنك الملك ذو الرداء الأصفر يلي نعرفه ما يكون طيب إنما يكون هو الشرير؟ 🙈
شاركوني آراءكم 👀🔥
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────