إميلي تصطاد الوحوش - 3
──────────────────────────
🌷 الفصل الثالث –
──────────────────────────
هذا العمل، الذي كان من المفترض أن يكون مسرحية يتم عرضها على خشبة المسرح، لم يكن مكتوبًا على شكل سيناريو قصصي، بل كان نصًا نثريًا.
كانت الكلمات لا توصف على الإطلاق، لقد كانت أشبه بالدعاء إلى كائن إلهي عظيم.
[عسى أن يرشدني نورك المقدس …]
لقد تجاوَزَت تلك الكلمات الشوق، الهوس، والاحترام الذي يُكِنّه العبد البشري الوضيع للمعبود.
لقد كانت سلسلة من الأسطر التي يَحُدّها الشغف الشديد والجنون المطلق.
هل حقًا كتب راندولف هذا…؟
في الوقت نفسه، أحسستُ بشعور مشؤوم.
[وهكذا، يتحد جسدي مع قوة الظلام ويصبحان واحدًا…]
لم أستطع منع نفسي من القراءة.
لقد شعرتُ بقوة كبيرة غير معروفة تدفعني للاستمرار بنطق تلك الكلمات وكذلك غشى قلبي رعب لا يمكن تصوره.
وفجأة أصبحت الغرفة مظلمة.
…
وترآى حلم أمامي.
كل ما استطعت رؤيته هو عباءة ذهبية تطفو أمامي. وتحت ذلك الثوب الأصفر الذي يحوم في الهواء، شعرتُ بحضور كيان قوي للغاية، والذي كان هو…
بمجرد أن أدركت هويته، توقفت أنفاسي وبدأ قلبي ينبض بسرعة شديدة وكأنه يتسابق.
غمرني شعور معقد، لقد كان الخوف من حاكمٍ ذا هالة عارمة.
اجتاحني شعور غريب جعلني أرغب في الركوع أمامه وإعطائه كل ما أملك. لقد كان شعورًا يدفعني ويجعلني أرغب في الاختفاء أمامه.
اختلطت كل هذه العواطف معًا وتضخمت وأصبحت أكثر شدة.
وسط دوامة الفوضى العظيمة، خطى جسدي خطوة نحوه ذلك الكائن العظيم.
أخبرني عقلي أنني يجب أن أتوقف؛ ومع ذلك، واصلتُ الاقتراب منه دون أي تردد، كما لو كنت تحت تأثير السحر.
وأخيرًا، رفع عباءته الذهبية التي ترفرف في الهواء.
وتحتها كان هناك شيء أكثر شحوبًا من الموت…
***
في اللحظة التي فتحت فيها عيني، رأيتُ سقفًا مألوفًا.
أليست هذه غرفة نومي؟
هل كنت مستلقية على سريري؟
عندما حاولت النهوض، شعرت بألم حاد في رأسي.
“إميلي، هل أنت بخير؟”
نظرتُ حولي ووجدتُ هيلينا جالسة بجانبي.
“ما الذي حدث؟”
“لقد وجدتُكِ هذا الصباح فاقدة للوعي.”
“…أنا؟”
من زاوية عيني رأيتُ المسودة موضوعة على طاولة مكتبي.
الملك ذو الرداء الأصفر.
“لا تقلقي، أنا لم أقرأها.”
“هيلينا …”
بعدما تَنَهّدَت هيلينا، شرحت لي ما حدث.
لقد سَمِعَت صراخًا يصدر من مكتبتي، ولذلك أسرعت عائدة ووجدتني…
“لقد كنتِ في حالة من عدم الوعي وتتمتمين بشيء ما.”
لم يكن من الطبيعي أن يتحدث شخص بالهراء بينما يحدق في الفراغ.
وبعد فترة قصيرة تراجعتُ بضعة خطوات إلى الوراء خائفة وصرختُ بأقصى قوتي.
“لقد لمستُ جبهتكِ تحسبًا فقط. ووجدتكِ مصابة بالحمى.”
كانت هيلينا على وشك مغادرة الغرفة للاتصال بطبيب، لكنها سمعت بعد ذلك صوت جلبة واستدارت.
لقد أغمي علي وسقطتُ على الارض.
“إميلي، هل تُدركين مدى قلقي حينها؟”
أخرجت هيلينا منديلاً ومسحت برفق العرق عن جبهتي، ثم أمسكت يدي.
“أعتقد أن هذه ليست المرة الأولى التي أراك فيها هكذا … أتذكر الوقت عندما كنتِ غير مستقرة عقليًا.”
“ماذا تقصدين؟ متى كان هذا؟”
“كلاكما تشاجر كثيرًا عندها. ثلاثة أشهر قبل اختفاء راندولف… ”
“هذا غير ممكن.”
لم ندخل أنا وراندولف في شجار أبدًا من قبل.
لقد كننا نتشارك نفس القيم، وحتى أننا كنا نمزح مع بعضنا ونقول أننا توأمان لهما نفس الذوق.
بالطبع، كنا بشرًا، لذلك كان هناك أحيانًا اختلاف في الرأي بيننا.
لكن أول شجار فعلي لنا كان …
كان قبل أن يختفي راندولف فجأة ويترك وراءه تلك الملاحظة. لقد كان ذلك هو الشجار الوحيد الذي خضناه طيلة فترة زواجنا.
لكن هيلينا فسّرت ردة فعلي بشكل مختلف.
“أنتِ تميلين إلى تجنب الموضوع كلما أقوم بذكره.”
“ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا…”
“لا بأس. فلنتجاوز الموضوع.”
هزت هيلينا رأسها.
“أشعر دائمًا أنكِ تحاولين عدم الاعتماد على الآخرين.”
“أنا…”
“هل أنا مخطئة؟”
ثم تَنَهّدَت.
“لماذا يكون لدى الشخص أصدقاء؟ هذا من أجل أن يتمكن من إخبارهم بما في قلبه عندما يواجه أوقاتًا صعبة.”
“هذا …”
“لكنك تحاولين القيام بكل شيء بنفسك.”
ثم تركت هيلينا يدي.
“احصلي على قسط من الراحة يا إميلي.”
عندما غادرت هيلينا الغرفة، قلتُ بصوت مخنوق:
“… شكرًا لك.”
“أنت تقولين هذا لكل أنواع الأشياء.”
ضحكت هيلينا وأغلقت الباب وراءها.
في الغرفة الهادئة، تسلل وهج غروب الشمس في المساء عبر النافذة.
لقد كنت ضائعة في التفكير.
كيف يمكن أن أفقد الوعي لمدة نصف يوم؟
الملك ذو الرداء الأصفر.
بعد قراءة تلك المسودة، عانيت بكل تأكيد من بعض الهلاوس.
عندما أغمضت عيني، رأيت تلك العباءة الذهبية ترفرف أمامي.
وكان تحتها …
شيء صادم ومروع. لقد كانت تفوح منه رائحة الموت والفساد …
“ارغغ.”
مجرد تذكر ذلك جعلني أشعر بالمرض. يجب أن أتوقف عن التفكير في الأمر، لذلك حاولتُ أن أنسى ما مررت به.
مرّت الأشهر، وقمتُ باعتبار ما حدث معي مجرد حادثة بسيطة.
ومع ذلك، في يوم من الأيام وصلتني رسالة مجهولة.
[لقد رأينا وحشًا يأكل جثة في غرفة الاعتراف الخاصة بالكنيسة المهجورة.]
لم يتم إرسال الرسالة إلى مكتب التحرير بل كانت موجهة إلي مباشرة، إميلي كارتر.
وتبادر مخلوق واحد إلى ذهني.
لقد ظهر لأول مرة في الفولكلور العربي وكان يعيش بالقرب من المقابر ويأكل الجثث.
إنه الغول.
لقد كان الغول كائنًا ظهر أيضًا في الأدب الشعبي الحديث.
وأنا كنت مهتمة جدًا بقصص الأشباح الموجودة في الروايات الخيالية باعتباري كاتبة قصص رعب.
على الرغم من أنه كان يتم إرسال هذا النوع من التقارير عادة إلى مكتب التحرير، إلا أن المكان والظروف التي وصفها الشاهد لم تكن تتم كتابتها على هذا النحو في تلك التقارير.
“يبدو هذا موثوقًا، لكن …”
في ذلك الوقت، كنتُ أعاني من التوقف الإبداعي للكاتب.
(م.م: عندما لا يستطيع الكاتب إيجاد أفكار جديدة ولا يستطيع كتابة أي شيء)
لذا رغم أن الأمر كان مريبًا بعض الشيء لأن الرسالة كانت موجهة لي, إلا أنني سافرت إلى يورك، على أمل أن أجد الإلهام من المقابلة مع الشاهدين العيان.
(م.م: يورك هي مدينة بريطانية وتسمى العاصمة الثانية لإنجلترا~العاصمة هي لندن)
لقد حدث ذلك قبل ثلاث سنوات.
وكان هذا الحادث بمثابة نقطة الانطلاقة للمآسي القادمة.
***
عندما وصلتُ إلى المحطة بعد ثلاث أو أربع ساعات، رأيتُ أمامي منظر مدينة قاتمة ورمادية اللون.
كان الهواء المحيط بالمدينة رطبًا.
لقد كان الطقس لطيفًا بشكل غير عادي منذ صباح اليوم، ولكن الآن بدأت تتساقط أمطار غزيرة فجأة.
“رجاءً، أريد الذهاب إلى كنيسة القديس بول.”
شحب وجه سائق العربة عندما أخبرته عن وجهتي.
“لماذا تريدين أن تذهبي إلى تلك الكنيسة الملعونة؟”
في وقت ما، كان هناك العديد من رواد الكنيسة، لكن الكنيسة أصبحت مغلقة منذ عقود عديدة، وأصبحت الآن مجرد خراب.
كما لم يكن هناك العديد من سائقي العربات الذين يذهبون إلى هناك خوفًا من الموت.
بعد لقائي مع ثلاثة سائقين، تمكنتُ من الذهاب إلى كنيسة القديس بول بعد أن أعطيت الرابع الكثير من المال.
تيب-توب … تيب-توب
كان صوت المطر المتساقط على العربة يشبه أغنية مشؤومة.
كانت كنيسة القديس بول تقع على منحدر التل، والذي لم يكن مكانًا يمكن لأي شخص الوصول إليه بسهولة، وفي الأيام الممطرة، كانت الخيول غالبًا ما تنزلق وقد تحدث حوادث مروعة إثر ذلك.
اقتربت العربة من مدخل الكنيسة.
على جانب الطريق، كانت هناك حديقة مهجورة، وبدت وكأنه لم يتم لمسها من طرف البشر منذ فترة من الزمن.
لكن فجأة، انفتح باب العربة.
“يا آنسة، عليك أن تكملي طريقك مشيًا على الأقدام من هنا.”
“ماذا تقصد؟ هل تريدني أن أمشي تحت المطر مع أمتعتي هذه؟”
بدا السائق غاضبًا، لكنه تحدث كما لو أنه قد أعد ما سيقوله سابقًا.
“بالنسبة لنا نحن كسائقين، فمن المحظور بالنسبة لنا الذهاب أبعد من هذا. السبب الوحيد لوجودي هنا هو من أجل مصلحتك الخاصة.”
لقد شعر السائق بالأسف لأن امرأة أنيقة اضطرت إلى إكمال معظم الرحلة مشيًا على الأقدام تحت المطر، وليس لأنني منحته المزيد من المال.
ونتيجة لهذا “الأسف” بدأ السائق بالحديث عن الشائعات المحيطة بالكنيسة.
لقد كان هناك شبح لشاب قُتل ظلماً، وكذلك بضعة أشباح آخرون لرواد الكنيسة السابقين الذين قُتلوا في ظروف غامضة …
“وفي الآونة الأخيرة، ظهر وحش رهيب. لقد كان يأكل أجساد البشر أو شيء من هذا القبيل… ”
أعطيته بعض البقشيش قبل رحيله، ولذلك قام السائق بتفريغ أمتعتي وانطلق عائدًا أدراجه بسرعة وكأنه يهرب.
ثم تلاشى تدريجيًا صوت ركل حدوات الخيول على الأرض.
“… هذا مؤسف.”
استسلمتُ للأمر الواقع وبدأتُ في المشي.
تحت السماء الرمادية العاصفة، بدت الكنيسة ملعونة ومرعبة.
أصبح حذائي مغطى بالطين. وعندما وصلت أخيرًا إلى الباب، كنت مبتلة من الرأس إلى أخمص القدمين. وكانت حافة ثوبي ملطخة بالطين والأوساخ.
لقد بدوت في حالة فوضى كاملة.
أخذت نفسًا عميقًا وطرقتُ باب الكنيسة.
لقد كنتُ أعرف أنه لا يوجد أحد يعيش هنا، لكنني أردت التأكد من الأمر.
عندما لم تكن هناك أي إجابة على طرقي، أمسكت بمقبض الباب.
صرير-
ووجدت الباب مفتوحًا.
هاجم هدير من الهواء المكتوم حواسي، وكانت هناك هالة خافتة لشيء متعفن، ولكن أيضًا …
ما هذه الرائحة؟
لقد كنت قلقة.
لذلك أخرجت مصباح الزيت وآلة تصوير، وتركت بقية أمتعتي بالخارج، ثم دخلت.
──────────────────────────
✨فقرة الشروحات:
*غرفة الاعتراف هي مكان يشبه الخزانة يوجد في الكنائس ويعترف فيه الرجال والنساء بالخطايا التي يرتكبونها من بعد معموديتهم لكي يغفر لهم الله خطاياهم عن طريق إشراف الكاهن، وتكون هويتهم سواء مكشوفة أو مخفية حسب اختيارهم.
يُقام هذا الطقس الكاثوليكي -والذي يجب أن يجري على الأقل مرة في السنة بالنسبة للخطيئة الكبيرة- عادة داخل غرف الاعتراف أو المقصورة أو غرف المصالحة.
*آلة التصوير: في حوالي عام 1800، قام توماس وِجوود بعمل أول محاولة لالتقاط صورة بالكاميرا المظلمة مستخدماً مادة حساسة للضوء. استخدم ورقة أو جلد أبيض مع نترات الفضة. وكانت الصورة الأولى التي اتخذت تقريباً في سنة 1817 من قبل نيسفور نيپس مستخدماً كاميرات من صنعه. ولاحقاً، في 1827، قدم الصور باستخدام الكاميرا انزلاق صندوق خشبي بواسطة تشارلز و فارس فينسنت في باريس و لكن لم تنجح.
بالمختصر في السنة يلي تعيش فيها البطلة موجود عندهم كاميرات بس قديمة ومو واضحة .. ذا مثال عن كاميرات هذاك الوقت 👇
*الغول (مشتقة من غالو، وهي كائنات شيطانية في الأساطير السومرية والأكادية) كلمة رائجة في المجتمع العربي وموجودة أيضًا في اللغتين الإنجليزية والألمانية عن العربية لوصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية لشيء مفترس، وهو مخلوق عربي يرد ذكره في القصص الشعبية ويوصف بأنه يغول المسافرين والمبتعدين عن الطريق، المتعمِّقين في الأحراش. وهو يصفر صفرة شيطانية من أمامك ثم من خلفك. ويستطيع التمثل للإنسان بشكل صديقه وهو مشهور عنه هذا الفعل. ويتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه. وهو أحد المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية. في الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول. ولكن عندما جاء الإسلام نزع تلك الأفكار، وقيل هو أحد أنواع الجن. عادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الأطفال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف في العادة، اعتادت الأمهات والجدات أن يخفن بها الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين «الآن سيظهر الغول إذا لم تنم.» وممكن أن يقال «هذا يشبه الغول» ويقصد به الشتم أو الاستهزاء بأحد أو أن هذا الشخص بشع شكلياً لأن المعروف أن الغول مخلوق بشع مخيف.
📍من أشهر ما قيل في الغول عند العرب:
المستحيلات عند العرب ثلاث
الغول والعنقاء والخل الوفي
──────────────────────────
✨ملاحظة:
بالنسبة للناس يلي ممكن يكونوا تلخبطوا بسيرورة الأحداث .. ذا شرح بسيط
أولاً بالفصل الأول~
البطلة بالحاضر.. ماتت للمرة العشرين على يد هنري جيكل لانچهام (أو بالأحرى إيدوارد هايد) .. وهي كلما تموت تتذكر ذكرى نستها من قبل (البطلة ما تتذكر حياتها كلها وناسية بضعة تفاصيل .. كلما تموت تتذكرهم وذا توضح لنا نهاية الغصل الأول)
ابتداء من الفصل الثاني~
ولحد الآن ذا كله يصير في الماضي (الذكريات يلي تذكرتها ويلي كانت ناسيتها) .. وكيف بلش كل ذا مع رواية زوجها الملك ذو الرداء الأصفر
أتمنى تكونوا فهمتوا وإذا عندكم شي مشكلة لا تترددوا تطرحوا السؤال في التعليقات ..
✨أنا هنا من أجلكم✨
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────