إميلي تصطاد الوحوش - 24
──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع والعشرون –
──────────────────────────
لقد تمت كتابة المكان والوقت في الأسفل، وفي السطر الأخير، كان هناك توقيع اسم جيمس موريارتي بشكل جميل.
اتسعت عينا هيلينا عندما تأكدت من هوية المرسل.
“البارون جيمس موريارتي؟ هل تعرفينه؟”
في هذا العالم، كان جيمس موريارتي شابًا اجتماعيًا محبوبًا.
لقد كان وريثًا لعائلة أرستقراطية عتيقة، عاشق للفنون وداعم للفنانين الشباب، وقبل كل شيء كان يشتهر بمظهره الجميل.
… لم يكن أحد ليظن أنه كان إمبراطور الأزقة الخلفية.
(م.م: الزقاق الخلفي مصطلح يدل على الأماكن التي تحدث فيها الجريمة خلف الظلال)
“هذا…”
في اللحظة التي حاولتُ فيها الرد على نظراتها الغريبة، ظهرت أحرف حمراء ببطء على الدعوة في يدي.
… لقد كان “اقتراحًا” من الملك ذو الرداء الأصفر.
[عدو الأمس هو رفيق اليوم.]
مستحيل، هل تريدني أن أكون حليفة مع موريارتي؟
حاولتُ أن أفكر أكثر في المعنى الكامن وراء هذه الكلمات لعدة مرات، لكنني لم أستطع أن أجبر نفسي على القيام بمثل هذا الشيء.
كان الخوف من البارون موريارتي أكبر من أن يقارن بفوائد العمل معه.
من الأفضل عدم وجود علاقة مع مثل هذا الشخص الخطير في المقام الأول.
مع وضع ذلك في الاعتبار، رميتُ دعوته في سلة المهملات.
***
في اليوم التالي من تلقي الدعوة المشؤومة من جيمس موريارتي، بدأتُ تحقيقًا واسع النطاق.
بالطبع، كانت أهدافي هي التماثيل الحية والمتحركة في جريفرايرز كيركيارد، و طلبتُ من مارغريت مساعدتي في هذه العملية.
(م.م: جيمي = مارغريت)
“ماذا؟ هل تريدين أن تري التماثيل تتحرك بنفسك؟”
دعنا نقول لها فقط أنني أريد استخدام هذه التماثيل كموضوع رئيسي للرواية التالية، ولذلك أرغب في تجربة هذه الظاهرة الغريبة بنفسي.
نقرت جيمي على لسانها في عدم تصديق.
“من يعرف، ربما سوف تصابين بالإغماء من الخوف. لقد حذرتك.”
“لن أفقد الوعي.”
“هل تعتقدين أنني كنت أمزح؟ لدي أعصاب صلبة مقارنة بأي شخص آخر.”
حاولت جيمي ثنيي عن الأمر عدة مرات، لكنني لم أستسلم وظللتُ على عنادي.
لتلخيص المعلومات التي سمعتها من سايمون أرمورييت، أو جيمس موريارتي، من متجر ماكمرين للفنون… يجب استيفاء الشروط التالية لتجربة ظاهرة “التمثال الحي والمتحرك” الغريبة:
✓ كن وحيدًا في المقبرة.
✓ ابق عينيك مغمضتين.
أساس استنتاجي لم يكن خطيرًا ولكنه بسيط.
ا
لغرض الوحيد من هذه التماثيل هو الكشف عن الحقيقة المخفية، أليس كذلك؟
بما أنني لم أؤذي أحدًا من قبل، فـأنا متأكدة من أنني سوف أكون بخير.
ومع ذلك، لم تتراجع مارغريت أيضًا.
“إميلي، إذا حدث لكِ أي شيء…”
“لن يحدث.”
“في حالة إصابتك بالإغماء، ألن تحتاجي إلى شخص ليأخذك إلى بر الأمان؟”
تنهدت جيمي كما لو كانت محبطة حقًا.
ما قالته كان منطقيًا، لذا أومأت برأسي.
لكن في نفس الوقت، هل هذا مهم حقًا؟
حتى إذا متتُ، سأعود إلى الحياة ببساطة.
ربما بسبب ذلك، لم يكن لدي إحساس بالخطر لأنني كنت أستطيع العودة إلى الحياة بشكل لانهائي.
على أي حال.
أتيتُ أنا وجيمي إلى المقبرة، لكننا اتفقنا على أن أدخل وحدي وأرسل لها إشارة إذا حدث أي شيء خطير معي.
عند الـ11 مساءً، أمام بوابة أكثر مقبرة مسكونة في بريطانيا، طلبت جيمي من سائق العربة أن يعود بعد ساعة، ثم نظرت إلي.
“سأنتظركِ هنا. تأكدي من استخدام هذا إذا حدث أي شيء.”
سلمتني مسدس إنارة.
(م.م: مسدس يُطلق شرارات تشبه الألعاب النارية في السماء يستخدم لطلب الاستغاثة)
نظرت إليها للحظة.
“شكرا لكَ جيمي.”
“على الرحب والسعة. لقد أخبرني طلابي أيضًا أن المقبرة حصلت مؤخرًا على حارس أمن جديد.”
“حقاً؟”
لم أهتم بذلك، لكن جيمي بدت محبطة.
“أنا لا أعرفه شخصيًا، وهناك شيء خاطئ ومخيف فيه …”
“لا بأس. لن يفعل لي أي شيء سيء.”
“ومع ذلك، لقد كان ذلك الرجل قريبًا جدًا مني … أعتقد أنني كنت سأشعر بتحسن لو كان لا يزال هنا.”
وأضافت جيمي أيضًا أن صديقها ويلي، الذي أخبرها قصة التماثيل الحية والمتحركة من قبل، هو الشخص الذي رحل ليحل محله حارس الأمن الجديد.
“ويلي، إنه شخص ساحر للغاية. لديه شخصية جيدة، لذا فهو متوافق مع الجميع.”
“هل يعمل معك في الجامعة؟”
“لا، لقد مر بعض الوقت منذ أن غادر إلى مسقط رأسه لبدء عمل تجاري.”
تابعت مارغريت كلامها وهي تميل برأسها في حيرة.
“بالتفكير في الأمر، أخشى أنني لم أسمع منه شيئًا منذ فترة. إنه ليس هذا النوع من الأشخاص الذين يختفون فجأة.”
عادت نظرة جيمي إلى مسدس الإنارة في يدي.
“بغض النظر عما يحدث، لا تفقديه. وكوني حذرة، حسنًا؟”
لقد كانت تعاملني كطفلة.
ابتسمتُ لها وأومأت برأسي.
حتى عندما نزلتُ من العربة ودخلتُ من البوابة الرئيسية، لم تتزحزح نظرة عيني جيمي عن ظهري.
لقد كانت قلقة من دون سبب.
لقد كانت تشعر بالقلق من أنني قد يغمي علي من الخوف بسبب مدى فظاعة شكل المقبرة.
ومع ذلك، لقد شعرتُ بالراحة هنا وكأنه منزلي.
اليوم كنت أرتدي سروال الصيد وسترة، لذلك كان من السهل تحريك جسدي.
مشيتُ بثقة بداخل المقبرة. كانت شواهد القبور المختلفة متناثرة حولي، وبدت الأشجار العجوز النحيلة مثل الوحوش. لقظ كان يمكنني حتى سماع نعيق الغربان المشؤومة من مكان ما.
لقد كان مكانًا غريبًا و قاتمًا ، لكن …
‘لماذا أنا معتادة على هذا؟’
ربما كان ذلك بسبب أنني رأيتُ الكثير من الأمور المرعبة منذ أن أصبحتُ وكيلة الملك ذو الرداء الأصفر، و لذلك بدأت أشعر بأن هذه الأماكن طبيعية.
خطوتُ إلى الأمام بثقة ووجدتُ التماثيل المعنية.
هذه هي.
كاهن الرعية ذو الوجه النصف مفقود. وكان لتابعيه المحيطين به ذراع واحدة ورجل واحدة ويد واحدة لكل منهم.
توقفتُ أمام “الكاشف الأعمى” الذي بدا وكأنه يراقبني بعيون فارغة.
نظرت إليهم وتمتمت بهدوء:
“… أروني الحقيقة.”
ثم أغلقتُ عيني.
أحاط الظلام برؤيتي بالكامل.
ل
قد كان المنظر مظلمًا تمامًا، ربما لأنه كان الليل.
لكن…
كم من الوقت يجب أن أبقى هكذا؟
مر وقت معين منذ أن أغلقت عيني، واستطعت الشعور بالهواء الرطب المحيط بالمقبرة بأكملها.
فووش-
بينما لم أكن أعرف متى يجب علي أن أفتح عيني، بدأت أشم رائحة مثيرة للاشمئزاز، وكل حواسي الأخرى كانت تحذرني.
… من أجل الابتعاد من هنا.
لا أستطيع.
مرت 30 ثانية منذ أن أغلقت عيني.
ربما بسبب التوتر، بدأت راحة يدي تتعرقان، لكنني لم أستطع المغادرة.
لو كان الأمر خطيراً، كنت سوف أحصل على أمر جديد من الملك ذو الرداء الأصفر، أليس كذلك؟
كنت لا أزال واقفة في الظلام.
صرير-
…عندما سمعت شيئاً.
لم يكن شعورًا كاذبًا، أنا بالتأكيد سمعت شيئًا. وشعرت أنه يقترب مني، لكن لم يكن هناك دفء أو رائحة تصدر منه.
لا بد من أن تكون هي.
التماثيل…
مددت يدي ببطء.
لنرى.
لقد لمستُ شيئًا باردًا وصلباً، وفي الوقت نفسه، كانت المقبرة بأكملها صامتة تمامًا.
رويدًا رويدًا، فتحتُ عيني.
لقد كنت على استعداد لذلك، ولكن …
“…!”
عندما رأيتُ شكل التمثال الغريب أمام وجهي مباشرة، قفزت من الرعب دون أن أدرك ذلك.
“…..”
وبدأت نبضات قلبي تتسارع من الخوف المتزايد داخل جسدي.
نظرتُ إلى التمثال، متجاهلة رد فعل جسدي المرعوب. لقد كان هذا تمثال الكاهن الذي فقد نصف وجهه والذي بدا أنه أكبر من التماثيل الأخرى.
وقد كان يشير إلى مكان ما بينما ينظر إلي.
من ذلك الطريق…
حيث كان يشير، وقف تمثال آخر على بعد 200 متر، وكان يشير إلى تمثال آخر في الجوار، وكان يشير ذلك التمثال الثالث إلى التمثال الرابع الذي يقع على مسافة أبعد.
سرتُ ببطء إلى حيث وقف التمثال الأخير.
لقد بدا غير مستقر بدون إحدى ساقيه، لكنه كان يشير إلى مكان ما بتعبير حزين ومتألم.
“إلى أين … تقودني؟”
في اللحظة التي نظرتُ فيها في الاتجاه الذي يشير إليه التمثال، أدركتُ مكاني.
لم يكن هذا المكان سوى …
المشرحة!
كان قلبي مليئًا بالقلق والخوف.
لقد بدا وكأنه مبنى عادي، لكنه كان في الواقع مكانًا مشؤومًا تفوح منه رائحة الموت من الداخل.
أخذتُ نفسًا عميقًا واستعدتُ رباطة جأشي.
بعد تجاوز التماثيل، وصلت إلى الباب الخلفي للمشرحة.
لقد قالت جيمي أنه لا يُسمح للناس العاديين بالدخول من هذا الطريق، وقالت أيضًا أنها كان هنا فقط لإجراء تشريح للجثة بإذن من أستاذها؛ وكانت تستخدم الباب الأمامي فقط ولم يسمح لها بالاقتراب من الباب الخلفي.
لكنني لم أكن لأدع ذلك يوقفني.
لنذهب ونرى ماذا ينتظرنا.
لحسن الحظ، كان الباب الخلفي نصف مفتوح.
دخلتُ بحذر حتى لا أحدث صوتًا.
كان الجزء الداخلي من المشرحة معتمًا، ورائحة الموت تحوم حولي، لذلك شعرت بالغثيان.
مع وجود مصباح زيت بعيد كمصدر وحيد للضوء، تقدمتُ إلى الأمام، وجازفتُ بالدخول إلى الرواق الطويل الضيق.
وأخيرًا، ظهرت أمامي مساحة شاسعة.
“…..”
لفتت النعوش انتباهي.
لقد كانت هناك صورة ظلية لشيء ما تحت غطاء تابوت لم يتم إغلاقه بشكل صحيح.
ماذا يوجد هناك؟
مجرد تخيل الأمر جعل قلبي ينفجر من الرعب.
عندها شخص ما وضع يده على كتفي.
آااه!
“…!”
بينما ابتلعت الصرخة التي كانت على وشك الخروج، نظرت خلفي ببطء.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────