إميلي تصطاد الوحوش - 21
──────────────────────────
🌷 الفصل الحادي والعشرون –
──────────────────────────
(🚨: إذا كنت من أصحاب القلوب الضعيفة.. لا تقرأ هذا الفصل في الليل ولا في الظلام ولا حتى لما تكون لوحدك 😂💔)
——-
كانت هذه المقبرة الضخمة تضم جثة رجل شرير يدعى جورج ماكنزي.
وأمام شاهد قبره، تعرض صديق ويلي للهجوم وأصيب بحروق غير معروفة السبب.
“جيمي، إذا كنتَ تريد الذهاب إلى هناك، من فضلك تذكر ما سأقوله.”
“يجب ألا تغلق كلتا عينيك في نفس الوقت.”
“لا تبطئ سرعتك. وأبق عينيك مفتوحتين.”
(م.م: مو واضح إذا ويلي كان يعرف بجنسها أو لا لأنه ما في ضمائر تبع المؤنث والمذكر في اللغة الكورية .. بس غالبا ما يعرف.)
أجابت مارغريت:
“من المستحيل أن تكون جادًا يا ويلي.”
ابتسم ويلي ابتسامة عاجزة.
“التحدث بهذه الطريقة لن يجلب لك سوى المتاعب.”
كانت مارغريت تعلم جيدًا أن هذه كانت مجرد مزحة لإخافتها، لكنها أُجبرت على الاعتراف بصحتها.
لقد أُطلق على هذه المقبرة لقب “أكثر المقابر المسكونة في بريطانيا”، وكانت مكانًا تحدث فيه جميع أنواع الظواهر الغريبة.
هزت مارغريت رأسها وطردت خوفها.
“فلنخرج من هذا المكان بسرعة.”
وبدأت تمشي نحو المخرج.
نعيق-! نعيق-!
سمعت مارغريت صوت ضوضاء غريبة، وبدأ شيء ما يرفرف بجناحيه واندفع أمامها.
“أرغغ!”
صرخت مارغريت وأغلقت عينيها، ثم قامت بالتلويح بذراعيها لطرد الطائر بعيدًا.
نعيق-! نعيق-!
شعرت بالمزيد من الرفرفة حولها، يبدو أن هناك أكثر من طائر واحد.
أغمضت مارغريت عينيها وشعرت بعدة مناقير تنقر على جسدها.
“يا هذا! توقفوا عن ذلك!”
حاولت مارغريت إبعاد الطيور.
كانت الأمور ستصبح أسهل إذا فتحت عينيها، لكنها لم تستطع فتحهما لأنها كانت خائفة.
بقيت صورة غراب أسود يندفع نحوها ملتصقة في عينيها.
“ابتعدوا عني من فضلكم! أيتها الطيور اللعينة!”
أثناء محاولتها اليائسة لطرد مهاجميها المجهولين، شعرت مارغريت بعرق بارد يبلل ظهرها.
وبينما كانت لا تزال تلوح بذراعيها في الأرجاء، لمست يدها شيئًا قاسيًا وباردًا، لقد كان شيئًا لا يشبه الريش الناعم للطيور.
“…..”
مع وقوف شعرها من الخوف، أصيبت مارغريت بالقشعريرة.
بالتفكير في الأمر…
لقد اختفت الطيور تمامًا من المكان.
في اللحظة التي فتحت فيها مارغريت عينيها ببطء لتعرف سبب الصمت المحيط بها.
“…..!”
ما وجدته أمامها لم يكن سوى …
تمثال.
تمثال ذو مظهر غريب بسبب فقدانه نصف وجهه.
كان من الممكن أن تقسم مارغريت بالإله على أن هذا التمثال كان موضوعاً عند البوابة الأمامية للمقبرة وليس في الوسط حيث كانت تقف الآن.
“…..”
نظرت خلفها، لقد كان هناك تمثال آخر.
ابتلعت مارغريت لعابها في هلع.
مع قلبها الذي كان ينبض من الخوف، نظرت إلى يسارها وإلى يمينها.
من الأمام…
من الجانبين…
ومن الخلف.
لقد كانت هناك أربعة تماثيل تحيط بها وتسد طريقها وكأنها تحاصرها.
لم تكن لديهم أي عيون حقيقية، لكن مارغريت كانت على يقين…
لقد كانوا يحدقون بها!
“لا يمكنكَ أن تغمض عينيك.”
بناءً على ما قاله ويلي، بدر شيء آخر في ذهنها.
إذا أغمضت مارغريت عينيها… سوف يتحركون.
أرادت أن تصرخ، لكن لم يخرج أي صوت من فمها، وسرى الخوف في كل وعاء دموي في جسدها.
مع الخوف الذي كان يكتنف ضلوعها، لم تستطع يديها وقدميها المتدليتين الحركة.
“…آه.”
ثم أغمي على مارغريت في مكانها.
***
في ذروة قصة جيمي، صرخت سالي.
“كياااه!”
“…..”
استدرتُ أنا وجيمي للنظر إليها في نفس الوقت؛ لذلك احمرت خجلًا واعتذرت.
“أنا أحب الأشياء المخيفة، لكن … آه، لقد شعرت بالخوف حقًا، هاها.”
قالت جيمي بينما تبتسم بلا حول ولا قوة.
“على أي حال، لقد شعرتُ وكأنني كنت ميتًا وحياً في نفس الوقت. عادة ما يكون لدي أعصاب من حديد عندما يتعلق الأمر بالأشياء المخيفة لكن … ”
حتى الآن بعد مرور دهر على الحادثة، هزت جيمي رأسها كما لو كانت تزيل تلك الذكريات من عقلها.
“للمرة الأولى في حياتي، شعرتُ وكأنني سأموت من الخوف الشديد.”
فكرتُ في ما قيل لي حتى الآن.
“هل هاجموك يا جيمي؟”
“ماذا؟”
“عندما فتحت عينيك، لقد قلتَ أنك وجدت أربعة تماثيل تحاصرك.”
أومأت جيمي برأسها وعيناها مغمضتان.
“لقد كانوا إما يطاردونك أو يحاولون إبقائك في مكانك … لكن هل أصبت بأي جروح خلال هذا الأمر؟”
هزت جيمي رأسها.
“لستُ واثقًا. ربما كانوا يشيرون إلى شيء ما.”
“حقًا؟ إلى أين؟”
“لا أعلم. لكن بغض النظر عما حدث … ”
قطبت جيمي جبينها قبل أن تتكلم:
“عندما استيقظت، لم يكن لدي أي خدش في جسدي.”
“ماذا عن التماثيل؟”
“كانوا قد عادوا إلى مواقعهم الأصلية.”
شهقت سالي عند سماع رد جيمي، أما جيمي فقد تنهدت.
“لو أنهم هاجموني حينئذ، فلم أكن لأكون هنا. لذا، هل أعجبتك القصة؟”
عندها تكلم صوت كنت أنتظر سماعه.
[وكيلتي إميلي. سأعطيك أوامر جديدة باسم الملك …]
…لقد فهمت.
أومأتُ برأسي، بينما بالكاد كبحت فرحتي.
“لقد أحببتها.”
“أنا سعيد بذلك. إذا أردتِ، يمكنني أن أقوم بإرشادك في جولة في المقبرة. أنا على دراية كبيرة بالمكان.”
لا يمكن أن أكون أكثر سعادة من الآن.
“بعد أن أغمي علي، سمعتُ أن التماثيل أصبحت غريبة بعض الشيء.”
“أصبحت غريبة؟”
“بمجرد أن انتهى الليل وحل الصباح، وجدوا أن تعابيرهم وأشكال أجسادهم قد تغيرت. إنه أمر مرعب.”
لهذا قيل لها ألا تغلق عينيها.
حفرتُ قصة جيمي في ذاكرتي.
***
في تلك الليلة.
أخبرتُ قصة جيمي لهيلينا التي عادت من تناول العشاء مع أحد معارفها.
بمجرد أن سمعتني أقول “تمثال حي”، قالت:
“هذه قصة شبح تقليدية.”
“هل هذا صحيح؟”
استقامت هيلينا التي كانت تقرأ كتابًا بينما كانت تتكئ على السرير، ثم نظرت إليّ وجهًا لوجه.
بعدها خلعت نظارتها الخاصة بالقراءة، ووضعتها على الطاولة المجاورة للسرير، ثم استمرت في الحديث.
“إنه يبدو كتمثال عادي حتى لا ينظر إليه أحد. إنها قصة رعب تتكلم عن تمثال حي يتحرك كالبشر … لقد كان هذا موضوعًا ظهر في الحكايات الشعبية.”
بعد التفكير في كلماتها، قلت:
“هل هذا لأن البشر يخافون من الأشياء التي تشبههم؟”
“هذا إذا نظرتِ إلى الأمر من زاوية ضيقة. لكن أعتقد أن هناك سببًا تاريخيًا آخر.”
وتابعت هيلينا بينما كانت تشبك ذراعيها.
“لقد صنعت الكنيسة الكثير من التماثيل على شكل القديسين لجذب عدد كبير من المؤمنين الجهلة، أليس كذلك؟”
كان من المفارقات أن الكنيسة التي تحظر عبادة الأوثان كانت تستخدم “صنمًا” لأغراضها الخاصة.
وأضافت هيلينا أن هذا كان مصدر العديد من “القصص المخيفة عن التماثيل” في جميع أنحاء أوروبا.
“دعيني أجمع المزيد من البيانات حول هذا أولاً.”
“شكرا لكِ يا هيلينا.”
قبّلتها على خديها وعدت إلى غرفتي.
عندما استلقيت على السرير، ظللت أفكر فيما قاله جيمي سابقًا.
“لا يمكنكِ أن تغمضي عينيك.”
“لا تخفضي حذرك وأبقي عينيك مفتوحتين.”
تمثال يتحرك بمجرد أن يغلق البشر أعينهم.
هل حدث ذلك بسبب أنني استمررتُ في التفكير بالأمر كثيرًا؟
غفوت على الفور لأنني كنت متعبة من أنشطة اليوم، و حلمت بتماثيل تقترب مني لتمسك بأطرافي.
لقد اندفعوا نحوي بغض النظر عما إذا فتحت أو أغمضت عيني.
بانغ-! بانغ-! بانغ-!
لكن بدلاً من الهروب، أطلقت عليهم النار من مسدسي.
***
كانت الإقامة في منزل السيد چراهام الريفي في إدنبرة ممتعة للغاية.
“إميلي، هل تريدين أن نخرج اليوم؟”
“أنا لا أمانع ذلك.”
عندما استيقظت في الصباح، استمتعت بوجبة الإفطار التي أعدها لنا الخدم وذهبت لركوب الخيل مع هنري.
بعد تناول طعام الغداء، لعبت الورق مع هيلينا وسالي وتجولت في الأماكن السياحية القريبة.
في المساء، ذهبت إلى جامعة إدنبرة للقاء مارغريت.
(م.م: جيمي = جيمس = مارغريت)
في اليوم الثالث ذهبت لرؤية جيمي أمام مبنى كلية الطب كالمعتاد، عندها نظرت إلي وسألتني بطريقة مُحرَجة :
“سيدتي، هل هذا يعني أنكِ تقدمين لي المعروف الذي طلبته منك بما أنك تأتين لرؤيتي هكذا؟”
هل كانت تتحدث عن طلبها بشأن خلق شائعات بأننا عشاق أمام الآخرين؟
لم يكن الأمر بهذه الصعوبة.
“نعم.”
ابتسمت جيمي بينما كانت تبدو مرتاحة.
“لقد كنت متوترًا، لكنني لم أتوقع موافقتك.”
“أنا شخص أكثر روعة مما أبدو عليه.”
أومأت جيمي برأسها وهي تحدق في وجهي.
“أعتقد أنني فهمت. إذن، هل يمكنني مرافقتك يا سيدتي؟”
وضعت يدي على ذراعها.
لقد تظاهرت بأنني لا أهتم، لكن نظرات طلاب الكلية المحيطين بنا كانت مؤلمة.
لقد كانت هناك مجموعة من الأشخاص الذين يحدقون فينا بنظرات غير معتادة، ولكن بأن يولوا هذا القدر من الاهتمام لما نفعله …
لقد كان هذا يعني أنهم كانوا فضوليين بشأن جيمي.
ربما عاش جيمس ميراندا باري في عالم كان فيه هذا الفضول جزءًا من روتينه اليومي.
… والفضول المفرط يمكن أن يتحول بسهولة إلى عداء.
“هل نذهب يا عزيزي؟”
ألصقت جسدي بجسد جيمي وناديتها بلقب حيوان أليف.
سمعت شهقة خفيفة قادمة من أولئك الذين تظاهروا بأنهم لا يعرفوننا ولا ينظرون إلينا.
“ما رأيك؟ هذا يكفي، صحيح؟”
نظرت جيمي إليّ وابتسمت قليلاً.
“إنه أكثر من كافي.”
ثم ركبنا أنا و “هو” العربة.
نظرت من النافذة، ورأيت طلاب كلية الطب الذين لم يتمكنوا من إبعاد أعينهم عن عربتنا عندما غادرنا.
“أوه، كم هذا مضحك.”
سمعت قهقهة من الجانب.
لقد كانت هناك ابتسامة خبيثة على وجه جيمي.
“أنتِ حقًا …”
“امم؟ لدي شخصية عظيمة؟”
“لا، ليس تمامًا.”
لكن هذا ما تظهره تعابيرك رغم ذلك.
لقد بدت مارغريت راضية تمامًا.
──────────────────────────
✨ ثقافة عامة:
اللورد جورج ماكنزي هو مأمور سجن جريفريير الاسكتلندي في عهد الملك تشارلز الثاني في منتصف القرن السابع عشر عندما قامت ثورة على ميثاق الدين المسيحى الذي تم اعتماده كدين رسمي لاسكتلندا في حينها، مما جعل الملك يصدر أوامره بحبس اكثر من 18 ألف ثائر.
وقام جورج بتعذيبهم بشكل قاسي للغاية حيث مات معظمهم هناك والباقي تم قتلهم بطريقة وحشية على يده ودفنوا في مقبرة قريبة من ساحة كيرك في المدينة التي شهدت اسوأ مجزرة في تاريخ اسكتلندا… وكان ماكنزي المسئول الأول عن إزهاق كل تلك الارواح.
وفيما بعد، بعد موت جورج ماكنزي تم دفنه في مكان لا يبعد إلا عدة أمتار عن تلك المقبرة. وفي الفترة الأخيرة سجلت عدة أقاويل عن وجود أرواح شريرة تهاجم الاشخاص الذين يقتربون من منطقة ضريح ماكنزي ولا زال الغموض يكتنف ذلك المكان إلى حدود الساعة.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────