إميلي تصطاد الوحوش - 18
──────────────────────────
🌷 الفصل الثامن عشر –
──────────────────────────
بالنسبة لسالي ميلبورن، التي كانت الابنة البكر لعائلة من الطبقة العاملة لديها ستة صبيان وستة فتيات، فقد كانت الحياة دائمًا عبارة عن سلسلة من الألم.
قد يكون من المضحك قول ذلك من طرف شخص تجاوز سن العشرين بقليل ولا زال لم يواجه صعوبات الحياة الحقيقية، لكن بالنسبة لها، كان الواقع مرادفًا لـ “العمل الجاد الذي لا ينتهي أبدًا”.
لكن…
قبل شهر واحد فقط، تغيرت حياة سالي بسرعة بعد أن قابلت الروح الشريرة في الغرفة 333.
“آنسة ميلبورن، ما رأيكِ في العمل لدي؟”
كانت إميلي كارتر مؤلفة مشهورة تكتب في مجلة الخيال الخارق للطبيعة، والتي كانت تقرأها سالي كل أسبوع.
لقد كانت سعيدة بمقابلتها شخصيًا، لكن من كان يعلم أنها ستعرض عليها وظيفة للعمل معها!
“هل تريدينني أن أعمل كخادمة لك؟”
“حسنًا، سيكون هذا رائعًا، لكن هناك شخص يعمل بالفعل كخادمتي. أريدك أن تكون مساعدتي.”
مساعدة!
متحمسة للكلمات التي ذكّرَتها بمساعدي المحققين في القصص البوليسية، وافقت سالي على الاقتراح.
والآن، أصبح الوضع هكذا.
لقد كانت تجلس في عربة القطار من الدرجة الأولى والتي لم تعتقد أبدًا أنها ستستقلها طوال حياتها.
لمعت عينا سالي وهي تشاهد السيدات والسادة الذين يرتدون ملابس أنيقة بينما يجرون محادثات مثقفة.
وعندما أدارت رأسها، رأت فتاتان حسناوتان تتألقان بجمالهما الفتان تحت أشعة الشمس المتدفقة من خلال النافذة، بينما كانت تجلس بجانبهما.
كان لدى إميلي شعر فضي بلاتيني وبشرة ناعمة، وكانت هيلينا ذات بشرة حنطية قليلاً وشعر داكن جميل.
لا أصدق أنني كنت ذاهبة معهما إلى اسكتلندا.
سالي، التي كانت تحدق مباشرة في المرأتين ذات السحر المتباين، سألت:
“سيدتي، كيف قابلتما بعضكما البعض؟”
كانت إحداهما أشهر أرملة وروائية رعب في لندن، وكانت الأخرى امرأة مطلقة أرستقراطية ذات أصول روسية وباحثة في الأوساط الأكاديمية.
واجهت سالي صعوبة في معرفة العلاقة بين الاثنين.
“أوه، لقد التحق كلانا بمدرسة شمال لندن القديمة للبنات.”
اتسعت عينا سالي من الدهشة عند سماع جواب هيلينا الذي كان مصحوبًا بابتسامة.
لقد كانت هذه مدرسة داخلية تذهب إليها النساء المشهورات فقط!
ظهرت في ذهن سالي ذكرى قصة الأميرة الصغيرة التي كانت تستمتع بقراءتها وهي طفلة يافعة.
هل كانت الصديقتان المقربتان مثل سارة وبيكي من تلك القصة؟
فتحت إميلي فمها لتضيف إلى كلام هيلينا.
“لقد تشاركت أنا وهيلينا نفس الغرفة.”
“كنتما رفيقات السكن!”
“لقد كنا نتقاتل كل يوم. هل يجب أن أقول أننا أصبحنا صديقات مقربات بعد الكثير من القتال؟”
“ماذا تقصدين بالقتال؟”
عندما وبختها هيلينا، ابتسمت إميلي بشكل خبيث.
“إذا نظرتِ إلى هيلينا الآن، قد يبدو لك أنها كانت أنيقة منذ ولادتها، أليس كذلك؟ لكنها ليست الحقيقة. خلال فترة الغضب الشديد، تجعل حدتها وقسوتها حتى أشواك الورد تلين…”
“توقفي …”
قالت هيلينا بصوت منخفض، وسرعان ما تراجعت إميلي.
“حسنًا، لقد كنت أتكلم فقط.”
لقد كانتا فتاتين تتمتعان بسلوك السيدات اللواتي لم يكن عادة قريبات من بعضهن البعض.
ضحكت سالي كما لو كانت طفلة عندما تشاجرت المرأتان بهذه الطريقة الطفولية.
ما هي المدة التي مرت منذ أن قضت وقتًا ممتعًا في القطار؟
“المحطة التالية هي إدنبرة، إدنبرة …”
نظرت سالي من النافذة عند سماع صوت المحطة وصرخت:
“لقد حان وقت النزول!”
ثم توقف القطار ببطء.
لم تكن سالي تعرف هذا في ذلك الوقت.
أنه في إدنبرة، المكان الذي زارته لأول مرة في حياتها بقلب سعيد، سوف تواجه “سيدتها” شخصًا مروعًا للغاية.
***
عندما نزلنا من المحطة بأمتعتنا القليلة، وصلت عربة فخمة أرسلها السيد هنري لإيصالنا.
“سآخذكم إلى المنزل.”
نظرتُ من النافذة بينما كنا متجهين إلى المنزل الريفي، الذي قيل أنه يقع في الضواحي.
كان مشهد مدينة إدنبرة، حيث بقيت أطلال القرون الوسطى متناثرة في الأرجاء، مرئيًا في لمحة.
كان قلبي ينبض أيضًا بإيقاع مختلف تمامًا عن لندن، مما أثر على مزاجي وجعله أحسن.
هل كانت حقًا عشر دقائق فقط؟
دخلت العربة إلى البلدة القديمة ذات الجو الهادئ، ثم واصلنا السير وتوقفنا أمام منزل يشبه القصر.
“لقد وصلنا يا سيدتي.”
تم إرشادنا إلى المنزل الريفي بهذه الطريقة.
قصر جورجي متناسب ومتماثل على حد سواء.
بينما كنا نسير في الساحة الأمامية الكبيرة والرائعة، حنت العشرات من الخادمات رؤوسهن لنا.
في الداخل رأينا السيد هنري لانچهام، وهو رجل يتمتع ببنية قوية ومظهر جميل، يقف ليرحب بنا.
“لقد أتيتِ يا إميلي … مع صديقاتك.”
شعرت بالمرارة خلف وجهه المبتسم.
قد يكون ذلك لأنه علم أن الشيطان في الغرفة 333، والذي كان يستحوذ على جسده، لم يكن سوى إدوارد هايد، والده البيولوجي.
اقتربتُ على الفور من الشاب المنكوب وعانقته بقوة.
“هنري، كيف حالك؟”
لقد كانت رائحته لطيفة.
دعونا نقوم بتحيته بشكل غير رسمي وننظر في عينيه مباشرة.
“حسنًا … هذا … إ- إميلي …”
كان بإمكاني رؤية وجه هنري الأحمر.
… واستطعتُ أيضًا أن أشعر بأعين الخدم الذين احمروا خجلًا عند رؤية كلانا يتعانقان.
يجب أن أبعد جسدي عنه الآن إذن لنتجنب سوء الفهم.
في هذه الأثناء، تمكنت سالي، التي كانت تقف بجواري، من كبح ضحكتها.
أما هيلينا فقد تنهدت وهي تهز رأسها.
“أشكركم على حضوركم كل هذا الطريق. دعنا نذهب إلى الداخل أولاً.”
تبعنا هنري الذي أظهر لنا غرف الضيوف الخاصة بنا.
***
“إميلي، سأذهب لأرتاح.”
اختفت هيلينا، التي كانت غرفتها بجوار غرفتي، في غرفة الضيوف.
سالي، التي كانت تنظر إلى الوراء، نظرت إلي بشكل محرج.
“أوه، وأنا …”
“سالي، يجب أن ترتاحي أيضًا.”
“لكن سيدتي …”
نظرًا لأنها كانت في حيرة من أمرها، يبدو أنها لم يسبق لها أن خدمت سيدة من قبل ولا حتى اعتنت بها أبدًا.
لكنني أيضًا لست معتادة على وجود خادمة في الجوار، لذلك لم يكن ذلك بمثابة مأزق كبير.
“لم أحضركِ إلى هنا كخادمة. أنت لم تنسي ذلك، أليس كذلك؟ ”
“لا!”
“إذن استريحي عندما أقول لك بأن تفعلي … نحن أيضًا لا نعرف متى أو أين سنمر بنفس الموقف كما حدث من قبل في الفندق.”
تفاجأت سالي عندما تعمدت خفض صوتي وأصدرت لها أمرًا.
“حسناً!”
ثم ركضت إلى الغرفة التي كانت على يميني.
عندما دخلتُ غرفتي، رأيت تصميمًا داخليًا مزينًا من طرف شخص ذا ذوق راقي.
وبمجرد أن رأيت سريرًا واسعًا، ألقيت بنفسي عليه.
“آه، هذا مريح.”
أنا متأكة من أن هيلينا كانت سوف تبدأ بالتذمر إذا رأت ما فعلته للتو …
“أي نوع من السيدات المحترمات ترمي نفسها على السرير دون تغيير ملابسها أولاً؟”
عندما كنتُ في مدرسة البنات، كنت أنا وهي عالقتين كالشوكة في حناجر بعضنا البعض.
إذا كنتُ أتصرف كجحش حر الروح يجري كما تشتهي رياح قلبه، فإن هيلينا كانت تشبه شوكة في الحلق عندما لا أتبع القواعد.
“إميلي، يجب أن تشاهدي وتتعلمي حسن التصرف من هيلينا.”
وضعت المشرفة على السكن كلانا في غرفة واحدة، ونحن، اللتان أصبحنا رفقاء في السكن بشكل غير متوقع، تقاتلنا مرارًا وتكرارًا كل يوم.
لا، على وجه الدقة …
“إميلي، ألن ترتبي سريرك؟”
“إميلي، لا يمكنك أن تتصرفي بهذا اللطف مع الخادمات.”
“إميلي. إميلي. إميلي. ”
هيلينا، التي كانت تزعجني كل يوم، وأنا التي كنت أصرخ في وجهها.
“يا هذه، ألم أقل لكِ أن تأخذي الأمور ببساطة؟”
“هل أنتِ أمي؟ لا، حتى أمي لا تفعل هذا أيضًا.”
“أذني سوف تنزف بسبب تذمرك.”
نحن الاثنتان، اللتان كنا نتشاجر كل يوم، بدأنا نفهم بعضنا البعض أكثر مع كل نزاع.
ومنذ ذلك الحين، أصبحنا أفضل صديقات لا ننفصل عن بعضنا أبدًا، وما زلنا نتحدث مع بعضنا البعض رغم مرور عشر سنوات.
يقول البعض أن الصداقة بين النساء لا تعني شيئًا، خاصة بعد أن تتزوج المرأة وتبدأ في تكوين أسرة، حيث يقولون أنها سوف تتلاشى في الذاكرة.
لكنني لم أتفق مع ذلك على الإطلاق…
سواء في الماضي أو الحاضر.
كانت حياتي، المليئة بالعديد من التقلبات والآلام، شيئًا لن أستطيع تحمله بدون وجود هيلينا.
كان زوجي، راندولف كارتر، الرجل الوحيد الذي فهمني حقًا، لكنه رحل منذ فترة طويلة.
لذا، يمكنني أن أؤكد لكم أنه بعد رحيله لم يجرؤ أحد على فهمي قط مثل هيلينا.
حتى في ذلك الوقت…
حتى عندما مات راندولف في ظروف غامضة، وبشكل يتجاوز العقل والمنطق.
“إميلي، لديك أنا.”
لولا هيلينا، لكنت ألقيت بنفسي في نهر التايمز عشرات المرات بالفعل وانتحرت.
وفاة راندولف.
عندما جاءت هذه الذكرى الرهيبة والمؤسفة على بالي، شعرت فجأة بالسوء.
“توقفي. دعينا لا نفكر في الأشياء عديمة الفائدة.”
نهضتُ بسرعة من السرير وجلستُ على مكتب الماهوجني لفرز أفكاري.
لم يتم إعطائي أوامر جديدة حتى الآن.
بعد الأمر الأخير بتدمير هايد، لم يُصدر الملك ذو الرداء الأصفر أي أوامر أخرى.
لكن طلباته لم يكن لها وقت محدد.
هل يجب أن أقول أن محاولة التكهن بموعد الأمر التالي أشبه بالبحث عن إبرة وسط كومة قش؟
عندما دخلتُ عن طريق الخطأ إلى عالم من “الغموض المجهول”، كان يتم إصدار أمر جديد في كل مرة أنهي فيها مهمة ما.
ولهذا السبب كنتُ أتجول باستمرار هنا وهناك بحجة جمع البيانات كروائية رعب.
وأيضًا، السبب الذي جعلني مهووسة بأوامر الملك كان بسبب “الأيام المتبقية حتى نهاية العالم” التي تُمنح لي كمكافأة.
إذا ضيعت وقتي في فعل لا شيء، فكما سمعت منذ فترة …
[وكيلتي إميلي، ما يزال هناك 72 يومًا قبل نهاية العالم.]
بعد هذا الوقت بالضبط، سوف يُدمر العالم …
تمامًا مثلما ظهر كثولو في سواحل كارديف.
لم يكن هناك ما يضمن لي أنه لن ينتهي بي الأمر هكذا في المرة القادمة.
ارتجفت من فكرة حصول “نهاية عالم أخرى” بسبب ما رأيته في لك اليوم.
بغض النظر عن عدد المرات التي يمكنني فيها العودة إلى الحياة، لم أرغب في تجربة ذلك مرة أخرى.
إذا متت ببساطة وعدت إلى ما قبل أيام قليلة، فقد كان الأمر أشبه بلعب لعبة في حياتي السابقة ذات خيارات حفظ التقدم، حيث تعود إلى بداية المهمة فقط وتتاح لك إمكانية إصلاح أخطائك.
لكن بدء الحياة مرة أخرى بعد تجربة نهاية العالم يشبه إعادة تشغيل اللعبة بعد مشاهدة نهاية سيئة حيث تبدأ كل شيء من الصفر.
حيث أنني سوف أكون شخصًا مختلفًا تمامًا قبل وبعد رؤية تلك النهاية.
لم تكن نهاية العالم مختلفة عن الموت بالنسبة لي، أنا التي يعاد إحيائي بغض النظر عن عدد المرات التي أموت فيها.
وبهذا المعنى، ربما لم أكن لأعيش حياة تكرر نفسها، وبدلاً من ذلك قررتُ أن أعيش حياة ذات حد زمني حيث يمكنني فقط تأخير ما لا مفر منه.
انغمست في مثل هذه الأفكار العميقة عندما سمعت فجأة صوتًا في رأسي.
وفي الوقت نفسه، ظهرت رسالة على سطح المكتب.
[أشعر بآثار المجهول هنا.]
اختفت الرسالة كما لو كانت مكتوبة على رمال الشاطئ وتم جرفها من طرف الأمواج.
ثم ظهرت جملة أخرى.
[سيُقدّم لك الشخص الذي تبحثين عنه أمري التالي.]
إذا كان شخصًا أبحث عنه …
هل كان يتحدث عن جيمس ميراندا باري؟
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────