إميلي تصطاد الوحوش - 15
──────────────────────────
🌷 الفصل الخامس عشر –
──────────────────────────
“ماذا تقصدين؟”
السبب الذي جعلني أحاول الاقتراب منه.
“لقد أتيت إلى هنا لأقابل الروح الشريرة في الغرفة 333 …”
عضضت شفتي برفق واعترفت بالباقي بمرارة.
“لذلك، لقد استغليت صدقك معي.”
اتسعت عيون السيد هنري.
لقد أخبرته القصة كاملة من البداية إلى النهاية.
“لقد استضافت السّيدة بلافاتسكي مؤتمرا لخلق نقطة التواصل بيني وبينك.”
لقد استخدمت صديقتي القديمة، هيلينا بلافاتسكي، “لبدء” علاقتي معه.
تمت دعوته إلى مثل هذا المؤتمر، وتأكدت من لفت انتباهه. في النهاية، قبلت حتى اعترافه الجاد “باللقاء على أساس الزواج”.
“لقد كنت ألعب بمشاعرك يا هنري.”
كان هناك حجر ثقيل يضعط على صدري.
لقد كان ذنب استغلال المشاعر الصادقة لهذا الرجل الذي عاش حياة تعيسة في مواجهة المحن بعد المصائب.
وبسبب ذلك، لم يكن اعتذاري جيدًا، لكن هنري جيكل بدا مبتهجًا.
“إذن … أنت لا تمانعين تقبّل عيوبي؟”
“ماذا؟”
“لقد كنت …”
الشاب الذي ظل عاجزًا عن الكلام لفترة من الوقت، كافح ليقول كلماته التالية.
“لقد كنت ممسوسًا من طرف شيطان، وأصبحتُ إدوارد هايد، وفعلتُ أشياء فظيعة.”
شيء فظيع.
لقد كان تعبيرًا دقيقًا.
استحوذ إدوارد هايد على جسد هنري جيكل للانخراط في أنشطة “غير إنسانية” …
ولم يكن الأمر سوف ينتهي عند ذلك الحد فقط.
لحسن الحظ، لم يتم كسر قوانين الطبيعة في العالم. من المفترض أن حس هنري جيكل القوي للعدالة الأخلاقية قد قمع غرائز هايد.
“كما قلت من قبل، هذا ليس خطأك. أنا لست مستاءة منك.”
لقد قلت هذا من كل قلبي، لكن هنري كان لا يزال يبدو مرتابًا.
“لا أستطيع حتى الاعتراف بنفسي الأخرى … هل تقولين أنه يمكنكِ قبولها؟”
لم يكن هو آخر.
لقد كان مجرد ظل شيطان.
أردت أن أقول ذلك، لكنني لم أعتقد أنه سيكون مفيدًا للشاب ذو الوجه الحزين.
“هنري، كل إنسان ضعيف. لذا … ”
قررت أن أبهجه بطريقة مختلفة.
“الرغبات الغير مألوفة في أعماق قلبك … لماذا لا تقبلها كما هي في بعض الأحيان؟”
“……”
“الجميع يوجد بداخلهم الخير والشر. لذا لا تحاول كبح جماح نفسك من التنقل ذهابًا وإيابًا بين النقيضين … ”
حدق هنري في وجهي بنظرة غامضة.
“أليس هذا ما يجعل البشر… بشرًا؟”
اتسعت عيون هنري جيكل كما لو أنه لم يفكر في الأمر بهذه الطريقة.
“لا يجب أن تحاول قمع رغباتك. اقبلهم. لا تخضع لهم طوال الوقت، ولكن في بعض الأحيان تحتاج إلى أن تكون صادقًا مع نفسك، أليس كذلك؟”
“إميلي …”
قام هنري فقط بمانادة اسمي.
كان من اللطيف والرائع إلى حد ما رؤيته يحاول إخفاء مشاعره.
“كما تعلم، هذه هي المرة الأولى التي تناديني فيها بإميلي وليس الآنسة إميلي.”
احمر هنري خجلاً عندما سمع كلماتي وفجأة ألقى نظرة جادة.
“إذن، لمرة واحدة فقط في هذا المكان …”
نظرت مباشرة في عينيه لمعرفة ما الذي سيتحدث عنه.
“هل لي أن أظهر لك رغبتي كما هي؟”
“…ماذا؟”
خلف عينيه ذات اللون الأزرق الداكن مثل البحر الليلي، كانت هناك رغبة ملحة قابعة هناك.
كان قلبي ينبض بقوة، وكنت متوترة في نفس الوقت، لذلك لم أستطع جمع الكلمات لأقولها.
“بالتأكيد.”
عندما أجبت بقلب حازم، تقدم السيد هنري نحوي وانحنى تجاهي.
كانت حركاته مهذبة ومدروسة، لكن عينيه كانتا تلمعان، مثل الوحش أمام فريسته.
بطريقة ما، كان من الصعب عليّ التنفس أمام مثل هذا الرجل. شعرت بالجاذبية تنضخ من جسده المتناسق. بمجرد أن تصلب جسدي أمام ظله الطويل الذي سقط علي، أمسك هنري بيدي.
… شفتيه، الدافئة والناعمة، لمست ظهر يدي.
كنت أشعر بالفضول بشأن ما سيفعله، لكنه فقط قام بتقبيل ظهر يدي.
بطبيعة الحال، استعدت يدي دون أن أظهر أي علامات إحراج أو ندم.
كان من المضحك أنني كنت متوترة دون سبب.
كان هنري جيكل نفسه أحمر اللون من خديه إلى أذنيه.
“أ- أنا … حاولت التعبير عن مشاعري بصدق. أنت لم تكرهي ذلك، أليس كذلك؟ ”
لقد كان ظريفًا لدرجة أنني شعرت بالسوء لأنني اعتقدت أن هذا الرجل الوسيم يمكن أن يبدو عاجزًا للغاية.
“هنري.”
قلت هذا دون أن أدرك ذلك.
“على الرغم من أن علاقتنا المزيفة قد انتهت ، فلماذا لا نظل أصدقاء مقربين؟”
“هل سينجح هذا؟”
“بالطبع.”
ابتسم هنري.
“هل أعجبك ذلك كثيرًا؟”
دعونا نمزح معه قليلًا عن ابتسامته.
“من الجيد أن نبقى على اتصال، لكن …”
أجابني هنري بينما يحني رأسه لأسفل.
“أنا فقط سعيد لأنه لا يزال هناك بعض الأمل.”
لقد كان ظريفًا جدًا في هذه اللحظة.
اضطررت إلى قمع رغبتي في معانقته. ومع ذلك، كنت في حالة لا يمكن لأحد أن يقبلني فيها.
لقد غادر قلبي مع راندولف.
هو الذي توفي منذ أكثر من 10 سنوات.
أصبحت ذكرياتي عنه من بقايا الزمن المتناثرة، والمشاعر الجميلة التي عشتها معه حينها كانت مدفونة في أعماق الماضي.
ومع ذلك، ما بقي في صدري كان مثل أرض قاحلة.
بالطبع، لم أستطع أن أترك نفسي تحت رحمة شعور غير مؤكد يسمى الحب.
حتى لو منحني أحدهم الحب دون طلب أي شيء في المقابل، فسوف أؤذي هذا الشخص يومًا ما.
ألن يكون الأمر أشبه بخدعة لكلينا إذا قمت بمناقشة الحب في مثل هذا الموقف؟
ولذلك ابتسمت بمرارة.
على أي حال، لقد أتممت بعملي لأن الشيطان إيدي اختفى من جسد هنري.
قلت، بينما أنهض من مكاني:
“أعتقد أن الوقت قد حان لمغادرتي.”
***
وقفت إميلي بينما كانت تعاني قليلًا في الحفاظ على توازنها، لذلك ساعدها هنري بشكل طبيعي.
ثم تراجع إلى الوراء بشكل محرَج وقال:
“لن أؤخركِ أكثر.”
“شكرا لك هنري.”
نظرت إميلي إليه مرة أخرى وابتسمت.
“أراك قريبًا.”
ثم غادرت الغرفة.
حتى بعد اختفائها، لم يستطع هنري أن يرفع عينيه عن الباب الذي خرجت منه لفترة طويلة.
“…..”
رائحة البنفسج الباهتة على ظهر يدها، وملمس بشرتها التي كانت ناعمة مثل المولود الجديد، وذكرى دفئها لا يمكن أن تغادر رأسه.
“هااا …”
تنهد هنري واستعاد رباطة جأشه.
عندما استدار إلى الجانب، رأى انعكاس صورته في المرآة.
تقدم هنري بخطوات بطيئة نحوها.
لقد ورث قوته الجسدية ويداه وقدميه من جده، أما عيونه ووجه اللذان يشبهان والده في شبابه كان لهما ملامح ممتازة.
نظر إلى نفسه في المرآة وقال:
“… هذا قبيح.”
بقع الدموع التي تُرِمت على خديه جعلته يبدو أقل رجولة.
ابتسم هنري لنفسه هكذا.
بمجرد أن ارتفعت زوايا شفتيه، تغير انطباعه تدريجياً.
وبعد فترة.
“الأمر ليس بهذا السوء.”
بصوت أجش قليلاً من ذي قبل، تمتم بلهجة غريبة تستخدم فقط في الأحياء الفقيرة.
هنري، أو بالأحرى هايد، لعق شفتيه، وكأنه كان آسفًا لأنه ترك إميلي تذهب.
“إنه لأمر مثير للشفقة أنني قمت بتقبيل ظهر يدها فقط.”
بالنسبة لهايد، لقد كانت منقذته.
هي لم تطرد فقط شبح والده الذي كان يحاول الاستيلاء على جسد جيكل …
“لكن حتى الشخص الذي أحميه بدأ يستمع إلي جيدًا.”
لم يكن يعرف متى أصبح هنري هو هايد، لكن كان هناك شيء واحد مؤكد.
“لماذا لا تقبل الرغبات غير المألوفة في أعماق قلبك كما هي؟”
رغبات هنري لانچهام اللاواعية هي نفسها رغبات هايد.
بفضل كلمات إميلي، كان من الأسهل التعامل مع غرور “جيكل”.
الآن يبدو أن هايد وجيكل أصبحا قادرين على الحفاظ على علاقة جيدة بينهما إلى حد ما. على عكس الماضي، حيث كان عليه أن يتقاتل مع ذلك الرجل الذي لم يرغب في الاستسلام له، لذلك كان عليه أن يستحوذ على جسده كلما احتاج ذلك.
في النهاية، كان كل شيء بمثابة فرصة.
إدوارد هايد، والد هنري جيكل البيولوجي.
لقد انتقلت روحه إلى جسد ابنه الصغير.
لقد كان يمارس طقسًا دمويًا يحوّل الشخص إلى روح شريرة بعد الموت، وهو لم يترك جانب جيكل. في تفكيره، كان تعبير هايد يشبه إدوارد هايد في شبابه.
“شكراً جزيلاً لأنك كنت السبب في ولادتي … أيها الأب الوغد.”
الشيء الذي ورثه هنري من والده البيولوجي القذر كان مظهره الوسيم بشكل مذهل.
أليس وجود إيدوارد هايد هذا، الذي كان يطعن الآخرين في ظهورهم بمظهره الجميل، هو أيضًا جزء من إرثي؟
عاش هنري جيكل لانچهام طفولة كان الجميع يصفها بأنها مؤسفة.
الصبي الذي فَقَد والدته في سن مبكرة استغله والده لمصالحه الخاصة وعانى بسبب أقاربه الذي كان يطمعون فيه وينبذونه.
كان ليكون من الغريب عدم وجود جانب مظلم في ذهن مثل هذا الطفل.
في هذه الأثناء، لعبت روح إدوارد هايد، الذي دخل رأس الصبي وحاول السيطرة عليه، دورًا في إيقاظ ظلام الصبي وإعطائه وعيًا خاصًا به.
عندها ولدت الذات الثانية لهنري، “هايد”، بهذه الطريقة.
كان هذا هو السبيل الوحيد لتحرر صبي الصغير الذي كان عالقًا في دوامة المبادئ القديمة للأخلاق.
“هنري، رجل مثلك بمثابة وصمة عار على عائلتنا! كيف يمكن أن يكون هذا الشيء ابن آريا الخاصة بنا؟”
البارون ويلفريد لانچهام، الأخ الأكبر لآريا وأحد أفراد عائلة لانچهام، كان يهين الصبي كلما رآه.
عندما اختبأ هنري في ركن العلية ليبكي ويريح قلبه الجريح، خرج هايد واستولى على جسد الصبي.
“أرغغ! مـ- من وضع فأرًا على طبق العشاء الخاص بي؟”
مقارنة بالجريمة التي ارتكبها، فقد أعطاه هنري عقابًا طفيفا للتنفيس عن غضبه.
وكانت هناك حادثة أخرى.
خلال فترة عيش هنري في مدرسة خاصة، نشر أحد الطلاب شائعات حول ولادة هنري وافترى عليه زورًا.
بينما كان “جيكل” يجمع شتات نفسه من خلال تلاوة الصلوات في غرفته، بحث “هايد” عن الطالب على الفور وجعله يدفع الثمن.
… بطريقة تخرب فمه المتفاخر طبعًا.
“هـ- هنر… هنري، من فضلك … أنا آسف. لقد ارتكبت خطأ…”
“ألم تضحك بسخرية وتتجاهلني عندما توسلت إليك أن تتوقف؟”
أظهرت عيون هنري، أو بالأحرى هايد، نية واضحة للقتل.
عندها فقط أدرك زملاؤه ماهية المفترس الحقيقي.
“منذ أن انقلبت الطاولات … أعتقد أنك حزين لأنه لا يمكنك فعل أي شيء آخر سوى البكاء والتوسل.”
عندما عبر هايد عن غضبه، كان يبتسم كما لو كان سعيدًا حقًا.
بفضل هذا، كانت الحياة المدرسية لهنري لانچهام أسهل بكثير من ذي قبل.
… على الرغم من أنه لم يعرف السبب الحقيقي أبدًا.
──────────────────────────
✨فقرة الشروحات:
هلوو~
بعرف في ذا الفصل مخكم اتلحس 😂😂
أنا كمان عدت الفصل أكثر من أربع مرات لفهمت 😭
✨ لهيك ركزوا معي منيح ✨
أول شي هو أنه هنري جيكل لانچهام شخص منفصم الشخصية .. صارت عنده شخصية ثانية ويلي هي هنري هايد بعد ما تعرض لضغوطات وتنمر وعذاب أليم نتيجة لاستحواذ إدوارد هايد على جسده ..
من الأخير اعتبروا كان في ثلاث شخصيات بجسد واحد..
•إدوارد هايد يلي تخلصت منه إيميلي بالفصول السابقة.. ❌
•هنري جيكل الشخص الطيوب والكيوت 🥺
•وشخصيته الثانية هنري هايد الباد بوي ويلي يجلد ولا يبالي 😂😂
يعني حاليًا ظل بس هنري بشخصياته المنفصمة جيكل وهايد .. أما الروح الشريرة تبع أبوه تخلصنا منها تمامًا ..
من الأخير هايد ذا يلي ظل مو شرير 👌✨
أتمنى الشرح مفهوم 😭❤️
إذا لسة عندكم شي مشكلة بالفهم لا تترددوا تسألوني .. وأنصحكم ترجعوا تقروا الفصل مرة ثانية للفهم الأفضل ❤️
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────